|
Re: منى سلمان ......تكتب.. (Re: عبد العظيم احمد)
|
هذا الموضوع حدث بالجد الاسبوعين الفاتو اى فى شهر 7-2010 عنما نفقت اعداد كبيرة من الاسماك فى بحر الابيض فى الخرطوم وطفحت على سطح الماء وقد حدثت حلات من التسمم لما جاءت فى الصحف اليومية ومنها تسمم ود الجبل لينتقل الى العناية المكثفة, وكثرت الاقاويل ن السمك الميت ..... الفرق بين الانتحار والموت والقتل... .............. الموت الجماعى والملح..
Quote: إنتحار السمك الجماعي
وصل (معروف) لـ القيفة في عتمة الفجر يحمل في يمناه (القفة) وعلى كتفه الايسر تتأرجح قناية سنّارته الطويلة .. وقف على حافة الماء وبدأ في تهيئة خيط (السنّارة) لتعليق الطعم، ولكنه فوجئ بحركة (فرفرة) تحت أقدامه المغمورة بالماء .. انحنى ليتبين مصدر تلك الحركة فوجد أنها تصدر من سمكة كبيرة تتخبط بعنف على سطح الماء .. اقترب ليمسك بالسمكة بهدوء وحرص ليتمكن من مفاجأتها، ولكن السمكة لم تبدي أي رغبة في الفرار منه بل قفزت قفزة عمياء لتستقر بين يديه .. حمل (معروف) السمكة ووضعها داخل (القفّة) بإمتنان على هذا الرزق المبكّر، وتفائل بالخير الوفير الذي سيجنيه من حصيلة صيده اليوم طالما بدأه بسمكة (هان قدر) !! كان بحر أزرق يومها (دميرة) وموجه يخبط القيف بقوة وصخب، فلم يتمكّن (معروف) في العتمة من رؤية ما يحدث في الماء تحت أقدامه، فوضع الطعم وتقدم بضع خطوات داخل الماء ليرمي السنّارة، ولكنه فوجئ مرة أخرى بسمكة أخرى تقفز أمامه وتتشقلب في الهواء بحركة أكروباتية قبل أن تسقط تحت أقدامه في الماء ! عندما انبلج الفجر كانت (القفّة) قد امتلأت بالسمك لـ (تمتا) .. لم يكن وزن (القفّة) وكيفية (تعتيلّها) للحلة هو ما يشغل بال (معروف) ولكن ما أسفر عنه تسلل ضوء الصباح، فقد أبانت دفقات الموج وجود كميات كبيرة من الأسماك، كانت تسبح بالقرب من السطح بهدوء يشبه الخمول، وكأنها تستجدي الصيادين بأن هلموا إلينا و(الصياد يملأ شبكتو) !! في الطريق المؤدي إلى الحلّة، كانت (قفّة معروف) تسد الطريق أمام (قفّة سعد) والاثنتان لا تسمحان بـ (فرقة) لـ (قفّة باب الله) الممتلئة لغيوت أضنينا، فقد عاد جميع الصيادين وقفافهم تفيض بالرزق الوفير، ليكتشفوا أن شمار السمك الـ (بي الهبتلي) سبقهم للحلة مع أول العائدين من الصيادين، فـ حمل أعمى الحلّة المكسر فوق عاتقه وانطلق الجميع يسابقون الريح نحو البحر .. في ظهيرة اليوم كانت (عطرابة) صيجان السمك المقلي تفوح من جميع ثنيات الزقاقات بدون استثناء فـ جميع أهل الحلة كانوا ضابحين سمك .. وفي المساء كانت الكدايس تتضاير جاي وجاي، كلما اعترض طريقها كوم من بقايا واشواك السمك، لكثرة ما شبعت وتنبلت بطونها من أكله طول النهار .. لم ينأى بنفسه من (مذبحة السمك) يومها إلا بعض (العوّافين) والمتهجسين بزعم أن تدافع السمك نحو حتفه بهذه الكيفية كان فيهو (إن)، فربما تعرّض لـ تلوث بمواد سامة كأن يكون - بعض - المهملين قد ألقى ببقايا مبيدات مزرعته في البحر، أو لعل تسريبا للوقود قد حدث في إحدى البنطونات التي تقطع البحر بين الضفتين قريبّا من الحلّة، ولكن خاب فأل هؤلاء العوّافين عندما أشرقت شمس اليوم التالي دون أن تفقد الحلة فرد كديسة نتيجة أكل السمك ! تواصل تدافع الناس طوال اليومين التاليين نحو البحر والكل يمني نفسه بـ شبعة ما بعدها جوعة من السمك، ونعم سكّان جميع الحلاّل المتاخمة للشاطئ بمتعة الانبهال في أكل الحوت حتى طارت روائح (الزفارة) وطغت على ماعداها في مطابخ البيوت، فصارت كلمة (حوت) تعادل كلمة (ربيت) لبطون الشبعانين يكفي ان يسمعها أحدهم حتى (تنقلب) مصارينه ويستقبل الحائط، أما النسوان الفالحات فقد قمن بطلق البخور المر عقب الانتهاء من الأكل عساه يقطع دابر ريحة الزفارة ويطرد الذباب .. ولكن ما حسبه الكل (نعمة)، منّ الله كان (نقمة) وخراب بيوت، من وجهة نظر (مأمون) أكبر تجّار السمك في سوق المدينة الكبير، فقد دفعه (الطمع الودر ما جمع) في صباح ذلك اليوم ، للمكاوشة على شحنة كاملة من السمك دفع في مقابلها مليون وفي عزمه أن (يحتكر) بيع السمك ويحدد سعر الكيلو بـ (كيفو)، ولكن قبل أن يفرد بضاعته على الترابيز وصلت شحنة أخرى اشتراها جاره (عوض الله) بنصف المليون ثم اعقبتها ثالثة بيعت يا الله يا الله بـ (مية) .. خلال بضعة ساعات كان سوق السمك قد فاض وتدفق حتى وصلت أسماكه للشارع، وزاد الطين (بلّة) وصول إشاعة تسمم السمك التي تناقلتها الالسن فامتنع الناس عن الشراء بعد التدافع الذي شهدته بداية اليوم فلم يجد التجار بدا من تحويل الفائض لـ فسيخ.. بعد يومين انقطع فيضان السمك عن الشاطئ وعادت الأمور لسابق عهدها، ولكن ظل (سر) الظاهرة الغريبة لغز من الألغاز .. فهناك من عدّه رحمة نزلت على المساكين منّ الله، ومنهم من ربطه بكرامة لأحد الاولياء، ولكن كل هذا لا يمنع أن يجتمع هذا التفسير الروحاني مع حقيقة (معلومة) تفيد بتخلص مصنع (سكّر) من كمية كبيرة من (المولاص) في الماء، فـ سكر السمك بالسكّر وطلع القيف عشان يتمخطر !!
لطائف - صحيفة حكايات [email protected] نشر بتاريخ 04-11-2009
التقييم 9.00/10 12345678910 |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-10-10, 09:24 PM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-10-10, 09:31 PM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | بكرى خليفة صديق | 08-10-10, 09:53 PM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | حبيب نورة | 08-10-10, 11:09 PM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-11-10, 03:04 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-11-10, 02:59 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-11-10, 03:19 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عفاف الصادق بابكر | 08-11-10, 07:29 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-11-10, 10:37 PM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-11-10, 10:46 PM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-12-10, 03:41 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-12-10, 09:55 PM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-13-10, 09:20 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-13-10, 01:28 PM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-14-10, 03:42 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-14-10, 04:21 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | شمس الدين ساتى | 08-14-10, 07:44 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-14-10, 09:36 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-14-10, 05:59 PM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | عبد العظيم احمد | 08-15-10, 03:50 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | حبيب نورة | 08-17-10, 05:34 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | حبيب نورة | 08-17-10, 05:36 AM |
Re: منى سلمان ......تكتب.. | حبيب نورة | 08-17-10, 05:37 AM |
|
|
|