جمهورية الزراعة المستقلة : للكاتب / فيصل محمد صالح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 07:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-07-2010, 07:02 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جمهورية الزراعة المستقلة : للكاتب / فيصل محمد صالح

    Quote: جمهورية الزراعة المستقلة طباعة ارسال لصديق
    الكاتب/ فيصل محمد صالح
    Tuesday, 07 September 2010

    جمهورية الزراعة في السودان هي دولة مستقلة لا تنطبق عليها ما ينطبق على بقية بلاد السودان من قوانين ولوائح وسياسات وبرامج، هي لها قوانينها وسياساتها ولوائحها، وعلاقاتها الخارجية المنفصلة مع الدول الشقيقة والصديقة. ولم نسمع ان برلمان جمهورية السودان وقف أو توقف عند شأن ما يجري في الزراعة ليسأل أو يحاسب أو يراجع.

    لقد تم صرف مئات الملايين من الجنيهات في المشروع الراحل المسمى "النفرة الزراعية"، وقالت كثير من الولايات إنها لم تتسلم هذه الأموال، أو أنها ذهبت في غير أغراضها، وكتبت الشكاوى والاتهامات في الصحف، ثم مضى الأمر وكأن شيئاً لم يحدث، لم يسأل أو يحاسب أحد، وكأن الملايين التي صرفت لم تكن من مالنا وعرقنا ودمنا!!.

    وصحونا ذات يوم فوجدنا كائناً بديلا اسمه النهضة الزراعية، وقيل لنا إنها شيء آخر غير "النفرة الزراعية"، وتم تشكيل أمانة عامة وأجهزة وموظفين، وتخصيص ميزانية لها، رغم وجود وزارة الزراعة، وهي مازالت موجودة تنشر أخبارها في الصحف وتتحدث البرامج عن إنجازاتها، ثم نقرأ في الصحف أن حجم الإنتاج الزراعي بالبلاد أقل مما كان عام 1962، ونستورد الطماطم من الأردن وإثيوبيا، ونفتح باب استيراد السكر واللحوم رغم وجود خمسة مشاريع لزراعة وتصنيع السكر في السودان، وقطاع ثروة حيوانية يذكر في كتاب غينيس للأرقام القياسية.

    وحتى نعين القارئ الكريم على الفهم، حتى تتجمع لديه المعلومات ليصل في الآخر لمرحلة عدم الفهم، فإن الشركة الكبيرة التي من المفترض أن تعمل في مجال زراعة وصناعة السكر، وقد تراجع أداؤها وانخفض إنتاجها، تم أيلولة مشروع الرهد الزراعي لها، مكافأة لها على إنجازاتها، في صفقة غير مفهومة ولا معروفة، وها هو ينهار أكثر مما كان في موسمه الأول تحت إدارة الشركة الجديدة.

    وانتقلت سياسات دولة الزراعة المستقلة لمشروع الجزيرة فمزقته تمزيقاً حتى آلت مسؤولية الري لشركة حراسة أمنية، وشكلت الحكومة لجنة من الخبراء لتقييم ما حدث في المشروع، وكل الخبراء من ذوي الثقة والولاء بجانب الخبرة، فغلبت أمانتهم ومسؤوليتهم على كل شيء، وكتبوا تقريراً يحيل نصف المسؤولين للمحاكم والنصف الآخر لمستشفى الأمراض العقلية، لكن الذي حدث أنه تم إحالة التقرير لمصلحة الأرشيف، واستمر كل المسؤولين في أماكنهم، بما في ذلك "الشريف" الذي جفف الترع في مشروع الجزيرة، وجفف سماوات الخرطوم من طائرات سودانير، منعاً لإزعاج السكان وحرصاً على الهدوء والسلامة.

    آخر إبداعات جمهورية الزراعة المستقلة أنها أعطت مليون فدان من أرض مشروع الجزيرة لجمهورية مصر العربية لزراعتها بمحاصيل إستراتيجية، في مقدمتها القمح والذرة وبنجر السكر. ولست من الرافضين للاستثمارات الزراعية المصرية في السودان، بل من المشجعين لها. لكن كيف تم هذا الاتفاق، وأين نوقش، وعلى أي أساس تم اختيار مشروع الجزيرة؟ ألم يكن من الأوفق أن تقوم الشركات المصرية باستصلاح أراض زراعية لم تستخدم من قبل للزراعة، فنكسب أراضي زراعية جديدة بدلاً من بيع الجاهز؟

    ثم ما موقف المزارعين وما هي علاقة الإنتاج التي ستقوم في هذه الأراضي، وهل ستصادر الحكومة الأراضي من المزارعين؟ ثم هل سيتم استجلاب مزارعين مصريين أم أن المزارعين السودانيين هم من يقومون بالزراعة؟ وهل سيتم تصدير الإنتاج لمصر، وما مصلحة السودان في الأمر؟

    هي أسئلة معلقة لن يقوم رئيس جمهورية الزراعة بالإجابة عليها قطعاً، فمن يملك الإجابات ليعطها للرأي العام؟

    http://alakhbar.sd/sd/index.php?option=com_content&task...&id=14504&Itemid=144
                  

09-07-2010, 07:04 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جمهورية الزراعة المستقلة : للكاتب / فيصل محمد صالح (Re: صديق عبد الجبار)

    "وانتقلت سياسات دولة الزراعة المستقلة لمشروع الجزيرة فمزقته تمزيقاً حتى آلت مسؤولية الري لشركة حراسة أمنية، وشكلت الحكومة لجنة من الخبراء لتقييم ما حدث في المشروع، وكل الخبراء من ذوي الثقة والولاء بجانب الخبرة، فغلبت أمانتهم ومسؤوليتهم على كل شيء، وكتبوا تقريراً يحيل نصف المسؤولين للمحاكم والنصف الآخر لمستشفى الأمراض العقلية، لكن الذي حدث أنه تم إحالة التقرير لمصلحة الأرشيف، واستمر كل المسؤولين في أماكنهم، بما في ذلك "الشريف" الذي جفف الترع في مشروع الجزيرة، وجفف سماوات الخرطوم من طائرات سودانير، منعاً لإزعاج السكان وحرصاً على الهدوء والسلامة."
                  

09-07-2010, 10:33 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جمهورية الزراعة المستقلة : للكاتب / فيصل محمد صالح (Re: صديق عبد الجبار)

    .
                  

09-07-2010, 11:20 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جمهورية الزراعة المستقلة : للكاتب / فيصل محمد صالح (Re: صديق عبد الجبار)

    up
                  

09-08-2010, 00:25 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جمهورية الزراعة المستقلة : للكاتب / فيصل محمد صالح (Re: Nazik Eltayeb)

    أعجبني المقال الأتي وللأسف الشديد لم أستطع أن أعرف إسم الكاتب :
    Quote: أرض الجزيرة الخضراء بين الحق والحقيقة

    إستجابة لتشجيع إخوة كرام، ومساهمة مع من كتب من الشرفاء، ومداخلةً لتقرير أصدرته حكومة السودان مع البنك الدولى قبل عام على شبكة الإنترنت تدعوان فيه الى خصخصة ولامركزية مشروع الجزيرة بنية إصلاحه "Privatisation and Decentralisation Reform أعود لمواصلة الكتابة. فقد سبق أن كتبت على نهج مضى ترويجاً وترسيخاً لآفاق التصنيع الزراعى، وتفصيلاً لقواعد التكامل الزراعى والصناعى "Integration of Agro-Industries" التى كانت تُدرّس فى معهد التنمية الاقتصادية بواشنطن.

    سوف تشمل الكتابه سرداٌ يتسع لتدقيق أحداث وأنشطة وسياسات وغايات ورؤى تُصور ماضى المشروع منذ تأسيسه وتمتد إلى حاضره ومستقبله مروراً بتطويره إلى نهضته و إزدهاره، عبر تنمية إقتصادية وإجتماعية كانت موجهة ومدروسة أضافت بسخاء إلى الناتج القومى العالمى.
    أمامى كم هائل من المعلومات كأمواج البحر الأبيض المتوسط فى مد ترتفع نحو الشاطئ بهديرها ولآلئها ثم تنحسر وتعود فى جذر تستعيد فى نهايته طاقتها، لتعود مرة أخرى و تسير فى دورانها بلا إنقطاع.

    لقد عايشت تلك الأحداث من الداخل، ورضعت من ثدى الجزيرة كل مقتبل العمر، وأسهمت فى تحقيق الأهداف المرحليه بالإنتماء والعمل من القاعدة إلى قمة الهرم على مدى يقارب ربع قرن من الزمان، حتى عام 1980.
    بعد تخرجى من المشروع كنت وما زلت على مقربة من المعلومة و الحدث، وعلى بعد شاسع من صنع القرارات، والتى أقل ما يقال عنها لدى الحاويين على مستقبل المشروع أنها طمست هويته بالكامل وغيبت ما فيه من خلايا النحل تاركة نسيجها كأعجاز نخل خاوية. فعلى مدى ربع قرن آخر من الزمان تأرجح الحق ومعه الحقيقة وكاد أن يهوى من أساسه البنيان. وجنحت السفينة إلى ما لا تشتهى السفن.

    سوف يكون هذا الكتاب جامعاًً تنساب وقائعه من الذاكرة والمذكرات فى منهجية موجهة لكل شرائح البشر وبموضوعية ترتكز على الحق والحقيقة ولا تستهدف أحداً بعينه إلا بقدر ما أراد ونوى وأسهم فى توجيه الحدث وصياغته سلباً كان أو إيجاباً، ثم يدرج فى نهايته إلى كيفية إستعادة الهوية وتوفير المقومات وترميم الأساس بعد أن يعم السلام وتضع الحرب أوزارها فى كافة أرجاء الوطن بإذن الله.

    مشروع الجزيرة ملك للشعب وعلى الأمة كافة مراعاة وحدته وقوميته وتكامل حلقاته وحماية كيانه وتراثه وأنظمته، ووقف كل ما يثير الفتنة ويُحرّك غريزة الجشع لتفكيك أوصاله ومسحه من خريطة الوطن. ويخطئ من يظن ويعلن أن المشروع قد شاخ أو عموده الفقرى قد إنحنى ويحكم عليه بالإنهيار التام. فأرض الجزيرة الخصبة التى منّ الله بها على السودان لن تجدُب وستظل معطاة إلى يوم يبعثون رضى الشيطان أو أبى، ومياه النيل الأزرق تجرى كما هى ولا تشحُّ، وخزانا سنـار والروصيرص يتحديان بمخزونهما الذى يكفى لرى وزراعة المليون فدان دفعة واحدة عبر قنواتهما الرئيسية والفرعية التى ستظل شامخة وهى لا تحتاج إلا للقليل من النظافة والتطهير المعتاد، بعد إستئصال السعد والنجيل وأم برمبيطة والموسكيت. أفمن إستطاع أن يهندس الترع ويهندس إنسياب المياه إلى داخل الحيازات، لا يستطيع أن يقوم بترميمها لتحيى الزرع والضرع؟

    السؤال المطروح من شاهد العيان ـ أيهما كان الأسبق على أرض الواقع بحساباته كمّاً وكيفاً، ميزاناً ومكيالاً، دولاراً وديناراً، ساعةً وزماناً ـ أهو الإنهيار المفتعل والمفترى عليه أم الإنهيار المفعول بخلط الأوراق وبعثرتها، وذلك الذى سبقه التشليح والتشليع والتفكيك والتشريد والتشويه وقهر الإرادة بالفتنة والإحباط ـ فلا إكتملت الخصخصة وأتت بالإعجاز ولا عادت السفينة إلى مرساها ومعها عاد المشروع لسيرته الأولى فى تقوىً من الله ورضوان.

    هل جاء الإنهيار المفترى عليه بغتةً واحدةً أم بدأ التدهور تدريجياً فى ضؤ وعلى أثر غزو وتعديات مشهودة على المشروع وقانونه، غزو متواصل "جثم" على أك######## وحبس أنفاسه، ونُقِل إليه سياسات لم يسبق تجربتها فى كيان مماثل له على مستوى العالم، ولم يتسع الوقت لتجربتها وتقييم نتائجها فى تفتيش درويش أو حقول شمبات أو حتّى قسم الماطورى مثلاً.

    ليس غريباً أن تنشغل الحكومات بالحرب التى قضت على الليّن واليابس وعلى ملايين البشر، وأن تعجز لأن تولى المشروع الأهتمام الكافى وتتنبه إلى دقات الطبول. بل الغريب أن يأتينا مؤخراً مصلح زائر من الخارج ليحدثنا عن سنين عدداً لم يك فيها الأداء رابحاً، وأن عبء الدين على المزارعين بلغ 34 مليون دولاراً.، وأن الإدارة تلازمها المركزية، وتنقصها الفعالية، زد على أنها مكتظة بالعاملين. "Management is too centralised, inefficient and overstaffed". ويضيف: والبنيات التحتية للرى فى حالة تعزى لها ممّا شكل أحد أسباب تدنى الإنتاجية.
    "The irrigation infrastructure is in serious despair, which is one of the causes of the low yields" Reference Country Report Appendix I.

    والسؤال الوارد - متى صدر هذا الحكم، وعلى ما إعتمد، وكيف صدر، ومن ذا الذى أصدره، وأين هى الدراسات والدلائل التى تدعمه؟ وثم أين صُنِـع القرار؟ وكيف أتخذ القرار؟ ومن ذا الذى أصدر القرار؟ ليأتى بالدليل القاطع أن الحل فى خصخصة ولامركزية المشروع لرفع الإنتاجية!

    حقيقة الأمر - لقد ضرب التدهور كل القطاع الزراعى بلا إستثناء رياً صناعياً كان أم فطرياً، وجاء الغزو لمشروع الجزيرة متأخراً لتماسك المشروع وصموده.

    لقد تحدث أحدهم عن تبديد وإهدار المال العام كمدخل وإفتتاحية لإصلاح مصطنع، كمن يتحدث عمّا يسمى بالإرهاب اليوم، وهو أصلاً خالى وفاض لم يحتك بعد بإنظومة التحكم فى دورة المال فى إدارة المشروع التى لا تترك ثغرة لضياع مجرد تعريفة بواسطة ضعاف النفوس مهما وأينما كانت مواقعهم. ويقينى أن تبديد المال لا يقتصر على النقد وحده بل يشتمل على كل الموارد، وأى منها، لا سيما مورد الثروة البشرية الذى أهدر بلا حساب ولا هوادة.

    "إِنَّا عَرَضْنَا الاَْمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الاِْنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولا". صدق الله العظيم.

    لقد إتخذ مشروع الجزيرة من بناء الطاقة البشرية فى إداراته ومصالحه وأقسامه ووحداته عمالاً وموظفين بجميع تخصصاتهم إستراتيجية شاملة تمهيداً للسودنة وإعداداً لحمل المسئولية حتى بلغ المشروع قمة مجده وإكتظ بالكفاءات والخبرات بلا مُنازع - تدريباً وتأهيلاً وتجربةً وتنميةً متواصلةً من القاعدة إلى القمة بالداخل والخارج.

    ويقينى أننى لم أشهد ولا أذكر أننى شهدت أن مشروع الجزيرة إستأجر مستشارين من الخارج
    "Consultants of Management and Technology" إلا فى حالات نادرة عن طريق البروتوكولات الموجّهة من الخرطوم بين الدول لإدخال زراعة وصناعة الأرز فى المشروع بواسطة الصينيين، ولنقل تكنولوجيا زراعة الخضر وتسمين الخراف بواسطة اليوغسـلاف فى شمال الجزيرة مثلاً.

    لقد قويت شوكة القيادات فى إدارة المشروع وأدرك جميعهم أن الإنجاز وحده لا يكفى فكان لا بدّ، جنباً إلى جنب، أن يولوا كافة أعمالهم الحماية علماً بأن المشروع نفسه ظلّ مستهدفاً منذ وقت طويل وفى أشد الحوجة لكتيبة الدفاع الأولى التى لم تخشى الصدام. وقد جاء التغول والتدخل والغزو القومى إبتداءً بإبعاد القيادات، كل القيادات، فى مستوى القمة .بإسم الصالح العـام. تشردّت وزهبت ثمانية وعشرين أسرة بطلقة واحدة. فقد نجح فى قلب المواعين لإرضاء جشع وطمع الكثيرين مقابل الخراب العام الذى عمّ كل مناحى الحياة من :ـ
    بنيات تحتية وفوقية، وأصول ثابتة ومنقولة، وزرع وضرع، وقرى ومدن، ومرافق ومؤسسـات. وقد ذهب من ذهب قسراً أو طوعاً حاملاً معه نوط المرحطة وتاركاً فى ملفه لدى شئون الخدمة نوط الإنجاز والجدارة بشهادة وإصدار مجلس الإدارة. غابت القواعد والمسلمات والثوابت من :ـ
    قانون ولوائح، وغايات وسياسـات، "Corporate strategies" وهياكل إدارية، وقومية، وإستقلالية، وعلاقات إنتـاج وتكافلية، ودورة زراعية متكاملة إلى آخره ونقصت الكرامات الإنسانية.

    بنفس الكوادر الإدارية المنتجة فى الغيط والرئاسـة وبالتضامن الوثيق مع المؤسسـات الأخرى كالرى وهيئة البحوث الزراعية والحكم المحلى والصحّة والطاقة الكهربائية شهد المشروع التوسـع الأفقى بإضافة إمتداد المناقـل وغيره. وتضاعفت المساحة المروية إلى ما يزيد من الإثنين مليون فدان، وتحمّل الكل مع الأقسام والوحدات عبء التنمية الرأسية من تكثيف وتنويع بإدخال المحاصيل الأخرى فى الدورة الزراعية بجانب القطن والذرة. وبنفس الطاقة البشرية والآليـة إمتدّ التوسع لمواصلة التحديث والمكننة ولإدخال التصنيع الزراعى.

    فقد أقيمت القشّـارات للفول السودانى بين الحقول، وشَكـّلتْ مراكز للتوسـع الصناعى، وعكستْ إشعاعاً حضارياً فى الريف وفتحتْ فرصاً للعمالة. وجذب الإنتعاش والرواج الناس من الحضر للريـف. وشارك المنتجون فى تحديد سعر بيع منتجهم وفى الرقابة على التقشير بسعر التكلفة وإستلموا الثمن بعايده المضاف مسبقاً من مكاتب التفاتيـش بضمانة إيصال التسليم. وكمثال آخر شُيـّدت مضارب الأرز فى أحد المخازن ببركـات، وتمّت زراعته وحصاده ونقـله بنفس صيغة التكامل الزراعى والصناعى فى إنتاج وحليج القطن، وعلى نفس نمط التنسيق القائم بين كافة وحدات المشروع ومزارعيه والمؤسسات المتضامنة مع إدارة المشروع إنتهاءً بالمؤسسة العسكرية التجارية المشترية للأرز المبيض.

    وقد كان لمصلحة الزراعة وأقسام الهندسة الميكانيكية والمدنية والكهربائية أدواراً وعملاً مشتركاً رائعاً تخطيطاً وتنفيذاً يُحسـدون عليـه.

    أفمن أسس وبنى وعمّر على تقوىً من الله ورضوان كمن حطـّم وخرّب؟ وقد كتب الكثيرون يتساءلون لمصلحة من تتوقف الحركة ويُزال البنيــان؟

    لقد خلق الله بنى آدم لتعمير الأرض وفلاحتهـا وزراعتهـا ليكسونا ويطعمنا من جوع. وأمرنا بعبادته. ومارس أجـدادنا الزراعة كوسيلة للحيـاة. وسأل نبينا إبراهيم ربّه سبحانه وتعالى:-
    رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ". صدق الله العظيم.

    مع كل ما يتوفر له من حِـزَم ومدخلات وتقنيات فإن العمل الزراعى عرضة للربح والخسـارة ويستحيل التحكم فى مخاطره 100%، وبالتالى لا بدّ للحكومات (فى أوروبا مثلاً) أن تدعمه لتأمين الكسـاء والغذاء للبشرية، ولإعطائه القوة التنافسية فى التصدير، بعد حمايته من المرابين والسماسرة وخلافهم.

    " أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ". صدق الله العظيم.

    " وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ". صدق الله العظيم.

    لعل الدعم عند الحاجة والصيغة التكافلية فى علاقات الإنتاج القائمة على الحساب المشترك يدرءان عن المزارع مخاطر الوقوع فى أعباء الديون عند تدنى الإنتاجية وتقيانه شرّ الزّج به فى السجون.

    لقد كانت المسؤولية الوحيدة بعد التنمية على الحكومة ممثلة فى المالية وبنك السودان مدّ ُ المزارعين بالتمويل كجزء يسير من رأس المال العامل لعمليات الفتحية والتسريب واللقيط فى إنتاج القطن وحده. وقد كانت تتدفق فى سلفيات عبر إدارة المشروع وتُصرف فى مواقيت موحدّة من مكاتب التفاتيش فى الغيط للمزارعين مباشرة، كما كانت تُصرف الأرباح بعد خصم الحساب المشترك من العائد الكلى، لكلٍ يقدر ما رزقه الله عزّ وجل، وما قدّم من إنتاج ثم وزنه ونقله للمحالج بسكك حديد الجزيرة لوزنه مرة أخرى وفرزه ونظافته وحلجه وتعبئته شعراً وبذرة. بعد نجاح دام عشـرات السنين لمْلمت الحكومة مراكبها. ونفضت يدها كلية عن تمويل العمل الزراعى، مُوجّهة بأن يقوم ذووا المحفظة من بنوك وخلافه للتعامل المباشر والمنفرد مع المزارع، الذى فرضت عليه صيغاً من فوائد ضخمة لم يك من بينها القرض الحسن. فأصبح المزارع المسكين يصارع الموجَ والموجُ يصرعُهُ. وكما وصف أحد المواطنين أنه لم تتواجد فى رواكيب المزارعين لقمة العيش ناهيك عن العربة الكريسيدا. فذهب المزارع للسجن، وذهب الوسطاء والمنتفعون إلى غابات الأسمنت المسلح، وذهب المشروع نحو الدمار.

    ولم ييئـس من تبقى من العاملين فى مشروع الجزيرة. ورضى المحافظ بمركز المدير العام. وقد شمّر وهو يجوب الفيافى ليحمل فى مركبه من كل زوجين أثنين منادياً بنداء نبيّنـا نوح – " وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ". صدق الله العظيم.

    وما تصفحت جريدة الجزيـرة إلا ووجدت فى صفحتها الأولى الإشادة بالقبطان وبما أسموهم أركان حربه الكرام، وكلهم فى نضالٍ تجرى بهم مِركبُهم فى موج كالجبال من جراء السياسات المبتورة والجرعات المتقطعة من المنومات. ولا عجب فقد أكد لنا هؤلاء أن المشروع ما زال يوحى بالأمل، وسنظلُّ واعداً أبداً. ونسأل الله لهم التوفيق والثبات للخروج بالمشروع إلى برّ السلامة.

    أولم يزف الوقت لأن تعود الحكومة بمراكبها، وتعالج ما وقع من خلل أوشك أن يطيح بالمشروع بسبب السياسـات العشوائية. على الحكومة ان تتدخل الآن لمراجعة الوضع برمّته حتى لا تتعرض حقوق الجزئية والوطن للضيّـاع، والمواطنين من زراع وغيرهم للخطر.

    يؤسفنى أن اذكر أننا لسنا فى حوجة لمؤتمرات ولجان ولمستشارين زوّار لم يخوضوا التجربة بهذا الحجم والشكل، ذلك أننى أؤمن بأن الجمرة تحرق الـ واطيها، وأنّ أهل مكة أدرى بشعابها، وأن السياسات تنبع من واقع الحال، وأن القرار يصنع ويجلل، ويُدعم بالدليل، ويُتّخذ، ويَصدُر برضـاء الكل وحتى إذا لزم الأمر يتم عبر الإستفتـاء – القرار المدعوم بالدراسات الإقتصادية والإجتماعية المفصّلة وبالتجربة "Piloting" وبحسن النيّة وقوة الإرادة، وبتقوى من الله ورضوان. ويتعين على المؤسسات المدنية وفى مقدمتها إتحاد مزارعى الجزيرة والمناقل القيام بالدور المنوط بها فى الوقوف مع الحقّ والحقيقة لإعادة تعمير كل شبر من أرض المشروع، ولمساندة كل فرد من المزارعين، ولتمكين الإدارة من القيام بدورها هى الأخرى لتحقيق الغايات المرجوة وحماية المشروع.

    http://www.gezira.co.uk/books/fact-reality/gezira-scheme.html
                  

09-08-2010, 00:34 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جمهورية الزراعة المستقلة : للكاتب / فيصل محمد صالح (Re: صديق عبد الجبار)

    Quote: وانتقلت سياسات دولة الزراعة المستقلة لمشروع الجزيرة فمزقته تمزيقاً حتى آلت مسؤولية الري لشركة حراسة أمنية،

    أي والله ...
    معلومة قد يستغربها البعض ..لكنها الحقيقة .
    الان اتضح الغرض من اسناد مسؤولية الري لشركة الهدف للخدمات الأمنية ..
    ليعلم المتعافي ومن عينه أنه لا الهدف ولا كل قوى الأمن ستحمي المصريين القادمين من غضبة أهل المشروع .
                  

09-08-2010, 07:18 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جمهورية الزراعة المستقلة : للكاتب / فيصل محمد صالح (Re: فتحي الصديق)

    Quote: الان اتضح الغرض من اسناد مسؤولية الري لشركة الهدف للخدمات الأمنية ..
    ليعلم المتعافي ومن عينه أنه لا الهدف ولا كل قوى الأمن ستحمي المصريين القادمين من غضبة أهل المشروع .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de