الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري

Quote: الشوّاية :- في يوم مع نهاية المغارب وبداية الليل دخلت الحلة فوجدت من بعيد دخان متصاعد فشّمرت وزدت السرعة واقول الطف يارب وعند وصولي لقيت الدخان ممزوج بروائح جميلة تعطر سماء الشعبية فضحكت بيني وبين نفسي وقلت المغتربين ليهم الله وعيشت السوق ومثل هذه المناظر محرومين منها صراحة وجدت الجو مكندك بالدخاخين والنجوم بدت تطلع تلالي وتلمع والملائكة مجتمعة لتوزيع الاجور والثواب فسألت الشباب الحاصل شنو قالوا والله نحن كل يوم في جنس ده وفلانه دي بالزات من الليل يدخل دي الحالة عشان كده مُسمنها الشوّاية فقلت ليهم دخان ام رشيم عاقباهو خُمرُو وطيبو جنب الحفرة جيت راجيها تقضي تسيبو الخلى العشوق من بوخها دارو طبيبو توب القرمصيص في جوفي سوه دبيبو الشباب ما فهموني لانهم لم يشوفوا دنيا اي لسع ما غنوا ليهم ياعديلة يابيضاء ويا ملايكة سيري معاه وهذه صراحة دنيا اخري وقيل ما قيل بها وكتب ما كتب فيها من اهلنا الزمان عن حفرة الدخان وفوائدها اتاري زمان حريم الحلة لما يشاكلوا (حسن الفحامي ) طلحك وشافك مسوس وما عارف شنو وشنو لكن والله معاهم حق .وحفرة الدخان توجد في كل بيوتنا اذا كانت في المدينة او الارياف وهذا مايميز النساء السودانيات عن باقي النساء في الدول العربية اي كل العالم وانا في نظري النساء السودانيات من افضل النساء بِرًا بأزواجهم يتحملون النار لكي يسعدوا ازواجهم بالساونة المجانية (حفرة الدخان ) والجيه في الهواء الطلق وعندما يبرد الليل (ستار ياليل ) فتحول الجسم الابيض الى مُصفر اي مُذهب والجسم الاسمر الى كاكاويا فيصبح الجسم مجلي ورائحتة طيبة . وزمان قبل فيضان ستة واربعبين الذي تغنى له (مبارك حسن بركات ) فنان الحقيبة عندما قال مخاطبا البحر وزعلان(كشفت العرائس ) كتب (ود المجذوب )قصيدتة المشهورة عن حفرة الدخان وقال وحفرة بدخان الطلح فاغنة === تندي الروادف تلوينا وتعطيرا لمحت فيه وما امعنت عارية === تخفي وتظهر مثل النجم مزعورا مدت بنانا به الحناء يانعة === ترد ثوبا الى النهدين محسورا قد لفها العطر لف الغيم منتشرا=== بدر الدجى وروى عن نورها نورا يزيد صفرتها لمعا وجدتها === صقلا وناهدها المشدود تدويرا الله يجازيك يا (ود المجذوب ) يعني المغتربين لازم يمشوا السودان عشان يشوفوا المنظر الجميل ده والقصيدة طويلة وهاكم دي كمان بتقول تبنت حفرتها السمحة جات تتدخّن اوقدت الطلح جاب بوخوا عكلت وسخّن ونادت صاحبتها قعدن يمين ما نخّن وبعد البوخه عجنن دلكتهن واتلخَن اقعد ساكت ياشمس الدين الكلام ده مهداه للاستاذ فيصل عبد الله محمود وديل زياده هاك تبنت حفرتها زيرا قديم وممتّن اوقدت الطلح بوخاتو للحيل بتّن ونادت صاحبتها ملصن دهوبن وختَن وبعد البوخة جرن التياب اتغتّن الله يديها العافية الشواية ويسعدها في حياتها اذا عبقت وعطرت سماء الشعبية بالروائح الجميلة وترد لها الروح عندما تحس انها قد تموت عطشا . قلت لي اخوي يا عبدون شمس الدين ماشي السودان في الضحية بس لو مشى حلت ناس (الشواية )قول ليهو اعمل حسابك الاولاد الهناك صغار وما عارفين حاجة وما فاهمين الحاصل شنو . ودي عشان خاطرك ياشمس بتقول دخان ام رشيم عاقباهو خُمرة ضُفرة زي كلب القنيص راجيها جنب الحفرة السبب البخلي الزول ينوم في الضُفرة توب القرمصيص ياهو البفك الشفرة والله ناسنا القدام عليهم حكم الدنيا ودي من عاداتنا وتراثنا الجميل والموضوع اي القصة طويلة عٍِلا شايف (ود حمد ) بأشر لي وهو يعلم بأني محمي من امريكا و بواسطة (ود الدكتور) والله ياجماعة الشعبية بقدر ما بها اشياء تحزن ولكن بها اشياء جميلة ورائعة وتفرح وللقصة بقية نتمها وللا. لا . ملحوظة قالوا المغتربين اكتشفوا ليهم حاجة اسمها الرحالة (حفرة دخان متحركة ) ودمتم ....... وليد عبد اللطيف