قريتنا تروى الحكايات ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة شاذلى جعفر شقَّاق(shazaly gafar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2006, 11:39 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    Quote:
    حكى وكلام جميل وكأن المعنى به صديقى غازى كدودة فى المانيا واصل وفى السرعة زيد وان تعب منك جناح اشرب موية وفتة فول وبعدين واصل مع اجمل تحياتى لك ولروعة اثلوبك.

    سيف




    الأخ سيف أهلاً

    حبابك عشرة

    ومرحب بصديقك

    أبقى داخل..

    الكسرة والملاح

    والمويه دميرة ..
                  

04-02-2006, 11:44 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    Quote: تعال بسراع ....

    نحن نشتهى حديثك عن ذاك المكان ...

    رغم ان المكان لم يعد هو المكان ؟؟؟


    الحبيب جمال

    كُليقة سلام


    كل تغيير فى المكان يقابله ثابت فى الذاكرة ..

    وايحاءات من عبق الماضى ..

    تُشكر

                  

04-03-2006, 12:16 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    ريثما همت الغيوم ..
                  

04-17-2006, 08:05 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    (10)


    ملكوت الفجر الصادق :

    (عدل بواسطة shazaly gafar on 04-18-2006, 12:23 PM)

                  

04-17-2006, 08:10 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    Quote: ملكوت الفجر الصادق




    كان (البلوله)يفرك ظهره بابهامه, ويحركه حول الجراح التى تماثلت للشفاء, تلك آثار السياط التى كان يركز لها فى حفلات الاعراس.
    بينما كانت (الخزنه) تلف الكسرة وتضعها على الطبق لتضع بعدئذ عليها الرغيف فى شكل دائرى ,وكانت نظرات البلوله تلتف حول خصر (الخزنه) فى شكل دائرى ايضا,والزغاريد تعبق أجواء الفريق والبخور, لتتعانق عبارات التهانى والترحيب وسط الجموع, وأشلاء القرى المتناثرة تتهافت نحو الفرح بعد أن تجردت من ثياب المشاغل والكفاح اليومى.
    انتهى دور الموائد وجاء دور تتويج العريس والغناء والرقص, وقبيل ذلك كانت الخزنه وصديقتيها الحلوتين داخل الحجرة يتزين ويتجملن استعدادا للحفل الساهر وكانت (الخزنه) تروض خصلة شعرها الجامحة على جبينها الوضاء,لانها تعلم أن البلوله اذ يراها يذوب حبا وهياما.وهنالك عندما كان القمر يشرئب خلف سحابة تائهة كان (البلولة) وأصدقاءه الثلاث يحتسون الخمر خلف (طُندُبة ود البشير) فى ذلك الوادى النضير, فهم لا يحتسون الخمر الا عندما يكون هنالك حفل غنائى فى (الفريق),تسلل ضياء القمر من خلال السحابة التائهة ليراقد ذرات الرمال العارية,وفوح المزارع الهاجعة على صدر النيل يُسكر الطقس فيصير فنانا عبقريا.ولا يزالوا يلتفون حول الخمر كسباع يقضمن فريسة حتى يسمعوا صوت المغنى يصدح بالغناء فيتراقصون من مكانهم كما يتراقص الرمل تحت أقدامهم وكذلك أشجار السلم والسيال وكل الدنيا.. ولم يلبثوا أن دخلوا حلقة الرقص حتى خلعوا جلابيبهم وركزوا للعريس ليضربهم بالسوط على ظهورهم ضرب غرائب الابل ويعرف انهم لن يتحركوا ولن يهتزوا بل ربما استخدموا معه لغة التحدى مثل أن يغمز أحدهم بعينه أو يرفع حاجبه الذى تتكىءُ عليه طاقية الحرير على شفا حفرة من السقوط ولكنها لا تسقط . وكان المهرجان يموج فى حلقة راقصة من أول الليل حتى أول الصباح.
    فغاب القمر وآب مرة أخرى وأبى الا ان ينشر نوره بين الناس وهو كامل الاستدارة , فى تلك الاثناء كان (البلولة) وابن اخته (عصام)_ الذى جاءهم زائرا لبضعة ايام قادما من أطراف العاصمة القومية _واصدقاء الشقاء الثلاث كانوا يتعاطون الحكايات القديمة ونوادر الطفولة, فما فتىء (عصام) أن حدثهم عن فرص العمل فى بلاد المهجر وعن كونها مبنية على الحظوظ. تذكر عندئذ (البلولة )انه تفدم لخطبة الشهادة السودانية أكثر من مرة ولكنها أعرضت عنه .رغم ذلك فقد ابتلع(البلولة) كأسه على مضض وقال لعصام انى لها, فأنا لم اذكر فى حياتى أن صنارتى عادت بلا سمكة ولا شركى قبض الهواء.
    فلم تمض أيام الا وجد (البلولة) نفسه فى بلاد العجم حيث لا الحياة حياة ولا الناس ناس ولا الظروف ظروف, وما أكثر المتاعب التى تعرض لها فى بادىء أمره ولكنه أخيرا استطاع أن يمارس الحياة هناك فحسنت أحواله بعد أن وجد نفسه عامل نظافة فى احدى الشركات الكبرى,فكان كل ما يمسح أثاثات الشركة يمسح غبار الفقر والعدم عن وجه أسرته الكالح,وكلما يحنى ظهره ليغسل أرضية الحمامات كلما ترفع أسرته رأسها وتباهى من حولها,ولعله كان ينفق من عزته ليذل الفقر, فحاول أن يضرب الهم على قفاه بساعات اللهو والمرح فصار يرتاد أحواض السباحة والنوادى والحانات ويقضى ليلة السبت المحمومة مع عشيقته (مادونا) التى رأت فيه رجلا مختلفا عن رجال بلادها لذلك قررت أن تتزوجه ونسى (البلولة) بنت بلده الاصيلة (الخزنة) اثر صدمة الحضارة الغربية التى تعرض لها. ولكنه أفاق منها بعد ان زارت زوجته (مادونا) بلاده .حيث شاهدت لاول مرة فى حياتها المعاناه وتعرفت عليها ,وراودها الشقاء عن نفسها,وضاجعها الحزن فى حضن زوجها,وعضها الأسى فى قلبها,وعرفتمعنى جديدا من معانى الحياة وهو أن يذوب الانسان حتى يعيش انسان آخر, كالطين يُعجن ليصاغ منه طينا جديدا .
    لملمت (مادونا) آمالها مع البلولة وألقت بها فى وجه دنياه وخطفت طفلها الوحيد وحلقت به بعيدا فى دنياها التى فيها معاشها.واخذ البلولة يطالع عصفورته وثمرة فؤاده الوحيد حتى تواريا عن ناظريه.فكل احلامه أصبحت سرابا وظل المال أسرع بالتلاشى,وعندها فقط تذكر (الخزنة)وأخذ فكره ينبشها من ركام الزمن الرمادى.تلك الخزنة القديمة التى أودعها أسرار صباه الأولى,تلك الابتسامة الندية التى تلاشت فى تكشيرة الزمن القبيح, تلك الفداية التىكانت تزين قرط الطبيعة الصاغية,تلك الأسورة التى تموسق أقدام سيرتهما النقية, وهل هى الا حبيبته (الخزنة التى تتوسد الثرى ويتوسدها, بعد ان نهشتها نار الغيرة,وشواها هجر الحبيب للحبيب,رحلت الخزنة ومن اكفانها عطر الصبابة ينضح .
    اِنكفأ (البلولة)على وجهه وبكى بكى حتى خضب قبر الحبيبه بدمع الحرقة والاسى حين لا يجدى الندم ,ويتقلب على جمر الذكرى ويذوب فى بوتقة الحسرة حتى يصير لا شىء.هناك خلف (طُندبة ود البشير) تتهامس الشجيرات وتتعاشر النسيمات ويهيم (البلولة) فى غياهب المجهول حتى كأنه يسمع صوتا يقولانتهى البلولة من حيث بدأ لا غرو فى ذلك انها دوامة الحياة فخذها يا البلولة وضعها (لببا) فىجيد حمار الزمن الاعرج ودعه يجرك فوق شوك الواقع مرتطما بصخور الظروف العتية.
    ولكن لا تنسى ان تغسل قلبك فى نيل الطهر والنقاء ثم أغمسه فى بؤرة النور والايمان ثم أطلقه حرا يحلق فى ملكوت الفجر الصادق.









    قصة قصيرة/ملكوت الفجر الصادق
                  

04-18-2006, 12:26 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    (11)



    أنا القُرقاب ودَّ الصُّلُب ..
                  

04-18-2006, 02:00 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    يا ناس الحِلَّه هوووووووى

    أنا القُرقاب ودَّ الصُّلُب ..

    أنا يا ناس الحِلَّه الما بعرفو ليكم شنو ؟

    أمانةًً تقدِّد عويناتكم ؛ من يومى القعدتَ

    جنبكم هنا ده ، شفتو عَلَىْ حاجة ؟

    أنْضُموا.. قالوا البقر بعرفنَّهن التيران .!

    هنبولكَن آ حريم الحلَّه ..

    وفراغكَن ..وفراغ البلد ..

    وحات أخوى الفَرِدْ ويحيد ..وحاتو هو الـ ما بقطعها فوقو ..

    عايبات لا حدَّكَن ..

    يا ما تخلَّنى أقول لكَن ..

    أمُرْقَن لى لا برَّة

    عشان أورِّيكَن المكشَّن بلا بصله ..

    فرشت ليكن توبى .. وفَرَدتَ ليكَن الوسطانى ..


    أها .. اها أها

    هذه الشتائم التى تلطِّخ آذان القرية كانت شيئاً طبيعياً ..

    لا يخرق العادة ، ولا يخرج عن المألوف ولا يغيِّر مسار الحياة

    ولا يزيد ولا ينقص مقدارُه - يومياً - وهو ينطلق من حنجرة

    (فوزية ) فى عين الضحى ؛ مثله مثل رائحة الكسرى ..

    ودخان الحطب المحروق ، وصوت الفنادك ، ومناغاة الشياه

    لصغارها ، وعراك الفحول ، وسعال العجزة داخل الرواكيب

    ونبش الدجاج لعشاء البارحة ، ودبيب (المسلَّه) بين الضفائر

    وهرولة المراويد بين( المُكحلات ) والعيون الصافية ، تأدية

    (المشلعيبات ) أماناتِها ، وتقاصر الحيطان أمام (الصحون )

    و (الكُوَر) المتبادلة ، وأغنيات (المراحيك) وأُمنيات الفرج

    البعيدة فى انتظار القضيب الممدَّد ...!
    جايى








                  

04-18-2006, 11:57 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    صياحات الحُمَّى و (الهضربة ) والبخور ووصفات

    (الشرقرق) الحنظلية .. ونزف الشفاه الزرقاء

    وانحراف الدموع فى وهاد الخدود المحفورة

    فى شرخ الصبا ...

    وكَى الأطفال على أُمِّ الروءوس ..

    البصير والمصير والنار واليافوخ ..

    الله والعبـــــاد ..

    القصبة للصبية ، والموس للصبايا ، والحبل

    للنساء ، والفقر للرجال ..

    وحصة البذاءة الصباحية لــ (فوزية ) .
    جايى
                  

04-21-2006, 03:38 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    لا تنسى ( فوزية) على تلك القلعة وهى ترغى

    وتزبد عندما تُلقى عليها التحية أن تقول بصوت خفيض :

    - أهلاً آجناى .. حبابك

    ثم تواصل ما كانت عليه بذات الاندفاع والهمة ،

    ليست آبهةً بهدنة السلام ؛ فهى مثل الهدنة

    بين المرحاكة والرَّحى
    ..


    جايى
                  

04-24-2006, 12:57 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    وبعد أن تؤدى دورَها كعنصر من ملامح القرية

    الصباحية ؛ تدخل أىَّ بيتٍ شاءتْ حيث تتناول

    افطارها ثم تتوجه الى حلقة القهوة والودِع

    لتقومَ هناك مقامَ البُن نفسه ،والتمر المبلول

    وسنابل عيش الريف المشويَّة (القَنْقَرْ) ، وفاكهة

    الأُنس ومصدر القهقهات النشوى والصراخ الانثوى ..
    جايى
                  

04-27-2006, 03:10 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    وكانت كثيراً ما تفك بها (الودَّاعية) طلاسمها

    عندما تستعصى عليها قراءة الودع ، كأن تقول :

    - الودع محمِّدِك آ فوزيه

    وربما تشترك فوزية فى التأويل - اذا شاء شيطانُها - ؛

    كانت الودعتان - ذات مرَّة- مترادفتين فوضعت فوزية

    طرف سبَّابتها عليهما ثم ضربت (حليمة) المتكئة

    على العنقريب على صُلبها قائلةً :

    - الليلة فراشك انبلَّ !!

    - هوى آ فوزية بطِّلى حركات ! قصدك شنو يعنى ؟

    ضحكت فوزية حتى طفح فنجانها :

    - وحات اخوى الفَرِد ويحيد ..الليله ان طرتِ للسماء

    فرشك مبلول ..مبلول ..

    وفى الليل يأتى زوج حليمة المسافر دون سابق وعد

    فتبتل أريكتها ، وتصدق رؤية فوزية ...!
    جايى



                  

04-28-2006, 00:33 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    كانت فوزية منطويةً داخل ذلك الكوخ المهترئ ..وكان

    الشتاء فى عنفوانه ؛ يمارس العواء تارةً ، والصفير

    تارةً أُخرى ...

    ثقوب الكوخ تُفضى الى مسام ( فوزية) حتى العظام ..

    والليل يكتم الشهادة وهو شاهدٌ عيان ...

    ثمة كلب مسعور يمتطى أنفَه يبحث عن لحمٍ طرىٍّ يصب فيه جام

    داءه الأعمى ..

    الكوخ المهترئ والليل البهيم ، والجسد المنهك ، والنوم

    العميق رغم الزمهرير ..والعقل الخفيف ، والفخذ الذى ما

    ما غطَّه فخذٌ سوى فخذ الظلام ، وأنياب الكلب المسعور ،

    والقفزةُ المجنونة ..

    فوزية تُطلق رجليها للريح فى عتمة الليل الديّوس ..

    لا تلوى على شئٍ .. لا ترى معالم الطريق ..لن يمن عليها

    عقلها بفكرة الصياح الذى تمارسه الصباح بغية الخلاص

    وفجاءة تغوص قدماها فى هاوية الهواء ريثما ترتطم بالماء

    الآسن ..

    هناك فى قاع البئر المهجورة يسقط (القُرقاب ودَّ الصُّلُب )

    وبالتالى يسقط ملمح من ملامح القرية ؛ نتيجة ليلٍ ديّوس

    وكلبٍ مسعور ؛ لا يرحمان حتى من رُفع عنه القلم ..!!










    وبس


                  

04-29-2006, 01:34 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    (12)


    ود اللبيب بين الطَّرَب والنحيب
                  

04-30-2006, 03:25 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    ود اللبيب ..

    ذلك الثوب الأبيض ..والكُحل الأخضر ..والمركوب الأحمر

    والخاتم الفضىّ ..والناب الذهبى .. والخيزرانة الملساء

    والسَّرج الوثير .. والوجهة المجهولة .. والعمامة التى تجلس

    القرفصاء على رأس يعجُّ بالغناء والهوس .. والتسكُّع بين بيوت

    الأفراح ..

    إنَّ أىَّ فرح لم يُقيم حفلَه ود اللبيب - هناك - لَهُو فرحٌ منقوص ..

    إنَّه ود اللبيب المُغنِّى ..

    حاول والدُه - وهو فى مُقتَبل عمره (ود اللبيب) - أن يجعل منه

    آلةً تحرث الأرض َ وترعى الحقول مثله مثل أقرانه ؛ ولكنه يئس

    من ذلك يومَ أرسله الى (السافل) ليجلب بذور الفول والفاصوليا

    شتاءً فعاد فى موسم حصادها صيفاً ..!!

    فاستخلف الله خيراً فى ابنه الذى قطع عصاتَه لمهنة الغناء ..

    جايى

                  

05-01-2006, 02:08 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    كانت حفلاته تُشعل الليل حتى الصباح ؛ أعناقاً ، وأكتافاً

    وأردافاً، يُسكرها الصوتُ الجميل و(الدَّلُّوكه المحمَّسه ) ..

    وكان ود اللبيب أكثلر ما يتعاطى الغناء ارتجالاً ، الأمر

    الذى يجعله هدفاً مرموقاً للنساء ، لذلك تترى عليه (الشبابيل )

    من كل حدبٍ وصوب حتى يفوق نصيبُه منها نصيب العريس أحياناً ..

    وبالقدر نفسه يتحاشَيْنَه ؛ لأنَّ ذات اللسان الذى يجعل من الفتاة

    منهلاً عذباً يتنافس عليه طُلاَّب الزواج ، يمكن أن يجعل منها بلقعاً

    يتراقص فيه السراب ..

    رُوى عنه ذات مرَّة أنه كان يسترق النظر لفتاةٍ متمنِّعة لم تمنحه

    شبَّالها بل لم ترقص أمامه قط ،ولكنه سمع عنها من خلال الرواة،

    وعندما شعرتْ به ألْقَمتْ أُذنَه ما أثار حفيظتَه فقال :

    سامعين بى جمالك

    قلنا يزيدنا محبَّه

    الذوق والعفاف

    ما نلتى منّو الحبَّه

    العينين بُيُض

    متل التَّكِنَّها شَبَّه

    فوق صدرِك قِرَب

    عار الرَّماهِنْ وخبَّ

    تُبْ فوق الخَمَجْ

    وفوق الرِّبايه السُّبَّه

    فكُتبتْ عليها العنوسه من حنجرة ود اللبيب الهجائية ..!!
    جايى

                  

05-05-2006, 02:34 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    تلقَّى ود اللبيب نبأَ وفاةِِِِِِِِِ أبيه بين الرمية والأغنية الأُولى

    فى إحدى حفلاته ,,وفى اليوم التالى تجمَّعت زمرةٌ من ملهماته

    ومؤجِّجات حفلاته لتقديم العزاء له ..

    - تعال آ ولد هوى ..

    أمِشْ ناغم لنا وداللبيب ‘ قولّو فى حريم

    هناك دايرات يعزنَّك فى ابوك ..

    ترك ود اللبيب عمامته على ( البِرِش) وجاء كاشف الرأس حافى

    القدمين ، عليه شئٌ من غبرة الحزن وبعض ملامح الرَّهَق والإعياء

    جرَّاء تلقيه التعازى ليلَ نهار ..

    جايى
                  

05-09-2006, 01:12 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    ولكنه ما أن دنا منهن خلف الديار ؛حتى

    اهتاجه شوق القصيد وحرَّك شيطانُه المهيض

    ذيلَ غناءِه ليس آبهاً بالمقام ، وانطلقت

    عينُه قدَّامه نحو ردفٍ يفترش الرمال ، أو

    ثوبٍ يُشَدُّ الى الخصر ، أو (مُقنع ) يصارع

    الهواء ، أو طرف ثوب يُلقى على العاتق ،

    أو آخر يُدَسُّ تحت الإبط أو يسدل على الصدر،

    ولمَّا رأيْنَه على بُعد مسمعهن ؛ واربن الشفاه

    على الثرثرة ..رسمن على وجوههن - تكلُّفاً-

    قسمات الجِديَّة .. صبغن خدودَهن - تصنُّعاً -

    بوقار العزاء ..تهامسن ودفعن بالتى بينها

    وبينه أكبر مما بينهن وبينه الى الأمام ..

    ولكن ود اللبيب انتفض ثم ضرب كفَّه بالأُخرى

    موقِّعاً لحنَه المُرتجَل :

    الدايره تعزِّينى

    تعوم وتلاقينى

    وشبَّاله تدّينى

    أنا جِنّى

    ما داير يخلِّينى

    انشاء الله مايخلِّينى

    الـ أصلو ما مامخلِّينى

    جايى

                  

05-09-2006, 02:40 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    وبعد تردُّد قليل حلَّت - تلك التى بينه وبينها أكبر مما

    بينهن وبينه - ضفيرتها ومالت نحوه راقصةً ، ومثلها فعلت

    صويحباتها ، وتدفَّقن نحوه كعقدٍ نضيد ..

    هناك فى الجانب الرجالى يضع أحدُهم كفَّه فوق حاجبيه يتقى

    أشعَّة الشمس حتى يرى عجايب ود اللبيب ويقول :

    - الله يخُتَّها عليك آ ود اللبيب

    شرطت عينا الله يشرط عينك ..

    - مالك آ زول ..تكورك مالك .. فى شنو ؟

    - ود اللبيب ..

    - مالو ود القشِير ؟

    - يرقص فى نُص الحريم أب قلباً مكفى ..

    وابوهو لا هسَّع عنقريبو مكفى ..!!

    - أمِشْ حصِّلو .. راجى شنو ؟

    الرجل بحاول أن يُمسك ود اللبيب من تلابيبه قائلاً :

    - هوى آ المطرطَش ده ...انت اتخبلتَ فى عقلك والاَّ شنو ؟

    فى زول راجيك .. عاوز يعزِّيك فى ابوك ..!!

    - فِكْ ياخ ..

    أمِشْ قول ليهو مات فوقِنْ

    حلاتِن هِن حلاة ذوقِنْ

    قصيباتى السَّمِحْ روقِنْ

    يكُرَّنْ فوقى واسوقِنْ

    رويحتى الـ تبقى ماروقِنْ

    أبوى عارفنى معشوقِنْ

    وحاتِن هِنْ وحات طوقِنْ

    أبوى سبَّلتو شان شوقِنْ

    أرَحْ

    أرَحْ

    أرَحْ


    أرَح يا قُمْرِيات قوقِنْ











    وبس




                  

05-10-2006, 03:32 AM

gamal elsadig
<agamal elsadig
تاريخ التسجيل: 07-07-2005
مجموع المشاركات: 3076

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    الشادلي :

    طولنا منك آالحبيب

    أرَحْ

    أرَحْ

    أرَحْ

    لا قدام ...


    ( لك كنتوش بقنية ) ومودتي


    جمال
                  

05-12-2006, 03:07 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: gamal elsadig)

    Quote: الشادلي :

    طولنا منك آالحبيب

    أرَحْ

    أرَحْ

    أرَحْ

    لا قدام ...


    ( لك كنتوش بقنية ) ومودتي



    جمال اخوى

    وليك ( كبروس ) غُباشه ..

    و (بُخسة) سمن ..

    ( وشربوت) ملخبت بى ( كوجو مُرو )

    والحب كله
                  

05-26-2006, 00:45 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    ريثما تنحنحتْ القرية ..
                  

06-02-2006, 12:14 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    (13)


    دُكَّان ودَّ النّور ..
                  

06-02-2006, 01:37 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    كان عمرى يسمح لى بالجرى من بيتنا الى الدكان

    وأنا أُردِّد سِرَّاً - وأحيانا جهراً - ما سأبتاعه نقداً ..

    والعلبةُ الكبيرةُ تبتلع العلبةَ الصغيرةَ وهى تتلمَّظ

    (أم قرشين ) و (التعريفة ) ..

    وأنا أُردِّد ..رطل سكر ...نُص وقية شاى ... أندروس ...

    جردقة ... حبوب أطفال ...

    فرقعة العُملة المعدنية داخل العلبة ، ووقع قدَمىَّ

    الحافيتين فى الزقاق .. وفُندُك البُن .. وسعال عجوزٍ

    يدُقُّ الحَلْفا (بالمُدْقاق ) أو يفتل الحِبال .. وصراخ

    صبايا يلعبن (حفيرة حفيرة ) داخل الراكوبة ، أو صبية

    يلعبون ( الطاب ) تحت شجرة السيَّالة .. وثمَّة أصوات من

    هنا وهناك تصدرها القرية فى تلك القيلولة الغائظة ..
    جايى
                  

06-02-2006, 03:15 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    وعندما دنوتُ من الدكان ؛ تجرَّدتُ من كل حركة

    الاَّ أنفاسى اللاهثة ..

    لأنَّ التاجرَ ودَّ النور كان قاسياً حدَّ الغلظة مع

    الأطفال المُرسَلين اليه ..

    كيف لا وهو صاحب المتجر الوحيد بالقرية ، وهو

    ما توءول اليه جميع المحاصيل الزراعية فى نهاية

    الموسم مقابل الدَّيْن اللعين ..

    ألا ما أقبح قهر الرجال وغلبة الدَّيْن ..!!

    وما أسوأ أن يكون السوق حكراً على أحد ..!!

    أو ربما كانت هذه الفظاظة لأنَّه - رغم الثراء -

    لم يُرزق بطفلٍ يعلِّمه كيف يلاطف الأطفال ..

    لم يكن ودَّ النور صاحب الدكان الوحيد فحسب ؛ بل

    كان صاحب (المذياع) الوحيد بالقرية ..!!

    فما أروع أُمسية الجمعة ..!

    عندما تُلقى القريةُ معاولَها ومحاريثها ، وتغتسل من

    رَهَق النهار المُضنى لتفترش الرمال - أمام المذياع -

    وهى تستمع الى ( ربوع السودان ) ..

    المذياع فى علياءِه يرتدى قميصَه الأخضر .. والتاجر على

    عنقريب (الهبَّابى ) يجلس القرفصاء ..ينهر هذا و يشتم ذاك ..

    والقرية كلها آذانٌ صاغية .. لما لا ؟ وهى تمارس الطرب الجميل ..

    جايى
                  

06-05-2006, 05:02 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    ولعل من المهام الشَّاقة جداً التعامل مع ود النور بعد الفطور ..

    فاذا كان نائماً لا يسمح لأىِّ زبون كان إيقاظه بأىِّ حالٍ من الأحوال ..

    فالويلُ كلّ الويل لمن يجرؤ على ذلك ..

    ولأنَّ شيطنة الطفولة لا تروضها شكيمة؛ فقد وقف عبد العظيم (عليطى )

    ذات مرَّةٍ أمام ود النور المتناوم ؛ فسعل وتنحنح ، ولكن الرجل

    لم يحرِّك ساكناً ، فما كان منه الاَّ أ، هزَّ العلبة محرِّكاً النقودَ المعدنية

    داخلها حتى قفز التاجر كالملدوغ ؛ فألقم (عليطى ) المركوبَ قائلاً :

    قلَّ اللهُ أدبك ...يا عديم التربية ..

    وفى إحدى العشيات جاءه مالك (رُكُن ) لاهثاً ؛وبينما كان يزن له طلبَه

    فقد سعل ( رُكُن ) فانطفأ الفانوس ؛ فانهلَّ عليه ضرباً بكفَّةِ الميزان

    وهو يردِّد قوله المأثور :

    قلَّ اللهُ أدبك ... يا عديم التربية ..

    قلتُ فى نفسى وأنا أقف أمامه الحمد لله الغول لم يكن نائماً ..!

    ولكن عندما مددتُ اليه النقود ؛ أشاح عنى بعد أن بصق قوله المأثور

    وهو يطنطن :

    ده زمن بيع ده ..؟

    أدركتُ عندها أنَّ الرجلَ منهمكٌ فى الإستماع لنشرةِ الأموات ..!!

    يا ربى .. من قال أنَّ نشرة الأموات هى أهمَّ ما تقدِّمه

    الإذاعــــة ..؟؟


    جايى



                  

06-05-2006, 05:32 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    وبعد قليل انتفض ود النور كأنَّ به مسٌّ من الجن ؛ وأخذ

    يقلِّب كفَّيه :

    لا حــول ولا قــوة الاَّ بالله ..

    إنَّا لله وإنَّا اليه راجعون

    مدَّت زوجته رأسها :

    - ده منو يا الحاج ؟

    - شيخ الطريقة ..

    - حَىْ الليلة .. حَىْ الليلة ..حَىْ الليلة ..

    وووب .. وووب .. وووب ..

    فاندلقتْ نحوها القرية نساءً ورجالاً وأطفالاً ..

    وجيئَ بــ (النقَّارة ) و ( الطشت ) ملآن بالماء وداخله القرعة

    و ( طشت ) آخر ملآن بالرماد .. وعُزفت المناحات ..

    وتماسكت النساءُ معفِّراتٍ روءوسهنَّ بالرماد وهنَّ يردحن ، ويهززن

    بالسيوف والسكاكين :

    حَىْ ووب ..حَىْ ووب .. حَىْ ووب ..

    والحشمةُ محصورةٌ فى تشبُّث ( القراقيب ) بالخصور ليس آبهةً

    بتقافز الأثداءِ ، وتطاير الضفائر ..

    يا ربــى .. ماالفرقُ بين دقِّ الطبول وضرب القرع داخل الماء ..؟

    وما الفرقُ بين الرقص والجزع ؟

    وما الفرق بين الحزن والطرب ؟

    لم تترَ هذه الأسئلة على ذهنٍ لمَّا يزل صافياً.. لم تعتريه

    صروف الليالى بعد ، ولم تنادمه بناتُ الدهر على خمر الفجيعة ..

    تقول أُمى : كم كنتَ شقياً ومشاكساً !! ففى وفاة جَدِّك (ادريس)

    كنتَ تصيح وسط ولولة النساء :

    يمَّه هسَّع الناس ديل كان خلّوا البكا ده وبقوا يغنّوا مالو ..؟؟

    لا زالت المناحة ترقص أمام دكان ود النور ، ونحن أطفال القرية

    نتعاطى هذه الايقاعات بطعم الطرب على خلاف ما يتعاطاها الكبار ..

    فكم رقصنا .. ونقزنا .. ولهونا .. ومرحنا ..

    ولمَّا بحَّتْ أصوات النائحات ، ونفد الرماد ، وقاض الماء

    واعتذر القرع عن العويل ، وانفضَّ الجمع ، وقُضى الأمرُ ؛ هرعتُ

    الى بيتنا .. وعند الباب الموارب ؛ فرقعتْ (ام قرشين )

    و (التعريفة ) داخل العلبة الصغيرة التى تبتلعها العلبة الكبيرة

    فى ركن ذاكرتى القصى ..

    أيقنتُ عندها أننى مقبلٌ على (علقة ) تاريخية لن أنساها أبدا ..






    وبس
                  

06-08-2006, 12:02 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    (14)


    توب المَرْقَة
                  

06-13-2006, 11:45 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    كانت فارعة القوام مترجرجة الأرداف ..إذا

    نظرتْ ؛ أغوتْ ، وإذا لهجتْ ؛ أسكرتْ ..

    التبرُّج ديدنُها دائماً ، الحشمةُ والحجاب - فى

    نظرها- خصماً على جمالها الذى حباها به الله

    عِوضاً عن الإنجاب ، وزواجها غير الموفَّق من رجلٍ عوير

    اسمه(البردان) رغم أنَّها لا تستبدله بعشرة من فحول

    القرية على السرير ..

    وإذا رقصت ؛ خرجت النساءُ من حلقة الرقص غير مأسوفٍ

    عليهنَّ ، وغذا زغردتْ ؛ التهم صوتُها الموسيقى سائر

    الزغاريد ،و إذا طبختْ فى المناسبات ؛ عرف الرجالُ

    طبيخها وحفَّزوها على ذلك بالثناء .. كذلك لا تستطيع أى

    امرأة أن تبزها فى صناعة الحلو مُر ، والشربوت ، والكعك

    والبسكويت ، وتحضير الدلكة ، والخُمرة ، والعـــرائس ..

    لذلك كلِّه كانوا يسمونها ( توب المرْقَة) ؛ لأنَّها تمثِّل

    وجه القرية الحسن أمام الضيوف ..

    جايى
                  

06-17-2006, 01:08 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    العمدة الخبيث كان معجباً بها حدَّ الهــيام..

    اسمها لا يبارح شفتيه أبداً، متذرعــاً بتدبيرها

    للشئون النسوية بالقرية ..

    وكان اذا استدعى الأمر ترحيل رجال ونساء القرية

    على عربته (اللورى) دائماً ما يفرد مساحةً لـ (توب المرقة)

    لتجلسَ قربه فى كنبة (السوَّاق) ..بينما تركب زرجته مع بقية

    النســاء على متن اللورى ؛ بعد أن يُشرف بنفسه على ركوب النساء

    إذ يتثنَّى له اختلاس النظر الملامسة ....( ياولد هوى افتح باب الشَّبَك

    المَرَة تقيلة ما بتقدر تركب باللستك ) ..

    إنَّ مروءته تقتصر على رفع النساء من تحت .. ثم انتهار أحد الرجال

    لسحبهن الى أعلى ,, وهكذا والغيرة المشتعلة تأكل قلبَ زوجتِه ولــكن

    ما باليد حيلة ..إنَّه العمدة وكفى ..!

    وبينما كانت زوجته وصديقتها تشرفان على النساءِ اللآئى يحصدن ثمار الجروف

    من اللوبيا ، والحمص ، والعدسى ، الذرة الشامية ، و...

    لكزت الصديقةُ زوجةَ العمدة ثم غمزت بعينيها مشيرةً الى النـــهر :

    - شايفة الوَرَل ؟

    - سجمى وينو ؟

    - بين فخذَىْ (البردان) .. ( البردان كان يخرج عارياً من النهر بعد

    أن استحم ) ..

    - وووب علينا ..القيامة دى كلها وبعد داك ولادة مافى ؟

    - يا مَرَة قولى ماشاء الله ما تسحرى الورل أ أ أقصد ما تسحرى

    الراجل على مرتو ..!

    فقالت وهى تشهق بعد أن أفرغتْ ضحكتها- بنبرة حزينة- :

    - أسحر ليهو شنو ؟ العمدة ساكن سكن مع (توب المرقة )

    ما بجينى الاَّ تلوت الليالى .. والخملة ده غير الحوامه

    بالدكاكين والزحيح فى الضلله ما عندو شغله ..!! لكين ..

    - لكن شنو ؟ هووووى ...أنا عارفاك من تِتنَّحى كدى ..معناها

    نويتى على على حاجة !

    - الطريقة الــ تجيب لى الورل ده لى حدِّى هنا شنو ؟

    - دى خلّيها عَلى أنا ..أمانة ما اجيبو ليك ساعة ساعة !

    وكمان ما تشوفي عوارتو دى ..والله فى الحاجات دى

    خشمو وهو سيدو ..أسألينى انا دى !!
    جايى










                  

06-22-2006, 07:28 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    فاستدرجتاه حتى أوصلتاه الخدر الحصين

    فى نفس الســاعة التى يتسلَّل فيها العمدة

    الى سرير ( توب المرقة ) ..

    ولــكن لســـوء الطالــع فقد عاد العمدة

    فى ذلك اليوم - على غير عادته - باكراً

    ثم ألقى جسمَه على السرير صائحاً :

    - يا مَرَة ناولينى توب المرقة ده .. أ أ أقصد

    توب الغطا ده ..!!

    - مالَك آ راجل متل البردان كدى ..؟

    سمع (البردان) طرف الحديث فجاء من داخل الغرفة

    وهو يحمل سرواله :

    - عَلَىْ الطلاق آ حضرة العمدة انت زيَّك الله ما خلقو !

    انت الــ زيَّك منو ؟؟

    ثم انطلق مخلِّفاً مركوبه فى بيت العمدة

    ليرتدى سرواله فى آخر الزقــــاق ..!!!










    وبس
                  

07-19-2006, 04:37 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    (15)



    ملِّحــيها جــيبيهــأ ..!
                  

07-19-2006, 05:41 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    بعد أن سُفك دمُ الشمسِ وتفرَّق بين الظــلام ؛ جــاء محمد ابراهيم

    من مزرعته مخلِّفاً وراءه فروضاً لم تنقضِ، وجداولَ لم يرعوِ خريرُها

    وغرســاً جديداً ينتظر نصيبَه من السُّقــيا .. ودَيْناًمن الرَّهقِ المؤجَّل

    سينتظره عند بوابة الفجــر الجديد..

    انها بدايةُ المــوسم الزراعى (البوقة) ...وليس طعم (البوقة )

    كطعــم الحـــصاد ..!

    جايى
                  

07-20-2006, 12:54 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    كان محمد ابراهيم - فى ذلك الغروب - دهمةً تبحث عن أصدقاء

    النهار ؛ الواسوق - المنجل - الطورية - النجَّامــة ليدسَّهـا

    بين الحشائش و التقانِت والكركِّى أمـانةً فى ذِمَّة الليل حتى

    الصباح ؛ وديعةً فى ضمــير الهمهمة والتحصين .. و لسان الفكر

    يتنحنح لإلقاء خطبة الأحزان .. همَّ أن يخاطب النهر ولكنَّ النهرَ

    فى شغل عن حاسة السمع ؛ لأنَّه يمارس الإصغاء نهــاراً ويرفع صوتَه

    ليلاً .. لتُنشِدَ الأمــواجُ أهــازيج السُّرى وأغنيات الرحيل .. قال

    وهــو يخلِّل لحيتَه : هــذا العــام الجائعُ أدخل رأسَه فى جُرَّتــى

    الخاوية ... من يحمل عنى تكلفةَ المــوسم الجــديد ..؟!

    هــذه الأرضُ الشبقى لا يهمهــا من أين آتيها بالببذرة اللقــأح

    ونطفة الــوقود بقد ما يهمها الخــصب و النمـــاء ..

    آه من أؤلئك الذين يسومونكَ جيبهم بحصادك ..وراحتهم بكدِّكَ ..

    وشبابهم بشيخوختك .. وربحهم بخسارتك .. وأضاف مبتسماً :

    وأزاوجهم بزوجك ..!

    فلو كانت المقاييس عدلاً لتبدَّلت الأدوار ..

    آه لو كان ابنى ...

    وعندما دخل البيت على مطيَّة الجوع والرَّهَق والهمّ ؛ بادرته زوجه صائحةً :

    - هيا الحاج الليلة ما شفتَ (الفاتح) وليدنا ..!

    - هو الفاتح جا ؟

    - لا ..لا .. عِلاَّ هدا لك .. وهدا لى مدحة فى الرادى ..

    - مدحـــة ؟

    - آ أىْ .. ديك يا المدحة ..

    قال بسخرية جائعة :

    - ملِّحــيها جيبيها

    ملّحيها جيبيهـا ..!!




    وبس
                  

07-23-2006, 01:10 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    ريثما تنحنحت القرية
                  

08-12-2006, 10:47 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    (16)


    ( ديــك )كـلتـــــوم
                  

08-13-2006, 01:30 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    كان ديكاً ضخماً ؛ فلولا حاجةُ الدجاجات الماسة لممارسة

    الحياة لم خفضتْ له (فرّوجةٌ) واحدةٌ جناح الذُّل ..!

    رِجْلُه اليمنى هى التى تنبش الثرى ، وتزرع الخطوة الأولى ..

    ومسحةُ منقاره اليمنى هى التى تخلِّصه مما عَلِق فيه ..

    كان ديكــاً يمينيَّاً حتى الصياح ..!

    فجناحُه الأيمن هو ما يبتدر انتفاضة الصياح الموقوتة

    ثم يدور يميناً - كجندىٍّ منصرِفٍ الى استراحة - ليعتقَ صوتَه

    الندىَّ من فوق (راكوبة) كلتوم ؛ ليس آبهاً بتناغم الدّيكة بعده..

    ولا غرو فى ذلك وهى التى تتحاشى عراكَه ،و بل تفسح له طريق

    القوت والفراريج ..!






                  

08-13-2006, 04:53 AM

gamal elsadig
<agamal elsadig
تاريخ التسجيل: 07-07-2005
مجموع المشاركات: 3076

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    .
    ..
    رجعنالك رجوع القمره لوطن القماري







    .
                  

08-13-2006, 09:14 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: gamal elsadig)

    الأخ جمال

    جروف من السلام المفرهد

    وين انت يا زول يا رائع؟

    كم كنت أتمنى لقياك (خرطومياً)

    اللقاء القادم - انشاء الله نرتِّب ليهو من (ضَوْ) ..

    الغنوة الحلوة دى -عندى - بتنقطع وانا يا دوب أكون (استمخّيت)!

    دى مشكلتى انا والاَّ من شيتاً كُتُر ؟

    كدى شوفها يا رفيق ..

    تحياتى
                  

08-13-2006, 09:57 AM

gamal elsadig
<agamal elsadig
تاريخ التسجيل: 07-07-2005
مجموع المشاركات: 3076

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    .
    الشادلي أخوي

    والله مشتاقين ليك وللقرية وحكاويها ...علا المشاغل هي بس الحاميانا

    حقيقة انا ايضا اتمنى لقائك ، وباقي لي فجتك البتشرب فيها الشاي دي

    قريبة منى خلاص .....




    الغنوة الحلوة الليلة البنيات الحلوات البلابل ...

    واكيد المشكلة مامشكلتك بس بتكون من (الداهي) الاسمو الكمبيوتر

    وبرنامج RealPlayer بس انت اعمل تنزيل للبرنامج وانشاء الله حتسمع

    كل الاغاني الحلوة ..

    الشادلي بجيك صادي عشان اسمع كل حكاويك السمحة بالحليل

    وناسا كتار مستمتعين وعايشين معاك في الحلة دي من البحر ولافوق

    ومن قدام ولا وراء


    ..
                  

08-14-2006, 01:58 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: gamal elsadig)

    .
    Quote: الشادلي أخوي

    والله مشتاقين ليك وللقرية وحكاويها ...علا المشاغل هي بس الحاميانا

    حقيقة انا ايضا اتمنى لقائك ، وباقي لي فجتك البتشرب فيها الشاي دي

    قريبة منى خلاص .....



    نان آ جنى ما تختِف كراعك ..

    وتجى لا عند أخوك ..

    Quote: الغنوة الحلوة الليلة البنيات الحلوات البلابل ...

    واكيد المشكلة مامشكلتك بس بتكون من (الداهي) الاسمو الكمبيوتر

    وبرنامج RealPlayer بس انت اعمل تنزيل للبرنامج وانشاء الله حتسمع

    كل الاغاني الحلوة ..


    الداهى ركن فى البدايه عِلاَّ استعدل ..

    والله كان شفته (البنيات) ديل بسوًّن فينى جنس سُوا ! شكراً يا جميل ..

    بالمناسبة رسِّل لى تلفونك بى هناك ..

    وسلِّم لى على ناس الحلة كلَّهم التحت والفوق الــ (ليهم الله وعيشة الســـوق ..) ..
                  

08-13-2006, 09:27 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    وفى المهرجان المدرسى السنوى وقف عند باب كلتوم

    أكثر من طالبٍ يطلب منها ديكها ؛ لينافس به فى مسابقة

    سباق الديكة بجانب سباق (الشوَّالات )، ولعبة (الملعقة و

    الليمونة) ، والكراسى ، وغيرهـــا ..

    وفد رسى المزاد على طالب( عفريت ) يستخدم يده اليسرى ، ممنيَّاً

    نفسه بجائزة السباق الثمينة، ولكن خابت آماله حين أخذ الديك

    (يبرطع) فى الهواء و (يكاكى) بلا جدوى فحقَّق مرتبة (الطيش) بلا منازع ..!

    وحينما علمت كلتوم بذلك سألت الطالب بلثغثها العجيبة :

    - انت لبطتو من تراعو ياتها فيهن ؟

    - ربطتو من كرعو اليمين ..

    انت معفَّل ..ديتى ده إيمَنِى إيمنى !!
    جايى
                  

08-14-2006, 01:42 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    ولم تتردَّد كلتوم - ذات مرَّة - عندما طلبت منها جارتها

    (سكينة) استلاف الدّيك ليعاشر (فرّوجتها) ذائغة العينين ..!

    وما ان دنا ديك كلتوم من فروجة سكينة ؛ حتى بسطت الفروجة

    جناحيها وألصقتْ جانبها الأيسر على الجدار ، فحار الديك اليمينى

    وأخذ يحاول القفز على الفروجة مراراً دون فائدة ؛ فقالت سكينة

    وهى تلقف لعابها :

    - شحتفتَ روحها الله يشحتِف روحك ..!!

    ولكن كلتوم رفعت رأسها فوق الحائط مدافعةً عن ديكها :

    - أمْلُديها ليهو لا بلاَّ تَدِى ..تان ما ولاَّهــا ليتى نَدْم الضُّهُلْ ..

    وعندما انتهرتْ سكينة الفروجة الى الخارج ؛ اعتصرها الديك حتى

    استغاثتْ المرأةُ وسط ضحكة كلتوم المتباهية ..!!

    قرَّر (الشيخ ودَّ اللمين) أن يشترى ديك كلتوم رغم تمسكها به ... وبعد

    كتير من المساومة والإغراء استطاع أن يبتاعه منها .. ولكن الديك قضى يوماً

    كاملاً دون أن يتجاوب مع (الشيخ) ... يقدِّم له الحَبَّ فلا يأتيه ؛ فيناديه متودِّداً:

    كُتْ كُتْ كُتْ كُتْ فلا يعيره اهتمامــاً ..

    ولكن الشيخ ودَّ اللمين (العفريت) تذكِّر فجأةً لثغة (كلتوم ) العجيبة فــأخذ

    ينادى الديك :

    تُتْ تُتْ تُتْ تُتْ .. وعندما سمع الديك هـــذا النداء

    أقبل عليه مُلبيَّاً بين الجرى والطيران ...!!!

    إنَّه ديك كلتوم .....




    وبس




                  

08-21-2006, 04:52 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    Quote: ريثما تنحنحت القرية
                  

09-18-2006, 02:00 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    (17)




    حـسـن (كَـرْكـاسـه)
                  

09-19-2006, 00:18 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    فى موسم الزواج الذى يواكب موسم الحصاد ؛ تبْيضَّ

    الجلابيب ، وتميل (الطواقى) صوب الحواجب - بعد أن كان

    موقعها منتصف الرأس - وتنتفخ الجيوب بالأوراق ، وتلمع

    المراكيب الجديدة ، وتفوح العطور الرجالية ...

    وعلى الصعيد الآخر ترتدى الأصائلُ الأثواب القشيبة

    وتتصيَّد العيونُ السيقان اللامعة ، والضفائر الجمَّاحة من بين

    أسراب الفتيات اللائى يتدفَّقن صوب النهر كلَّ مساء؛ اما لجلب الماء

    أو حطب الوقود ، وفى ذلك متنَفَّسٌ وفسحةٌ لقلوبٍ تشتهى أن تنبض حباً

    رغم سمَّاعة الرقيب ..!!


    جايى
                  

09-20-2006, 07:06 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    وآذان تلتقط اخبار الخطبة والزواج فى قريةٍ لا يعرف

    الكتمانُ لها سبيلا ..!

    قريةٍ تُسمِّى حتى مَن عطس أو تنحنح داخل داره ..

    قريةٍ قريةٍ تزور مريضَها الافتراضى الذى وشى به (بخور التيمان) ..!

    ما انفتح فمٌ الا والتهمته أُذنٌ جائعة ؛ حتى يُخيَّل لك أن الأخبار

    كلها تجرى على لازم الفائدة ..

    وفى تلك الصبيحة مسحتْ القريةُ عينيها على نادرة (حسن كَرْكاسه)

    وهو شاب لا يعرف عن الحياة وشئونها الا القليل النَّذر ..ولكنه كان حازقاً

    فى صيانة الوابورات (اللستر) - مهنة أبيه - وحراثة الأرض وتجويدها ، ومعالجة

    اطارات العربات القديمة حتى تقضى ما تبقى من عمرها اطاراتٍ للحناطير ..!
    جايى
                  

09-27-2006, 03:22 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    ورغم بُعد حسن كركاسه عن مجتمعه وأفراحه وأتراحه فقد قرَّر ان يتزوَّج هذا

    العام فى زفَّة الزواج الجماعى متحديَّاً السؤال الكبير : من التى تقبل به زوجاً ؟ ..

    حيث طفق أبوه يطرق الأبواب ؛ وفى كل خيبة يقول الأب :

    - ما عندك فيها قسمة آ حسن ولدى ، البِتْ رفضتْ ..

    فيرد حسن :

    - مافى عوجة بنلقى غيرها ..

    وفى كل مرة يحاول الأب أن ينتقى من تتناسب وابنه متنازلاً عن كثير من الصفات معتمداً الاغراء فى بعض الأحيان ، حتى وقعت يده على

    (بِتْ بريقع )ىفوافقت دون جهدٍ يُذكر ..

    ولكن ...
    جايى
                  

09-27-2006, 07:17 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    قلتُ مسحتْ القريةُ عينيها على ضحك النساء أمام جزارة (المحيسى) ...

    وكانت (بلاَّله بِت الناظر) أطولهن قامةً ، وأبدنهن جسماً ، ووأقصرهن قميصاً

    متفلِّتة الثوب ، عارية الساقين ، فائحة الطلح ، بادية الحناء ..تضحك وهى تمسح دموعها : والله

    يا حسن كركاسه حكايتك حكاية ..!

    يقول (المحيسى )الجزَّار وهو يسِنُّ سكينه :

    - بلاَّله ما تْودِّرى نهارنا ياخ ! دايرة كوم والاَّ نُص كوم ..؟

    - أوَّل حاجه انت الضَّابحو ده ضكر والاَّ انتايه ؟

    - ضكر ..

    ورِّينى العلامة يا خوى ..!

    كانت بلاَّله ومعها أُخريات لا يأكلن لحم الذبيح الأنثى ؛ أو يُبدين ذلك تظاهراً بالرِفعة والتميُّيز

    أو ايهاماً بأنَّ نفوسهن تعِفُّ عن أكل الاناث ، أو لا أدرى لماذا ..!

    لم يتردَّد (المحيسى) فى رفع خصيَتَىْ الخروف ..قال وهو يلوِّح بهما :

    - أها تانى عندِك كلام ..؟

    جايى
                  

09-27-2006, 07:46 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    قالت بلاَّله وهى تلملم لحمها :

    - ما خلّيتنى تمّيت ليكم قصة حسن كركاسه ..

    - أها بعد البِت وافقت تانى شنو ؟

    - لا حدِّى البارح البت رضيانة ..بس بالليل قالت ليهم السما قريب كان أعرِّس ليكم حسن كركاسه ..!

    - طيِّب باكر العقد الجماعى ، الناس ديل ح يعملو شنو ؟

    - ما هى دى القصة ذاتها ؛ انت عارف حسن كركاسه قال لى ابوهو شنو؟

    - قال شنو مال التمباك ؟

    - شوف يا ابوى أوعى تفوِّتونى الجماعة !!

    أعقدوا لى معاهم ..ال مرة هينة بِتِتْلقى ..!!!!!!!






    وبس ..
                  

10-11-2006, 02:38 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    (1

    خَرَف (وَّدَّ الِّلســـيد )
                  

10-11-2006, 12:44 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    هو جدُّ (اِّللسيداب) تلك الشرازم التى تتمركز بين الوادى والجبل

    فى ذلك المنعطف الخلوى القصى ؛ دروبٌ عذراوات ... وقممٌ غير مطروقة

    وأشلاء خيامٍ .. وبيوت من الشَّعَر ورواكيب ممزَّعة .. ونوق مشكولة تمشِّط

    مفارقَ الأشجار وتمضغ الأشواكَ (كاللبان) ...

    جماعات من الدجاج - فى رفقة صغارها - تنبش مرابطَ المطىِّ والدواب..

    تلال من بعَر القطعان تنبئكَ بغزارة الكلأ والحلـــيب ....








    جايى
                  

10-12-2006, 02:02 AM

انعام حيمورة
<aانعام حيمورة
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 11094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    في انتظارك ...
                  

10-12-2006, 04:45 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: انعام حيمورة)


    انهم عصابة من العربان المتجرين من (قرقاب) الشرف

    بينهم وبين الضمير آلآف من السنين العتمية ..

    ليس الحرام والحلال - عندهم - أمورٌ مشتبهات ؛ (الضراع) وسيلتهم

    والكسب غايتهم .. وأنت ان أردتَ معرفة (الِّلسيدابى) ليس عليكَ الاَّ

    أن ترى ذراعين مفتولين ، وشاربين مبرومين ، عراقى وسروال وسديرى

    متنكِّرين فى لون الرثاثة ، ووجهاً ملثَّماً سوى عينٍ متى رأتْ نعمةً من نعم

    الله زاغت كفأرٍ تاه بين جحرين ..!

    يمتهنون - قطعاً - السرقة وقطع الطريق ، تصل بهم الجرأة والمتعة

    حدَّ الابتزاز ؛ إذ يسرقون ممتلكات القرى الهاجعة على ضفاف النيل ثم

    يساومون مالكيها على ارجاعها بطريقة : (المال تلتو ولا كتلتو ) ...!!




    جايى
                  

10-12-2006, 05:13 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    ومن يحاول أن يخرق هذا العرف باستدعاء الشرطة - التى لا تقدِّم ولا تؤخِّر -

    مثلاً يستخدمون معه اسلوب الانتقام الليلى ..!

    فاذا رأيتَ كبشاً مذبوحاً فلا تُكلِّف نفسك عنت البحث عن الفاعل ..

    واذا رايت ثوراً مقطوع عصب الساقين ، أو حماراً مبتور الذنب نكايةً فى

    صاحبه فلا تسأل عن الفاعل .. واذا رأيت تقاةً محروقةً فليس الفاعل سواهم ؛

    بل ربما شاهدتها تحترق أمام عينيكَ مثلما حدث (للطاهر ودَّ الجخيس )

    عندما تحداهم ذات مرَّة ، ولمَّا توقَّع منهم الانتقام ؛ بات ليلتَه يحرس

    (تقاة) الفول المصرى خاصته ..وفى جنح الظلام هبّوا عليها كشياطين تساقطتْ

    من الفضاء ؛ فنهبوا الفول المعبَّأ فى الأكياس ، ثم أحرقوا ما تبقَّى مستعينين

    بالتِّبن والقصب الجاف ..

    ولمَّا غادروا المزرعة نحو الخلاء ؛ صاح صاحبنا من خلفهم :

    - هوووى عرفتكم والله ..عاد دربكم ده شيلو فوق روسينكم ديل ..

    باكر دغش القفر كان ما جاكم ؛ شنبى ده أحلقو ...!!!


    جايى
                  

10-13-2006, 00:32 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    ولمَّا بلغ ودَّ اللسيد - كبير اللسيداب الذى علَّمهم النَّهب - من الكِبَرِ

    عتيَّا ؛ أصابه (خَرَف ) داعر أعاده الى مراهقته الأُولى فى ذلك الخـــلاء

    الذى يجعل من المراهق عشيراً لأَتــانِه ....!!!

    وعندما خارتْ قواه عن ركوب الحمــير ؛ أُعِدَّتْ له راكوبة فى مؤخرة

    المضارب يمارس فيها هذيانه الساقط و البذئ .. أحياناً يجرُّ شريط دوبيت

    (الهمباته) ، وأحياناً يبكى أمَّه كانها نعشٌّ أمامَه ثم لا يبرح حتى يقهقه

    ثمـــــلاً ....!

    وهو فى مقامه هــذا لا يدخل عليه الاَّ نســاءُ الحىِّ وهنَّ يحملن إمَّا

    كوب حليب أو (كورة) مديدة أو نحوها ولكنَّ هذه الشفقة لا تمنع ودَّ اللسيد

    من التحرُّش بهن ما استطاع الى ذلك سبيلا ....!


    جايى


                  

10-13-2006, 00:48 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    وفى ذلك الغروب زارته (فاطنة) بنت أُخته تتفقَّد أحواله ...

    ولكنه انقضَّ عليها بقدر ما تسمح له مروءةُ (السبعين) معتمداً

    على دربةٍ اكتسبها من عالم الدعارة والخيانة فصاحتْ الفتاةُ

    بين يديه المعروقتين ، وتحت لحيته الشعثاء :

    - وووب عَلَىْ ...سجم خشمى ...خالى ده شنو الـ بتسوِّى فيهو ده ؟

    انت ما عرفتنى ..انا فاطنة بت الزينة أختك !!!

    - هووووى آبت بطِّلى الــ جلع الـ بتسوِّى فيهو ده ..

    عَلَىْ الطلاق انا من الشمس دى تغيب ؛ لانِى خال زول ، ولانِى عم زول ..!!!!







    وبس

                  

10-14-2006, 10:04 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    Quote: في انتظارك ...



    الأخت : انعام

    أهلاً بيك فى القرية

    حبابك عشرة

    أولاً تشربيلك كوز مويه ساااااقط من الزير الوسطانى..

    حتّين تكوِّعى فوق العنقريب ..

    شكرا على المرور
                  

10-18-2006, 03:29 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    ريثما تنحنحت القرية ...
                  

11-05-2006, 07:03 AM

gamal elsadig
<agamal elsadig
تاريخ التسجيل: 07-07-2005
مجموع المشاركات: 3076

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    ..
    أحم أحم ...

    ياساتر ...

    دستور ....

    و الاستئذان قبل الدخول .....


    شاذلي كل عام وانت بخير

    والمجد كل المجد للانسان في الريف البعيد ..


    .
                  

11-06-2006, 01:37 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: gamal elsadig)

    Quote: أحم أحم ...

    ياساتر ...

    دستور ....

    و الاستئذان قبل الدخول .....


    شاذلي كل عام وانت بخير

    والمجد كل المجد للانسان في الريف البعيد ..


    .










    الحبيب جمال

    كل عام وانت بألف خير

    ربنا يجمعك والأمانى كلها لا بعضها..

    من جماليات القرية انها تمنحك جواز التوغل لا العبور (لا إحم ولا دستور ..!)

    المجد للقرية وكل الغُبُش ..

    وحق التجول بين غبشها وفلقها ..

    تحياتى واحترامى
                  

11-07-2006, 01:43 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    (19)




    حمــــار دفع الــسيد
                  

11-07-2006, 10:57 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    لمَّا كان الحمار وسرجه وخرجه ولجامه وبطَّانه وسيلةً

    لتنقُّل الرجل أفراحاً وأتراحاً بل دليلاً على وضعه المادى

    والاجتماعى ؛ كان (دفع السيد ود الفضيل) يتصدَّر قائمة

    أقرانه ، ويتقدَّمهم ركاباً ، ويطولهم عمامةً ، ويسبقهم

    حطَّاً للرحال ..

    وهو الخبير بالحمير (الحُرَّة ) ذات (الخشب العريض )أى الأرجل

    الطويلة الممتلئة ، والظهور المستقيمة ، والآذان المنتصبة التى

    لا تُندى وهى تمخر القلاع والوديان ، والسخيَّّة التى لا تحرن ؛أينما

    وجهتها انطلقتْ كأنَّها توءوب الى حظيرتها أو مرابط علفها .. وهى بالتالى

    تُغنى صاحبها عن استخدام السوط أو اللكز بالكعبين ..!

    بوناً شاسعاً بينهما وبين الحمير (الديراويه) (المكلوجه) التى تهزُّ

    راكبها مثل (سعن الروب) حتى تخلق ندوباً فى مؤخرته مثل الدَّبَر على ظهورها..

    واذا أوصلتْه ؛ توصله حينما يعود الآخرون الى أدراجهم ..!
    جايى
                  

11-09-2006, 01:34 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    فأنت تستطيع - من بيتك - أن تعلم بمقدم (دفع السيد ) من خلال

    نهيق حماره العارم الأجش المتواصل الذى يندلق على مشارف كل قرية

    يدخلها ، أو عندما تلتقيه أتانٌ يعرفها أو لا يعرفها ...وقلما تُنكره

    أتانٌ أصيلة فهو الذى يُرتَجى صاحبُه ( دفع السيد )حتى يسمح لصاحب الأتان

    باقتياده (الحمار) بغية امهارها ؛ بعد اشتراط الظل والعلف المميَّز ..!

    ولم يستطع أحدٌ أن يُرجِل (دفع السد ) عن صهوة حماره الاَّ (شرقاوى ) الحلبى .

    جايى
                  

11-10-2006, 02:51 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    وكان (شِرقاوى ) وزوجته (بادعة) وأولاده يتجولون - على حميرهم - بين

    القرى ليمارس مهنته الأصلية وهى تبييض الأوانى ..

    فما أن وجد شجرةً ظليلةً حتى غرس تحتها سندانه وأشعل ناره ؛ فتتهافت

    نحوه ألأوانى القديمة ؛ كفتيرة منزوعة الرقبة .. برَّاد مكسور اليد ..

    بستلَّة قُدَّتْ من دُبر .. جَبَنة محروقة الحشا ..فضلاً عن طلب كانون جديد أو شرغرغ

    أو ضم صفيحتين لبعضهما فتصبحان مخزناً محكم الأغلاق أو ..أو ..

    بينما يسخِِّّر أطفالُه الصغار قصاصات المعادن كصافرات يبيعونها لأندادهم بالقرية ..

    جايى

                  

11-11-2006, 06:19 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    أمَّا (بادعة ) زوجته فتلك مصيبةٌ أُخرى ؛ فاذا أقبلتْ

    صدَّتكَ بثديين ضخمين كقربتين على ظهر جدول ، وكرش متهدِّل

    الله وحده يعلم كم ونوع ما حشته فيه من بلاوى ، وابتسامة صفراء

    مذهَّبة الأنياب ....

    واذا أدبرتْ أولتْكَ عجيزةً يضيق عنها بابُ الحراز .. واذا تحدثتْ

    رفعت فى وجهك سبابتين قصيرين مكتنزين ، وحاجبين مقرونين داعرين ،

    ولساناً أرقطاً وطويل ؛ زاد من طوله إلحاحُها فى السؤال ودعواتها

    الكاذبات المُتملِّقات .. وزاد من بقعه كثرةُ مضغ الطعام ونابى الكلام ..

    وهى تدخل أى بيت شاءت - ليس آبهةً بحسن الاستقبال والضيافة - فتخرج

    محمَّلةً بكل ما يؤكَل وكأنها تستردُ حقاً سليب ..!

    فتعود الى مأواها أو قُل شجرتها تسوم زوجها المنَّ والأذى ؛ فتندلع

    المعركةاللسانية الفاجرة بينهما حتى تظُننَّ كلَّ الظنِّ أنَّ دماً سيُسفَك

    أو بينونةً ستقع ولكـن سرعان ما تعود الحياةُ الى طبيعتها كأن شيئاً

    لم يحدث ...!!













    جايى
                  

11-13-2006, 09:42 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    فيواصل (شرقاوى) عمله بين الكير والمطرقة والسندان

    ومقص الحديد ، وتعود (بادعة) - معتمدةً على لسانها- لجلب

    الطعـــام ..

    وفى يوم سوق القرية يصحو شرقاوى باكراً وهو (ينكرش ) ويتثاءب

    عن أسنان مثرَّمة وسوداء بجلباب رثٍّ مهتوكٍ من دُبُر إثر جلوسه الطويل،

    ويكشف عن صدرٍ أشيب الشعر ولحيتة شعثاء ..جلباب ليس كجلابيب أهل القرية

    لا تفصيله ولا لونه ..

    فهو مثل ما يجلبه مغتربو الخليج وبسمون أهل القرية هذا الجلباب

    بـ جلابية (الرجالة ملحوقة ) ...!!

    جايى
                  

11-14-2006, 01:42 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    يقوم الى حماره ، وبينما هو يسرجه ؛يصيح فى زوجته

    المتكوِّمة أرضــاً :

    - يا ولية قومى ..إيه الحكاية ؟ انت وارثة من أبوكى ؟

    يلعن ابوكى ذاتو يا شيخه ..!

    - يلعن أبوك انتَ يا ود الحرام ..

    انا مش ح اقوم ..إيه رايك ؟

    - قومى يا غبيه تمِّنى الحمار ده ؛عشان نمشى السوق

    نقايضو ونختا البلد الفكر دى ..!!

    عرفتْ (بادعة) ما يرمى اليه زوجها .. فنظرت الى الحمار كأنَّها لم تره

    ثم أعطته ثمناً لم يحلم به أبداً ..

    فردَّ عليها :

    - يفتح الله ..

    وانطلق الى السوق ، واستعان بالسماسرة حتى يقنعوا (دفع السيد) بمقايضة

    حماره بحماره ..

    كان (شرقاوى) فى السوق يحلف بطلاق التلاته ،وأولاده ، والنعمة وحق الملاح

    بأنه قد سمع فى حماره هذا ثمناً باهظاً - هذا الصباح- ولم يوافق على بيعه

    لأنه يريد أن يقايض به (دفع السيد) ؛حتى يدعو له بالبركة كلما ركبه ..لا لشئ

    ولكن لفارق السن بين الحمارين ..!!


    جايى
                  

11-17-2006, 01:06 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    وأخذ يفتح فكّيهما ويقارن بين أنيابهما ، ويغلظ القسَم

    حتى تمَّت المقايضة بعد كثير من الإلحاح والمساومة على مضض

    من (دفع السيد) الذى أخذ يعبِّر عن إعجابه وحسرته المبكِّرة

    على حماره :

    - هوى آ حلبى الحمار ده أبقى عليهو عشرة ..

    على الطلاق كان علوقو ؛ عيش وبذرة وتمر (جاو)

    وبرسيم وبروس وسعدة جروف ..

    فيقول شرقاوى وسط ضحك الجمــيع :

    - انت مالك بيهو يا خويَّا ..مش بعتو ليَّا .؟

    - حرَّم حمار زى ده عمرك ما ركبتو ..عاين لى هنا أوعى

    أبعدو من الحمير الاناتى خسوساً الديراويات ..

    - حاضر يابوى ..يلا روح ربنا يعشّيك ويعشّينا ..

    جايى
                  

11-18-2006, 01:20 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    وركب (شرقاوى) وحمل أهله ومتاعه وغادر الشجرة ..!

    وبعد يومين وجد (دفع السيد) حماره الجديد يأكل أرجله

    ويُرغى ويُزبد ويرمح الهـواء ..

    كـان مسعـوراً فتملَّكـه الـداء ..!

    ولمَّا جاء (دفع السيد) الشجرة لم يجد سـوى ما تبقَّى من

    قصاصات الألمونيوم والقصدير والصفيح وبضعة نسـاء يلعنَّ

    (شرقاوى) و (بادعة) ويندبن ما جئن لإصلاحه ففقدنه ..

    ضاع حمار (دفع السيد ) وبقى مثلاً لكلِّ من يبيع شيئاً

    ويضع نقوده فى جيبه وهو ما ينفكُّ يحنُّ إليه ويوصى عليه ..!

    إنه حمــار دفع السـيد ...









    وبس
                  

12-10-2006, 11:31 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    تعال يا حبيبى
                  

12-26-2006, 06:48 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    (20)



    أين ذهـــب الرِّفــــاق ؟
                  

12-26-2006, 08:28 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    كنتُ أُجرِّد بعض السنبلات النضرات من معاطفها الخضروات

    وخصلاتها الذهبيات ؛ عندما فرغ جَدِّى من صلاته داخل (إنْقايه )

    تمَّ تجويدُهــا وهندستها ولم تُزرَع بعد .. نهض - نحو مركوبه -

    معفَّر الأنف والجبين .. يتوشَّح همهماته .. يطوى عُمـامةَ التحصين

    على رأسه .. يأخذ (حُقة التمباك ) المتكأة على المركوب ليضعها

    داخــل جيبه ..

    زقزقة هنـا .. صفـير هناكـ ..خـوار من بعـيد .. ثغـاء أُمــومى

    جنادب تثرثر .. جداول ( تسرسِر ) .. (عتَّارة ) من الخيش لم ينقطع

    خـريرهـا ..

    سأكون رديف جَدِّى على الدَّابة بعد أن أضـع السنبلات النضرات فى الخرج

    الموضوع بعناية على السَّــرج ..

    سيركب جَدِّى واضعـاً على رجليه حزمة فصب الذرة الشامية بعد أن جرَّدتها

    من ثمارها كمشاطرة تلقائية ومباشرة للحياة بيننا والبهائم ..


    جايى
                  

12-26-2006, 10:42 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    سيندلق بنا (التِنْقير ) من عمق الساقية نحو القرية

    المتشحة بغلالة الغروب .. تستوى على طلح هادئ ..

    تنتظر شبقى الليل ليسكن اليها ..

    كانت المسافة مسيرة قصة على طريقة جَدِّى المتأنية فى الحديث ..

    وقع حوافر الدَّابَّة ..وشْوشة حزمة القصب ..صرير السَّرج .. ملامسة النباتات

    المصفوفة على جانبَى التنقير .. خبطة من شُجَيْرة البامية ؛ تستوجب حَكَّة ..

    الندى يبلِّل القدمين ؛ (السفنجة) الصغيرة تنزلق من القدم ؛ أنزل أركب ..

    جَدِّى لا يضجر منى أبداً ولا يمتعض من أسئلتى المباغتة أحياناً ، ولا يسألنى

    عن المناسبة سيَّما اذا كان صافى البال ؛ معتدل المزاج ..

    جايى
                  

12-27-2006, 06:53 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    - انت يا جدِّى زماااان ما عرَّست من (الشقاقيق) أهلك ليه ؟

    الـ ودَّاكـ (الحوشـاب) شنـو ؟

    قال بعد ضحكةٍ مختلَّة الايقـاع إثر هزَّة الدَّابَّة :

    - أبوى وكتين مـات خلاَّنا درافين ساكت .. ونعمنِّى أنا الكبير

    وقفت فوق الجنُّوىْ ديل ؛ ربّيتهم وكبَّرتهم ؛ لامِن تَبْ أىِّ

    واحــد شال رقبتو ؛ حتى فكَّرت فى العِرِس ..

    عرس متأخِّر خالس ..

    انت قايلنى أنا شفت صَبْيَنه .. حرَّم الصبينه فاتت فوقى حُوفَه ساااكت ..!

    - وتلاحق الطفولة مُبتغاها بكلِّ إرادة قائلة :

    - برضو كان ممكن ...

    - عمِّى بنوتو ماهِن لاحقات الوكِت داكـ ..بعدين الحريم ذاتن ماهن

    كُتـار زى هسَّع .. نحن الـ كُنَّا حرصين على العرس السنة ديك

    سبعة البنُّوت الجاهزات تلاتة ...!

    جايى
                  

01-04-2007, 11:47 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    وتتواصل الحكاية والقرية تلملم أطرافها من غبش المغارب ..

    دواب تتدفَّق سخيَّةً نحو مرابطها .. وقطعان تتدافع فى مداخل

    حظائرها .. ألحان الرَّخــاء فى عزف مسائى بين الضروع الحلوبة

    والأوانى ..

    مناغاة الأمومة .. ملاعقة الروءوس وهزّض الأذيال ..

    (الحَلَّة الزرقاء ) .. نار السنط .. (القُنَّانه) .. طقطقة السنابل الناضرة

    على الجمــر .. الشاى باللبن و (القَنْقَر ) ..

    هدهدة النعاس .. الحجاوى المكرورة .. أساطير الأولين ...

    جايى



                  

01-06-2007, 04:14 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    صوت (النيَّل) فوق الحائط يستعجل الخروج الى ساحة اللعب ..

    أخرج اليه وفى يدى سنبلةٌ مشويةٌ .. (النيَّل) نفسه يكدُّ سنبلةً

    مشويةً ؛ وإن لم يكن انقسمت السنبلةُ قسمين ..

    نزرع الزقاق بخطوات مرحة وقفزات مشاكسة حتى يُفضى بنا الى (الرمـيلة)؛

    مرتع الأنس وفســحة الأمــاسى .. (الرمـيلة ) هى أحد ألسنة الوادى الكبير

    بساط رملى وثير يفصل القرية الحالمة شرقاً وغــرباً ..

    إذن نحن أول الحاضرين بعد القمرة وبعد قليل سيتوافد الأصدقاء ؛ عثمان ود حسن

    الرشيد ود حسون .. أنور ود عثمان و .. و ..

    ويشدُّ انتباهَ وافدٍ طائرةٌ قصيَّةٌ تمخر ليل القرية الصامت - حتى الآن - كأنها

    زورق سماوى يجدِّف باشارات ضوئية متقطِّعة تشتبه للرائى بضوء النجيمات البعيدة :

    - ديييك ليها .. شايفنَّهـا .. بين النجمتين ..

    هسَّع تلقاها قُصــاد أمدرمان ..!!

    - دَلْ دَلْ ..ها جنا ها ما تكضِّب والله (الكوداب ) القريب ده ما وصلتو ..!

    - شن عرَّفك بيها انت ..؟

    ويتقلَّب الحديث على الرمال الباردة ويتعالى الصياح ، وتصطخب القرية وتشتعل

    الطفولة بعد أن تصطفَّ على (الرميلة ) ؛ ثم تدور وهى تخطُّ بأقدامها الغضَّة دائرة

    اللعب (الميس ) وهى تردِّد :

    الـ ما بِسـوِّى المــيس ** أُمــو تتقلِب كــديس

    ثم ينتصب داخل (الميس ) الغريمان بعد أن (يتقالد ) كل صنوين ؛ ينتحيان جانباً ؛

    يتهامسان فيعودان :

    - أُمَّـــات أُمَّـــات

    - مرحب الفتوات

    - من الشهر لى للقمرة

    - الشهر بى جاى والقمرة بى جاى

    وتتشابك أصابع الأيدى بالأرجل ثم يصيح الجميع :

    - شـــدَّتْ

    ويلتحم الفريقان وتنفلت (العرْســه) لتقتحم (المــيس ) .

    وتنتهى المعركة اللاهية الجَّادة ؛ الجادَّة اللاهية لتبدأ من جـــديد ..!
    جايى

                  

01-09-2007, 08:39 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    وهـكذا نتجرَّع اللعبةَ نصراً وهزيمة ..

    حتى يصيح صائحٌ :

    - مــين قــاسَك

    فتتحوَّل اللعبةُ الى أُخرى .. فتُخلَع ( العراريق ) والقمصان

    وتُطوَى استعداداً لضرب فريسة اللعبة ..

    الويلُ لمن يقع يسوء حظُه الليلةَ ..

    وتتطوَّر شيطنة الطفولة حتى تسبِّب أذىً جسيماً ؛ حيث يربط (عثمان ود حسن )

    حجراً فى كُمِّ القميص ويضرب (النيَّل ) أثناء اللعب فتصادف الضربة أسنانه

    فيسقط القاطــع ..

    الصمت والخوف والوجوم .. والشفخانة واللمبة والحكــيم ..

    جريدة النخل تهوى على الظهور والســوق .. (محجوب ود ايراهيم )

    وحده يدخل على كلِّ طفلٍ - كان حاضراً الموقف - فى بيته فيجلده

    امام والده بل ينتزعه من حضن أمه ليعاقبه ..

    فتصيح مشفقةً لا مستنكرةً العقوبة :

    - هيا محجوب عليك الله كفاه

    الحاج احمد فوقو كان ضربتو تانى ..

    وبعد أن يعاقب الطفل مثلما عاقب أقرانه ؛ يحتسى الشاى المنعنع

    مع أهل البيت وينصرف لا يحمل فى قلبه شيئاً ولا يترك فى قلوبهم شيئا ..

    وغداً تنطلق الحياة من جديد وتزدهى (الرميله) كأن شيئاً لم يحدث ..!
    جايى
                  

01-10-2007, 10:18 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    وها أنا أقف - الآن - على ضريح البارحة وقد تراءت أمامى

    بكلِّ تفاصيلها الدقيقة .. هذا هو موضع (الميس ) هنا ؛

    فى هذا الموضع بالضبط أطلقت صرخة الانتصار ، وتجرَّعت كأس الهزيمة ..

    ولكن أين هو (ميس) الحياة .. هل تبدَّت أمامى الحياة مثل لعبة (الميس ) ؟

    أما زلت أركد نحو ميسها :

    وهل سأصرخ فرحةً بعد أن ابلغ الغاية ؟

    وهل استطيع الوصول حقاً ؟

    أم ...

    ولكن أين البساط الرملى ؟

    من الذى دحاه ، ومتى كان ذلك؟

    هل شاخ الوادى الكبير فعجز عن امداده بالرمال ؟

    أم سمقت المبانى وأرهبت السيول فحادت عن طريقها ؟

    هــل جفَّت السمــاء ؟

    من قال إن السيل لا يغيِّر مجراه ؟

    أين (الرميلة ) أين مرتع صباى ؟

    أين ذهب الرفاق ؟

    جايى

                  

01-19-2007, 10:40 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    أقف الآن وسط (الرميلة ) ..

    كانوا جميعاً حاضرين ، وملابسهم المكوَّمة تحت الحجر..

    أجسادهم العارية .. صراخهم .. ضحكهم ..

    ترى أين سقطت سن (النيَّل ) ؟

    كنتُ على مرجيحة الذاكرة أقطع (الرميلة )

    جيئةً وذهابا .. والقرية ترتدى عباءة الغروب

    على عجل ؛ سرعان ما توارت داخلها على وقع أقدام

    الليل ..والذاكرة تتآمر مع الشجون العميقة ؛ فأبدو

    أمامهما سبحاً لا يهدأ له بال فى هذا المكان الصامت ...
    جايى
                  

01-20-2007, 07:00 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    الأمر الذى (النيَّل ) وهو قادمٌ من بعيد ينتبه لهذه

    الحركة غير مألوفة معتمداً على فراسة جده (كدودة )

    الغابرة ..

    كان نفسه شبحاً وهو يدبُّ ناحيتى .. ما أشبههه بجده

    وهو يحتقب عصاه ..يميل قليلا الى الأمام ويجرجر

    رجليه على الطريق ..

    وما أن دنا حتى صاح :

    - ها زول ده انت هـو ؟ أنا حالى كنت ماشى عليك فى البيت !

    عِلاَّ مالك بى جاى ؟

    - والله آ (النيل ) آخر مرة لعبنا فيها (كعوت) كنتو مغلوبين ..!

    - يا زول قول بسم الله .. انت جنيت ..هسَّع الـ ذكَّرك الكلام ده شنو؟

    عليك الله ودَّرتَ شنو ؟

    - الزمـــن الجمــيل ..!!




    بس
                  

02-27-2007, 07:26 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    تعال يا حبيبى
                  

03-20-2007, 06:27 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    (21)

    تِلْقِيحة ودَّ الهِنْدى
                  

03-23-2007, 07:31 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    كانت القرية تجْترُّ تفاصيلَ ليلةِ عُرسِها الأخير..

    فهى لا تلبث تجترُّ آخرَ أحداثِها لتقتلَها مضغاً حتى

    يُقيَّض الله لها حدَثاً جديداً ..

    تستيقظ القريةُ وتفرك عينيها على صياح (ودْ جاه لرسول )

    الخضرجى .. فبعد أن يعتقَ حمارَه - مؤقَّتاً - من الكارّو ليركزها

    على نصف جدارٍ يغالب البِلى ؛ يُطلق عقيرتَه :

    يلا هييييى

    أرَحْ لينا جـــــاىْ

    العجَّالى ..الرَّغيف .. البينضورة ..العجّور

    الجرجير .. الخُضرة .. البامية .. القرع

    يلا هيييى ..


    جايى


                  

03-24-2007, 00:08 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    الشمسُ تبذل غايةَ جهدِها حتى تجتاز عقبة جبل (الرويان)

    الشامخ لتنثرَ أشعتها الأولى على القلعة الزرقاء وأسطح

    البيوت الحنينة ..

    خُطى من هنا وهناكـ ..تخدش وجه الأرض نحى المجمع الصباحى

    اليومى عند الجمعية التعاونية للقرية ؛ وقد كُتب على بابها

    بالأحمر الوهَّاج :

    الجمعية التعاونية لجميع المواد اغذائية ..

    وكلمة (جميع ) هنا بمعنى (بعض) أو ربما لا تعنى شئياً ..!!

    وكُتب تحتها بخط أصغر حجماً وإن لم يقل جمالاً :

    (إدارة أبو مازن )

    كما كُتب على عرض جدار الجمعية الغربى بـ (مُحَّارة ) بخطٍ

    كاد أن ينفكَّ :

    الزباله لا العطاله ..

    وهذا الجدار بالتضمان مع جدار الطاحونة يشكلان ظلاً وثيراً

    على الرمل الكثيب يفترشه سوق القرية الذى يتلاشى عمره بتلاشى

    ظلِّ الضحى يومياً ...

    (ود جاه الرسول ) صوته يغطى على بقية المساومات..

    (الرحيمة ) يُخرج من خرجه حِبال (الحلفا ) ويفرز (السلَبَه)

    الطويلة من السلَبَه القصيرة .. و(القلايِب ) من (المصالى ) ..

    (أم دَنَس ) تُلقى عبئاً ثقيلاً من على رأسها ؛ السَعَف .. البوص

    المكانس ..نطوع الدخان .. التِّفْتَه ...الجرْدِقة ..

    لتبقى حمولتها المستديمة حلاً وترحالاً ؛ نوماً وصحواً ليست

    بذات الأمر السهل وذلك من المحفضة الضخمة ، وحجاب الرقبة

    الأسورة ، والفدايات ، وكثير من التمائم والحرّاسات وأشياء أخرى ..!

    جايى

                  

03-24-2007, 05:51 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)

    جميعهم يتسَّوقون ويمضغون تفاصيل عرس النور ود سالم ..

    كان الشباب على جانب يسترجعون مشاهد (البُطان) وكيف

    أنَّ (العشوق ) ركز للسوط دون يرمش له طرف .. ولا

    يفوتهم أن يعيِّروا (أب زُمْبَه ) ...

    - الله يخربكـ آب زُمْبَه تنفزر قِدَّام الحريم

    أصلو ضربوك بى سوط والاَّ سيف ؟

    - انتو قايلين شنو ..طبعاً عمَّك (الطيب ) عيسرى

    ودى أوَّل مرَّة أركِز لى زول إيدو شمال !!

    - ده عذرك آ الرَّخَمه شرطتَ عينا

    الله يشرط عينك ..

    - أها ساعة التلقيحة هبَّت انتَ كنت وين ؟؟

    فيرمقهم ذلك الرجل من بعيد بنظرة تخرسهم ...

    شيئاً ما يجعلهم لا يتكلَّمون عن تلك الصرصر

    العاتية التى هزَّت أركان القرية أثناء حفل العرس

    فى تلك الليلة ...!!!





    جايى
                  

03-25-2007, 04:16 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    وعلى الجانب الآخر النساء يصفن رحلة السيرة

    من فريق (الحصاية ) الى فريق (أم مَرِخ )

    فما أجمل السيرة مشياً على الأقدام .. تعبر وادى

    وتصعد قلعة وتقطع سهلاً من بين العريس الى بيت

    العروس ..

    هوووى أعملو حسابكم .. قِدَّامكم خــور ..

    - (على ود صفية ) كان شايل الدلّوكة فوق كتفو

    لى ناس كلتوم وهن يدُقَّن ويغنَّن ..

    - انتى كنتى وين ؟

    - قااااعدة ...شايفاك من بعييد

    ساعة (حسن ود مُدْعال ) وقَّف السيرة

    فى نُص الوادى ؛ شان ينفُخ الرتينة

    وحتى كمان ولَّع منها السجارة !!

    - انتى الـ وقعت دى مِنِى آ هنايه ؟

    - ووووب عَلَىْ هو دى انتى ؟!

    - السدرة مسكت توبى والحَجَر عتَّر لَىْ

    عِلاَّ رفعونى الرجال ...!!

    ثم تهمس إحداهن فى أُذن الأخرى حتى لا

    تسمعها تلك :

    - (جمال ود طه ) الـ ما بخجل ...الدبَّابه والخلال

    فى الخُنْفُس والساعة فى الليد ...

    مِبارى (رضينا ) وشايل لها بِتّها ..

    وبِتَّ أعمَّـــو - شان مطلِّقها- شايلة ولدها

    السمين المبغبغ داك ؛ لامِن وصلنا زول غيَّرها فيهو مافى !!!!

    - ينعل أبو الحكومة الـ شغَّلتهم ذاتها ياخ ..

    - أهــا وساعة الكتَّاحة هبَّت .......

    - هوووووى آ بت كفى احشى .. يلاَّ أرَحْكاكَنْ بعد ده اتْأخَّرنا ....!!

    جايى

                  

03-27-2007, 04:42 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    وأخيراً تصل السيرة بسلام .. وتندلع (الدلّوكه)

    بحماس زائد ولكنه غير مصطنع ، وتشتعل الزغاريد

    بين موكبَى أهل العريس والعروس .. وتُنصَب الموائد

    جِرار (البقنية ) .. وبعد ليلٍ يُقطع (الرَّحَط ) وترقص

    العروس شبه عاريه فى الساحة الكبرى بين الديوان وبيت

    النسوان ..!!

    ويدخل (الهميم ) والد العروس على والده شيخ (ودَّ الهندى)

    فى ذالك (الحور ) العتيق .. الشيخ الهائم يفترش الفروه؛ أمامه

    مصحفٌ كبيرٌ (حمولة صبى مَلَحْلَحْ ) كُتب باليد .. متكوِّمة أمامه ألفيةُ

    اللالوب ؛ تتساقط حبَّاتُها الغليظة من بين يديه دون كللٍ أو ملل ..

    ودون أن يرفع الشيخُ عينيه خاطب ابنه :

    - أها ضيوفكم جيَّهتوهم ؟

    - أىَّ بلْحيـل ..

    - الراجل سلَّمتوهو مَرَتو ؟

    - آ أى بَس لـ لـ لكن ......

    - لكن شنو ؟

    - الجنَّون ديل قالوا عندهم لِعِب ..

    - لِعِب شنو ..استغفر الله العظيم.. دخِّلْ

    الراجل على مرتو .. وخلِّى الناس ديل

    أى زول يشوف شغلتو وين ؟

    الحفلة دى ولدى زَبَد ابليس ..زبد ابليس

    زبد ابليس .. زبد ابليس

    ويحلِّق الشيخ فى سماوات خلوته وتهويماته الأبدية ..

    جايى


                  

03-30-2007, 00:17 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    ولكن الشباب لم يرعووا ولم يستجيبوا لرغبة الشيخ

    ود الهندى..

    ميكرفون الصفيح .. والصفير 1 ،2 ،3 ..

    سمَّاعة فوق راكوبة (بخيتة) ، وسمَّاعة

    فوق ديوان (الهَضَلى ) ..

    (عبد الغنى) الفنَّان وأربعة من الكورَس - إن شئتَ

    أربعة عتاولة - يترنَّحون ، وبعد جهدٍ جهيد يصلون

    موقع الصفير 1 ، 2 ، 3 ..

    فيطلق عبد الغنى صوته :

    أحْ يا الوحيح يا الـ ما بتفارق قلبى

    آه من نار فلانه وجرحها الـ نوسرْبى

    والعتاوله من خلفه :

    أحْ يا جميييييل حَىْ


    جايى

                  

04-01-2007, 07:35 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)


    ثم غنى بعد (الرمية ) أغنيةَ (المضمَّر ) ، ثم (الصُلاَّح رجال كسلا )

    ثم (أنا يا ناس الله لَىْ الليلة) وعندما وصل إلى قوله :

    (البخور والدِّلْكه .. خلَّنْ قلبى لِكَّه ..) ؛ هبَّت الصَّرْصَر العاتية

    أوَّل ما سقط المكرفون على روءوس النساء ..ثم تبعته راكوبة (بخيته)

    العاصفة لا زالت تشتد حتى اختلط الحابل بالنابل فتفرَّق الحفل ؛ كلٌّ لا

    يرى ولا يسمع ولا يدرى وجهته ..

    ابن الفنَّان (عبد الغنى ) خرج ولم يعد .. أبْ زُمْبه ) وجد نفسه صبيحة اليوم

    التالى نائماً فى شاطئ النهر ؛ رجلاه فى الماء ورأسه مسنودة إلى القيفة..

    (سليمان) السكران وجد نفسه نائماً على عنقريب الجمعية التعاونية ؛ وكذلك

    (الشويل ) اكتشفت نفسها على العنقريب نفسه ؛ لا زال (سليمان) يعضّ سبَّابة

    الندم ؛ وكذلكـ (الشويل ) ..!





    جايى
                  

04-04-2007, 08:02 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)



    (العشوق ) وجد نفسه نائماً فى زريبة البهائم ..

    (ود جاه الرسول ) الخضرجى وُجد ضاؤباً فى الخلاء

    وحده مرتدياً السديرى فقط ؛ لا عرَّاقى ولا سروال

    ولا مركوب ولا طاقية ولكنه لم يفقد ملِّيماً واحداً

    أحمراً أو كما قال ..

    كورس الفنان عبد الغنى (العتاوله ) وجدوهم

    الأربعة يرقصون على رِمَّة حمار فى الخور وهم يرددون :

    (أحْ يا جميل حَىْ ) ..

    وعندما عاد العريس (النور ود سالم ) بعد منتصف

    النهار ؛ صاح (عبد الله السحَّار ) :

    - ها ناس شوفو العريس مدفون كيفِن ؛

    حرَّم زىّ الزول الـ مفَرْتِكْ قطّيْتو ..

    وقبل أن يردعه رادع ؛ أ{دف :

    والاَّ أقولكم قوله ؛

    حرَّم سوَّاق الطاحونه بس ...!!



    إنها كتَّاحة ود الهندى ..

    زول يجيب خبرها فوق خشمو مــافى ..

    سمِح ؟







    وبس





                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de