بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 01:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صفاء فقيرى(Safa Fagiri)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2008, 10:27 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    حمارة عبدالإله زمراوي ... وذكريات البرقيق
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تقدر منظمة الفاو عدد الحمير في العالم اليوم ب22 مليون حمار، وأكثر الدول امتلاكاً للحمير هي الصين، ثم الحبشة، ثم المكسيك، السودان، وللعجب، غير مذكور، وكنت اعتقد اننا بلد (حمير)، ولكن والحمد لله، وبشهادة الفاو، فاننا لسنا كذلك. وذكرت المنظمة ان المهام التي انيطت بالحمير تاريخياً، ومنذ 6000 سنة، هي نفسها الي تاريخ اليوم، نقل الناس والأسفار، جر العربات، توليد البغال، حراسة الماشية، والترفيه عن الأطفال، وعلي هذا التقرير، فحميرنا متخلفة، ولا تعرف مهامها الأساسية، فهي لا تلد البغال، ولا تحرس الماشية، ولا ترفه عن الأطفال،وقد فكرت، بعد قراءة التقرير، ان اذهب الي الصين او المكسيك، واشحن من هناك، الي السودان، عدد كبير من الحمير المدربة علي الترفيه عن الأطفال، فأطفالنا المساكين هناك، لا يجدون من يرفه عنهم، فالكل مشغول عن الأطفال بما هو اهم، مثل التوجه الحضاري، الذي لا يتضمن الأطفال، فالتوجه الحضاري يهتم بالمستقل، ولا علاقة للأطفال بالمستقبل، حسب فهم التوجه الحضاري، ربما قامت حمير الصين بالمهمة. قال التقرير ان عمر الحمار في البلدان الغربية، يتراوح ما بين 35 الي 40 سنة، بينما في الشرق الأوسط لا يتجاوز سبع سنوات، حتي الحمير عندنا لا تستطيع ان تعيش كثيراً.
    اما في مصر ام الدنيا، وارض العجائب، فهناك حتي من الحمير شعراء ساخرون، انظروا الي هذه القصيدة الحمارية الدارجية الساخرة : ـــــ

    عجبي يا ابن آدم، قومت الدنيا لم قالو لك حمار
    هو إسمي شتيمة؟، ولاّ جنسي ده عار
    عايش في حالي متهني وليّا افكار
    باكل وبشرب وبنهق وبجامع، ومافيش اسرار
    وعندي ابن آدم يخدمني، ليل ونهار
    إن جعت يشتري برسيمي بأغلي الأسعار
    خادم امين من غير راتب ولا حتي ايجار
    الحين عرفت يا ابن آدم مين فينا حمار؟

    اما امير الشعراء شوقي فقد كان قاسياً علي الحمير، وانا اعتقد انه لم يكن يقصد الحمار الحيوان، بقدر ما كان يقصد الأغبياء، الثقلاء من بني آدم، عندما قال:ــــ

    سقط الحمار من السفينة في الدجي :: فبكي الرفاق لفقده وترحموا
    حتي اذا طلع الـنهار أتـت بـه ::: نحو السفينة موجة تتقدمُ
    قالت خـذوه كـما اتـاني سـالماً ::: لم أبتلعه لأنه لا يهضمُ

    ويقال ان اول رواية في التاريخ هي (الحمار الذهبي) للروائي لوكيوس أيوليوس في القرن الثاني الميلادي، وهناك كتاب حمار بوريدان، لكاتب الماني، عن تجربة قام بها جان بوريدان عميد جامعة السوربون، حول سلامة الإختيار الحر عند الحيوان، اما في كتاب جورج ارويل (مزرعة الحيوانات) فالحمار لا يضحك ابداً، لأنه ما من سبب في الدنيا يدعو الي الضحك، وهناك اديب اسباني فاز بجائزة نوبل للآداب عام 56 له كتاب اسمه (الحمار ذو اللون الفضي).


    وعلى عكس الصورة الشائعة عنه يثبت العلم والواقع: أن الحمار حيوان ذكي يتعلم ويفهم، ويتحمل الإنسان الذي بكل ظلمه وحماقاته، والحمار مذكور في مخطوطات كثيرة، منها ما قال الدميري في حياة الحيوان الكبرى عن الحمار:ــ الحمار جمعه حمير وأحمرة وربما قالوا: للأتان حمارة، وتصغيره حُمَيّر، وكنية الحمار أبو صابر وأبو زياد.
    قال الشاعر:ـــ زياد لست أدري من أبوه ولكن الحمار أبو زياد
    وقال: يقال للحمارة أم نافع، وأم تولب، وأم جحش، وأم وهب، ومنه نوع يصلح لحمل الأثقال ونوع لين الأعطاف سريع العدو يسبق براذين الخيل. ويوصف بالهداية إلى سلوك الطرقات التي مشى فيها ولو مرة واحدة، كما يوصف بحدة السمع. وللناس في مدح الحمار وذمه أقوال متباينة، بحسب الأغراض، فمن ذلك كما قال الدميري في حياة الحيوان الكبرى: أن خالد بن عيسى الرقاشي كان يختار ركوب الحمير، فلقيه بعض الأشراف بالبصرة على حمار فقال: ما هذا يا ابن صفوان؟! فقال: عير على نسل الكدار , يحمل الرحلة , ويبلغني العقبة، ويقل داؤه، ويخف دواؤه، ويمنعني من أن أكون جباراً في الأرض، وأن أكون من المفسدين.
    وفي الفكاهة فقد كان لجحا حمار لا يفارقه، وحدث ان جاءه رجلٌ ذات يوم وطلب منه أن يعيره الحمار،
    فقـل له : غير موجودٍ الآن
    فنهق الحمار وقال الرجل : وهذا ؟ !
    فأجابه جحا : أتكذّبني وتصدّق الحمار ؟!

    اما بشار بن برد، الشاعر المجيد، وصاحب الروح المرحة، والدعابة الذكية، وهو شاعر احبه كثيراً، فقد مات له حمار، فلمّا زاره أصدقاؤه للعزاء، أظهر لهم أنَّه مغموم محزون، فألحّوا عليه في السؤال يريدون أن يعرفوا سبب حزنه وغمّه، فقال لهم: إنَّني رأيت حلمًا مزعجًا، رأيت حماري في النَّوم، فقلت له: ويلك! مالك مِتّ؟. قال: إنَّك ركبتني يوم كذا، فمررنا على باب الأصبهاني، فرأيت أتانًا (أُنثى الحمار) عند بابه، فعشقتها فمِتُّ. وزعم بشّار أنَّ حماره أنشده المقطوعة التّالية

    سَيِّدي مِلْ بِعَناني نَحوَ باب الأَصْبهاني
    إنَّ بالبابِ أتانًا فَضَلَتْ كُلَّ أتانِ
    تيَّمتني يَومَ رُحْنا بثناياها الحِسانِ
    تيَّمتني بِبَنانٍ وَبِدَلٍّ قد شجاني
    وبِحُسنٍ ودلالٍ سَلَّ جِسمي وبراني
    ولها خَدٌّ أسيلٌ مِثلُ خَدِّ الشَّيفرانِ
    فبها مِتُّ ولوعِشــتُ إذن طال هواني
    فقال له أحد جلسائه: ما الشَّيفران ؟!. قال: ما يُدريني؟! هذا من غريب الحمر، فإذا لقيتم حمارًا فسلوه.
    هذه الأبيات الغزلية العذبة، تسوقني الي الحديث عن (الداراوي)، حمارة صديقنا عبدالإله زمراوي، فقد تزاملنا في مدرسة البرقيق الثانوية العامة، وكنا نحن في الداخليات، بينما كان هو (خارجي)، يأتي الي المدرسة ممتطياً حمارة، ليست كمثل الحمير، وربما جلب الحديث عنها، كثير من الحزن والذكريات لمولانا، فلم يكن تعامله مع حمارته كتعامل الناس مع حميرهم، فقد كان معجب بها تماماً، وكانت هي غراء، فرعاء، ملساء، جدلاء، نجلاء، واسعة الجُفرة، مُنْدحَّة السُّرَّة، شديدة العكْوة، بعيدة الخطوة، ليِّنة الظهر، مُكْرَبَة الرُّسْغ، سفْواء جرْداء، عنقْاء طويلة الأنقاء، مصقولة العوارض، تمشي الهوينا كما يمشي الوجل الوحل، ممشوقة القد، ذات دلال وغنج، وكان عبدالإله يحبها لدرجة انه كان يشرب لبنها لعلاج (الكدكود)، تلك القحة العجيبة، التي لم تكن تعالج إلاّ بلبن الحمير، وقد ثبت الآن ان لبن الحمير يحتوي علي مواد مفيدة جداً، ويقال ان الملكة كيلوباترا، كانت تحرص علي استعمال لبن الحمير، لتفتيح بشرتها، والحفاظ علي نضارة وجهها، واذا وجد عبدالإله في مرضه الأخير شربة من لبن تلك الحمارة، لشفي في الحال، وكثير من الرموز الغامضة، وغير المفهومة في شعر مولانا لا تخلو من اشارة الي (إتانه) الفاتنة، التي سبب فقدها لمولانا حزناً مقيماً كما قال. ولكنه بعد ذلك درس القانون، وعشق الوطن، وذاب فيه وجداً، فكتب الملحمة.
    عبدالاله زمراوي
    • مواليد 1959 بكرمة البلد، شمال السودان.
    • تلقى تعليمه الجامعي بجامعتي الخرطوم والملك محمد الخامس بالرباط
    • عمل قاضياً بمختلف المحاكم بالسودان حتى أحيل للصالح العام بعيد انقلاب يونيو 1989م.
    • يعمل حالياً مترجماً ومستشاراً قانونياً بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
    • متخصص في القانون الدولي وقانون الهجرة.
    • مقيم حالياً بشلالات نياجارا

    مَلْحمَة للِوطَنْ
    لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ
    لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلُطْان!
    إضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ
    خُذْنا مُقْتَدِراً كالبرقِ الخاطفِ نحو الشطآن
    خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!

    (2)
    حين أتاكَ الليلُ بناحيةِ العتْمور،
    زَحَف النيلُ وسار الجمعُ
    وسِرْنا نحوَك تسبقُنا الخُطُواتْ.
    وبلِيلٍ يُخْفى أسراراً تحت خدودِ النجماتْ،
    كُنْتَ بقلبِ العصرِ وحيداً و شهيداً
    تُوفى الكيلَ وتُقْرِي الضَيْفَ
    ولا يُظْلَمُ أحدٌ عندكَ يا مولاي
    آهٍ لو ألقاكَ وحيداً تَقتُلُني الكلمات!
    ما ضَرّك يا مولاي
    إذْ ما أقبلْتَ علينا ذاتَ صباحٍ
    مؤتلقَ الوجْهِ، سليمَ الخاطر،ِ مُتّسِقَ الوجدان
    وطفقْتَ تُغنِّى للخُرطوم
    تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أُمدرمان!

    ودَلفتَ بليلِكَ هذا مُنْطَلِقاً كالسَّهمِ النوبيِّ
    قُبَّالةَ كَرْمَةَ، كُنْتَ تُشِعُّ ضياءً تُومِضُ بَرْقا
    وتهَارقَا يدعوكَ الليلةَ بنخبِ نبيذٍ نوبيٍّ
    بالقصرِ الملكيِّ الكائِن،ِ
    بين طلولِ العصرِ، وفوقَ قِبابِ الأزمانْ!

    وبليلك هذا أسْرجتَ الخَيْلَ لِعَبْرِي
    تِلك الحَسْناءُ المَلأىَ بالأسرار
    ولُقْمانُ العَبْريُّ الخَالِصُ، كان يوزِّعُ حِكمته
    مِثْلَ حكيمٍ نوبيٍّ آخرَ،
    يَرتَشِفُ العَرَقَ الأبيضَ مُنْتَشِياً
    ويُغَنِّى للفجرِ الحالِمِ بالَطَمْبُورْ !


    (3)
    ما ضَرَّكَ يا مولاي
    إذْ ما أقْبَلَ شَرْقٌ نحوكَ بالدُّفِّ
    وبيسُراه السيفَ، ويُمناه سواكنْ
    يَرْتَشِفُ القهوةَ بالهيلْ،
    مَمْشُوقَ القامَةِ طارَ إليك،
    تَحْكِي مَشْيَتُه دِقْنَةَ عثمانُُ
    كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ،
    كصلاةِ الفجرِ، بهاءً وحُضُورْ
    كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفُّ الوديانْ
    كجبالِ التَّاكا وسواقِي توتيلْ،
    كالمارِدِ طُوكَرْ، حين تغازِلُها الرِّيحْ،
    كجبينِ الشَيْخِ الخَتِمِ الصُّوفِي،
    كأنَّ القادِم نحوك يمضي
    ليشُقَِّ تلال الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!



    (4)
    ما ضَرَّكَ يا مولايَ إنْ جاءتْ مِلِّيطُ تُغَنِّي
    خَرَجَتْ من تحت عباءتها أُنْثَى
    تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها
    وبِيُسْراها تُخْفِي قلب حبيبْ،
    اذ سَاَفَرَ عصراً كالشَّفَقِ الأَحْمَرَ
    نحو بلادٍ لا تعَرفُها،
    ومدائِنَ أخْرى غَارقة في الأحْزَانْ!

    ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ
    لو كان العُمْرُ فَسيحاً في مِحْرابِكَ،
    أو كُنَّا بالحَضْرَةِ
    مُنْقَسِمينَ على الذَّاتِ ومجذوبينْ،
    وبَعثْتَ بهُدْهُدِكَ العَارف بالبُلدانْ،
    ليُنَقِّبَ عن ذاك العاشِقَ، يُحْضِرَه مَخْفُوراً
    ليُقَبِّلَ عينَ المحبوبِ،
    ويُسْقِيهَا خمرةَ باخوسْ،
    لأنَّك يا مولاي
    ترومُ الحبَ وتهفو للإحْسَانْ !
    (5)
    هل جاءكَ بعضُ حديثي
    عن طِفْلٍ تُورقُ عيناه بروقاً
    وقف نحيلاً في مِحرابك
    يَشكو من رَعْدِ الأيَّام و شُحِّ الدُنْيَا
    فَقْرَ الخاطِرِ يَشْكُو وضُمُور الوِجْدَانْ،
    وبِخِصْرِ الأيَّامِ تَعلَّقَ
    يحكِي دوماً سِيرَتَهُ
    فَيُبَّكي الغُرَبَاءَ، ولا نَبْكي
    يَبْكِي ظُلْمَ ذوِي القَُْربى، يَفْتَرِشُ الأحزان!

    من بين ثنايا الكوخِ المَهْجُورْ،
    يَخْرُج بَرْقٌ مِنْ دارفورْ،
    يُزَلْزِلُ عَرْشَ الدُّنْيَا،
    تبدأُ ثَوْرَتُها من عِنْدِ سلاطِينِ الفَوْرْ
    الثورةُ ضِدَّ الظُلْم و ضِد القَهْرْ،
    الثورةُ ضِدَّ فَساد السُّلطانْ!


    (6)
    ما ضَرَّكَ يا مولايْ
    لو أَنَّ العَيْنَ تُكَحِّلُهَا
    من لونِ (الأَبَنوسِ) ورائحةِ )الأنانَاسْ(
    إذ كُنْتَ تُهِيمُ بتركاكا وتُغَنِّي:
    "من نَخلاتِكِ يا حلفا للغَاباتْ ورا تِركاَكا"
    ودَلَفْتَ تُحَدِّقُ في الوادي الأخضَرَ مُنْتشِياً
    لحقولِ الباباي ولِلْبَفْرةْ!
    ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ
    لو أنَّ العُمْرَ طويلٌ فى مَلَكَالْ
    لوهبتْ قطيعَ الثيرانِ مُهُوراَ للفاتنةِ السمراءْ
    وكَسَوْتُ الغابَةَ باللؤْلُؤْ
    ونفيس المُرْجَان!

    (7)
    يا وطَني الشامخْ مِثلَ جبين الشَمْسْ،
    إلي محرابك آتي كالدرويشْ،
    تركُلُنِي الأرجُلُ بالطرقاتْ،
    بالطرقاتِ أؤذِّن مِثْلَ بِلالْ
    وأردِّدُ في سِرِّي ما قالَ الحَلاَّج:
    "ما في هذي الجُبِْة غَيْر الله"
    أفْنِي ذاتي في ذاتِك، في ذاتِ الله !
    وحين توَّحدَ عِشْقي في ذاتِك
    رأيتُ نبيَّ اللهْ،
    ورَشَفْتُ القَهْوَةَ في حَضْرَتِهِ
    خَلَعْتُ رداءَ العَصْرْ،
    وتَوشَّحْتُ ثيابَ العِزَّةِ،
    ثم لَبِسْتُ حَرير العرفان.



    شلالات نياجارا/ نيويورك
    17 نوفمبر 2006 ‏
    في 1972 إنتقلنا من بدين الي البرقيق الثانوية العامة، بكل ذلك التشوق لإرتياد مرحلة اخري، وبكل ذلك الإحساس المتضارب عن السكن في الداخليات، والتعرف علي (غرباء) ليسوا من بدين، وكان للكثيرين منا هي المرة الأولي التي نخرج فيها من الجزيرة، فاذن هو مشروع اغتراب وابتعاد عن الأهل، ذهبنا ونحن نحمل شنط الصفيح، بها قليل من الملابس مع الردة والقميص الكاكي، وكثير من البلح والقرقوش، والبرقيق تقع جغرافياَ في منتصف الطريق تقريباً، ما بين كرمة النزل وأرقو، جنوب كرمة البلد، شرق جزيزة آرتقاشي، وهي منطقة زراعية اساساً، بها احد اقدم واكبر المشاريع الزراعية في الشمالية، وبها ايضاً المستشفي الرئيسية للمنطقة بأكملها، من فَرّيق شمالاً، الي حدود دنقلا جنوباً، والمدرسة، والمستشفي، والمشروع الزراعي، كلها منشآت (استعمارية) من ايام الإنجليز، كانت الفصول، ومكاتب المدرسين، والداخليات، والصفرة، وبيوت المدرسين مبنية بتخطيط جميل جداً، الفصول ومكاتب المدرسين من الناحية الجنوبية، وامامها ساحة لطابور الصباح، وبها مسرح الجمعية الأدبية، وعلي البعد من هناك تري المستشفي بحديقتها الجميلة، ومن خلف هذه المباني من الناحية الشمالية، فسحة كبيرة، بها ميدان كرة السلة، وبها ايضاً مبني صغير مكون من غرفة وبرندة وحمام، كان هو سكن المدرس المشرف والمسئول عن الداخليات، وفي نهاية هذه الفسحة، توجد مباني الداخليات، وخلف الداخليات ميدان كرة القدم، في مساحة كبيرة مفتوحة علي الفضاء، وفي نهاية الداخليات من الناحية الشرقية، المطبخ والصفرة، وعلي مسافة ليست بعيدة تري الترعة، الجدول الرئيسي للمشروع الزراعي، ومن الناحية الغربية للداخليات بفاصل صغير توجد بيوت المدرسين، وكانت المدرسة بكل ملحقاتها تحتل مساحة كبيراً جدأ ، ولذلك لم يكن هناك سور، وعدم وجود سور يعطي المرء احساس بالحرية المكانية، وعدم الإختناق، عرفت الآن انهم بنوا سور شوهوا به منظر المدرسة. بين المدرسة والمستشفي من الناحية الغربية، كان يوجد سوق البرقيق، الذي لم يكن يهمنا منه غير مطعم واحد، كنا نأكل عنده الفول، صباحاً او مساءً، اذا سمحت الإمكانية المادية، التي لم تكن تسمح إلاّ قليلاً.
    عندما كنا (نسافر) من جزيرة بدين الي البرقيق، كنا نضرب مشوار طويل (كداري)، الي مشرع البنطون قصاد كرمة النزل، ثم من كرمة النزل، كنا نأخذ البكاسي، ومن اشهر سواقي البكاسي في ذلك الوقت، محمد محمود. وفي مشرع البنطون ومحطة البكاسي كان يلتقي (الجمعان)، اولاد مدرسة البرقيق، وبنات مدرسة كرمة البلد، هناك كان يتم كثير من حديث العيون ذو الشجون، والفنون، والفتون، العيون الحوراء، والساحرات، والفاترات، والناعسات، والماكرات، والكحلاء، والداعجة، والنجلاء، وعيون المها، والتي تجلب الهوي والسهر، كلها كانت تنطق وتتحدث، وتبتسم وتضحك، وتقول (تعال وتعال، ثم تقول لا لا مافي مجال)، كل هذا والأفواه صامتة،
    أشارت بطرف العين خشية أهلها :...: إشارة محزون ولم تتكلّم
    فأيقنت أنّ الطـّرف قد قـال مرحــباً :...: وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيّم

    وكانت تتم محاولات يائسة لتبادل الرسائل، القصيرة منها والطويلة، الجيدة والركيكة، ثم تتحرك البكاسي نحو الجنوب الي المدارس، فتنزل البنات في كرمة البلد قبل البرقيق، فيحس الشباب بفراغ البكاسي، وفراغ الأفئدة والقلوب، وتبدأ أحلام اليقظة، والإنتظار المشوق للخميسيات القادمة.
    نذكر من المدرسين في تلك الفترة، الناظر فؤاد، والأستاذ عبدالفتاح محمود، ومولانا الأستاذ محمد الحسن محمد موسي، رحمه الله، والأستاذ عبدالله سخانة، ولا اذكر ان جاءنا بهذا اللقب، ام اننا من اكرمناه بها، كان استاذ لغة انجليزية ممتاز، كان اسمراً قصيراً، يدخل الفصل وهو يحمل سوطاً اطول منه، كان يدرس المادة بعشق شديد، يضع اختبارات اللغة بصورة جميلة، مختصرة وشاملة في نفس الوقت، كان يوزع ورقة الإختبار علي الطلبة، وبينما هم مشغولون بالإجابات، يتجول في الفصل، ويراجع عمل كل واحد، ولم يكن يتحمل ان يخطئ الطلبة في الإجابة، فيصلح لك الإجابة الخطأ، كانت مادة اللغة الإنجليزية هي مادتي التي احبها، له التحية والتجلة اينما كان، ان كان ما زال علي قيد الحياة، وله المغفرة، اذا انتقل الي رحمة مولاه. ثم الأستاذ محمد ابراهيم تركمان، والأمين حسن خيري، ومحمد ساتي زيادة، من جزيرة آرتقاشي، كان يمثل جيل جديد من المدرسين المتخلصين من تقاليد المدرسين القديمة، في اللبس والكلام، عرفت انه في مكان ما في امركا، له التحية ، ومحمد ابوبكر، وعبدالماجد سيد طه، ومحمد عبدالقادر قورتي، ويوسف الفرجابي، وجمال عباس، والأستاذ عبدالمجيد، لا اذكر اسمه كاملاً، كان هو المشرف علي الداخليات، ومن الطلبة المميزين والشطار جداً، الأخ محمد عثمان سلامة، الذي تنبأ له الجميع بأول السودان، كان حاد الذكاء، متوقد الذهن، اول المدرسة دون منازع، كانت فيه اشارات لبعض القلق، وعدم الإستقرار النفسي، كان كثير الحركة سريعها، لا يطيق الجلوس لمدة طويلة في مكان واحد، انتقل الي مدرسة دنقلا الثانوية العليا، ثم تحت ظروف غامضة انهي حياته انتحاراً.
    اما المطبخ والصفرة فكانا علي مستوي عال من الأكل الشهي والمتنوع، وكان عمنا خميس من اجود الطباخين، ومن ايام الأكلات المفضلة في الأسبوع يوم الفصوليا، اما اكثرا الأيام الذي كان يتذمر فيه الطلبة فكان يوم (البراطيش)، ملاح الأسود، ومن الطرائف هنا اننا بعد التخرج من البرقيق تفرقنا في المدارس الثانوية العليا، ومن الذين ذهبوا الي كورتي، الأخوة فاروق جمعة، وعبدالرحمن عبدالرحيم، وعندما سافروا الي كورتي توقفوا في احدي المحطات، ودخلوا احد المطاعم، وطلبوا اكلاً، ومن ضمن ما عدده لهم الجرسون كان (مُصقـّع)، وبدا لهم الإسم شهياً، فطلبوه، فإذا بالجرسون يأتيهم بالبراطيش، الذي تركوه خلفهم في البرقيق.

                  

العنوان الكاتب Date
بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس Mohamed fageer01-08-08, 05:26 AM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس محمد سنى دفع الله01-08-08, 06:20 AM
  رد Mohamed fageer01-08-08, 06:36 AM
    Re: رد ثروت سوار الدهب01-08-08, 09:40 AM
      Re: رد مهتدي الخليفة محمد نور01-08-08, 11:05 AM
  رد Mohamed fageer01-08-08, 02:10 PM
    Re: رد الفاتح يسن01-08-08, 04:00 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس عزالدين محمد عثمان01-08-08, 04:46 PM
    Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس على محمد على بشير01-08-08, 06:24 PM
      Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس محمد حامد جمعه01-08-08, 06:30 PM
        Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-08-08, 08:15 PM
          Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس فيصل محمد خليل01-08-08, 10:13 PM
            Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-08-08, 11:30 PM
              Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-08-08, 11:55 PM
    Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس hamid murahid01-09-08, 08:05 AM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس Medhat Osman01-08-08, 11:52 PM
    Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-09-08, 00:02 AM
  رد Mohamed fageer01-09-08, 02:28 AM
  رد Mohamed fageer01-09-08, 02:46 AM
  رد Mohamed fageer01-09-08, 04:04 AM
    Re: رد جعفر عبد المطلب01-09-08, 06:15 AM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس شكرى سليمان ماطوس01-09-08, 07:04 AM
  رد Mohamed fageer01-10-08, 02:48 AM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس منزر احمد بابكر01-10-08, 05:51 AM
    Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-10-08, 12:45 PM
      Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-10-08, 01:18 PM
      Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس جعفر عبد المطلب01-10-08, 09:02 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس محمد عبد الماجد الصايم01-10-08, 01:06 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداة للأستاذ جعـفر عبـاس مهيد01-10-08, 01:53 PM
  رد Mohamed fageer01-10-08, 01:54 PM
    Re: رد عبدالغفار محمد سعيد01-10-08, 02:42 PM
  رد Mohamed fageer01-10-08, 02:57 PM
  رد Mohamed fageer01-10-08, 03:23 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس عزالدين محمد عثمان01-10-08, 03:28 PM
    Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس عبدالغفار محمد سعيد01-10-08, 04:04 PM
      Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس مهتدي الخليفة محمد نور01-10-08, 09:14 PM
        Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس Salah Abdulla01-10-08, 09:52 PM
    Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس hamid murahid01-12-08, 11:25 AM
  رد Mohamed fageer01-11-08, 04:55 AM
    Re: رد hamid murahid01-12-08, 10:57 AM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس عزالدين محمد عثمان01-11-08, 01:58 PM
  رد Mohamed fageer01-12-08, 06:49 AM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس حمزاوي01-12-08, 09:09 AM
  رد Mohamed fageer01-12-08, 09:36 AM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس حمزاوي01-12-08, 10:37 AM
    Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-12-08, 11:56 AM
      Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-12-08, 12:12 PM
        Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس Salah Abdulla01-12-08, 01:50 PM
  رد Mohamed fageer01-12-08, 05:37 PM
    Re: رد عبدالغفار محمد سعيد01-13-08, 04:43 AM
      Re: رد عبدالغفار محمد سعيد01-15-08, 04:55 PM
  رد Mohamed fageer01-13-08, 05:40 AM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس حمزاوي01-13-08, 05:57 AM
  رد Mohamed fageer01-13-08, 07:26 AM
  رد Mohamed fageer01-14-08, 00:07 AM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس حمزاوي01-14-08, 05:54 AM
  رد Mohamed fageer01-14-08, 01:58 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس عزالدين محمد عثمان01-14-08, 02:17 PM
    Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس عبدالأله زمراوي01-14-08, 02:55 PM
  رد Mohamed fageer01-14-08, 06:09 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس ماجدة عوض خوجلى01-14-08, 09:11 PM
  رد Mohamed fageer01-15-08, 02:15 AM
  رد Mohamed fageer01-15-08, 07:38 AM
  رد Mohamed fageer01-16-08, 08:24 AM
  rd Mohamed fageer01-16-08, 02:31 PM
  رد Mohamed fageer01-16-08, 06:33 PM
  rd Mohamed fageer01-17-08, 05:53 AM
    Re: rd hamid murahid01-17-08, 11:15 AM
    Re: rd خالد حاكم01-17-08, 03:47 PM
    Re: rd خالد حاكم01-17-08, 03:56 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس shatat01-17-08, 07:48 PM
  رد Mohamed fageer01-18-08, 02:19 AM
  رد Mohamed fageer01-18-08, 02:55 AM
    Re: رد عبدالغفار محمد سعيد01-19-08, 03:14 AM
  رد Mohamed fageer01-19-08, 05:00 AM
  rd Mohamed fageer01-20-08, 08:11 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-20-08, 11:14 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-20-08, 11:41 PM
    Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-21-08, 00:19 AM
  رد Mohamed fageer01-20-08, 11:52 PM
  رد Mohamed fageer01-20-08, 11:54 PM
  رد Mohamed fageer01-21-08, 00:04 AM
  رد Mohamed fageer01-21-08, 02:16 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-21-08, 04:15 PM
  رد Mohamed fageer01-22-08, 01:11 PM
  رد Mohamed fageer01-24-08, 05:43 AM
  رد Mohamed fageer01-26-08, 05:29 AM
  رد Mohamed fageer01-26-08, 05:51 AM
  rd Mohamed fageer01-26-08, 02:58 PM
  rd Mohamed fageer01-27-08, 02:59 AM
  v] Mohamed fageer01-27-08, 07:09 PM
  rd Mohamed fageer01-28-08, 06:32 AM
  rd Mohamed fageer01-28-08, 01:46 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم01-28-08, 10:30 PM
  رد Mohamed fageer01-30-08, 05:51 AM
  رد Mohamed fageer02-02-08, 05:52 AM
  رد Mohamed fageer02-03-08, 03:31 AM
  رد Mohamed fageer02-03-08, 06:21 AM
    Re: رد Mubarak kunna02-17-08, 10:58 PM
  رد Mohamed fageer02-03-08, 07:12 PM
  Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس خالد حاكم02-03-08, 09:36 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de