لا يا حكومة جمهورية مصر العربية...لسنا موافقون على هذا الإتفاق الذي يشوبه فساد

Quote: إسماعيل ادم (الكودة) و(المتعافي) تدور حرب البسوس بين الوالي ومعتمد الخرطوم،الذي اقاله الاول، في خبر مجلجل عم القرى والبوادي والحضر. لقد استهلك المعتمد كلاما كثيرا حول قرار اقالته. اجمل عدة اسباب، ولكن السبب الاقوى، على ما بدا، هو كيفية ترسية العطاء الخاص بسوق الموقف الجديد. بذلك اخرج المعتمد الكثير من الهواء الساخن في صدره، على خلفية القرار المفاجئ، رغم ان المعتمد قال انه كان يتوقع القرار. لاندري ان كان المعتمد قد افرغ كل ما في كنانته من سهام، وكل ما في جعبته من قول، وكل ما في صدره من سخونة، ام ان الايام حبلى، غير انه، في كل الاحوال، لايخرج قول المعتمد عن القول، الذي نصفه بـ �دفق الماء على الرهاب�. ومن بدري ليه ما قلت لي! لو كان المعتمد فجر انتفاضته هذه قبل الاقالة، لنزل قوله بردا وسلاما على الناس، ولوجد الف من يقول له: ينصر دينك يا المعتمد، ولشهى الاخرين منية الاقالة، على قول الشاعر الراحل صلاح احمد ابراهيم في نعي صديقه الاديب على المك. ولكن المعتمد �خلاها مستورة�، على جملة شهيرة للدكتور علي الحاج، الى ان وقع الفاس في الرأس. في رأس منصبه. والي الخرطوم استعصم بالصمت العجيب، حيال انتفاضة المعتمد، الا من كلام �ادي الحلة روراي، وادي النقارة عصا�، على وصف سديد في دارفور، لحال من يدغمس الاشياء بكلام لا يتح الفرصة لرؤية واضحة من خلال الحرف والكلمة الجملة، في امر يتطلب كل الافصاح والوضوح، ووضع كل شئ تحت الضوء .اكتفى الوالي بان السبب الرئيسي في اقالة المعتمد هو الحفاظ على حقوق ومكتسبات المحلية. وماذا يعني هذا السبب الملفوف بالغموض، العزاء، هنا، ان الوالي وعد بانه �سيكشف اسباب الخلاف الحقيقية بعد ان يتلقى افادة وزير العدل حول قانونية التعديلات، التي ادخلت على العقد الخاص بسوق الموقف الجديد�. الموقف المجاور للسكة الجديد. وعد الوالي باخراج الخلاف من التباساته الحالية من نوع الوعود التي لا تنسى. فلابد ان يقول، والا فان الكرة ستظل في ملعبه، والاسئلة الخشنة على طاولته، على شاكلة: لماذا يتدخل الوالي في الامور التفصيلية للمعتمديات؟ ولماذا يتحول الوالي في لحظة مثل لحظات"العطاءات"هذه الى معتمد بدلاً عن الوالي، وربما الى موظف صغير في المعتمدية، في اسئلة لبعض �الشليقين�، وبعض �متلقيي الحجج�؟! اذا كان المعتمد المقال لم �يخليها مستورة� بعد اقالته، (وفَّت الامور قرض)، فان ضرورات الشفافية ودواعي درء الشبهات والاسئلة التجريمية المحيطة بالموضوع، تملي، بالضرورة، على الوالي مقابلة الانتفاضة بانتفاضة اخرى، بعيدا عن منهج �خلوها مستورة�. الى ان ينجلي الصاح من الخطأ، والنهار من الليل، والاسباب الوجيهة والاخرى غير الوجيهة في اقالة المعتمد، اي في حرب البسوس بين الرجلين، ترتقع حقيقة واحدة هي ان الصراع صراع �عطاءات�، هذا مع هذا، وذاك مع ذاك، وهو صراع يتصل بصراخ من يرون ان سوء ادارة العطاءات في البلاد، هو الازمة الحقيقية في المسيرة التنموية. هو الذي يجر الحديث المتواتر والمستمر حول انعدام الجودة في المشاريع التي تنفذ. ليس في ولاية الخرطوم، فحسب وانما في كل البلاد، في خضم صراع الوالي والمعتمد المقال يرد الحديث عن الموقف الجديد، ونسأل اين �الجدة� في الموقف الجديد؟، سوى انها ترحيل للكلفتة والقبح والهشاشة في التنفيذ، من ابوجنزير �الموقف القديم�، الى السكة الحديد�الموقف الجديد�. ولانرى في الموقف الجديد شيئاً مستقبلياً، أبدًا، ولكن قد يكون هناك شئ لحفل الافتتاح، وشئ يضاف الى دفتر الانجازات، وحسب. وما اكثر الانجازات، التي صارت لا تصمد برهة بعد انجازها! نقلا عن الرأي العام http://www.alhadag.com/column.php?id=992