الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري

Quote: الاخ / عابدون تحياتى الاخوان بالبوست السلام وعليكم ورحمة الله وبركاتة سوف اقص ليكم قصة من الواقع تعبر عن حزن وأمل فى الحياة :- فى يوم جلست فتاه فى عيادة الطبيب تنتظر نتيجة الفحص ، وكانت تستعجل أنها مدعوة إلى حفلة ، لم تكن تفكر فى طبيعة النتيجة بقدر ماكانت تخشى من تسرب الوقت وفوات موعد صالون التجميل ، فهى لم تكن تجد فى التحليل الذى تنتظر نتائجه سوى إجراء احتياطى جاء نتيجة رغبة الأهل واهتمامهم بأمرها ، والافهى لا تحس باى عارض مخيف ولاتشعر من المرض بما يريب ، عدا بعض الالام الطفيفة فى المفاصل ، واخيراً استدعيت الى غرفة الطبيب ، فدخلت عليه وهى مستعجلة انهاء الامر والاسراع فى الخروج ، وفوجئت عندما دخلت بسحابة من كابة تزين على وجه الطبيب الأمر الذى دعاها عندما سألها: هل انت صاحبة التحليل ؟ تقول : كلا انها ابنتى فقد اردات ان تعرف الحقيقة ولعله سوف يتحفظ معها لوعرف انها صاحبة التحليل ، ووقفت امامه تنتظر ، فأشارالى كرسى هناك وطلب منها ان تجلس فجلست وقد بدأ الوجل يتسرب الى نفسها ، وتطلعت اليه بلهفة ولكن ليس من أجل الخروج فى هذه المرة بل من اجل فهم الحقيقة قال : لماذا لم ترسلوا رجلاً بدلاً عنك لا خذ النتيجة قالت : لأننى كنت مارة من هنا ولهذا لم نجد ما يستدعى ارسال سواى ثم اننى اتمكن من ان اسمع الحقيقة مهما كانت . سكت الطبيب وهوينظر اليها فى جد مشوب با لأسف ثم قال : إن هذا يؤكد أنك فتاة مثقفة فاهمة لطبيعة الحياة ، قال : هذا ثم سكت ، فسرت فىجسمها رعدة من الخوف وتساءلت كيف ؟ وماذا تعنى يادكتور ؟ قال : إن نتائج التحليل تشير الى وجود مرض فى الدم قال هذا ثم سكت ، فلم تجد الفتاة حاجة لان تستزيد او تستوضحه اكثر ، فرددت فى فزع قائلة : سرطان ؟ سرطان ؟ لم يرفع الطبيب رأسه وبقى ساكتاً فى ألم من اجل هذه الاخت المصابة ،وكان هذا السكوت بمثابة حكم بالإعدام عليها فغمغمت تقول فى شبه حشرجة : أه أه لقد انتهيت إذاً هنا عرف الطبيب انها كانت تكذب عليه ، نعم عرف ذلك ولكن بعد فوات الأوان فرفع اليها وجهة ونظرة حنين وقال : إننى أسف ، لماذا كذبت على يابنتاه ؟ ولكن على كا حال فإن الموت والحياة بيد الله وكم مريض عاش وصحيح مات كانت الفتاة تشعر بان روحها أخذت تغور الى الأعماق وان يداً فولاذية امتدت لتشد على قلبها فتعصره بقساوة ولكنها استجمعت فلول قوتها وهى تقول : ارجو المعذرة يادكتور وشكراً فردعليها الطبيب مشجعاً كونى قوية ومتفائلة ، فإن الطب لا يزال فى تقدم ولعل المرض الذى لا يوجد دواء له اليوم سوف يوجد دواؤه غداً ولهذا فإن الأمل لا يزال موجوداً وسوف ابحث عن احدث الافكار الطبية لعلى أجد الدواء المطلوب ولهذا فأنا ارجو ان تتركى لى رقم هاتفك يا بنتاه وبطريقة روتينية ذكرت له رقم الهاتف فهى لم تكن تعى ماتقول اوما يقول فقد كانت تعيش أثارالصدمة فى عنف ومرارة ثم اعادة عليه كلمة الشكر وخرجت وفى البيت ، كتمت الحقيقة فلم تمن تعرف اوتقوى على ان تتحدث عنها ثم انها وجدتهم فى شغل عن ذلك بالاستعداد للذهاب الى الحفلة ، وسألتها أمها قائلة : ألم تمرى على الدكتور ؟ ثم لماذا لم تذهبى الى الصالون ؟ كان السؤال عابرا غير منتظر الجواب ولهذا فقد ردت عليها باقتضاب قائلة ؟ لأ ننى لن اذهب الى الحفلة ، قالت هذا وصعدت الى غرفتها واغلقت الباب من الداخل ثم استلقت على السرير بكامل ملابسها واصوات اهلها تصلها وكانها تاتى من وراء بعد سحيق ، وكان صوت الريح يطرق أذنها فتجد فيه عزفاً جنائزياً حزيناً وكأنه العويل الذى ينعى إليها شبايها وحياتها الفتية حتى غرفتها الحبيبة إليها أصبحت تجد أنها غريبة فيها ما دامت راحلة عنها بعد قليل ، والبيت ؟ إنها أصبحت ضيفة فى هذا البيت سوف تتركه مجبرة لكى يحل اخرون مكانها فيه يذكرونها فترة ثم ينسونها بعد حين ، وحاولت أن تبكى فلم تسعفها الدموع فهى تريد أن تفكر ولا تريد ان تبكى ، تلفتت حولها فى ألم وجدت الستائر التى بذلت الكثير من الجهد حتى حصلت عليها والتى فتشت عن أحلى واحدث تصميم لخياطتها ، وهذه الستائر سوف تبقى لتذهب هى إلى غير رجعة فماذا يهمها الأن لو كانت من خام أو كتان ؟ إنها ذاهبة عنها ومخلفتها لسواها ، ليتها مابذلت الجهود من اجلها ، ليتها وفرت ذلك الوقت والمال لشيء يفيدها فى محنتها هذه ، وهنا بدات تفتش فى ذاكرتها عن شيء لعله يفيدها : ماذا ؟ إن لديها كل شيء الشباب .. والجمال .. والثقافة .. والمال .. والأثاث .. ولكن هل يفيدها شيء من ذلك او يدفع عنها خطر الموت ؟ كانت تتمنى لو تصبح موظفة تتقاضى راتباً ولكن هل سوف ينقذها راتبها من الموت ؟ خطرت لها فكرة سارعت الى الهاتف وكان البيت قد اصبح خالياً إلا منه فقد ذهب الجميع الى الاحتفال ، فاتصلت بطبيبها وتساءلت فى لهفة قائلة ؟ لو ذهبت الى الخارج هل سوف أجد علاجاً شافياً هناك ؟ قال : ليس هناك من جديد إنها أتعاب وخسارة من دون فائدة ، فأغلقت سماعة الهاتف وجلست على المقعد بجوار الهاتف متهالكة .. حتى حتى راتبها لا يغير من الواقع شيئاً ثم نهضت تتجول فى ارجاء البيت وكانها تريد ان تودع هذه المعالم الحبيبة إليها وألقت نظرة على الحديقة الحبيبة وقالت ليتها تعلم أننى راحلة .. ليت هذه الأشجار تعلم أننى راحلة .. أه ليت كل ما حولى يعلم باننى راحلة ثم ليتنى كنت أعلم بأننى راحلة ، إذاً لما عشت الحرص على الدنيا ولما استشعرت الفخر والغرور .. نعم ليتنى كنت أعلم باننى ضيفة فى هذه الدنيا إذن لما خدعتنى بخداعها ولما غرتنى بزخرفتها ، وهنا تهاوت على مقعد الى جوارها وكانها توصلت الى الحقيقة التى كانت تجهلها وقالت : ماذا أخذ معى ؟ وهل أخذ معى شيئاً سوى الأكفان والأعمال ؟ ولكن ماهى الأعمال التى سوف تصحبنى خلال هذه الرحلة البعيدة ؟ لا شيء ، نعم لا شيء سرح بها التفكير بعيداً الى نصائح صديقتها عندما كانت تحبب أليها طاعة الله قائلة : (( فتزودوا إن خير الزاد التقوى )) أنها حال الروايات تشعر باهمية خير الزاد فى حاجة الى عمل صالح تقدمه بين يديها أمام الله ، بماذا تجيب يوم الحساب ؟ كيف سوف تطلب الرحمة من ربها وقد عصته فى أبسط الأشياء ؟ كيف سوف تأمل العفو من خالقها وهى لم تستجيب لأمره خلال مسيرتها فى الحياة ؟ ليتها كانت قد قرأت القرأن بدل الساقط من الروايات .. ليتها كانت قد تعرفت إلى دينها عن طريق الكتب بدلاً من طريق التعرف إلى مسارح هوليود عن طريق المجلات . وأستمرت الفتاة تقول : ليتنى .. ليتنى ما أسخطت فلانه ولا اعتديت على فلانه ، ليتنى ماكذبت على أحد ، ليتنى ما استكبرت على فقير ولا استعليت على مسكين ، ليتنى أعيش من جديد لكى أصحح أخطائي واعمل بما يرضي ربي ، لقد عبدت أهوائي ورغباتى وتجاهلت عبادة ربي ، ليتنى أعيش الى فترة عسى أن أكفر عن سيئاتي ، وخطرت ببالها أية سمعت جدها يقرؤها يومياً : (( حتى إذاجاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورأئهم برزخ إلى يوم يبعثون )) فقالت وكانها تناجي ربها بذلك . كلا إنها ليس كلمة عابرة أعني ما أقول يارب .. وهنا وخلال مناجاتها رب الرحمة انهمرت الدموع من عينيها بحرقة وغزارة وأسندت رأسها إلى يدها وأخذت تبكى .. نعم تبكى ولكنه بكاء ندم وليس بكاء ألم ، ورن جرس الهاتف فقامت إليه متثاقلة ورفعت السماعة لتقول : نعم وكان صوتها متهدجاً قد غيرته الدموع فجاءها صوت يقول : لو معك الدكتور ؟ قالت : الفتاة نعم انها انا يادكتور، فاندفع يقول فى فرحة صادقة : نهنيك السلامة يا بنتاه .. أنه اشتباه انك سالمة والحمدلله وأذهلتها الكلمات فلم تعد تعرف بماذا تجيب ورددت وكأنها فى حلم قائلة : سالمة وكيف ؟؟ لعلك تهزأ بي يادكتور ؟ قال : معاذ الله أن أكون هازئاً ولكنه اعتذار وصلني الأن من المشرف على التحليل يشرح فيه أنه وقع فى خطأ إذ سجل اسم مريضة أخرى وهاهى نتيجة تحليلك سالمة من كل ما يضر فاحمدى الله على سلامتك يا بنتاه رددت الفتاة : معه كلمات الحمد قائلة : الحمدلله وشكراً لك يا دكتور . ثم أغلقت سماعة الهاتف وهي تحس بأنها تحيا من جديد وتذكرت ما عاهدت الله عليه وعرفت أنها نجت من موت وان الإنسان ضيف فى هذه الدنيا مهما طال به الأمد فكان أول عمل قامت به توجهت إلى القبلة لكي تصلي صلاة المغرب والعشاء بعد أن بعد بها العهد عن الصلاة وحين أنهت من أداء الفريضة عاهدت الله من جديد أن تبقى متمسكة بكل ما أمرها به من صلاة .. وصيام .. وحجاب .. وان تترك كل ما نهاها عنه ، ولأجل ألا تنسي ، خطت هذه الأية المباركة وجعلتها على جدار غرفتها : (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركتُ كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يُبعثون )) ووضهت فى الجهة المقابلة الحكمة التي تقول :-(( تب قبل موتك بيوم ولماكنت لا تعلم متى تموت فكن تائباً على الدوام )) ورباً يجعلنا من التوابين جميعن يارب ويشفينا ويشفى كل المسلمين ، امين .. امين .. امين ولكم الود اخوتى اخوكم خالد درق ... دبى