محمود عبد العزيز... صناعة نموذج فنان الشباب (المشوّه)

Quote: محمود عبد العزيز .. الإبداع حاضر .. والمؤسسة غائبة! .................................................... محمود عبد العزيز (حوته) كما يطيب لجمهوره الكبير ان يسميه، يعد - حسب الكثيرين من ناقدي الفنون - واحدا من انقى أصوات الغناء السوداني الحديث، أعطى أذن المستمع السوداني فرصة أن تسمع وتستمتع بالفن كما يجب أن يكون : باعثاً لأعلى، من حضور اللحظة الى عتبة الإحساس الأخاذ، عندما تختلط الموسيقى باللحن والكلمات، فيكون البيان سحراً، بكل ما للسحر من دهشة وإبهار. مشى (حوته) في درب الفن منذ صغره لأن الموهبة تقود حاملها كما تشاء، فعرف المسرح، والتلفزيون، والراديو، ثم نمت موهبته حتى صار الآن واحداً من أميز من ظهروا على مسرح الغناء السوداني في العقدين الأخيرين. لم يختلف الناس حول فنان كما فعلوا بشأن محمود عبد العزيز، فجمهوره كبير ولا شك، ومعجبوا فنه مهووسون به لدرجة لا توصف، ولكن هذا لا يمنع من وجود من لا تعجبهم اغنياته، وهذا طبيعي، لأن الأذواق مختلفة، والناس لم يجمعوا حتى على الأنبياءْ والرسل، ولكن تبقى كلمة الغالبية من الجمهور والنقاد مؤكدة أن (حوته) أسطورة من اساطير الفن السوداني، ونغمة لا تخطئها المسامع . غنى محمود أغنيات الحقيبة، وأغنيات جيل الرواد، فمنحها بريقاً خاصاً، وقال كثيرون أنه أعاد تقديم أغنيات الحقيبة تلك للجيل الجديد، وذهب آخرون الى أنه كسر قاعدة ( سمح الغنا في خشم سيدو ). ويبدو ان غناء محمود لأغنيات الآخرين قد خلق عنه إنطباعاً خاطئاً بانه لايملك ما يكفي من أغنيات خاصة به، وهذا بالطبع غير صحيح لأن محمود له أكثر من 125 أغنية خاصة به في تسجيلات الكاسيت التي انتجها ( توجد إحصائية مفصلة عن ذلك يتداولها جمهوره على الإنترنت)، وهذا الرقم لم يصله أي فنان من جيله، ولم يصله حتى كثير من أعلام الغناء السوداني. وخلال مسيرته الفنية الطويلة أنتج محمود عبد العزيز عدداً من شرائط الكاسيت أكثر من أي فنان آخر، وأقام حفلات جماهيرية تشهد عادة حضوراً كبيراً لدرجة تجعل السلطات تتتخذ لها إجراءات تنظيم مشددة، لم تفلح في إيقاف بعض أحداث الشغب التي تعقب الحفلات، مما دفع السلطات الحكومية الى إصدار قرار بمنع محمود من الغناء في الأمكان العامة لعدة سنوات، كسابقة تحدث للمرة الأولى في تأريخ السودان!. يتحدث منتقدو محمود عن أنه لا يلتزم بمواعيده في الحفلات، وأنه لا يهتم بصحته كما يجب، وهذا ما بدا واضحاً خلال ظهوره في برنامج (أغاني وأغاني) التفزيوني هذا الموسم، حيث بدا (حوته) منهكاً وواهناً، ورغم أن هذا صحيح، إلا أن المشكلة الحقيقية لا تتعلق بمحمود نفسه، بل هي مشكلة إدارة وتنظيم وتسويق وتقديم، فالفنان الذي يملك نجومية هائلة كمحمود يجب أن تكون خلفه مؤسسة إنتاج ضخمة، ترعى أموره، وتقوم بتنظيم تعاقداته، وتحدد له ظهوره الإعلامي ومقابلاته، وتشرف على مظهره وملبسه وجدول أاعماله، وهي ثقافة غنائية إنتاجية غائبة عن الفن السوداني الذي تسير الأمور فيه ( بالبركة). نجومية محمود عبد العزيز في السودان لا تقل عن نجومية (مايكل جاكسون) في أمريكا، أو( سيلين ديون) في كندا أو (مادونا) في بريطانيا، ولكن هؤلاء جميعاً لن يظهروا بالهيئة المرهقة التي ظهر بها محمود عبد العزيز في البرنامج التلفزيوني ، ببساطة لأن من خلفهم تقف (مؤسسات إنتاج) تحرص على ظهورهم بالشكل المناسب ولا تسمح بإطلالتهم إعلامياً إذا لم يكونوا مستعدين لذلك. صحيح ان صوت محمود لا يزال مدهشاً، وإبداعه لم يكن منهكاً أو غائباً ، ولكن محمود نفسه لم يكن حاضراً، لأن المؤسسة التي يجب ان تقف خلفه كانت غائبة. محمود في برنامج (أغاني وأغاني) كان حاضر البديهة كعادته، وعندما طلب منه (السر قدور) أن يغني أغنية (كنا داخل روضة مافيش حد سوانا) .. رد بسرعة : هو الزمن داك كان في (روضه) ؟! فضحك الحضور وأكمل (قدور) قائلاً : أيوا كانت في (روضة) وبي مدرسينها كمان! محمود عبد العزيز قدم للمستمعين مشروعاً فنياً جميلاً، ويجب ان يتم توثيقه وحفظه. كم من أاغنيات محمود موجودة اليوم بجودة صوت (إحترافية) عالية تصلح للتعامل معها مستقبلاً؟ قليل جداً ، فمعظم الأغنيات موجودة بنسخة الكاسيت او على CD بعد ان تم تحويلها من نسخة الكاسيت نفسها، وهذا يجعلها غير صالحة للأرشفة وإعادة المعالجة المستقبلية . محمود موجود الآن، وإذا كانت هناك مؤسسة ترعاه ، فيمكنها أن تعيد تسجيل الأغنيات وتوزيعها موسيقياً مرة اخرى لحفظها بطريقة إحترافية، ولكن هذه المؤسسة – للأسف – غير موجودة. قبل سنوات رحل مصطفى سيدأحمد. واليوم إذا بحثنا عن أغنيات ذات جودة صوت عالية بصوت مصطفى فلن نجد الكثير، لأن معظم التسجيلات كانت تتم بإجتهاد شخصي، مجرد ( مسجل وشريط) فقط، وهكذا ببساطة ضاع تراث مصطفى سيدأحمد بذات السبب (غياب المؤسسة خلف الفنان) .. هذه المؤسسة هي التي جعلتنا نستمتع بأغنيات (بوب مارلي) الآن لأنها منتجة بجودة صوت عالية وإحترافية رغم أن بوب مارلي رحل عن الدنيا منذ عشرات السنين. إنها دعوة لأن تكون خلف محمود مؤسسة ترعاه، وتوثق أعماله، حتى يظل إبداعه حاضراً كما كان دائماً، ويغني كما اعتاد : ( مشاوير الفرح عندي.. تطول لمن تشوف عينيك .. مسافات الحزن تقصر .. وكت خطاواتي تمشي عليك !).

(عدل بواسطة وائل فحل on 09-05-2010, 03:58 PM)

Quote: غير الفنانين يتعاطون المخدرات لكن تاثيرهم ينحصر فى المقربين منهم بخلاف الترويج لنموذج محمود الذى يتدهور يوميا على الهواء مباشرة والذى يشاهده ملايين الشباب معجبين وفى زعمى ان هذا ترويج لنموذج عناد شخصية عامة فى التعاطى دا طبعا نقاشنا لاحتمال ثبوت التعاطى