الحزن فى الاغنية السودانية -الجزء الاول - الدموع التى تبلل اغانى الحقيبة وتطفئ نار العشاق

Quote: خليل فرح.. بين ودمدني والكنانة.. مزيد من الجدل بقلم :مكاوي الشيخ الامين تمر بنا هذه الايام الذكرى الاولى لحامي حمى الحقيبة الشيخ بادي وما حفزني الى الكتابة مقال أخي الدكتور عبد اللطيف سعيد بعموده الرائع «ليت شعري» بجريدة الصحافة- الاثنين 18 فبراير منوهاً بالذكرى وبساعات طيبة امضيناها بقاعة الشارقة في حضرة روحية للشيخ بادي وحضور كريم تصدر منصته نفر من الاساتذة الاجلاء كان رابعهم الاستاذ خالد ابراهيم الذي كان واحداً من طلبة جامعة الخرطوم والذين ساهموا في إظهار بادي إعلامياً عند ظهوره بداية الستينات. وكان الثلاثة الذين ذكرهم دكتور عبد اللطيف بعموده هم دكتور مرتضي الغالي ودكتور عبد الله حمدنا الله والاستاذ عوض بابكر - وخامسهم مجود القرآن ثم الفنون.. مع الصداح ابراهيم خوجلي- جزاهم الله عنا كل الخير- وأعود للأمر الذي أنا بصدده بعد هذه المقدمة ولأتركه يتداعى في نقاط وأطلب صفحكم مقدماً إن تشعب السرد وأطلت. أولاً: ليس من المختلف فيه ان الاستاذ عوض بابكر علم عالم بالكثير من أوجه ثقافة السودان.. فنه وتراثه.. تاريخه وحضارته وأنه أفاد سامعيه عبر الاعلام فائدة لم ولن يجدوها في مدارج الكليات والجامعات - وأنا واحد من آلاف مؤلفة استفادت من تقديمه لبرنامج الحقيبة- ولي حتى الان مائتان وثلاثة شريط كاسيت مسجل منه- ويكفي ما ذكره سابقا دكتور عبد الله حمدنا الله من إشادة بطريقة عوض في تقديمه للحقيبة، فله من كل أهل السودان جزيل العرفان لما ظل يبذل من جهد- وما زلنا نطمع في المزيد. ثانياً: وهذا لب أمرى هذا- إنه.. وفي حلقة من البرنامج قبل قرابة العامين »موثقة عندي بتاريخها« سمعته معلقا مع ضيفه الكريم الاستاذ الشاعر عبد المنعم الكتيابي- على أغنية خليل فرح «ودمدني» وقد ذكر أي الاستاذ عوض- أن الاغنية كتبت حين كان الخليل ذاهباً لزواج صديقه «كشة» برفاعة - وأنه ولكونهم - الخليل وإخوته- كانوا كثيراً ما يسهرون في مقاومة الاستعمار - فقد أخذته سنة النوم وهو في طريقه الى رفاعة - ولم يصح الا بودمدني وأنه عندها تجول وزار فيها أضرحة أولياء الله الصالحين - لذا فالقصيدة فيها النفس الصوفي واضحاً - أو كما قال الاستاذ عوض- ومن عجب أن الاستاذ الكتيابي أمن على كلام مستضيفه- حينها.. كبر الأمر عندي- وكنت كثيراً ما اتصل بالاستاذ عقب بث البرنامج لأقول: يا استاذ أنا استمع الى هذه القصيدة منذ سنين وكنت أحسبها كتبت بمصر - والخليل بمستشفى المواساة هناك- يحن لايام له سلفت بتلك الديار- ودمدني - وأن استنادي في هذا الامر على النص- نص القصيدة فقط- وكنت أوقن حينها أن «قرية القصب» المذكورة ما هي إلا كل «كمبو» أو «ديم» كان المستعمر يحض ويساعد في إنشائه في أطراف المدن يكون متنفساً للشباب يقضون فيه عدة ساعات من السمر - حرامه وحلاله - باختصار كنت أحسبها أغنية خمرية «نواسية صرفة» وما فيها من الصوفية ولا حتى صادها.. أقول: هاتفت الاستاذ بما ذكرت فأصر أن الأمر كما أورد هو وأن (عمه) حدباي قد ذكر له ذلك.. فقلت له حينها: إن كان الخليل قد كتب «ودمدني» بمناسبة سفره لزواج كشة فمتى إذا كتب «رفاعة» «قوم نادي عنان واتباعه»؟ وهي المؤكدة قطعاً أنه كتبها لتلكم المناسبة المعنية - أي - زواج «كشة»؟ فقال لي بالحرف: «يكون بعد أسبوع» حينها ادركت ألا فائدة من جد لي وتركت الامر برمته شهوراً.. حتى رأيت وسمعت باحثين اثنين بتلفزيون الخرطوم ويبدو أنهما من مدني ومغتربان بالامارات ولهما علاقة بالصحافة والاعلام - بكل أسف لا استحضر اسميهما - وقد ذكرا معاً أن ودمدني كتبت في زواج «سرور» بود المجدوب - فقلت في سرى - على الاقل ود المجدوب في تخوم مدني وليست ببعد رفاعة منها- وتركت الامر أيضاً إلى أن سمعت احدهم عبر اذاعة مسموعة لا أذكرها- لكثرة الإذاعات - وقد قال نفس ما قاله الباحثان سالفا الذكر - وعندها فقط قررت أن اجد من يفتيني في هذا الامر- وخطر ببالي شخصان فقط وليس لي بأيهما علاقة معرفة إلا لماماً عبر الوسائط الاعلامية - قلت أكتب إما لدكتور عبد الله حمدنا الله وإما لدكتور مرتضى الغالي.. ولما كان للأخوين يوسف محمد الطيب- ابن أخ شيخ بادي- وعبد الله محمد الطيب - أخيه - من علاقة ورقم هاتف لدكتور مرتضى.. كتبت له كل ما عن لي.. وشكر الله له تقديره لما كتبت وتواضع العلماء فيه فقد ذكر أن حجتي فيها من الصحة والصواب الكثير - وذكر لي أن التفسير من النص.. هو علم معروف.. وذكر لي أسم ذلك العلم بكلمتين انجليزيتين لا أستحضرهما لضعفي في لغة الافرنج- ولا أود أن اهاتفه فقط ليمليهما على أضمنهما هذا المقال - فقط ما أود من دكتور مرتضى ودكتور عبد الله وكل من له باع في هذا المجال ان يبينوا لنا رؤيتهم في أمرنا هذا وفي غيره من أمور تراثنا العظيم وجزاهم الله جميعا كل الخير. ثالثاً: أعود وأدعم حجتي.. لعوض وللقاريء الكريم - ببعض ما ورد في نص الأغنية ومعذرة للإطالة مرة أخرى.. إذ يبدأ النص بـ : ما لو أعياه النضال بدني.. وروحي ليه «مشتهية» ودمدني.. وقطعاً ما يشتهى هو البعيد وليس الذي بين اليدين.. ثم يمضي ليقول : «ليت» حظى سمح وأسعدني.. طوفه فد يوم بي ربوع مدني. وليت طبعا للتمنى وليست للواقع - ولو حصل ما تمنى الشاعر لـما تمنى زيارة «أبوى ودمدني» .. الخ. وفي موضع آخر من النص يقول: «الكنانة» اكرمت نزلي... إن حبيت أو مت في العزل.. ده المقدر طبعو في الازل. وايراده هنا للكنانة- أي - مصر لا يحتاج كثير اجتهاد - ويختم رسالته المرسلة من مشفاه ومعزله لودمدني ولعزيزات له في تخومها بـ : غايتو بختم نفثتي الخطرت بي تحيه من حشاي شطرت.. للتدور والطارية والماطرت.. وسلاما ما الغصون خطرت. رابعاً: وبمناسبة هذه الأغنية أرجو أن أورد هنا أني وبامعان النظر في النص فقط- إذ ما أنا إلا مستمع محب ولست بالباحث ولا المدقق.. أقول حسب رؤيتي رأيت بعض تصحيف في الكتابة وحين سألنا حاوي الوصب من خمايل قرية القصب.. قالو جات سيرتك على النصب.. ونحناب ين «الرضوة والقصب» وما أراها إلا: بين «الرضوة والغصب» أي : ينال شيئاً عن رضى وآخر مغصوباً وأظن القاريء يدرك بفطنته ما أرمى إليه إن استحضر ما تعنيه «قرية القصب» في أول المقال ولا أزيد.. وأرى تصحيفاً آخر في قوله: صنفه بعدها قالن إن تصب.. تربط «الأحلام» مع الخصب.. وأراها «الأمحال» مع الخصب.. وهما الضدان.. وقد أكون مخطئاً وأقبل تماماً من يصوبني عن بصيرة لا «أخنق فطس». ختاماً أقول لأخي دكتور عبد اللطيف أرجو أن يثمر إختلافك مع الاستاذ عوض في اصول ثقافتنا أنت وغيرك من الفحول أمثالك في هذا المجال أن يثمر فائدة نجنيها نحن القراء والمستمعون وأقول للاستاذ عوض أرجو يا أخي الا تثبت آراءك وتبثها كمسلمات ما لم تتحقق منها تماما لان السودان كله يتعلم منك عبر الاعلام ولك وللدكتور عبد اللطيف ودكتور مرتضى ودكتور حمدنا الله والاستاذ ابراهيم إعزازاً وشكراً ورحم الله الشيخ المعلم بادي.