برنامج اغانى واغانى فى دورتة الخامسة على النيل الازرق وعلى المنبر

Quote: أغنيات ( حمد الريح ) في رواية قصيرة .. هذه " رواية " قصيرة مأخوذة من أغنيات الفنان الرائع (حمد الريح ) .. قمت بتجميع أغنياته ، وإقتطفت جزءاً منها (وصغته) في هذه القصة .. حمد الريح إشتهر بكثرة أغانيه التي تتضمن مفردات ( القمري ، الطير ، البحر ، الجروف ، النهر ، الشاطي ) .. الكلمات والعبارات الموجودة بين القوسين ( ) والملونة باللون الأحمر ، هي كلها أغنيات الفنان حمد الريح – عدا أغنيتي مرت الأيام ويوم البحيرة ، فهما من أغاني الفنان الكبير عبد الدافع عثمان ، ولكن تغني بهما الفنان حمد الريح ، وقد ذكر في أكثر من لقاء ، أن الأغنيتين من أكثر الأغاني التي أعجبته . ستجد بين القوسين ، إما إسم لأغنية ، أو مقطع منها .. مع مودتي ... في يوم من أيام (الزمن الصعب) بقريتنا الصغيرة (أرض الجزاير) ظللت مستيقظاً من صباح يوم ٍ مضى حتي مجيء ( الصباح الجديد ) ولم أذق طعم النوم خلال تلك الفترة ، وكان هذا حالي لمرات كثيرة ، فوددت لو أن ( النوم يزورني اليوم) . بعد أن شردت بذهني لساعات ٍ طوال ، سمعت صوت (عم الزين ) - الذي عادة ما يرفع النداء لصلاة الصبح بجامع قريتنا الصغيرة – سمعته يحرك الميكرفون إيذاناً منه برفع النداء الأول .. نهضت من علي فراشي وكنت قد تذكرت أنه قد ( وصاني بوي ) ألا أظل طريح الفراش حينما أسمع صوت رفع الآذان .. فنهضت وتوجهت نحو أبي فوجدته جالساً علي عنقريبه ، فسألته : (أصبحت كيف يا أبونا كيف من العنا وهم المسا ؟ ) .. فأجابني بصوت ٍ مبحوح : الحمد لله وإنت كيف ؟ .. أومأت برأسي أفقياً ورأسياً في شيء ٍ من الحزن ،لأني كنت قد لمحت دمعة ً غزيرة تسيل علي خده ، فطيَّـبت من خاطره قائلاً ( إتوضا قوم صلِّـي الصُبُـح .. والدمعة يا بونا أحبسا ) .. مضت الدقائق سريعة ، وبدأت أرى (الطيور عند الصباح تفرد جناحاتها وتطير ) ، رفعت رأسي ناظراً إلي (محل ما الشمس ِ بتشرق ) وقررت الخروج من المنزل ، فنادتني والدتي (علي وين ؟ ) ، فأخبرتها بأن صديقي (أحمد حكي) لي بأنه سيسافر اليوم وهو (مفارق خضرة النيلين) ، فعاتبتني في لطف (من بدري ليه ما قلت لي ؟) عشان أمشي أودعه ؟ لم تكد تنهي حديثها حتي إرتدت ثوبها متوجهة ً إلي منزل ( فاطمة السمحة ) (أم أحمد) . ************************* وقفت أمام منزل أحمد وطرقت الباب منتظراً الإذن بالدخول ، وكان ( أحمد ) يقف خلف الباب ، كأنه ينتظر قدومي ، فمازحني : دا منو (البنقـِّـر بابنا كو .. كو ) .. دخلت إلي المنزل الذي لم يكن في يوم ٍ من الأيام غريباً علي ، ووجدت أم (أحمد) متكأة علي فراشها وقد غلبتها " الدبرسة " ، ونظرت إلي والده فوجدته قد (وسَّـد الراس الضراع ) .. لم أقوي علي الحديث معهم ، فاللحظات مهيبة ، والصمت يطبق علي المكان .. فتمالكت أم ( أحمد ) أعصابها وتحاملت علي أحزانها قائلة لي : صحبك خلاص مسافر ،، (حليلو قال سايب البلد ) . نظرت إلي صديقي ، موجهاً حديثي إلي والدته : ( كيفن نسيبو يروح بعيد لي غربة بتطول أمـــ ..... ) هنا قاطعني أحمد قائلاً : (الظروف) وحدها هي التي حتـَّـمت علي ( الرحيل) وكذلك نحن في هذا (الزمن ) لا نستطـ...... فقاطعته : (الزمن تاريهو برضو .. بي قساوته بيصفي مرة ) ، وخليك إنسان قوي ، ولا تنسي عمنا (شيخ إدريس) الملقب بـ (ود عزاز العرب) فرغم (الظروف ) التي يمر بها فهو لا زال ( يقاوم من زمن كل الظروف) ويا (أحمد) عليك ( شد الضراع ) ، وحاول أن تخرج نفسك من هذا الوهم .. وداعبته مربتاً علي ظهره : كدي أرح علي ( قيف البحر)يمكن (تلقي الخضرة وتنسي الهم ) . لم تقلح مداعباتي في تغيير رأي (أحمد) ، فأصر علي (الرحيل) ، فهمهم والده : صحي (المفارق عينو قوية ) . ولم تمض ِ لحظات حتي حمل حقيبته " الهاند باق " وتوجه نحو الباب ناسياً أن يودِّع أهله من فرط الحزن ، فطيبت من خاطره مربِّـتاً علي كتفه : طيب طالما مُـصـِر ، لازم تودِع (أهلك الطيبين ) ، فعاد وودعهم ، ثم .... *************************