عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 07:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2010, 02:05 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني

    الاخوة الاعزاء..
    في الربع الفائت ونسبة لإنشغالي الدائم لم أقوم بترحيل بوست (محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك والدور السوداني..!!) إلى هذا الربع وبالرغم من أن البوست خلق ردود فعل كبيرة للغاية داخل والخارج المنبر..
    واليوم أعود مرة آخرى لهذا البوست بنشر كل ما نشر في البوست السابق وليعذرني الاخوة الذي داخلوا فيه بالرأي لاندماج المداخلات مع الموضوع الأساسي في مكان واحد..على أن نواصل ما انقطع من حديث في هذا الموضوع.

    Quote: للتوثيق التاريخي ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك والدور السوداني..!!

    الاخوة الافاضل في المنبر العام..
    هناك الكثير من الناس أصحاب ذاكرة قصيرة لا تتعدي اليوم الواحد، وهناك الكثير من الاجيال الجديدة لا تعرف شيئاً عن المحاولة الفاشلة لإغتيال رئيس المصري محمد حسني مبارك في أديس أبابا..وهناك الذين لا يعرفون أصلاً أن السودان له علاقة بهذه المحاولة.
    هذا البوست من أجل التوثيق..وسأرفده بكل ما عندي من معلومات..خدمة لتاريخ السودان وللاجيال الجديدة..

    وفاتحة البوست مقال للزميل عثمان ميرغني كتبه في صحيفة (الرأي العام) ديسمبر 2006م واعتقل على اثره وهدد تهديداَ شديداً بأن لا يكتب مرة آخرى في هذا الموضوع.


    •النائب الأول هل حانت ساعة الرحيل ..! ؟
    عثمان ميرغني

    في ليلة "خرطومية" أمس الأول "الخميس " جلسنا في منزل المستشار الإعلامي المصري بالخرطوم إلى الصحفي المصري الشهير "مكرم محمد أحمد" رئيس مجلس إدارة دار الهلال المصرية . و كان طبيعياً أن تكون العلاقات المصرية السودانية أشهى طبق يقدم بين يدي الحوار العفوي مع الصحفي المصري الكبير و المقرب من الرئيس المصري و مراكز صنع القرار المهمة في مصر .
    و بينما كان "مكرم" يرد على بعض الأسئلة بدبلوماسية و هدوء ، خاصة التي تتعلق برأي مصر في إتفاق "مشاكوس" و تحفظاتها حول "حق تقرير المصير" لأبناء جنوب السودان سألته بصورة مباشرة عن السبب الحقيقي في رفض الرئيس المصري حسني مبارك استقبال النائب الأول لرئيس الجمهورية في زيارته الأخيرة إلى القاهرة و توقعت أن يمدد أسلوبه الدبلوماسي إلى متن هذه الإجابة و يسرد الأعذار الرسمية التي قيلت لتبرير الأمر ، لكنه على عكس ذلك تماماً انفعل وهو يرد عليّ مستنكراً "هل تريد من الرئيس مبارك أن يستقبل من رعى المحاولة التي استهدفته" ؟
    و لكي أحصل على تأكيد أكبر في إجابته رددت عليه متسائلاً مرة أخرى "هل ذلك هو تفسيرك للأمر ، أم أنه الحقيقة الرسمية" فازداد إنفعاله وهو يرد مرة اخرى "تلك هي الحقيقة الرسمية ، و يدهشني ألا تكون على علم بها" !!
    إجابة الصحفي الكبير "مكرم " و بمثل هذه الصراحة تحول كل التحليل الذي قلناه هنا أكثر من مرة ، إلى "علم اليقين" فهو ليس مجرد صحفي مهم في مصر ، بل ربما أحد صناع القرار في مصر من موقعه الكبير في السلطة الرابعة .
    كتبت هنا تحليلاً لهذا الأمر و قلت إن رفض إستقبال الرئيس المصر للنائب الأول ، ثم مقابلته في اليوم التالي لمبعوث الرئيس البشير مهدي إبراهيم وزير الإعلام "حينها" يعطي إشارة واضحة إلى أن موقف الرئيس مبارك "شخصي" مباشر ضد النائب الأول ، و أنه لا شئ يفسر ذلك سوى الإتهامات المكنونة في صدور الملفات الأمنية المعلقة بين البلدين و التي تتهم فيها مصر صراحة النائب الأول بأنه كان - على أقل تقدير - على علم بالتخطيط لمحاولة إغتياله في شوارع أديس أبابا عام 1995عندما كان الرئيس مبارك في طريقه لحضور جلسات مؤتمر القمة الأفريقي .
    لكن يبقى السؤال الأهم ، و لماذا استقبل الرئيس مبارك النائب الأول علي عثمان محمد طه في زياراته السابقة للقاهرة ، و التي احتفت فيها مصر به و بدا و كأنما تتجاهل أو تتغافل عن إتهامها السابق له . إذاً من الحكمة هنا قراءة التوقيت بصورة دقيقة قبل قراءة الحدث نفسه . و لأدلل لك - عزيزي القارئ - على خطورة توقيت الحدث و ما يتوقع أن يؤدي إليه من مالآت ، راجع معي هذه الخلفية (فلاش باك) للأحداث .
    "الإستراتيجية" المزعومة ...!!

    عندما أنفرجت أسارير العلاقات المصرية السودانية بعد إطاحة الرئيس البشير بشيخه الدكتور حسن الترابي في 12 ديسمبر/ كانون الأول 1999م بدا و كأن البلدين في طريقهما لتعويض ما ضاع من زمن في الخصومة البائنة و نشطت الزيارات المتبادلة بين البلدين و بدأت تصعد إلى الإعلام الرسمي العبارات التقليدية التي تتحدث عن العلاقات الأزلية و التاريخية بين البلدين . و فجأة برز بشكل "مستثار" قوي إلى واجهة الإعلام و السوداني بالتحديد حديث متكرر عن "إستراتيجية زراعية" بين البلدين..
    هذه الإستراتيجية "المزعومة" كانت في شكلها الرسمي تبدو مبادرة سودانية في حضن وزارتي الزراعة في البلدين ، و كان يمكن فهمها ببراءة لو ان في منصب وزير الزراعة في السودان رجلاً آخر غير د. مجذوب الخليفة .

    بقدر ما كان الإعلام - خاصة في الخرطوم - يضج بالحديث عن هذه الإستراتيجية بإعتبارها الوصفة السحرية لإعادة شباب العلاقات بين البلدين ، بقدر ما فشل هذا الإعلام في الإشارة إلى تفاصيل هذه الإستراتيجية .
    بذلت من جانبي - آنذاك- جهداً كبيراً للحصول على نسخة من هذه الإستراتيجية و بعد طول مكابدة في أروقة وزارة الزراعة في السودان حصلت على ورقة غريبة مثيرة للدهشة علقت عليها في حينها في مقال صحفي و قلت إن هذه الورقة هي اي شئ إلا "إستراتيجية" . فليس فيها من هذا المصطلح "إستراتيجية" إلا الإسم الذي كتب على غلافها . فهي "لا استراتيجية ولا يحزنون" على حد التعبير الذي اختتمت به مقالي حينها بل مجرد ورقة كتبت على عجل لإفتعال تحالف سياسي بين جناح من الحكومة في السودان و مصر في خضم الحرب الباردة التي كانت تدور بين أجنحة الحكومة في السودان . فمن مجمل الصورة التي ظهرت بها هذه الإستراتيجية من خلال زيارة رنانة إعلامياً قام بها وزير الزراعة السوداني مجذوب الخليفة إلى القاهرة و إجتمع فيها غلى رصيفه د. يوسف والي ، كان الأمر يبدو محاولة تحالف سياسي من "مجذوب الخليفة" ليستقوي بها في موقف نده النائب الأول علي عثمان محمد طه الذي كان قد نجح لتوه في الإطاحة بنفوذ مجذوب الخليفة .

    و كان مجذوب الخليفة والياً على ولاية الخرطوم ، و يطلق عليه الشعب السوداني من باب التحليل الشعبي لقوة نفوذه أنه "والي يعمل بماكينة رئيس جمهورية" ... و لم يكن أحداً يتصور أنه سيخرج من منصبه هذا إلا إلى الأعلى ربما سيكون نائباً للرئيس أو رئيساً في المستقبل ، لكن المفاجأة الكبرى كانت في التعديل الوزاري الذي خرج فيه "مجذوب" من مكتبه الحصين في ولاية الخرطوم إلى وزارة الزراعة ، وهي وزارة في العرف الرسمي تترك إما للأكاديمين غير الناشطين سياسياً أو السياسيين المطلوب تهميش دورهم و الإحتفاظ بهم في مناصب شرفية بعيداً عن النفوذ . (كما فُعل بالدكتور نافع علي نافع الذي كان رئيساً لجهاز الأمن فأبعد إلى وزارة الزراعة) .
    ربما ظن "مجذوب الخليفة" أن الحكومة المصرية سيكون لها تحفظ "كبير" على أية علاقات مشتركة بين السودان و مصر عبر النائب الأول الذي تتهمه مصر في محاولة إغتيال رئيسها ، و ربما افترض بذلك أن الدور المصري في السودان يحتاج إلى "رجل" آخر غير النائب الأول ليكون مركز الثقل الذي ترتبط به "إستراتيجية" العلاقات بين البلدين و تسنح بذلك الفرصة لمجذوب الخليفة للإلتفاف حول (نده) النائب الأول عن طريق القاهرة . لكن كل ذلك تمت الإطاحة به - بذكاء- بتدبير مضاد أعاد القوة إلى مركز النائب الأول . فقد حدث فجأة و دون مقدمات أن أعلن عن ترفيع اللجنة الوزارية بين مصر و السودان لتصبح لجنة "عليا" .. وهي عبارة تعني بروتوكولياً أن مستوى التمثيل في رئاستها يجب أن يرفع إلى مستوى النائب الأول في السودان يقابله رئيس الوزراء في مصر . و كانت ضربة أخرى ضد مجذوب الخليفة و نصراً جديداً للنائب الأول الذي ضرب عصفورين بحجر واحد فقد أصبحت مصر في كفة ميزانه السياسي في مواجهة فريق "مجذوب الخليفة" و أزال هواجس الملف الأمني الثنائي بين البلدين من آثار إتهامات إغتيال الرئيس مبارك . لقد بدا و كأن مصر قد تناست فاتورة "حادثة محاولة الإغتيال" و لكن اتضح لاحقاً انها أرادت فقط تأجيل سدادها و ربما بالتقسيط .

    قوية .. و لكنها ضعيفة ..!!

    قد يذكر القارئ الكريم أنني كتبت هنا قبل حوالي عام تقريباً أن الحكومة في السودان قوية "جداً" لكنها ضعيفة أيضاً . و ذكرت حيثيات لذلك أن الحكومة قوية لأنها تمثل تحالفاً بين المؤسسة العسكرية بكل جبروتها و قوتها و تماسكها و فصيل سياسي نشط و يحوز على كوادر حركية مقتدرة و سريعة الإيقاع و الحركة هي "الحركة الإسلامية" ، فهي مزيج من القوة و السياسة . لكن النظام ضعيف أيضاً لأن هذا التحالف يقوم على "مفاصل ضعيفة تعتمد على الأفراد" و ليس المؤسسات . فالبشر يمثل المؤسسة العسكرية ، و نائبه الأول علي عثمان يمثل الجناح السياسي المدني . و بينهما تلتحم كثيراً من مفردات هذا التحالف ، لكنه إلتحام "شخصي" يتمدد عبر الإتصال السياسي الموزون بين الأفراد في كلا المؤسستين العسكرية و المدنية .
    و قلت حينها في ذلك التحليل أن اية ضربة توجه مباشرة إلى أي من المؤسستين العسكرية و المدنية سوف لن تؤثر على إستقرار الحكم (كما حدث في العام 1997عندما اخترقت حدود السودان ثلاث دول مجتمعة و احتلت المعارضة بهم مناطق شاسعة في السودان و مع ذلك لم تسقط الحكومة بل و لم يهز استقرارها و كانت الحياة تمضي في الخرطوم و كأن شيئاً لم يحدث) .
    و لكن المشكلة ستكون في الضربة - أي الضربة - تستهدف المفصل الرابط بين هاتين المؤسستين . وهي مفاصل هشة لأنها تتكون من أفراد لا مؤسسات .

    و هذا بالضبط ما يحدث الآن !!!
    مصر تضغط بثقل واضح على هذا المفصل الهش ، من المؤكد أن علي عثمان "النائب الأول" لم يعد شخصاً مرغوباً فيه من جانب مصر ، و هي عبارة كانت واضحة في اجابة "مكرم محمد أحمد" التي بدأت بها هذا المقال ثم في إستطراده بعد ذلك عندما ذكر أن مصر أبلغت الرئيس البشير صراحة أنها لا ترحب بشخص النائب الأول لا في زيارة مصر ولا في أي شأن مشترك بين البلدين .
    لكن النائب الأول بروتوكولياً هو رئيس الجانب السوداني في اللجنة المصرية السودانية العليا المنوط بها رسم سياسات العمل و العلاقات المشتركة ، ولا يمكن أن تحول رئاسة هذه اللجنة إلى "شخص" آخر إلا إذا أصبح هذا الشخص الآخر "النائب الأول" .. أي إلا إذا ذهب علي عثمان إلى موقع آخر . و لكن الموقع الآخر "بعد منصب النائب الأول" لا يمكن أن يكون سوى "الرئيس" وهذا "محال" أو التقاعد و هذا "متاح" .
    وقد يكون ذلك تفسير التصريح المفاجئ الذي أدلى به النائب الأول قبل أيام عندما قال أنه مستعد للتضحية بمنصبه في أي وقت إذا كان ذلك فيه مصلحة للسودان .
    وهو تصريح يكتسب قوته من أن النائب الأول قاله في المرة الأولى خلف الأبواب المغلقة و مباشرة غلى الرئيس البشير ، ثم بعد ذلك كرره مرة أخرى علناً أمام الإعلام .
    فهل أدرك النائب الأول ، أنه فعلاً أصبح حاجزاً أمام تدفق "نيل" العلاقات الثنائية مع مصر ، و فضل أن يبادر هو بالابتعاد عن مجراه ؟ هذا ما سيظهر في الأسابيع القليلة القادمة .. !!

    ----
    نواصل بإذن الله
    من خزانة معلوماتي

    مرض النائب الاول..!!

    عندما كتب الصحفي عثمان ميرغني مقالته تلك في صحيفة الراي العام والتي ادت به الي المعتقل والتحقيق معه وممارسة التهديد , واصبح المجتمع الخرطومي لا يفتئ مناقشة اتهام على عثمان ومجموعته بمحاولة اغتيال الرئيس المصري, وكان الناس ما بين مصدق ومكذب , ولما كان النائب الأول المتهم الرئيسي بتدبير المحاولة وكان ترفع له التقارير عن ما تتناقله مجالس الخرطوم, تغيرت نفسيته كثيرا, اصبح عدوانيا حتي مع اقرب الناس اليه, وحتي يخرج من مشكلته تلك هدي الي السفر الي اي مكان خارج الخرطوم فكانت الولاية الشمالية, وبالفعل وصل الي هناك.
    اعد له حشد جماهيري كبير في الولاية حشدت لها الجماهير من كل صوب, وبينما كان يخاطب جماهير الولاية الشمالية ، ما لبث أن سقط على الأرض مغشياً عليه بعد أن ألقى خطاباً حماسياً هاماً وهو في طريقه من منصة الإحتفال إلى سيارته ، ولكن لم يسعفه قلبه المليئ بالهموم و الأحزان, سقط النائب الأول فى وعكته بصورة مفاجئة ، ثم أخطر الوالي ، و ثارت الدنيا في وجه الخدمات الصحية بالولاية الشمالية ، و لم يكن هناك بدٌ من الإستعانة بطائرة هيلوكوبتر مستعجلة هبطت حيث يستريح النائب الأول فأخذته إلى مستشفى ساهرون و إلى جناح خاص في الطابق الرابع حيث منع الزوار من زيارته حتى حين.
    شوهد كثير من أخصائي القلب في غرفة النائب الأول و على رأسهم الدكتور سراج أبشر و الدكتور أحمد بابكر و آخرون من مركز السودان للقلب و مركز أحمد قاسم مما أشاع حقيقة أن النائب الأول قد أصيب بالفعل في قلبه إصابة ليست باليسيرة.
    1. هل هي ذبحة صدرية أدت لموت عضلة من عضلات القلب
    2. هل هي جلطة مصدرها القلب سلكت طريقها إلى المخ فأدت إلى ضعف نسبي في الجانب الأيسر للجسم
    3. هل هي جلطة مفاجئة في المخ
    4. هل هي إنسداد جزئي أو كلي في أحد شرايين القلب الهامة .
    لا أحد في السودان تجرأ على تفسير ما حدث ، رغم وجود تغيرات في رسم القلب ، و رغم فقدان نائب الرئيس لوعيه في الحادثة و لمدة ثلاثة دقائق ! ورغم تأويلات الكثيرين الذين قالوا أن النائب الأول لم يعد يستطيع التحرك بطريقته المعهودة .

    قضى نائب الرئيس في ساهرون أربعاً و عشرين ساعةً ، قبل أن تخصص له سودانير طائرة خاصة ، له و لحاشيته ، و أسرته فرافقه حرسه الشخصي و مدير مكتبه و الدكتور سراج أبشر أخصائي القلب ، و على الرغم من أن الحكومة قد وجهت وسائل الإعلام أن تبرز مشاهداً تطمئن المواطنين على صحة النائب الأول ، إلا أن الكاميرا حذفت مشاهد نزول النائب الأول من سيارته و صعوده للطائرة . و على غير العادة عندما يودع الرؤساء مضيفيهم فيكون آخر شخص في الطائرة ، كان النائب الأول يلوح بيده اليمنى وهو محاط بسياج من معاونيه يمنة و يسرة وعلى سلم الطائرة .و لكن ثم ماذا بعد ...
    فالرحلة لن تنتهي في الأردن ، لأنها لم تبدأ هناك ، و حتى و إن أصابت النائب الأول هذه الوعكة الطارئة ، فلن يمنعنا ذلك من تسليط الضؤ على أهم جوانب حياته المليئة بالهموم و الأحزان ! و ما ذلك إلا لأنه ما يزال هو الرجل الأقوى في حكومة البشير ، و أنه عرّاب الإنشقاق الأول و أنه القائد الذي لا يواجه أحداً بالخصومة أبداً .و لقد بدأ النائب الأول في العام 1971 ، مسيرة قيادته لتنظيم الإتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم ، و كان الإتجاه الإسلامي حينها لا يقدم من يقود تنظيمه لقيادة الإتحاد ، و لكن الطالب علي عثمان صعد فجأة لقيادة الإتحاد, و كانت تلك ظاهرة فريدة ، أن يعجز المسؤول عن التنظيم ولا يستطيع أن يمنع نفسه من الفوز بمقعد رئيس إتحاد طلاب جامعة الخرطوم .و تقبلت عضوية الإتجاه الإسلامي النبأ ، و مضت تدعم رئيس تنظيمها وإتحادها و لا زالت العضوية تتذكر حين رفض الرئيس علي عثمان محمد طه أن يقود تلك المظاهرة الشهيرة ضد نظام الرئيس نميري قبل أن يرتدي "البدلة" المناسبة ، و كان التحدي للعضوية المنضبطة أن تتحصل على "البدلة المناسبة " ، في ظروف مظاهرات و إشتباك مع قوات الشرطة و بمبان ، و تم إستبدال أكثر من بدلتين لم تناسبان الرئيس ، إحداهما قصيرة و الأخرى كبيرة و الثالثة الأخرى كانت مناسبة ، و حينها وافق الرئيس علي عثمان بقيادة المظاهرة .
    لقد نجح الشيخ الترابي بأسلوبه الخاص ، في جعل نائبه علي عثمان محمد طه آملاً في تواصل الأجيال شيباً و شباباً .كان يمكن للإنقاذ أن تنفذ كثورة في أبريل 1985م ، و لكن قيادة التنظيم الإسلامي خارج السجون لم تفلح في ذلك ، و تذرعت بالخشية على السجناء إن هي أقدمت على إتخاذ قرار خطير كهذا .
    وهنا لا بد من استعراض حقيقة ملابسات قيام الإنقاذ في يونيو 1989م ، حيث كان من المفترض أن يبقى الشيخ الترابي سجيناً و لمدة أسبوع واحد فقط ، و لكن النائب الأول للشيخ الترابي آنذاك و للرئيس البشير حالياً رفض ذلك الأمر بشراسة ، و أعلن إن سجنه لا بد أن يستمر عاماً كاملاً و دون ذلك خرط القتاد . فتدخل الوسطاء و المقربون و كلهم أحياء شهود عدول فنجحوا في إطلاق سراح الشيخ السجين ، و لكن بعد 6 أشهر بعد أن كانت أسبوعاً .و بعد الإنقاذ رفض نائب الشيخ الترابي عودة الدكتور ( علي الحاج محمد) إلى السودان بعد أن أتم دوره و أرغى و أزبد غاضباً " لا تحضر إلى السودان ... لماذا تحضر إلى السودان ... يجب أن تبقى بالخارج حتى و إن إنتهت مهمتك " فمكث غير بعيد حتى عاد الدكتور متعجباً .و مضت الأيام ثقيلة على الإنقاذ ، و جاء النائب الأول وزيراً للخارجية و بالفعل سافر إلى مصر و إلى أمريكا حيث أجريت له عملية جراحية صغيرة في وجهه في مستشفيات أمريكية . وتطول الرحلة ويصبر على عثمان على شيخه الترابى صبراً كثيراً فيتجاوز الشيخ الترابى الخط الأحمر بإختياره للدكتور على الحاج نائباً له خلفاً للنائب الأول الجديد الأستاذ علي عثمان محمد طه ، لتبدأ فصول جديدة من رحلة قاسية للإنشقاق يرعاها ظاهراً و باطناً الأستاذ علي عثمان محمد طه .
    وفى مسيرة النائب الأول الطويلة ، يرى المواطنون العقبات التى إعترضت طريق الإنقاذ الغربى وتعثر خطواته ، وكيف أن النائب الأول قد لوح مهدداً للدكتور على الحاج بمحاسبته عبر البوليس الدولى ! ولكن الدكتور على الحاج تبسم قائلاً : خلوها مستورة ! وظلت القصة مستورة حتى فجرها اللواء سيد الحسينى عبد الكريم عندما قال ( إن هنالك مبلغ ثلاثة آلاف جنيه تورد فى كل جوال سكر لحساب النائب الأول شخصياً .. وبعدها مباشرة دفع الحسينى ثمن صراحته فطرد شر طردة من منزله الحكومى .ثم ماذا بعد :الأمريكيون و البريطانيون و المصريون ينشرون كل صباح أن الأستاذ علي عثمان محمد طه شخصياً ، متورط في محاولة إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك و معه ستة آخرون و آخرون يقولون سبعة .و على صفحات الإنترنت تنشر صحف عربية ، أنباء تسليم إسلاميين لليبيا تم إعدامهم في مطار بليبيا بتعليمات من النائب الأول شخصياً ، و عن إرتريين إسلاميين من حركة الجهاد تم إعدامهم في إرتريا عن طريق صفقات يرعاها عرّاب الإنشقاق .و أنباء تتحدث عن إغتيال المهندس علي البشير عضو لجنة التحقيق في محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك .و تتحدث الأوساط عن دور مصري و أمريكي و تعاون نشرته وكالات أنباء غربية عن تعاون وثيق مع جهاز السي آي إيه الأمريكي.

    فالمرض إبتلاء مثل السجن و التعذيب و الفصل و التشريد!
    و المستقبل الذي منع مرشح بيريطاني لرئاسة الوزارة بسبب ذبحة صدرية و جلطة في الدماغ ، هو واقع يثير الشكوك حول صحة النائب الأول وإمكانية القيام بدوره مستقبلاً ،وإذا صحت الأقوال أن المرض له علاقة بالقلب فأغلب الظن وكما يقول الأطباء أن الخطر سيظل قائماً وأن عقاقير كثيرة وبصورة دائمة لاتنقطع هى أولى خطوات العلاج إضافة إلى برنامج قاسى لمنع تكرار ماحدث ، فالإرهاق ممنوع ، و السفر مخاطرة ، و التوتر مرفوض ، و الهدوء مطلوب مطلوب . وهي صفات تتعارض مع منصب يحتاج لرجل في قوة و نشاط الأستاذ علي عثمان محمد طه قبل الوعكة .ولعله سيكون من الصعب على الرئيس أن يفكر في بديل آخرلنائبه الأول ، و لكن الشتاء القارس و شروط دانفورث الصعبة و تطورات الأحداث في جبال النوبة ، كلها قضايا ، لن يتحملها القلب المنهك للنائب الأول و لن يتحملها الرئيس البشير . و من يدري لربما يصعد قريباً نجم الدكتور عوض أحمد الجاز نائباً أولاً ، و يعود علي عثمان إلى سويسرا حيث الهدوء و العناية الطبية الفائقة.



    •الشاهد و القضية في محاولة إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك

    في بداية نصريحات الرئيس المصري محمد حسني مبارك وفي اول تصريح له بعد دقائق من نجاته من محاولة الاغتيال والتي اتهم فيها صراحة سودانيين بتدبير تلك المحاولة الفاشلة, نفي الرئيس السوداني عمر حسن البشير وعراب النظام الدكتور حسن الترابي نفيا بشدة تدبير السودان لهذه المحاولة وكانا يقسمان بالله صادقين انهم متأكدين تماما ان السودان بري براءة الذئب من دم بن يعقوب من محاولة الاغتيال الفاشلة, وكانا البشير والترابي في مجالسهم الخاصة يحاولون التحليل في ايجاد ومعرفة الجهة التي لها مصلحة في غياب الرئيس مبارك عن الساحة, وفي الغالب كانوا يتهمون الجماعة الاسلامية المصرية بتلك الفعلة وحتي عندما قال احد الاعلاميين انه ربما كان للمخابرات الاسرائيلية ضلع في المحاولة للقضاء على الرئيس مبارك ولكن حالما جاء النفي الموضوعي والمؤكد ان المخابرات الاسرائيلية ليس في مصلحتها غياب مبارك لانها لا تعلم القادم الجديد هل هو من الاسلاميين ام غير الاسلاميين, وكانت التقرير تشير الي ان الكثير من المؤشرات كانت تشير الي ان الرئيس مبارك اذا غاب سيكون الاسلاميون هم الاقرب الي الحكم في مصر, سيما وانهم يملكون بالحسابات الحقيقية لدي الحركة الاسلامية في السودان, يمكلون غالبية الشارع المصري والاتحادات الطلابية باكمها, والعديد من النقابات المهنية المؤثرة, فاسرائيل ليس في مصلحتها حاكم جديد غير مبارك.

    وما كان في خلد البشير والترابي مثقال ذرة من شك ان النظام الذي يسيرانه علاقة بالمحاولة الفاشلة, وعندما تفككت لهم العديد من الطلاسم وبدءت تتكشف خيوط المؤامرة الداخلية, كشفت لهم مصادر داخلية كان لها راي في مثل هذه الافعال , واخبرت الترابي في الاول عن حقيقة الذين قاموا بالمحاولة اغتيال حسني مبارك, ثم علم الرئيس البشير بال>ين دبروا محاولة الاغتيال المصري والذي كان يقسم عليها ان السودان بري منها, قام البشير باجراء داخلي ان شكل لجنة تحقيق في محاولة الاغتيال, وذلك لمعرفة الملابسات, والذين دبروها, والوسائل التي استخدمونها وقبل هذا وذاك الاسباب التي جعلت هذه المجموعة التفكير في تنفيذ اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك, و اللجنة تتكون من 9 الي 12 شخص من بعض الاشخاص الذين لهم علاقة بالمجموعة, والبعض لهم علاقة بالعمل الامني الخارجي, والعمل الامني الخاص الذي يتعلق بالحركة الاسلامية ومكاتبها الخاصة, و عين رئيسا للجنة المهندس احمد البشير وهو من المعروفين في وسط العاملين في الدوائر الامنية والتصنيع الحربي, ومن الذين لهم اسهامات في تأسيس العديد من الاحهزة والمكاتب المتخصصة, وكان رئيس اللجنة يعرف تماما ان مهمته اخطر مهمة يتولاها, انسان حيث يحقق في جريمة ارتكبها اشخاص ليس ذو نفوذ فحسب ولكن كل منها (داهية) وله تاريخ من المؤامرات والدسائس, وكان يعلم ان المجموعة من المستحيل ان تتركه ينفذ المهمة ويقضى عليهم وعلى احلامهم, فقامت المجموعة التي يقودها النائب الاول على عثمان محمد طه, والدكتور نافع على نافع المسئول الرئيسي عن الجهاز الامني السوداني , والدكتور عوض الجاز, كان احدي المسئولين من الدائرة التي تتحكم في القوات المسلحة والاستخبارات العسكرية, والمهندس صلاح عبدالله (قوش).

    ولما كان هناك بعض الاشخاص لهم علاقة بالموضوع او شهودا على بعض الفقرات في التفاصيل الدقيقة في عملية الاغتيال كان لا بد من تصفيتهم على وجه السرعة ان جعلهم صامتين, كان ذلك هو الشاهد على تصفية رئيس اللجنة الخاصةب التحقيق في محاولة اغتيال الرئيس مبارك.

    الشاهد هو - تاج الدين بانقا محمد أحمد من مواليد عام 1966 بولاية الجزيرة المناقل خريج جامعة السودان كلية الهندسة ميكانيكا عام 1993م . لقد كان الشاهد عضواً في المجلس الثلاثيني لإتحاد طلاب جامعة السودان عام 1989م و بعد تخرجه تنقل في الوظائف و عمل في مؤسسة مداخل , و طوال فترة حياة الشهيد المجاهد المهندس أحمد البشير كان أحد أقرب المقربين إليه من الأصدقاء .
    أما القضية فهي : قضية إغتيال الشهيد المهندس علي البشير أمام أطفاله و زوجته بضاحية الدروشاب بالخرطوم بحري بواسطة ألإراد من جهاز الامن العام.

    لقد عقدت حتى الآن 4 جلسات للإستماع إلى أقوال الشاهد المعني صديق الشهيد علي البشير المجاهد تاج الدين بانقا محمد أحمد ، على الرغم من أن تهديد جهاز الأمن لحياته أصبح واضحاً حتى لقاضي محكمة الدروشاب الذي عجز عن أن يمنع أفراد الأمن من أن يقتادوا الشاهد من داخل قاعة المحكمة إلى مكاتب جهاز الأمن العام بالخرطوم نمرة 2 جوار مقابر فاروق .
    ثانياً : ملابسات محاولة إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك :
    لقد نجحت المخابرات المصرية عبر عناصرها في إختراق مجموعة علي عثمان محمد طه الذي وافق على تنفيذ خطة إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا دون علم كل من الفريق البشير رئيس الجمهورية و الشيخ حسن الترابي.

    و بعد فشل العملية تكشفت الحقائق المرة تباعاً عبر تقرير لجنة التحقيق الذي شارك فيها بفعالية الشهيد علي البشير . و كنتاج طبيعي لتفاعلات المحاولة الفاشلة تم تنفيذ عدد من التنقلات فتم إبعاد د. نافع علي نافع من رئاسة الجهاز إلى وزارة الزراعة و نقل اللواء الدابي بديلا له . ثم أبعد مدير العمليات الخاصة بالداخلي صلاح قوش منقولاً إلى التصنيع الحربي و نقل د. مطرف صديق من العمليات الخاصة إلى وزارة السلام كما تم نقل حسب الله من الإدارة الأوروبية و الأمريكية إلى وظيفة دبلوماسي بسفارة السودان بفرنسا . و أبعد نصر الدين مدير المكتب التنفيذي إلى القاهرة دبلوماسياً في سفارة السودان هناك .
    ثالثاً : تداعيات محاولة الإغتيال الفاشلة و بداية حملة التصفيات الجسدية :
    لقد نجحت الحكومة المصرية في محاصرة الذين اتهموا بمحاولة الإغتيال في الخرطوم ، خاصة بعد أن بدأ صلاح قوش فعلياً في محاصرة كل المتورطين خشية أن يتحولوا إلى شهود ملك فتذاع الأسرار و يبقى بينهم و بين الإنتربول و محكمة العدل الدولية مسافة قصيرة .
    و بدون أية أسباب أو مقدمات أقدم المرحوم الطيب محمد عبد الرحيم أحد المتورطين في المحاولة على تصفية المرحوم عصام مستخدماً بندقية كلاشينكوف بدون تردد ، ليعترف بعدها مباشرة بأنه إرتكب هذه الجريمة فعلاً . وسط تفسيرات بأن صلاح قوش قد أوحى إلى المرحوم الطيب محمد عبد الرحيم بضرورة قتل عصام المتورط الآخر لأنه بدأ في تسريب معلومات عن محاولة إغتيال الرئيس المصري .
    و في فترة وجيزة حكم على المرحوم الطيب محمد عبد الرحيم الذي يتمتع بكفاءة و جرأة عالية بالإعدام و تم إعدامه في سجن كوبر قبل أن يبحث جهاز الأمن عن أية دوافع لهذا القتل العمد .
    ولقد وضح الأمر أن إثنين من المتورطين في المحاولة قد قتلا و بقى شهود آخرون لا بد من تصفيتهم .
    رابعاً : إغتيال الشهيد علي البشير :
    كيف تمت عملية الإغتيال و أمام أطفاله و زوجته ، الشهيد علي البشير قد تخرج في كلية الهندسة قسم الميكانيكا بجامعة السودان و ظل طالباً مثابراً محبوباً بين زملائه مبرزاً في المجال الأكاديمي ، وقد إلتحق برتبة جندي بسلاح المدرعات عام 1989م و كان يتولى دائماً المهام التأمينية الصعبة و شارك في العمليات العسكرية بالإستوائية ، كما أنه شارك في لجنة التحقيق حول ملابسات محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك . و عندما إلتحق بسفارة السودان بتشاد تولى التحقيق في صفقة شراء و بيع أسلحة تخص صلاح قوش مدير جهاز الأمن الوطني الحالي .

    لكل هذه الأسباب جاءت عملية الإغتيال عمداً و قصداً تؤكد ذلك تحريات رجال الشرطة و سير المحاكمة التي لم تنتهي بعد ، و موقع إطلاق النار و نوع المسدس و المعروضات من الذخيرة التي لم تنفجر لتؤكد أن محاولة إطلاق اولى قد فشلت و أعقبتها ثانية .
    خامساً : إغراءات للشهيد قبل إغتياله و لأسرته بعد الإغتيال :
    قبل إغتياله بعشرة ايام تلقى الشهيد العرض الأخير من صلاح قوش شخصياً ليختار الرتبة العسكرية التي يريدها و المكان الذي يريد أن يعمل فيه . ثم قبل ذلك قابل مدير العمليات الخاصة نصر الدين و ضابط ثالث هو الفاتح الجيلي و عندما فشلت هذه المحاولات تم إتخاذ قرار التصفية بإفتعال موضوع العربة التي لا يقتل بسببها حتى من يسرقها دعك من أن يكون قد تم تمليكها له .
    و بعد الإغتيال توالت محاولات الإغراء لوالد الشهيد الذي سبق و أن استشهد له شهيد هو منتصر أحمد البشير ثم لحق به علي أحمد البشير ، فلم تفلح محاولات وزير الداخلية عبد الرحيم محمد حسين و مدير الجهاز صلاح قوش و كوادر حكومية مختلفة لإغلاق الملف و القبول بأي تعويض في مقابل دم الشهيد علي أحمد البشير .
    سادساً : الشاهد تاج الدين بانقا و القضية :
    تجئ شهادة المجاهد تاج الدين بانقا وسط ظروف غير آمنة ، فلقد تم إعتقال الشاهد و أودع سجن كوبر إبان حملة الإعتقالات الواسعة ولقد تحدث الشاهد في المحكمة موضحاً أنه لا يفشي أسراراً للدولة و لكنه يتحدث عن أسرار الحركة الإسلامية ، و أنه اقسم للحفاظ على وطنه من هؤلاء الشموليين و أن ما يقوله هو إنقاذ للسودان من هؤلاء الذين يقودون السودان نحو الهلاك .
    لقد نقل عن الشاهد من حضر جلسات محاكمة متهمي جهاز الأمن في إغتيال الشهيد علي البشير ، أنه كان ثابتاً في شهادته قوياً بالدرجة التي أذهلت حتى القاضي الذي أطرق وهو يستمع إلى الشاهد يفسر الإغتيال بأن علي عثمان و صلاح قوش هما أكثر المستفيدين من محاولة الإغتيال بإغلاق ملف حسني مبارك .
    لقد كانت شهادة استمرت لأربعة جلسات متوالية لم تثني فيها المجاهد تاج الدين من أن يقول الحق و مسدسات أفراد الأمن تحاصره من كل مكان .
    سابعاً : إعتقال المجاهد تاج الدين بانقا و توجيه تهمة جديدة له :
    من أمام قائمة محكمة الدروشاب ، و القاضي كباشي ينظر بملء عينيه تقدم الرقيب أمن مجدي مدعياً أنه من الشرطة و أن بلاغاً جنائياً بحيازة سلاح ناري بدون ترخيص قد وجه للمتهم تاج الدين بانقا الذي قبض عنده السلاح قبل سنتين و لم يستطع القاضي كباشي حماية المجاهد تاج الدين ، و أخذه عدد من افراد الأمن من الدروشاب بالخرطوم بحري إلى مباني جهاز الأمن في الخرطوم نمرة 2 . و هناك أودع الحراسة متهماً في إنتظار تقديمه لمحاكمة سريعة بتهمة حيازة سلاح دون ترخيص .
    و عندما تدخل محاموا المجاهد تاج الدين أفرج عن المتهم بالضمان لتبدأ غرائب المحاكمة الجديدة أمام قاضي درجة أولى هو مولانا علي الأمين الطيب في نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة .
    ثامناً : تناقضات الشاكي في المحكمة و القاضي يثور في وجوه أفراد الأمن :
    تعجب القاضي لماذا لم تقبضوا على المتهم قبل عامين من الآن ؟ قال الشاكي إنه كان مختفياً طوال تلك الفترة ؟ فيجيب المجاهد تاج الدين أن الشخص الشاكي هو الرقيب عماد بابكر لقد سبق أن وجدني وقام بإعتقالي و نقلني إلى سجن كوبر و لم يوجه إلي مثل هذه التهمة ؟..و يتعجب القاضي أكثر ,,أين وجدتم المعروضات بعضهم يقول في المكتب الأرضي و الآخر يقول في المكتب العلوي فيسألهم القاضي هل كنتما معاً عندما وجدتم المعروضات ؟ قال أحدهم لا لم أكن موجوداً فيكظم القاضي غيظه .
    ثم يسألهم لماذا فتشتم على مكتبه لماذا كنتم تبحثون فيضطرب الشاكي ليقول إنه كان يبحث عن أدوات تزوير ! فيجيب القاضي بسؤال آخر هل المسدس أداة تزوير و لماذا تركتم الكمبيوتر وهو أداة التزوير بدلاً عن المسدس ؟
    يثور القاضي و يقول في وجه أفراد الأمن "إنتو بجيبوا ليكم عربية و بشيلوكم زي الغنم ولا عندكم تعليمات محددة عارفين تنفذوها كيف؟"
    تاسعاً : استمرار المحاولات لغلق الملف.
    قضية محاكمة الشاهد تاج الدين لم تنتهي بعد ، و أنه حتى و إن أفرج عن تاج الدين بالبراءة من التهمة الموجهة له حالياً ، فإن جهاز الأمن لن يتركه و شأنه و سيسعى للإنتقام منه بشتى الوسائل . ولقد سبق أن فعلوها مع الشهيد أبو الريش الذي مات تحت التعذيب و المهندس علي البشير .
    جهاز الأمن كلف مستشاره القانوني المقدم عمرو الطاهر الذي يمثل أعلى درحة قانونية في جهاز الأمن أن يتابع هذه القضية شخصياً ولا يوكل فيها أي محام آخر نيابة عنه . حرصاً منه على إدانة المجاهد تاج الدين ، وهذا الجهاز الذي اختار ثلاثة من أفراده ليؤدوا القسم زوراً و بهتاناً بأنهم وجدوا السلاح قبل عامين .
    -----------------------------------
    •هذه المادة مكتوبة في 2004م جزء منها منقول من الموقع الالكتروني القديم لحزب المؤتمر الشعبي الذي نقلها من مصادرها الحقيقية بالأسماء والشواهد..
                  

العنوان الكاتب Date
عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-25-10, 02:05 PM
  Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-25-10, 03:09 PM
    Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-25-10, 03:12 PM
      Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-25-10, 03:18 PM
        Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-25-10, 03:21 PM
          Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-25-10, 03:24 PM
            Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-25-10, 03:49 PM
              Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-25-10, 03:58 PM
                Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني حذيفه ابراهيم الكباشي09-25-10, 04:29 PM
                  Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني حذيفه ابراهيم الكباشي09-25-10, 04:59 PM
                    Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-25-10, 10:35 PM
                      Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-25-10, 10:37 PM
                        Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-25-10, 10:49 PM
                          Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني Elbagir Osman09-26-10, 02:34 AM
                            Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-26-10, 07:24 AM
                              Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-26-10, 07:34 AM
                                Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني dardiri satti09-26-10, 01:45 PM
                                  Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-26-10, 02:35 PM
                                    Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني علاء الدين يوسف علي محمد09-26-10, 03:52 PM
                                      Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني Munir09-26-10, 04:07 PM
                                        Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني علاء الدين يوسف علي محمد09-26-10, 04:14 PM
                                          Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني Nader Abu Kadouk09-26-10, 04:24 PM
                                          Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني Munir09-26-10, 04:48 PM
                                            Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-26-10, 05:46 PM
                                              Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني علاء الدين يوسف علي محمد09-26-10, 06:35 PM
                                            Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني علاء الدين يوسف علي محمد09-26-10, 06:30 PM
                                              Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني Munir09-26-10, 06:41 PM
                                                Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني علاء الدين يوسف علي محمد09-26-10, 06:44 PM
                                                  Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني khalid abuahmed09-26-10, 06:49 PM
                                                    Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني الامين موسى البشاري09-26-10, 07:02 PM
                                                    Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني علاء الدين يوسف علي محمد09-26-10, 07:02 PM
                                                    Re: عودة من جديد ..محاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك في أثيوبيا 1995م والدور السوداني Munir09-26-10, 08:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de