كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 07:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-29-2010, 07:50 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم (Re: حسبو عكاشة)

    كوارع آخر أعرفه يدعي صالح يا صديقي :

    ـــــ

    يمشي (صالح) بتفته المميزة ليضيف للمدينة نكهةً أخري ! يذوبك في لجج حكاياه التي لا تنتهي تشعر وأنت جالس قبالته انك تلميذ في الصف الأول من مدرسة الحياة ! ولا غلو في ذلك فبعض الرجال حكايات تمشي تماماً كما الحكايات النساء ! يحكي ( للعوض ) عن ثقب الأوزون وعن أعمال فيدور ديستوفسكي عن الاخوة كارامازوف يحكي عن الجريمة والعقاب ، عن الامبريالية وأدواتهاعن الرأسمالية الطفيلية يحكي كل ذلك والعوض جالس كطوب الأرض فما للعوض بثقب الاوزون بل ما له وديستوفسكي ؟ العوض الذي كل علاقته بالأرض مصلاه وإبريقه النحاسي والذي علي حمله أينما ذهب . الي جانب حقته المليئة ببعض خيرات الفاشر تمباكاً بلدياً يصر علي تمطيره بيديه ، فهو لم يعد يثق في محلات (العماري) منذ ان سرت في المدينة شائعة استخدام البعض لمواد كيميائية لزيادة الكيف .

    تتشقق الأرض ونبت الحكايا تخرج من (صالح) فيا للأوزون المسكين ويا لفجيعة ديستوفسكي فيك يا صالح . يدير مؤشر الراديو تجاه أمدرمان يستجدي سهرات الإذاعة السودانية فيما مضي يغمغم وهو يسمع تقريراً إخباريا عن زيارات المسؤولين التي لا تنقطع ، هم هكذا المسؤولين في بلادي زيارات لا تنقطع وتواصل حميم مع السفر ،
    يقرر بقلق يخصه إطفاء الراديو يتأمل في نجيمات ظهرن تباعاً ، يغطي رجلاه بملاءة قديمة صارت أشبه بشباك الصيادين رثة للغاية تماماً كحاله الرث ! لا يملك في الدنيا سوي عنقريبه الهبابي وراديوه الترانزستور وملاءته القديمة الي جانب حكاياه التي لا تنتهي علي الاطلاق .

    باكراً استيقظ من نومه (إستاك) جيداً ثم خرج قاصداً دكانة صديقه (العوض) ذهب أولاً لقراءة صحف البلاد ذات المانشيتات الهزائم ذات الزيارات التي لا تنتهي لم يكن بها جديد علي الاطلاق قرأها في لمح البصر ثم أعاد الصحيفة لبائع الصحف ، الذي لطالما حذره من القراءة المجانية غير انه رضخ مؤخراً أمام إصرار صالح وســـخريته المفرطة :

    (لما تجيب ليك جريدة فيها إخبار محترمة أنا بشتري منك) يا لحنكك البيش يا (صالح) !

    يا فتاح يا عليم : هكذا ابتدر (العوض) ما إن وقعت عيناه علي (صالح)

    والله بلد عجيبة ياخ ؟ أنت يا العوض القصة دي حتستمر كدة لمتين يعني ؟

    قصة شنو يا (صالح) ؟ واياك تقول لي الأوزون وبستشسكي والامبررو

    ضحك (صالح) حتي فاضت من الدموع من عيناه ـ هو في الحقيقة كان يبكي حاله وحال بلاده علي وجه الخصوص ثم تابع قائلاً :

    لا ياخ أها أنا من الليلة قررت أهج من البلد دي بالعربي كدة وهسي أنا عايزك تسلفني خمسمية الف وبردها ليك متي ربنا سهل التساهيل وعارفك ما حتقصر معاي

    خمسمية شنو ؟
    خمسمية الف
    فتاح ياعليم رزاق ياكريم

    هو باللاهي انا لو عندي خمسمية الف البصحيني المواعيد دي شنو ؟

    انا ما عندي ليك غير كباية الشاي وصحن الزلابيا

    يا (حجة التومة) ادينا كبايتين شاي باللاهي
    هكذا صاح (العوض) بحاجة التومة

    حاجة التومة : أعمل ليكم في الشاي شنو يا (العوض)

    آي حاجة ياخ أي حاجة انشاء الله سم

    توالدت الهزائم كجيوش الـ (نمتي) في كل شارع تجد هزيمة كاملة الدسم في انتظارك في كل بيت في تلك الاطراف حزن متمدد لم يعد في الحياة ما يسر علي الاطلاق ، غاب الفرح أو غيبوه من الطرقات قبيل ان يغيبوه في أحلام الناس وآمالهم ! لم يعد ثمة مؤشر لانعدال الحال ، تشابهت الأشياء كلهاـ والشوارع لكأنها فرغت من المارة والمتسولين أنفسهم ما عادوا يسألوك (شيئاً لله)

    توقفت عمليات البيع والشراء فكان لزاماً علي (العوض) مسايرة اقتصاديات السوق الجديد فبدل نشاطه التجاري الذي ورثه أباً عن جد بنشاط هامشي ، غابت لوحته المميزة (جزارة آل العوض) وحل محلها لوحة صغيرة لا تكاد تري بالعين المجردة علي ورقة فلسكاب كتب فيها بخط لم تسمع اذناه بالخطوط (العوض لتحويل الرصيد) كل شئ يصغر في هذه المدينة عدا آلام الناس ومعاناتهم وضنك معيشتهم كل شئ يصغر عدا أعداد المسؤولين والحركات والجيوش المنتشرة كل شئ يصغر عدا أرصدة المسؤلين في البنوك كل شئ يصغر حتي الوطن كجغرافية صغرت وتآكلت أطرافها وخيل التاريخ يجقلب والشكر أجزله للمليون ميل مربع !

    سيذهب (صالح) فما عاد في الافق شيئ يستحق الغياب سيذهب الي أي مكان آخر في كوكب الارض يجد فيه بعضاً من انسانيته التي صار يستجديها في طرقات هذي المدينة الرثة !
    سيذهب هرباً من الباعوض وجيوش المسؤلين والجيوش الأخري التي تملأ الطرقات ، لكم هو حزين كونه ظل يقاوم الهجرة بقهقهات (العوض) وشاي التومة والنظر في عيون البسطاء ! لكم تحمل الجوع في ليالي الشتاء ـ سيذهب ممتلئاً بحلم يخصه بحلم كلفه الكثير .

    إهتدي أخيراً لبيع ممتلكاته كل ما يمكن أن يأتي بفلس عرضه للبيع حتي ملاءته الرثة ابتاعها منه رجل سبعيني يقضي ما تبقي من ايامه تحت شجرة كبيرة ظلت علي مواسم الجفاف التي انتابت المدينة محتفظة بظلها فإتخذها الرجل سكناً له .

    أما الراديو فقدمه هدية لصديقه العوض قدمه وهو يضحك بسخرية منفلتة :
    بالله الراديو دة لو حصل في يوم ساكت ما جاب سيرة المسؤولين وديهو لي بتاع الروادي يصلحوا ليك !
    احتضن صديقه طويلاً بكي كليهما وهما في ذاك الحال تحول حضنيهما لحضن وطن يفتقده كليهما بكيا سوياً حتي شارفا الإغماء ، حاجة التومة بدورها انتحبت كثيراً فها هو صالح يقرر الرحيل صالح الذي كان يملأ أركان الأرض بالتفاؤل والغناء الجميل صالح الذي ولما يقارب الخمسة أعوام يشرب من يديها الشاي الأحمر الموزون
    حد وصفه ،

    قدم (العوض) لـ(صالح) بعض الجنيهات وكذلك فعلت (التومة) حتي الرجل السبعيني استجاب لنداء اللحظة استجاب كل من في الشارع ساعتها لهذه الحميمية التي في طريقها للرحيل ، المشهد كان مؤلماً احتماله كأي مشهد سينمائي مؤثر غير ان الفارق أن الممثليين كانوا علي سجيتهم حتي الكومبارس لم يأتوا لينالوا أجر ظهورهم لدقيقة في مشاهد تنتهي حميميتها بإ نتها ء التصوير ، بكي صالح كثيراً وبما تبقي من مروءته مضي دون أن يلتفت الي جمهور مودعيه مشي ممتلئاً بجمال أولئك الفقراء المتعبين مضي بعيداً حتي تلاشت الأشياء خلفه لم يعد في المدينة ما يستحق البقاء ! قالها لنفسه ثم أخرج زفيراً حاراً ثم مضي ورغوة الحياة تسيل من فمه .
    وداعاً أيتها البلاد الما خمج
    وداعاً أيها الناس الما خمج
    وداعاً أيتها الشوارع
    ليغيب بعدها عن ذاكرة المدينة التي بالتأكيد ستدخل في همومها بإشراق صباح جديد، وحدها الشوارع يا صالح ستفتقدك وحدها الشوارع وربما (العوض) و(حاجة التومة) وكرسيك الذي سيظل فارغاً في دكانة العوض طوال غيابك غيرهم لن يفتقدك أحد علي الاطلاق ،


    والله في !
    __________________
    التعديل بخصوص التعديل وغايتو غايتو غايتو

    (عدل بواسطة خضر حسين خليل on 09-29-2010, 08:17 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم حسبو عكاشة09-29-10, 03:19 PM
  Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم مرتضى احمد عبد القادر09-29-10, 05:51 PM
    Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم خضر حسين خليل09-29-10, 06:50 PM
      Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم خضر حسين خليل09-29-10, 06:58 PM
        Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم حسبو عكاشة09-29-10, 07:25 PM
      Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم حسبو عكاشة09-29-10, 07:19 PM
        Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم خضر حسين خليل09-29-10, 07:50 PM
          Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم حسبو عكاشة09-30-10, 09:39 AM
            Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم حسبو عكاشة09-30-10, 09:44 AM
              Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم محمد عبدالرحمن09-30-10, 10:09 AM
                Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم حسبو عكاشة09-30-10, 10:22 AM
                  Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم عبدالكريم الامين احمد10-02-10, 02:29 PM
                    Re: كــوارع - مهداة الـي خضر حسين و حلــيم حسبو عكاشة10-02-10, 02:50 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de