من قاموس اللهجة البقارية (3): لطائف بقارية فى القرأن الكريم

Quote: كان أبو العباس السفاح يعجبه السمر ومنازعة الرجال بعضهم بعاضاً .. فحضر عنده ذات ليلة أبراهيم أبن مخرمة الكندى وهو من اليمن السعيد وخالد أبن صفوان الأصمّ التميمى، فخاضوا فى الحديث وتذاكروا مضر واليمن .. فقال أبراهيم اليمنى: يأمير المؤمنين أن أهل اليمن هم العرب الذين دانت لهم الدنيا ولم يزالوا ملوكاً ورثوا الملك كابراً عن كابر وأخر عن أول؛ منهم النعمان والمنذر ومنهم عياض صاحب البحرين ومنهم من كان يأخذ كل سفينة غصبا؛ وليس من شيئ له خطر إلا إليهم ينسب وإن سئلوا أعطوا وأن نزل بهم ضيف قروه .. فهم العرب وغيرهم المستعربة .. فقال أبو العباس ما أظن التميمى رضى بقولك .. ! ثم قال ما تقول أنت يا خالد .. قال خالد إن أذن أمير المؤمنين فى الكلام تكلمت .. فقال أمير المؤمنين .. تكلم يا خالد ولا تهب أحداً .. قال خالد: أخطأ المقتحم بغير علم ونطق بغير صواب .. وكيف يكون ذلك لقوم ليس لهم ألسن فصيحة ولا لغة صحيحة نزل بها كتاب ولا جاءت بها سنة .. يفتخرون علينا بالنعمان والمنذر ونفتخر عليهم بخير الأنام وأكرم الكرام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؛ فلله المنه به علينا فمنا النبى المصطفى والخليفه المرتضى ولنا البيت المعمور وزمزم والحطيم والمقام والحجابة والبطحاء ومالا يحصى من المآثر ومنا الصديق والفاروق وذو النورين والرضا والولى وأسد الله وسيد الشهداء وبنا عرفوا الدين وأتاهم اليقين .. فمن زاحمنا زاحمناه ومن عادانا أصطلمناه .. ثم أقبل خالد على أبراهيم فقال له خالد: ألك علم بلغة قومك ..؟ قال أبراهيم: نعم قال ما أسم العين بلغة قومك؟ قال إبراهيم: الجمجمة ! قال خالد: وما أسم السن بلغة قومك؟ قال أبراهيم: الميدن قال خالد: وما أسم الأذن بلغة قومك؟ قال إبراهيم: الصنارة قال خالد: وما أسم الأصابع بلغة قومك؟ قال إبراهيم: الشناتر! قال خالد: وما أسم الذئب؟ قال إبراهيم: السكنع! قال خالد: أفعالم أنت بكتاب الله؟ قال إبراهيم: نعم قال خالد: فإن الله تعالى يقول إنا أنزلناه قرآناً عربيا وقال تعالى بلسان عربى مبين وقال تعالى وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه .. فنحن العرب والقرآن بلساننا أنزل؛ ألم تر أن الله تعالى قال والعين بالعين ولم يقل الجمجمة بالجمجمة! وقال تعالى السن بالسن ولم يقل الميدن بالميدن؛ وقال تعالى والأذن بالأذن ولم يقل الصنارة بالصنارة؛ وقال تعالى ويجعلون أصابعهم فى آذانهم ولم يقل شناترهم! فى صناراتهم! .. وقال تعالى أكله الذئب ولم يقل أكله السكنع! .. قال خالد: إنى أسالك أربع إن أقررت بهن قهرت وإن جحدتهن كفرت .. قال أبراهيم: وما هن؟ قال خالد: هل الرسول منا أو منكم؟ قال أبراهيم: منكم! قال خالد: فالقرآن أنزل علينا أم عليكم؟ قال إبراهيم: عليكم قال خالد: فالمنبر فينا أم فيكم؟ قال إبراهيم: فيكم قال خالد: فالبيت لنا أم لكم؟ قال إبراهيم: لكم قال فإذهب فما كان بعد هؤلاء فهو لكم .. ثم قال بل ما أنتم إلاّ سائس قرد أو دابغ جلد أو ناسج برد .. هنا ضحك أبوالعباس السفاح وأقر لخالد وجباهما جميعاً