يجب أن يستقيل د.كمال عبيد ويخضع للمحاسبة القانونية على تصريحه المخيف!!!

Quote: بروفايـــــــــــــــــل..د. كمال عبيد: الإبداع الحقيقي لا يستحي الأضواء 28 / 06 / 2009 06:57:00 حجم الخط: د.كمال عبيد قد يكون قلب الرجل واجهة مضيئة تعكس ما يحمله في الدواخل من شيم ومميزات، فالحضور والتلقائية هي المغنطيس الجاذب للآخرين وكاريزما القبول دائماً ما يتمتع بها المبدعون الحقيقيون، ويسقط في امتحانها أنصافهم. وجميل أن تكون واقفاً على بوابة الوطن العظيم لتحكي واقع مواطن عزيز تحت خيام الإعلام وأضوائه وشرف المهنة هو ردائها، فالرجل ألبسها زياً قومياً ناصع البياض، الخرطوم : صباح محمد الحسن ومنحها ألقاً وبريقاً جعلها ترتقي إلى القمم. وتتعدد المزايا والمميزات على طريق تعدد الثقافة والعلم، والفهم والإدراك. وتبقى اللغة وحدها هي التي تحكي عن شخصيات أخذت من البراحات دور خاصة زينتها بجميل التعامل وكثير الثقة، حتى طفحت مواعين التفوق وفاضت على منحدرات التميز، لتنبت شجرة النجاح وتؤتي أكلها كل حين. الدكتور كمال عبيد رجل حمل الجينات القيادية منذ شبابه، فقد كان الرجل يحمل هم أسرته بعد رحيل والده، لذلك كان ولابد أن تخرج كفاءاته القيادية خارج نطاق البيت والأسرة لتتسع مساحاتها فالناجحون دائماً ما تضيق بهم الأمكنة. موسم الرحيل إلى العاصمة : حزم الحاج محمد عبيد أمتعته وسافر من الولاية الشمالية إلى العاصمة الخرطوم هو وزوجته، حاملاً معه الحنين والشوق إلى قريته الصغيرة (أم درق) بمنطقة جلاس بالولاية الشمالية. تلك المنطقة التي يمارس أهلها الزراعة وحصاد البلح وغيره من الحرف التقليدية كهواية مفضلة لإنسان بسيط لا يعرف قلبه سوى التسامح والإخاء والمحبة، تفتح البيوت أبوابها مشرعة أمام كل عابر سبيل. شيم ورّثها الأجداد للأحفاد، حتى صارت ميزة لأهل المنطقة بصفة خاصة، وأهل الشمالية بصفة عامة. والحاج محمد العبيد هو واحد منهم إلا أن ظروف العمل في السكة حديد كانت قد أجبرته على الرحيل من منطقة (أم درق)، فوظيفته عبارة عن حياة مليئة بالحل والترحال، مما يجعل المتعة هي التي تنمي الرغبة في حب العمل. وبعد تجواله في عدد من مدن السودان استقر الرجل في العاصمة الخرطوم في منطقة الديوم الشرقية، وبقي أهله هناك بالشمالية ولأنه جاء بحنينه وحبه للتواصل وعلاقاته الاجتماعية لم يكن غريباً بين أهل الديوم، الذين سرعان ما خلق له بينهم محيطاً اجتماعياً قوياً جعله واحداً منهم واستقرت الأسرة في تلك المنطقة العريقة (الديوم)، التي لا تختلف كثيراً عن أحياء الولايات، بتواصل أهلها وتمازجهم رغم أنهم من قبائل وأجناس مختلفة. واصل الرجل عمله في هيئة السكة حديد، رجل عصامي اعتمد على نفسه كثيراً حتى أنجب أبناءه وبناته، ففطمهم على الاعتماد على النفس، والتعفف في حياتهم. فلم ينس تلك القيم أبناؤه، خاصة ابنه كمال الذي وبعد رحيل والده حمل هم أسرته التي تتألف من (6) بنات و(4) أولاد بحكم أنه الأكبر سنا وأصبح مسئولاً مباشراً عن أخوانه الذين كان يهتم كثيراً بتعليمهم ودراساتهم. ويحاول دائما أن يجلس معهم ويسألهم عن أحوالهم كما كانت له اهتماماته الخاصة بالقراءة والإطلاع منذ الصغر، حيث كان يشترك في كثير من المجلات كمجلة العربي، والدوحة، وكان حريصاً على أن يكون أخوانه شركاءه في هذا الاهتمام. لذلك يمكن القول إن المناخ الأسري كان مشبعاً بأريج العلم، ودعاش الثقافة والإطلاع. درس كمال عبيد في خلاوي الفكي محمد أحمد بالديوم الشرقية، ومن ثم انتقل إلى مدرسة (الراعي الصالح) الوسطى وكان متميزاً بين زملائه بهدوئه وتفوقه الأكاديمي وظل محافظاً على هذا المستوى إلى أن دخل ثانوية الخرطوم الجديدة ومنها إلى جامعة القاهرة بالخرطوم كلية الاقتصاد، ثم نال لاحقاً الدكتوراه في مجال الدعوة. ظل كمال هو ذلك الرجل الذي نشأ مع أخوانه في أسرة متماسكة ومحافظة على عاداتها وتقاليدها، فارتبطت الأسرة بالجيران وأهل الديوم وأصبح البيت الكبير الذي يجتمع فيه كل أفراد الأسرة وهو محطة للتواصل، وحافظ فيه الأبناء على إرث الوالد الذي تأثر به كمال فقد أخذ عن والده الجدية التي تطغى على ملامح الوجه لتبدي طلته صرامة، ممزوجة بالوقار هكذا كان والده وهكذا هو كمال عبيد أما والدته فقد أخذ منها حب التواصل فقد كانت شخصية اجتماعية من الدرجة الأولى، وكمال هو أكثر أخوانه حرصاً على اجتماعياته رغم مشاغله الكثيرة و دائما ما يزور الجيران والأهل ويتفقدهم ويسافر إلى الشمالية لمواصلة أهله، أما الديوم فهو يحبها فهي بمثابة تاريخه وماضيه قضى فيها أجمل الأيام مع أهلها فهي أيام مليئة بذكريات الطفولة والشباب وبالحي كثير من الخالات هن بمثابة الوالدة يربطه بهن الاحترام والتقدير، والديوم التي يؤدي كمال فيها صلاة الجمعة ويجتمع بإخوانه وأولادهم كانت ومازالت هي الملاذ الآمن على الرغم من أن بيته الخاص هو أيضاً مفتوح للأهل والأصدقاء بالخرطوم والشمالية، ولكن حنينه أبدا لمنزل أسرته الذي يشعر بأنه الذكرى التي لا يمكن أن تسقط من ذاكرته، تحكي عن أب عظيم عمل وكدح واجتهد حتى ربى أبناءه، وأم حنون شملتهم بعطفها وعفوها حتى انتقلت إلى الدار الآخرة. وفي هذا البيت يأكل كمال عبيد (القراصة) ويشرب القهوة ويخلع جلبابه الرسمي، ليحكي مع أهله وأهل الديوم أحلى الحكايات والقصص فالأسرة أسرة متعلمة لها اهتمامات رياضية، حيث ينقسم إخوانه مابين مشجع للهلال، ومشجع للمريخ، وكمال مازال محافظاً على صداقاته حتى مع بعض الذين درسوا معه الجامعة لم تأخذه المناصب ولم تشغله المشاغل من مواصلتهم والالتقاء بهم. كمال عبيد مع أبنائه وأصدقائه : تزوج كمال عبيد من خارج نطاق الأسرة أي من قبيلة (الدناقلة) وله محمد كمال (طبيب)، وتقوى (طبيبة)، وأحمد طالب بجامعة السودان كلية الهندسة، ومحمود وتنزيل بالثانوي، وأيضا مؤتمن ومؤيد بمرحلة الأساس. وابنته الكبرى متزوجة، وله علاقته المميزة، مع أبنائه فهو صديقهم الذي يجلس إليهم ويحكي معهم، ويسأل عن أمورهم الخاصة، وهذا ما أكسبهم الثقة في النفس والاعتماد على الذات، وبيته هو بيت كبير يزوره الأهل والأصدقاء ويكتظ بالضيوف كبيوت العامة ليست به طقوس رسمية تحول دون اجتماع الأهل فيه فالأبناء متعلمون ومثقفون ولهم اجتماعياتهم وارتباطهم مع زملائهم وأصدقائهم. (علاقتي بكمال عبيد علاقة ممتدة لأكثر من ثلاثين عاماً علاقة إخاء وعمل وعرفته شخص ورع تقي صاحب عقل كبير وقلب كبير) هذا هو حديث صديقه الدكتور عبد الوهاب دفع الله الذي سألته عن كمال عبيد، وواصل حديثه بأن كمال من المبادرين في عمل الخير ويتميز بطرحه القوي وحجته المنطقية فرغم جديته إلا أنه رجل إنساني، له علاقة قويه مع الضعفاء فهو دائما ما يتفقد قوافل الطلاب ويزورهم ويشجع فيهم روح الإلفة والمحبة، ويضيف أن كمال رجل مبدع بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فعلى الرغم من أنه يبدو جادا وحاسما، إلا أنه رجل مسامح عفيف يحب دائما أن يرتقي ببيئة العمل ويطورها، وقد نختلف كثيراً في العمل والآراء لكن لا يمكن أن تحدث بيننا فرقه لأي سبب من الأسباب. وأنا أتحدث مع الدكتور عبد الوهاب انتابني شعور بأن الرجل يفخر بصديق عمره، ويحاول أن يحكي عنه الكثير. ويذهب بالحديث قائلا: إن الذي لا يعرفه الناس عن كمال أنه رجل لطيف يحب الطرفة، ويضحك مع النكات فهو يختلف عن شخصيته التي يعرفها عنه الناس كما أن له صفة أخرى، هي اهتمامه بأهله وأصدقائه وجيرانه فهو حريص جدا على زيارتهم، فتجدينه في المستشفى وفي المناسبات فهو من الأوائل والسباقين رغم مشاغله، ويرجع عبد الوهاب بالحديث إلى الوراء ويقول تربطني بكمال علاقة وصلت إلى البيت، وكنا نزور بعضنا كثيرا خصوصا بعد زواجنا فهو قد سبقني بثلاث سنوات، وتزوجت بعده فكنا نحرص على التواصل بصورة مستمرة، ولكن بعد ما أنجبنا أبناءنا، وكثرة مشاغلنا مازلنا نتواصل ولكن ليس كما كنا في السابق. ويمضي عبد الوهاب في حديثه عن صديقه د.كمال عبيد ويقول عرفته رجلاً مطلعاً يحب القراءة ويهتم بالأخبار وما تحمله الصحف، وعن أسرته يقول كمال مرتبط بأسرته ارتباطاً وثيقاً وله علاقة جيده بأولاده، رباهم كما يجب، وأنا احترم أبناءه كما احترمه هو. وهنا يصمت وكأنه يريد أن يقول لي إن الحديث عنه لا تكفيه مساحتك، ولكنه سرعان ما يعود ليواصل إن كمالا رجلا زاهدا فالمناصب لا تعني له شيئاً وأذكر أنه عندما سمع قبل ذلك في الإذاعة انه تم تعينه وزيرا للشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم، تقبل الرجل الخبر وكان أمراً لم يحدث أو أن جديدا يطرأ على حياته فسمع الخبر دون أن يعلق بكلمة. ومازال الحديث للدكتور عبد الوهاب الذي واصل قائلاً كمال رجل يميل إلى الحق كثيرا ويرجح كفته دائما كما لا ننسى أنه متواضع، يحب العلم فهو الذي درس القرآن برواية الدوري على يد أحد طلابه بجامعة أفريقيا العالمية يدعى حسن نجل، كما أنه ورغم أننا نتقارب في السن إلا انه المشرف على رسالتي للدكتوراه في التربية، وكان هذا مصدر سعادة وفخر لي. وعن احترامه للآخرين يقول عبد الوهاب إنه يحترم كل الناس بكل مذاهبهم وطوائفهم، وسبق أن دعوته لزيارة الشيخ الصابونابي، ولبى دعوتي وتعرف على أحد أبناء الشيخ اسمه الرفاعي وخلق علاقة طيبة معهم كانت ومازالت، وهذا يدل على أنه رجل أصيل يحترم الآخرين ويقدرهم. كمال عبيد الرجل والمناصب : عمل كمال عبيد في كثير من المؤسسات وترك في كل واد بصمة تختلف عن الأخرى، فهو الذي يحرص أن يتقن عمله ويضيف الجديد دائما إلى أي موقع يجيء له، أو منصب يتقلده. في بداية السبعينات عمل الدكتور كمال معلما بمدارس التعليم العام، وبعدها انتقل موظفا بإدارة القوة العاملة بوزارة العمل، ومن ثم عمل بشعبة الدعوة بالمركز الإسلامي الأفريقي، ومنها مديرا لمركز الدعوة وتنمية المجتمع بجامعة أفريقيا العالمية، وبعد ذلك شغل منصب عميد المركز الإسلامي الأفريقي بجامعة أفريقيا العالمية، ومن ثم عميدا لكلية التربية بجامعة أفريقيا العالمية. وهو مؤسس ورئيس هيئة تحرير مجلة دراسات دعوية (مجلة علمية)، وصدرت له عدة مؤلفات (رسالة إلى الشباب المسلم في أفريقيا )، و(العلاقات السودانية - التشادية وأثرها في نشر الثقافة العربية الإسلامية)، و(آفاق الاستثمار الثقافي في أفريقيا ودعوة لمساهمة رأس المال العربي)، و(دارفور الحقيقة الغائبة)، و(الخلافات الفقهية عناصر الاتفاق وضوابط الافتراق)، و(حرب بوش الصليبية.. موت من). دكتور كمال عبيد والإعلام: يبدو أن ثقافة الرجل واطلاعه واهتمامه بالكتب وقراءتها منذ الصغر هو ما ساعده كثيرا في مستقبله الحاضر الآن، فمنصبه الذي يتقلده (وزير الدولة بوزارة الإعلام) هو من أهم المناصب التي تقلدها بحكم أن الإعلام هو الذي تبنى عليه كل القضايا وهو المرآة العاكسة لوجه الوطن. فالرجل تميز بثقافته وحنكته ودرايته وقراءته الجيدة للأمور، عرفته قبيلة الإعلام بأنه رجل صبور يتحمل كل متقلبات السياسة وتضاريسها وأجوائها غير المستقرة، وإن كان البعض ممن لا يعرفونه يخشى جديته وصرامته، إلا أن قناع الصرامة التي ترتسم على محيّا الرجل سرعان ما يذوب الشعور به عند الاقتراب منه