طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 00:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-19-2010, 12:37 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    جميل جدا ، ومفيد جدا ..
    جهد كبير تبذلونه فلكم الشكر والتوفيق .
                  

09-19-2010, 02:36 PM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    شكراً محمد الحاج
    وشكراً عوض (الزول سابقاً)
    متعة حد الترف

    تسلموا
                  

09-19-2010, 05:01 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: اسامة الكاشف)

    لك الشكر أخي ود قاسم وأخي أسامة الكاشف وأواصل:




    حــــــــرف العيــــــــن

    عبد الرحمن بن جابر


    فهو القطب الرباني والغوث الصمداني شيخ الإسلام والمسلمين، برع في الفقه على أخيه إبراهيم البولادي وعلى سيدي محمد البنوفري، وجلس للتدريس والفقه وساير الفنون بعد أخيه، وانتفعت به الناس، وبلغت ختماته في خليل أربعين ختمة، وله ثلاثة مساجد: مسجد في دار الشايقية ومسجد في في كورتي ومسجد في الدفار، وكل مسجد يقري فيه أربعة أشهر، ومن كراماته الحوت في البحر يسافر معه، وأربعين من تلامذته بلغ درجة القطبانية في العلم والدين والصلاح، منهم سيدي عبد الله العركي، والشيخ عبد الرحمن بن مشيخ النويري، والشيخ يعقوب بن بان النقا الضرير، والمسلمي ولد أبو ونيسة، والشيخ لقاني الحاج خال الشيخ حسن ود حسونة، وعيسى بن الشيخ محمد بن عيسى سوار الذهب، وإبراهيم ولد رابعة بحجر العسل، ونحو ذلك، وعبيده التابعنه أربعين عبدا شايلين السيوف، وألف كتاب :”ترشيد المريد في علم التصوف” فهو كتاب مفيد، له رسالة في الفتاوي والأحكام، وأولاد جابر الأربعة كالطبايع الأربعة، كل واحد له خاصية: أعلمهم إبراهيم، و اصلحهم عبد الرحمن، وأورعهم إسماعيل، وأعبدهم عبد الرحيم، وأختهم فاطمة بنت جابر نظيرتهم في العلم والدين، وأمهم اسمها صافية، نالوا هذه المرتبة بدعوة صالحة منها، ودفنوا بترنج من دار الشايقية، وقبورهم ظاهرة تزار ويتسقى بها الغيث.

    عبد الله بن دفع الله العركي

    أمه اسمها هدية بنت عاطف، جميعابية، ولد بأبيض ديري، وحفظ الكتاب على أبيه دفع الله، وسافر لطلب العلم في دار الشايقية عند الشيخ عبد الرحمن المذكور ومعه الشيخ عبد الرحمن النويري، بعد سبع سنين قدم النويري فسأله الشيخ دفع الله عن عبد الله ولده قال له:” يحش القش لخيل شيخه، قراءته مقطوعة”، فغضب الرجل غضبا شديدا، وسافر إلى دار الشايقية فوجد ولده شايل شبكته ومنجله يحش القش للخيل، فذبحوا له شاة فأمر بأكلها، فبات القوى، فأخبرو الشيخ بذلك فقال:” أبو عبد الله ولدنا يبيت القوى، ما رآنا أهل للخدمة”، فأمر بنته تصنع قراصة دخن، فماصها بلبن بقرة فأمره بشربها، فشربها، فبمجرد شربها فتح الله عليه العلم، وأمره وقال له:” أنا مشغول، هل يقرأ عبد الله”، وسد الخلوة عليه، وأخذ الشيخ عبد الله في القراءة فقرأ قراية بهرت عقول السامعين، فحصل السرور لوالده، ومع ذلك علمه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سيل به أعطى، وأعطاه أربعة من الطلبة يقرؤون عنده، وقال له :”سافر مع أبوك، والمقصر إنشاء الله يتم فوق الدرب”، فالعلم يرد عليه دخاخين دخاخين إلى أن وصل وجد أهله سكنوا غابة الهلالية، فشرع في التدريس واشتهر بجلالة القدر، وولاه الشيخ عجيب الكبير القضا فباشره بعفة ونزاهة، وفي تلك الأيام قدم الشيخ تاج الدين البهاري من بغداد سلك الشيخ محمد الهميم والشيخ بان النقا والشيخ أمروه بالسلوك فامتنع، وقال أنا قرأت لي علما ما بشتغل بغيره، ثم أن الشيخ عبد الله شاف حيران تاج الدين البهاري طلعوا عليه وانقادت لهم الفونج والعرب، وأظهروا الكرامات وخوارق العادات، وشيلوا الفيلة الدليب ونحو ذلك، حصل له بقر ولحق الشيخ تاج الدين بمكة فوجده توفي فأخذ الطريقة من خليفته حبيب العجمي، وسلكه وأرشده، فلما قدم قال له الشيخ محمد الهميم:” أبيت ما تبقى أخونا بقيت ولد أخونا”، يفرش له البرش والشيخ على العنقريب،فأرشد الناس في علم الظاهر والباطن، وممن حصل به طريق الله إخوانه الشيخ أبو إدريس والشيخ حمد النيل، والشيخ محمد ولد داوود الأغر والشيخ شرف الدين راجل إنقاوي، والبلاع، ونحو ذلك، وحج أربعة وعشرين حجة، اثنا عشر ذهابا وإيابا وإثنا عشر جوارا، واشتهر بالعلم في الحجاز، ودرس في مقام مالك، فلما طال مكثه سافر إليه أخوه الشيخ أبو إدريس ومعاه الحاج سلامة الضبابي فحجا الفريضة وجابوه معاهم، ثم مكث ما شاء الله، ودفن بأبو حراز وقبره كعبة محجوجة، وطريقته نمت أكثر من طريقة حيران تاج الدين، قالوا طريقته طلبها في محلها، وحيران الشيخ تاج الدين طلبهم في محلهم، وله من الأولاد الصالحين منوفلي وعبد الرحمن أبوشنب، وعبد الرحيم بن الخطوة وغيرهم، ورثاه عبد النور الشاعر هو والشيخ أبو إدريس أخوه بأبيات أطال فيها منه قوله:

    لأهل الله تعزية نقول
    فننظمها بأبيات تطول
    جبال الأرض زالت واستقلت
    فوا اسفاه على موت الفحول
    فهم من بيننا قمر منير
    وعند الله أشهاد عدول
    فاول ذكرنا العركي المفضل
    ومن كني بابنته البتول
    سراج كان في الدنيا يوقد له
    تشكى المواجع و العلول
    ويحكم بالشريعة لا يبالي
    ويقضي الحق كالبتر الفصول
    نصوص البحث مطلع عليها
    خبير بالنوازل والنقول

    فكم أخرج سجين من سجن
    وكم أخرج أناسا من خمول
    فلولا شيخنا العركي لكنا
    علينا جزية القوم الجهول
    ولكن جاهه الفاضل حمانا
    وغطانا بأجنحة سبول
    أعز الله أرضا ضم فيها
    وأملى قبره نور شعول
    فخلق بعده الباري رجالا
    على بعض الرجال لهم فضول

    وكان رضي الله عنه له باع طويل في التوحيد، ونظم “كبرى السنوسي” والمقدمات في نظم بديع وذكر أنه فرغ منه سنة سبع بعد الألف، وكان كثير الشفاعة عند الملوك فلما دنع الوفاة قيل له:” من الخليفة بعدك؟” قال :”ولد داوود”، وهو تلميذه في علم الظاهر والباطن، إلى قدوم الشيخ دفع الله من الطلب بإشارة من الشيخ، فنظم قصيدة فيها شيوخ الطريقة إلى عند المصطفى صلى الله عليه وسلم، فمنها:

    لتاج الدين جاء خليفة وسيد
    قوم علا دون نهايات
    سما محمد والبهاري نعته
    كذا جاء في نسخة ذو بيانات
    فمنه حبيب الله جاء خليفة
    ومسكنه بصري فمنه لفانات
    هو بن حسن مشهور بالفضل والتقى
    فعما نحن شاهدنا له جم خيرات
    فلقننا فيما يكون نجانتنا
    من الذكر والتوحيد عافية منجيات


    عبد الرحمن بن مشيخ النويري

    وكان رفيق الشيخ عبد الله العركي في طلب العلم، وهو أحد تلامذة ولد جابر الربعين البلغوا درجة القطبانية، وأحد الأربعة الذين ولاهم الشيخ عجيب القضا بأمر المك دكين سيد العادة، وكان له باع طويل بمعرفة علم القضا وفصل الخصومات، ورفع إليه رجل أن امرأته تبرعت بثلث مالها قاصدة بذلك ضرر الزوج، فحكم الشيخ برده لأجل ذلك، وهو قول مالك، واختاره بن حبيب، وترك ظاهر كلام خليل وهو قول بن القاسم، ونازعوه فقهاء زمانه وقالوا له أنت حكمت بالقول المقابل وكاتبوا الأجهوري فيه، فأجابهم بصحة الحكم مراعاة للعرف والمصلحة، وكان كثير الشفاعة عند الملوك وغيرهم وله جاه عريض، وممن أخذ عليه العلم أبو أمونة والفقيه إدريس ولد محسن، شيخ الشيخ دفع الله في خليل بعد قراءته عند صغيرون، ودفن الشيخ عبد الرحمن بحلة الفقرا ضهرة أربجي، وقبره ظاهر يزار.

    علي ود عشيب

    مولده ببندر ضنقلة وطلب العلم عند الشيخ محمد البنوفري بمصر، وبرع فيه فسكن دار الصعيد وبنى له الشيخ عجيب الكبير مسجدا، وتصدق عليه مك الفونج بديار كثيرة في الشرق والهوى وفي دار المطر، وولي القضا وعدل فيه، وحكم بالمتفق عليه والقوي من الخلاف، وكان رفيق الشيخ إبراهيم البولاد بن جابر في طلب العلم بمصر، ويقال كل منهما دعا على صاحبه بدعوة فاستجيب فيه، فدعا الشيخ علي بن عشيب على إبراهيم البولاد فاقل:” الله يقصر عمرك صبي، جميع المسئلة السألوك عنها تجيب فيها!”، وقال له البولاد:”الله لا ينفعك بعلمك”، فإن البولاد تدريسه سبع سنين وعلم فيها أربعين إنسانا ثم توفاه الله، والشيخ علي لم يبلغنا له تدريسا، إلا أنه عنده القضاء، ودفن بالعيدي، وقبره ظاهر يزار، والعشياب كلهم ذريته.

    عبد الرحمن بن حمدتو الخطيب

    هو الشيخ الإمام العالم العلامة الحجة الرحلة شيخ الإسلام ومفتي الأنام، تفقه على الشيخ اسماعيل بن جابر، وحصل عند الشيخ البنوفري هو وابن سرحان فأثنى عليهما، وقال:” محمد صلح للتدريس لكونه يسأل عن تحقيق صورة المتن وعبد الرحمن يصلح للفتوى لكونه يسأل عن خفايا الشراح وتفقهت عليه أيمة أعلام منهم الفقيه حمد بن الأغبش، والفقيه إبراهيم بن بطيحة الفرضي وجماعة، ومع ذلك الورع والتقى والعبادة والزهد في الدنيا وأهلها، وله من الأولاد مدني الناطق والفقيه شيخ اللعسر، وهما شقيقان، وأولاد أم جدين الاثنين: محمد ومدني، ومالك أبو دقن، وكلهم أجلا ، شيوخ الإسلام، ومدحه ابنه مالك بقصيدة شعر:

    واعلم بأن والدي أصالة
    فقد فاق في العلوم والمقالة
    ليث العلوم فاضل لبيب
    محرر وحاذق أديب
    محقق الأصول والفروعا
    وسامع لديه مطيعا
    وفي دجى الليل يقوم ساعة
    وساعة تلاوة ضراعة
    أفاد في الميراث والعلوما
    من صافي الأنظار والفهوما
    شيخ أديب متقن أمينا
    أفادني الوجوه والفنونا
    انتشرت علومه انتشارا
    في التيه والبراري والبجارا
    هذا الذي قد قلته تقصيرا
    في عالم معلم نحريرا

    وقد قال بعض تلامذته في حقه شعرا ثانيا وهو هذا:
    سلام على ليث الليوث بعضرنا
    حسن السريرة طيب الأحوالا
    من خادم الفقراء لاشك عبدكم
    يا سيد السادات والأرزالا
    نعم الفتى أستاذنا بلغ المنى
    قد جال في فن العلوم مجالا
    يا سيدي قصدي إعادة درسنا
    قد ضاع فهمي ناقص الأحوالا

    عبد الرحمن بن إبراهيم بن إبو ملاح

    والد الحاج خوجلي، ولد بدبة عنتار، وسمته والدته عبد الرحمن على الشيخ عبد الرحمن بن مشيخ وذلك لأنه خالها أخو أمها، فحين حملها به جاءها راكب على فرس فرد عليها السلام فخرجت له فقالت:”يا خالي اسأل الله يعطيني ابنا صالحا” فدعا لها، ففي حالة الدعاء هي ارتعشت والفرس ارتعشت وهو أيضا ارتعش وذلك علامة إجابة الدعاء، وهرب وهو صغير إلى الشيخ محمد بن عيسى سوار الذهب فحفظ عليه الكتاب، وعلمه أحكامه وعرفه عنده، ثم طلب إلى شيخ الإسلام الأجهوري بمصر فقرأ عليه مختصر خليل ومنظومته في التوحيد وأجازه فيها، وصورة إجازته بخطه ” بعد حمد الله تعالى والصلاة على نبيه قال:” وبعد فقد قرأ علي الشاب النحرير الفاضل الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي ملاح الكباني نسبة والبري بلدة عقيدتي التي ألفتها في أصول الدين والتصوف وشرحها قراءة جيدة نافعة إنشاء الله تعالى، وحضر قراءتي في مختصر العلامة خليل في فقه الملكية في نحو نصف الكتاب المذكور، قراءة بحث وتحقيق دلت على نباهته وفقهه بالكتاب المذكور، وقد استخرت الله تعالى وأجزته بما ذكر وبجميع ما يجوز لي روايته بشرطه سايلا منه ألا ينساني من الدعا بسعادة الدارين ونحو ذلك، وبالدعاء والرحمة لأمواتنا وأموات المسلمين جعله الله من العلماء العاملين ووفقه لما يحبه ويرضاه من القول والعمل وجعله من عباده المخلصين ونفع بعلومه المسلمين بجاه سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وكتبه في آخر ذي الحجة سنة ثلاثين بعد اللف علي بن محمد المدعو بزين بن عبد الرحمن الجهوري المالكي” انتهى، وقال الحاج خوجلي أبواتي سبعة صالحين، أنا مان أصلح منهم لكني اشتهرت مالاهم.

    عبد الرحيم بن الشيخ عبد الله العركي

    المشهور بأبن الخطوة، فولدته أمه وأبوه مجاور في الحرمين الشريفين، وذلك أنه طرقها ليلا فقالت له:” ياسيدي أنت طرقت البلد وأنا طاهرة من الحيض وقد ماسستني وأخشى أن يقدر الله لي حملا منك والناس يعنفوني به بغيابك، فقال لها:” موضع قدمي بيعرفه أبو إدريس أخوي، فواقعها فحملت منه بعبد الرحيم، فإن الشيخ أبو إدريس لما رأى قدم أخيه قال: “البارح عبد الله أخوي طرق البلد من الحجاز، ثم قدم الشيخ بعد سبع سنين من ولادته، تلقاه مع الغلمان فسلم عليه وقال:”هذا ولدي”، ويسموه بياع المطر لأنه يبيعه على الناس، وطلب إلى الشيخ محمد بن عيسى سوار الذهب فإخذ عليه العلم وسلك الطريقة وارشده وقال للشيخ محمد ولد داوود الأغر:” أبوي أكمل من أبوك” يعني الشيخ عبد الله العركي، وقال له ولد داوود: “أبوي أرشد تسع وتسعين على ظهرهم الخبوبة، أدناهم وليد داوود” يعني نفسه، ثم قال :” الله” فالتمر تشتت من راسه! ودخل يوما في رمضان على الشيخ دفع الله فوجده راقد على عنقريب مستقبل للقراءة، فلما دخل عليه قام قعد فوق منبر ورقد هو على العنقريب، وقال له” يا دفع الله بركتك ثبتتك وطرطشت بنا، سكنتنا البوادي”، قال:” هذه بركة أبوك لأنه خليفته” فرأى بطيخة تحت العنقريب فشال ياكل فيها، وأرادت ستنا بنت الشيخ دفع الله أن تذكر الصيام لنا فاومأ الشيخ فقال لها:” رجلا غرقان ماه واعي نفسه”!
                  

09-19-2010, 05:02 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    المايكروفون معك أخي عوض الله ولك الشكر على التصحيح وسأدرجه في موضعه.
                  

09-20-2010, 05:55 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    ...
    نواصل حرف العين
    ....
    عمار بن عبد الحفيظ الخطيب:
    وأمه بنت اللبدي ، ولد بسنار وسافر لمصر والحجاز لطلب العلم والحج ، قرأ فيهما جميع العلوم الفقهية والنقلية والعقلية وعلم النحو واللغة والأصول والمنطق والتصوف وساير الفنون ، يقرأ الكتاب ختمة ختمة ، وتحصل على أكثر الشراح ، فجاب معه حوالي رحلين أو ثلاثة كتباً ، وقد ودت بخطه ، وكان سفرنا من سنار لطلب العلم بالأزهر للحج في يوم الجمعة بعد العصر خامس رمضان سنة سبع وسبعين بعد الألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، فلم ندخل مصر إلا في أول شهر صفر سنة تسع وسبعون ، جلسنا بالأزهر بعد عودتنا من الحج ، ومكثنا به بقية صفر والربيعين والجمادين ورجب وشعبان ورمضان ، ثم سافرنا للحج أي حج التطوع في شوال مع الحاج المصري وحججنا في سنة تسع وسبعين ، ثم جلسنا بمكة مجاورين بيت الله الحرام ، ثم سافرنا إلى حضرة المصطفى  في شهر المحرم سنة الثمانين وجلسنا بالمدينة ما شاء الله أن نجلس ، ثم رجعنا مكة شرفها الله مجاورين بيت الله الحرام ، ثم سافرنا إلى حضرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام بمكة ، ودخلنا فيها وصرنا إن شاء الله من الآمنين ، ثم سافرنا من مكة يوم سابع عشر من ربيع الأول إلى جدة ، ومنها إلى مصر بالسلامة في البحر في شهر رمضان من سنة ثمانين وألف ، ثم أدركنا سنة واحد وثمانين بمصر وسافرنا فيها إلى البلد ، وكان حجنا حجة الإسلام سنة ثمان وسبعين وحجة التطوع سنة تسع وسبعين ، وكان يوم عرفة يوم جمعة والحمد لله رب العالمين على هذا الطلب ، اللهم تقبل وأعف وسامح ما كان من رياء وسمعة.
    هكذا وجدته بخطه رحمه الله تعالى.
    وبلغ من ورع عمار أن محمداً ولد أبو خنجر قدم إلى سنار من الحلفاية ، وأهدى له رجل قمحاً فقبله ، وفي العام الثاني جاءه وقال له : عندي دار عليها خراج السلطنة بدورك تطلب الشيخ عجيباً يعفوه لي ، فكلم الشيخ فعفا منه ، فقال له : شل رحلك ما وجدت وجهاً آكله به ، فوجدوه قد بنت عليه العنكبوت وبلغ من ورعه أنه تزوج فاطمة بنت سالم ، وكانت صاحبة دنيا عريضة عبيدها تجار الهند والريف ، مكث معها سبعاً وعشرين سنة ، ما أكل لها طعاماً ولا اصتصبح بمصباح وقال : أصل مالها فيه حق الورثة ، وأنا أخذت ذاتها فقط. وزار الفقيه محمد بن عويضة الشيخ عز الدين ولد نفيع في المناقل فقال له: يا فقيه محمد أنت زوار للمشايخ ، كيف حال شيخنا دفع الله وشيخك القدال بن الفرضي وأخونا عمار بن عبد الحفيظ ؟ فقال له : زرت الشيخ دفع الله فوجدت فقراء أناس يسبحون وأناس يصورون وأناس في الكرير والشيخ نفسه بعد النافلة يدرس خليلاً وبعده الرسالة والعقايد والتجويد وكتب التصوف والتفسير ، مكثت عندهم أياماً كلام الدنيا ما سمعته إلا في عبارة التعليم ، وشيخنا القدال حلته كبرت حتى التصقت بحلة الفتيناب والفرجاب ، وإن فقراء أولاد البلد والتكارير عرضوا في ألف وسبعمائة ومجالسه خمس خليل والرسالة والعقايد والجامع الصغير وابن عطاء الله وصار في طرفه سبع حصيات يحصي بها كلام الدنيا ينطق به فكلما نطق بكلمة أدخل حصاة في فيه ، فقال عز الدين : طيب إن سلم من فتنة الدنيا ، وأما عمار فقد قدمت طالباً زاويته فوجدت الخيل والبغال والحمير متحاوشاها وفي بابها نعلات الصرموجه والفونجاويه والعربية ، دخلت فيها فوجدت الناس حلقات حلقات ، فناس يتحدثون بتجارة الحجاز وناس بتجارة الغرب وناس بتجارة الصعيد ، وناس بحوش الملك ، هو بينهم شايل سبحة يسبح ، فإذا قاموا شرع في التدريس ، يقرأ اثنتي عشر مجلساً ، وإذا سألته عن كلام الجماعة قال كلمة واحدة : مان ضابطها ، قال الشيخ عز الدين : الدنيا هذه كلها ما فتنته ، فهو أكمل من أصحابه.
    ومدحه تلميذه الفقيه علي ولد الشافعي بقصيدة ، فقال فيها – رحم الله الجميع :
    يا طالبين لكل فن تبتغوا *** شدوا الرحال ونوخوا سنارا
    قد حل بها إمام فاضل *** زين النوافل عالي المقدار
    ورع تقي صابر متواضع *** وجل عليه سكينة ووقار
    وله العلوم تأهلت طوع المنا *** من غير إشكال ولا إعسار
    في كل فن تطلبوه ترونه *** يبدي المزيد كزاخر الإبحار
    فقه وتفسير الحديث ومنطق *** وبديع علم والمعاني لدار
    لغة ونحو البيان وصرفه *** علم الكلام به جلا لغبار
    علم التصوف طال فيه يا فتى *** وقتاً به للسادة الأبرار
    تلك المناقب حازها وحوى لها *** سمح الخصايل شيخنا عمار
    وكان مجلسه المسمى أزهر *** عالي المدارس في كلا الأمصار

    ...
    علي اللبدي
    ولد بسنار ، وأبوه رجل مجذوب سارح مع الصيد ، له هدهد وشعر عانته مغطي عورته فلأجل ذلك سموه اللبدي ، وأصله مغربي ، ثم أن أهله قبضوه وزوجوه فولد علي اللبدي هذا وأخته المسماه لبيدة ، طلبها عبد الحفيظ الخطيب أبو الخطيب عمار وكلمته أمه ، قالت له : يا مجذوب أختك يريد أن يتزوجها الخطيب عبد الحفيظ ابن السمن والعسل ، فقال له : جيبي زيراً ونادي السقا ليملأها ماء ففعلت ما أمرها به ، ثم قال لها : أحضري زيراً آخر ليملأ ماء أيضاً ، ففعلت ثم قال لها : أحضري ثالثاً ، فقعدت تضحك عليه هي والنسوة الاتي معها ، وقالت له : أملأ لنا الاثنين ، قال لها : احضري الثالث فضل المولى كثير ، فامتنعت تعتبر كلامه كلام غيبة ، فأدخل عكازه في الزيرين واحداً بعد واحد وساطه ، وقال بسم الله الرحمن الرحيم أ ب ت ث ج ح خ فأنقلب ذاك الماء سمناً أصغر له دريش ، فقالت له أمه : نجيب لك الثالث ، قال لها : فات الفوات ، ثم إنهم زوجوا الخطيب عبد الحفيظ لبيدة . وولد علي اللبدي ثلاثة أولاد أحدهم اسمه أهل الله ، والثاني غاب عني اسمه ، والثالث اسمه مكي ، فأهل الله وأخوه الثاني حصل لهم الجذب الإلهي ، فماتا فيه ، ومكي أوصى عليه أبوه عند الموت ، قال : لا تقروه واشغلوه بالبيع والشراء وليتزوج النساء يمسك عقابنا ، فقام مكي مشتغلاً بالبيع والشراء وترك الصلاة ومشط رأسه فقام عليه الجذب فدخل في كربات ومسح رأسه بالرماد ومعطه وغرق وغاب عقله وقيدوه حتى توفاه الله ، وكان على هذا مدياناً مماطلاً في وفاء الدين عنده خادم واحدة قام عليها أرباب الديون وشكوه على شيخ راو فقبض لهم الخادم فقال له : ما عندنا ما يعولنا غير هذا الخادم أتركها فامتنع فأصبح مقبوضاً في داره مقيداً مزنداً مربوطاً في شعبة في بيته من غير أن يرى فيه حديد فقال لهم : أطلقوا الخادم ولد اللبدي قابضني فلما حلوها انحل وقبره بسنار.

    ...
    عبد الرحمن بن طراف

    ولد بالحقنة في أتبره ، وأصله مسلمي ، قدم البحر هو وأولاده وأهله وسكن سوبه ، وصحب الشيخ إدريس بن الأرباب ، سلك عليه الطريق ، وأذن له في الطب ودل الناس عليه وكان يطب الشياطين بألف ب ت ث ج ح خ إلخ وكان يحفظ ربع يس فقط وأولاده يقرؤون القرآن في مسجد الحلفاية عند الفقيه مسينيد ، فجاء لهم يوماً فقالت له زوجة الفكي : أخرنا عليك الغداء والعشاء العبيد الكانوا مساعدين للفكي بالماء والوقود هربوا ، فقال الفقيه عبد الرحمن لزوجها الفقيه مسينيد : امش في الخلاء ، وقل : يا بخيت ثلاثة مرات ، ففعل ذلك فجاءه العبد قال له : أين كنت ؟ قال في أم عضام صيحتك الأولى أنا ماسك العجل لسيدي يحلب في بقرة ، والثانية فوق الدرب ، والثالثة جئت لعندك ، فقال له : أين البحر ؟ قال : ما شفت بحراً توفي ودفن بسوبه وقبره في الخلاء ظاهر يزار.

    ...
    عبد الله بن موسى المشمر
    بجاوي ولد بأم قرفة وسماه المشمر الشيخ إدريس الأرباب والسبب في ذلك أن إبريق وضويه انكسر فركب على جمل أصهب ماش إلى مكان ، فلاقاه رجل عند ركوة ، فقال له : تبيعني هذه الركوة بهذا الجمل ، قال : بعتها لك ، فأخذ ركوته وهرب خوفاً من أن يندم صاحب الجمل ، وهرب أيضاً صاحب الركوة خوفاً منه أن يندم على جمله ، فلما بلغ الشيخ إدريس هذا الخبر ، قال : هذا ولدي عبد الله المشمر سلك الطريق على الشيخ إدريس ، وكان يحفظ ربع يس ، ومن ورعه أنه ما صافح امرأة أجنبية قط بيده ، وقال الشيخ محمد ولد هدوي في كتاب صفة الفقير ، ومن أخلاقهم أنهم لم يصافحوا امرأة أجنبية بيدهم وممن درج على هذا المنهج سيدي الشيخ دفع الله ابن الشيخ أبو إدريس وسيدي عبد الله بن موسى المشمر ، ومع المشمر كان كثير الزواج للنساء.

    ...

    علي ولد أبو دقن
    أمه شايقية وأبوه دنقلاوي دفن بالرويس من الحلفاية وقبره ظاهر يزار وأخباره مقطوعة لطول الزمان زاره الشيخ إدريس ونبه عليه فحين\ذ اعتقدت فيه الناس وانتفعت بزيارته.

    ...
    عيسي ولد أبو سكيكين
    ولد بأبيض ديري أمه تزوجها رجلان محسي ومسلمي على التعاقب ، واختلفوا في نسبته لأيهما ، فلما كبر صار من أهل الكشف فقيل له : أنت محسي أو مسلمي ، قال يظهر لك ذلك بعد موتي ، فلما توفي حضر جنازته المحس والمسلمية ، فجاءت المحس لحملها ما قدروا على رفعها من الأرض ، ثم جاءت المسلمية ، فشالوها ، وكان الشيخ إدريس بن الأرباب بينه وبين زوجته خلاف طال عليه الزمان ، فلامه الشيخ إدريس بقلبه ، وقال الشيخ عيسى : جاري بيعلم الخلاف الذي بيني وبين أهلي ما بيوفق بيننا ، فكاشف عليه الشيخ عيسى وكتب لوحاً أعطاه حواره ، قال له : أوصله للشيخ إدريس وكتب فيه الطرق الموصلة إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلق الماييج من جبلك ما بيعرف رطانتك ، ثم قال : البحر الشربنا منه شيخ الشيخ إدريس ما شرب فيه ، قال : نحن الأسودة اللابدة ، فإذا أضحى طعننا ولت الرجال منه شاردة ، ثم قال : الله فالعنقريب الذي تحته انكسر ، والبقر اللي فةق الكواديق شرقاً وغرباً قطعت حبالها وجرت ، فلما نظر الشيخ إدريس إلى اللوح تبسم ، وقال : سبحان من أظهرنا وأخفى الشيخ عيسى ولد أبو سكيكين . قبره فوق درب الجمل بين قبب أولاد الشيخ إدريس في بلدة وأوسي وبين جبل المليكيث.

    ...
    يتبع

    .
                  

09-20-2010, 09:06 AM

عثمان حسن المتعارض
<aعثمان حسن المتعارض
تاريخ التسجيل: 03-03-2010
مجموع المشاركات: 493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    سلام محمد عثمان

    جهد عظيم والله ... متابعين باهتمام ... قريبا نشارك معك معكم ان شاء الله ... وفقكم الله
                  

09-20-2010, 08:11 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عثمان حسن المتعارض)

    ...
    عبد الله بن علي الحلنقي
    ولد بالتاكة وحفظ القرآن في أسلانج ، قرأ الفقه والتوحيد على الشيخ دفع الله وسلك عليه طريق القوم وأرشده وأذن له في السلوك فسلك ، وأرشد في الطريق ودرس في المعقول والمنقول ، وقام مقام شيخه في ساير الأشياء وانقادت له ساير قبايل الشرق من بحر أتبره إلى بحر المالح وممن أخذ عليه من الأجلاء الفقيه آدم الضرير المتكنابي والشيخ شرف الدين ولد بري والفقيه علي الرجوبة والشيخ قرني ولد محمد أبو سبيب والحاج ولد محمود ومن العركيين الشيخ عبد الله أبو رايات والفقيه عبد الله بن الأمين والشيخ دفع الله بن الشافعي ، ومنه تفرعت الطريق وقدم مرة من التاكه إلى أبي حراز لزيارة شيخه وتعزية الشيخ أبي عاقلة في أبيه حمد تجنب في وجهه من الخيل سبع جنايب وشايلون قدامه سبع رايات وسبعة سيوف متومات ، ومعه من الفقراء أربعة آلاف منطقة وتوطن بأبي حراز مدة سنتين وانقادت له الأعراك ، كأنه الشيخ دفع الله وحظي عند الفونج والعرب .
    قال الفقيه شحاته : كنا نقرأ الرسالة عند الفكي محمد ولد مدني ونأتي لزيارة الشيخ عبد الله الحلنقي نلقاه جالساً فوق التقروقة وفي وجهه سيف متوم وخنجر ويدرس في ساير الفنون ، وكل سنة تأتيه جلابة من التاكة فيها القماش والعسل والسمن والفريك يقسم ذلك على العركيين الرجل ثوب منير وثوب أبيض ، والمرأة ثوب دنقسي وقرن ، فلما رجع إلى الشرق تأسفت على فراقه العركيون رجالهم ونساؤهم وأولادهم ، وقالوا : الليلة مات الشيخ دفع الله والنساء والرجال يبكون لفراقه ، وما أوقدت نار عندهم في تلك الليلة ، وقال : نمنا في المسجد طاوين ، فقال لنا الشيخ أبو عاقلة أعذرونا الحلة من فراق الشيخ ما أوقدت فيها نار وخرجت الفقراء في وجهه صفوفاً شايلين التهليل ووجوههم مثل الأقمار ، وطلعت معه خلق كثيرو العدد ، قال يوسف ابن الحاج إبراهيم بن بري : فلما وصلنا سهلة أم بطيخ قلت في نفسي : ها الخلق مروحة مع هذا الرجل مين فاقدهم مين خابرهم ، فأصابني تلك الليلة على الخصوص نوم شديد الناس ، قاموا وما وعيت نفسي وأن الشيخ راكب فوق جواده قدام الناس ، قال : أين يوسف ابن الحاج ؟ قالوا : ما لقيناه مع الفقراء ، قالوا: أمشوا شوفوه في المنزل ، وتبسم فأتوني فوجدوني نايماً فتوروني ، وقالوا لي : انت خطر ببالك خاطر الشيخ خاطر الشيخ تبسم عند ما أرسلنا إليك وجاءه رجل ، قال له : يا سيدي رأيت منقار ذهب منزلاً في السماء وقع في صندوق فانطبل عليه ، قال له : منقار الذهب الأسرار انقبضت.
    وقد أنكر عليه جماعة من أهل عصره كالشيخ الوالي العالم المشهور في قوله صفات الله العشرون وجودية قايمة بذاته العلية ، قال : خالف في السلبيات الخمس المتكلمين ، فإن الخمس السلبية عندهم عدمية لا قيام لها بالذات والشيخ عبد الله الحلنقي نسب ذلك إلى علم الباطن. وممن أنكر عليه أيضاً الشيخ عبد الماجد بن حمد الأغبش ، قال التاكاوي : تاه في بحر الظلمة ، ولذلك قال الفقيه حمد بن عبد الماجد : عند النوم سألت الله أن يريني هل أكمل أبي أو أكمل الشيخ عبد الله الحلنقي ، فرأيت في النوم على قبر الحاج عبد الله بنية وقبر أبي بلا بنية قلت : هذه بنية الله على أوليائه ، فانهم مبتلون بالإنكار من أهل عصرهم كالشيخ أبو الحسن الشاذلي والشيخ محي الدين ابن العربي ونحوهما .
    توفي رضي الله عنه ودفن بالتاكة ، وقبره ظاهر يزار ، بل هو كعبة محجوجة.

    ...
    عز الدين ولد نقيع
    ولد بالمناقل وسلك الطريق على الشيخ دفع الله العركي ، وكانت مجاهدته فوق الحد. من ذلك أنه حفر لنفسه مطمورة في خلوته وسد خشمها ببرمة يتعبد فيها ، وكان يقول : طريق الفقراء والصدق مع الله بعد الشيخ دفع الله انقطع إلا الشيخ محمد ولد مدني والفقيه محمد ولد عويضة وصبياً في العزازة يقال له : عبودي إن عاش يكون فقيراً وقال للشيخ حمدان ولد يعقوب : ركبت المعلوف ، وحقبت السيوف ، ولبست المنوف ، وتركت دراعة الصوف نصيحة منه ليسلك مسلك آبايه.

    ...
    عبد الباقي ولد كويس
    الكاهلي ولد بالشراعنة وسلك الطريق على الشيخ دفع الله العركي ، وهو من الأربعين الذين أرشدهم الشيخ دفع الله رضي الله عنهما وقبره بالشراعنة ظاهر يزار.

    ...
    عبد القادر البكاي
    ابن الحاج فايد . ولد بشندي وهو تلميذ الشيخ محمد المضوي بن المصري ، أخذ عليه العلم ، واكثر من فنونه التوحيد والعربية والمنطق والأصول والفقه ، والسبب في ذلك أن الشيخ عبد القادر هذا وأخاه حمودة ذهبا إلى الشيخ المضوي ببربر ، وقالا له : أبونا مات قبل أن نتعلم ، أمشاك معانا لقراءة العلم ونزوجك أمنا ، فإنها صغيرة وجميلة وغنية فقبل ذلك منهما وأثنى عليهما الفقيه عبد الماجد وكبار أهل البلد وسافر معهما إلى شندي بجميع طلبته ، فلما وصلوا الجبيل سبق حمودة إلى أمه وأخبرها بزواجها للشيخ وأن توليه العقد عليها ، فقبلت بعد امتناع كثير فعقد عليها في الجبيل ، والمرأة اسمها خولة بنت محيميد الحجازي ، فقدم الشيخ المضوي شندي وعمرت الحلقة عماراً كثيراً حتى سافر إلى الحج وتوفى بقوز رجب بالجدري . والشيخ عبد القادر هذا درس بعد شيخه وشرح شرحاً مفيداً على أم البراهين وتعلمت عليه جماعة كثيرة منهم الفقيه محمد بن موسى النفيعابي وخلافه ، ثم إنه ترك التدريس واشتغل بتلاوة القرآن ليلاً ونهاراً ودموعه منحدرة على خديه حتى فارق الدنيا رحمه الله تعالى. توفي بأبي حراز وقبره ظاهر يزار.

    ...
    عبد الصادق بن حسيب
    ولد أبو سليمان الهواري ، ولد بأم دوم وبرع في مختصر خليل على الفقيه الزين ولد صغيرون والرسالة على الشيخ المضوي ، ودرس الرسالة ورحلت إليه الطلبة وانتفعت به. وسبب تدريسه للرسالة جاءه طلبه لقراءة الرسالة ، فأنف من ذلك ، وخرج مسافراً إلى دارفور فلما توسط في البحر عمي وانكف بصره ، فرجع وبدأ تدريس الرسالة إلى أن توفه الله. وممن أخذ عليه الرسالة من الأعيان الفقيه شمه عالم أربجي والفقيه محمد بن عبد الرحمن بن الأغبش والفقيه رملي ابن الشيخ إدريس والفقيه عبد المحمود النوفلابي وجدي الفقيه محمد ولد ضيف الله ونحوهم ، وكان من أهل الكشف يشم رايحة الصالحين ، قال الفقيه محمد شحاته حين قدمنا من الفقيه محمد بن مدني إلى أهلنا : وجدناه في الدرس والفقراء فيهم أناس راقدون وأناس محتبون ، ونحن جلسنا جلوس الصلاة ، فلما فرغ قال لطلبته : إذا ما تأدبتم معي أما تتأدبون للعلم ، ألا ترون تلامذة سيدي محمد بن مدني كيف طابقون الورك على الورك وأن الشيخ خوجلي جاء لزيارة الشيخ إدريس ليلاً مختفياً فقال لتلامذته : بشم رايحة خوجلي ودوني لدرب الجمل أسلم عليه ، ورجع توفى بأم دوم وقبره ظاهر يزار.

    ...
    عبد الله الطريفي
    وسمي طريفياً لجمال أطرافه ، وجهه وذراعيه وقدميه .
    وهو ابن الشيخ محمد أبو عاقلة الكشيف ، كان ممن جمع بين العلم والتصوف ، أخذ علم الظاهر والباطن من الشيخ دفع الله ، وأذن له في الطريقتين العلم والتصوف، وسلك وأرشد الناس وبعض الناس يفضلونه في علم الظاهر على شيخه وأخذت عليه جماعة العلم والطريق ، وحج إلى بيت الله الحرام ، فلما أراد السفر أوصى الشيخ دفع الله على ولديه الشيخ أحمد والشيخ محمد فرباهما وأحسن تربيتهما. توفي رضي الله عنه فوق طريق الحج وفاة الشهداء بقتله مظلوماً.

    ...
    عبد الله ود العجوز
    انتحل مذهب الصوفية ، أخذه من الشيخ محمد المسلمي .سلك وأرشد وقام مقام شيخه في السلوك والإرشاد وتربية المريدين .وممن أخذ عليه طريق القوم وسلك وأرشد مثله الشيخ عبد الباقي الوالي وأن الشيخ عبد الله ولد العجوز قد أعطاه الله القبول التام عند الخاص والعام ، وظهرت على يديه كرامات وخوارق عادات وهو أحد الأربعة الذين هم في عصر واحد وانتفعت الناس بطريقتهم وجاههم الشيخ بدر ابن الشيخ أم بارك في بلاد الصبح والشيخ محمد ابن الشيخ الطريفي والشيخ خوجلي في السافل والشيخ عبد الله ولد العجوز في الصعيد وقد اندرس الطريق بموتهم .
    كان رضي الله عنه معظماً لشيخه المسلمي وبحلف فلو قال : وحياة المسلمي أفعل ، وحياة المسلمي لا أفعل ، فليس هناك أحد يعارضه ، ولو ملك الفونج فعاتبه بعض اليعقوباب ، وقال له : المسلمي هو ربك بتحلف به ، فقال له : لولا ربي ما ربى المربي ، ولولا المربي ما عرفت ربي.
    وكان رضي الله عنه كثير التواضع ، فإن عبداً له يسمى داوود ، قال له : أنت ماك أخير مني وأولاد الشيخ عزموا عليه بالضرب والعقوبة في مقالته هذه ، فوقع على بعض أخوان الشيخ فجاءوه ، وقالوا له : اعف عن داوود ، قال : إن فعل ، قالوا له : ما قال لك أنت ماك خير مني ، فقال : بأي شيء أخير منه هو أزرق وأنا أزرق ، وجاء من الغرب وأنا جئت منه ولد ولد العجوز بدار الغرب.
    وأصله من بني محمد . توفي رضي الله عنه ودفن بجبل موية بجهة سنار وهو جبل معروف بالصعيد ووفاته في أيام الملك بادي ولد نور وقبره ظاهر يزار.

    ...
    عبودي
    وهو تلميذ المسلمي أيضاً أخذ عليه الطريق ، وأرشده وقرأ عليه خليلاً والرسالة ، واشتغل بتدريس الرسالة كشيخه ، وانتفعت الناس بتعليمه في الرسالة . وممن أخذ عليه الفقيه سرور العبادي وكان من عباد الله الصالحين والفقيه إدريس راجل أبو زريبة والفقيه محمد ولده ونحوهم كثير.
    وقد أجمعت الناس على تقواه وورعه وزهده ، وكان صاحب كرم شديد ، وله قدح كبير يشيل الجخص كل ليلة يملونه ويضعونه في الفجة كسرته خميرة ودقاقه ونجيضة يأكل منها المسافرون وأهل البلد حتى كلابهم ، والماء فوقها مثل المرق ، وهذا القدح ما انقطع ليلة واحدة غلاء ورخاء مدة حياته ومدة خلافة محمد ولده نحو سبعين سنة حياة الفريقين.
    قال الشيخ عز الدين ولد نفيع العركي : الصدق مع الله بعد الشيخ دفع الله انقطع إلا من ثلاثة ، الفقيه محمد ولد مدني ولد القاضي دشين والفقيه محمد ولد عويضة وصبي في العزاز يقولون له : عبودي إن عاش يبقى فقيراً والحمد لله قد عاش وصار فقيراً وكرامته الاستقامة مع الله تعالى .
    قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : كرامتنا الاستقامة واستقامة واحدة خير من ألف كرامة .
    توفي بالعزاز وقبره ظاهر يزار ، وله من الأولاد الفقيه محمد ولد عبودي ، وسيأتي في حرف الميم والفقيه أحمد المسلمي وعبد الحفيظ والفقيه إبراهيم شبيه ابيه وكلهم على هدى من ربهم.

    ...
    عيسى بن صالح البديري
    والد الشيخ محمد سوار الذهب ، تفقه على الشيخ عبد الرحمن بن جابر وهو أحد التلامذة الأربعين الذين بلغوا عند ولد جابر درجة القبطانية في العلم والدين والصلاح .
    أخذ عنه ابنه محمد ختمة ونصف ختمة في خليل إلى الجنايز ، ثم توفي والده وجلس هو بعده في حلقته.

    _________
    .... يتبع
    _________
                  

09-20-2010, 11:35 PM

فايزودالقاضي
<aفايزودالقاضي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 10091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    محمد عثمان الحاج ..عوض عبدالله طه .. كل عام وانتم بخير .. مجهود مقدر ..


    المشكلة شنو لو الواحد نزله كنسخة الكترونية في المنبر ده ؟! وهل تعتبر تعدي على حقوق المؤلف او الجهة الناشرة ؟!!



    تحياتي ..
                  

09-21-2010, 07:33 AM

khal fatma
<akhal fatma
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 715

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: فايزودالقاضي)

    السلام عليكم

    المهندس محمد عثمان أكرمك الله

    مشكووووووورين على المجهود العظيم الجبار

    ونحن متابعين ........
                  

09-21-2010, 11:57 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: khal fatma)

    Quote: المشكلة شنو لو الواحد نزله كنسخة الكترونية في المنبر ده ؟! وهل تعتبر تعدي على حقوق المؤلف او الجهة الناشرة ؟!!


    ...
    تحياتي فايز

    أنا شخصياً مقتنع بان هذا الذي نفعل ، ليس فيه تعدي على حقوق الملكية

    فالكتب التي بحوزتنا مختلفة

    نشرت من قبل ناشرين مختلفين ، وحققت من محققين مختلفين

    تختلف فقط في الهوامش التي كتبت بواسطة المحققين

    وهذا ما لم نقم بنقله هنا في هذا المكان

    وقد تمت مناقشة مبتورة لهذا الأمر في بداية البوست

    ....
    أما بخصوص النسخة الالكترونية فقد حاولت ذلك ، وتحديداً اعمل (سكان) لصفحات من الكتاب بدلاً عن كتابتها
    المشكلة كل محاولاتي القدرت عملتها طلعت لي الصفحات في شكل صورة
    وطبعاً انت عارف الصورة لا يمكن التعامل معها كالدكيومنت
    فمثلاً لا يمكنك أن تظلل أو تنسخ جزء لتستعمله في مكان آخر
    عكس ما نفعله الآن ,,مما يمكن استعماله بشتى الوسائل
    وإن كنت أظن أن لا بد أن هنالك طريقة ما لفعل ذلك بالنسخة الالكترونية
    ويمكنك أن تساهم معنا باالاقتراحات
    ...
                  

09-21-2010, 07:36 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    نواصل ولا زلنا في حرف العين

    ...
    عووضة بن عمر شكال القارح
    أخذ الطريق على الشيخ موسى فريد جوار الشيخ حسن ولد حسونة ، ثم لما توفي لازم الشيخ محمد بن عيسى إلى أن توفي.
    ولد بدنقلا العجوز وأصله كان حضرياً ركاضياً ، ينقل الماء ويملأ الأسبلة لفقراء الشيخ محمد وكان صاحب كرم شديد باع حصانه بألف سن سنه قسمها على المساكين وجميع المال الذي يأتيه من الناس في بيع المغيبات يقسمه صرراً صرراً ويضعه في ديار المساكين. وقد أعطاه الله الدرجة الكونية ، وهي لفظة كن فيكون ، وكان شيخه الفكي محمد معجباً به ويقول له : سبحان من أعطاك. وأما إعطاء المولى له الدرجة الكونية ، وهي كن فيكون على ما أخبرني به الفقيه السيد ولد دوليب ، قال : أخبرني الفقيه عبد الرازق الدنقلاوي وكان ممن أدرك زمن عووضة قال : إن ولد عجيب أرسل رسلاً لعزل ولد قنديل شيخ دنقلا من الدولة ، فلما سمع بذلك مشى إلى الشيخ عووضة وأخبره ، قال : تجيب اربعماية قرش للفقراء ، قال : أجيبهن ، فلما أتى بهن أعطاه جبته وقال له : ألبسها حين يأتوك الرسل ، فلما جاؤوه لبسها من تحت ولبس فوقها القماش ، وحين دخل عليه المراسيل صعب عليهم الكلام من أن يقولوا له : ولد عجيب عزلك واستمر الحال هكذا حتى أتاهم جمل من قرى بالتأييد له وتركه في منصبه .
    وأخبرني الفقيه حجازي سبط الشيخ إدريس ، قال أخبرني الفقيه اسماعيل بن مصطفى ، قال : كان في دنقلا رجل غني وعنده امرأة عاقر صارت من القواعد ، فإذا جاءها شهر الحيض تلطخ ثوبها بدم دجاجة ، قالت لزوجها : توجه بنا للشيخ عووضه يعطينا نسلاً ، وعندها قدح ملأته فطير قمح وحماماً ودجاجاً وحملته خادمها فلما وصلت إليه كلمته ، قال لها : تعطيني فرختك وأسورتك وحجولك ، قالت له : خير ، فقال لهما : ادخلا وارقدا فوق عنقريبي ويأكل في فطير القمح والدجاج والحمام ، فأنكر عليه بقلبه رجل حاضر المجلس ، قال الحضري : أكال الرغيف يتعدى على حدود الله ، فقال لهما : أديتكما ولداً ثم أديتكم بنتاً تمسك البيت ، وقال عووضة : إن قال للعود اليابس ألد ما يلد والراكوبة الجالس تحتها مرقها عود نخل ، ففي وقته أخضر وأثمر ، ومنها أن رجلاً يدرس القرآن مجاورة ( والشيخ أمي لم يقرأ ولم يكتب ) قال لجواره : أعط لوحك لهذا الرجل يكتبه لك فأعطاه أياه فكتبه وشكله ومده وشده وجميع تجويده ، وقال له عووضة : أعطوه بالتام ما أعطوه بالناقص .
    ومنها أن رجلاً غنياً في دنقلة اسمه خضر قال له : أعطني ماية قرش للفقراء اعطك ماية سنة ، ففتح صندوقه لعد المال ، فولده وأخوه قالا له : كتب القلم وجفت الصحف ، أحفظ محلقاتك ، فأعطاه إحدى عشر قرشاً ، قال له : اعطيتك أحد عشر سنة . فاتفق المقدور بأن توفي الرجل عند تمام الأحد عشر سنة .
    ومنها أن رجلاً أودعه رحل قماش ، فكلما بدت له حاجة يقول للبواب : امش هات كذا حتى فرغ الرجل ولم يبق إلا الخيش والحبال ، فبعد وقت جاء صاحب الرحل وطلبه ، قال للبواب : سلمه رحله فقال له : أنت ما قلت خذوا الرحل وأقضوا به حاجتكم فقال له ثانياً : أعطه ، فمشى فوجده مشحوطاً ، وقال لخادمه : هذا من الكون فحسب الرجل قماشة ، فوجده زايداً طاقة ، والقماش أطيب من قماشه ، ومنها أن الشيخ محمد ابن عيسى لما دنع الوفاة قالت له زوجته بنت الملك حسن : ولد كشكش ملك دنقلا أم حلالي ولده أولادك الكبار أرشدتهم أنا ولدي من له ، قال لها : عليك بالحضري ، فجاءت لعووضه وأعطته أسورتها وحجولها ، وقالت له : مرادي تقعد ولدي في محل أبيه ، فقال له ولد شيخي : اقعد فوق سجادتي ، فقعد وقام هو وحوي الخلوة ، ثم جاء وبرك في وجهه وأخذ يده فقبلها ، وقال له : قعدتك في مكان ابيك ، فإن حلالي حظي عند الفونج والعرب حظاً وافراً وولي القضاء وتدريس جميع الفنون العلمية .
    وجاءه رجل يقال له : عباد الله كان فاسقاً بالجوارح كلها ، قال له : عندي ساقية معيشة أعطيتك فيها ربعاً قال له : ماذا تريد مني ؟ قال : بدور الليل الله ، قال : أعطيتك ربع الليل الله ، فتاب الرجل واستغفر ثم جاءه ثانياً فقال له : كملت لك النصف الآخر ، قال له اعطيتك نصف الليل الله ، فمشى الرجل في الخير والزيادة ، ثم جاءه وقال له : أعطيتك الساقية كلها ، فقال له : أعطيتك الليل الله كله فوقع مغشياً عليه أياماً ، ثم افاق وصار من أولياء الله تعالى رضي الله عنهم أجمعين.
    وجاءه رجل الخنازير مقددات رقبته ورفيقه يطلب الشفاء قال له : أحضر بطة سمن وبقرة حمراء سمحة رباعية والرجل من أهل البقر ، فأحضر البقرة وبطة السمن فوجده حاملاً ركوته لصلاة الظهر ، قال له : وفيت شرطك ، قال : نعم ، فنظر في البطة وقال له : كل من السمن ، فأكل شيئاً منه مقدار صلاة الظهر ، الرجل بريء فوق وتحت.
    وجاءه رجل قال له : أنا نذنب ، أريد أن يغفر الله لي ، قال له : ماذا تعطيني ؟ قال له ك أعطيك كذا وكذا وأقبضه أياه ، قال له : في الشهر الفلاني باليوم الفلاني منه حسن ولد بليل يموت ، فإذا أدخلوه في المطمورة أعصره عليك ، فإن الله يغفر لك ذنبك ، ففي ذلك اليوم الموعود أن الرجل واقف ساقيته ، فجاءت جواد مركوبة تعلم الناس بموت الشيخ حسن ولد بليل ، فركب الرجل على جواده لما علم بالحادثة وأرخى لها العنان ، فوجد الناس أدخلوا الشيخ في المطمورة ، فصاح من بعيد ، أنا مأذون ، فدخل عليه في الحفرة وعصره عليه وخرج .
    وقالت أم الشيخ عووضة : في حملي به رأيت نفسي أطوف بالكعبة المشرفة ، وأرسل إلى الشيخ علي بن مصطفى والد الفقيه عبد القادر بن مصطفى ، وكان له معرفة بصنعة الكيمياء ، قال له : أقرضني اربعمائة قرش للفقراء ، فامتنع فقال له : أخذتها منك لكنها أبت ما تصح له.
    ودخل عليه بادي ولد عجيب ومعه عبد الله البرنس قواداً شايل السيف وجالساً بعيداً قال له / شوفني ما بتشيخ في محل أبي ، قال له ذاك الأزرق الشايل السيف هو الشيخ إن كان حراً أو عبداً وانت تلد ولداً والولد هو البتشيخ ويملك ملوكاً عضوداً فكان الأمر كما قال فيهما.
    وأنه لما سافر إلى الحج جاءه الشيخ الأجهوري ، قال له : أنظرني هل أجد نسلاً فنظر إلى السماء ثم إلى الأرض ، وقال له : ما رأيت لك غير بنت وأن مسماراً ولد عريبي في سفره إلى دنقلا سنة سبعين بعد الألف خرب المراتب وكسر الأجواء فاستغاث به الناس ، فقال لهم : خرابكم على يد الرجل الأصفر القصير الأصلع أما شيخ قري فأنا ضامن لكم أنه لا يجييء في دنقلا فإن جاء وعووضه حي صفوا له المريسة ليشربها ، وإن جاء وعووضة ميت صبوها فوق قبره فلم يأت أبداً ، قلت : وهذه الوقايع من الشيخ كثيرها بلغ مبلغ التواتر وهي جايزة كتاباً وسنة وإجماعاً. اه

    ....
                  

09-22-2010, 12:33 PM

khal fatma
<akhal fatma
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 715

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الاستاذ الكبير عوض عبد الله طه

    لك الشكر على هذا المجهود الكبير

    ودمتم
                  

09-22-2010, 04:11 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: khal fatma)

    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم

    الاستاذ الكبير عوض عبد الله طه

    لك الشكر على هذا المجهود الكبير

    ودمتم


    ...

    يسلم لنا خال فاطمة

    ...

    ولك أيضاً نصيب من الشكر جزيل

    لمتابعتك

    وتشجيعك

    ...
                  

09-22-2010, 06:19 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    لك الشكر أخي عثمان حسن المتعارض حفيدسيدي الخليفة ود المتعارض، افتقدناك طويلا في المنبر ونرجو أن نرى المزيد من كتاباتكم الرائعة في المنبر.
                  

09-22-2010, 06:24 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    أخي فايز ود القاضي، ميزة النص الإلكتروني أنه يصبح متاحا للباحثين بمحركات البحث عن معلومة من الكتاب أو ترجمة أيا من الأعلام المذكورين فيه.
                  

09-22-2010, 06:29 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي خال فاطمة، وقد أسعدتني عودتك للمنبر، وكم في سير هؤلاء الرجال من توضيحات لخفايا الطريق الصوفي، بل أن كتاب الطبقات ربما يتفرد بأنه الكتاب الوحيد الذي يفتح نافذة على جزء من عالم الأسرار والرؤى الصوفية لايوجد له مثيل في أي مصدر آخر، ففيه يحكي مشايخ عن رؤاهم ومشاهداتهم في الخلوات لذلك فهو مرجع مهم للباحثين في هذا الجزء الخفي من التصوف الذي يعتبره البعض من ألأسرار التي لا يجوز الكشف عنها!
                  

09-22-2010, 06:30 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي عوض وسأواصل من حيث توقفت أنت ، مع مراعاة فروق التوقيتّ !
                  

09-22-2010, 06:30 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    ....
    قراء القرآن

    أولهم: عيسى ولد كنو
    تلميذ الشيخ محمد عيسى سوار الذهب ، قرأ عليه القرآن وأحكامه ، أصله حضري ولد بدنقلا العجوز ودرّس القرآن وتجويده في حياة شيخه وتدريسه في حفير مشوا ، كان مجذوباً صاحب حال سنة يقيدوه وسنة يفيق ، ومن تلامذته في تجويد القرآن عبد الرحمن بن الأغبش والفقيه ضو البيت وفضل الدنقلاوي. ووقعت له كرامات وخوارق عادات منها في حالة الجذب والسجن أصاب الناس وباء شديد ، قالوا له : حوارك فلان مات بالوباء ، قال : والله ما أرضى أنا قدرة الأغراب ، ما عندي لهم كفن ولا عقيرة ، قولوا له قم روح إلى أهلك فالرجل تمالت فيه الروح وسار إلى أهله ، وعاش ما شاء الله. ومنها أن أحد تلامذته حفظ عليه القرآن وأحكامه ، وقال له بديك بنتي ، قال : خير أمشي إلى أهلي وأرجع ، فلما توجه إلى أهله منعوه وزوجوه عندهم ، وقالوا له شيخك رجل غرقان عشرته ما بنقدر عليها ، ثم بعد وقت سأل عنه ، فقالوا له : تزوج عند أهله ، قال أنا ما أديته ابنتي يخلها ، أنا وفلان الجنة ما نقعد فيها جميعاً ، فلما سمع التلميذ مشى ووقع على شيخه الشيخ محمد ولد عيسى ، ومكث يملأ الأسبلة للفقراء مدة طويلة ثم نهنه الشيخ محمد وقال له : أجرك الله فيما أصابك هذه المدة كلها شفعت لك عند شفيع المذنبين وشفيع المذنبين يشفع لك عند رب العالمين ، قال عيسى ولد كنو غضبان : أنا ما برضى . ومنها أنه في حالة السجن ، البيت المسجون فيه انطلقت فيه النار ، فلما قابلته انطفأت ، وفي كوع البيت دجاجة راكضة تجر في بيضها إليه ، أنا عيسى عند دجاجتي .
    وبعض تلامذته قال فيه شعراً :
    ولد كنو لما جاءته الحالة *** دقوا له الزردات يالسندالة
    المولى سبحانه وتعالى *** خل النار له شلا له

    ...

    عبد الله الأغبش
    البديري الدهمشي ، ولد ببربر وحفظ الكتاب على الشيخ محمد سوار الدهب ، وسبب تسميته بالأغبش أنه عند قراءته مختصر خليل عند ولد جابر كسفت الشمس ، فصلى بالناس صلاة الكسوف وقرأ سورة البقرة وآل عمران جهراً فانجلت الشمس ، فقال أحد ملوك الشايقية : نعم أهل الغبشة فسار عليه اسم الأغبش من ذلك الوقت ، وأوقد نار القرآن ببربر ، ودرّس خلقاً كثيرة ، منهم الدنغاسي صاحب المنظومة التي في ضبط تجويد القرآن . توفي ودفن ببربر وقبره ظاهر يزار.

    ...

    عبد الماجد
    ولد حمد الأغبش ، حفظ القرآن على أبيه حمد الأغبش وقرأ مختصر خليل على الفقيه شيخ الأعسر ودرّس بعد أبيه وطال عمره واشتهر ذكره وأخذ عليه الأبناء والآباء والأحفاد والأجداد ومدة خلافته خمسون سنة.
    كان ممن جمع بين العلم والعمل وإتباع الكتاب والسنة لا تأخذه في الله لومة لايم.
    كان من أرباب المكاشفات يخاطب الناس على ما في ضمائرهم ، وقال لتلامذته أولاد الفقيه سميح سعد وحماد لما شاوراه على قراءة خليل في قوز العلم : أمشيا تزوجا لتلدا لكم نسلاً ، عمركما كله تضيعانه في خليل ، فكان الأمر كما قال ، أخذا في خليل ثمان ختمات ، فتوفاهما الله تعالى ، وقالا : كاشف علينا الفقيه عبد الماجد. ودخل عليه القاضي مصطفى ولد حنين ، وقال بقلبه : أبوي أصغر منه ماتا وهو أكبر منهما حي فقال : هل مكاشفاً ، والله يا ولدي أبواك لما ماتا توجعت عليهما وجعاً شديداً . وكان رضي الله عنه له هيبة شديدة وآخر عمره عمي. الإنسان ما يقدر أن يفوت من وجهه ولا يعرفه والحلقة في زمانه بلغت ألفاً. وجوامع القراءة كانت عربية وحلنقية وكان غيوراً على أصحابه يمنعهم سلوك الطريق ، ويقول لهم طريقتي القرآن وحزب البحر . وقال تلميذه الفقيه محمد ولد عبد الله : سلكت الطريق على الشيخ بدوي وعمي ما رضى ، فرأيت في المنام عمي ماسكاً بيدي يجرني غليه ، والشيخ بدوي ماسكاً بالأخرى يجرني إليه ، فحضر رسول الله  وقال للشيخ بدوي تقاتل ولد حمد في ولده وحواره.
    وممن أخذ عليه من الأعيان الفقيه مكي ولد سراج المجذوب والفية ولد أبو عصيدة والفقيه سميح التميرابي وأولاده سعد ومحمد وحماد ونحوهم كثير يبلغون الألف أو يزيدون ، توفي سنة ألف وماية وواحد وعشرين. ا ه

    ....
    عبد الرحمن بن حمد الأغبش
    حفظ الكتاب على ابيه حمد وقرأ أحكام القرآن الخرازي والجزرية على الفقيه عيسى ولد كنو وشرح الخرازي شرحاً مفيداً والجزرية ، واعتكفت الناس على كتبه ونظم الهداية وتحفة الهداية في أحكام القرآن.
    وممن أخذ عليه من الأجلاء الفقيه عبد العاطي راجل العطشان والفقيه عمر المحسي راجل عصيبة والفقيه عبد الرازق ولد التويم العوضي والفقيه عبد القادر الهلالي ولد الدبة والفقيه حمد ولد مدلول ونحوهم كثير ومدار علم التجويد في الجزيرة عليه وعلى تلامذته وكان صاحب غنى كثير يجلب الخيل إلى الصعيد وفي جلبه للخيل قرا عليه الشيخ دفع الله العركي أحكام القرآن.

    ...
    عبد الله بن حمد
    ابن الفقيه عبد الماجد ، جلس للتدريس بعد عمه مصطفى والحلقتان العربية والحلنقية عمرتا عماراً شديداً ودرس خلايق لا تحصى وقام مقام أبيه حمد وبموته اندرس تدريس القرآن في الغبش.
    ...
    عبد الرحمن ولد أسيد
    ولد بنوري وامه ست الدار بنت عبد الرحمن ولد حمدتو وابوه أسيد شايقي من أولاد سالم ، حفظ القرآن على رجل اربجاوي بيقرا خليلاً عند اخواله وتفقه في خليل على خاله الفقيه محمد ولد أم جدين ، وقرأ أحكام القرآن على الشيخ عبد الرحمن بن حمد الأغبش وقدم من دار الشايقية إلى دار الأبواب مع أخواله أولاد أم جدين سنة أم حنضيل وهي سنة 1107 سبع بعد الماية واللف ، وتوفي شيخه الفقيه محمد ولد أم جدين وتخلف في مكانه أخوه مدني ووكله على قراءة خليل وأوقد نار القرآن والعلم من ساير الفنون وعمرت الناران عماراً شديداً وسلك الطريق على الحاج عبد الله الحلنقي في أبي حراز حين قدومه من التاكة وأعطاه ستماية فقير ثلاثة ماية فقير للقرآن وثلاثة ماية للعلم ، وكان رضي الله عنه ذا علم ودين وانقباض عن أهل الدنيا .
    جمع بين العلم والعمل وقال تلميذه سعد الكرسني : مشيت معه من الفجيجة إلى قندتوا ، فرأى امرأة فوق الطريق ، فانخلع منها ، وقال : منذ وعيت نفسي ما تعمدت إلى نظر امرأة أجنبية قط.
    وكان جده الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو يشيله ويسلم عليه ويقول : ها الولد يمسك عقابنا. وكان صاحب دعوة مستجابة دعا لخمسة من تلامذته ن فنالوا بدعوته خيراً كثيراً وهم سعد الكرسني والفقيه حمد السيد ولد بله والفقيه عبد الرحمن ولد حاج والفقيه عبد الكريم ولد أباروا والفقيه حسب النبي ولد بحر ، والسبب في ذلك أن دار سلوكته خمسون حبلاً البحر ما طلعها ، وهم مشوا غليها قلقلوها من غير أن يأمرهم بذلك فصح فيها القلقول ، ذات يوم نظر إليها فرآها منقطعة سوداء فسأل عنها ، فأخبروه بها فدعا لهم على قريحة صادقة ، فجعل الله البركة فيهم.
    وكانت ولادته كلها بنات معهن فرد ولد ، فدعا لهن ألا تعلوا عليهن قبعة ، فاستجاب الله دعاءه .
    وصفة تدريسه للعلم والقرآن كما أخبر بها تلميذه الفقيه محمد ولد الريدة العودي ، قال: أول ما يفرغ من صلاة الصبح يقرأ الماضي من خليل بعد ما يقوم منه يدخل على ناس القرآن يصحح ألواح الدراس ، ثم يقوم يقرأ التفتيحة في خليل ثم يأتون ناس الخرازي والجزرية والشاطبية ثم ناس العقايد والأخضري والعشماوية ، ثم يأتيه المؤذن لصلاة الظهر ، فإذا فرغ منها دخل يقرأ ظهرية خليل ، ثم يصلي العصر ، ثم يأتي أهل التجويد ، ثم ناس العقايد والعشماوية والأخضري ، ثم يأتيه المؤذن لصلاة المغرب فيقرأ بعد المغرب من خليل في رأسه ، فالمتنة الواحدة يقرأ فوقها سياقاً يساوي مقرة من القرآن، ثم يأتونه بعنقريب يجلس عليه يعرض ناس القرآن الدارس اثنين اثنين ، ثم يقوم لصلاة العشاء ، ويصبر قليلاً حتى يتعشى الفقراء ، ثم يشيل صوته ، ويجلس لناس القرآن حتى يقرؤوا سبع الدراسة ، فإذا فرغوا منه قام ودخل خلوته ويجي واحد من الطلبة شايل حزمة حطب يوقد النار ، ويقرأ وهو يجيب محفظته فيها ست عشر قباضة ، هو يستقبل والفقير يدرس لنفسه ، فإذا فرغ منها شال سوطه وتور الفقراء ناس العلم والقرآن يمحون ويكتبون ألواحهم ، وهو له سبحة ألفية دقاقة يأخذها ويشتغل بها حتى يكتب الفقراء ألواحهم ، ثم يشرع في تصحيح ألواح الدارس فقط حتى يجيئه المؤذن لصلاة الصبح ، ثم يدخل لقراءة الماضي من خليل فأيام البطالة يفتي ويحكم ويكتب الحجب ، وهذا دأبه حتى فارق الدنيا.
    وكان بسبب قعاده للقراءة انكسر ظهره وقرقر ، فلما وضع الطوب على قبره أدخل الفقيه أبو الحسن يده في القبر وقال : هل نشوف الكرعين البيسبغن الوضؤ ، فلم يجد شيئاً ، فقال الرجل : نقل .
    وممن قرأ عليه من الأعيان سوى الخمسة أصحاب الدعوة المذكورة الفقيه شيخ بن مدني والفقيه مالك بن عبد الرحمن والفقيه حمد بن المجذوب الهيوابي ساكن أبو حراز والفقيه محمد بن بخيت المحمدابي .
    وأن رجلاً من المغاربة اسمه محمد سماحة أصابه مرض حصلت له منه غيبوبة ، فلما أفاق ، قيل له : ماذا شفت في غيبتك ؟ قال : رأيت ولد أسيد والفقيه محمد ولد مدني متنازعين في الفقيه حمد السيد كل منهما أخذ بيده ، فجاء النبي  وتبعه ولد مدني .
    توفي رضي الله عنه سنة سبع وعشرين بعد الماية والألف من هجرة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأعطر وأزكى التسليم.
    يتبع
    ....
                  

09-22-2010, 06:46 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    .

    عوداً حميداً أخي محمد عثمان

    وأرجو أن تكون بلغت تمام العافية

    يمكنك أن تواصل حرف العين - قراء القرآن

    بدْءاً من عبد الرحمن أبو فاق

    ...

    المايكرفون معك

    ...
                  

09-23-2010, 03:22 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)


    عبد الرحمن أبو فاق بن مدني



    ولد أم جدين، ولد بنوري من دار الشايقية، وقدم الأبواب مع أبواته، ثم رجع إلى دار الشايقية فتوفاه الله بها، وكان ممن جمع بين العلم والعمل والزهد والتقشف، وظهرت له كرامات منها أن رجلا - خرطه المقطوف الشايقي - وقع عليه منه، فأبطأ في الرد فدخل عليه الرجل فوجده شايل حجرا يتيمم لصلاة الصبح، والرجل غنايا، فقال له:” يا المتخلف الراضي عليك السيد رزقك، المقطوف أيا ما يصيد”، فضرب الحجر بيده فأصابعه بانت في الحجر، قال:”أصل نصر ربي ما بفكه”، فحصل له ترويع فرد الفوت على صاحبه، ومنها أنه في حالة الصغر عنده شاه وأبوه الفقيه مدني جاءه ضيوفا فذبحها لهم بغير رضاه، فركبوها فلم ينجض لحمها حتى استأذنوه فنجض لحمها، ودفن بنوري وقبره يزار، وللشايقية فيه اعتقاد كثيرا، لاترد له شفاعة، انتهى.

    عبد الرحمن ولد دويح حاج الدويحي

    ولد بدار الشايقية، وحفظ الكتاب وأحكامه على الفقيه عبد الرحمن بن إسيد، وقرأ عليه خليل والرسالة والعقايد، فأبوه محمد ولد حاج بعدما فرغ من التعليم جاب لشيخه حصانا مجهزا بقواده وسلطيته، ودرس في بلاده خليل والقرآن، وأعطاه الله قبولا تاما عند الخاص والعام، وكان كثير الشفاعة لا يرد، فعامة ليله يتهجد بالقرآن، وقبره ظاهر يزار.

    عبد الرحمن بن محمد بن مدني المشهور بأبو نيران

    تفقه على الفقيه محمد بن إبراهيم، وله في المجالس التفتيحية، وكان له كرم وضيافة ودنيا كثيرة، وله شفاعة وقبولا عند الضناقلة والشايقية، لا ترد له شفاعة، فما رده أحد إلا ونكب، فإذا ركب في شفاعة ركب خيولا كأنه ولد عجيب في زمانه، وأعطي حظا وقبولا لم يذقه أحد من آبايه ولا غيرهم من أهل زمانه، وقتل رحمه الله تعالى شهيدا، وقتله بنو عمه حسدا وغيرة عسى يجدوا مكانه فلم يجدوه.

    عبد الرحمن بن بلال


    العالم العلامة النحرير، قام مقام آبايه فهو خامس خليفة لجده الشيخ محمد بن سرحان، وبرع في الفقه عن أبيه الفقيه بلال وعن خاله الفقيه أبو الحسن، وكان مأذونا في الفتوى والتدريس مع قصر مدته، والحلقة عمرت في زمنه وتفقهت عليه جماعة وبرعت فيه، منهم الفقيه قمر الدين والزين أخيه إبنا الفقيه محمد بن الفقيه عبد الرحمن، وأولاد الفقيه حمد التور الثلاثة: عبد الدائم والأمين وعبد الرحمن، وأولاد مصري بن الشيخ مضوي: عثمان ومضوي والفقيه محمد بن غلام الله والفقيه سرحان ولد طراف والفقيه سنهوري ولد مدثر، والفقيه حمودة بن الفقيه محمد بهرام، وخلق كثيرون، وخلافته سبعة عشر سنة، وتوفي سنة خمس وخمسين بعد الماية والألف.

    علي بن دياب القريشابي

    ولد بالجزيرة إسلانج، وقرأ مختصر خليل على الفقيه بلال والفقيه أبو الحسن، وسبب بداية أمره أنه خرج من إسلانج مسافرا إلى سنار، فنزل في الهلالية، فسمع بموت الفقيه سلم المايدي، فمشى للتعزية عليه لكونه أحد أشياخه، فطلب منه أولاد الفقيه وجماعتهم قالوا له:”شيخك بقى عليه أمر الله، بندورك تقري الفقرا حتى نطلب محمد ولده ويجي لمسجده وفقراه”، فقبل ذلك وشرع في التدريس، وكان تاركا للقراءة فيمشي بأيام البطالة إلى الفقيه شمو بن عدلان في اربجي يقرأ عنده ليحان السبوع المستقبل حتى قوي، ثم جاء الفقيه محمد من الطلب فقسم الفقرا بينه وبين الفقيه علي، ثم الفقيه خرج في الهلالية فقرأ فيها دهرا، ثم جاءه ولد المؤذن العامري وداه للسواليب: حفاير بين عبودي والبحر، فدرس عندهم وقتا، ثم انتقل إلى قوز ولد بركوت فوق البحر، فدرس فيه وعمرت حلقته به ودرس خلايق كثيرة، وكان عالما مأذون له في التدريس كشيخه الفقيه أبو الحسن، وممن أخذ عليه من الأعيان الفقيه جميل الله العمرابي بدارفور، والفقيه محمد النور ولد صبر، والفقيه الصافي سبط الفقيه حمد بن مريم، والفقيه الزين بن بشارة القريشابي، والفقيه دفع الله بن الشيخ قسم الله وأضرابهم ونحو ذلك، وتوفي بالقوز المذكور، انتهى.


    عبد المحمود النوفلابي

    فهذه شهرته عند الناس، وفي الحقيقة أصله عركي من ذرية محمود رجل القصير، ولد بالغويبة، وكان من عباد الله الصالحين، وكان مؤذنا يطير في آذانه، وكان زوارا للصالحين، إلا الحج فإنه لم يحج، وأظنه حج بالطيران، ورأى بعض إخوانه يتعبد فوق جبل من جبال قري جاء طالبه، أول ما دنا له طار، وكان بينه وبين الشيخ خوجلي خوة واتحادا عظيما، وزوجه ابنته، قالت زوجة الحاج خوجلي نسيبته:” جاءنا نصف الليل ما وجدنا نارا نضوي بها البيت، النور ضوى في البيت مثل السراج”، وحصلت بينه وبين الفقيه حمد ود أم مريوم وقفة وخصومة، والسبب في ذلك أن إمرأة جعلية اسمها الحسنة فتزوج بها الفقيه عبد المحمود، وولد منها بنتان، وطلبت منه الطلاق، وقالت له:” بدور القراءة مع الحيران والرياضة في الليحان”، وقال لها:” اكتبي صداقك لبناتي”، فلما فعلت ذلك طلقها، فذهبت للفقيه حمد وهبت له نفسها وعفت له من صداقها، وتزوجها، وقالت له:” أنا مظلومة من عبد المحمود، غصب شرطي، بدورك تردوا لي فوتي منه”، فإن الفقيه حمد صدقها في قولها وشكاه على الجنود في نزولهم أبو زريبة، قالوا له:” ما بندخل في احد منكم”، وكتب له الفقيه حمد كتابا في لوح وصورته:” من عند حمد بن أم مريم إلى عبد المطرود، أما بعد، قال تعالى:” وآتوا النساء صدقاتهن نحلة” وأنت خالفت كتاب الله وسنة الرسول وغصبت صداق الحرة، انت ماك عبد المحمود، عبد المطرود، والمطرود هو إبليس”، فأعطى الكتاب لفقير فزاري، فقال له:” انت حواري وخرجتك تجيب لي مثل هذا الجواب”، والفقير توفاه الله في يومين، والفقيه حمد نازل في حلته الفي امدرمان انطلقت النار أكلت جميع خلواته، والخلوة التي هو فيها أحاطت النار بجميع جهاتها، قالوا له الناس:”امرق”، قال ما بمرق أترك كتبي”، فدخل عليه أحمد بن علي العونابي فشاله بعنقريبه مرقه، ثم بنوا الخلوات بالحجر، فسرحت النار في الحجر، وقد رأيت بخط الفقيه حمد قال:” بعد مروقي من النار اعتقدته العوام ونفسه عجبته، والشئ كله سوته الحسنة، قالت غصب صداقي، الله حسيبها”! انتهى.
                  

09-24-2010, 10:38 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    .
                  

09-24-2010, 04:21 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    عبد الوهاب بن الفقيه حمد النجيض الجموعي
    صاحب مسجد إسلانج، فإن الفقيه حمد لما خرج مع الشيخ عجيب الكبير لقتال مك الفونج وقال بعدي يقري في المسجد ولد بكري وبعده الوليد، لعبد الوهاب، ودرس بعده خلايقا كثيرة، وطال عمره ودفن في القليع غرب الجزيرة إسلانج.

    عبد الكريم بن عجيب بن كرومة الكاهلي

    اتخذ مذهب الصوفية أخذه من الفقيه نافع الفزاري المتوفي بالبشاقرة، وأخذه نافع عن مختار ولد أبو عناية الجامعي، وأخذه مختار من طه ولد عمارة، وأخذه طه من الشيخ دفع الله بن الشافعي، وأخذ أيضا من الحاج عبد الله الحلنقي تلميذ الشيخ دفع الله، والفقيه عبد الكريم هذا له مدد جاءه من الشيخ إدريس مناما، وكان على قدم الصوفية المتقدمين ويؤدب أصحابه مثل أدبهم، فلو رأى أحدهم ولو غفلة يكاد يذوب، وممن أخذ عليه أبو عركي بن الشيخ عبد القادر، والفقيه أحمد ولد أبو القاسم، والفقيه عجيب، والفقيه محمد بن مدني، وكان عبدا صالحا، والفقيه محمد ولده وكان كهو، والفقيه دفع السيد ابنه، وسافر إلى الحرمين وانقطع خبره، وكان عبدا صالحا، انتهى.

    عبد الوهاب ولد أبو قرني

    ولد بالجزيرة بالجزيرة إسلانج، وكان عبدا صالحا ملازما لقراءة دلايل الخيرات، وكان يرى الرسول صلى الله عليه وسلم مناما، ودفن غرب الجزيرة إسلانج.

    عبد الدافع القنديل بن محمد بن حمد الجموعي

    ولد بالحلفاية ولد في السنة الأولى من القرن الثاني عشر وتوفي سنة ثمانين منه، وتخلف في المسجد بعد وفاة الفقيه دفع الله بإشارة منه سنة اثنين وعشرين أو ثلاث، وسلك الطريق على الحاج خوجلي وخدمه خدمة السالكين، وحفظ الكتاب وتجويده على الفقيه شكر الله العودي، وقرأ خليل على الفقيه بلال وأبو الحسن، وحج إلى بيت الله الحرام وجاور فيه وطال عمره واشتهر ذكره، وقرأت عليه الأبناء والآبا والأحفاد والأجداد، والأكابر والأصاغر، وشدت إليه الرحال من ساير الأقطار ودرس خلايقا كثيرة لا يحصى لهم عدد، وكان رحمه الله تعالى كريما حليما سخيا فيه نقابة للطلبة، وكان خداما لأشياخه في حياتهم وذراريهم بعد وفاتهم، وشهد له الشيخ النحلان بالتدريس في حالة صغره، وذلك أنه زاره مع الشيخ الفقيه شكر الله، وقال له: “يا فقيه شكر الله تقري أولاد الحلفاية، انت حي أبو عيونا حمر هذا يقري في مسجدك”، فكان الأمر كما قال: الفقيه عبد الدافع يقري في المسجد نحو اثنا عشر سنين في حياة الفقيه شكر الله، ومدة تدريسه ثمانية وخمسون سنة، وهذه المدة لم يبلغها مدرسا قبله إلا عبد الماجد: خمسين سنة، وكذلك الفقيه الزين، وكان كثير الأسفار في مهماته ومصالح المسلمين، طلبته في غيبته وحضوره واحد، وتوفي رحمه الله بسنار ثم نقل إلى الحلفاية، وقبره ظاهر يزار.

    عبد الرحمن بن الشيخ صالح بان النقا

    أول أمره اتخذ مذهب التصوف وسلك طريق القوم على أبيه الشيخ صالح، وريضه ودخله الخلوات، فلما انتهى في السلوك وبلغ مقام الرجال اشتغل بقراءة العلوم الظاهرة وتحصيل كتبها، وبذل المال على المعلمين وله والكتاب لها، وسبب اشتغاله أنه رأى في المنام جده طايرا بين السماء والأرض وابوه طايرا وراءه وهو أيضا وراءهم، فأشاروا إليه بالنزول فنزل في الأرض، فقص رؤياه على الشريف عبد الله فقال له: “أشاروا لك بالاشتغال بعلم الظاهر”، قال شاعره:

    يا عبد الرحمن جيد لأبوك
    يا أبو دقنا بالنور مسبوكه
    الرباك بيد المبروك
    الخلاك بحرا بيردوك

    وأول قراءته قرأ الرسالة على الفقيه عبد الهادي تلميذ الفقيه محمد ولد الفقيه مدني، وأعطاه من المال والدار ما شاء الله، ثم قرأ خليل على جماعة، وفطامه على الفقيه ضيف الله، ثم قرأ كتب النحو وعلم المنطق على الفقيه عبد الباقي بن الفكي، تلميذ الفقيه عبد اللطيف، مسكنه الفجيجة، ثم قرأ علم العقايد على الفقيه أرباب بن فرح وعلى عمه الفقيه علي بن أرباب، وأعطاهما عطاء كثيرا، ثم قرأ كبرى السنوسي ووسطاه والمقدمات على الفقيه إسماعيل بن الفقيه الزين، وعلى الفقيه محمد الخناقي تلميذ الحاج محمد عدلان، ثم تلميذ الفقيه حمد ولد مدلول، وبالجملة فلا يوجد فن بين الناس إلا أنه ويقال أنه فيه فرد زمانه، ثم أحضر الكتب التي في البلد وأرسل إلى الكتب القريبة المفيدة نقلوها له، بعضهم بزوجاتهم وأولادهم شايل جميع أحمالهم، ومع ذلك له الجايزة، وارسل إلى مصر والحجاز، فملأ من ذلك ستة خزنات من كل عزيز عجيب ونادر غريب، وشاطر أبوه في وقود النار وعطا الدار وبذل الأموال، والحلة في زمانهم كعبة محجوجة، جميع المراتب تجيهم للعطا، وبذل المعروف وما يشبه إلا بحاتم طئ هو وعدي ابنه الذي قال فيه القايل:

    بابه اقتدى عدي في الكرم
    ومن يشابه أبه فما ظلم

    ولد سنة واحد وعشرين وماية وألف، وتوفي سحر الخميس لإاثنا عشر خلت من ربيع الثاني سنة سبعة وسبعين وماية وألف، ومن مجاهدته ما سمعته من لفظة أنه ورد الصلاة الأمية خمسين ألف كل يوم مدة سنة، وبعد ذلك ألزمها كل يوم اثنا عشر ألف بالنهار وبالليل يورد الجلالة الكريمة ماية ألف والدلايل مرتين قراءة معتدلة، الصباح مرة وعشية مرة، ومن كراماته على ما سمعته ورأيته بخطه أنه رأى رب العزة جل جلاله وتقدس كماله في المنام فقال له:” يا عبدي جعلتك تابعا للأنبياء والمرسلين وجعلتك عزيزا”، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له:” محبتي تخللت فيك تخلل العود الأخضر بالماء”، ومرة قال له:” أنت في ظهري، والفي ظهرك في ظهري عليهم أمان الله في الدنيا والآخرة”، وممن قرأ عليه فنون العلم من الأعيان عبد الله ولد صابون وحماد بن الغويبة، والفقيه علي الشافعي والفقيه هارون ولد أبو حصى، والفيه فرح بن تكتوك، والفقيه أبو زيد بن الشيخ عبد القادر، والفيه أرباب الخشن، ونحو ذلك.

    عبد الله بن صابون

    مملوك إمرأة من ناس القليع، وحفظ الكتاب ولازم الفقيه عمار وأخذ عنه أكثر فنونه، وبرع في النحو والصرف والفقه والمعاني والبيان والبديع وعلم العروض، وكان شاعرا ماهرا وصناعا جلادا وخياطا، وله معرفة بالخط الذي لايصنع مثله إلا الأروام، وعمله ليلا يقرأ كل ليلة ثلثا من القرآن ويمل جميع السبايل الفي مساجد القرية، نحو عشر مساجد أو تزيد، وعمله بالنهار يحضر دروس العلم عند شيخه، ويدرس غيره، فعامة نهاره إما أن يكتب الكتب احتسابا لله، وأنه عزبا لم يتزوج، وأعطاه شيخه ابنته أم ناس ضوين فامتنع وقال :” العبد ما بياخد سيدته”، وقال:” ما وجدت لها كفوا غيره، قال تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.

    علي ولد الشافعي

    قرأ المنهاج على الفقيه عمار وقرأ عليه كتب العربية وسلك الطريق على الشيخ دفع الله، وكان شاعرا ماهرا، وله قصايد في النبي صلى الله عليه وسلم، وفي مدح مشايخه، وكان ممن جمع بين العلم والعمل، وكانت أشعاره مطربة وجاذبة للقلوب وكان إذا سمع شعره ينشده غيره يبكي ويطير في الهواء، وقد شوهد ذلك منه مرارا، وقبره بسنار ظاهر يزار.

    عبد النور بن أبيض

    وأبوه أبيض راجل مشرقي جابه الشيخ عبد الله العركي معاه من الشرق، وعبد النور ابنه سلك الطريق على الشيخ محمد ولد داوود اللغر، وكان شاعرا ماهرا يمدح الرسول وشيوخه العركيين وغيرهم، ودفن بأبو حراز مع شيوخه.

    علي بن بري

    أمه أم هاني بنت الولي علي بن قنديل الصاردي،نبذه في مدح العارفين له: وقد أجمعت الأمة على فضله ودينه، فقال الفقيه صغيرون الشقلاوي:” صاحبت الشيخ إدريس وولد حسونة وعبد الرازق وباسبار فما وجدت أسرع إجابة من هذا الولد” يعني علي بن بري، وقال الحاج إبراهيم:” علي أخوي فعل ثلاثة أشياء أنا ندمان الما فعلتها معه: الأولى: بنقرا عند صغيرون فقال “يا ولد بري”، قال:”ما عندكم كسرة خميرة؟” قلت :”عندنا”، قال:” ملحتها بلبن وأديتها له” قال :” موصها، أخوالي أولاد جابر يحبوا الموص، فشرب منه، وإني فضلته أنا أديتها عنزي، وعلي أخوي شربها، والتانية زارنا الشيخ دفع الله فوجدنا حفرة وضويه ملان ماء علي أخوي شرب منها وأنا امتنعت، التالتة زارنا الشيخ هجو وقدامه بقعة كبيرة وقال لنا حواره:” يا ناس السافل ما أقل أدبكم، سلام الشيخ إياه كذا”، قال علي:” كيف هو؟”، قال :”بيحبوا”، فإن علي أخوي حبا البقعة كلها حتى وصل إلى الشيخ وسلم، وأنا امتنعت، قال الشيخ هجو هذا الولد الله ملكه رشده فهو من ملوك الجنة”، وقال الشيخ حسن لما بلغه موته:” أمان يا الصواردة مامات لكم ولد، واقف على الباب”، وقال الحاج براهيم:” قرانا الكتاب على باسبار سلس الصواردة ما انقطع مننا، قرانا خليل على صغيرون، والعقايد على أبشعر، وسلكنا الطريقة على ولد داوود ما انقطع مننا حتى علي أخوي خدم تربالا في حفير الشيخ حسن سنة أم قنيطير سنة، وبعدها دخله خلوة فجاءه ملوك الجان السبعة بالطاعة والانقياد، وجابوا له ككر ذهب وسوط عنج، فجاءه الشيخ حسن فقال له:”أمرق”، فلما خرج أعطاه جنيا أعرج وقال له:” هذا يقضي لك حاجتك” فخرج غضبان وقال :”لا حاجة لي به”، وإدلى البحر فلما دخل الجزيرة نسري فوجد شيخ الدانياب سليمان ولد مرناتي خام الجزيرة وهو راكب، والجني يمشي بقفاه ماه خابره، قال له:”أقضي حاجتك؟” قال :”أقضيها”، فتلولو في كرعي الجمل الأربعة فمصع الجمل فوقع منه ميتا، فمن ذلك اليوم ملوك الفونج وملوك جعل عاينونا”، فلما مات الفقيه علي قال الشيخ حسن:” يا صواردة اين أوديكم: ربيت لكم ولد يريحكم وينومكم ويرقدكم”، فإن الشيخ حسن أمه صاردية من أمها، ومن كرامات الشيخ علي أن شيخه باسبار تزوج إمرأة حمدية فطلقها، ثم طلب زواجها رجل حمدي حوار الشيخ عبد الرازق فنهاه عنها وحذره من معاقبة باسبار فلم يمتنع وقال له:” التجيني منه حملها عليك”، فقال له:” شلت لك حمل البر، لاتقرب البحر، الناس بين بحرين”، مكث سبع سنين ما دخل البحر، ثم إن زوجته حملت ووضعت ولدا فشال قربة وورد البحر يجيب الماء لسماية ولده، فأول ما دخل كراعه في البحر شاله تمساح، فإن الشيخ باسبار تحت السدرات يصح لوحا قال:”شاله! شاله علي ولدي” وهو يوميذ ولدا صغيرا له عرف! ومن كراماته أيضا قضيته مع مسمار الحاشي بقرية قري، وذلك أن رجلا من الناصراب اسمه عبد الله أبو قمز عنده بقرة أو بقرات غصبها شيخ الدانياب وودها للشيخ مسمار في قري، فجاءه الفقيه علي شافعا فلم يقبل شفاعة، واقراه عليه شيخ الدانياب، وقال له :”عربك كلهم متولي عليهم”، فذبح البقرة وخرج منه الشيخ غضبان، فلما خرج من الحلة صاح :”يا علي” ثلاث مرات “تعال” و “يامسمار روح”، فحينيذ علي بن عثمان في الغرب قال للناس:” سمعت صوت أبوي علي بن بري ناداني”ففي تلك الأيام جاءت جمال الملك تورد مسمار إلى سنار فمرقوه وجابوا علي بن عثمان فشيخوه، فلاقاه الشيخ حسن قال له:” مالك على مسمار، بيقضي لنا حوايجنا؟” فلما دخل على مسمار قال له:”تقلت على ولد بري شال طاقيتك رماها وراء جبل قاف”، قال :”أنت ما كفي له؟”، “أنا وغيري ما بنقدر نردها”، فعزلوه من الدرجة إلى زماننا هذا، فإن خضر ولده شاخ بعد العجيل ستة أشهر، ثم عزل ومسمار ولد عجيب شهران بعد الشبخ عبد الله ثم عزل، ومن كراماته أنه لما شرح السنوسية يكتب ليلا والنور يضوي من أصبعه، وجاءه الشيخ عبد القادر بن الشيخ إدريس قال:” ما أرتني كرامتك التي أكرمك الله بها” فاراه له، وقال الشيخ محمد الخراشي لما رأى شرحه فقال :”هذه عبارة ولي”، وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاثة وسبعين بعد الألف، وعمر هل اثنين أو ثلاثة وستين، وترك له أربعة أولاد، وانقسم الناس طايفتين: طايفة قالت نخلف محمد أبو سبيب لأنه ثالث أبواته، وطائفة قالت نخلف عركي، الجماعة قالت للحاج إبراهيم ما يخلف واحد منهم، قال:” هل يمشوا للشيخ حسن، أنا أولاد علي ما بقول لهذا تقدم وللأخر تأخر”، فطلعوا إلى الشيخ حسن، فسبق عركي وإخوانه فعزاهم الشيخ وذبح لهم شاة، ثم جاءه محمد أبوسبيب فعزاه، فقال:” جيبوا البرش لخليفة ولد بري”، وذبح لهم جخص وشياه، وقال “عركي ما يبقى لي مثل علي، علي كل سنة يزروني بعشر أشرفي”، انتهى، وله من التأليف شرحه الكبير على أم البراهين في نحو أربعين كراسا، والصغير في نحو عشرين كراسا، وشالتهما الركبان في ساير الأقطار، وممن أخذ عليه علم الكلام الفقيه أرباب الخشن الذي انتشر علمه في ساير البلدان.


    يتبع ....
                  

09-25-2010, 05:15 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    تحياتي محمد عثمان
    ...

    أرجو أن تنتبه لنقل البوست للربع الجديد

    حتى لا تتم أرشفته


    ...
                  

09-25-2010, 05:58 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    انتهى.

    عبد الحليم بن سلطان بن عبد الرحمن بن الفقيه محمد بحري المغربي الفاسي


    قدم بلاد السودان مع الخواجه عبد الدافع الفضلي حين قدم من مصر تاجرا وحاجا، وزوجه ابنته ست النسا فولد منها ولده الفقيه عبد الرحمن، وقدومه في زمان ملك الفونج.

    ريحانة من أخباره: الفقيه عبد الحليم ولد بالحلفاية وأمه شايقية، وحفظ الكتاب بجامعها، وقرأ مختصر خليل على صغيرون، وسلك الطريق على الشيخ إدريس، وتبناه مثل الشيخ دفع الله، وكان يبعثه مع ولد حمد لحجز العرب والفونج، وكان بينه وبين الشيخ دفع الله خوة وطلبا للقوز عند الشيخ صغيرون جميعا، وتنازعا هو والشيخ دفع الله في مسيلة في العيلفون ليللا، فوقدوا لها النار وفتحوا لها الكتب، الحق ظهر مع الشيخ دفع الله، وقال للشيخ :” في الخلوات أنا أقوى”، قال له:”إنت تركت، أنا ما تركت”، ودخل هو على الشيخ وهو في مرض الموت، الناس قالوا له ولدك عبد الحليم قد جاء يعودك، قال:” يايابا وصينا” فقال :”أوصيكم على الصلوات والتقى والصبر على البلايا ونفع المخلوق لأجل الخالق”، وقال والدي رحمه الله تعالى وقفت حلقة كرير في نسري عند أولاد الشيخ علي والحاج والفقيه عبد الحليم هذا مفتي فيها، فمن عندها ما وقفت حلقة بخشية مثلها، فماتت عنده نيابة القضاء من قضاة التكجاب، وكانت له دراية في الفتاوي والأحكام، وكان يلقن الخصما الملهوفين الحجج ليتخلصوا بها، وجاءه حمد بن عبد الجليل ملهوفا، قال له:” ياذا شيخ المسعوداب أودعني عيشا وشاله، فجاء خصمه أخذه مني ثانيا”، فقال:” إدع عليه بدعوة قدر ما أخذ منك وأنا بشهد لك على ذلك، فادعاه عند الشيخ عجيب، وقال:” بطلب فوقه مالا مقداره كذا وكذا، ويشهد على ذلك الفقيه عبد الحليم”، فجاء فقال:”يعلم الحق عليه”، فقال له الشيخ :”ايش أخذ منه؟” فقال :عشر فرك تميم”، فقيموهن فوجدوهن قدر الحق لازادا ولانقصا، وجاءه رجل وقال:”فلان أدعاني عند القاضي بدعوة زور يشهد علي فلان، ما عندي إشهادا يجرحه”، قال له:””أمش قاتله قبل الشهادة فإن شهادته تبطل، وقول للقاضي بيني وبينه عداوة”، انتهى. قال التتائي في باب عيوب الزوجين:” وحكى البرزلي في كتب النكاح من فتاويه عن ابن علوان مفتي تونس أن إمرأة أساء زوجها عشرتها وعسر عليها التخلص منه فقال لها:” إدعي عليه أن في داخل دبره برصا”، فادعت عليه ذلك، فحكم عليه لينظروا ذلك المحل، فلما رأى الزوج لابد من ذلك طلقها. وكان معروفا بالتحيل في بعض المسايل، وهذا التحيل إن ثبت عنده أنها مظلومة، فهو صايغ للإنقاذ ممن ظلم، وإلا فالصواب أنه لايجوز لأنه من تلقين الخصم، وهو قادح في العدالة، انتهى.

    عبد اللطيف بن الخطيب عمار

    ولد بسنار وولي الخطابة مكان أبيه. نبذة من أخباره: وهو شيخ الإسلام، الفقيه النحوي اللغوي الأصولي المتكلم المنطقي المجودي للقرآن المجتهد في مذهب الشافعي، وحج إلى بيت الله الحرام لنكبة حصلت عليه من السلطان وجاور بسببها، واجتمع بعلماء المغرب والحجاز والروم والتكرور، ودرس في جميع الفنون، فلا يوجد فن إلا ويقال أنه فرد زمانه فيه، ومدحه بعض علماء الحرم فقال فيه:” عالم الديار السنارية وعلامة الأقطار الإسلامية، ومدحه شيخه في علم المنطق نور الدين اليمني بقصيدة فقال:
    ابن عمار همام ماهر
    حبذا من ملجأ للخائفين
    داره أصبحت بالعلم روضة
    فادخلوها بسلام آمنين

    وقال أيضا في قصيدة له أخرى:
    عالم بأنواع العلوم بأسرها
    حوى في الورى المعقول مع وارد النقل
    له الكل طارت مكرمات صفاته
    إلى حرم والأرض مع ساير الحل
    فذلك خطيب لايحاكي بفضله
    كما إن للمفروض فضل على النفل
    مخيار تقي حاكى لأصوله
    ومن يشبه الآباء فقد جاء بالفضل

    وكاتبه من دار كنجارة، ومدحه فيها على طريقة المناطقة فقال فيها:” إلى حضرة من أنصف بدلالة اللفظ الوضعية والقضية الموجبة الكلية والجزئية والأشكال المنتخبة الجميلة، الذي سلب الألباب بكلياته وجزئياته، سيدنا ومولانا إنسان العين الساكن في الفؤاد بلامين، الولد السامي المنيف، ناصر السنة الفقيه عبد اللطيف ولاه ورعاه وأعطاه من الأوصاف الجميلة ما يعجز الرسم بل الحصر عن حصر مقدماتها وقضى لأعدايه بالعكس والطرد بل العقم من ساير جهاتها، ولازالت قضايا سيادته لازمة، ومزايا سعادته بدوامها جازمة، بمحمد وآله” انتهى. وقتله المك بادي صبرا، وشوه عليه بعض بني عمه وقال:” عسى أن يكون قتل فقيرا بخراب امير” فحربه الملك بادي ونفى وطرد وقتل صبرا، وقتل أولاده بعده واستمر القتل والنفي والطرد إلى زماننا هذا”، وحوش ملكهم بقى كناسة ومأوى للكلاب، انتهى.

    ولما فرغنا من العلماء العاملين بعملهم ذكرنا الصوفية منهم

    علي النيل بن الشيخ محمد الهميم

    فهو ثاني خليفة الشيخ تاج الدين في بلاد الفونج وسلك الطريق على أبيه الشيخ محمد، وارشده وقام مقامه في السلوك وتربية المريدين حتى أنه سمي النيل لكثرة إرشاده، كما أن النيل إذا طمح يسقي الأرض اليابسة، وقال الشيخ دفع الله لما رأى البحر طامح على الأرض اليابسة:” كذلك الشيخ علي مثله، وكان على قدم عظيم من الزهد والوراعة، ومن ورعه أن شاته البحلبوا له لبنها إذا رعت زرع الغير يترك شرابه حتى تبعر ما أكلته، وسافر من المندرة لإى سنار راكب على جمل بطانه حبل وهو أغبش، قال الشيخ دفع الله:”ما ولدت إلا أم علي”، وسبب حمله الدليب على الفيلة أن الشيخ محمد لما سكن المندرة بإذن شيخه الشيخ تاج الدين بنى المسجد والخلوات فيها، وبعث ولده علي ونور الدين أبو شملة وففراه وأعطاهم أربعة وعشرين جملا يحمل عليها الدليب، وسافروا إلى الدليب فجاءت الفيلة فصرخت في الجمال فشعرنت وفرت، قال الشيخ هذا:” نرسل إلى الشيخ يجيب لنا جمالا نحمل عليها” وقال نور الدين:” لا نحمل إلا على هذه الحيوان الجفل جمالنا” كلم حوارا لأبيه اسمه أبو سعد قال له:” قل لهذا الحيوان قال لك الشيخ علي:” إنت جفلت جمالنا، تعال أحمل في مكانها”، فمشى إليها، فجاءت الفيلة وهي أربعة بركت في وجه الشيخ، وحملوا عليها حمل أربعة وعشرين جمل، من بلد الدليب إلى المندرة، والناس أفواجا أفواجا جاءت للفرجة والدعا والتبرك، فلما سمع الملك رباط بذلك أرسل الخطيب والقاضي وقال لهم:” أمشوا شوفوا كرامة أولاد الشيخ صحيحة؟” فجاءوا فوجدوهم نازلين في الحديبة قدام أبو حراز، فوجدوا الفيلة مشت ترعى، ووجدوا دربه والأحمال العليه، قالوا لهم :”بالغد يأتي”، فقالا لهم:” لان شاكين ولان مترددين”، فخبروا ملك الفونج بذلك، فلما وصلوا المندرة الشيخ ما رضى إظهار السر، قال لهم: ما ترسلوا لي أجيب لكم الزوامل”، ولذلك قال شاعرهم:
    ديك أبواتي الأمنا الزينين
    الزرق فرسان الدين
    القدلوا بسر تاج الدين
    ما زمزم شربوه بالهين

    ولما دنع الوفاة قيل له :” من الخليفة من بعدك؟” قال:” راعي البقر”، يعني الشيخ الجنيد، وهو أمي لم يخط ولم يقرأ، بلا رعاية البقر ما عنده شيء، وولده شرف الدين حاضر وهو حافظ وعالم، وإخوانه وأولاد محمد الشيخ الصافي ومصطفى حفظا وعلما قالا:” الشيخ علي أعلمنا وأعرفنا بالله، إن ما رأى فيه صلاح ما ولاه”، وقال لهم:” الولي يرشد مدبر من الدنيا ومقبلا”، جابوه له عصره على صدره وبطنه وقال:” يقعد فوق سجادتي ويمسك سبحتي، العندي عنده”، فقام الشيخ أبو القاسم مقام آيايه في كل شئ، ودفن الشيخ علي بالمندرة وقبره ظاهر يزار.
    انتهى.


    يتبع...
                  

09-25-2010, 06:11 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي عوض الله على التذكير بنقل البوست للربع الجديد وسأسجله حالا إنشاء الله.
                  

09-26-2010, 03:31 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    عبد الرازق ابو قرون

    وولد ببحر سنتبار، أصله رفاعي وقيل قدم من المشرق، وسلك الطريق على الشيخ يعقوب بن الشيخ بانقا، فلما انتهى في السلوك ووصل مقامات الرجال أمره شيخه بالسفر إلى الأبواب وقال له إسكن بالمشرع الأحمر يجد الدين والدنيا، فجاء إليه لابسا الجبة وشايل العكاز، فتزوج النساء وولد اثنا عشر ولد، ونشر طريق القوم، وسلك وأرشد، وصحب الشيخ إدريس والشيخ حسن والشيخ باسبار والشيخ صغيرون، فوجد الحظ الوافر والشفاعة وقبول الكلمة عند جعل وملوكها، وكان شيخا حليما كريما ويقول:” من عقولنا ما نشدوا الناس من أصولنا”، ومن حلمه وكرمه يرشد في الطريق من سلك عليه وغيره، وجاء في مسجد القوز وخرج يستجمر ولحقه الشيخ بدوي بإبريق فيه ماء يستنجى به فقال له:”إن ما كان أخلي قوم عبد القادر تتعلق بهلاكيتك مان أبو قرينات”، وهو يوميذ طالب للعلم، وإن حوار الشيخ باسبار اسمه علي ولد مرج لما رأى إقبال الناس عليه للدعاء والتبرك به قال:” الناس يتبعوا رجلا أميا، هذا الجلب أحق به باسبار”، فكاشف عليه وقال له:” الله يريك ما شافت عينك” فمسكه ووراه الكعبة عيانا، وكان مع قلة دنياه كريما مثل الريح، قال الشيخ صالح ولد بان النقا:” أخبرني عمي بدوي وعمي حجازي فقالا:” زرنا الشيخ حسن ولد حسونة والدنيا عاقلة في وجهه، قام ولد يتيم وقال:” ياسيدي ما تديني عنزا أحلب لبنها”، فقال له:” أنا عطاي؟ فلو كنت عطاي ما قدرت عطاي أبو دليق يعطي بلا مال، ما شفت يا عبد الفتاح أخوي يوم نزلنا عنده ما جاب لنا مشربين ملانات كلوة وقلب”، فإن الشيخ عبد الرازق ذبح لهم ستين شاتا ، وقال عبد الفتاح للوليد:” أقعد، الشيخ ندع نفسه يديك”، وكان بينه وبين الشيخ مسكين الخفي خوة واتحاد، وقال الشيخ بدر:” مريزق ومسكين الله رجلا واحد وقتا يبقى مسكين بعينه”، وإن تلميذه ولد آدم الشاعر الجعلي المحمدابي شايل على حماره في الخلا انكسرت الحمارة وتخلص عظمها وبقى الجلد وهو في الخلا، وقال يا يابا عبد الرازق ببركتك ينجبر الكسر”، وتسمر وشال عليها، وجائته جازية زوجة الملك عدلان وقالت له:” يا سيدي وليداتي ماتوا، بدورك تسل الله يعوضني إياهم”، فقال لها:” أديتك وأديتك وأديتك” إلى خمسة عقد، فولدت خمسة عيال هم أجداد العدلاناب، وجاء تلميذه ولد آدم إلى الشيخ صغيرون قال له:” أيجوز لي أمدح شيخي؟” قال له:” أمدح مثلما تمدح الله ورسوله يجوز لك تمدح شيخك” فربط قافيه:

    الشيخ الدوام نور لماع
    ديم من المحبة عينيه يسرفن دماع
    القطب إن نهمته في الضيق سماع
    مدحه جازلي كتاب وسنة وإجماع
    جنح الليل يطوف في مدارين الشرق
    قيدومة العارفين الكرام الزرق
    رقت سفلا وصعيد إلى واسع الأوطان
    يالحبر العلي كل الأمور فطان
    نسوان العرب مع العجم الرطان
    ما ولدت مثل أمك نقاوة بطان
    في مرزوق خصايلا معجبه وتمحين
    مرة تبقى أبو قرون ومرة الخفي مسكين
    ومرة تأتي للمضيق بسرعة في الحين
    ومرة للعطاش تروى بشراب الهين

    مع كلام أطال فيه، وكان رضي الله عنه يحث على الكرم ويوصي عليه ويقول الكسرة اسم أعظم ودرع حصين وحجة بلا قسي وولاية بلا تعب، الليل الله يغلب الصيام والقيام، اليد الكسرة وسط حريمه وأولاده يلقاها”، وكان يقول:” قمنا حتى انطوينا وعبدنا حتى انحنينا، مالقينا حتى مدت يدينا”، وكان يقول :” ولد العرب الفالح يرشد الغنم، وولدنا الفالح يرشد المرحاك”، ونحو ذلك، وزار أخوه الشيخ حسن فلما خرج من عنده قال: “سيد المزار تاكله النار”، أرسل له قال له :” قول نار الدنيا”، وكان الأمر كما قال، فانعكست عليه البندق وكانت سبب موته كما قدمناه، وتوفي رحمه الله بمويس، وحملت جنازته إلى المشرع الأحمر فدفن فيه، وقبره ظاهر يزار عليه سكينة ووقار سنة سبعين بعد الألف، ونعى الشيخ حسن موته وهو جالس على دبة أم قنيطير قال:” يا ناس شن بتشوف؟” عبد له قال:” رأيت في البحر جنازة محمولة تابعنها ناس كثيرون”، قال:” عبد الرازق رحل”، انتهى.

    عبد الرافع رجل ويركت

    بأرض الصعيد، أخذ الطريق على الشيخ يعقوب بن الشيخ بان النقا، وهم خمسة الأرشدهم الشيخ يعقوب: موسى ومرزوق إبناه، وهجو إبن أخته بتول، وعبد الرازق، وعبد الرافع، وكان من اكابر أولياء الله تعالى، وسلك وارشد خلقا كثيرون ودفن بويركت.

    عبد الله ولد حسوبة المغربي

    وقيل حسوبة رجل غريب قدم من المشرق وصحب الشيخ إدريس وولد عبد الله بسوبة، ثم انتقل وسكن البحر الأبيض بأم لبن، اسم للغابة، وتوفي بها ودفن فيها، وله من الأولاد الشيخ تاجوري النحاسي والفقيه محمد البكري والحاج وهم أخير أهل زمانهم.
    انتهى.

    عركي بن الشيخ إدريس

    وسماه الشيخ على الشيخ عبد الله العركي، فإن أباه معينه للخلافة بعده، وتوفي في حياة أبيه بالجدري فجدر آخر الناس، فقال الشيخ:” الوخرى حق الطير”، وتوجد عليه وجدا شديدا، وأثنى عليه ثناء كثيرا، ويقول:” عندي فرد ولد ومات”، وجاء الناس للتعزية عليه فمتى ما جاءه ناس يقول:” ناس الوجعة ما جاءوا”، حتى جوا محس جزيرة الجندي فبكى معهم، وقام مقام أباه في كل شئ، وقبره ظاهر يزار صعيد القرية، والناس يقولوا :” يا شيخ إدريس ويا عركي ولد نايرة”، وكان الشيخ يقول:” ولايتي في عركي وكرمي في حمد ومن محبتي في الشيخ عبد القادر سميت ولد عليه فجاء يشبهه”.

    عبد القادر بن الشيخ إدريس

    ولد بأبيض ديري، أمه طاهرة بنت ولد أبو عقرب محسية، وهو أصغر إخوانه أولاد الشيخ، وكان عظيم الشان والقدر، وكان رضاعه في الطريق من أبيه، وفطامه من الشيخ سلمان الطوالي، وإنه لما قدم إليه وطلب منه السلوك فرقد على قفاه وصرته طالت، وأمره بمصها، فمصها فجذب وغرق إلى أن توفاه الله تعالى.وطلب إلى نوري بديار الشايقية لقراءة خليل عند الفقيه شيخ اللعسر، وسببه حصل له ضيم في عدم تعلمه للعلم، وذلك أنه تزوج بامرأة فولد منها ولده إدريس الكبير، ونازعه شكر الله عند القاضي محمد النينه في ولد دليب، وقال:” زوجتي في عصمتي وأنا ما طلقتها والولد ولدي”، والنزاع نحو سنتين ما أنحل، فحلاه منه الفقيه حمد ولد أبو حليمة بالولاية والكشف، فلبس جبة وهرب إلى نوري مختفيا لم يظهر أمره لأحد، حتى عرفه الفقيه صغيرون الزرنخي وهو طالب عند الفقيه شيخ، فأظهر أمره للناس، فاعتقدوا فيه الناس وأهدوا له الهدايا، وذلك أنه والد أولاده الكبار الفقيه علي وأبو زيد، وكان عطابا للظلمة فإن بدوي ولد مرناتي غصب دارا من حوار له اسمه أبرق أبو شعبان، فأرسل إليه الشيخ فيها فملأ يده ترابا وقال:” أديه دي”، فلما سمع دعا عليه وقال له:” تدخل بحلقك وتمرق بخرقك”، في الوقت والحين خرج التراب بدبره، في وقته توفي، فركب الشيخ على فرسه الشقرا ورد البحر وكجروا له الفركة للبرود، فجاء أخو بدوي وصايحه بالمشرق وقال له:” يا هذا الزول البكا العلي ناس بدوي شنو؟” فلم يكلمه، ثم كلمه ثانيا فقال له:” بدوي لحيقا له” فمات في الوقت والحين فدفنوهما الاثنين جميعا.
    انتهى.

    عمارة بن شايقي

    قرأ القرآن على الفقيه عبد الدافع وقرأ علم علم الكلام على الفقيه حمد السيد والرسالة عليه، وحج إلى بيت الله الحرام وقرأ ثانيا في مكة الرسالة وعلم العربية وعلم التجويد والتفسير، قال: ذات يوم قدام الحلفاية رأيت رجلا مثل القمر فناداني وأجلسني بين يديه فلمس علي فرأيت الأرض مشرقها ومغربها، طولها وعرضها، برها وبحرها، أوديتها وجبالها، سهلها ووعرها تحت رجليه، فقلت له:” من أنت؟ “ فقال: “أنا أبوك أبو مدين” ، قال لي:” قل لا إله إلا الله محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل يوم ماية مرة”، قال :” ثم قدمت بيت الله الحرام فسألت عنه قيل لي:” هو غوث قطب المتقدمين”، ثم رجعت إلى بلدي فنصبت خلوتي واشتغلت بذلك مدة تسعة سنين، ثم ياتي يقول لي:” اخدم يا ولد أنا أبوك أبو مدين”.
    انتهى.


    عبد الرحمن بن الحاج خوجلي

    سلك الطريق على أبيه، وكان ممن جمع بين العلم والعمل، عجبا من العجب والورع والزهد والانقطاع إلى الله تعالى، واجتمعت الأمة قاطبة على فضله ودينه، ولم ير أحد أكله و لا شربه ولا ضحكه، ولا حكى حكاية ولا يتكلم لا فيما يعنيه ولا فيما لايعنيه، ولم يره أحد كاشفا رأسه، وكان صاحب كرم شديد ولا يدخل عليه أحد إلا ويعرض زادا، وكان بحرا مطلسما كاتما للسرار، وكانت كرامته الاستقامة مع الله تعالى، وقد قال الشيخ أبو احسن الشاذلي:” كرامتنا الاستقامة مع الله تعالى واركانها عمل بلا إخلال برياء ولا فتور، وتوبة بلا إصرار ولا رجوع، وإخلاص بلا تشوق ولا ملاحظة للخلق”، وهذه الأوصاف كلها سمته رضي الله عنه.

    عبد الله الشريف نزيل الحلفاية

    مولده فاس، وسلك الطريق على الشيخ أحمد بن الناصر، وسلك وأرشد الناس على طريق الله تعالى، وكان ورعا تقيا سنيا آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لايم، وكان بحرا في علم الباطن، فإن الآية الواحدة من كتاب الله يفسر عليها تفسيرا لو كتب يكون كراسا من غير أن ينظر ذلك في كتاب، وتوفي رحمه الله بسنار وقبره ظاهر يزار.


    يتبع..
                  

09-26-2010, 03:32 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    المايكروفون معك أخي عوض الله!
                  

09-27-2010, 09:51 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    نواصل من حيث انتهى أخونا محمد عثمان
    ....
    حرف الغين
    غانم أبو شمال
    الجامعي الكردفاني . شرح السنوسية شرحاً مفيداً وقال في آخر شرحه لها : قرأنا التوحيد عند الفقيه علي بن بري ، وأدركنا وفاته وبعده بدأنا القراءة عند الفقيه أرباب وبعدنا بقيت مدرسة عظيمة.

    ...
    غانم الأحمديقدم من دار كرن بزوجاته وأولاده وسكن جبل أولي من البحر الأبيض ، وقال : أذن له الرسول  وشرف وكرم وعظم في ذلك . تزوج الفقيرة عايشة بنت ولد قدال الصالح زوجه إياها الشيخ إدريس وولد منها ابن الفقيرة وكان عبداً صالحاً.

    ...
    حرف الفاء

    فرح ولد تكتوك
    البطحاني ، قرأ العقايد على الفقيه أرباب ولازم الخطيب عماراً ، قرأ عليه علم العربية ، وكان شاعراً ماهراً وكلامه مطرب جاذب للقلوب وله كلام في الزهد والتوحيد والأدب وخساسة الدنيا ، ونعى فيها جميع العلماء والصالحين ، وهي قوله : وين أولاد جابر الأربعة علماء وأكابر جالسين على المنابر علمون المان خابر. وكان صاحب حكمة وموعظة حسنة ، ومن كلامه ا ك الموت الياب الموت يبشر بالموت ، قيل له : الناس اختلفوا هل أشعر أنت أو الشيخ إسماعيل بن الدقلاشي ن قال : الشيخ إسماعيل له المزية علي ، لأنه الفارس ابن الفارس ، وأنا الفارس ولد الدراق . حج إلى بيت الله الحرام ، وأسلم على يديه بعض النصارى . دفن بتريره وقبره ظاهر يزار.

    ...
    فرح ابن الفقيه أرباب
    درس التوحيد بعد أبيه مع أخيه الفقيه بساطي ، فله معه مجلس وولده أرباب فاق في علم التوحيد على جميع اقرانه.

    ...
    حرف القاف

    قش بن سدر
    ابن عبد النبي بن عجيب بن ركاب بن غلام الله.
    وولد الفقيه قش حسناً وحسيناً ، فحسن ولد الفقيه حمد ولد حليمة ، وبها كني ، وولد حسين علياً وهو زوج حليمة ، وولد منها الفقيه عثمان سيد الرويكة وأخاه النديان ، وولد الفقيه موسى النجيض العالم المشهور ، ودفن الفقيه قش مع المغاربة لأنه كان ساكناً معهم ، ثم انتقل أولاده إلى شراو في مشاجرة وقعت بينهم فنقلتهم السلطنة إليها.

    ...
    قاقم ابن الحاج إبراهيم
    ولد بري بن عديلة ابن تميمة ، حفظ الكتاب على عمه الفقيه علي ، وقرأ عليه علم التوحيد ، وأوقد نار القرآن وعمرت حلقته عماراً كثيراً وكانت مناجله تسعين كل يوم ، يحش أناس آخرون إلى أسبوع وجميعهم نفقتهم عليه غداء وعشاء ، وأبوه الحاج يملأ السبلة للفقراء ، ولا أدري هل على رأسه وعلى دابة ، وكان يقعد للعرضة في الأرض فنهاه أبوه ، وقال له : اقعد فوق العنقريب فكفأ العنقريب وقعد عليه. وأخبرني والدي ، قال : أخبرني الحاج سليمان الصاردي ، قال : قال الحاج لولده حمد : قاقم فوق العنقريب الرمضاء تؤذيك ، لأن بأسبارا يقعد فوق العنقريب ويعرض اثنين اثنين ، فقال له : محمد باسبار ولي ، وانا بلا القرآن شن عندي ، فقال لي محمد : يا حاج سليمان ، الراجل هذا يدخل ويمرق علي ، وأنا أقعد فوق عنقريب . وكان محمد قاقم رجلاً مهاباً عليه سكينة ووقار ، وقال الوالد اترابط النفيعاب في المجلس ، هل أكرم الشيخ بدوي ولد أبو دليق أو قاقم وحكموا لهم حكماً فقال الشيخ بدوي : تهدي له سنار وقري وملوك جعل وساير القبايل ، وقاقم عنده خمسماية طالباً ، يعيشهم ويغديهم منه ، فرجح الحكم قاقماً ز ونظير هذه الحكاية ، اختلف الصحابة وهم جالسون في ظل الكعبة على ثلاث فرق ، هل الأكرم عبد الله بن جعفر أو قيس بن سعد أو عرابة الأوسي ، ففرقه قالت أكرمهم عبد الله بن جعفر ، وفرقة قالت قيس بن سعد ، وفرقة قالت عرابة الأوسي ، وحكموا رجلاً منهم فقال : يمشي لكل واحد منهم رجل للأختبار وبعده يكون الحكم والقول الفصل ، فمشى إلى عبد الله بن جعفر ، فوجده قد خرج مسافراً شدوا ناقته وعلقوا سيفه وحقبوا خرجه ، فقال : يا بن عم رسول الله  أنا ابن سبيل ومنقطع بي الطريق وأطلب منك المنوال فقال له : خذ الناقة وما عليها ولا يخدعنك السيف ، فإنه سيف علي بن أبي طالب ، فأحضر ناقته عند الحكم وفتح الخرج ، فوجد ستماية دينار . ومشى الآخر إلى قيس بن سعد ، فوجد غلامه ، فسأله عنه ، فقال راقد ، قال : ابن سبيل ومنقطع بي الطريق ، فجئت اليه ثم دعا الخادم ، فخرج له بألف دينار وكلم آخر ، فقال له : أمش في الأبل فأعطه بعيرين ، وقال له الخادم : لو كنت أعلم أن في بيته غير هذا اللف لأعطاه لك . ومشى الثالث إلى عرابة وهو أعمى وجده طالباً للمسجد بين عبدين كل يد على فخذ هذين العبدين ، فقال له : ابن سبيل ومنقطع بي الطريق ، فقال العشام : ما تركوا لعرابة شيئاً فخذ هذين العبدين ، فقال له : عبدان قايداك ما بسوقهم ن فقال له : عن لم تسوقهم فهما حران لوجه الله تعالى ن فساقهما وعرابة يتخبط حتى وصل المسجد. واجتمع الثلاثة عند الحكم ، فقال : أكرمهم عرابة لأنه معدم وهم أغنياء.

    ...
    قرني ابن الفقيه
    محمد ابو سبيب ابن الفقيه علي بن بري ، سلك الطريق على الحاج عبد الله الحلنقي ن وكان رجلاً طبيباً في كفه بركة وصاحب دعوة مستجابة ، دفن بنسري.

    ....
    حرف الكاف


    كرار ابن الشيخ سليمان الطوالي
    كان غرقاناً مثل أبيه ، قال الشيخ موسى ولد الشيخ أبو نايب : جيته ، وسلمت عليه ، فخاطبني بخطاب مثل الرطانة ، وعنده جارية تبين مقصوده ، قال لي الشيخ : قال لك : حبابك عشرة أمشوا نزلوه.

    ...
    حرف اللام


    لقاني خال الشيخ حسن ولد حسونة

    كان ممن جمع بين العلم والعمل ، تفقه على الشيخ عبد الرحمن بن جابر وهو أحد التلامذة الأربعين الذين بلغوا درجة القطبانية في العلم والدين.

    ....
                  

09-27-2010, 07:37 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    حرف الميم


    محمد الهميم
    ابن عبد الصادق ابن ماشر الركابي ، أخذ الطريق من الشيخ تاج الدين البهاري ، سلكه وأرشده وأوصله مقامات الأولياء ووكله في مكانه ، وقال لتلامذته مثل ما ابتعاينوا لي عاينوا له ، ريحانة في مدح العارفين له ، قال شيخه فيه : التلميذ يكرس لشيخه الشيخ ما بيطلب تلميذه ، انا جئت من بغداد لأجل هذا الولد ، ويقول له : مسبوب محبوب وأمه سمته حساناً ، فقال لها : ولدك عند الله اسمه محمد الهميم ، وسبب تسميته بالهميم أن زوجة الشيخ قالت له : جيبوا لنا دوكة كسرة ، فقال الشيخ له : يا محمد جيبوا لنا دوكة ، وهو يومئذ في غويبة أربجي ، فأشتراها وشالها فوق رأسه ، فوجد الشيخ سافر إلى سنار لحقه في سنار ، وهي على رأسه ، فلم يجده ، قالوا له : أنه قد سافر بلده فلحقه في الغويبة وهو شايلها على راسه ، فقال له شيخه : يا محمد يا ولدي هذه همة تصلح بها لإقامة دين الله عز وجل ، فوقع مغشياً عليه ، وسافر الشيخ إلى وادي شعير وقال لهم : إن مات أدفنوه ، ,عن عاش هل يلحقنا ، فهذه الغيبة لا يفيق منها إلا في وجه رب العالمين .
    ويحكي انه في رفاعة رأي ليلة القدر فصعق منها صعقة شديدة ، فسمعتها أمه في أربجي ، فقالت : فاز بها أعرج بن أعرج ، تعني الشيخ عبد الصادق. ويحكي أيضاً أن الشيخ دفع الله العركي نصف النهار يعقد مع الحريم يستقبل كتب العلم للتدريس ، فقالت له بنته : ستنا يا يابا ناس ولد عبد الصادق ملكوا الفونج والعرب وأولاده شالوا الدليب فوق الغيلة من الصعيد إلى السافل وحيرانه يوردون خيله من المندرة إلى البحر وقت الظهر راكبين فوق ظهورهن ، ويودوهن للمندرة مسافة ثلاثة أيام أذنابها لينان ، انت ومحمد أخي بلا قال المصنف ما سمعنا لكما شياً ، فقام واتكأ على يده ، وقال لها : ناس ولد عبد الصادق وقعت لهم دعوة مستجابة ملكوا بها الدنيا وآخر الوقت جميع الأساسات تقيف على اساس ابيك .
    ومدحه الشيخ بان النقا الضرير فقال:
    هذا المربي الكرام سادات *** سلطان زمانه فأطلبوا دعوات
    الشيخ محمد يوم لقى العرضات *** هو يشفع لي يوم تكشف العورات
    لا النار بخاف منها ولا الجنات *** يشتاق لها نظر الإله حاجات
    المولى مقصوده أعطاه *** تاج الدين أبوه ورثه حالات
    مروي عن سيد السادات *** بيت الإله فيه يصلي أوقات

    وكان الشيخ إدريس يقول : الشيخ محمد عريس الحور العين ، وكان من الملامتيه وهم طايفة من الصوفية تفعل اللوم وتخالف الشرع ، فينكر عليهم الخلق بعضهم يعطب المنكر عليهم ، وبعضهم قصدهم إنكار الخلق هضماً للنفس وخوفاً من الشهرة ، كالشيخ إبراهيم الخواص ، فإنه يسرق ثياب الناس وهم في الحمام ويلبسهن تحت جبته ويقدل حتى يطلع عليه الناس فيضربونه وياخذونهن منه . ذكره سيدي عبد الوهاب الشعراني في طبقات العلماء والأولياء واللوم فعلي وأن الشيخ محمداً زوجاته بلحقن التسعين. وغصب خادماً هول ناس أربجي اسمها زريقا حبسها سرية وتزوج بنات الشيخ بان النقا ابو يعقوب الاثنين كلتومة وخادم الله وقال له السيد ما يمنعوه خدمه وجمع بين بنات ابي ندودة في رفاعة الاثنتين. ويحكى انه تزوج امرأة في اتبره جميلة ، اسمها حليمة بنت الملكة ، وسافر من المندرة للعرس بها ، تجنب في وجهه اثنا عشر جنبية ، والسراري سافرن ومعه خلق كثير ، فلما كفوا الناس وعقدوا الحبل قال الناس الشيخ هل يدخل بيته ، فدخل خت كراعه فوق عتبة السرير وعصر صدره عليه وهو يقول:
    أمسيت ضيف الله في القبر *** فعلى الكريم كرامة الضيفان
    يردد ذلك من العشاء إلى أن طلع الوقت ، فجاءه المؤذن لصلاة الصبح وقال له : يا سيدي الله ، حق الوقت دخل ، فقال له ك كيف أنا مخاطب بصلاة أنا ماني في الآخرة أما قلتم : دخل الشيخ في بيته ، أنا عندي بيت غير القبر. وذات يوم السراري شكرن انفسهن ، وذممن نسوان الشيخ العربيات ، فقعدت العروس تبكي ، فقال لهن : شن قلتن لها فقلن قلن لها:
    الشيخ يعبد الله ويلعن إبليس *** ويكون لحليمة طايعاً حنيس
    فقال : وهو كذلك ، وأعلم أن الناس أنكرت عليه إنكاراً شديداً ، وأنكر عليه القاضي دشين قاضي أربجي ، جاء الشيخ محمد لصلاة الجمعة في أربجي فلما خرج من الجامع وركب على جواده ، مسك القاضي في عنان الفرس ، وقال له : يا شيخ محمد خمست وسدست وعشرت حتى جمعت الآن بين الأختين تخالف كتاب الله وسنة رسوله  ، فقال له : الرسول  أذن لي بذلك ، والشيخ إدريس بيعلم هذا ، فسأل القاضي الشيخ إدريس : هذا الكلام صحيح ؟ فقال له : خله بينه وبين ربه ، قال له : ما بدور هدايتك بدور شهادتك ، قال له : اليعتق له معتوق يرجع في عتقه ، الرجل هذا الله عتقه ، فقال له القاضي : جميع هذه الانكحة فسختها ، فدعا عليه ، وقال له : الله يفسخ جلدك وأن القاضي مرض وانفسخ جلده مثل قميص الدبيبة ، وشطح الشيخ شطحاً مع كونه أمياً لم يقرأ إلا لغاية الزلزلة ، قال رضي الله عنه ونفعنا به :
    فإن كنت يا قاضي قرأت مذاهباً *** فلم تدر يا قاضي زمور مذاهبنا
    فمذهبكم نصلح به بعض ديننا *** ومذهبنا يعجم عليكم إذا قلنا
    قطعنا البحار الذاخرات وراءنا *** فلم يدر الفقهاء أين توجهنا
    حللنا بوادي عندنا اسمه الفضا *** فضاق بنا الوادي ونحن ما ضقنا
    حللنا بقرب القاب روحاً من الدنا *** عرجنا شموساً أخجلت شمس نورنا
    ألحنا على العرش والكرسي المعلى ولوحها *** لبسنا ثياب بحسن جمالنا
    فأنظري في هذا الشطح العظيم الذي لم يقع الا من الجيلي والبدوي والرفاعي ، قد وقع من رجل أمي لم يقرا شيئاً إلا من الناس إلى الزلزلة.
    ويحكى أن الشيخ تاج الدين رضي الله عنه لما أراد السفر إلى الحجاز جمع فقراء وقال لهم : انا جئت من بغداد لأجل هذا الولد مثل ما ابتعاينوا لي عاينوا له ، وقال له محمد : ولدي سبع سنين لا دين ولا دنيا ن وبعدها تجيك الدنيا والدين وتسكن أرضاً يقال لها : المادرة سلوكة ودلوكة ، ويسوق فيها مال الحجاز واليمن ، وانقادت له حيران ، شيخه مثل شيخهم ، فإن الشيخ بان النقا من السنة إلى السنة يأتي لزيارته وإذا دخل في سنار لشفاعة يقوم معه والشيخ عجيب أول ما يدخل وعر المندرة يمنع من ضرب النقارة ، فإذا دخل عليه يخلع ثياب الملك ، ويلبس جبة الشيخ تاج الدين رضي الله عنه ومدة السبع سنين بني له خلوة في دلوت يتعبد فيها ويخدم زوجه شيخه وبناتها ، لأن الشيخ تاج الدين تزوج امرأة من العك وولد منها بنتين ، فلما تمت السبع سنين جاءته هبوب شديدة ليلاً وجاءه الخضر عليه السلام وأمره بالسلوك عنده ، فجاءه شيخه ، وقال له : خذ منه ، وإن جلابة نازلة أهدوا له ثوبين بيضاوين ففصل أحدهما قميصاً والآخر رداء والدنيا انكبت عليه ، فنزل في رفاعة ، وبعدها طلع للمندرة بإذن شيخه وتوفي بها ودفن فيها وقبره كعبة محجوجة.

    ...
    محمد بن داوود الأغر العودي:أمه كريته بنت الحاج تحاميد ولد بالدبيبة بين التي وأم مقد ، وسلك الطريق على الشيخ عبد الله العركي ، وتفقه عليه في خليل والرسالة وعلم التوحيد ، ولما دنع الوفاة قيل له : من الخليفة بعدك ، قال : ولد داوود ، فسلم له أولاد الشيخ والشيخ أبو إدريس أخوه ، وأعطوه آلة الخلافة الرايات والككارة ومكاتيب أجواء السلطنة وجبة الشيخ عبد الله التي فيها الأسماء والرياضات ودخول الخلوات فشال بها حلة عجيب ، وقام مقام شيخه في تدريس خليل وساير العلوم وفي تربية المريدين إلى أن قدم الشيخ دفع الله من القوز شال الآلة جابها له ، وقال له : أبواتك خلوها عندي أمانة إلى ان تتعلم وتكبر فهذه آلتك ونظير هذه الحكاية ما ذكره سيدي عبد الوهاب الشعراني في طبقات العلماء والأولياء أن سيدي محمد وفا الشاذلي لما دنع الوفاة ترك ناطقيته ومكاشفاته عند أحد تلامذته إلى أن يكبر سيدي على ولده فلما كبر أعطاه ذلك ، فصار التلميذ كأنه لم يعرف شيئاً وأن الشيخ محمد بن داوود استمر على التدريس وسلوك الطريق إلى ان توفاه الله بحلة عجيب فوق نهر الدندر وقبره ظاهر يزار.

    ...
    محمد بن فايد الشريف
    ولد بساحل البحر الملح أما في مصوع أو في أكد ، أخذ الطريق من الشيخ إدريس الأرباب ، ورباه أحسن تربيته وكان لابساً للجبة ، شادها بمنطقة يسوط المديدة للضيفان مع الخدم ، واستمر على وقته وصل مقامات الرجال ، وصار مثل السراج وتكلم في علم الظاهر والباطن .قال الفقيه حجازي : اخبرني الفقيه مصطفى ولد عويضة ، قال : جاء الشيخ محمد ولد فايد من الشرق مدلي سنار ، ومعه خلايق كثيرة راكبون على الجمال الصهب إلا هو ، فلم يكن راكباً ، بل هو لابس جبته وشايل عكازه ولابس نعلاته نزل عند ابي وانا زامل طالب لقراءة العلم عند ولد أسيد ، فقال أبي : هذا الرجل خليفة للشيخ إدريس في علم الظاهر والباطن ، اخدمه لعل الله يعطيك معه دعوة مستجابة ، وقال لي الشريف محمد فايد : هذه الشعبة تحتها دبيب كثير ، امرقوه واقتلوه ، قال : فلما سافر بحثنا في الأرض ، فقتلنا ماية دبيبة ، وقلت له : أنا طالب للعلم فقال : العلم يكون بفراغ البال أحضر أمك ، فإنه قد بقى لها من أجلها كذا وكذا يوماً ، قال : فأخبرت أبي بذلك ، فقال : هذا الرجل خليفة للشيخ إدريس ، يا فلان أمش قل لكلي يبع لنا ثوب بروج ، وأقلع المطمورة الفلانية ، قال : أمي خرجت للحجير ومعها خدمها لبكاء ، فجاءت منها حاسة فماتت في اليوم الذي عينه الشيخ ، وقد قلت له : أخبرني بالأذكار التي أخذتها من الشيخ إدريس قال : ما أخذت منه شيئاً لني جئته ، فقلت له : دخلني في الطريق ، فقال لي : يا شريف ما بدخلك حتى تجيب لي مالاً ، وكان أبي ذا مال ، فلما أتيت به إليه قال : إذناً لك في لبس وشيل العكاز ، وهذه الحكاية مخالفة للسابقة.

    ...

    يتبع

    ...
                  

09-28-2010, 11:09 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    .
    مواصلة لحرف الميم
    ...
    موسى بن يعقوب
    الفضلي الوثيقي أماً وأباً ، أمه اسمها مرجب ريحانة .
    من أخباره هو القطب الرباني والغوث الصمداني زمزم الأسرار ومعدن الأنوار ، سلك طريق القوم على أبيه الشيخ يعقوب وأرشده وأوصله مقامات الرجال ، وقرأ عليه مختصر خليل والرسالة والعقايد ، وحفظ عليه القرآن ، وقرأ عليه أحكامه ، فصار إماماً في علم الظاهر والباطن . وسئل الشيخ حسن عن مقام الشيخ موسى قال : هو في مقام الفرد عند الصوفية غير القطب ، والأوتاد الأربعة والنجباء السبعة والأربعين البدلاء والنقباء الذين هم على عدد أهل بدر، فهؤلاء للقطب بمنزلة العسكر والشيخ موسى بعد ما وصل مقامات الأولياء لبس العلج وركب جمال البديد وجنبها وجنب الخيل ومشط رأسه قصة ، وبها اشتهر. كان ولياً جمالياً لا تجده ليلاً ولا نهاراص إلا وهو متوضيء . وكان إذا نظر للأعرابي الجلف نطق بالحكمة . وأرشد خلقاً كثيراً بمجرد النظر يوصل إلى درجات الأولياء. ووقعت له كرامات وخوارق عادات ، منها علمه بمنطق الطير ، ذات يوم هو جالس ، والمشاط يمشط رأسه ، قابلته طيرة بكوة البيت فسكسكت فسكسك هو لها فطارت ، ثم جاءت طيرة أخرى فلما قابلته سكسكت فسكسك لها ، فقال له المشاط : سألتك بالله الذي لا إله إلا هو الطيرة إن قالت لك وأنت إن قلت لها ، قال : إمرأة مع زوجها وفقت بينهما.
    ومنها أن المزين يزينه فشاف عليه عواوير ، فقال له جلدي قام فيه عواوير ، قال له المزين : إن شاء الله بارد يا سيدي ، فقال له الشيخ : البارد شنو ، قال له : استشريت يا سيدي ، قال : والله مان من أهله ، قال المزين : العوار طرطر وخرج من جسمه في الوقت والحين. ومنها أن الملك بادي ولد رباط جابوا له جارية جميلة عجمية جميع الرطانين ما عرفوا رطانتها ، فقال لهم حسن العودي : ودوها للشيخ موسى يراطنها لكم ، أول ما جابوها له راطنها وراطنته. ومنها أن رجلاً راحت له دابة فجاءه ، فقال له : أشرب السمن ، فشرب الرجل السمن وخرج خارج القرية للبراز ، فجاءته حمارته مطلوقة ، فساقها . ووقعت عليه مسغبة من الملك بادي فأنقذه الله منها ، والسبب في ذلك أن قرارة أم الملك ونورة بنت رباط عمته خدمهن تقاتلن في البحر ، حتى انقطع السوميت والأبيق الذهبي في البحر ، فمشين وأخبرن سيداتهن عمة الملك نبزت أم الملك ، وهو بقى في صف أمه ، وعمة الملك وقعت على الشيخ موسى لكونها متبنياه ، وإذا نزل في الوعر من العطش تودي له جمالاً للزاد جمالاً يودين العشاء وجمالاً يودين الغداء ، ففي تلك الأيام قرارة أم الملك ماتت ووجدوا فوق سريرها ورقة مكتوب فيها بركة الشيخ موسى ولد يعقوب ام الملك تموت ، فأخبروا الملك بذلك ، فغضب غضباً شديداً وقال عمل لأمي عملاً بقتله مثل ما قتلها ، وأرسل له ابو صابرة جد ناس ولد الملود يتوره ، فامتنع الشيخ من القدوم إلى الملك ، فاجتمع عليه عليه أهل البلد كما اجتمع عليه العقوباب ، وقالوا له : إن ما قدمت عليه بيجيب لنا حربة تقتلنا كلنا والناس الذين أمروه بدخول سنار الشيخ هجوا والشيخ حمدان وغيرهم ، فركب ونزل في التومات وبات فيها ، وهو اسم شجرات بيجوهن للكرير ، فأصبح مستبشراً ، وقال لأعمامه : جاءني الخضر وإلياس ، فقالا لي : لا سبيل للملك عليك ، تبلغ مبلغاً أبواتك ما بلغوه إلا أنهم أطول منك عمراً ، ثم جاءه مرسال آخر ، فقال له : الملك قاتلك ، فقال له : القتل مقدر من الله تعالى ، فلما دني من القرية جاءه القاضي محمد بن عبد الحميد وهو حواره في الطريق ، فقال له : الملك أرسل إليك لتعزم لناصر أخيه ، وقال : هل ينزل في حوش الحجاز فلان ، فامتنع الشيخ من ذلك ودخل القرية وتزاحمت الناس للسلام على يديه ، فطال الجمل فلم يلحقوه ، فزغرتت النساء زغاريت الفرح والشيخ رضي الله عنه شطح شطحاً يذكر فيه نعمة ربه عليه بما شاهده في الكون على جهة الحب والوله ، فينبغي أن نذكر من شطحه شيئاً للتعريف بقدر الشيخ رضي الله عنه قال :
    سلام على قوم إذا ذكر اسمهم *** تهتك أستاري غليهم برجفة
    تلألأت النوار من نحو خالقي *** بوقت قيامي أو جلوسي بخلوة
    نظرت إلى المحفوظ في كل ساعة *** تناهيت عن إظهار حكم الدهية
    أمر على الآفاق أنظر ما بدا *** فأخبر عن ذكر النواحي الغريبة
    وأرجلنا تسعي في الأرض جملة *** وفي مرة طيراً نطير بسرعة
    مقال عباد الله شرقاً ومغرباً *** بأذني أسمع سمعاً بشهرة
    وعيني حقاً قد ترى كل ما يرى ** وأدعي في النواحي لفتية
    نظرت إلى الجبل الذي كان نوره *** يلوح على الأكوان كحلاً لمقتلي
    فناجيت حقاً فوقه متضرعاً *** ففاضت له مني إليه إشارتي
    أنا ابن يعقوب الذي شاع ذكره *** ولكني أكنى في الأنام بقصة
    فاسمي موسى بالكليم مسمياً *** ونور جلال الحق فوقي بمنة
    مع أبيات أطال فيها
    دفن بالحمرة مع أبيه وقبره كعبة محجوجة.

    ...
    مرزوق ابن الشيخ يعقوب
    أخذ علم الظاهر والباطن من أبيه وتخلف في مكان الشيخ موسى أخيه وسلك وأرشد في علم الظاهر والباطن ، دفن بالحمرة وقبره ظاهر يزار.

    ...
    محمد الزين مرزوق
    أخذ علم الظاهر والباطن عن الشيخ موسى ، وطلب لقراءة خليل عند الشيخ صغيرون ، فأرسل إليه عمه ولازمه إلى أن توفي وتخلف بعده ودفن مع آبائه الكرام ، وأحيا طريق القوم مثل آبائه ، وله قبول تام عند الخاص والعام ن وله من الأولاد الشيخ يعقوب ، وكان سخياً مثل الريح في الكرم ومرزوق ومضوي وكلهم على هدى من ربهم . ا ه .

    ...

    محمد ابن الشيخ دفع الله ابن الشيخ ابو إدريس
    كان عظيم الشأن وقام مقام أبيه في كل شيء وحظي عند الخاص والعام مثل أبيه وعينه الشيخ للخلافة بعده وأرسله أبوه إلى الهوى مع فقراء يزرعون أرضه التي في كركوج ويقرأ لهم مجالسهم ذات يوم شرع في التدريس ، وجاء الفقيه مدني ولد دشين وقعد خارجاً حتى فرغوا من الدرس ، فوجد الشيخ شاباً حسن الوجه وعليه نور ، فسأل عنه ، فلما عرفه قال الرجال : بحور تلد البحور ففي نهاره مرض وودوه لأبيه مغشياً عليه حتى توفاه الله فحزن عليه ابوه ، وتوجد ، وقال : مدني ولد دشين قتل ضوي ، فذات يوم الشيخ دفع الله راقداً على عنقريب وشايل الكراس في يده دموعه صباً في الأرض ، وهناك رجل يقال له إبراهيم ، مات له ولدان ، وهما في المكتب متى نظر إلى مكانهما يبكي وبنهاه الشيخ دفع الله ويسليه ، قال له : يا سيدي ، أنت نهيتني من الحزن وسليتني ، فلماذا تبكي الآن؟ قال : أنا ما ببكي حزناً على محمد ولكنني ببكي على كتبي الهملا ما لهن والي من بعدي وأن الشيخ رثاه ببيتين من الشعر ، ولم يكن له شعر غيرهما ، فقال:
    نار على عدوة السبيل طافيها *** حبر أديب نصوص البحث شافيها
    فلولا مخافة الله خالقنا *** كل الدهور مع الأيام ننعيها
    وبني عليه الشيخ قبة فضلت من طوب المسجد الذي جابه الحاج سعيد.

    ...
    محمد بن مدني بن دشين:
    قاضي العدالة كان واحد زمانه في الورع والزهد والصدق مع الله على ذلك بعقد إجماع الأمة ، وإن الكلام عليه في فصلين : الأول في ثناء العارفين عليه ، وأنه من أهل هذا الشأن الثاني في بدء أمره وأخلاقه وإتباعه الكتاب والسنة الأول ، قال الشيخ عز الدين ولد نفيع العركي : الصدق مع الله بعد الشيخ دفع الله انقطع إلا من الفقيه محمد مدني والفقيه محمد ولد عويضة وصبي في العزاز ، يقال له : عبودي إن عاش يبقى فقيراً . وحصل مجمع حضر فيه الشيخ موسى ولد يعقوب والشيخ حمد ابن الشيخ دفع الله ، ودخل عليهم وقت الصلاة ، فقالا له : تقدم يا فقيه محمد صل بنا لأنك اتقى منا ، قال الله تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} {الحجرات:13 } وقال الفقيه عبد الصادق بن حسيب : يا فقيه محمد أنا أعلم منك ، وأنت أتقى مني ، قال الفقيه شحاتة : بالبطالة نزور الشيخ عبد الله الحلنقي في أبي حراز ، يقول لنا : أنتم جيران سيدي محمد ولد مدني.
    ويحكى أن الشيخ موسى ولد يعقوب جاء مدلي من الحمر بغسق في مرنجان لأجل قرب البحر ، ورأى الفقيه محمد طالبها ، لأن له بيتاً فيها ، قال المقنع محمد بن مدني : نزلوه من حماره وركبوه في جمال البديد ، فلن يقدر أن يخالف ، لأنه شيخ أبيه في الطريق ، فلما نزل الشيخ محمد بن مدني من جمل البديد ، قال : سأؤدب نفسي بماية ركعة ن وقال له الشيخ حمد ولد الترابي : ما فيك لوم لولا انك تقريء التكارير ن وتزوج بناتك للعرب وقال الشيخ فرح ولد تكتوك رضي الله عنه في كلامه على :
    وين دشين قاضي العدالة *** الما بيميل بالضلالة
    نسله نعم السلالة *** إلا وقدوا نار الرسالة
    الثاني : في سبب بدء أمره أبوه الفقيه مدني شافعي المذهب ، فنقل ولده محمداً إلى مذهب مالك رضي الله عنه لازم القدال بن الفرضي وتفقه عليه في خليل والرسالة ، فلما فرغ من شيخه ، قال له : امش درس خليلاً فرأى نفسه يكت في سفينة ، فجاء ابن أبي زيد ، فاخذ منه حبل السفينة وطلقها ، وأيضا جاءه رجل درويش يتحدث معه ن فلما أراد القيام ، قال له درس الرسالة وسلم على أبيك وجاءه ثانية وثالثة وفي هذه اخبر أباه بكلام الدرويش ، فقال له : يا ولدي هذا الدرويش هو الخضر عليه السلام ، فبدا تدريس الرسالة ، وفي البطالة يمشي يقرا ليحان السبوع عند الشيخ دفع الله العركي ، وعمرت الحلقة في زمانه عماراً كثيراً حتى بلغت خمسماية طلب ، ونزل عنده الفقيه محمد بن التنقار ، فقال له ما تنقل القراءة للكتاب الكبير ، فأبى الشيخ محمد ورقد محمد ين التنقار ، فرأى في منامه أن الشيخ ابن أبي زيد سبعاً يريد أن يفترسه ، وبلغ من ورعه أنه إذا مشى لا يلتفت ن بل ينظر إلى الأرض حتى أن فقار رقبته قد انفصلت من بعضها وسموه المفقوه وبلغ من ورعه أن عنده عبداً جلبه للريف ن وكتب جميع عيوبه في ورقة ن فرأى المكتوب رجل ن فاشتراه وزاده في الثمن ، وكتب جميع عيوبه في ورقة ، فرأى المكتوب رجل ، فاشتراه وزاده في الثمن ن وقال صاحب العبد رجل صالح ن فرد الشيخ محمد الزيادة مع المسافرين إلى المشتري وقال : ما باكل بديني وسيل ، هل الأفضل موسى بن يعقوب او حمد الأصد ابن الشيخ دفع الله ن فقال : لا أفضل أحداً علي بصفة دفع الله ولا أفضل علي بصفة يعقوب أحداً قال الله تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1)الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ(2) } {المؤمنون 1,2} إلخ ، وإن كلا منهما كذلك وأخبرني جدي موسى بن رية قال : أنا في مصر رأيت في بعض السكك جارية فوق السطوح لابسة الحرير والذهب وتقول :
    يا ولد مدني يا طاهر الشيبة *** جوهني وجوه الكريبة
    وممن اخذ عليه من الأعيان عبد الحي راجل سابع دليب والفقيه حمد السيد والفقيه دفع الله بن عبد الحفيظ والفقيه عبد الرحيم ن ولد حشروا والفقيه خضر راجل النوبة ، والفقيه عبد الهادي راجل الرويس رويس الحلفاية ، دفن في حلته المشهورة به ، وقبره ظاهر يزار.

    ...
    مكي الدقلاشي:
    مسكنه بجي جبل بين الشقيق وعد الجمع سلك الطريق على الشيخ دفع الله ، ودخله خلوة أسبوع ، فخرج منها ولياً من أولياء الله تعالى وسافر إلى بلده ، وسلك الناس الطريق وأرشدهم ، وظهرت على يديه الكرامات وخوارق العادات جاء لزيارة شيخه ، فلم يجد المركب فمشى هو وحيرانه على الماء حتى خرجوا إلى الشاطئ الشرقي شاطئ أبي حراز وظلم حيرانه رجل اسمه أزرق من جماعة شيخ أليس وإدلي سنار ، ودخل في مسجد الملك قايمة عليه الحالة ، فمزق مصحفاص وجده في طاقة ، فدخل الخطيب والقاضي على المك فسألهما عن ذلك ، فقالا له رجل مجذوب وحين سأله المك عن ذلك قال شعراً :
    أنا من يوم قمت سموني الهايم *** مأذوناً لي أب جنا قايم
    يا كاشر جيب الصلطية *** نطعن بها أهل الجبرية
    وأومأ إلى المك بأصبعه فزاغ فقال لأصحابه : إن كان ما زغت ، فإن أصبعه يقد رأسي ، قال الناس له : هذا مكي الدقلاشي ظلمه زول لشيخ أليس فأرسل الملك لشيخ أليس برد مظلمته وأهداه وقال له : تظلمون مثل هذا .
    وشكى غليه المك بادي من التمساح ، وقال له : شال حصاني ، فركب على حصانه ، وغطس في البحر ، وقلع ففي وقته جميع التماسيح قلعت ميتة.
    وكان الشيخ رضي الله عنه صاحب دنيا عريضة لم يتزوج النساء ودنياه المتولي عليها أخوانه وعبده كاشر ، وأن أخوانه اثنان منوفلي وكرتاني ، قال لهم : امشوا لتقلي جيبوا لي سريتين أجب منهما أولادي الخضر ، فمشوا إلى سابوا سلطان تقلي أداهم فرخة طيبة جابوها له ، فقال لهم : ما هي خيرة أم النور ، ثم إن السلطان أداهم بنته ، فحبسها فولدت النور قال الدقالشة : جاءنا شيخ ، فقال لهم : جاءكم أخ هدى رضي ، ثم حملت فولدت الشيخ إسماعيل ، فقال لهم : يا دقالشة جاءكم شيخكم ، وقبل ما يستكمل حالة الرضاع ، فإن الشيخ قامت عليه الحالة والفقير الحارسه أرسله إلى مكان فشد ناقته وشال عليها كتبه وساق وليده النور ، وخرج ودخل الخلاء ، والجمال ضربت وراءه إلى الحرارة والى كردفان والى تقلي ، فلم يجدوا له خبراً وبعد ستة شهور وجدت فزارة في غرب الحرازة درب ولد صغير يمشي من شجرة إلى شجرة فاستنكروا ذلك فقصوا الأثر فوجدوا الغلام ، فقالوا / هذا ولد شيخنا شالوه بلوا له ريقه بالماء والدهن حتى أكل الطعام ، فجابوه إلى أهله وأخوه الشيخ إسماعيل في حالة الرضاع ، قال : النور أخي يجيء وأبي ما يجيء ، وحين ترك الشيخ مكي ولده النور في الخلاء ، قال له : خليتني لمن؟ قال له : خليتك لله ،ويحكى أنه حين أراد الهرب أنشد هذه الأبيات التي تكتب بها النواظر :
    أعلمي يا نفس أن الموت يفجعك *** تموتي بغتة والقبر مسكنك
    وتنزلين بديار لا بقاع لها *** إلا التراب والدود ينهشك
    محاسنك تبلى ويذهب جمالك *** تتمزق الأعضاء وتدرس عظامك
    ورغبتك في الفاني نقص وحسرة *** وعمرك محسوب ولم تدر أجلك
    تنامين ليلاً وبالنهار جلوسك *** نميمة واغتياباً ها أنت ويلك
    لك ملكان عظيمان صورة *** بأيديهما أعماد حديد لضربك
    وإن كنت صاحبة خير نجوت بفضله *** وإن كنت صاحبة شر فالشر جزاؤك
    يا نفس أطري انك مكدرة بعد النعيم *** رقادك اللحد وما قدمت يلاقيك
    يا دنيا نحن لم نطلب أشغالك *** ها أنت يا دنيا ثلاثاً طلاقك
    وها نحن طلقناك طلاقاً بلا رجوع *** وحققناك يا دنيا فهمنا زوالك

    وقال رضي الله عنه وفعنا بعد الأبيات السالفة أبياتاً حكيمة تزيل صدى القلوب وترهب النفوس وهي :

    الله لي عدة في كل نايبة *** أقول في كل حال حسبي الله
    يا فارحاً بالمعاصي عند خلوته *** اما علمت بأن الشاهد الله
    إن الذنوب التي قدمتها كتبت *** عن كنت ناسيها لم ينسها الله
    إلى متى انت في لهو وفي لعب *** فما مقالك فيما يعلم الله
    فما مقالك والأسرار ظاهرة *** والنار بارزة والحاكم الله
    تب يا بني آدم فأنت اليوم في مهل *** واستغفر الله عن الغافر الله

    ...

    يتبع

    .
                  

09-28-2010, 07:41 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    لا زلنا مواصلين مع حرف الميم
    ....
    محمد بن عويضة:
    هو ممن جمع بين العلم والعمل والزهد والتقشف.
    أخذ علم الفقه من القدال بن الفرضي ، وهو في لباسه يتزيا بزي المتقشفين ، يلبس ثوب الدمور يتحزم بطرفه ويتقنع بالطرف الآخر وشعره نازل ويدهنه بالزبدة . هو رفيق الفقيه محمد ابن مدني في طلب العلم . كان له حظ وافر عند السلطنة ، وله جاه وشفاعة عندهم ، وكان بينه وبين الخطيب عمار خوة واتحاد عظيمان يجلسه معه ، وعاتبه نو نو أخوه وقال له : ترخس نفسك ، تجلس فقراء العرب معك ، فقال : نادوا الفقيه محمداً ، فأمره بالجلوس ، وقال عبد الله بن صابون : أقرأ كلام الأدباء في العلم ، فحصلت له حالة عظيمة ، خرج شعر رأسه من ثوبه ، وزوجه شيخه القدال بنته ، فولدت له وأنجبت ولدت الفقيه مصطفى العالم المشهور ، يقال : أنه يحفظ الخراشي الصغير . أخذ العلم من ولد أسيد وأولاده كلهم صالحون يثنى عليهم طيباص اهل عقول ، وقبره ظاهر يزار.

    ...
    محمد ابن الشيخ عبد الله الطريفي
    سمي بذلك لجمال أطرافه ووجهه وذراعيه وقدميه.
    ريحانة من أخباره : هو شيخ الإسلام والمسلمين الجامع بين العلم والدين، التابع سبيل السادة الأقدمين . وقضية بدايته حدثني بها تلميذه الفقيه مصطفى بن ابي شامة قال : قال الشيخ رضي الله عنه : سافر أبونا للحج ، وأوصى علينا الشيخ دفع الله ، وأنا أقرأ القرآن عند رجل غرباوي ، وكان يضربني ضرباً شديداً فشكته والدتي على الشيخ دفع الله ، فقال له : لا تضربه ، فتركني وقتاً ، ثم قام لضربي ثانياً ، فأخذني الشيخ منه ، فصرت اعرض لوحي وأصحه عند الشيخ حتى جمعت الكتاب ودرسته بادياً ، ثم أخذت لي عنده عودة ، فلما دليتها أو قاربت توفي الشيخ دفع الله ، فزوجني عمي شمس الدين بنته ، وكانت ذات جمال اسمها عنكوليبة ، وعمي صاحب دنيا ، فامرها أن تحسن بي فربيت شعر رأسي ، وربطت فيه الجلاد ، ومراد عمي أن أشتغل بها وأترك التعليم ، ويعين ولده للخلافة ، فأمره بطلب العلم لقراءة خليل عند الفقيه عبد العاطي تلميذ أبي عبد الله ، ثم جاء الفقيه عبد العاطي في أبي حراز شاف شعري طوالاً فذكر لي أبي ولومني وعاب علي ، فحصل لي ندم شديد ، وأديته متن الشيخ خليل ، وأوعدته باللحوق ، فجيت إلى البحر ، فلم أجد المركب ، فلويت هدمي على رأسي وعمت ولحقته ، فأخذت عنده ختمة في خليل ثم طلبت لسنار أخذت ختمة في العقايد عند الفقيه هارون ولد أبو حصى ، ثم جاءنا الغلاء ونجعنا إلى بيلة ، فدخلت في الغار الذي في الجبل سبع سنين للذكر والعبادة والرياضة ، ثم جاءني تلميذ لأبي وحسن لي تدريس العلم ، فخرجت من الغار ، وتوجهت إلى الخلاء مع الصيد ، فجاءني ذلك الرجل وحسن لي تعلم العلم وتعليمه ، فرجعت له وتوجهت معه ، فجاءني فقراء غرباويون فأعطيت كل واحداً منهم ثوباً أجرة للقراءة ، فبدأنا تدريس الرسالة ، ثم خليل وعمرت الحلقة ، وأرسل لي الشيخ جمد ابن الشيخ دفع الله بالقدوم ، فجيت بطلبي ، قال لي : أبواتك أمروني بذلك وأمرني بسكنى حلتي هذه ، ثم طلعت إلى الضهرة أسلم على الشيخ أحمد اخي بفقراي ورايتي في وجهه ، فلما دنيا منه ، قلت : الشيخ أحمد رجل غيور ملصنا الراية وسويناها في جراب اتلقاني خارج الحلة برايته وسلم فوق رأسي ، وقال : مرحبا بضو أبي وضو أبواتي ، والله يا أخي أبواتك منعوني القعاد ، وأمروني أن أجيبك ، فأخذ رايتي وسواها في عودها ، ورايتي ورايته شالوهن قدامي ، ثم إن الشيخ محمد قام مقام الشيخ دفع الله في تدريس العلم والزهد والعبادة وتربية المريدين ، حتى بلغ السن العالية في الإسلام ، وكان قوته وأدامه من بلاده حتى توفاه الله تعالى قصب بلاده يسويه ويكاباً لملاحه وويكتها كذلك ، وأقبلت عليه الدنيا بحذافيرها ، وطردها مثل الشيخ دفع الله ، والشيخ أبو إدريس. وخاصمته جماعة من السلطنة والغصاب وأولاد العرب ، فهلكوا جميعاً سنة سنتين ، وصارت ديارهم رمساً ، ووصل به إلى الله خلايق كثيرة ، منهم الشريف مصطفى والعيسى اليمني والفقيه خليل الشنباتي والفقيه مرزوق والفقيه مصطفى ولد أبو شامة وابنه الشيخ يوسف ابشرا ، وغيرهم كثير والاشتغال بذكر الشيخ وشمايله وذكر تلامذته يودي بنا للخروج من غرض الكتاب . دفن بأبي حراز وقبره ظاهر يزار.

    ...
    مصطفى الشريف
    المغربي السوسي مولداً ، انتحل مذهب الصوفية ، أخذه من الشيخ محمد الطريفي ، وكانت مجاهداته فوق الحد ، يدخل خلوة اثني عشر ما يمرق منها إلا يوم العيد ، وقام مقام شيخه في السلوك وتربية المريدين ، وشيخه لما توفي جابوا له آلته وبغلته وكساويه ، وكان لسانه لا يفتر مع ذكر الله ليلاً ونهاراً إما مصلياً أو مسبحاً ، وكل يد شايل فيها سبحة. دفن غرب الجزيرة أسلانج وقبره ظاهر يزار رضي الله عنه.

    ...
    محمد ابن الفقيه سالم
    ولد الماجدي ، كان ممن جمع بين العلم والعمل والوراعة. أخذ العلم عند الفقيه بلال وعبد الرحمن ابنه والفقيه محمد بن الريدة وعمرت حلقته مثل أبيه.
    وكان صاحب حياء شديد ، لم ير أحد أكله وشربه ورقاده ووضوءه وغسله وأدامه من بلاده وإذا سافر يشيل معه سورجاً يتقوت به .
    أخذ الطريق من الشيخ خوجلي وتابعه في أقواله وأفعاله ، وجمع بين الفقه والتصوف ، وتفقهت عليه جماعة ، منهم الفقيه محمد بن قسم الله الشنباتي ، والفقيه محمد بن الفقيه حمد السيد ، والفقيه فضيل بن الفقيه مضوي ، والفقيه الضو بن الشقل ، والفقيه الطايف ولد حاج أخيه ، والفقيه أحمد ولد قنهير بالتي . دفن بحلته وقبره ظاهر يزار.

    ...
    محمد بن عبد الرافع
    خليفة الشيخ محمد بن داوود الأغر ، أخذ الطريق من الشيخ خوجلي ، وكان سنياً فاضلاً متورعاً ومن أهل الكشف ، قال الفقيه عبد الهادي : نزل عندنا الفقيه محمد ولد عبد الرافع ، فجبنا له طعاماً ، فأمتنع من أكله ، وقال : هذا مال حرام ، فكشفنا عن أصله ، فوجدناه جابته خادم فاتية ، وأجمعت الناس على فضله وورعه . توفي ودفن بحلة عجيب فوق نهر الدندر.

    ...
    محمد بن أرباب
    أخذ الطريقة من الحاج خوجلي والعقايد من أخويه بساطي وفرح ، وأوقد نار القرآن والعقايد ، وتعلمت عليه جماعة كثيرة ، وكان من الذاكرين الله كثيراً يقطع الليل تسبيحاً وقرآناً ، وكانت مجاهدته فوق الحد ، توفي سنة سبعين بعد المائة والألف ، دفن بالبشاقرة ، وقبره ظاهر يزار. وأهتدت بهديه وسارت بسيرته جماعة من أصحابه ، منهم الفكي الزين ولد حسن والفقيه اسماعيل والفقيه عبد الرحمن والفقيه محمد ولد أيوب الفزاري.

    ...
    محمد ولد أنس
    أخذ الطريقة من الشيخ خوجلي وكان متابعاً له في أقواله وأفعاله محافظاً على أذكاره من صيام الأثنين والخميس والوظيفة وجميع الرواتب . حفظ الكتاب على الفقيه عبد الرحمن ولد أسيد ، وقرأ عليه أأحكامه وعلى الفقيه عبد الرازق بن التويم العوضي ، وجلس في المسجد لتدريس القرآن من أول بلوغه وطال عمره واشتهر ذكره ، وأخذت عليه الأبناء والآباء ، ودرس عليه خلايق كثيرون يقال : إن من اسمه محمد يتم الماية مكث في المسجد نحو خمسين سنة ، ومكث بعده في المسجد ابن أخيه الفقيه محمد بن أحمد وكان صالحاً مثله والناس الذين بلغوا الخمسين في التدريس قليلون ، منهم الفقيه عبد الماجد ولد حمد ، والفقيه عبد الدافع والشيخ الزين في العلم والفقيه إسماعيل بن بلال ينقص منها ست سنين ، والشيخ دفع الله العركي كذلك.

    ...
    مضوي بن مدني بن عبد الدايم بن عيسى الأنصاري الخزرجي
    ولد بكترانج تفقه على القدال بن الفرضي وأخذ الطريق من الشيخ بركات ولد حمد ولد الشيخ إدريس الأرباب ، وأخذ أيضاً من الشيخ شرف الدين ولد بري. وكان يسلك على الطريقين وهو ممن جمع بين الفقه والتصوف. سلك وأرشد ودرس في القرآن أناساً كثيرين ، كان شاعراً وله في النبي قصايد وأشعار مطربة للنفوس وهو رفيق الشيخ بركات في طلب العلم عند القدال وسمي بركات ولده مضوي عليه.
    توفى ودفن بحلته وقبره ظاهر يزار.

    ...
    محمد ابن الحاج نور
    ابن الفقيه حمد ولد أبو حليمة الركابي ولد بشراوو. حفظ الكتاب على الفقيه حمد بن حميدان ، سلك الطريق على الشيخ شرف الدين ولد بري ، كان شيخاً صالحاً مرشداً وعند الناس مثل الحاج خوجلي وكانت بينهما خوة واتحاد وقال الشيخ خوجلي : أنا ومحمد كاليدين وأرشد جماعة ليست بفقراء وإهتدت بهديه كالفقيه إبراهيم ولد قلينج وأخوه قلينج والفقيه حامد ولد أبو شمله وأخوه منصور وغيرهم وجلس في مكانه بعده ولده الفقيه نور وبعده أخوه الفقيه مدني وكانا عبدين صالحين دفن في حلته مع إباية وقبره ظاهر يزار.

    ...
    مضوي بن بركات بن حمد ابن الشيخ إدريس الأرباب
    تعلم في مختصر خليل على الفقيه بلال والفقيه أبو الحسن وانتصب لتدريس خليل ونار الشيخ إدريس بعد عمه النجم بن حمد ، وكان عليه هيبة وسكينة ووقار. قال الشيخ خوجلي هيبة الشيخ إدريس بعده بقيت في حمد ولده وبعده في بلال ولده وبعده بقيت في مضوي وبعده بقيت في وليده يعني بركات وهو يومئذ صغير . وقال الشيخ صالح بان النقا ما فعله الشيخ مضوي في النفقة الشيخ إدريس وولده حمد ما فعلوه . مضوي أوقد ثلاث نيران ، ناراً في العليفون وناراً في الجديد وناراً في ألتي الجلابة ، تبيت عنده في العليفون وتقيل عنده في الجديد وتبيت عنده في ألتي ونار الشيخ إدريس وحمد واحدة وكل نار كيلتها في الشهر ثلاثة أرحل والرجل الواحد له اربع سناسن ملاحهن لحم. وكان صاحب وراعة شديدة جمع نفقته من عمل يده ، وجاءه رجل معه جمل غليظ قطيفة ، قال له : وده للخليفة الفقيه عبد القادر قطيفة الشيخ إدريس هول الخليفة ولا يأخذ إلا الفطيفة الخصوصية التي له.
    ذات يوم خرج من العيلفون طالباً للجديد صادف ورد العرب جابوا له سبعين قطيفة فأمرهم ببيعها ويجيبون له ثمنها، وقال حمد بن إدريس أخوه قال : إداني الفقيه مضوي خمسماية اشرفيه ، فقال لي : ودوهن لفلان في الصعيد يسويهن في العيش . وبلغ من ورعه : أنه جاءه ضيفان وأحمد ولده عنده شاة قال لهم : جيبوها أذبحوها لهم وجماعته وهموا جابوا شاه تشبهها لأناس آخرين ، فذبحوها فجاء أهلها ، فقال لهم : شيلوا لحكم ، فأمتنعوا ، قال لهم : سوقوا عنز أحمد ، فساقوها فلم يملح عنز الناس وناسه قبضوا حماراً جابوا فوقه الماء من البحر ، فقال لهم : فرقوا الماء من البحر وأعطوا الحمار لأهله وأوقد النار بعده ابنه بركات ، وقام بالكرم فرايضه وسننه ومندوباته وزاد على أبيه أبوه يعطي الكسرة وحدها ، وبركات يعطي الكسرة والمال إلا أنه يكفى من عمل يده والجاه وجمع بين الخلافة والنفقة ، فالخلفاء بعد الشيخ حمد خلافه فقط والنفقة عند غيرهم فالشيخ صباحي خليفة والنفقة عند النجم أخيه وعبد القادر وعبد الكافي خلفاء والنفقة عند مضوي وعركي ولد بركات خليفة والنفقة عند الفقيه بركات ، فلما جاءته الخلافة جمع بين الأثنين وزاد في النفقة على أبيه وجده حمد بالقمح والسكر والعسل ، وأعطاه الله القبول التام وكثرة الشفاعة والوقاعة في أيامه ، فلم ترد له شفاعة وخاصمه من أهله ناس كثيرون ، فلم يفلحوا ، وولده الفقيه محمد قام مقامه ، واجتمعت له الخلافة والنفقة ، وأعطاى المال أطال الله بقاءه وحفظه وتولاه.

    ...
    محمد بن عبودي
    أقام مقام آبائه في الورع والتقشف والمشرب والملبس ، لباسه قميص دمور وفردة دمور وفراشه الأرض ، وظله السماء ودرس الرسالة في مكان أبيه وحرص على قدح أبيه أبو خرس فلم يتركه يوماً واحداً حتى فارق الدنيا . وكان كثير الشفاعة عند الملوك ، وشفعوا له في ديار كثيرة ورقاب كثيرة من الشراية التي عليها ، وما اتفق له في ذلك لم يتفق لأحد من أهل عصره ، ودفن في حلته وقبره ظاهر يزار.

    ...
    محمد بن سرور
    ابن الحاج غناوة ، سلك الطريق على الشيخ حسن ولد حسونة ، وأرشده وجاءه بنفسه خطى له مسجده ولازم المسجد المذكور للعبادة وتلاوة القرآن صايم بالنهار وقايم الليل. وكانت عنده دنيا عريضة لا توجد إلا عند الملوك والسلاطين ونسل أولاداً كثيرة كلهم صالحون مباركون. دفن في مسجده بأم مرحي ، وقبره ظاهر يزار.

    ...
    محمود العركي
    راجل القصير ، مولده بالبحر الأبيض وطلب إلى مصر فأخذ على الناصر اللقاني وشمس الدين اللقاني ، وهو أول من أمر الناس بالعدة ، وكانت المرأة يطلقها زوجها ويتزوجها غيره في يومه أو ثانيه. سكن في جزيرة الهوى فوق البحر الأبيض ، وبنى له قصراً يعرف الآن بقصر محمود ، وهو بين الحسانية وأليس وقدومه إلى السودان قبل أولاد جابر ، فإن أولاد جابر تعلموا عند البنوفري وهو على الشيخ عبد الرحمن الأجهوري ، وهو أخذ عن ناصر الدين وشمس الدين اللقانين ، وقدومه في زمن الفونج . قال الشيخ خوجلي : كان من الخرطوم إلى أليس سبع عشر مدرسة ، وكلها خربنها شلك وأم لحم . توفي بالقصير.

    ...
    محمد ولده
    هو الشيخ الفاضل الورع الولي الصالح قدوة المسلمين وخليفة الصالحين. كان شيخاً مسلكاً في الطريق ومرشداً ، قال تلميذه بر بن عبد الرحمن النويري : سألته عن سره وبركته ممن أخذها ، قال : عندي سرابي وبركته وسر من الشيخ محمد البكري أعطاني وأعطيته بيت الله الحرام أو بمدينة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام . دفن مع والده بالقصير.

    ...
    ولما فرغنا مما يسره الله لنا من فضلاء أعيان الصعيد انتقلنا نتكلم عن أعيان السافل من حرف الميم.

    ...

    يتبع...
    ...
                  

09-29-2010, 10:52 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    نواصل
    ...

    ...
    ولما فرغنا مما يسره الله لنا من فضلاء أعيان الصعيد انتقلنا نتكلم عن أعيان السافل من حرف الميم.

    ...
    مختار بن محمد جودة الله
    ولد في الظلطة من دار الريح بالكردة من كردفان، قرأ خليلاً على أبيه جودة الله تلميذ القدال بن الفرضي وقرأ التوحيد وجميع الفنون على رجل جاءه من المشرق ، وانتصب لتدريس علم الفقه والتوحيد وساير الفنون وعمرت حلقته وكبرت خلوته وكثرت طلبته ، وشرح الأخضري شرحاً انتفعت به الخاص والعام وشرح السنوسية شرحاً مفيداً ، وشرح الرسالة ولم أقف عليه. قتل مظلوماً شهيداً ، قتله جنقل سلطان فور هو وطلبته وسبى أموالهم والسبب في ذلك أمره بمعروف ونهاه عن منكر ، لأنه قدم من الكاب في ألف جواد لقتال الملك دكين. قال تلميذه الفقيه نافع الفزاري : أرشلني إليه ، قال لي : قل له : لا تقاتل الفونج في دارهم ، إن قاتلهم فالله والرسول معاهم، وأنا معاهم ، فلما سمع السلطان ذلك قال : أرفعوا البتير فلما رفعوه قال : إن شاء الله الفقيه مختار نقتله وندفنه عندنا انزوره فقبقب عليهم فوجد الفقيه في المجلس وحيرانه في المطالعة فقتله هو وحيرانه وأهل بلده وسبى أموالهم فببركة الفقيه مختار السلطان جنقل في تلك الأيام وترك نحو خمسين ولداً هذا يقتل هذا إلى زماننا هذا ليموت على الفراش فيهم قليل مثل عيساوي.

    ...
    مختار ولد أبو عناية
    سلك طريق القوم على الشيخ طه بن عمار الفورني سلكه وأرشده وفي أيام قليلة حصل له الفتح وتكلم بعلم الغيب ، فذات يوم دخل على شيخه قال له الليلة يا سيدي أنت تتزوج أم الشيخ أبو القاسم الجنيد ولدك ، ففي عصر ذلك اليوم هناك امرأة تنازع فيها أولاد عمها ، فأبوها جابها للشيخ طه فتزوج بها ، وبعد أيام جاءه وبرك في وجهه ، وقال له ، يا سيدي الليلة الشيخ أبو قاسم الجنيد يدخل في بطن أمه ، فدخل عليها الشيخ ، فوجدها طاهرة من الحيض فواقعها فحملت منه ، ثم وقت جاءه ، وقال له : يا سيدي الليلة الشيخ أبو القاسم الجنيد تضعه أمه ، فكان الأمر كذلك .
    وممن أخذ عليه الطريق الفقيه نافع شيخ الفقيه عبد الكريم والشيخ عالم المسلمين صاحب القبة التي في الحلاوين ، والشيخ إسماعيل الدقلاشي حصل له الفتح في أول خلوة والفقراء الذين معه أبطأ فتحهم ونظير هذه الحكاية ذكرها الشعراني في الطبقات ، قال سيدي مدني وسيدي محمد الغمري طلباً للطريق عند سيدي أحمد الزاهد فسيدي مدني حصل له الفتح في ثلاثة أيام وسيدي محمد الغمري مكث خمس عشر سنة.

    ...
    محمد بن عيسى بن صالح البديري المشهور بسوار الذهب

    وأمه اسمها حقيقة ، قرأ خليلاً على أبيه الشيخ عيسى ، أخذ عنده ختمة تامة والثانية إلى الجنايز ، وتوفى أبوه فدرس بعد أبيه ، وقرأ العقايد والمنطق وعلوم القرآن على المصري ، وسلك عليه الطريق ، ثم انتشر علم الشيخ محمد في جزيرة الفونج وممن أخذ عليه علم التوحيد الفقيه حسن أبو شعر شيخ أولاد بري ، وممن أخذ عليه القرآن وأحكامه الشيخ عيسى ولد كنو وعبد الله الأغبش ونصر الترجمي والد الفقيه أبو سنسنه شيخ أربجي والفقيه عبد الرحمن أبو ملاح والد الشيخ خوجلي وأصحابه في الطريق الشيخ عووضه شكال القارح والحاج عبد الله راجل قري وعبد الرحيم بياع المطر والفقيه محمد ولد العباسي راجل وهيب وأنقاوي والفقيه حمد ولد أبو حليمة الركابي راجل شراو ، فهؤلاء أخذوا عليه الطريق والعلم ، ومع ذلك ملك ملوك الجان السبعة وأطاعته الفونج وملوك جعل والملك بادي أبو رباط كتب له خاتماً جميع اليقرا على الشيخ محمد فهو جاه لله والرسول دارهم ورقابهم ، وهذا الأمر مستمر إلى زمننا هذا ، وكان بينه وبين الشيخ إدريس خوة واتحاد وأوصيا السيد الخضر على ذريتهما من بعدهما ، وكان صاحب حكمة وموعظة حسنة ومن كلامه:
    ألا قل لمن يزني فقد ضر نفسه *** بهتك حريم الناس ولا بد أن يلقى
    يجازى في الدنيا بهتك حريمه *** وفي الآخرة يكتب من الأشقياء
    ومن كرامة الشيخ محمد أن دنقلا أصابها غلاء شديد فجاءته الناس والملوك فقالوا له : نحن ناجعون ، فأعطاهم جريد النخل ، فأنقلب فضة ، تولى القضاء وحكم بالمتفق عليه والقوي من الخلاف ودفن بدنقلا، وقبره ظاهر يزار.

    ...
    محمد ولد دوليب
    هذه شهرته عند الناس وأبوه محمد الضرير بن إدريس ابن دوليب الركابي ، امه اسمها زينب ، ولد بالدبة ، ونشأ بها وكان خيراً فاضلاً . جمع بين العلم والعمل مشتغلاً بتدريس الفقه وتحصيل كتبه ومطالعتها وجمع كتباً كثيرة كشرح الأجهوري والخراشي وغيرهما ، وكان ورعاً تقياً لا تأخذه في الله لومة لايم غير مكترث بالملوك ، فمن دونهم أرسل له الملك أونسة ولد ناصر ، قال له : حوارك علي ولد شابوش طعن جمال رفيقي محمد ولد مصطفى ، هل يقوم يجيء ؟ فجاءه قواد الملك قال له : ملك الفونج أرسلني إليك فقال له : أنا بلا الله والرسول وكتبي هذه رفيقاتي ما بعرف أحداً رفيقاتي الكدايس الحارسات الكتب . وإن عثمان بن حمد الشايقي أغار على دار الجموعية ، وساق خدماً هول الفقيه يمام بن الفقيه موسى الجعيلي ، فجاءه ووقع عليه ، قال له : أنا رجل جعلي بدورك تردلي فرخاتي من عثمان بن حمد ، فذات يوم قام الفجر بيقرأ في القرآن وكان حسن الصوت مجوداً سأل الشيخ عن القاري ، فقال له : أنت بتحفظ القرآن؟ قال له : أنا حافظ ومجود وأبي كذلك ، فلامه وقال له : تقول انا جعلي ، الله قال { إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ما قال : جعليكم وأرسل إلى عثمان ، فقال له : خدم الفقير تجيبهن ، وأنا ما جبتهن تجيبهن ، فخاف عثمان فردهن.
    ومن كرامته أنه جالس فجاءت عقرب طالبة له ، فبصق عليها ، فيبست من حينها ، ومنها أنه ذات يوم يمشي في الطريق فنبحه ###### من ورايه فالتفت إليه فوقع ميتاً.
    دفن بالدبة وقبره ظاهر يزار يستسقى به الغيث رضي الله عنه ونفعنا به دنيا وأخرى.

    ...
    محمد قيلي ابن الحاج حبيب بن حبيب نسي الركابي
    مسكنه قشابي جزيرة في دنقلا ، كان من أرباب الأحوال ، وكان إذا قامت عليه الحالة ينعطن في البحر حتى يبرد ما عليه فيخرج منه ، وكان وقت قيام الحالة إذا خرج مسافراً يتبعه أهل البلد فيمرق عليه حتى مواشيهم من خيل وبقر وغنم وحمير بأن يحصل لهم قلق لا يستطيعون إلا اللحوق به. ومن كرامة الشيخ محمد القيلي ما حكاه الفقيه عبد الرحمن أبو فاق ، قال أن رجلاً شرقاوياً تلميذاً لأبيه الفقيه مدني أصابته الغزال ، قال: ودوه للشيخ محمد قيلي ، قولوا له : أعزم له وعافه من المرض وليرجع الفقراء سريعاً لا تبطل قراءتهم ، قال : فسافرنا إليه من نوري ، فلما جئنا في قشابي قالوا لنا: قايمة عليه الحالة له أيام منعطن في البحر ، فلما دنونا من خلواته وجدناه قد خرج من البحر طالباً خلواته ، فأخبرناه بكلام الفقيه بشفاء الفقير والعجلة للقراءة ، ففي مكانه أخذ حجارة صغاراً وعزم عليها ورفعها في الهواء فوقعن زرازير ميتة ، فشفي الرجل ، قال للفقراء : هل يصل المحل يستطعم ويرجع . ومنها ما حدثني به جدي موسى ولد رية قال : خرجت من الحلفاية مسافراً للريف ومعي فقير يقولون له ولدقك مسافر للحج ، نزلنا في خلوات الشيخ محمد قيلي منتظرين الجلابة نصلي معه الأوقات الخمس ، فذات يوم جئنا منتظرين له لصلاة الصبح فشفناه جاء طايراً بين السماء والأرض ، ونزل عند باب خلوته وخطى خطوات عند نزوله كالصقر ، ثم دخل خلوته ولم يصل معنا الصبح أما ولدقك فبمجرد رؤيته له طايراً خرج هايماً ، ومن وقته انقطع خبره فلم يعرف هل هو حي أو ميت ، فخرج الشيخ من الخلوة منقبضاً ، وأمرني أن أكتم ما رأيت منه.
    ومن زهد الشيخ محمد قيلي أن الملك دكين من دار كردفان أهدى له خمسين رأساً من الرقيق ، فقال لناسه أنا مان مستحق ذلك ، أعطوهم للشيخ زيادة بن النور فإنه مستحق لذلك عنده الطلاب ، ودخل قبة جده الشيخ غلام الله في دنقلا العجوز ، فقال الأوليا فيهم أوتاد وأخيار وأبدال ونجباء ، كلهم خرجوا من ظهر جدي هذا.
    دفن بقشابي ، وقبره ظاهر يزار.

    ...
    يتبع

    ...
                  

09-29-2010, 07:37 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    ...
    مالك ابن الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو
    برع في خليل والرسالة والفرايض على أبيه الشيخ عبد الرحمن ، وكان عالماً بعلمه ، شرح خطبة خليل شرحاً جيداً ووضع ثلاث حواش على الميراث كبرى ووسطى وصغرى، فهن في غاية الإفادة وانتفعت بها المبتدون والمنتهون. سكن أرض الزورة ، وبني مسجده لتدريس خليل ، وتفقهت عليه جماعة ، وقبره ظاهر يزار ، وله من الأولاد عبد الرحمن وولده عبد الرحمن العالمين الفقيه غرباوي ومالك ، أما مالك فهو عالم الأبواب على الإطلاق ومدرسها ومفتيها وقاضيها ، كان صلب الأحكام لا تأخذه في الله لومة لايم لا يباري فيها ولا يماري ولا يداري ، كان طويلاً جسيماً مهاباً موقراً .
    ومن تلامذته أبناء الفقيه حمد بن المجذرب الفقيه أحمد والفقيه عبد الله والفقيه خوجلي خليفة الغبش والفقيه محمد بن حامد المتكنابي والفقيه الطاهر سبط الفقيه حمد ولد أم مريوم والفقيه عبد الله ولد مكة سبط الشيخ محمد بن الطريفي والفقيه سعد ولد أبو شامة ، أما الفقيه غرباوي فقد كان عالماً نحريراً.

    ...
    مدني الناطق ابن الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو
    ويسمى الطيار وقد شوهد ذلك منه والسبب في تسميته بالناطق أنه لما توفى اختلف الناس فيمن يخلفونه بعده ، بعضهم قال الخليفة مالك ، لأنه ماهر في العلم ، وبعضهم مسك الفقيه شيخ الأعسر لشدة ورعه وزهده ، وطال الخلاف بينهم ، وهناك فقير غرباوي جلس على قبره ، وقال له : إن الناس اختلفوا فيمن يخلفونه بعدك ، فناطقه من القبر وقال له : الخليفة شيخ فإنه شقيقه ، فجاء وأخبر الناس بقول مدني ، فأنكر ذلك فقير شرقاوي ، وقال له أنت كذاب ، وجاءت الناس طالبة قبته ، فانضم خشم القبة على المنكر حتى خاف على نفسه العطب ، فحينئذ خلفوا الفقيه شيخ فلما جلس للتعليم الناس تسمع صوت مدني والبقرأ شيخ ، وقد كان الفقيه شيخ بضاعته في العلم مزجاة ومن تلامذته في القراءة الشيخ بأسبار السكري وله من الأولاد محمد ود مدني.

    ...
    مدني ولد أم جدين ابن الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو
    وأن مدني الناطق توفي في حياة أبيه عبد الرحمن ، فسماه مدني عليه رجاء أن يكون مثل أخيه وقد حقق الله رجاءه . كان عظيم القدر والشأن ، وقد أعطاه الله القبول التام عند الخاص والعام، وكان كثير الشفاعة عند الملوك لا ترد له شفاعة لجلالة قدره ، وله من الأولاد عبد الرحمن أبو فاق وعبد الرحيم والد مالك أبو دقن، وشيخ بن مدني العالم المشهور كأبيه في الهيبة وجلالة القدر وحمدتو بن مدني فقيه دار دنقلا بأسرها ومدرسها ومفتيها ، وأعطاه الله الشفاعة عند ملوك دنقلا والشايقية وشيخ ابن الفقيه عبد الرحمن أبو فاق مثل أبيه في الورع والدين والتقوى ، كان عالماً عاملاً بعلمه.

    ...
    محمد بن أم جدين ابن الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو
    ابن الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو تفقه على أخيه الفقيه شيخ وعلى ابن أخيه محمد بن مدني ، وتخلف بعد أخيه الفقيه شيخ ، ومن تلامذته الفقيه عبد الرحمن ولد أسيد ومدني بن محمد بن مدني .
    دفن بالفجيجة وقبره ظاهر يزار مدفون مع أخيه الفقيه مدني ، وله من الأولاد عبد الرحمن وحمدتو وإبراهيم والد محمد بن إبراهيم الخليفة بعد أجداده أولاد أم جدين ، ومن تلامذته الفقيه حمد ابن الفقيه مدني العالم المشهور.

    ...
    محمد بن مدني الناطق ابن الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو
    تفقه على أخيه الفقيه شيخ الأعسر ابن مدني الناطق وعلى ابن أخيه الفقيه محمد بن شيخ الأعسر بن مدني الناطق ، وكان عالماً عاملاً بعلمه وراوده على الخلافة بعد عمه الفقيه شيخ ، فامتنع وقال أولاد عبد الرحمن حيين ما بتقدم عليهم ، واختار مجلس التفتيحة ، فبقى له ولذريته من بعده ، وأخبرني الفقيه حمد ولد المجذوب قال: أخبرني محمد ولد سالم العدوي ، قال : دخلت مصر ، فما وجدت من يقرأ خليلاً مثل محمد بن مدني إلا الخراشي ، وما وجدت من يقرأ العقايد مثل المضوي إلا يحيي الشاوي ، والمحمدون الذين اشتركوا في اسم واحد وفي أب واحد وعصر واحد ثلاثة محمد بن مدني بن دشين ومحمد بن مدني بن عبد الرحمن ابن حمدتو ومحمد بن مدني ابن العالم الشافعي.

    ...
    مدني بن محمد بن مدني الناطق
    شيخ الإسلام والمسلمين ، برع في الفقه على أبيه وعلى أجداده ، أولاد أم جدين محمد ومدني ، وشدت إليه الرحال ، وضربت إليه أكباد الإبل ، وطال عمره واشتهر ذكره ، وأخذت عليه الآباء والأبناء ، وكان صاحب غنى كثير يسوق نحو عشر سواقي ، ومن تلامذته الفقيه حمد ولد المجذوب والفقيه محمد بن الريدة العودي والشيخ عبد القادر ولد ضوين السياقي والفقيه دفع الله بن عبد الحفيظ العركي والفقيه حمد بن الغبشاوي ، ودفن بنوري مع آبائه الكرام.
    كان كريماً سخياً فيه نقابة للطلبة ، وقال الفقيه شيخ بن مدني : المدنيون الذهب ونحن الفضة.

    ...
    محمد بن علي بن قرم الكيمائي
    المصري الشافعي ، أخذ العلم من الخطيب الشريف ، ودخل بلاد بربر في أول ملك الفونج ، ودخل مدينة أربجي وسنار ، ثم توطن ببربر إلى أن توفي بها.
    والشيخ محمد بن قرم هذا آية من آيات الله ، لأن جميع الشيوخ كلها أخذت منه العلم والفرايض كالشيخ عبدالله العركي والقاضي دشين الشافعي والشيخ محمد المصري على خلاف فيه ، وله من الأولاد الشكاك الذي اشتهر جلالة قدره وشافعي ومكي ومدني وكلهم صلحاء فضلاء .
    دفن ببربر وقبره ظاهر يزار ، شرح منظومة الشيخ جودة ، وقال : اجتمعت به بمدينة أربجي كالمولة وليس بعالم.

    ...
    محمد بن العباسي
    الذي ناطقته الحية راجل وهيب وأنقاوي .
    ومن تلامذته الشيخ محمد بن عيسى سوار الدهب ، ومسجده بوهيب يتسابق الأولياء للصلاة فيه من ساير الأقطار ، والناس تستغيث بهم ، يقولون : يا سبق وهيب ، وولده الفقيه موسى فاضل عالم صاحب غنى كثير وله ضيافة.

    ...
    محمد النقر ابن الشيخ عبد الرازق أبو قرون
    انتحل مذهب الصوفية أخذه عن أبيه وجدد الطريق على أولاد يعقوب ، لأن الشيخ عبد الرازق عند الوفاة قال لأولاده : التمامة عند أولاد يعقوب . وكان محمد هذا من الملامتيه ، هم طايفة من الصوفية يفعلون اللوم في الشرع ، فتنكر عليهم العامة ، فيعطبونهم بذلك كالشيخ علي أبو خوذة وأضرابه ، ومنهم من قصده إنكار الخلق عليهم هضماً للنفس كالشيخ إبراهيم الخواص وأمثاله. ومحمد هذا يطلق مواشيه على زرع الناس ، فإن ساقوها أو ضربوها يعطبهم بذلك وقضيته مع مالك ولد شويك الحمدي معروفة ، وذلك أنه وجد بقرة في زرعه ، فمرقهن منه ، قال له : وجدتهن في محل لو وجدتك أنت فيه ما بخليلك ومد إليه يده في كلامه ، فيبست يده من حينها وانتشرت عينه ووقع على سرير فتكسر من تحته وكان عطايا للظلمة ، وهناك رجل لشيخ المساعيد ، حبس تقيهم في الهوادي بأبي سيال ، وقال : اخدمهن غداً ، فمات من يومه ، وجاءت جنازته محمولة قالوا : إن الشيخ بايت معه تلميذ فرءاه راقد إلى الصباح لا سأل الله لا حصلت له غيبة حتى رأينا جنازة الرجل محمولة.
    ومنها قضية السعداب خم حيران لأبيه الشيخ عبد الرازق يقولون لهم : الحفيظية من الصواردة فجاءه شافعاً فيهم ، فامتنع من ذلك ، فبمجرد خروجه منه غاب الملك عن الإحساس وهو يومئذ لابس بشتاً صوفاً أزرق وثوباً منيراً ، فجاء الخبر لأخيه بان النقا ، قالوا له : أخوك قتل ولد خالتك ، فمشى إليه فوجده جالساً مختفيا في مكان وفرسه في مكان آخر ساقه فدخله عليه فقال له أبو إدريس : لا إله إلا الله ، فبمجرد قوله هذا انتبه الملك من غيبته ، وقال الشيخ بان النقا ردوا له غنمه ونحو ذلك كثير . وقال فيه أبوه الشيخ عبد الرازق : لو كان مان مكتف يديه على قفاه ما ترك أحداً ، فلأجل ذلك سموه النقر تشبيهاً بالحشيشة التي تقتل المواشي من حينها إذا رعتها.

    ...
    محمد أبو سبيب ابن الشيخ علي ولد بري بن عديلة بن تميمة الصاردي
    ابن الشيخ علي ولد بري بن عديلة بن تميمة الصاردي كذا وجدته بخطه رحمه الله تعالى ، ومحمد هذا ثالث لأبواته في الدين والصلاح ، وعلى هذا فرابعهم قاقم ابن الحاج إبراهيم وخلفه الشيخ حسن بعد أبيه في مكانه ، والسبب في ذلك أن أولاد الشيخ اختلفوا طايفة مسكت عركي ، وطايفة مسكت محمداً هذا ، فقيل لعمهم الحاج إبراهيم الخليفة : من هو ؟ قال : أولاد علي ما بقول لهذا تقدم ولا لهذا تأخر ، هل يمشون للشيخ حسن ، فساروا إليه ، فسبق عركي وإخوانه إلى الشيخ فعزاهم وذبح لهم شاة ، ثم قدم محمد هذا وإخوانه ، فعزاهم وقال : جيبوا البرش لخليفة ولد بري ، وذبح لهم جخصاً ، وقال عركي ما بقوم لي مقام على مقام على كل سنة يزورني بعشرة أشرفية.

    ...
    محمد ابن الشيخ الزين
    المشهور بالأزرق وهو شيخ الوجود والبركة الشاملة لكل موجود. ورث العلم عن آبائه الكرام كابراً عن كابر. تفقه على أبيه وعمه الفقيه إبراهيم الحجر، وكان ابوه معجباً به ومؤثراً له على جميع أولاده وفيهم من هو أعلم منه ، وعادوه سبب ذلك عداوة شديدة وعقوا أباهم عقوقاً مفرطاً ، وكان يستقبل قبر أبيه صغيرون ، ويقول : راجي الله يا مسجدي بلا محمد وأولاده ما يقعد فيه أحد وقد استجاب الله دعاءه ، فهلك إخوانه ولم يعقبوا ، وأخبرني والدي قال : أرسل الشيخ زين إلى أخيه إبراهيم الحجر ، وهو يومئذ يسوق في نسري ، قال له : أنا عجزت تعال لمجلسك ، قال له : مال خليفتنا ما يقرأ وتخلف الفقيه محمد بعد عمه الفقيه إبراهيم ، لأنه توفي سنة النيل الذي لم الناس من نجعة أم لحم وهي سنة ثمان وتسعين بعد الألف من الهجرة. وتوفي الأزرق سنة أم حنيضل وهي سنة ثمان بعد الماية والألف.
    وممن أخذ عليه من الأعيان الفقيه سالم ولد الماجدي ، والفقيه دفع الله معلم الصبيان بالحلفاية والفقيه علي ولد صباحي والفقيه محمد ولد دليل من ناس توتي والفقيه محمد بن عبد الله العالم صاحب الحاشية والفكي مكي ابن الشيخ علي ولد الفقيه سنوسي العالم المشهور وغيرهم كثير. وبلغت طلبته نحو خمسماية ، وكان مستجاب الدعوة عطاباً وقد أخبرني الفقيه محمد بن أحمد المحسي أن بقوى ولد عجيب ساق بقرة هول الفقيه أبو الحسن ، فلحقه الفقيه بلال والفقيه أبو الحسن عند ولد بان النقا ، وكلماه في رد البقرة ، فامتنع عن الرد ، ويقول الولد بان النقا : يا سيدي ويقول للفقيه بلال يا بلال زين أرجع قال : إن كنت ما في فايدة مان ماسك لكم العقاب يعني المسجد بقوى يقول لولد بان النقا : يا سيدي ، ويقول لي : يا بلال زين ، أرجع قال الفقيه محمد : سمعت القبر ، قال : كع كع وبقوى لم يرجع قتل شر قتلة في حرب العجيل مع الجعليين ، ومنها أن ناصراً ولد أم حقين العدلانابي قال لبلال في مشاتمة أبو الفرخات ، فسمع بذلك الفقيه محمد ، فقال له أبو الفرخات : بلال ولدي يا ناصر راجي الله عليك تحمل بلا جني ، فأصاب ناصر الطوحال بطنه صارت مثل النقارة حتى توفي ، ومنها ما أخبرني به الشيخ إسماعيل بن بلال رحمه الله تعالي قال : أن رجلاً من الحضور في مركب بالمالح هاجت عليهم الريح وكادت المركب تغرق ، فقال يا محمد بن الزين ، فشافه جاء طايراً بعكازه ، فهبط البحر ، وسلمت المركب ، نفعنا الله به وببركة آبايه وأسلافه الطيبين الطاهرين دنيا وأخرى.
    ...
    يتبع
                  

09-30-2010, 03:35 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    ...
    نتابع آخر جزء من حرف الميم
    ...
    محمد بن عبد الله بن حمد الأغبش المشهور بالعالم
    وصاحب الحاشية .أخذ الفقه من الفقيه محد الأزرق وحفظ على عمه الفقيه عبد الماجد وأحكام القرآن على الشيخ عبد الرحمن ، ,اخذ علم الكلام أظنه على الحاج سعد ، وسلك الطريق على الشيخ بدوي ، ودرس وأفتى وطال عمره واشتهر ذكره وطارت فتاويه وأحكامه في البلاد وعمل الحاشية التي سارت سير الشمس وانتفع بها الخاص والعام. وتوفي رحمه الله تعالى ببربر ، وقبره ظاهر يزار.

    ...
    محمد بن الفقيه عبد الرحمن ابن الأغبش
    كان ممن جمع بين العلم والعمل والورع والزهد والانقطاع إلى الله تعالى ، وأخبرني تلميذه القاضي عبد المنعم قال : كنا نقرأ عنده الميراث في خلوات القوز نلحق سبعين طالباً مكثنا معه سبع سنين ، ما رأينا جمجمة رأسه بل دائماً هو متقنع ، تفقه على الفقيه بلال والفقيه أبو السن ، وأخذ علم التوحيد على الفقيه بساطي وفرح ابني الفقيه أرباب والرسالة عند الفقيه عبد الصادق ولد حسيب راجل أم دوم وأحكام القرآن على أبيه الفقيه عبد الرحمن وتخلف بعده ودرس القرآن وأحكامه .
    وممن أخذ عليه حمد ولد مدلول والفقيه دكين الشنباتي والفقيه مدني أخوه ، وجلس بعده في حلقته ودرس خلايق لا تحصى كثيرة وكان مدني نظير أخيه في الورع والصلاح ، وكان أطول عمراً من الفقيه محمد ، وله من الأولاد الفقيه قمر الدين الفقيه البارع والفقيه الزين ، وكان فقيهاً وشاعراً ، له فراسة ونجابة ، دفن بمقبرة الحلفاية رحمة الله على الجميع.

    ...
    محمد بن عمران
    أخذ علم الكلام والمنطق من المضوي بن المصري ببندر شندي وشرح أم البراهين شرحاً مفيداً انتفعت به الطلبة ودرسوا الكتب به وهو نحو عشرة كرراريس ودرس بعد شيخه وانتفعت به الطلبة .
    وممن أخذ عليه الحاذق النجيب الفقيه محيميد صاحب الخط الذي لا يخطه أحد إلا الأروام والهنود.

    ...
    محمد بن عدلان
    الشايقي الحوشابي شيخ الإسلام والمسلمين خاتمة المتكلمين والمجدد للدين ، يصح فيه قول القايل : ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم ، حج إلى بيت الله الحرام وجاور به ، قرأ علم الكلام والمنطق والأصول العربية على عبد الله المغربي عالم بالمدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ثم قدم في تنقاسي من دار الشايقية فأوقد نار القرآن بها ونار الكرم ونار علم المعقول ومدار تدريسه في علم الكلام على كبرى السنوسي ووسطاه والصغرى ، وهي أم البراهين وصغرى الصغرى ، ولم يكن تدريس هذه الكتب معهوداً في جزيرة الفونج إلا ام البراهين فقط ومع كتب السنوسي يدرس المنطق وعلم أصول الفقه وعلم العربية والتصوف، كان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر مغلظاً على الملوك فمن دونهم لا تأخذه في الله لومة لايم ، خصوصاً أمره للعامة بوجوب معرفة الله تعالى بالدليل والبرهان ومن لم يعرف الله بالدليل والبرهان فليس بمؤمن ، تبع السنوسي في كبراه ، وهو أحد أقوال ثلاثة ، ذكرها السنوسي تبع فيها القاضي الباقلاني وشنع عليه علماء عصره ، وقالوا : إن ذلك من باب الشفقة على الأمة فراراً من ذم التقليد المختلف في أيمان صاحبه ، وأنشأ الذكر بالتهليل دبر الصلوات الخمس المكتوبة خصوصاً الجمعة يومها وليلتها. وهو صاحب كرم شديد لا يدخل عليه أحد إلا ويعرضه الزاد ، وكان فيه نقابة للطلبة ، وانتفعت الناس بعلمه وتصانيفه ، وشدت إليه الرحال من ساير الأقطار ، وسارت الناس بكتبه شرقاً وغرباً إلى دار نرنوا وافتوا ، ومن تصانيفه شرحه الكبير على أم البراهين سماه حجة للعارفين وله شرح خفيف من أول الكتاب إلى آخره ويجمع معاني هذه العقايد ، ومنها عقيدته الأشعرية وشرحها انتفع بها المبتدي والمنتهي وسارت سير الشمس ، ومنها عقيدته تحفة الطلاب وشرحها شرحاً مفيداً ومدار علم الكلام في دار الجزيرة وغيرها على طلبته وطلبه طلبته .
    وممن أخذ عليه من الأعيان الفقيه حامد ولد أبو أمونة الذي اشتهرت جلالة قدره وانتفعت الأمة بعلمه والفقيه إسماعيل ابن الفقيه الزين الشريفاني وكان عبداً صالحاً والفقيه عبد الرحمن الصليحاوي المدرس ببلدة برنكوا والفقيه محمد ولد فزع العالم المشهور والفقيه محمد ولد حمد الله ومحمد ولد سليمان والفقيه سعد ولد جودة الله وجمع كثير لا نطيل بذكرهم.

    ...
    مدني الحجر ابن عمر بن سرحان
    أخ الشيخ صغيرون تفقه على عمه الشيخ صغيرون ومهر في الفقه حتى لقب بالحجر ، وانه لما توفي عمه اداه الشيخ الزين مجلس التفتيحة يدرس معه في المسجد حتى كبر إبراهيم بن الزين ولقنه مدني الكتاب من أوله إلى آخره (وسمي إبراهيم بالحجر كشيخه) عند ذلك مجلس التفتيحة منه كان إماماً ورعاً تقياً . دفن بالقوز وعليه قبة مشهورة بقبة الحجر ، وله من الأولاد قطبي ونورين ، فولد قطبي الفقيه إبراهيم بن قطبي العالم الصالح المتجرد وولد نورين الفقيه محمد بن الريدة فقيه بلاد الفونج بأسرها . تعلم محمد على الفقيه بلال والفقيه أبو الحسن ثم طلب في نوري عند الفقيه مدني ابن الفقيه محمد بن مدني ، وكان فطامه عليه واداه الشيخ بلال المطالعة للطلبة خارج المسجد ، وانتفعت به جماعة منهم الفقيه محمد بن الماجدي والفقيه سرحان ولد طراف والفقيه دفع الله ابن الشيخ زين العابدين والفقيه أحمد بن غازي الدندراوي وغيرهم ، وأم الفقيه محمد بن الريدة برة بنت الشيخ الزين وأم أبيه نورين رابعة بنت الشيخ صغيرون ، فكان فقيهاً نبيلاً الدراية أغلب عليه من الرواية حفظ الكتاب على الفقيه عبد الرحمن ولد أسيد ودفن بالقوز أمام قبة جده مدني ، وقبره ظاهر يزار ، وكان الناس يفزعون إليه في الفتاوى والأحكام.

    ...
    محمد بن التنقار الجعلي البشارابي
    أمه آمنة بنت فاطمة بنت جابر الصالحة العالمة أخت صغيرون ، مهر في العلم على خاله ويقال : أنه فاق عليه ، سلك الطريق على الشيخ إدريس ، وأنه طلب الخلافة بعد شيخه ، فمنعه منها الشيخ عبد الرازق فرحل من القوز ، وسكن مويس وبنى بها مسجد للتدريس وشدت إليه الرحال ودرس بها مدة طويلة ، ثم انتقل إلى البرسي بأرض الصعيد فتوفاه الله به ، وكان له تقاييد وتقارير على خليل مفيدة انتفعت بها الطلبة ومن تلامذته الفقيه محمد بن قوتة العالم المشهور والشيخ حمد بن الترابي والفقيه محمد بن يوسف فرفر راجل ام مقد والتتائي ولده وجمع كثير ، وأعطاه الله بسطة في العلم والجسم وسمي أبوه اوجده بالتنقار ، لأنه كان شكاياً للظلمة يقولون له دايماً تتنقر والله أعلم . وله من الأولاد تتائي صاحب المسجد الذي بطرف شندي وكانت له مدرسة عظيمة في خليل كان محققاً مثل أبيه.

    ...
    مازري بن التنقار
    أخذ العلم من خاله محمد بن سرحان ، وسلك الطريق على الشيخ إدريس ، وسأله عن اسم الله الأعظم ، فقال له : حتى يحضر حمد ولدي ، فإنه ما سألني عنه ، فلما جاء حمد قام الشيخ إدريس مستنداً عليهما متلفحاً بالفركة ودخل بيت النار ، فوجد فيه الحريم والخدم والفقراء شادين المناطق يسوطون في الكسرة في البرام للضيفان ، فقال لهما وحات الله وحات الرسول ما عندي اسم غير هذه المديدة . وكان الشيخ إدريس يجله ويهدي له البقرة الشايل والكسوة ويقول له : أنتم يا سادتنا العلماء تحبون الهدية . وله من الأولاد بهرام وولد بهرام الفقيه محمد بن بهرام المدرس ببندر شندي وولد محمد الفقيه علامة والفقيه حمودة العالم المشهور ودرس في المسجد المذكور.

    ...
    محمد بن مسلم
    المشهور بأمه قوته ، أما مسلم أبوه فرجل حلنقي من ناس ولد أسيدة ، وأمه قوته بنت آمنة بنت فاطمة بنت جابر أخت الأئمة الأربعة أخذ علم الفقه من خاله محمد بن التنقار أعني خليلاً والرسالة ومهر في الفقه حتر صار واحد زمانه وأذعنت له جميع علماء الجزيرة ، فكأنه ابن عرفة ، وله باع طويل في هذا الكتاب أعني خليلاً ما دام موجوداً ، فلا أحد من العلماء يدرس بحضرته أو يفتى ألف كتباً كثيرة في الفتاوى والأحكام . انتفعت بها الناس وتلقوها بالقبول ويدرس خليلاً والرسالة والعقايد وابن عطاء الله وشراب القوم وكانت مدرسته بالقوز ثم انتقل إلى الهلالية .
    ومن تلامذته الفقيه صباحي بن حمد والفقيه أحمد بن حتيك والفقيه حمد السيد صاحب الرسالة وشرف الدين ولده وقد قام مقام أبيه محمد بن مسلم في التدريس والفتاوى والأحكام.

    ...
    مضوي ابن الشيخ بدوي
    كان الخليفة بعد أبيه أوقد نار الكرم وبذل المعروف يحمل الكل ويعين على نوايب الدهر ، وأعطاه الله القبول التام عند الخص والعام لا ترد له شفاعة وتخلف من بعده ولده نصر الدين فهو ثالث أبواته في كل شيء جميع نعال فصلوها لبسها وخلافة مضوي ونصر الدين ثمانون سنة.

    ...
    موسى ولد كشيب
    الجعلي العرمانابي المسلمابي جده الأعلى سكن البحر الأبيض مع الحسنات والفقيه موسى تعلم خليلاً على الشيخ الزين وكان على قدم الدين والصلاح انقادت له الكواهلة وغيرها وكان لا ترد له شفاعة وعصره عصر الشيخ خوجلي ، وهما عند الناس سواء ، وولده الفقيه مضوي قام مقامه والفقيه الأغبش ثالث لأبواته وبيوتهم معمورة بالدين.

    ...
    محمد ابن الفقيه
    العالم بن العلامة النحرير الولي الشيخ ضيف الله ، حفظ الكتاب على الفقيه حمد بن حميدان ، وقرأ عليه أحكام القران ، وقرأ علم الكلام على الشيخ أرباب الخشن ، فكان ماهراً في كتابه ، فإذا قرأه فكأنه مؤلفه وقرأ الرسالة على الشيخ عبد الصادق ولد حسيب ومختصر خليل على المشايخ بقوز العلم وبرع فيه تحقيقاً وقرأ ابو الحسن على الرسالة عليهم أيضاً وأعطاه اثني عشر ختمة والمختصر ثمان ختمات وكان ورعاً تقياً زاهداً وكان مهاباً عند الفونج وأولاد عجيب وعند الخاص والعام مقبول الشفاعة ، قام مقام أبيه في الهيبة والوقار ، وكان بينه والشيخ خوجلي خوة ، والناس قالوا له : الفقيه محمد ولد ضيف الله منكر فيك قال : هذه خوة الخلوة .
    كان مجاب الدعوة ، فدعى في مرضه وقال : كتبي راجي الله إلا لمحمد وأبو الحسن ، فكان الأمر كما قال.

    ....
    انتهى حرف الميم
    ...
    يتبع
                  

09-30-2010, 07:43 PM

Ahmed Abdallah
<aAhmed Abdallah
تاريخ التسجيل: 08-12-2005
مجموع المشاركات: 5193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    ارجوا من الاخوة التوقف في التداخل
    حتى يتسنى للاخ محمد عثمان اكمال ما تبقى
    من هذا العمل الجميل

    _________________
    بوست للقراءة فقط
    لا للتداخل Pleeeeeease
                  

10-01-2010, 03:08 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: Ahmed Abdallah)

    حرف النون



    نور الدين أبو شملة
    ابن الشيخ محمد الهميم ، أخذ طريق القوم من أبيه الشيخ محمد ، وكانت ولايته ظاهرة مشهورة ، وكان متأدباً مع أخيه الشيخ علي النيل لأنه الكبير وأبوه مقدمه وقضية انقباض الليلة والحملة عليها منه ، فإن الشيخ محمداً الهميم لما طلع من رفاعة وسكن المندرة وبني المسجد والخلوات أرسل أولاده الشيخ علي ونور الدين هذا إلى بلد الدليب صعيد المندرة يجيبونه لسقف المسجد والخلوات ، وأعطاهم أربعة وعشرين جملاً ، فجاءت الفيلة وصرخت فيها فجفلت الجمال منها وتغرطفن راحن ، قال الشيخ نور الدين وحات الشيخ تاج الدين البهاري الحيوان الجفل زملنا يجيء ونشيل عليه في مكانهن وكلم حوار لأبيه اسمه أبو سعد قال له : أبسعد قال : سيد أم سعد ، قال له : قل للحيوان الجفل زملنا الشيخ علي ، قال لك : تعال شيل في مكانها ، فجاءت الفيلة وهي أربعة فشالت حمل أربعة وعشرين جملاً ، قال شاعرهم :
    ابواتنا الأمنا وزينين *** القدلوا بسر تاج الدين
    ما زمزم شربوا بالهين *** في كل الجهات باينين
    وكان عطاباً للظلمة ويحكي أنه قدم هو وأخوه الشيخ علي إلى الشيخ العجيل الكبير في شفاعة فلم يقبلها لهما وقال الشيخ بركنو ولد الشيخ فقير مسكين فقال الشيخ نور الدين : ببركة حظه عند الله ، ما تصلون أوطانكم، فتوفى الشيخ برنكو وجابوا جنازته دفنوها في حلته والشيخ عجيل دخل قري عليلاً فتوفاه الله بها .ومدة مشيخته ثلاثون سنة.
    ومن كرامة الشيخ نور الدين الإنسان الذي يدخل في بيته ويأتي بذكر خفيف يشوف خيلاً راكبين عليها فرسان شايلين السيوف قلت : هذه الكرامة ما اتفقت لأحد غيره من أولياء الجزيرة وقبره بالمندرة ظاهر يزار.

    ...
    نعيم عبد الشركة ابن الحاج الجعلي النواهي
    وسمي عبد الشركة لأنه قسم السنة نصفين ، نصفاً يخدم الشيخ إدريس ونصفاً يخدم أبو إدريس . ولد بالكردة ، وكان رجلاً قصيراً صاحب لحية طويلة ، جاء رجل من السلطنة وقبض جملاً له مقيداً في خامة فطلبه أن يرد إليه جمله فامتنع من ذلك ، واسترذل خلقته ، فخطف الشيخ نعيم الجمل بقيده وطار به في الهواء حتى رماه في محله ، ويقولون له : ختاف الجمل بقيده ، دفن بمتربة الهلاليه ، وقبره ظاهر يزار . له من الأولاد بر وكان خادماً للشيخ دفع الله العركي.

    ...
    نعيم البطحاني
    حوار الشيخ إدريس في الطريق ، كان على قدمه في الدين والصلاح ، ومن أرباب المكاشفات مثل شيخه ، وكان جسيماً والشيخ بدوي نحيفاً وأن رجلاً مصع به جمل ، فقال : يا بدوي ابشلة ويا نعيم الضامر ، فكاشف عليه الشيخ نعيم فقال له الضامن : تجعل له شلة وأبو شلة تجعله ضامراً ، وقبته في الخلاء قدام أبو دليق.

    ...
    ننه بن الترابي
    أخو الشيخ حمد النحلان ، وكان من الأولياء الأخيار ، وكان سبب دخول الشيخ حمد في الطريق ، وذلك أن الشيخ حمد لما قدم من الطلب وخرجا إلى القاضي قبالتهما في الشرق بولد عشيب وسبق الفقيه ننه إلى البحر منتظراً المركب والشيخ حمد جاء منتظراً للمركب مثله ، وقعد في محل آخر ، وأن الشيخ ننه عنده قش جامعه في الشرق فوق البحر فجاءت عجول ترعى في القش ، فالتفت يميناً وشمالاً فلم ير أحد فجدع العجول من وراء البحر بالعكاز ، ثم مد يده فجابه والشيخ حمد ينظر إليه ، فقال : سبحان الله أخي هذا الخير كله ، وأنا ضيعت عمري في خليل ، فمن ذلك الوقت اشتغل بالطريق والرياضة وشاعرهم يقول :
    جا أسدين ماسكات الشارب *** رايقات للدود السارب
    لا تقع فيهن يا خارب *** داننه وحمدين الكارب
    وتوفي ودفن بالكسنبر بلدة شمال الكاملين ، وعليه قبة تزار.

    ...
    نورين ولد أبو قجة
    ولد بالقوز وأمه بنت الشيخ شريف تلميذ الشيخ الزين وأبوه من الخطبا ثم انتقل إلى المنسى . كان ممن جمع بين التقى والورع والعبادة ، وكان اشتغاله بالدلايل وتنبيه الأنام والقرآن في المصحف عامة ليله ونهاره إما مصلياً أو قارياً اعتقدت فيه ناس أربجي ونواحيها اعتقاداً جميلاً ، وقبره بالمنسى ظاهر يزار وأولاده صالحون ، منهم الفقيه سنوسي المشهور بالدين والكرم للطلبة.

    ...
    نواو ابن الشيخ ضو البيت
    كان ملازماً لتدريس القرآن في حلقة أبيه، وكان مؤمناً قوياً لا تأخذه في الله لومة لايم. ومن تلامذته الفقيه حمد بن عبد الباقي الزيدابي والفقيه حسن ولد سكيكرة العالم المشهور. توفي سنة ست وسبعين وماية وألف ، كان شافعي المذهب وولده الفقيه محمد كان ممن جمع بين العلم والعمل . سلك الطريق على الشيخ خوجلي وحفظ الكتاب على أبيه ، وقرأ خليلاً على الفقيه عبد الرحمن ولد بلال . توفي سنة إحدى وسبعين وماية وألف على حياة أبيه وتخلف بعده ابنه الفقيه الطاهر وقام مقام أبيه في كل شيء.

    ...
    نابري ابن الفقيه عبد الهادي ابن الشيخ محمد ولد دوليب
    ولد بالحلفاية وحفظ الكتاب على الفقيه دفع الله ، وقرأ خليلاً على عمه الفقيه صغيرون في دنقلا وعلى الفقيه ضيف الله ، سلك الطريق على الشيخ محمد بن الطريفي وطال عمره ، واشتهر ذكره له خمسة وتسعون سنة مشتغل بالذكر والعبادة والتجريد لذلك ، ومدة عمره ما اشتغل ببيع ولا تجارة ، بل شغله الذكر والعبادة دفن بالحلفاية وقبره ظاهر يزار.

    ...

    حرف الهاء


    هجو بن بتول الغبيشنه
    وأبوه اسمه حماد حمراني، انتحل مذهب الصوفية ، سلك الطريق على خاله الشيخ يعقوب ، وأرشده وهو أيضاً ، سلك وأرشد خلقاً كثيرة العدد وظهر صدقه في أولاده ، فإنهم شيوخ الإسلام ، دفن بأم مواكج وقبره ظاهر يزار.

    ...
    هجا بن عبد اللطيف
    ابن الشيخ حمد ولد زروق بشنبات ، وظهرت له كرامة عجيبة بشهادة الشيخ خوجلي ، قال : تزوج امرأة في توتي اسمها زينب بنت بله وتوفي العصر وما أمكن الناس أن يخرجوا نعشه بالشرف لضيق الوقت والبحر مال القيف ، وبينما هم في حيرة وإذا بالشمس انقلبت إلى محل الطلوع فحينذاك مرقوا بجنازته ودفنوه بالشرق مع آبائه ، قيل للشيخ خوجلي : شفت بعينك أو سمعت ؟ قال : شفت بعيني أنا معايا الجنيات نلعب الضقل الناس قاعدين قدام المسجد في ظل العشية وإذا بهم قعدوا في ضل الضحى وراء المسجد وشفت النساء تركن البكاء وزغرتا زغاريت الفرح ، وتزوج زوجته بعده الفقيه أحمد بابا أخو الفقيه أرباب ، الناس أنكروا ذلك عليه ، فقال الفقيه : أرباب ماء دونه.

    ...
    هجيوا ابن الفقيه سالم ولد الماجدي:تعلم مختصر خليل على الفقيه عبد الرحمن بن بلال ، وبعد وفاته استكمل على الفقيه ضيف الله ، وتخلف في المسجد للتدريس بعد أخيه الفقيه محمد ، توفي ودفن مع أبيه وماتت نار التدريس بموته ، فسبحان الله من لا انقضاء لملكه.

    ...
    يتبع
    ...
                  

10-02-2010, 06:00 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    حرف الواو



    ولد البحر:اسمه محمد بن الشيخ إبراهيم الفرضي ، تفقه على أخيه محمد القدال . وكان ممن جمع بين العلم والعمل والزهد والعبادة. جلس في حلقة أخيه القدال بعده وقام مقامه في كل شيء إلا في الطلبة واجتماع الناس، فصارت طلبته من الثلاثين إلى الأربعين وطلبة أخيه وأبيه يزيدون على الألف. وأخبرني الفقيه دفع الله بن الشيخ زين العابدين ، قال : أخبرني الفقيه محمد ولد البحر ، قال لي : جاءني الفقيه سالم بن الماجدي رجل كبير ، شعره طوال وقميصه أسود من الدهن فهمه ثقيل يريد القراءة ، فقلت له : قراءتنا ثقيلة قراءة خمتو ياب ما بتقدر عليها شيل محمد الأزرق بن الزين في القوز ، فسافر إليه ، وأيضا قال لي والدي الفقيه إبراهيم الفرضي بدأ القراءة عند خاله المسلمي ولد أبو ونيسة وتزوج ابنته ، ثم طلب إلى الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو في دنقلا ، وطلق بنت خاله ، فلم تخبر بالطلاق أحدا فأقام في الطلب سبع سنين ، وبعدها قدم البلد ، ومعه ضيفان نزلهم في خلوات خاله وبعد ما عشاهم قام وراح إلى بنت خاله رد عليها السلام ، وقال لها : الطلاق ما أخبرت به آباك وأخوانك ، قالت : لا ما أخبرتهم ، فقال لها : اين عنقريبي وهو جالس خارج البيت قالت له : تراه مركوزاً ، فمرقته له فرقد إلى الصباح ، فلما أصبح مشى إلى المسجد كرعيه غبش فسأله أبوه عبودي قال له : يا ولد كرعيك أصبحن غبش بنت خالك ما عندها البقر الشوايل مالها ما مسحت كرعيك ، فأخبره بطلاقها منه ، فقال : ما اخبرتني ولا أخبرت أباها ، فرجعوها له ، فواقعها وهي طاهرة ، فحملت بمحمد القدال ، ثم قال رحم طاهر ، وله من الأولاد الفقيه إبراهيم والفقيه البر وولد إبراهيم الفقيه الفزاري ، وكان أفضل أهل زمانه ، فما طابت تلك الثمرة إلا من تلك الشجرة.

    ...
    وداد ابن الشيخ سليمان
    الزملي ، اسمه عبد الرحيم وطنه السيال ضهرة الحلاوين وأبو عشر ، أبوه الشيخ سليمان حوار الشيخ رحمة الحلاوي والفقيه رحمه حوار الشيخ تاج الدين البهاري ، ووداد هذا كان فقيهاً ماهراً ، له معرفة بالأقضية والأحكام وله مسايل في نحو الكراسين ، سئل منها الشبرخيتي شارح خليل في مصر ، فقال : هي في غاية الفايدة ، تدل على نبالته وفقهه ، وقد رأيت بخط الشيخ دفع الله مكاتبة في مسألة صورتها من عند فقير الله دفع الله ابن الشيخ محمد إلى عند الشيخ عبد الرحيم ابن الشيخ سليمان الزملي المشهور بين الاقران بوداد الذي قام مقام أبيه بزيادة أن فلاناً قادم اليك له حجة عند قاضي أربجي وهو ما بيحكم إلا بشورتك كن في عونه بالحق أ ه ، وكان صاحب ميسرة كثيرة ودفن بالسيال.

    ...
    ولد الشقل
    اسمه محمد كان ممن جمع بين العلم والعبادة ، أخذ من القدال ابن الفرضي ، ومسكنه الأعداد قريباً من أم طلحة على جهة الشمال.

    ..................
    حرف الياء


    يعقوب ابن الشيخ بان النقا
    صاحب الكرامات التي اشتهرت في الآفاق والولاية التي اجمع عليها أهل الوفاق والخلاف . أخذ الطريق من والده الشيخ بان النقا وأخذ علم الدين والشرايع من شيخ الإسلام الشيخ عبد الرحمن بن جابر ، فهو أحد التلامذة الأربعين الذين أقامهم في بلادهم وجعلهم أقطاباً ولما قدم من شيخه أوقد نار القرآن والفقه والتوحيد ووجد أباه قد توفى في غيبته فجلس بعده للسلوك وتربية المريدين إلا أنه ترك المواصلة التي كان يفعلها أبوه مع الشيخ محمد الهميم وهي زيارته كل سنة وإذا دخل سنار لشفاعة يدخل معه ، وقال الشيخ محمد : ما جاء عزاني في أبي وقال الشيخ محمد الهميم يعقوب : ما عزاني في أخي ، وقال أيضاً : يعقوب ما قعد في محله بي ، وأنه أرسل إليه ، فأخذ منه الرايات والككارة وجبة الشيخ تاج الدين وكوفيته وخلف عيسى أخاه وأعطاه الآلة ودخله خلوة خرج منها ضريراً مثل الشيخ بان النقا ، فأبى الله ذلك إلا ليعقوب، فإن جميع سر بان النقا وسر تاج الدين سري فيه وكذلك سر ابن جابر .
    وممن أخذ عليه من الأجلة الشيخ موسى ولده ومرزوق أخوه والشيخ هجو والشيخ عبد الرازق ابو قرون والشيخ عبد الرافع راجل ويركت والقربين ، وأما المريدون فكثيرون وهؤلاء الخمسة المذكورون قد بلغوا مبلغه ولهم علوم ومكاشفات وإرشاد ومع ذلك له فتاوى وأحكام وأقضية حسنة ، وقد وجدت بخطه حكماً حكمه وأرسله إلى قاضي سنار ولفظه :
    سلام الله تعالى ورحمته وبركاته وأزكى تحياته من حضرة الفقير يعقوب إلى القاضي دياب ابن المرحوم القاضي عجيب رحمه الله عليه ، أما بعد : فإن عمك الشيخ حمدان رفع الأمر إليك في الخلاف الذي بين أولاده ، وأنت أرسلت إليهم بالموافقة وترك الخلاف ، وسمع ذلك من أولاد موسى وأخوهم محمد ، ونحن والجماعة حققنا جفاهم وعدم موافقتهم وخلافهم وأنهم طاردون أخاهم فذا الحين محمد ادعى عليهم بحضرتي وأشهد العدول ، وحلف أنه انفق عليهم بنية الرجوع وعدد الرؤوس المنفق عليهم سبعة عشر نفساً ، والمدة ثلاث سنين ، وأثبت دعواه ، وحلف وحكمنا له والشهداء على الاتفاق والرجوع والحكم الفقيه عيسى والفقيه بدوي والفقيه يعقوب وجميع أهل البلد ، وصفه اليمين التي حلفها بالله الذي لا إله إلا هو ، إني أنفقت عليهم بنية الرجوع. ا ه
    قلت : فهذا الحكم يدل على أن له باعاً طويلاً في علم الفقه وأيضاً رأيت له كلاماً على الهيولي دل على تفوقه في علم الكلام ، قال : وأعلم أن الخلاف الواقع بين أهل السنة والحكماء في الهيولي ليس في وجودها وعدمها ، بل هي موجودة وإنما الخلاف بينهم في قدمها وحدوثها ، فهيولي أبينا آدم التراب وهيولي إبليس النار ، وهيولي الملائكة النور وهيولي السرير وعصا موسى الخشب.
    دفن رحمه الله تعالى بالحمرة وقبره ظاهر يزار بل هو كعبة محجوجة.

    ...
    يعقوب ابن الشيخ مجلي المشيخي
    ولد بالريف ودخل الجزيرة في أول ملك الفونج وحظي عند الملك وزوجه ابنته وقطع له في الدار بنواحي الحلفاية قدر ما يشور جواده شرقاً وغرباً وشمالاً وجوهها له من جميع السبل وهي إلى الآن كذلك وكان صاحب ولاية عظمى حتى اختلف رجلان عند والي الحلفاية في زمن السميح ، قال أحدهما : إن الشيخ محمد سوار الذهب أفضل من الشيخ يعقوب ، وقال الآخر : بل الأفضل الشيخ يعقوب ، وتراهنا فكل واحد منهما جعل لصاحبه جملاً إن كان الحق معه ورضيا بالفقيه عبد الهادي ولد دوليب والحاج عوض الكريم ، فقال الفقيه عبد الهادي : أنا يعقوب ما بعرفه ، وقال الحاج عوض الكريم : الاثنان وليان ما أفضل أحدهما على الآخر ، ثم إن الشيخ حمداً السميح أرسل إلى الفقيه دفع الله ، وحكى له هذه الحكاية وفهمه أن الموضوع يختص بالعلماء وسأله أن يحكم بينهما ، فقال له : هذا ولي ولكن الشيخ محمد سوار الذهب جاب علوم القرآن في الجزيرة وعلم التوحيد وسلك في الطريق وأرشد ، فهو أكثر ثواباً من الشيخ يعقوب لأنه كلما كان الإنسان أكثر ثواباً في الشرع فهو أفضل من غيره ، قال تعالى { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ } (الزمر :9 ) . دفن الشيخ يعقوب في داره وهي بمقدار نصف ميل من الحلفاية وقبره ظاهر يزار.

    ...
    يوسف ابن الشيخ محمد الطريفي
    سلك الطريق على أبيه وقرأ عليه في خليل إلى النصف ، وأذن له في التدريس والسلوك ، طال عمره واشتهر ذكره ، ومنذ نشا يرضع في ثدي السعادة إلى أن بلغ من الكبر عتياً ، فبمجرد موت أبيه جميع سره وبركته وهيبته انطوت فيه ، وسمعت منه رضي الله عنه ، قال : شرعت في تدريس خليل ، فلما جئت عند مسح الخف والجورب ، قلت : أيش الخف والجورب ففتح الله علي ببركة أبي ، ومكث نحو خمس وستين سنة بعد أبيه في التدريس وسلوك المريدين وأعطاه الله القبول التام عند الخاص والعام ، وأقبلت عليه الدنيا فمسكها ظاهراً لا باطناً ، ومع ذلك ففيه نقابة للطلبة ، يكسو العريان ويطعم الجيعان ، ويعين على نوايب الدهر ، ويحمل الكل ويصل أرحامه ، وإذا سمع من أحد أن خاطره تغير منه يبذل له المعروف حتى يرضيه ويقبل عليه.
    وكان صاحب فطنة ومعرفة ودراية بالفتاوى والأحكام واستخلف في حياته ولده محمداً ، وقام مقامه في التدريس ، وسلوك المريدين والتواضع وبذل المعروف والإعانة على نوايب الدهر أطال الله بقاءه ونفع به المسلمين ، وجعله خليفة لآبائه .
    توفي الشيخ يوسف سنة ألف ومايتين وسبع عشر رضي الله عنه وعن الأولياء أجمعين ونفعنا بهم دنيا وأخرى آمين

    ...
    تأليف الطبقات انتهى في 16 ربيع الأول سنة 1216 ه على يد مؤلفها
    ...
    انتهى تنزيل الكتاب وتحويله لنسخة الكترونية بحمد الله
    وسوف أعود ببعض التعليقات الشخصية المؤجلة والتي اعتبرها مهمة
    ...

                  

10-02-2010, 06:41 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    الأعزاء

    محمد عثمان

    و

    عوض عبد الله

    لكما جزيل الإمتنان ووافر التقدير
    على البذل السخى والمتح الغزير والمنح المنير

    ضاعت منى والله نسخة ود ضيف الله وطبقاته المغنية منذ أمد بعيد
    تركتها هناك فى الوطن ونحن غيابـ فغابت

    وقد اغنيتمانا منها الآن مجددا

    اغناكم الخالق بما تحبان

    عافية وسعادة لا تنتهى
                  

10-02-2010, 07:39 AM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: أبوذر بابكر)

    مجهود جبار ومقدر
    أعانكما الله على اكماله


    فقط حبذا لو ذكرت اسم الشخص الذي أعارك النسخة
    فهو الأساس الذي قام عليه ذلك المجهود الكبير .. فهو يستحق الشكر منا أيضا ... ...
                  

10-02-2010, 01:48 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: منتصرمحمد زكى)

    لك الشكر أخي عوض الله على هذه الهمة العالية التي أكملت بها ماراثون الفصول الأخيرة بهذه السرعة، حقيقة لولا مساعدتك لاستغرق هذا العمل أضعفاف هذه المدة، وارجو ألا يتوقف جهدنا هنا فينبغي مراجعة ما كتبناه وتنقيته من الأخطاء الطباعية.
                  

10-02-2010, 01:54 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي أحمد عبد الله، وود ضيف الله خير رفيق في الغربة، ليذكرنا بسودان جميل ولى وعسى أن يعود ثانية، سودان أثمن ما فيه هو إنسانه الذي تتجلى فيه أعظم القيم الإنسانية الروحية التي بناها رجال الطبقات عبر القرون وهايهي تتلاشى في يومنا هذا على يد من جعلوا الدين مطية للدنيا!
                  

10-02-2010, 01:57 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي ابو ذر بابكر، وود ضيف الله خير رفيق في الغربة، وفي كل قراءة جديدة له تتكشف المزيد من الكنوز!
                  

10-02-2010, 02:00 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي منتصر، والشخص هو عضو بهذا المنبر وقد وعد بأن يتداخل في هذا البوست وعسى الا يكون نسيّ!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de