إنتبهوا و راقبوا السماد والمبيدات المصرية

Quote: مصر المحروسة بالحزب الوطني‮ ‬ورجاله،‮ ‬أصبحت أكثر دول العالم انتاجاً‮ ‬للزراعات والمحاصيل الملوثة التي‮ ‬تباع للإنسان المصري‮. ‬هذا بطبيعة الحال بالإضافة إلي‮ ‬باقي‮ ‬الملوثات الأخري‮ ‬المعروفة،‮ ‬سواء التلوث الهوائي‮ ‬أم السمعي‮ ‬أم المياه وأخيراً‮ ‬القمامة وما‮ ‬يتبعها من حشرات وقوارض وأمراض‮.‬ نشرت جريدة‮ »‬الأهرام‮« ‬الصادرة‮ ‬يوم الأحد الماضي،‮ ‬في‮ ‬صدر صفحتها الأولي‮ ‬ما‮ ‬يفيد صدور عدة تقارير عالمية ومحلية تفيد أن المنتجات الزراعية في‮ ‬مصر والتي‮ ‬يأكلها الإنسان المصري‮ ‬مليئة بالسموم والكيماويات والميكروبات الضارة بالصحة،‮ ‬وربما تفتك بأرواح المصريين‮. ‬وأشارت الجريدة في‮ ‬تقريرها إلي‮ ‬أن السبب في‮ ‬ذلك هو استخدام المبيدات الممنوعة عالمياً،‮ ‬فضلا عن الإفراط في‮ ‬استعمال السماد بكميات كبيرة،‮ ‬وعدم انتظار مرور فترة‮ »‬المنع‮« ‬التي‮ ‬يستعملها كل مزارعي‮ ‬العالم إلا في‮ ‬مصرنا المحروسة‮. ‬والمقصود بفترة المنع هي‮ ‬الفترة التي‮ ‬يمتنع فيها علي‮ ‬المزارعين استعمال المبيدات أو السماد قبل الجني‮ ‬بفترة محددة دولياً،‮ ‬حتي‮ ‬تتخلص الزراعات من السموم التي‮ ‬تمتصها من الكيماويات التي‮ ‬ترش بها أو في‮ ‬سمائها‮. ‬هذه الأمور مجتمعة تجعل منتجاتنا الزراعية والتي‮ ‬تباع في‮ ‬الأسواق المصرية خطرة جداً‮ ‬علي‮ ‬صحة الإنسان المصري‮.‬ وفي‮ ‬ذات السياق،‮ ‬أكدت لجان مجلس الشعب المشكلة لبحث مشكلة الري‮ ‬بمياه الصرف الصحي‮ »‬لجنة الصحة والري‮ ‬والزراعة والإسكان والمحليات وغيرها‮« ‬أكدت هذه اللجان في‮ ‬تقرير لها بمجلس الشعب،‮ ‬علي‮ ‬أن من أخطر الأمور علي‮ ‬صحة الإنسان المصري،‮ ‬هو ري‮ ‬الزراعات عندنا بمياه الصرف الصحي،‮ ‬وأن في‮ ‬مصر ما لا‮ ‬يقل عن خمسة وعشرين ألف فدان بمنطقة حلوان تروي‮ ‬بمياه الصرف الصحي‮ ‬غير المعالجة‮. ‬وأضافت هذه اللجان في‮ ‬تقريرها أن هناك بعض المزارعين تستعمل‮ »‬الحمأة‮« ‬وهي‮ ‬رواسب الصرف الصحي‮ ‬كسماد للمزروعات،‮ ‬وهذا النوع من الأسمدة ضار جداً‮ ‬بصحة الإنسان لان الثمار التي‮ ‬تسمد به مليئة بالجراثيم والميكروبات التي‮ ‬تدخل بطون المصريين‮. ‬والنتيجة،‮ ‬أننا أصبحنا الآن نأكل ثماراً‮ ‬مسرطنة ومرشوشة بميدات ممنوعة عالمياً‮ ‬ومليئة بالميكروبات والأخطار الفتاكة بالإنسان‮.‬ ألم‮ ‬يكف مصر المحروسة ما تعانيه من تلوث لمياه الشرب،‮ ‬حيث‮ ‬يلغي‮ ‬بنهر النيل مياه صرف المصانع المليئة بالكيماويات ومياه الصرف الزراعي‮ ‬المليئة بالمبيدات،‮ ‬فضلا عن اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي‮ ‬لهلاك الشبكتين،‮ ‬كماحدث في‮ ‬قرية البرادعة بالقليوبية وفي‮ ‬العديد من القري‮ ‬الأخري‮ ‬وربما كبري‮ ‬المدن أيضا‮. ‬هذا إضافة إلي‮ ‬أن مصرنا المحروسة أصبحت من أكثر دول العالم تلوثا لهوائها،‮ ‬سواء أكان هذا التلوث نتيجة لعوادم السيارات أم عوادم أجهزة التكييف أو الأتربة المحيطة بنا من كل جانب،‮ ‬أم أدخنة المصانع خاصة مصانع الأسمنت والبترول والطوب الأحمر والسماد وجميع مصانع الكيماويات بأنواعها وأشكالها‮. ‬كل هذه المصانع تبث سمومها في‮ ‬الهواء الذي‮ ‬نستنشقه‮. ‬هذا بطبيعة الحال فضلا عن التلوث السمعي‮ ‬الناتج عن الضوضاء المنبعثة من الشوارع ومن المقاهي‮ ‬والمناسبات الأخري‮ ‬لكثرة الميكروفونات التي‮ ‬تستعمل أسوأ استعمال‮. ‬ومن المعروف ان التلوث السمعي‮ ‬مع مرور الوقت قد‮ ‬يصيب الإنسان بالصمم‮.‬ لقد ابتلينا في‮ ‬مصر المحروسة بكارثة جديدة في‮ ‬السنوات القليلة الماضية،‮ ‬ألا وهي‮ ‬فضيحة القمامة والمخلفات التي‮ ‬تملأ الشوارع وما‮ ‬يترتب عليها من انتشار للقوارض والحشرات خاصة الذباب والباعوض،‮ ‬فضلا عن الروائح الكريهة التي‮ ‬تنبعث من جنبات الشوارع‮. ‬هذه الظاهرة إن دلت علي‮ ‬شيء فإنما تدل علي‮ ‬مدي‮ ‬الاستهانة بالإنسان المصري‮ ‬وسمعة مصر‮. ‬كيف‮ ‬يمكن أن نتصور ونحن في‮ ‬القرن الواحد والعشرين وجود مشكلة اسمها القمامة التي‮ ‬تملأ شوارع مصر،‮ ‬نحن لدينا في‮ ‬مصر المحروسة وزارة للبيئة ووزارة للمحليات ووزارة للصحة ومحافظون ورجال للإدارة المحلية،‮ ‬كل هؤلاء عجزوا تماماً‮ ‬عن تنظيف شوارع مصر‮. ‬كيف‮ ‬يكون ذلك‮!! ‬هناك كانت بلاداً‮ ‬تأكل لحوم البشر وتعيش عيشة الجاهلية،‮ ‬وتقدمت هذه البلاد وأصبحت بلاد نظيفة ومنظمة ولا‮ ‬يوجد بها أية ملوثات،‮ ‬أما نحن في‮ ‬مصر المحروسة بحزبها الوطني‮ ‬نتقهقر‮ ‬يوماً‮ ‬بعد‮ ‬يوم‮.‬ أنا لا أريد أن أذكر،‮ ‬أن مصر في‮ ‬الماضي‮ ‬القريب كانت شوارعها تغسل مساء كل‮ ‬يوم بالماء وتنظف بالمكانس اليدوية أو بالسيارات المخصصة لذلك،‮ ‬لنجدها في‮ ‬صباح اليوم التالي‮ ‬نظيفة،‮ ‬أشجارها مورقة لامعة،‮ ‬حتي‮ ‬المناطق الشعبية والقري‮ ‬كانت تنظف وترش بعربات المياه التي‮ ‬تجرها البغال‮. ‬نحن نسير إلي‮ ‬الخلف،‮ ‬انظروا الي‮ ‬بلاد شرق آسيا وجنوبها حتي‮ ‬الهند،‮ ‬كيف كانت هذه البلاد من خمسين عاما سابقة وماذا أصبحت الآن‮. ‬هذه الدول أهلكتها بل ربما أبادتها الحروب العالمية‮. ‬ورغم ذلك تمكنت بقيادة حكامها وسواعد أبنائها أن تتقدم وتقف علي‮ ‬قدميها لتناطح أكبر وأكثر دول العالم تقدماً‮. ‬هذه هي‮ ‬الدول التي‮ ‬تقدمت وبحق،‮ ‬فقد أنتجت القنابل الذرية والأقمار الصناعية ووصل بعضها إلي‮ ‬الفضاء الخارجي،‮ ‬ونحن مازلنا حتي‮ ‬يومنا هذا عاجزين عن تخصيص أرض‮ ‬يقام عليها مفاعلنا ذرية،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن عجزنا عن معالجة كوارث مصر‮. ‬من تلوث‮ ‬غذائي‮ ‬وهوائي‮ ‬وسمعي‮ ‬ونظافة بلدنا‮.‬ كل ما أقصده في‮ ‬مقالي‮ ‬هذا،‮ ‬أن نعمل من أجل المحافظة علي‮ ‬صحة الإنسان المصري،‮ ‬لانه بدون سواعد أبنائنا وعقول علمائنا،‮ ‬لا أمل فينا ولا رجاء‮.‬