الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري

Quote: Green Text سكرات الموت : في يوم ملبد بالغيوم ينذر بمطر غزير, انتابني إحساس بحلاوة الحياة وتخالجني خلال ذلك الإحساس نوع من أنواع صفاء النفس , فقررت بيني و بين نفسي أن أصل رحم من قطعني و هو احد أصدقائي القدامى من أبناء حلة (الصداقة). لبست أفضل ما عندي من ملابس و تعطرت بأفضل العطور لا اعرف لماذا ؟؟ هل لأظهر كمغترب حقيقي أم لأقول لصاحبي أن حياة الاغتراب مترفة و جميلة بالرغم من يقيني أنها خاوية و جوفاء.........المهم خرجت من البيت بخيلاء و أنا امني نفسي بجلسة ذكريات الصبا و هممت بفتح باب ( العربة) لأسمع صوت جهور من خلفي يناديني يا ولد!! التفت بسرعة و أنا مكفهر الوجه من ذلك الصوت الذي نعتني بالولد!! إذا بهم ثلاثة من الرجال الطاعنين في السن يجلسون علي (بنابر ) تذكرك بعبق التاريخ و تتوسطهم تربيزة من النوع الحديث عليها بقايا شاي .... ابتسمت حين وجدت أولهم قد بلغ من العمر عتياً و ثانيهم لا ينقص عنه كثيراً, أما الثالث فأحسست بأنه يمثل حلقة الوصل بين جيلنا و جيلهم - زى أخونا (عبدون)..... ابسط يا سآتي ....هه هه هه... ابتسمت لان الإحساس بالدونية وسط هؤلاء عزة فهان علي نعتهم لي بالولد. تراجعت عن فتح الباب و ذهبت في اتجاههم و أنا متوجس من سبب مناداتي. سلمت عليهم فرد كبيرهم ببرود زادني توجس فيما التزم البقية الصمت. قال كبيرهم: أنت ود منو ؟ اعتقدت للوهلة الأولي من السؤال أن زينتي أعجبتهم و عطري قد ازكم أنوفهم فهممت بالإجابة بسرعة إلا أن برودهم في رد السلام حشرج الحروف في حنجرتي فقلت بصوت خافض :ود نقد سكت عمنا الكبير برهة إلي أن قطع ذلك الصمت صوت ثالثهم قائلاً: عمك دي يا ولد من الناس الناضلو من اجل بناء المساكن الشعبية. أحسست من هذا التقديم بان هناك مؤامرة تحاك ضدي و لكن لماذا؟؟ قلت تشرفنا و أنا سعيد لأتعرف عليه قال أوسطهم - و قد صدمني لأنني أحسست بأمان تجاهه: أسي لو سألناك (قاشر) كدي انتو عملتو للشعبية شنو؟ ألان صحصح الحق و بدأت الأمور تنجلي و فهمت أن( قشرتي) على نعت أوسطهم قد استفزتهم و أن هناك حرب أجيال في طريقها للاشتعال. استجمعت كل قواي العقلية لأرد عليهم وبدأت انظر حولي لأجد أي علامة انسبها لجيلنا فارتد إلي بصري خائباً و هو حسير..... تذكرت و أنا بين هذا و ذاك الحدائق التي تم إنشاءها ببعض المربعات بالحي و آخرها حلة فريق (الصداقة) فقلت كمن وجد كنزاً : الحدائق يا خال. رد كبيرهم بتهكم ...حدائق!!!!حدائقكم التي لا تثبت علي حال يوم خضراء و يوم صفراء و يوم مرتع لما تبقى من أغنام الحي! وقع علي الرد كالصاعقة فهؤلاء يعنون ما يقولون, و يبدو أنهم أعدو لهذه المعركة... أسرعت قائلاً في تمويه مني : طيب سفلتت الشوارع يا خال. رد بسرعة أوسطهم الذي طرد الأمان من قلبي نهائيا تجاهه: يا ولد انتى قايلنا خرفنا ولا شنو؟ هم شارعين بس , الأول بفصل الشعبية من شمبات و الثاني بفصل حلة فنوس من الشعبية و الاتنين عملوهم عشان يفكو الخناق على تقاطع شارع المعونة مع الأزهري للناس الماشة امدرمان......و أردف... قال أسفلت قال. تلفت يمنة و يسرة علني أجد من يساعدني في هذه الورطة! و لكن لا حياة لمن تنادي..... قررت أن ارمي بأخر ما عندي فقلت : إنارة الطرق يا خال!! رد كبيرهم بتبرم لسذاجة الإجابة : يا ولدي حتى أعمدتكم العملتوها لما تقارنه بالأعمدة القديمة تلقاها مايعة و ما موزونة .......و انفجر ثلاثتهم في ضحك هستيري لا يليق بأعمارهم إلا انه جعلني أترنح و ينتابني دوار شديد أفاقني منه سوداني يجلس بجواري قائلاً : يا زول مالك بتكورك؟؟ قول بسم الله!!وقبل أن أرد عليه قاطعنا صوت المضيفة و هي تطلب ربط الأحزمة لأننا على مشارف مطار الخرطوم!!! اخرج الذي يجلس بجواري زجاجة عطر لزوم الوصول و تكرم بمده لي و قال وهو يظهر آخر أضراسه: تفضل بس الخال دى منو؟ قلت له شكراً و عشان الخال دى أنا تأني ما بتعطر............... هلا جعلنا حلا لمشكلة العطر هذه يا حلوين!!! دمتم بود،،،،، مجدي نقد ,,,, حلة الشعلة