|
أوَّل خســـارة فى الخــريف...!!
|
* * *
حينما استبق المطر والأصــيل الى (ميس) الجمال اليومَ
كنتُ أقف أمامهما إماماً يُصلِّى بجنود (طوب أخضر ) مصفوفة،
صنعتُهم بيدىَّ هاتين لأرتقَ بهم ملتقى جدارين يريدان أن
يصبحا غرفة أحــلامى ..!
كان الطقسُ أروع من أن أعدَّ سنينى بديباجة المصرف الكذوبة..
أو أسأل نفسى : لماذا يستبق المرءُ عمرَه ؟
كان يعتصر الدواخلَ ثم ينشرها على حبل الأصــيل ..
اللهَ حين تمارس الدنيا الجمال ..
يا ربى ...
ماذا يحدث لو أنَّ كلَّ جســدٍ - فى العالم - احتضن
سريرةً كهذا الأصيل ؟
لا زلتُ أقف أمام المطر والأصيل وكفِّى تكتب قصيدةً على أطلال
شَعرى ضرورةً فى لغة الجسد عندما تحلِّق روحُه فى سماء الروعة ..
وكادت كفِّى أن تلوِّح لصورةٍ شِعريةٍ تبدَّتْ للخــيال لولا انَّ نصفَ جارتنا (حنان) قد بدا من خلال الباب الموارب .. وقالت مازحة : - الليـــلة يا شاذلى طوبك بِلْحَقْ الصِّحْ ..!!
وأكمل زوجُها (الأمين) من خلفها بشماتة مازحــة :
- وانتَ واقف زى الكركون كدى عاوز تحميهو من المطر ؟
والله بعد شويَّه تلقاهو زىَّ اللقيمات فى الزيت ..!!
فضحكنا ضحكةً انتهازية قفزتْ فوق جسر الغصة الصغيرة وهى تشهق الخسارة ..
وبعد قليل اندلقتْ الســماء وبركتْ الغرفةُ على مشارف عتبة الأحلام
كسفينة صحراء نفق صبرُها فنحرها الظمأ ..!!
وهأنذا أقف أمامها قائلاً :
- ياخ انتى الــ رماك شنو هسَّع ؟
ما العِرِس ده أها .. أها .. ده طرفنا منّو ..!!
إِرْتِحْتى ؟
|
|
|
|
|
|