Quote: لذلك التَزيُّد إنضم نفر ممن يطلقون على أنفسهم "الأقلية الشمالية" بالحركة الشعبية لتحرير السودان إنخرطت، حسب زعمها، فى العديد من الإجتماعات والورش بهدف مناقشة محاسن الوحدة فى مقابل مساوئها، إستباقاً لإعلان نتيجة الإستفتاء المزمع إجراؤه فى يناير القادم. وهو نشاط حاول صانعيه إعطاؤه صفة تنظيمية بنسبته للقطاع الشمالى، والقطاع برئ من ذلك بسبب إنشغاله بتنظيم نفسه وبقضايا الراهن السياسى التى توزعت أعضاؤه على العديد من اللجان ومن بينها لجنة لدراسة ممارسة الجنوبيين لحق تقرير المصير. كما إن إذاعة من يسمون أنفسهم بـ "الأقلية الشمالية" لخبر النشاط الذى يأتونه تحت غطاء القطاع الشمالى للحركة الشعبية لتحرير السودان ينطوى على العديد من الإيحاءات والإشارات الإثنية السالبة.
Quote: إذن موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان من قضية الوحدة موقف مبدئى واضح أطلعت عليه الناس فى كل وثائقها ووضعت لهذه الوحدة شروطاً لم يتم الوفاء بها حتى هذا الآن من تسطير هذه الورقة. لهذا كان السيد باقان أموم متصالحاً مع نفسه عندما نعى فوات قطار الوحدة، إذ ليس معقولاً أن يتم الوفاء بشروط الوحدة وإستحقاقاتها فى شهور خمسة فيما تقاعد أولو الأمر عن الوفاء بها على مدار خمس سنوات خلت دون أن يطرف لهم جفن. يسترعى الإنتباه أيضاً الملاحاة والغبار الكثيف المثار حول هذه القضية من داخل أروقة الحركة نفسها، أراده دكتور الواثق كمير حواراً إستدرج إليه قيادة الحركة بسلسلة مقالات رصينة وموضوعية (دعوة للحوار مع النفس، في أعقاب الانتخابات: كيف يرضى الرئيسان المنتخبان مواطنيهما؟ وقطاع الشمال للحركة الشعبية: تمثيلٌ مؤسَّسي أم إشراكٌ مظهري وغيرها من الموضوعات).
Quote: وعلى خلاف منهج الواثق وأدواته فى إدارة حواره/عراكه الفكرى والتنظيمى مع قيادة الحركة الشعبية، إنبرى آخرون يتقدمون صفوف معركة ليسوا أكيدين من خصمهم فيها كــ "الذى يبكى ميتاً لا يعرفه"! يصفون أنفسهم بالـ "أقلية" الشمالية داخل الحركة يتزعمهم، آخر القادمين، الأستاذ محمد المعتصم حاكم. فى حوارين أُجريا معه (الأحداث، الأهرام اليوم 27 يونيو 2010) إختزل فيهما "الزعيم" كل قضية الوحدة فى بضعة قوانين لا جاءت ولا ذهبت على الرغم من أهميتها فى تحقيق التحول الديمقراطى المأمول هذا أولاً، وضل طريقه ثانياً عندما تظنى أن المنحدرين من الشمال النيلى هم وحدهم الشماليين ضمن عضوية الحركة الشعبية بالإضافة إلى شخصنة تصريحات الأمين العام بكل عضلاته التنظيمية وقدارته الفكرية.
Quote: ما أن تذكر القوى السياسية إلا ويتقافز إلى الأذهان الحزبان الكبيران الإتحادى الديمقراطى والأمة وذلك لعدة أسباب من بينها بداهة النشأة والتكوين، بالإضافة إلى الأدوار التى لعباها فى الحياة السياسية السودانية سلباً وإيجاباً. فبعد أن نال السودان إستقلاله دبت متلازمة الإئتلاف والإختلاف بين الحزبين الكبيرين ومعها تَقَيَّحت جراح الجنوبيين المغدورين التى حملتهم إلى المطالبة بالإنفصال عبر ممارسة حق تقرير المصير فى مؤتمر المائدة المستديرة فى 1965. عقب إنهيار إتفاقية أديس أبابا وعودة الحرب التى قادتها الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان، تداعت القوى السياسية السودانية إلى الإجتماع فى كوكادام مارس 1986 للتباحث حول موضوعة السلام. عن ذلك الإجتماع تغيب الحزب الإتحادى الديمقراطى والجبهة الإسلامية القومية التى كانت تعد وتمّكن لنفسها. تواضع المجتمعون على عقد مؤتمر دستورى بعد خمسة أشهر، أغسطس من ذات العام، من الإجتماع الأول للتداول حول المقترحات التى إشترطتها الحركة الشعبية للحاق بركب السلام وهى إعادة تعريف مشكلة الجنوب، إلغاء المجلس العسكرى الإنتقالى وتكوين حكومة قومية، إلغاء الشريعة الإسلامية وإلغاء معاهدات الدفاع المشترك والتكامل الإقتصادى والسياسى بين مصر والسودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة