دكتور حيدر ابراهيم : محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانسانى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2010, 10:35 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دكتور حيدر ابراهيم : محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانسانى

    مقال جيد لدكتور حيدر ابراهيم فى جريدة الصحافة



    Quote:

    يمكن اتخاذ الفنان محمود عبد العزيز رمزا أو ايقونة للدلالة والاشارة لتجسيد وقائع الشمولية لنفسها في انسان. فمحمود عبد العزيز الذي كان عند محبيه قبل زمن قليل «ريحانة شباب السودان» ظهر قبل ايام في برنامج السر قدور الرمضاني وكأنه «طينة البؤس» الذي ذكرها الشاعر ادريس جماع. لقد تجمع كل قهر ورعب وذل وقمع وتشويه وحيونة العقدين السابقين، في انسان واحد، لأن ممارسات النظام ــ بالصدفة؟ - وقعت عليه دفعة واحدة. فقد سمحت ظروف الخواء الروحي وغياب الفن الملتزم بالانسان لبروز فن التسلية والفرح قصير العمر وطرب الحواس الذي يهرش الغرائز. وشجعه نظام الوعي الزائف لأنه يبعد الناس، وبالذات الشباب، عن الاحتجاج والمعارضة والسعي نحو الخير والتغيير. لذلك غض النظام الطرف عن أن يكون المثل الاعلى للشباب خارقا لكل تابوهات الشريعة، فهو خير عون ــ حسب المرحلة - في اعادة صياغة الشباب الضائع في كل الاحوال وليس في الحالين فقط، كما تقول الاغنية المعروفة. فقد كان ظهور محمود عبد العزيز يؤدي وظيفتين للنظام في عمليتي التسطيح والتزييف، واحدة بفنه والثانية بشخصه. وكان هدية من السماء للنظام الشمولي ــ الثيوقراطي.اذ يفترض في مثل هذا النظام صاحب الايديولوجية الجهادية والذكورية أن يبتعد عن أمثال محمود عبد العزيز شكلا وفنا، ولكنه يخدم عملية التشويش، اكرر في تلك المرحلة. فقد كان النظام يريد تقسيم الشباب الى مجاهدين وضائعين، ولا مكان في هذه المعادلة لثقافة جادة وعقلانية يتسلح بها الشباب وهم في مرحلة التكوين. من البداية لا بد من التأكيد من أنه يصعب أن نتوقع أية صلة للشموليين بالثقافة والفن:
    سياسة تحسس المسدس المعلومة، فما بالك اذا اضافوا الى شموليتهم التزمت الديني؟ ويحاول بعض الاسلامويين اعطاء انطباع وقوفهم مع الفن، ولكن شروط الفنون والابداع عموما هي الحرية والخيال غير المقيد والحوار والنقد. وهذه متطلبات تتناقض مع الاصولية مهما خفت درجتها وتلبست بادعاءات ليبرالية. قام مقدم برامج يدعي الانفتاح قبل فترة قصيرة بتغيير كلمات قصيدة شهيرة وجميلة لشاعر معروف متوفي، لأنه ورد فيها ذكر للخمر والكأس والشفاه. وفجأة اختفى ادعاء الفن والثقافة، وغلبت روح الرقابة والكبت والقمع وعدم احترام الآخرين، وهذه صفات ثابتة فيهم تكاد تكون مثل بصمات ايديهم، مهما مثلوا وادعوا. ونتذكر جيدا محاكم التفتيش في مطلع تسعينيات القرن الماضي وبالذات عهد الطيب مصطفى. ولا يعود هذا السلوك الظلامي المتخلف الى السهو والنسيان، ولكن من صميم قناعاتهم. فالاسلامويون يعتقدون أنهم يمتلكون وحدهم الحقيقة المطلقة، لذلك يمكنهم الحكم على حقائق الآخرين. وهذه وثوقيات لا تستطيع التعامل مع الفنون ذات النسبية المطلقة. ويربط الاسلامويون بين الفن واللذة الحسية، وقد يكون بابا للغواية والاغراء. ومن هنا يتعرض للتحريم والأبلسة أو الشيطنة.
    ولكن لأن الايديولوجية الاسلاموية توظف كل شيء من أجل السلطة، وتعلم أن الشعب السوداني طروب ليس بمعنى ابن خلدون السلبي في ما يخص الزنج وخفتهم، ولكن يحب النغم والغناء، لذلك تنازلت ــ نسبيا ــ عن مطاردة الفن وحاولت احتضانه، ومن هنا ازمة المسكين محمود عبد العزيز.
    يأتي «حودة» ضمن ثقافة التدين الاستهلاكي المعولم، ومن أهم مكوناته وعناصره:
    1/ موضة المديح بالجيتار، والفرق المادحة ذات الازياء اللامعة والمزركشة. ومن بدع الانقاذ ان بعض الفرق الاسلامية تحرم المديح. فاضافت له الموسيقى، وبعد تمرير ذلك تكونت فرق باليونيفورم، ثم اصبحت الفرق مختلطة.
    2/ بعث ما يسمونها اغاني الحماسة لافتتاح الليالي السياسية والتي لم نعلم حتى الآن هل هي سنة أم مندوبة، اذ لم يتبرع من يقوم بتأصيلها؟ ولكنها عودة الى جاهلية سودانية تمجد السيف المترع بالدم والقاطع للرقاب، والمقتولون ــ بالمناسبة- مسلمون ولكنهم من قبيلة اخرى. ولا بد لنا ان نحمد لعلي عثمان محمد طه وغازي صلاح الدين وعوض الجاز ومصطفى عثمان اسماعيل، عدم مشاركتهم في الظاهرة الجديدة اعلاميا على الأقل. هذه عملية يسميها بعض الاجتماعيين مثل الجابري وأركون «التتريث» أي تحويل الواقع وبالتالي اضفاء معاني وتفسيرات قديمة «تراثية» على واقع جديد تماما.
    3/ التغني أو قل المديح للموبيليا وادوات الطبخ والفلل والسيارات وزيوت الطعام ووسائل
    التنظيف وكل مفردات الاستهلاك.اعلان الدولة الاسلامية هو اعلان الوله والعشق لكل منتوجات الحضارة الغربية المادية الكافرة مع رفض العقل والروح التي صنعتها، وهنا مكمن جوهر التأزم. وقبل ايام كتب احد منظري الانقاذ عن التسليع والتشيؤ للوحدة، ولكن لا يجرؤ علي الكتابة عن تشيؤ الانسان السوداني الذي يغني للاثاث.
    4/ كل هذا في ثقافة الانقاذ يهدف الى تعميق حالة التشويش التي يقوم بها الاعلام والتعليم، ويقصد بها رؤية الواقع معكوسا أو بيع الوهم بحيث يظن الفرد أن افكاره هو عن الواقع هي عين وحقيقة الواقع.
    5/ يعادي وجدان الانقاذيين الجمال والحق ويصاحب الزيف والفساد. على سبيل المثال، يتم انشاء وزارة ثقافة تصرف عليها الملايين وتخلو عاصمتها من تمثال واحد ولا قاليري واحدة للفنون ولا دار اوبرا، وشكرا لمسرح طلعت فريد القومي. ومن ناحية اخرى تم عرض مسرحية طريق الانقاذ الغربي واستمرت حتى تركت مستورة. ثم مسرحية «مواسير الفاشر» ولا أحد يدري هل انتهى العرض؟هذه هي روائع ثقافة الانقاذ.
    6/ توازي الثقافة الرسمية، ثقافة اخرى «محجبة» تخفي نفسها ولكنها مكملة. وكان يمكن ان تطالها الدولة لو ارادت وهي التي يرصد أمنها دبيب النمل كم تقول. انتشار اغانٍ هابطة للبنات، بيوت الزار، علاج الشعوذة، فنانون ذكور بأسماء بنات، التنزيل، الاجهاض وأطفال المايقوما، السحر الاسود وكل الالوان. وهنا لا اتحدث عن تطور الجريمة بل عن ظواهر ثقافية لم تعد شاذة.
    هذه بعض ملامح الثقافة السائدة التي انتجت «المصلوب» محمود عبد العزيز الذي لعب عددا من الادوار، فهو السيوبر ستار لفترة طويلة. ثم فجأة يتم تداول صورته من الفاشر مجلودا متكئا على حائط مبكى ولم تكن أول مرة. وهكذا يترك في داخل النجم جرحا نرجسيا غائرا. ذلك الشاب النجم الذي يتلقى صيحات وقبلات المعجبين والمعجبات يعود ذليلا مهانا منكسرا وخاسئا من احتفالية الجلد العلني. ثم نراه نفسه في احتفالية اخرى، للدعاية لمرشح الرئاسة المشير البشير وللمؤتمر الوطني. وللمفارقة كان أيضا قد وقف الى جانب ياسر عرمان مساندا للحركة الشعبية. ولكم ان تتصوروا ان كل هذا يحدث لشاب غض عديم التجربة والحنكة والمهارة. فهو محاط بالكثيرين، ولكنه في نفس الوقت لا يجد من يتعاطف معه. وهذه ظاهرة في المجتمع الشمولي، اذ تعمل الدولة على خلق كتل جماهيرية أو حشود ولكنها تفتقد التعاطف والعمل المشترك المستمر والحميم. لأن هذه هي السياسة التي يخشاها ويمنعها النظام الشمولي، فهو يريد اعدادا كبيرة من البشر تلتقي في ميدان عام وتهتف بتشنج لفترة ثم ينصرفون على عدم اللقاء بصورة منتظمة. وهو قد ساهم كمفعول به في تثبيت ثقافة الشمولية هذه من خلال حفلات تضم الآلاف ثم ينصرفون حتى حفل آخر. وتسمى «حنة آرندت» في كتابها: أسس التوتاليتارية، بيروت، 1993م، هذه الظاهرة: التقفّر وهي خلاف الوحدة. فالانسان المقفّر يجد نفسه محاطا بأناس آخرين يستحيل ان يجري معهم أي اتصال، أو يكون عرضة لعدائيتهم. ففي هذه الحالة يكون الإنسان مع كثير من الناس ولكن يظل ــ داخليا ــ بمفرده! اذ لا يوجد مشروع مشترك بين هذه الكتل البشرية التي تلتقي في دار الرياضة والمقابر ونادي الضباط وحمد النيل والسوق المركزي وجامع سيدة السنهوري وحتى في المواكب المصنوعة. وتكتب آرندت عن النظام الشمولي: «لا يسعه أن يكون قائما، بالتأكيد، دون أن يدمّر الحياة العامة، أي دون أن يدمر طاقات الناس السياسية، عازلا إياهم على هذا المنوال». «ص 271» ولا تكتفي الشمولية بهذه العزلة، بل تسعى الى القضاء على الحياة الخاصة ايضا. إذ تقوم الشمولية على التقفّر «أي على اختبار عدم الانتماء الاقصى الى العالم ، وهي أشد اختبارات الانسان يأسا وجذرية».
    اراحتني حالة «محمود عبد العزيز» كثيرا من البحث عن نموذج واقعي وملموس للانسان المهدور. وهذا عنوان دراسة تحليلية نفسية اجتماعية، نشرت في كتاب للدكتور مصطفى حجازي «بيروت2005م». وهو مشهور بيننا بكتابه: ــ التخلف الاجتماعي ــ سيكولوجية الانسان المقهور. وفي هذا الكتاب الاخير يربط بين القهر والهدر، ولكن يرى الهدر هو الذي يقضي على كل انسانية الانسان ويضرب مشروع وجوده كي يصبح كيانا ذا قيمة، يكتب: «الهدر على هذا المستوى هو نقيض بناء التمكين والاقتدار وصناعة المصير. ومن ذلك يتضح كيف ان الهدر يستوعب القهر، بحيث أنه لا يصبح ممكنا «أي القهر» الا بعد هدر قيمة الإنسان واستباحة حرمته وكيانه في عملية الاخضاع والاتباع. كذلك فإن القهر حين يحدث في علاقة الاستبداد أو أية علاقة تسلط بالارغام، فإنه يترسخ ويعيد انتاج الهدر ذاته». «ص16». ويحصر «حجازي» آليات الهدر في الاستبداد والطغيان والسيطرة والتحكم والاعتقال والتعذيب. بالإضافة لدور العصبيات بأشكالها المختلفة. ثم يستعرض الكاتب اشكال وانواع الهدر وهي: هدر الفكر، الشباب المهدور، الهدر الوجودي في الحياة اليومية.
    ويمثل الفصل السادس المعنون: الشباب المهدور: هدر الوعي والطاقات والانتماء، تحليلا مطابقا تماما مع واقع حال الشباب السوداني وكما يجسده «محمود عبد العزيز» خاصة في ملكوته الحالي، باعتبار الاستبداد أعلى مراحل الهدر. ويركز الكاتب على الشباب باعتبارهم الأكثر تعرضا للهدر في المجالات الثلاثة. باعتبار «أن محاولات أنظمة الاستبداد والعصبيات والاصوليات الحجر على العقول، ترمي في الاساس الى وعي الشباب تحديدا، وصولا الى الغائه». «ص201». وبعد الوعي يأتي هدر الطاقات خصوصا الكفاءات العلمية. فالشباب يعاني من العطالة، ويستخدم الشباب المغاربي مصطلحا أكثر تعبيرا وهو: التعطيل باعتبار انهم ليسوا عاطلين بارادتهم. والهدر الثالث هو حرمان الشباب من المشاركة الفعالة في تقرير مصيرهم ومصير اوطانهم. وهذا مما يعني غياب الانتماء وتهميش الشباب. وهنا يكتب «حجازي» بدقة: «يحرم الشباب من أن تكون له قضية عامة تملأ حياته، وتكون فرصته للتضحية والبذل والعطاء، فيسلب من الشباب حقه في امتلاك الدور في قضايا الوطن سواء من خلال «التطفيل» «البقاء في مواقع الطفولة غير المسؤولة»، أو من خلال الإلهاء بمختلف ألوان التسلية والاثارة، كي تكال له من ثم التهم بالميوعة وعدم الجدية وقلة تحمل المسؤولية».«ص202» وهذا مكمن أزمة الشباب. ويستعرض «حجازي» أبرز حالات هدر الطاقات والكفاءات بين الشباب، وهي:
    1ــ تركز أنظمة الاستبداد والعصبيات على الولاء والتبعية وليس على الأداء والانتاجية. وما يهم السلطات في أنظمة الهدر هو الحفاظ على تأزيل تسلطها والحفاظ على امتيازاتها. وبالتالي لا تضع استراتيجيات منتجة وبناءة تحتاج للكفاءات المنتجة.
    2- الإعلاء من العصبية، وفي السودان عصبية التنظيم الحزبي، وجاءت ــ مع ظهور النفط ــ العصبية القبلية.
    3- يتوفر التعليم «الجيد» للطبقات الاجتماعية الغنية والقادرة، بينما يتسرب ابناء الفقراء من المراحل الاولية.
    قصدت فقط لفت الانتباه لهذا الكتاب المهم الذي يكاد في هذا الجزء يكون قد بني على تحليل ظاهرة «محمود عبد العزيز». ولن تغيب عن ذاكرتي صورته في تلك الحلقة من «برنامج أغاني وأغاني»، وقد رمى برأسه بعيدا خلفه وكأنه ليس ملكه. وهو يحاول الغناء وكأن الكلمات تخرج من اصابع قدمه وتشخص وتبهت أعينه، ويرمى بها في مجهول مثل جحيم دانتي. وكأنه قد فدى الشباب بأن يقدم نفسه قربانا لمجتمع يخلط بين الاستهلاك والشعوذة والتدين البدوي، ولدولة تنازلت عن كل خدماتها، واكتفت بامساك الحراسات والنيابات وكرباج النظام العام. أنه ضحية الخواء الروحي رغم صوت الدين العالي الذي ينافسه في التلفزيون و«العداد». إن «محمود عبد العزيز» لا يحتاج لعلاج أو مصحة، ولكن من يحتاج للمصحة هو مجتمعنا ودولتنا، وفي هذه الحالة يشفى هو وغيره كثر في الظل.

                  

09-23-2010, 10:50 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور حيدر ابراهيم : محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانسانى (Re: wadalzain)

    مقال عميق يحتاج لأكثر من قراءة
    لكنني في عجالة توقفت مستغرباً عند هذه الجملة

    Quote: قام مقدم برامج يدعي الانفتاح قبل فترة قصيرة بتغيير كلمات قصيدة شهيرة وجميلة لشاعر معروف متوفي، لأنه ورد فيها ذكر للخمر والكأس والشفاه.

    حيث ذكر د. حيدر ( بتجريد تام ) أسماء كل نماذجه
    فلماذا أخفى إسم حسين خوجلي ( مقدم البرامج الذي يدعي الإنفتاح ) ؟؟؟




    _________________________

    لو فعل لأراح كثيراً أديبنا النطاسي أحمد القرشي
                  

09-23-2010, 11:50 AM

حاتم علي
<aحاتم علي
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور حيدر ابراهيم : محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانسانى (Re: عاطف عمر)

    Quote:
    سمحت ظروف الخواء الروحي وغياب الفن الملتزم بالانسان لبروز فن التسلية والفرح قصير العمر وطرب الحواس الذي يهرش الغرائز. وشجعه نظام الوعي الزائف لأنه يبعد الناس، وبالذات الشباب، عن الاحتجاج والمعارضة والسعي نحو الخير والتغيير


    Quote:
    الاسلامويون يعتقدون أنهم يمتلكون وحدهم الحقيقة المطلقة، لذلك يمكنهم الحكم على حقائق الآخرين. وهذه وثوقيات لا تستطيع التعامل مع الفنون ذات النسبية المطلقة. ويربط الاسلامويون بين الفن واللذة الحسية، وقد يكون بابا للغواية والاغراء. ومن هنا يتعرض للتحريم والأبلسة أو الشيطنة.


    Quote:
    التغني أو قل المديح للموبيليا وادوات الطبخ والفلل والسيارات وزيوت الطعام ووسائل التنظيف وكل مفردات الاستهلاك
    *

    Quote:
    اعلان الدولة الاسلامية هو اعلان الوله والعشق لكل منتوجات الحضارة الغربية المادية الكافرة مع رفض العقل والروح التي صنعتها، وهنا مكمن جوهر التأزم


    Quote:
    التقفّر وهي خلاف الوحدة. فالانسان المقفّر يجد نفسه محاطا بأناس آخرين يستحيل ان يجري معهم أي اتصال، أو يكون عرضة لعدائيتهم. ففي هذه الحالة يكون الإنسان مع كثير من الناس ولكن يظل ــ داخليا ــ بمفرده!


    Quote:
    الهدر على هذا المستوى هو نقيض بناء التمكين والاقتدار وصناعة المصير. ومن ذلك يتضح كيف ان الهدر يستوعب القهر، بحيث أنه لا يصبح ممكنا «أي القهر» الا بعد هدر قيمة الإنسان واستباحة حرمته وكيانه في عملية الاخضاع والاتباع. كذلك فإن القهر حين يحدث في علاقة الاستبداد أو أية علاقة تسلط بالارغام، فإنه يترسخ ويعيد انتاج الهدر ذاته


    Quote:
    يحرم الشباب من أن تكون له قضية عامة تملأ حياته، وتكون فرصته للتضحية والبذل والعطاء، فيسلب من الشباب حقه في امتلاك الدور في قضايا الوطن سواء من خلال «التطفيل» «البقاء في مواقع الطفولة غير المسؤولة»، أو من خلال الإلهاء بمختلف ألوان التسلية والاثارة، كي تكال له من ثم التهم بالميوعة وعدم الجدية وقلة تحمل المسؤولية


    Quote:
    مجتمع يخلط بين الاستهلاك والشعوذة والتدين البدوي، ولدولة تنازلت عن كل خدماتها، واكتفت بامساك الحراسات والنيابات وكرباج النظام العام. أنه ضحية الخواء الروحي رغم صوت الدين العالي الذي ينافسه في التلفزيون و«العداد». إن «محمود عبد العزيز» لا يحتاج لعلاج أو مصحة، ولكن من يحتاج للمصحة هو مجتمعنا ودولتنا، وفي هذه الحالة يشفى هو وغيره كثر في الظل.























    ______________________

    شكراُ د. حيدر
    شكراٌ wadalzain
                  

09-23-2010, 11:52 AM

عصام عيسى رجب

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور حيدر ابراهيم : محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانسانى (Re: wadalzain)

    "ولن تغيب عن ذاكرتي صورته في تلك الحلقة من «برنامج أغاني وأغاني»، وقد رمى برأسه بعيدا خلفه وكأنه ليس ملكه. وهو يحاول الغناء وكأن الكلمات تخرج من اصابع قدمه وتشخص وتبهت أعينه، ويرمى بها في مجهول مثل جحيم دانتي. وكأنه قد فدى الشباب بأن يقدم نفسه قربانا لمجتمع يخلط بين الاستهلاك والشعوذة والتدين البدوي، ولدولة تنازلت عن كل خدماتها، واكتفت بامساك الحراسات والنيابات وكرباج النظام العام. أنه ضحية الخواء الروحي رغم صوت الدين العالي الذي ينافسه في التلفزيون و«العداد». إن «محمود عبد العزيز» لا يحتاج لعلاج أو مصحة، ولكن من يحتاج للمصحة هو مجتمعنا ودولتنا، وفي هذه الحالة يشفى هو وغيره كثر في الظل."

    يا الله يا د. حيدر، أوُشِِك أن أصيحَ بِك: ماااالَكْ علينا .....؟!

    أنا وكثيرون أمثالي هزّتنا "طينة البؤس" التي تحوّل إليها "محمود عبد العزيز" ..... لا تملك هنا غير أن تُمسِك بتلابيبك مشاعر الغُبن والمرارة والأسى الطويييل على ما ناله من قهر إستغلال "الإنقاذ" وإهدارها له وهدره هو لذاته مِِنْ حيثُ يدري ولا يدري ......

    ليت من يقرأ هذا البوست يرجع إلى الكتابين المُهِمَّين: (أسس التوتاليتارية) لـ «حنة آرندت»، وخاصة لنسخته الإنجليزية إذ بالترجمةالعربية ما بها من ضعف، كسائر الترجمات العربية، إلا ما رِحم ربي، وليس أدلّ على ذلك من ترجمة كتابها الآخر "سماجة الشَّر" كما ترجم عنوانه "الطيب صالح"، في حين حمل ذاتُ الكتاب المُترجم إلى العربية عنون: "عاديّة الشّر" فتأمل ...!!!!! والكتاب الآخر: "التخلف الاجتماعي - سيكولوجية الانسان المقهور" لـ د. مصطفى حجازي

    تخيّل فقط لو أن محمود عبد العزيز قرأ هذين الكتابين ..... هلْ كنت ستراه على الهيئة التي رأيته عليها في "أغاني وأغاني" ..... أو قرأهما "عاصم البنا" هل كان سيُغني: أها ... أها ....!!!! أم كانا سيلسكانِ صراط "مصطفى سيد أحمد" غناءاً وجمالاً وبهاءً و .....؟!
                  

09-23-2010, 12:40 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور حيدر ابراهيم : محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانسانى (Re: wadalzain)

    Quote: إن «محمود عبد العزيز» لا يحتاج لعلاج أو مصحة، ولكن من يحتاج للمصحة هو مجتمعنا ودولتنا، وفي هذه الحالة يشفى هو وغيره كثر في الظل.

    هذا صحيح اجمالآ. مع ذلك يجب ان يعالج محمود عبدالعزيز إن كان يعاني من مرض أو إدمان.
    ظاهرة ادمان الخمر أو المخدرات ظاهرة تنتشر في اوساط المغنين والممثلين والنجوم في كافة انحاء العالم.
    كثيرآ ما قرأنا عن نجم/نجمة دخلت مستشفي للعلاج من الادمان Rehab
    المرحوم الجابري قال انه كان مدمنآ للخمر وخضع لعلاج مكثف في عيادة الادمان في مستشفى التجاني الماحي حتى شفي واقلع عن شرب الخمر.
    المرحوم الشاعر عمر الدوش كان يتطوع من تلقاء نفسه بالذهاب لمستشفى التجاني الماحي حين تتلبد سماء نفسه الصافية بالهموم والآلام.
    والمبدعون كما نعلم - بحساسيتهم الابداعية - اكتر الناس قابلية للاكتئاب والاغتراب ومعاقرة الخمر وغيرها.
    ولقد تفضل الدكتور حيدر ابراهيم بشرح السياقات السياسية والثقافية والاجتماعية التي تكبح الابداع
    أو تمسخ الناس الى مستهلكين سطحيين ومغيبين عن ينابيع الابداع الحقيقية والانسانية.

    أرجو أن يقترح اصدقاء الفنان محمود عبدالعزيز عليه أن يعرض نفسه على مختصين إن كان يعاني من الاكتئاب أو الإدمان.
    The sooner the better
                  

09-23-2010, 01:17 PM

عثمان عبدالقادر
<aعثمان عبدالقادر
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 1296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور حيدر ابراهيم : محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانسانى (Re: Adil Osman)

    الأخ/ودالزين
    سلام لك ولزوارك الكرام
    قرأت المقال في الصباح الباكر وكنت أتمنى أن يضعه الأخ بكري على القمة فشكراً لك على إنزاله في البورد لأنه من الأعمال التي يجب ألا تمر دون أن يطلع عليها أكبر عدد من القراء .
    Quote: ليت من يقرأ هذا البوست يرجع إلى الكتابين المُهِمَّين: (أسس التوتاليتارية) لـ «حنة آرندت»، وخاصة لنسخته الإنجليزية إذ بالترجمةالعربية ما بها من ضعف، كسائر الترجمات العربية، إلا ما رِحم ربي، وليس أدلّ على ذلك من ترجمة كتابها الآخر "سماجة الشَّر" كما ترجم عنوانه "الطيب صالح"، في حين حمل ذاتُ الكتاب المُترجم إلى العربية عنون: "عاديّة الشّر" فتأمل ...!!!!! والكتاب الآخر: "التخلف الاجتماعي - سيكولوجية الانسان المقهور" لـ د. مصطفى حجازي

    عصام/ تحياتي
    وليت من يقرأ هذين الكتابين يقرأ معهما النفس المبتورة لداريوش شايغان ليعرف مدى التمزق النفسي الذي تعيشه أمة الإسلام و كيف تأصلت الفهلوة والحلول الفردية في سلوكها ، ودعني من خلال هذه السانحة أهدي كل الإسلامويين الناشطين والمتعاطفين والمخدوعين في أمر دينهم هذه الفقرة من النفس المبتورة :
    (هل هي رغبة هوية ثقافية ؟ أم هو خوف من الإحتواء في دائرة الطرق الفكرية الخطرة ؟ لا ريب في ذلك .وهذا لا يمنع أن يكون هذا الموقف التشنجي لم يتطور في أيامنا. ففي هذه المسيرة الغامضة على الأقل، نفاق ولغة مزدوجة يعكسان شخصيتنا الممزقة، وذلك من خلال إزدرائنا لعلم نعتبره مادويّاً ولكننا لا نستطيع الإستغناء عنه ، أو من خلال إكتفائنا بتراث محتضر يبدو لا زمنيّاً أكثر فأكثر في عالم شديد التطور ،إن هذه الإجراءات النصفية هي نتيجة وضع لم يحسم فيه شئ بالإنتقاد ،وحيث يظل كل شئ معلقاٌ موقوفاً في سديم التضمينات ،والأمنيات الصماء والتأوهات المكبوتة ، نريد أن نكون في آن ـ وذلك دون أن نعي التناقضات الخفية ـ حديثين وبدائيين ، ديمقراطيين واستبداديين ،دنيويين ودينيين ، متقدمين ومتأخرين عن الزمن .......أنتهي )

    أبوحمــــــــــد
                  

09-23-2010, 02:47 PM

مازن قرافي

تاريخ التسجيل: 09-22-2010
مجموع المشاركات: 102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور حيدر ابراهيم : محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانسانى (Re: wadalzain)

    محمود عبدالعزيز قامة فنية هوت....فهو كالنيازك تضيء سريعا وتهبط ....ولكن تجربته لم يصاحبها وعي ....ومجتمعه الذي حوله ساهم في ذلك وتكالبت الظروف الاجتماعية والثقافية والسياسية لتخلق واقعه الاني البائس....فقد سمعته قريبافي الذكري السنوية للراحل عبدالمنعم الخالدي يهدي اسرته التي لاتملك منزلا مملوكا قطعة ارض خالية بمنطقة الصالحة بامدرمان...وهو فعل ذلك في الوقت الذي يري اتحاد الفنانين والمغنيين والدولة(ظرف اسرة الخالدي)....محمود بداخله انسان حقيقي لكنه يشعر بالغربة عن من حوله.....ولكم تالمت حينما حضر ومعه صغار الفنانين لكي يغنوا باغنيات الفنانين الاخرين فتجربته يجب ان تخضع للدراسة فهو صاحب اقوي حنجرة صوتية واعماله الخاصة ملات الاسواق وفاضت فكيف لنا ان نساويه بالاخرين الذين لم يقدموا ولاعمل واحد يخصهم.
    يظل حزننا باننا بدانا نفقد قامة كان بامكاننا ان نصنع منها علما لهذا الوطن...اعتقد اننا يجب ان نحزن لاننا لم نقف الي جانبه ولم نساهم في بنائه وتعميره وهذا هو مربط الفرس
                  

09-23-2010, 03:17 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور حيدر ابراهيم : محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانسانى (Re: wadalzain)

    محمود عبدالعزيز مغني موهوب. وله معجبين ومعجبات كتار.
    غنى فاطرب. ويمكن له ان يغني فيطرب اكثر.
    يجب مساعدته إن كان يحتاج الى مساعدة.


                  

09-23-2010, 03:39 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور حيدر ابراهيم : محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانسانى (Re: Adil Osman)

    ربما هذا اهم ما كتب عن الاثر الشمولي الجهوي المتخلف الماحق علي اجيال الشباب السوداني ... ارجو ان ننظر الي المؤشرات التي اتي بها حيدر ابراهيم كعادته نطاسا اجتماعيا بارعا ونترك امر محمود فماهو لا النموذج الظاهر واكييد عشرات مثله بدرجات متفاوته ......
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de