توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 11:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2010, 05:54 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....!



    نتطلع الى توثيق لتجارب الهجرة واللجوء والاغتراب ونشرها فى دراسة , ولكم الخيار فى اضافة الاسماء اوحذفها .. مرفق تجارب :



    مناحة الصقيع : رواد أول انفصال من السودان ...!![/U]

    بقلم : يحيى العوض

    " اليأس بالاكراه " , يصلح عنوانا لاستفتاء يستقصى أسباب أول انفصال للسودانيين من وطنهم الأم , أكثر من مليون سودانى فى المنافى اقتلعوا من الوطن , (لا يشمل هذا الاحصاء المغتربين فى دول الخليج ومصر والدول الأخرى) , منذ اعصار العواصف النميرية, وامتدادها مشبعة بسموم القهر الترابية ,استوطنوا دول أخرى , بعضها , لايعترف بالجنسية المزدوجة ,يزورون الوطن الأم بتأشيرة دخول !
    ويقول الاستاذ ابراهيم سعيد طه : فى المنافى نخفى متاعبنا وآلامنا وآهاتنا دوما كأنها ثروة قومية .!

    " نيرانهم جامحة الأوار " هذا قدر جيل من السودانيين , الوجدان هو المحرك لحياتهم قبل العقل , كما يقول مظفر النواب :

    سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل ..
    وان يوضع قلبى فى قفص فى بيت السلطان .
    وقنعت يكون نصيبى من الدنيا كنصيب الطير .
    ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطان ..
    وتعود اليها فانا مازلت أطير !
    ويعزينا مظفر النواب بشعارات تلك الايام , فى سباقنا الذى لايهدأ , املا فى نقل الشعلة المتقدة لجيل الابناء وهم فى مهدهم :

    وتحرك سبابتك المهمومة فى فم طفلك ...
    تسمع لثغته الناعمة الوردية ....
    تبحث عن أول سن تجرح ...
    من أجل قضية ..
    ويعضك عضات ناعمة ..
    يضحك فى وجهك...
    يفهم انك ياعبد الله ...
    تدربه الدرس الأول للثوار..!

    ودفع جيل رواد الانفصال الأول ثمنا باهظا , اكرهوا عليه , تجسده الأستاذة رقية وراق , فى مناحة الصقيع , بعد انتزاعها من خدرها الدافىء فى السودان الى شتاء كندا عام 1994م :

    كعادتها كانت الشوارع
    هذا الصباح ثلجية ..
    وبياضها الشاسع ..
    يقطع خميرة الدفء عن عجينة الطقس الغريب .....
    فى برودة الدرب الطويل ..
    ولانهائية شكل الغياب ..
    فاجأنى ظمأ عميق .
    الى قطرة من رحيق البلاد..
    ورغبة فى الرحيل ..
    هدأت من ايقاع مشيتى العجول ..
    وهتفت ملء الساحة الجليدية ..
    "ووب ياناس على "!
    وألف سجم يسربل فمى ..
    الثلج كالنى والرماد ..
    أرخيت الآذان وانتظرت ..
    "ما رد " فجيعتى أحد ..
    لا جار "تلب" عبر الحائط .!
    عادت يداى تستدفئان بالجيوب ..
    وقالت دمعة قبل أن تتجمد ..
    ياغريبة الديار..
    ما أعظم خسارتك ..!

    لم يكن لرقية وراق , وغيرها من المضطرين لمغادرة الوطن الا تحمل ما فوق طاقاتهم , بعد مقصلة الفصل من الوظيفة للصالح العام ومحاكم تفتيش الانتماءات الدينية والعقائدية , منهم من" ضاع فى المطارات مثل الحقائب " بعضهم نهشته الكلاب البوليسية عند الحدود وهو يحاول الدخول , ومنهم من امضى سنوات فى معسكرات الايواء , ومنهم الطبيب والمهندس الذين اضطروا للعمل فى المطاعم وحراسة العقارات .أحد اصدقائى وكان محاميا مرموقا فى السودان اضطر للعمل فى مطعم من سلسلة ماكدونالدز بالنرويج وكتب لوالده خطابا به عنوانه, وبعث الوالد برد عاجل يهنىء ابنه بوظيفته المرموقة , حسبه مستشارا قانونيا لماكدونالدز .! ويرسم لنا الاستاذ محمود أمين صديق, صورة صادقة لمعاناة ذلك الجيل عبر صحيفة " الراى الآخر" التى اصدرها الدكتور النور حمد فى امريكا عام 1996 :
    هل كتب علينا , نحن السودانيين , تيه اليهود أم تيه ابناء عمومتهم الفلسطينيين , أم هو مكتوب علينا أن نمر بكل التجارب التى مرت بها الشعوب قبلنا , فقط ان نمر بها , آخر الناس كالعادة , كما يتهمنا بعضهم ! اننا نجرى جرى خيول الكاوبويات وراء رزق
    تقطع أوصاله ادارة الضرائب الامريكية وفواتير لا ينقطع سيلها , حتى انك تردد وانت تفتح صندوق البريد صباحا " محمد معانا لا تغشانا " ! بعضنا وصل المكسيك واستراليا واحد اخوانا من الجزيرة ودمدنى استقر به المقام فى جزيرة "غوام " فى قلب المحيط الاطلنطى ! وهناك اسماء لعمارات واحياء سكنية تحمل اسماء سودانية قحة مثل امدرمان وهى عمارة سكنية فى ولاية ميرلاند , والحلة وديم لطفى فى تكساس وفلادلفيا ونيويورك . وتنشر مجلة " حوار" , وهى ايضا من مطبوعات , الجالية السودانية بالولايات المتحدة فى عددها بتاريخ يناير 1997 , مقالا لكاتية فضلت التوقيع باسم " فاطنة بنت البلد " جاء فيه : نحن من حملنا البذرة الصالحة بداخلنا , ولم نجد التربة الصالحة لزراعتها ..مأساتنا تكمن فى تلك العزة المتوهجة بداخلنا . تجرعناها منذ نعومة أظافرنا , ولم نستطع ان نعيش بدونها ووقفنا بها امام الظلام والعدم , فعشنا روحا أبدية , أمسك بعضنا المكنسة , وكانت هناك فئة صامتة آثرت الصمت , وعندما لم تجد ما تقوله , فقد ذبل ومات شىء عزيز بداخلها ,فضلت الحل بين عجلات قطارات فى سرعة الصوت وفى أعماق قنوات امستردام العميقة , أو من علو ناطحات سحب نيويورك المتلألئة ! .. ثلاث اسر سودانية وصلت الى " هاشتا " فى اقصى شمال النرويج عند آخر بقعة تحد القطب الشمالى , فصول السنة مقسمة , ستة أشهر نهار متصل لا تغرب شمسها , وعليك ان تضع ستائر حالكة السواد لتتمكن من النوم , وستة أشهر فى ليل مستمر لاتعرف ضوء الشمس, فى الصيف يصلون جميع الاوقات والشمس فى كبد السماء !
    وقال لى الصديق بكرى حسن , الذى كان مع اسرته فى "هاشتا " .. هل تصدق , كنا نتدفا باغنية الفنان كمال ترباس :
    ظروف وبتعدى
    طبيعة الدنيا زى الموج
    تجيب وتودى..
    ماتهتموا .. أصل الناس
    حياتا ظروف..
    وفى الدنيا بنلاقى
    الفرح والخوف ..!
    ورغم ذلك , غربة ابكتك يتمناها غيرك ..!
    ويحكى لى صديق يعمل فى مدرسة للجالية السودانية , أنه ذهل عندما سأل تلاميذه فى الفصل الثانى عن المهنة التى يتطلعون اليها فى مستقبل ايامهم , فأجابه تلميذ يافع , بان يعمل لاجئا .!
    لقد تأصلت فكرة الهجرة بين سكان العالم الثالث لاسباب سياسية أو اقتصادية , ورفض الاستكانة , لقهر سياسى او ظروف معيشية قاهرة , ويقول صلاح عبد الصبور فى رائعته , مأساة الحلاج :
    ليس الفقر هو الجوع الى اللقمة.
    والعرى الى الكسوة..
    الفقر هو استخدام الفقر..
    لاذلال الروح ..!
    [email protected]

    [email protected]
                  

08-04-2010, 06:18 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    الأخ الفاضل يحيى العوض،

    شكـرا وأحب أن أصحح معلومة وردت فى بوستكم هـذا. فإن الأستاذ محمود أمين صديق هو من أصدر صحيفـة الرأى الأخر
    وليس الدكتور النور حمـد كما أوردتم.. ومحمود أمين هو صاحب الجريدة وقد إستمرت عدة سنين قليلة قبل أن تتوقف.
    كما أحب تصحيح إن الجريدة صدرت عام 1994 وليس 1996. الجريدة صدرت فى مدينة فورت وورث فى تكساس وكانت توزع فى
    كل الولايات تقريبا وبعض الدول الأخرى.. بعد فترة من الزمن صدرت جريدة بذات الأسم، وكان ذلك أشبـه بسرقـة الإسم
    لولا أن الأخيرة صدرت فى الســودان، ولكن حقيقة أن الجريدتان ســودانيتين تعيد تهمة السرقة ولكن فى شكل سرقة
    أدبية وليس ملكية.

    دكتور النور كان رئيس التحرير والمصمم والمنفذ، وبعده إستلم رئاسـة التحرير الأستاذ أحمد المرضى. وكاتب هـذه
    السطـور أستقدم خصيصـا لتكساس لتجهيز الكمبيوتر، وكان
    حينها الوندوز لا يدعم اللغة العربية، وكان على أن أثبت برناجا يجعل الوندوس يكتب العربية، كما قمت بتثبيت
    برنامج وورد العربى، حيث وورد أيضا كان متعددا وتشترى حسب اللغة التى تريد دعمها.. ولكن دكتور النور لاحقا
    إختار برنامجا متخصصا للتحرير أسمـه بيج ميكر (على ما أذكر)، ولم يكن لى علم به وهو أقوى من وورد ومتخصص فى التحرير.
                  

08-04-2010, 07:38 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: Abureesh)

    الاستاذ الفاضل محمد عثمان أبو الريش .. الشكر والتقدير والامتنان للمعلومات القيمة والتصحيح. واتمنى من جميع الاخوة الاعلاميين التوثيق ايضا لصحافة المهاجر
                  

08-04-2010, 08:21 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    الاخ الاستاذ ابو الريش , نرجو لو امكن عنوان الاستاذ محمود امين صديق ناشر صحيفة الراى الاخر بامريكا وكذلك الاستاذ محمد المرضى رئيس التحرير.
                  

08-04-2010, 08:23 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    تحياتي الاستاذ يحي واحسن الله عزاؤكم في فقدكم (المرحوم د. عمر تميم )....

    الشتات السوداني في دول بعيدة تمنح سمتها وجواز سفرها يمتاز علي شتات في دول قريبة يقضي فيها عمرا يتجاوز ما قضاه في السودان تنته اقامته بنهاية عقد عمله الم يجد بديلا فيصعب عليه وعلي ابناءه وغالبا ما يكونو قد ولدو وكبرو هناك العودة او ايجاد البديل المناسيب او يبدء الابناء والبنات البحث عن هجرة اخري ..الخ ...الشتات في الدول التي تمنح سمة تجعلهم يتساوون في المواطنة مع غيرهم من اهل تلك البلاد يجب ان يخرجو من عباءة الاكتفاء بالسمة شكلا واداة للتحرك ...يجب عليهم الاقتداء بشتات من اجناس كثيرة سبقتهم او لحقت بهم هناك ولكنها استفادت من وطنها الجديد فنافست ووصلت الي مراكز متقدمة مع الابقاء علي موروثاتها من قيم وعادات .. امريكيون او بريطانيون او هولنديون او فرنسيون الخ من اصل سوداني يرتقون مراكز متقدمة ... لماذا لا نحلم باوباما وشوازنقر وشوبرا وسانجاي وزويل ....الخ من اصل سوداني ...جالية امريكية وبريطانية واوروبية من اصل سوداني لها امكاناتها الاقتصادية والعلمية مثلهم مثل الاجناس الاخري ..

    مودتي
    ابوبكر
                  

08-04-2010, 10:07 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: abubakr)




    الاخ العزيز ابوبكر سيداحمد ..التحايا والتقدير فقيدنا الدكتور عمر تميم نموذج للكفاءات العظيمة التى اضطرت لمغادرة الوطن وهو من القلة المتميزة فى تخصصها مكافحة الأوبئة , مثله كثرة لايجدون مكانا فى الوطن , والعزاء انهم وجدوا التقدير فى غير أوطانهم . صحيح من هاجروا الى امريكا واوروبا نالوا جنسيات بديلة وجوازات سفر آمنة ولكنهم وصدقنى القول , كلما بعدوا من الوطن اصبحوا أكثر قربا منه.. وتزداد آلامهم كلما تذكروا من اطاحهم الى هذه المنافى واقتلعهم من جذورهم ( للحزن يدين قاسيتين تعبثان بكل شىء وللذكرى أجراس لاتهدأ)

    ( وطن اضناه الانتظار
    فى مهب الرياح الهوجاء
    ينام بعين واحدة ويعانق المنفى
    تسكنه النكبات
    يزدرد الفاجعة تلو الفاجعة
    وطن منزور للطغاة)
                  

08-04-2010, 11:33 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    هجرة السودانيين لاندونيسيا ونيجيريا

    اتبادل الرسائل مع الاستاذ الفاضل السيد الحسن عبد الله, الذى امضى باندونيسيا عشرين عاما ويحدثنا عن هجرات السودانيين الى هناك:


    .

    قاربت العشرين عاما بأندونيسيا ( أو جزيرة جاوا كما كانت معروفـة قديما ) والحمد لله

    عرفت الكثير عنها وعـن عائلة الشيخ أحمد سوركتى وشقيقه صديق ورفيق دربـه الشيخ

    أحمد الأنصارى الذين أتوا لهذه البلاد أوائل القرن التاسع عشر حيث حضر الشيخ أحمد سوركتى

    فى 1908 مع الشيخ أحمد الأنصارى ولحق بهم الشيخ صديق سوركتى . وأسسوا مدارس

    الأرشاد الأسلامية والتى مازلت تعمل حتى اليوم من مستوى الروضة وحتى الجامعة

    مع وحدات صحية ومستشفى كبير بمدينــة سورابايا - ثانى أكبر مدن أندونيسيا .

    ويحفظ الأندونيسيون لهم الجميل – فى السنوات العشرين الأخيرة أيضا وصلت مجموعة مـن الأساتذة

    السودانييــن لتدريس اللغة العربيــة والدراسات الأسلامية البعض يعمل بمعهد تابع لجامعـة الأمام
    محمد بن سعود والبعض الآخر أتى بتعاقدات شخصية مع بعض المعاهد الأسلامية.



    وفى نفس التاريخ تقريبا هاجـر الشيخ بشير الريح لنيجيريا ولحقـه أبن أختــه الشيخ عثمان الطيب

    ولحقهم الشيخ أبراهيم الطيب – زرت نيجيريا عدة مرات فى أوائل التسعينيات وسعدت بمقابلة الشيخ

    عثمان الطيب وأولاد الشيخ أبراهيم الطيب نسبة لتغيبـه وأستقراره شبه الدائم بلندن .

    المجتمع الأندونيسى شبيه بالمجتمع السودان فى كثير مـن الصفات والثقافات بالرغم من أثر الآلة

    الأعلامية الغربية فى تثقيف الأندونيسيين بثقافة الغرب خاصـة ما يتعلق بالعلاقات بين الرجل والمرأة

    ووضعهم شبيه بوضع مسلمى غربى أفريقيا صوامين ومداومين على الصلاة وفى صدورهم أيمان أقوى

    من أيماننا نحن الناطقيــن بالعربيــة .


    مع شكرى وكل تقديرى وأحترامى

    السيد الحسن عبد الله

    جاكارتا – أندونيسيا

    From: YAHYA ADAM [mailto:[email protected]]
    Sent: Wednesday, June 02, 2010 6:33 PM
                  

08-05-2010, 01:19 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    [الحقانى] [ 04/08/2010 الساعة 12:42 صباحاً]
    اخونا الاستاذ يحيى العوض لك التحية والاحترام والتقدير
    لقد لخصت الالم فى سطور وجسدت الاسى فى صورة ولففت الحزن في عبارات .
    لقد مررت وامر دائما باحاسيس لا اجد لها معنى ولا تفسير اليوم وفقط ادركت انة اليأس
    واليأس بالاكراه

    موقع الراكوبة
    www.alrakobasite.net
                  

08-05-2010, 04:18 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    صاحب البوست فكرة عظيمة جدا كنت افكر فى نفس الموضوع لكن بطريقة مختلفة
    1- كيف يستفيد الشعب السودانى من تجاربة ابنائه فى الخارج اى الخبرة والمعرفة بالشعوب الاخرى
    مثال قبل اسبوع كنت اتحدث مع صديق من السودان عن والاضاع اخبرنى ان عدد الاجانب فى زيادة خاصة الاتراك والمصرين
    وان الاتراك اصبحوا فى كل شبر فى البلاد كيف يتعرف الشعب السودانى على الشعوب الاخرى عبر السودانين المهاجرين الى تلك البلاد
    هناك بعض الامور تعلق بالامن القومى السودانى ,

    افكر الان ان اقوم بتصيمم مجموعة على الفيس بوك عنونها قبل ان تسلم على اى تركى او مصرى اليك النصائح التالية :

    سوف اعود بالسرد والتفاصيل للبوست

    تحياتى
                  

08-05-2010, 04:26 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    عزيزي يحي العوض .. التحية
    Quote: . صحيح من هاجروا الى امريكا واوروبا نالوا جنسيات بديلة وجوازات سفر آمنة ولكنهم وصدقنى القول , كلما بعدوا من الوطن اصبحوا أكثر قربا منه


    الحزن من البعاد عن الوطن اكييد غير انه يجب الا يكون حائلا دون اندماج هؤلاء في مجتمعاتهم الجديدة واخذ ماهو حسن فيها من تنافس واجتهاد وحب لعمل خيري والعمل علي تحقيق ذاتية اجتماعية واقتصادية متينة تكون سندا للوطن الاصل عند الحاجة ...
                  

08-05-2010, 05:51 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: abubakr)

    من الكتب التي تستحق الترجمة والذيوع كتاب الدكتورة رقية مصطفى ابو شرف.... هزتني فيهو "أحوال" الدناقلة البحارة اللذين وفدوا لأمريكا في أربعينات القرن الماضي .. يعيشون حياتهم كلها في أمريكا ويكتبون في وصاياهم أن يدفنوا بالسودان!!!! (فيك يا سودان سر لم يكشف لنا) (ابو ماضي عن لبنان)
    ====
    مما ورد في كتاب دكتورة رقية:
    في لقاء الإذاعة البريطانية مع السير كي. دي. هندرسون في برنامج (حديث منتصف الأسبوع) والذي بث في 23 نوفمبر 1953 يقول السير هندرسون عندما سئل عن: أي بلد يكون السودان؟ أجاب (السكان عبارة عن خليط من العرب والحاميين والسود يتمتعون بخاصية واحدة، هي أنك تحبهم جميعا بغاية اليسر. ... لا تملك الا أن تحب السودانيين وتتعاطف مع أبنتي ذات التسعة أعوام وهي تذرف دموعها في فراق هؤلاء القوم الطيبين لتقضي بقية عمرها محاطة بلا شيء غير وجوه بيضاء عابسة .... حقيقة أن السودانيين قوم متشابهون، سريعو الغضب، سريعو الضحكة ... شجعان لدى الحرب، صخابة أصواتهم عند النزاع .. ولكنهم في كل أولئك يتحكم فيهم القلب أكثر من الدماغ ... لا ينسون الأهانة ولا ينكرون الجميل) (انتهى)
    المرجع كتاب رقية ابو شرف Wanderings نقلا عن الأرشيف السوداني بجامعة درم رقم الملف 32/3/487
    (ترجمة غير رسمية)

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-05-2010, 05:52 AM)

                  

08-05-2010, 06:13 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: عبدالله عثمان)

    العزيز العوض
    تحياتي
    شكرا لك وانت تطرق هذا الموضوع الاهم
    واكيد ان هناك فرق كبير بين الهجرة والاغتراب
    وللعزيز عثمان اقول
    شوقتني لكتاب الاستاذة رقية
    واود الحصول على نسخة بأي ثمن
    من يعرف طريقة الحصول على هذا الكتاب ارجو ان يراسلني


    [email protected]

    وشكرا
                  

08-05-2010, 06:32 AM

Hassan Senada

تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 1804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: خالد العبيد)

    شكرااستاذ العوض بوست ممتع
                  

08-05-2010, 01:31 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: Hassan Senada)

    الأعزاء : أمير جابر , ابوبكر سيد احمد , عبد الله عثمان , خالد العبيد , وحسن سنادة , شكرا على المداخلات القيمة وسوف نناقشها تباعا.
                  

08-05-2010, 03:13 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)
                  

08-05-2010, 03:30 PM

hammama
<ahammama
تاريخ التسجيل: 12-19-2002
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    الاخ يحي العوض بوست موفق ساعود ان شاء الله للمشاركه فيه

    Quote: من الكتب التي تستحق الترجمة والذيوع كتاب الدكتورة رقية مصطفى ابو شرف.... هزتني فيهو "أحوال" الدناقلة البحارة اللذين وفدوا لأمريكا في أربعينات القرن الماضي .. يعيشون حياتهم كلها في أمريكا ويكتبون في وصاياهم أن يدفنوا بالسودان!!!! (فيك يا سودان سر لم يكشف لنا) (ابو ماضي عن لبنان)


    ليتك سيدي تاتيني بطريقه اجد بها هذا الكتاب فلي فيه مارب لو سمحت لي

    لك شكري
                  

08-05-2010, 04:40 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: hammama)

    جمامة: الكتاب مطروح للبيع في أمازون ولو محتاج لمساعدة في ذلك اذا كنت خارج أمريكا أكتب لي على عنواني الإلكتروني وتجده في الخيط الذي سأرفقه أدنى هذه الرسالة..
    أستأذن صاحب الخيط وضيوفه الكرام في نقل مشاركة الأستاذ محمد علي طه الملك من خيط آخر الى هنا لأنها تصب في نفس الإتجاه




    الاخوة الكرام..
    تحياتي..كنت انوي فتح بوست حول موضوع او قل ظاهرة سلوكية انتبهت لها بعد ابتعادي عن الوطن..ولكن..
    عندما يشدني مقال كنيز كهذا.. وأرى الناقل وكل من عبر يضيف من الرؤى والافكار ما يزيد مذاقه اشتهاء..
    ينتابني احساس عميق بتسدية الشكر من بعد الله لهذا العصف الذهني الشاحذ للانتباه والتأمل..و آية الشكر عندي تبدو وجيهة الملمح والمخبر ..اذا ما اضافت لقيمة المطروح ومفاتح افكاره ما يتسق وسياقها العام..لذا فضلت الاسهام بهذه المداخلة لتتسع جرعة الفائدة والعبر التي يمكن استخلاصها..وابسط اعتذاري مقدما اذا ما ابدت المداخلة جنوحا عن مضمون السياقات المطروحة .. كان الاسلاف ابعد نظرا حينما انشدونا بيتا من الحكمة قائلين..
    تغرب عن الاوطان في طلب العلا *** وسافر ففي الاسفار خمس فوائد .
    تفريج هم واكتساب معيشة *** وعلم وآداب وصحــــــــبة ماجد .

    ولعل نظرة المرء لنفسه ولانسان وطنه تبدو فاحصة ماحصة حال اغترابة ..حيث تتكشف امام ناظريه العيوب والاخفاقات التي تشوب طرقنا في التفكير واساليبنا في الحياة..وتبرز بثور وجوهنا التي لم نكن نراها معكوسة بوضوح على مرآة الغربة ..
    فالغربة كما بدت لي لا تقتصر منافعها على الفوائد الخمس بل تزيد عليها لمن يريد العبرة..



    نقلا عن سودانيزاونلاين:مقال واجب القراءة لعبدالله عثمان (2)
                  

08-05-2010, 04:41 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: hammama)

    Quote
    Quote: : من الكتب التي تستحق الترجمة والذيوع كتاب الدكتورة رقية مصطفى ابو شرف.... هزتني فيهو "أحوال" الدناقلة البحارة اللذين وفدوا لأمريكا في أربعينات القرن الماضي .. يعيشون حياتهم كلها في أمريكا ويكتبون في وصاياهم أن يدفنوا بالسودان!!!! (فيك يا سودان سر لم يكشف لنا) (ابو ماضي عن لبنان)



    ليتك سيدي تاتيني بطريقه اجد بها هذا الكتاب فلي فيه مارب لو سمحت لي

    لك شكري



    الرجاء موجه الى عزيزنا الاستاذ عبد الله عثمان
                  

08-05-2010, 04:51 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    الشكر للاستاذ عبدالله عثمان فهو كعادته سابق ومبادر.
                  

08-05-2010, 06:09 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    Dear Yahya,

    Salam Allah alayk wa barakatuh,

    It’s good to hear from you; and to know that you’re still alive and ticking; and here is my humble contribution:



    طوبي للغرباء



    نحن من اخترنا الغربة،

    لا خوفاً من هذا،

    لا و لا هرباً من ذاك؛

    وعلمنا أن للكون إله،

    لا يعزب عنه من شيء

    مثواه هنا في الأرض،

    أو حتى خارجها،

    فإن هو أسلمها للباري،

    حتى المعراج بكاه!!



    فكفوا يا أهل المهجر،

    كفوا عن هذا صراخ،

    و عن ذاك نحيب،

    و عن تلك أمور قد تهبط بالفاعل

    إلي ذياك الدرك رهيب-

    درك الأم الثكلي،

    لا يمنعها الوهم و هي في الحضرة

    أن تلطم خديها، و تتمادي فتشق الجيب!



    يكفيكم، يا أهل المهجر،

    إن أنتم أخلصتم للهجرة أسباباً

    أن كنتم حين رددتم للحق أمانته

    كنتم ساعتها كما كنتم أبدا غرباء!



    أنور حسنين





    أنور محمود حسنين
                  

08-05-2010, 08:26 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    الاستاذ عامر جابر انقل لك هذا التعليق من جريدة الرأى العام والتى نشرت المقال فى عددها الثلاثاء 3 اغسطس.



    3/ التجاني ابراهيم - (أم درمان) - 3/8/2010
    بجوار مقالك اليوم خبر عن كثرة الأجانب وأكثر من 360 محلا تنتشر داخل حدود ولاية الخرطوم مملوكة لهم، ترى أكان هذا مقصد البارودي حين قال: حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس هل كتب علينا أن نترك وطنا نعتز به كل هذا الإعتزاز الى مشارق الذلة والمهانة ومغاربها، وصدقت فاطنة بنت البلد: الرماد والتراب كالنا، والله المستعان
                  

08-05-2010, 08:42 PM

اميرة السيد

تاريخ التسجيل: 07-09-2010
مجموع المشاركات: 5598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    الاستاذ يحي العوض
    تحية واحترام
    بوست في غاية الأهمية والتوثيق لهذه التجارب - تجارب الهجرة واللجوء والإغتراب ضرورة قصوى لعكس الحقائق المجردة
    وسأشارككم بتجربتي حتى يستفيد الذين يودون الهجرة والاغتراب واالجوء من الاخطاء التي نرتكبها حتى يتفادوا تلك الأخطاء
    ..ولي عودة...
                  

08-05-2010, 09:14 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: اميرة السيد)

    الاستاذة أميرة السيد.. لك التحايا والتقدير .. للاسف الشديد اصبحنا بلاذاكرة لاعتمادنا على ثقافة المشافهمة, نتمنى توريث تجاربنا للاجيال القادمة .. نسعد باضافة تجربتك .
                  

08-06-2010, 07:39 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    التعليقات
    ________________________________________
    1/ الزول - (البلد الصابر) - 3/8/2010
    اااااااااااااااااااااااااااااه يابلد
    ________________________________________

    2/ سيف الدين خواجة - ( الدوحة قطر) - 3/8/2010
    اخي الصديق يحي اليوم ابكيتني مر الدمع وقد بكي هاشم في وطنه وفي التلفزيون قلت له من علي البعد هو في ناس تحس ما كان حسنا اتلحس وما كان الكلام بالدس الاشارة العدم الابكم نضم بلا حس وين يلقي الحس حسنا انشال برضو الناس ما بتحس

    عن جريدة الرأى العام
                  

08-06-2010, 10:30 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    Quote: الحزن من البعاد عن الوطن اكييد غير انه يجب الا يكون حائلا دون اندماج هؤلاء في مجتمعاتهم الجديدة واخذ ماهو حسن فيها من تنافس واجتهاد وحب لعمل خيري والعمل علي تحقيق ذاتية اجتماعية واقتصادية متينة تكون سندا للوطن الاصل عند الحاجة


    الاخ الاستاذ ابوبكر سيداحمد...مازالت تجربة هجرة السودانيين فى بداياتها .. ومن الملاحظات انهم بدأوا تدريجيا فى الانعتاق من التعصب الحزبى الذى كان طابع العلاقات فى فترة التسعينيات , ويلاحظ الان الحرص على الاندماج فى الروابط وهذا يدعم مستقبلا وجود لوبى سودانى فى المهاجر.
                  

08-06-2010, 10:42 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    Quote: الاخوة الكرام..
    تحياتي..كنت انوي فتح بوست حول موضوع او قل ظاهرة سلوكية انتبهت لها بعد ابتعادي عن الوطن..ولكن..
    عندما يشدني مقال كنيز كهذا.. وأرى الناقل وكل من عبر يضيف من الرؤى والافكار ما يزيد مذاقه اشتهاء..
    ينتابني احساس عميق بتسدية الشكر من بعد الله لهذا العصف الذهني الشاحذ للانتباه والتأمل..و آية الشكر عندي تبدو وجيهة الملمح والمخبر ..اذا ما اضافت لقيمة المطروح ومفاتح افكاره ما يتسق وسياقها العام..لذا فضلت الاسهام بهذه المداخلة لتتسع جرعة الفائدة والعبر التي يمكن استخلاصها..وابسط اعتذاري مقدما اذا ما ابدت المداخلة جنوحا عن مضمون السياقات المطروحة .. كان الاسلاف ابعد نظرا حينما انشدونا بيتا من الحكمة قائلين..

    تغرب عن الاوطان في طلب العلا *** وسافر ففي الاسفار خمس فوائد .
    تفريج هم واكتساب معيشة *** وعلم وآداب وصحــــــــبة ماجد .

    ولعل نظرة المرء لنفسه ولانسان وطنه تبدو فاحصة ماحصة حال اغترابة ..حيث تتكشف امام ناظريه العيوب والاخفاقات التي تشوب طرقنا في التفكير واساليبنا في الحياة..وتبرز بثور وجوهنا التي لم نكن نراها معكوسة بوضوح على مرآة الغربة ..
    فالغربة كما بدت لي لا تقتصر منافعها على الفوائد الخمس بل تزيد عليها لمن يريد العبرة..


    الاخ الفاضل الاستاذ عبد الله عثمان, نحتاج فعلا الى مناقشة العيوب والاخفاقات التى تشوب طرقنا فى التفكير واساليبنا فى الحياة
                  

08-07-2010, 01:04 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    عزيزنا الاستاذ خالد العبيد , اضافة الى معلومات صديقنا الاستاذ عبد الله عثمان عن كتاب الدكتورة رقية مصطفى ابو شرف , وهى موجودة معنا فى قطر سوف نتصل بها ونرسل لك نسخة من الكتاب.
                  

08-07-2010, 10:01 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    قرأت بوستك العامر في سودانيز أونلاين فهيج في شجونا كنت أكتمها،
    لي كثيرمن الخواطر في بوست متواصل في موقع رفاعة للجميع إسمه (الحل والترحال)
    شكرا
    يس زايد_بريطانيا
    www.rufaaforall.com\board
                  

08-07-2010, 01:45 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    وصلتنى هذه الرسالة الطريفة من سيدة آثرت عدم ذكر اسمها وتتضمن مداعبات من طراز الشمار السودانى الخالص ..
    Quote: عمرك بين ال18 و ال 60؟



    سوداني او مولود لأب سوداني داخل أو خارج السودان؟


    يجب أن تخضع للجنة الإختيار العامة و بعد ذلك للجان فرعية متخصصة و التصنيف سيكون كالاتي:


    عندك شهادات و واسطة: حبابك ألف!


    ماعندك شهادات وعندك واسطة: برضو حبابك ألف!


    عندك شهادات و خبرة و ماعندك واسطة: سيب رقم تلفونك في الإستقبال وأاكيد حاتسمع مننا..


    ماعندك شهادات و لا واسطة: أمشي البحر إنتحر!


    شين و صوتك حلو: تبقى فنان!


    سمحة و صوتك ماحلو: برضو فنانة!


    سمج و دمك يلطش و تجيد فن مصمصة الشلاليف و غرويد العيون و الأاااااهآآآآآت: اذاً أنت مذيع سوداني!


    سمحة و ...ة: نوعين الأول سمحة و نحيييفة: مذيعة في النيل الازرق!التاني سمحة و سمينة: هارموني او الشروق!


    شينة و سمينة: تلفزيون السودان!


    شينة و مسيخة: مضيفة جوية!


    عدم إحساس جلد تمساح: ناس سودانير!


    قنعان من روحك وتشجع المنتج المحلي: تركب سودانير!


    سبع صنايع و البخت ضايع: موظف حكومة، مدرس، سواق تكسي!


    سبع صنايع و البخت الرائع: موظف إتصالات!


    أمك داعية ليك: ياخدوك في شركة دال !



    المستحيل بي عينو: خدمة سودانية ترقى لمستوى لا بأس!


    عزيز قوم ذل: طبيب!


    مصاص دماء: تشتغل في جهاز المغتربين!


    سياسي عمرك فوق المية (ديناصور):معارضة!


    خالي مؤهلات : سفير للسودان بالخارج!





    كترتا و مسختا: مستشار!


    عايز تشتهر: إخترع ليك حركة خزعبلاوية لتحرير السودان!


    حمار شغل: الفئة دي ما موجودة في السودان!


    مدهوك، معجون، معفوص، ممغوس، موجع، مقطع، مرقع، قرفان، تلفان، سجمان، رمدان، غالبك التسوي: مبروك أنت مغترب!


    من الايميل
    ...كلما خرجت من دارى اتقل مقدارى....لاشى يعادل الوطن...



    --------------------------------------------------------------------------------







                  

08-07-2010, 07:50 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)


    مهارب المبدعين ، كتاب يصب في بؤرة قضية هذا البوست




    سبر أغوار الزمان والمكان ونزعة الهرب لدى المبدعين
    قراءة في السير والنصوص السودانية
    المؤلف: الدكتور النور حمد
    عدد الصفحات: 380
    الناشر: دار مدارك، القاهرة، الخرطوم
    عرض د . الصادق الفقيه


    تُطْلِعُنَا محفوظات الأضابير، ومحتويات أقاصيصها، أن القضايا البحثية, التي شغلت الساحة الثقافية السودانية المعاصرة, قليلة العدد متفرقة الزمن. وكانت أكثرها غموضا تلك التي تناولت علاقة النخب السودانية بالواقع, وفشل هذه النخب في المساهمة في إدارة عمليات التغيير في المجتمع. ويتفرد كتاب "مهارب المبدعين: قراءة في السير والنصوص السودانية" للدكتور النور حمد بتقديم قراءة نقدية جديدة لهذه القضية؛ تأخذ حال المبدعين كنماذج بحثية، وتتفحص سيرتها من خلال الكل المركب للعلاقات السياسية والثقافية والاجتماعية، ودون إغفال لحراك التاريخ، أو سيرورة الزمن، وأحوال الجغرافيا، أو عبقرية المكان. وقد بَيَّن المؤلف بأن النماذج، التي عينها للدراسة، قد جمع بين أشخاصها، إلى جانب الطاقات الإبداعية الخلاقة، طبع الهرب من الواقع، وغلب عليهم، رغم المساومة الواضحة مع السائد من مواضعات أخلاقية اجتماعية، روح الانسحاب من مواجهة تحديات التغيير في المجتمع. فتضاءل دورهم، وخفت صوتهم، وتغيبوا عن معترك الفعل، وتخلفوا عن قيادة التغيير، ورحلوا عن الواقع إلى محارب مهاربهم.
    وهذه المراجعة العامة، التي نقدمها لهذا الكتاب، هي بمثابة دعوة للقراء من الأدباء، والمبدعين، والمثقفين، والمفكرين، والمهتمين بقضايا التغيير الاجتماعي والسياسي، أن يطالعوه بالعقل، ويحاوروه بالموضوعية، ويناقشوه بالحكمة، بلوغا لمراد قصده. ونجزم أن كل من يتجول بين صفحاته سيجد أنه حافل بالمعلومات عن المبدعين السودانيين، وغني بالاستشهاد بنصوصهم الشعرية والنثرية، وعميق في النظر إلى سيرهم، وفاحص لمواقفهم، وناقد لظاهرة هربهم من مطلوبات التأثير في المجتمع ومقتضيات تغيير الواقع المأزوم. وقد كتب بلغة أدبية رفيعة تجبر القارئ على استحسانها، واستلطاف رقائقها، والتمتع ببديع صناعتها. وإذا اتفق القارئ مع مضامين النص واتجاهاته العامة، أو اختلف، فالكتاب جدير بالقراءة، حفي بالتقدير، باعث للتأمل، حافز للحوار، مع إلحاح مطالبته للمبدعين بضرورة تلبية الإبداع لحاجات الواقع، بشرط العقل.

    نزعة الهرب:
    ورغم أنها ليست المرة الأولى، التي يتناول فيها النقاد والدارسون نزعة الهرب لدى المبدعين، أو استجلاء حقيقة المهارب وجاذبيتها، التي يستسلمون لغوايتها ويستريحون لفتنة إغرائها، إلا أن هذا الكتاب هو الأوفي في عرضه، وطريقة تناوله. إذ تضمن تصدير "مهارب المبدعين" نفسه عددا من الكتابات والنقاشات السجالية، التي أَشَّرَ عليها بسعة وافرة الأستاذ عبدالله الفكي البشير، الذي انضم بحزم إلى معسكر المؤلف في تتبع سير الهاربين، ولم يتوقف عن تحمل عبء مواصلة السياحة الراصدة لنتاج الفكر السوداني الهارب من معالجة تحديات واقعه، في مزاج محافظ معتدل فحسب، وإنما ساهم تصديره الوافي في حشد مجموعة من الاقتباسات، التي استقاها من مناقشات العديد من المفكرين والمثقفين والكتّاب وأصحاب الرأي السودانيين، واستخلصها من عدد كبير من المصادر والكتابات، التي سال في تدبيجها الكثير من الحبر، ومثلت مضامينها موضوعات الحوار الأساسية حول ظاهرة هرب المبدعين.
    وقد كُتبت حول المهارب، التي يلتجئ إليها المبدعون، الكثير من المؤلفات في عدد من أقطار العالم, نظرا لبعد الظاهرة العالمي، وارتباطها ببيئات عالمية غير مواتية، دفعت مبدعيها للهرب، أو تلك التي جذبتهم للهرب إليها من بيئاتهم الأصلية, ولأنها طرحت في خضم النقاش العام حول الفكر والإبداع، ومسألة انتماء النخب وارتباطهم بقضايا مجتمعاتهم، مشكلة أساسية هي علاقة المجتمع بحرية المبدع، وأشكال التنظيم الثقافي والسياسي والاقتصادي الضابطة لأنماط السلوك العام، التي تدفعه للبقاء والإسهام في مجابهة تحديات الواقع وقيادة عملية تغييرها، أو تجبره على الهرب والالتجاء لمهارب بديلة يفجر فيها طاقاته الإبداعية بعيدا عن ضغط المكان.
    ومما لاشك فيه أن الأدب السوداني المعاصر, عرف في العقود الأخيرة, تجددا وتنوعا وخصوبة في التيارات والمجالات وارتياد الآفاق الجديدة, ولكن هذا لم يمنع من وجود عناصر مشتركة تؤشر على عادة الاستمرار في التعالي على الواقع المأزوم, كعدم الإقرار بضرورات الاختلاف والتنوع والمناداة به إثراء للمجتمع, وأهمية ربط الأدب بالحياة, والتجربة الإبداعية بالواقع, ووصل الفكر بالمستجدات الثقافية والسياسية والاجتماعية. إذ لا يزال المبدع السوداني المعاصر, يمارس الهرب الذي كان يقوم به أسلافه أمثال الناصر قريب الله، ومحمد سعد العباسي، ومحمد المهدي المجذوب، وغيرهم كثير، الذين كان وجودهم في المجتمع السوداني قلق مضطرب. كما لم يتح لهم الهرب أن يدركوا المطلوب منهم في يسر، أو بكيفية تجسر الرابطة المفقودة مع الواقع، ولم يحط المجتمع بأسباب قلق ذاتهم المبدعة تمام الإحاطة، فتجاذبتهم قوى العقل، والنفس، والروح، وشدتهم نوازع الرغبات الحسية، وشهوات الجسد المكبوتة، والتطلع المجنح لعوالم وفضاءات خارج دائرة الواقع. وعاشوا موزعين بين الانتماء واللانتماء، بين مد الشعور والوعي، وجزر اللاشعور واللاوعي بالواقع تارة، وبين جزر الوعي والشعور، ومد اللاوعي واللاشعور بهذا الواقع تارة أخرى. وكانوا، كما جرى وصفهم، ضيوفا ثقلاء على المجتمع، ومع ذلك فقد سَخَّرَ الدكتور النور في هذا الكتاب كل عاطفته الإنسانية، كفنان ومبدع محسوب على رهط المبدعين بوجه من الوجوه، وشحذ كل طاقاته في الفهم والإدراك، واستل كل مقدراته اللغوية والتعبيرية لكشف مكنونات سيرهم، بقصد أن يسعى بجد إلى الإلمام بحقيقة أحاسيسهم الروحية والمادية، فوقف إلى جانبهم، وتعاطف معهم ضد قسوة المجتمع، دون أن يتبنى انحراف أي منهم، أو خروج أحدهم عن جادة السبيل.
    وضمن التوجه العام للكتاب, طرح النور جملة من الإشكاليات المفاهيمية والتقيمية، اشتملت على إيضاحات كاشفة للأسس التي يقوم عليها المجتمع السوداني. وفي تقديره, أن الفضاء الاجتماعي، الذي دفع المبدعين للهرب، يتطلب أن نفصل فيه بين ما هو موروث محمود وما هو وافد منبوذ, أي بين ما هو طبيعي أنشأته علاقات المجتمع السوداني المتسامحة، وبين ما هو مستجلب عَقَّد خاصية التداول الحر بين هذه العلاقات. ولكن، إذا ترسخت الحقائق بوجهها الجديد، وصار المجتمع السودان محكوما بمضامين ومواضعات لا يمكن العودة بها القهقرى، فإن المطلوب، كما فهمت من روح الكتاب، هو أن تكون حرية المبدع مضمونة، وقدرته على التعبير أمرًا قائمًا، وأن يصبح وجوده ضمن السياق العام واقعا, مع احترام خصوصية المبدع, التي لا تستفز وتُحَقِّرْ المقدس لدى الآخرين. وبالنسبة للمؤلف، فإن ما يقرر هذا المقدس الاجتماعي, ويقوم عليه هو العقد الاجتماعي, أو عقد المواطنة. غير أن الملاحظ في سير الكثير من المبدعين هو أنهم باسم الخصوصية يهربون أحيانا, وليس باسم الحرية. وما يجعل من طرح المؤلف منحازا للمبدعين، رغم نقده لهربهم، هو رغبته في أن يشمل المجتمع المبدعين برعاية تضامنية, ليس فقط خصوصية أوضاعهم, بل حتى المجال والفضاء الاجتماعي، الذي ينشطون فيه، بما في ذلك منابر التعبير العامة، خوفا من أن يؤدي عدم مواجهة المجتمع لأشكال التعبير الجديدة, وضمانات استيعابها، إلى تراجع الحسّ والشعور الإبداعي العام. وبالتالي، جفاف الحياة، وبؤس الواقع، وهرب المبدعين إلى غير رجعة.

    بيئة النص:
    يستبعد كثير من النقاد، ومنهم مؤلف هذا الكتاب، إمكانية تحقيق نصوص نثرية وشعرية، وقراءتها، لخلق قصة حياة إنسان وإنتاج سيرته الذاتية، بزعم أن كتابة السير تعتمد الحقيقة والصدق في نقل تجارب الحياة الفردية الموضوعية، وأن النصوص المجردة قد تشي بخلاف ذلك، لاعتمادها على التصور، والتخيل، والمبالغة، والإدعاء، وربما الكذب. إذ أن قراءة النصوص بذاتها تكون عادة عاجزة عن الإحاطة بجوهر التجربة المروية عن هوية صاحب السيرة الذاتية، الذي تعلقت به الأخبار، واتكأت عليه أهمية الإخبار. وفي اعتقاد هؤلاء، أنه لا يمكن أن يتحقق الصدق والشمول في كتابة السير بعيدا عن البيئة الاجتماعية والتاريخية. وإذا كانت السيرة الذاتية، التي تنبع من فيض الأدب تختلف عن الكتابة التاريخية الموسومة بالطابع العلمي، إلا أنه تظل بين النصوص الإبداعية الأدبية والكتابة التاريخية صلة وثيقة لا تنفصم. وبهذا أفصحت وأفلحت محاولة الدكتور النور النقدية في استنطاق حياة المبدعين الهاربين، من خلال الإطلال على نصوصهم وسيرهم، مقروءة على بيئة الواقع الاجتماعي والتاريخي.
    وبعد إعطاء عرض كاف وعادل للحجّتين، أو للرؤيتين النصية والتاريخية، في تضاعيف الكتاب، جعلهما المؤلف يشتركان في عرض الأحداث والمواقف، للمبدعين السودانيين، الذين أتى على ذكرهم. فقام بتقديم وتحليل نتاجهم الأدبي، وتصوير مختلف بيئاتهم ومآثرهم، في سياقاتها التاريخية المختلفة، ليكشف عن الصور المادية والنفسية، التي شكلت وجدانهم، ومن ثم نتاج إبداعاتهم. فقد تناول في "مهارب المبدعين" دراسة المجتمع السوداني في عصوره الحديثة، من خلال سبر أغوار التاريخ، ومعاينة النظام القبلي، والتقاليد والقيم الاجتماعية، ووضع المرأة، وقارن بين حياة الريف والحضر. وخصَّ المبدعين، ومهاربهم، وثقافة التعبير لديهم، بالجزء الأوفى من صفحات الكتاب، وذلك من خلال تفكيك نصوصهم، وسير حياتهم اليومية، وفحص أنواع المتعة عندهم؛ من المجالس ودوائر الأنس، إلى الطرب والتشبيب بالنساء، بالإضافة إلى مزاج شربهم، وخمورهم، وشعرهم، وفنونهم، وطبقاتهم الاجتماعية.
    وأوضح الدكتور النور كيف أن طبيعة الحياة السودانية الماضية المنقسمة بين مدن محافظة، وريف وبادية أكثر انفتاحا، قد أحدثت ردات فعل متباينة، حين يقول (ص269) "ومن غرائب الواقع السوداني أن تكون الحواضر شديدة المحافظة ويكون الريف أقل محافظة!." إذ أفرزت هذه المفارقة اللافتة نوعين من الحياة؛ الأولى خاصة في مستواها الحضري الحداثوي بالسكان الأجانب تحيط بهم أحياء فقيرة للسودانيين، والقرى للذين استقروا وبدءوا يعملون بالزراعة، والبادية للذين يجولون فضاء الصحراء بحثاً عن خصب المراعي بلا موانع. فيدخل بنا النور، إلى مفازة النص، وفضاء المكان، عبر بوابة التاريخ، حيث تتماها الثقافة ومواضعات المجتمع في تشكيل المبدع. فنجده يقول (ص 62 و63) إن هذا الكتاب ليس "دراسة أدبية بالمعني الشائع للدراسة الأدبية وإنما هو توكؤ على النص الأدبي حيناً، وعلى السيرة الشخصية لمنتجي النص الأدبي، من جيل الرواد والجيل الذي تلاه من الأدباء السودانيين، حيناً آخر، في محاولة للمزج بين الأدبي، والسياسي، والنفسي، والرؤيوي، في محاولة لإضاءة بعضاً من جوانب الأزمة السودانية المزمنة المستفحلة."
    بيد أن الكتاب، بما بدأ به، وبما ناقش، جاء ليلغي التقليدية في التناول النقدي للأعمال الأدبية، التي كثيراً ما تغتال حقيقة وجود المبدع في المجتمع، وتغفل التطرق لفاعليته الاجتماعية والثقافية. وجاء الكتاب ليجعل من عمل المبدع فعلاً حضاريا، كان ينبغي له أن يقود مسار حركة المجتمع، أو يراقب تكويناته المختلفة، وقراءة التقلبات والتحولات من خلال حركة النص داخل فضاء المجتمع، لا أن يهرب منه، أو كما قال النور (ص 343) "ليس هذا الكتاب مجرد رصد لأحوال الهرب والهاربين، وإنما هو محاولة لفهم القوى التي تعيق الطاقات الخلاقة، وتخلق حالات الانسحاب وسط ذوي الطاقات العقلية، والوجدانية الكبيرة." وهو بفعل ذلك، يخطو الخطوات الأولى تجاه اعتلاء عتبات النص، ويتجاوز مباشرة التلقي البارد المبكرة للمفردات إلى محاولة اختراق مساحات السرد الواسعة للسيرة الذاتية، التي تتحقق بها غايات الاستمتاع بالنص، إلى جانب الرؤية من خلالها، لحراك المجتمع الثقافي والسياسي، والديني، ومواضعات التاريخ، وقيد المكان الجغرافي.

    الحس الجيوتاريخي:
    يحاول كتاب "مهارب المبدعين" أن يشكل لنا مدخلا جديدا إلي نظرية جغرافية الانتماء المكانية والثقافية، مع عناية خاصة بالسرد العام لرواية السيرة الخاصة الفردية للمبدعين، بل أن الحس التاريخي ظل حاضرا بكل أبعاده، إدراكا من المؤلف أن السيرة الذاتية تتخذ موقعا وسطا بين الأدب والتاريخ. حيث نجده يحدثنا في الفصل الأول عن مفهوم الكبت والهرب في المجتمع السوداني التقليدي، وينتقل بنا إلي إشكالية المدينة السودانية في علاقتها بالتكوينات والتنظيمات الاجتماعية، ثم ينطلق ليحدثنا عن مهارب العباسي والناصر قريب الله، وغيرهم من المبدعين، لنجد أنفسنا أمام كاتب استطاع أن يؤكد مدي ارتباط مصائر مبدعينا المعاصرين بظاهرة الهرب. فقد أمعن النظر أكثر في طبيعة النص الأدبي لكثير من المبدعين الهاربين، وخلص إلى تعابير دقيقة عميقة من حيث برهنتها على طبيعة المرحلة، التي عاشوها، وحمولة النص الدلالية، والتي ترسم صور المكان، وتستقري تفاصيل التاريخ. وفي تجواله بين المهارب المتنوعة لمعاوية محمد نور، وإدريس جماع، والتجاني يوسف بشير، يقرر (ص 155) كيف "أحاط بهم جميعاً نوع من اليأس ومن الإحباط كما أحاط الفقر وقلة الحيلة، بأكثريتهم." حيث كانوا يتأرجحون بين "التعارض الشديد من الطاقة العقلية، والثورية الجبارة، التواقة للفعل في الواقع وبين ضيق الواقع المحدود، واستغلاقه عن تلك الطاقات الجبارة." ولم ينس أن يذكرنا بانعكاس هذا التعارض على ألوان التعبير، التي صاغ بها المبدعون نصوصهم، التي تجاذبتها سلطة الأدب وقوة التاريخ، لأن المبدع يصوغ تاريخه الخاص صياغة أدبية، تنسرب في تضاعيفها كل إسقاطات البيئة الاجتماعية.
    ويلعب الحس التاريخي دورا كبيرا في محاولة النور رفع الذاتي إلى مصاف الموضوعي في سير هؤلاء المبدعين الهاربين من قيد المكان والزمان. إذ أثرت طرائق العرض تأثيرا مباشرا في عمليات إدراج النص والسير الذاتية في إطاري الزمان والمكان، وذلك بمحاولة تحديد البناء العام لسير الشخصيات المختارة، أو التي توفرت عنها مادة استطاع بها المؤلف أن يرسم لهم بها صورا تقريبية. وذلك عندما نزع إلى تقسيم سيرهم إلى فصول تتبع اختلاف مراحل حياتهم. كما مثل الحس التاريخي باعثا لضبط أهم المنعطفات والتحولات المحددة لهذه الفصول. ونتيجة لهذا، نشأ التجاوب والتجاذب الحتمي، في كتاب "مهارب المبدعين" بين النص الأدبي والتاريخ، أي بين الحق الثقافي والحق الاجتماعي، وما ترتب على ذلك من تَمييزٍ فَرَّقَ، حسب تقدير المؤلف، بين السير الخاصة والتاريخ العام. رغم أن الحقيقة المعروفة تُنْبِئُنَا بأن الأصل في التاريخ الإنساني هو جماع التآريخ الخاصة، فردية كانت أم جماعية.

    رحاب المهارب:
    يشهد كتاب "مهارب المبدعين"، على ألفة المؤلف بالمشهد السوداني، والإرث الإبداعي لغير قليل من الهاربين. فقام برحلة استطلاع إلى عالمهم الفكري والثقافي والأخلاقي، وطرق أبواب حقب لم يُولد فيها، لكن دراسته لها واطلاعه على تفاصيلها جعلته يشعر بأنه ليس غريبا عنها. ويكشف سرده الوافي بوضوح عن علاقة حميمة بمسارات هذه الرحلة المكانية والتاريخية. فمن الناحية الإيجابية، فقد بدأ جلياً أن الدكتور النور حمد ليس فقط على علم بموضوعه، لكنه يتمتع بإحساس وشعور خصب بالمشهد الإبداعي السوداني. وتتصف دراسته ومسحه للرموز الأدبية من أمثال العباسي والمجذوب والناصر قريب الله، بالدقة ووفرة المعلومات، والمهارة والتنظيم في معالجتها، والطلاقة والسلاسة في إيرادها. أما ناحية الضعف، إن استطاع القارئ ملاحظتها، فقد تأتت من حقيقة أن كثير من المبدعين لم يتركوا أثرا يُسْتَدَلُ به عليهم في الواقع السوداني. وقد أشار إليها المؤلف وهو يقوم بتوثيق إنتاجهم الفكري، وتقييم انجازاتهم وإخفاقاتهم، ويشير إلى أهميتهم وتأثيرهم. فهو يورد (ص 87) أن "نزعة الهرب تفشت أكثر وسط ذوي القدرات العالية ممن يعتبروا في مجالات الإبداع الفكري والأدبي، في حين قلت وسط غيرهم.. فلربما يكون الهاربون كثر، غير أنهم لم يتركوا لنا ما نستدل على هربهم."
    وقد بحث كاتبنا النور عنهم في كل المظان، وحفر في بيئاتهم، ونبش موجوداتهم، وقرأ قصيدهم ونثرهم. وحاول أن يقدم لنا قراءة موضوعية لما خلفوه من آثار ومرويات عن سيرهم، فأحسن الصنيع، رغم انحيازه الظاهر لزمرة المبدعين. إذ لم يكن من السهل على الكاتب، أن يخرج نفسه من دائرة؛ انتمائه كفنان ومبدع، التي تحقق له حالة هرب خاصة من ضيق مجتمع يصر على عنت موروثاته الثقافية والاجتماعية. وكاتبنا يقف مع اتساع مفهوم الحرية الفكرية وحرية التعبير، وكأنه يريد لكل مبدع أنْ يؤسس له صرحاً بين الصروح، أو يحفر اسماً بين الأسماء المائزة، دون أنْ يكون مرتهنا لقيود أو فروض، خارجة عن اختياراته. وتمنيت لو دخل المؤلف في تناوله لمادة هذا الكتاب، إلى النصوص والسير وهو متحرر من تلك النظرة المفاضلة بين طلاقة المبدعين وقيود المجتمع، حين رسم الحدود الحاسمة لما يدخل تحت قناعاته، وما يخرج منها وعنها. ولذلك يكاد يكون متحيزا في الاختيار والاختبار.

    تصويب السِيَرْ:
    حث المؤلف على تصويب سير المبدعين الهاربين بتحريرها من التحريف الخاص، الذي يقوم به الأدباء أنفسهم، أو يتولاه عنهم النقاد. ويوضح (ص 294) أن"معظم نقادنا، يؤثرون السلامة، ويفضلون الكتابة الاحتفالية التغريظية، التي تُعنى بتلميع الأسطح، ولا تحفل كثيراً بالحفر في ما من شأنه أن يجر على الناقد تبعات مساءلة السائد، بل مصادمته." وذلك بمعطى أنه إذا كان التاريخ يجري وراء الحقيقة، باحثا وممحصا، ثم مبددا لأي غموض في مختلف جوانب الحياة العامة، فالسيرة الذاتية عادة ما تقتفي أثر الحياة في ذات الإنسان، وتكون أكثر ميلا لتبجيله. ولذلك، كانت السير، ولا تزال، أقرب لحالة الاحتفال بالأدب الذاتي، الذي يعبر عن مدى غنى الحياة الداخلية للمبدع، في حين أن التاريخ يعبر عن المسافة الزمنية، التي يقطعها هذا المبدع من المهد إلى اللحد. ويدرك المبدع، أكثر من غيره، أن ذاته متغيرة بظروف محيطه، وأن مجرى تنامي وتطور سيرته غير قابل لأي تحديد لا تقرره مرونة التاريخ، بمناهج كتابته المعروفة.
    والمعلوم أن للتاريخ مرونة تؤهله لأن يظل فضاء رحبا، يتسع لكل نشاط إبداعي، وكائنا نابضا في عمق الأدب بوجه عام، وأكثر إثارة في أجواء التاريخ الفردي، باعتباره نواة أدبية فاعلة، سواء في الكتابة النثرية أم في الكتابة الشعرية، ومما لاشك فيه هو أن أصداء التاريخ الخاص تتردد بدرجات متفاوتة في جميع ألوان الإنتاج الأدبي، وهذا دليل على كون الذاتية قوة دافعة، وعلة باعثة على الانخراط في العملية الإبداعية، ثم أن الفصل والتمييز بين الحياة الخاصة الفردية والحياة العامة يظل أمرا نظريا، إذ يتعذر على الإنسان أن يعزل حياته بعيدا عن التاريخ العام، حتى وإن عمر مدة وجيزة على وجه الأرض. ويُنبئ تصوير المؤلف لحياة المبدع، الذي أدمن الهرب من واقعه، أن سيرة هذا المبدع تصير ثمرة عصرها، وتستحيل ذاته حكاية في حد ذاتها، يرويها الناس، حتى ولو لم يتوفر لها من العطاء العام ما يصلها بحركة الواقع. فهي عندما تروي حكايتها، تجد نفسها واصفة وموصوفة، وتفشل في أن تفصل الرابطة بين تمثلها الذاتي ونزوعها للتميز الزائف. ويقول الدكتور النور(ص 480) "ومن يقرأ تاريخ الحركة الوطنية من واقع النصوص والشهادات التي كتبها الأفراد بشكل متفرق في صحف تلك الحقبة، يرى أن المقالات تعطي صورة أصدق مما ضمته الكتب التي أرخت تلك الفترة. فالكتب ملأ بالفجوات وبالإهمال المتعمد وبالجنوح إلى التزييف أو قل الجنوح لرسم صورة وردية لنضال وطني نظيف هدفه الرئيسي تحقيق الرفاهية للشعب." وأسهم هذا، في تقديرنا، في عدم رسم صورة صحيحة لحقيقة واقعنا، أو وضع إحداثيات متماسكة لسيرة هذا الواقع، بسبب من هذا الخلل في رواية التاريخ، أو ما يمكن تسميته بالهوية السردية، كما قال بها الفيلسوف "بول ريكور"، ليؤكد على أن هوية السودان تشكل نوعا من الترتيبات الهشّة. إنها مجموعة من الأحاسيس والمشاعر الفردية, وليست نوعا من المصالح, وإنها ترتبط بتاريخ المبدع الهارب، لا الحقائق المقيمة في الواقع. وبالتالي، فإن الجانب التحقيقي لقيمة هذا السرد، وهذه السير، هو الذي يجمع ويدمج الأعضاء في الجماعة, وأن غيابه يؤدي إلى التفكك والتشرذم. وعليه يجب دعم وإسناد هذه الهوية, بتصحيح كتابة السير بمنهج موضوعي، يعلي تمام العام على نواقص الخاص.
    وقد طالب المؤلف بقراءة الصحف لأنها تعطي صورة أفضل من الكتب، لأنها غطت الصورة الوردية، التي زرعها ذلك الجيل لنفسه ولكفاحه على سوءاته الكثيرة. رغم أنه يقرر أنه (ص 256) "عقب الاستقلال وضع من وصلوا إلى السلطة من ذلك الجيل الآلية الإعلامية تحت أيديهم فاستخدموها خير استخدام في رسم صورة مثالية لأنفسهم لتتلقفها أعين الأجيال اللاحقة." فصارت الكتب والصحف، في رصد حقيقة تاريخ المبدعين، سواء بسواء. وعليه فإن المؤلف, يقر بوجود أزمة في الهوية السودانية, أزمة لا تعود إلى المستجدات الداخلية للمجتمع السوداني فقط, ولكن إلى التحولات التي عرفها السودان عبر التدخلات الخارجية، من مصرية وتركية وانجليزية, وتحول طرائق حياة الناس فيه وثقافتهم وأشكال تدينهم. لذلك، يبدي تحفّظا إزاء هذه المؤثرات الخارجية, لأنها في نظره, ركزت على حواضر، أو جيوب ضيقة في هذه الحواضر, وأهملت الجانب الثقافي العام، وهو الأساس في تقديره.
    إن سياق النقد التبريري، أو الدفاعي عن المبدعين، ربما يكون قد وسم روح المعالجات النقدية العامة لكثير من النقاد، الذين تناولوا سير الهاربين من المبدعين، غير أنه وصف لا ينطبق بتمامه على مواقف الكاتب، ولا على الطريقة التي عالج بها كل حيثيات الهرب. إذ نجده يسترسل في أسلوب عرض مواقف المبدعين من المجتمع وانسحابهم المذموم من أقضية الواقع، ويستبسل في الدفاع عن هذه المواقف، ولكنه يدحضها، أي هذه المواقف، حين تميل إلى تبرير اللامبالاة والانحراف، ولا تجتهد أكثر في البحث عن الحقيقة، ويخالفها عندما تنزع لإنكار الأحداث التي تشكل الواقع، أو إنكار طبيعة الأحداث التي تتناقض مع وجهات نظرها حول تفسير هذا الواقع. والمبدعون التبريريون، بوجه عام، يتصفون في عرض بضاعتهم بالمداراة، وربما الخداع ومحاولة تبييض وجه قضاياهم، أو اختياراتهم الذاتية، باعتماد الانتقائية، وحذف الوقائع السلبية، والمبالغة في حجم وأهمية الوقائع الإيجابية، التي ينسبونها لأنفسهم، أو لمن يختارونهم أبطالا لقصصهم الحقيقية والخيالية. ويواجه المرء هنا دراسة مليئة بالتعريفات والأوصاف. فالظواهر تشرح حتى تموت، إذا سمح لنا القارئ بمثل هذا القول. ونلتقي فيها بقدر من الشروح لظاهرة الهرب، أسبابه وكيفياته، والمهارب وأفضلياتها، لدرجة قد تدفع قارئ النص إلى حال أشبه بالتعاطف مع المبدعين، بما في ذلك إقرارهم على بعض انحرافاتهم. بمعنى آخر، فإن التفسير يتحول بصورة خفية إلى تبرير، الذي لا أعتقد أن المؤلف أراده مدخلا للفهم.
    لقد بدأ جليا أن المؤلف معجب بالمبدعين، لأنه يُعتبر بكل المقاييس واحد منهم، ويعيب على المجتمع ما عابوه، ويأخذ على جمود الحياة ذات مآخذهم عليها، ويتفق معهم على كل أسباب الهرب، ولكنه لا يقرهم على الهرب، ولامبالاتهم بقضية تغيير الواقع. ويؤاخذهم على تدليل الذات، والافتتان بمظاهر الحداثة. وحسب وصفه (ص 231)، "فقد كان طلائع المتعلمين السودانيين كلفين بـ"الفرنجة" وقد ظهر جلياً في ميلهم للأزياء الأجنبية (البدلة، والكرافتة، والقبعة، والطربوش) كما جد تلك النزعة أيضاً في استخدام الشوكة والسكين في الأكل الصورة الحداثوية كما ينبغي أن يكون عليه أهل الفكر والرأي بامتلاك "بار" في المنزل وباستخدام الغيلون، السكر، البارات، السفر، التعلق بمختلف مظاهر الحياة الحديثة." ولكن للمؤلف وجهة نظر معرضة لهذا الكلف بمظاهر حياة المستعمر، إذ يقول إن الحرية الفردية والمسؤولية الفردية في الغرب حدثت بعد الثورة الفرنسية، وتبعتها شعارات الديمقراطية، التي انطوت على كثير من النفاق (ص 322) "والطريف حقاً أن قيام الديمقراطية في أوروبا لم يمنح بقية العالم الحرية والأمن. فالديمقراطية الغربية التي نشأت في أوروبا هي ذاتها التي غزت قارات العالم واستعمرتها بقوة الحديد والنار. وهي التي نهبت خيرات أفريقيا، وهي التي أبقت على أنظمة الفصل العنصري في أمريكا وجنوب أفريقيا حتى النصف الثاني من القرن العشرين! ومن ذلك يتضح أن حراك التحرير لا يشتمل بالضرورة كل جانب." يكشف هذا الكتاب تلك الفجوة القائمة في الفهم في السودان بما يخص الإبداع، فمن جانب هو يمتلك للأدباء الذين صاغوا أنفسهم بأنفسهم. بل شغلهم "الوسواس الجنسي والنزعة الحسية"، كما بدأ في شعر الفصحى، ومثل تلك النزعة توفيق، مجذوب، الناصر، طمبل، (ص 236) "أما المحجوب فقد أسهم فيها بقسط أقل،" حسب تقرير المؤلف وتقديره.
    لهذا، صارت طبيعة المجتمع السوداني، بكل تكويناتها، في تلك الفترة، محل تساؤل سيسولوجي أعمق من مجرد موقف من الفقه، أو مرحلة واحدة أو اثنتين من تاريخه الحديث، فقد ورد عن محمد أحمد المحجوب (ص 241) "وما كنا نخرج للحياة العامة إلا وكانت الصعاب في استقبالنا كأنما كنا على ميعاد. ووجدنا المجتمع على غير ما تعودنا أن نراه لا يرحب بالفكر الجديد ولا يقيم وزناً للمثل العليا، تحاك فيه الدسائس ويحجر على الحريات وتدور فيه حرب لا هوادة فيها ولا مهادنة." وهنا، انتبه المؤلف إلى حقيقة هامة هي أن (ص 241) "النزاع بين الوطنيين، وبين المستعمرين لم يكن مختصراً في مجرد انتزاع السيادة على بلدهم من براثن الأجنبي، وإنما كان هناك أيضاً نزاع شديد مكتوم، ينصب حول المنصب والحياة، ورغد العيش." واستمعت حديثا للدكتور عبد الله علي إبراهيم، في ندوة عن المقاومة الوطنية للمستعمر، شهدتها الخرطوم قبل سنوات، إلى قول منسوب للبروفسير عبد الله الطيب قال فيه إننا حاربناهم لمناصبهم، كناية عن استمرار إتباع مناهجهم والافتتان بهم بعد خروجهم.
    فالسياسة السودانية الوطنية لخصت نفسها في الصراع حول "الوظائف العليا عقب الاستقلال مباشرة، فأصبحوا في عقدين من الزمان، قادة للوطن، ولكن بلا مشروع وطني، واضح المعالم. وقد وجد كثير منهم في الوظائف ما سبق أن تشهاه من طراوة وحلاوة، مقارنة بحالة فقر كان "يحيط بأهليهم إحاطة السوار المعصم"، حسب وصف الدكتور النور. وبهذه الوظائف المنتزعة من المستعمر، خلق كثير من أولائك الرواد عالمهم الخاص بهم، وأكثروا من الأسفار إلى الخارج. وغضوا بصرهم عن تحديات التحرير والتحديث، حتى دهمتهم الدواهي في نهاية المطاف.

    رفض الوافد:
    تنطلق المقولة الرئيسية في معالجة الكتاب لأمر الدين، الذي شكل قيدا مفترضا على حرية المبدعين، من أن النظم الفقهية ذات البعد الواحد، والمرجعية الضيقة المتعالية للمؤسسة الدينية الرسمية، تحاول دائما بناء ما يطلق عليه في العلوم الاجتماعية الدين السياسي بديلا عن الدين الإلهي، الذي جاءت به الرسل. بيد أن الحاجة الروحية إلي الدين الإلهي الأصيل تجعل الناس يتجاوزون دين المؤسسة السياسية، ذا الطابع الأيديولوجي، لحل مشكلة هوية المبدع، وخلق التوافق بينه ونسق الاجتماع التاريخي للواقع، ومن ثم إحداث التواؤم بينه وبين حاجاته الخاصة وهواء الحرية الذي يتنفسه، وحاضره الذي يعيش فيه. وقد لاحظ المؤلف ما حاق بالمبدعين من تنازع حقيقي بين الدين، كحاجة روحية وثقافية، تعبر عن الهوية والوجود للإنسان والمجتمع في السودان، وبين المؤسسة الدينية الفقهية الرسمية المستجلبة، التي يقرر أنها وضعت نفسها في مواجهة كاملة مع الفن باعتباره قوة منطلقة، أو قل منفلتة، فيوصي بغير تردد بالإجهاز الكامل عليها والتخلص منها. وهذا النوع من التنازع هو الذي طرح مشكلات بائنة في الاجتماع والسياسة والثقافة والهوية، لا يزال السودان يعاني منها إلي اليوم، وسيظل يعاني منها، ما لم يصل الجميع لحل لمشكلة التضاد المزعوم بين الإبداع والسلطة الدينية، بحيث تعترف الأخيرة بالأول كمكون رئيسي للثقافة السودانية.
    ويستند كثير من النقاد, في طرحهم لمسألة الإبداع إلى معطى آخر, هو موقفهم الأيديولوجي، الذي قد ينتهي بأي إنسان ملتزم بفكرة ما إلى الانقياد إلى العاطفة والهوى والذاتية وإقحام قناعاته الشخصية فيما يقرأ، وربما قادته إلى الخطابية والوعظ والتنظير. إذ صار في متن العرض لكل حادثة حديث يوزن بميزان المعايرة الشخصية. فرغم تعهد النور بمبدأ الموضوعية، والتزامه به إلى حد كبير، إلا أنه انطلق من فكرة بدأت قسماتها واقتباساتها واضحة في الكتاب، حيث لم يخف استحساناته الخاصة، التي بُنيت على مقاييس عاطفية متجاوزة، في بعض الأحيان، للنظرة الموضوعية لجودة إبداع المبدع، وما اعترافه بتفضيل محمد المهدي المجذوب إلا شاهد يختصر جملة ما نقول. ومن المفارقة أن نرى المؤلف يستهجن مبدأ المنع لتقييد انطلاقة المبدع، تحت أي ذريعة كانت، بما في ذلك سلطة الدين والأخلاق، رغم ما هو معروف عنه من رسوخ تدينه ورفعة أخلاقة. كما أنه لم يستسغ المنح، أو الجزاء على الإبداع، حتى ولو كان لشخصية يحبها مثل المجذوب، عندما تم تكريمه من قبل الرئيس جعفر محمد النميري، حين قال (ص 330) "ولكن يبدو أن لكل نفس بشرية ارتفاعاتها وانخفاضاتها." وذلك، رغم سعادة المجذوب واحتفائه بها، حين قال (ص 332) "الإنصاف جميل ومثلي منذور للحزن والصمت وراء ذلك التاريخ."
    ويَحْمِل المؤلف كثيرا على مدارس الفقه الإسلامي الوافدة، التي يقول إنها فشلت كمؤسسة دينية رسمية أن تكون بديلا عن الإسلام الصوفي المتسامح. وجاء في الكتاب أنه حتى التصوف السوداني المتسامح تحول إلي ما يشبه المؤسسة الدينية في العهدين التركي والمهدوي. وجاءت فترتي مايو والإنقاذ لتؤسسا لبداية جديدة في السودان، يقع الإسلام الرسمي في القلب منها. فقد طرح التطبيق الذي تم لأحكام الشريعة الإسلامية، في فترة نميري خاصة، أسئلة كثيرة ظلت تقلق المؤلف لعدد كبير من الأسباب الخاصة والعامة. بيد أن أهمها، بالنسبة لموضوع الكتاب، هو العلاقة بين الإسلام والإبداع، بمعني هل يمكن أن يكون هناك إبداع في دولة إسلامية؟ والإجابة التقديرية في الكتاب تقول إن الإبداع يتعارض مع جذور التصور الفقهي، الذي طبقته حكومة جعفر النميري، وتطبقه الآن حكومة الإنقاذ.
    وقد انطلقت خبرة الذين عارضوا التجربة المايوية من فهمهم أن العلاقة بين الدين والإبداع تقوم علي تغليب فكرة التسامح علي حقيقة الشريعة، بمعني أنهم ينطلقون من واقع استصحاب الإسلام لحاجات الناس المتجددة، ويحاولون الإصلاح من حيث يقف الناس، وهم بذلك يعبرون عما يطلق عليه "فقه الضرورة"، الذي يجد له "براحا" واسعا في الإسلام الصوفي المدني، وليس الإسلام السياسي الفقهي المؤسسي، أو بمعنى آخر، تفضيل أن لا يسمح للحقائق الدينية أن تُخَرِّب ما يرغب الناس في إبداعه. وبتعبير أدق، تجنب الانتكاس عن أصل الطبع الإنساني، أو كما يصفها النور (ص 326) "خاصة في حالة الردة الثقافية القائمة الآن التي أرجو أن نكون مارين بأخرياتها، يحس كمن يسير على البيض، إن هو أراد أن يتخطي بتعبيره وهن مشاعره أو حتى التعبير عن مشاعر شخصيته الروائية، الحدود التي رسمت لحرية التعبير الثقافية السائدة."
    لقد مارس المؤلف كامل حقه في الهجوم المستمر على الوافد التركي المصري و"النسخة الفقهية العثمانية"، بل تعدى الفقه إلى كل ما يقف دليلا على الحقبة التركية في السودان، أي ألحق المباني بالمعاني، غير أنه أعفى الأولى من سلطة التأثير في حين حَمَّلَ الثانية كل أرزاء التخلف الإبداعي. ورغم أن لنا موقفا مختلفا، تعضده دراسة متأنية للتاريخ، خاصة ما تعلق منه بالتجربة العثمانية في تركيا والسودان، وصقلتها تجربة عمل مباشرة في قصور العثمانيين "يلدز"، باحثا في مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "إرسيكا"، باسطنبول، لا تقطع بما قطع به الدكتور النور، إلا أن الخوض في مثل هذا الاختلاف التاريخي لا تبتغيه طبيعة هذه المراجعة، ولأن التاريخ لم يكن غرض الكتاب الأوحد. فعندما تحدث، في أكثر من موضع، عن سواكن، عزلها طوعا عن مثل التأثير المفترض للمدرسة الفقهية العثمانية، قائلا (ص106) "فمن ينظر إلى مدينة سواكن يرى مدينة تركية عثمانية أصلاً وفصلاً. ومن يتأمل معمارها، وتركيبتها السكانية وثقافتها، لا تخطئ عينه الصورة الصارخة للوجود العثماني في السودان. ذلك الوجود الذي بقى هناك دون تأثير يذكر، على المحيط المجاور". ومع المدينة أخذ حركة "قطار السودان" (ص 106) "وفي هذا دليل على أن سواكن لم تكن تحسب نفسها جزءاً من عالم السودان وهي بالفعل ليست جزءاً أصيلاً منه".
    وبهذا يكون القطار وسواكن المؤسستين التركيتين الوحيدتين اللتين انتزعهما من تهمة التأثير على المعاني والمباني، أو قلب طبيعة التصوف في السودان. ذلك التأثير الوافد (ص 113) "الذي تم حقنه قسراً،" ولابد من عزله، وتنقية الواقع من الطوارئ الوافدة ونبذ عملية "التلاحق"، والعودة للحالة السودانية الأصلية. فالسودان (ص109) "عاش تحت الحكم التركي لأربعة وستين عاماً، أعقبها حكم المهدويين الديني المتشدد لأربعة عشر عاماً أخرى". والموقف الغاضب من العصر العثماني قاد المؤلف ليتبنى آراء، قد لا تجد من يُثنيها، مثل تبرئة مصطفى كمال أتارتورك مما لحق بسمعته من تهم معاداة الدين، بزعم أن تطرف أتاتورك كان ضد الثقافة العربية وليس الإسلام، وتعداه إلى ما يرقى لمستوى الإشادة باللورد اللينبي، غاصب القدس الشريف(ص252) "فالبعض يرى في فتح القدس عملا منكرا وامتدادا لحملات الصليبيين على ديار المسلمين. في حين يراه البعض الآخر عملا جليلا يفتح للبلدان المستعمرة آفاقا لم يكن لتنفتح لها من دونه." بل أن مثل هذه المواقف دفعته (ص 196) إلى الحكم بأن تخلف "الثقافة السودانية التي سادت في العصر الكوشي والعصر المسيحي والعصر السناري، والتي بها تغيرت وضعية المرأة نتيجة لدخول الدين الإسلامي، وخاصة الفقه العثماني الذي وفد في القرن التاسع عشر، وما حمله كل ذلك من ثقافة أبوية". وهنا حاكى الدكتور النور مواقف الكاتب والصحفي السوداني المعروف حسن نجيلة في رفضه المطلق للأتراك العثمانيين، قائلا (ص 194) "فكلنا في ذلك الوضع نجيلة!".
    وإذا أقررنا بأن المهدية نفسها كانت بمثابة هرب من الوافد الحداثوي، بما في ذلك التركي العثماني والمصري، بل ربما محاولة هرب من الدنيا برمتها، لأنها جاءت بشعار" خراب الدنيا وعمار الآخرة"، وبغطاء صفوي واضح، إلا أن الذي ينبغي ملاحظته هو تكرار الإثارة بشأنها، وحشرها مع زمرة التشدد العثماني المحافظ في غير موضع، (ص 193) و"باعتبارها سبب الهرب". وفي المقابل، بدأ أن استقرار الحديث عن نهاية فصل لا ينتهي عن آثار المدرسة الفقهية العثمانية، قد أوجد حالة عشق أفلاطوني للمتخيل السناري، الذي لا تتوفر لدى القارئ السوداني مادة مكتوبة، أو محفوظة، تبرهن صحة التعلق به، بسبب ضعف المروي عنه. رغم أن الكتاب يقرر أن الصوفية السنارية المتسامحة عملت علي إنقاذ الإيمان واستمرار بقاء الإسلام، ثم الحركة الإبداعية في السودان، والتي مثلتها مدارس فكرية وفنية متنوعة تنطلق من الواقع الاجتماعي السوداني بشقية العربي والأفريقي. ويقول، بما معناه، إن السودان في حاجة إلى صوفية متسامحة كي يتشكل. وضمن هذا السياق من الطرح حول التصوف, نقرأ له (ص 322) "فالعشق والهيام والوله إنما هو عشق للجوهر، وذلك هو العشق بالأصالة. أما عشق الأنثى حاضرة كانت أم غائبة، فإنما هو عشق الحوالة. وما أكثر ما أندغم لدى المتصوفة وسائر المرهفين، قديم هذا الشأن في محدثه ومحدثه في قديمة." وربما تكون هذه هي أحد المواقف الملاحظة للمؤلف, الذي لم يقل صراحة بوجود عدو، أو خصم له، يمثل جماعة سياسية معينة، رغم كثافة هجومه على كل الجماعات الإسلامية، من لدن التركية، مرورا بالمهدية، وكل الحكومات الوطنية، خاصة عهد نميري، ووصولا إلى ثورة الإنقاذ الوطني. وبالقطع لم يعف الطائفيين واليساريين من تهمة التسبب في تخلف البيئة السودانية المنغلقة أمام الإبداع، والطاردة للمبدعين. في حين حفل الكتاب بكثير من الثناء على التصوف، ونال من المؤلف الرضا على ما تميز به من تسامح.
    ولم يتوقف عند بذل الثناء وحده، بل قرن بين بيوت التصوف والشعر (ص 219) "فالوجدان الصوفي والوجدان الشاعري مخلوقان من مادة واحدة، فيما أزعم". ولكنه في في الصفحة المقابلة (ص220) مباشرة ترد هذه العبارة "وربما يكون في عالم التصوف قد طردتهم بصرامته وجفافه ووحشيته وكثرة تكاليفه." وهذا يذكر بحال سنار، التي هي في الكتاب مبجلة وغير مبجلة. الأمر الذي يطرح سؤالا لم نتوفر على إجابة له في صفحات الكتاب، فإذا كان ما قد حل بالخرطوم من جفاف وتشدد وتزمت قد جاء، حسب زعم المؤلف، من القاهرة الخديوية، وبسبب من المدرسة الفقهية العثمانية، فلماذا أبقت القاهرة على حالها منفتحة تتيح متع الحياة للهاربين بلا رقيب وانغلقت الخرطوم؟ بل لماذا صارت مدن أخرى تحت الإدارة العثمانية، مثل بيروت، من أرحب مهارب المبدعين، ولم تعرف الأستانة، لا في ماضيها ولا حاضرها، قسوة الانغلاق؟

    ملاحظات خاتمة:
    أما وقد بلغنا بهذه المراجعة غاية الختم، فإننا نأمل أن تكون هذه القراءة باعثا للرغبة على مطالعة الكتاب، ومثيرا في ذات الوقت لأكثر ما يمكن من الأسئلة النقدية ذات الصلة بأدب وإبداع الهاربين، الذي لقي غير يسير من الاهتمام في الرصد والتحليل في هذا الكتاب. فقد رأى الدكتور النور أنه من الأحسن أن تتخذ المعالجة المنهج المتسم بالمرونة عوضا عن أسلوب التعريض في شأن تحديد هوية هؤلاء المبدعين، وماهية إبداعاتهم، وذلك تفاديا لما ينطوي عليه التعريض من تصلب وجزم. ويعد النور هنا بمباحث كثيرة، ويلح على من ينبذ نفسه لها، من بينها، تجاهل العلمانيين للخطاب الديني (ص349) "فهو مبحث مركزي لا معدي من طرقه، طال الزمن أو قصر." لأننا كثيرا ما (ص 366) "نستخدم العقل الجمعي غير الفاحص وغير المدقق، لنعلى ونروج به لكثير من القيم المادية." وفي شأن النظر "للثقافة القابضة" علينا (ص367) "فهم الإشكالية وليس التندر." كما يطالب بذلك في غير موضع من الكتاب.
    والكتاب بهذا، فهو خلاصة نظر متأن في نصوص وسير كثيرة لمبدعين سودانيين كثيرين، كما أنه يؤشر لعلاقة المؤلف غير المباشرة بتجارب الهرب، ومن ثم فهو يعد إضافة لقراء العربية لأنه رؤية من الداخل وغوص في العمق السوداني، وهو محاولة لبناء جسر للتواصل والفهم بين عالم المبدعين والواقع، الذي هربوا منه، في وقت نحن أشد ما نكون فيه لهذه المصالحة في المجتمع، وفي أشد الحاجة إلي من يرعى تمثلها في الواقع وفي قناعات المبدعين. وقد استطاع المؤلف بالجد والمُثابرة أن يُحيل تجربته الخاصة، بكل يسرها وقسوتها، إلى دفء يسري في أوصال ليالي الإبداع السوداني الشاتية، فكان النتاج رائعاً مؤتلقاً، وهو خطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق هدف النقد الأدبي، الذي لا يمتشق النص وحده سلاحا للتحليل ومادة لقراءة الحال العام. لهذا، كان لا بد يذهب المؤلف هذا المذهب، ويأخذنا من خلال النص إلى رحلة غوص رفيق في علاقات المبدع الخاصة، ميوله وسلوكه واستحساناته، ونشاطاته الثقافية، وقبل ذلك، بيئته السياسية، والاقتصادية، والوظيفية، ومجمل محيطه الثقافي والاجتماعي.
    ويستحق الكتاب الاهتمام لسببين اثنين على الأقل: أولا: هو يمثل في عرضه شريحة كبيرة من طليعة المبدعين السودانيين، وسير حياتهم. ويجمع الكتاب بين موضوعي تحولات الإحياء الثقافي والنظام الاجتماعي والسياسي في مراحله المختلفة، بدءً من الممالك القديمة، وعهد الدولة السنارية، مرورا بالعهدين التركي والمهدوي، وفترة الحكم الوطني، وتجربة نميري، وحتى وصول الجبهة القومية الإسلامية إلي السلطة، وإلي اللحظة الراهنة.
    والسبب الثاني، وراء أهمية هذا الكتاب، هو أنه يكشف عن إفلاس البيئة السودانية المعاصرة، وعدم قدرتها على استيعاب طلاقة المبدعين، ولاسيما فيما يتعلق بحرية اللهو، وبالطبع حرية المرأة. ويرجع هذا الإفلاس بصفة أساسية إلى حقيقة واحدة: رفض المبدعين المعاصرين اتخاذ مواقف، بل ورفضهم الاعتراف بوجود الخير والشر كنوعين متميزين في المجتمع السوداني، لا يرتبطان بتوازن السلطات السياسية والاقتصادية العسكرية. وفي هذا المجال، فإن كل الأحكام، التي وفق بها المبدعون أسباب هربهم، قائمة من منطلق إطار القوة، إذ الأقوياء دائما على خطأ، ودائما أشرار، والضعفاء المغلوبون على أمرهم على حق دائما.
    وإذا كانت من ميزة إضافية لهذا الكتاب، فهي كامنة في طاقته الاستيعابية لأدق تفاصيل التجارب الإنسانية لمبدعين سودانيين خلفوا لنا آثارا أدبية وإبداعية ثرَّة، ورحلوا عنَّا بغالب أسرارهم، وفي بعض الحرية والسرد المتسلسل، الذي انتهجه المؤلف في عرضه وتحليله، يستطيع القارئ أن يطمئن أن صورتهم الآن هي أوضح بكثير مما كانت عليه، فإن النصوص عالجها عكست بدورها بعض التاريخ الخاص. فقد لاحظ المؤلف ما قد انطوى عليه شعر الهاربين ونثرياتهم من ملامح كثيرة لأدبهم وإبداعاتهم وجوانب مجهولة من حياتهم، فتولى عنهم، من خلال الشعر والنثر والسير، تدوين تاريخهم الخاص، وحاكم أساليب حياتهم، ولا مبالاتهم، وانسحابهم من مهمة التغيير في المجتمع، وحاكم الجميع لتقاعسهم في تهيئة البئية الحاضنة لطاقات المبدعين. يقول الدكتور النور (ص 64) "إن هذه الكتاب لا يمثل مساءلة أو محاكمة لزمرة الهاربين .... بقدر ما هي محاكمة لنا نحن السودانيين أجمعين وبلا استثناء". ولهذا، فإن هذا الكتاب، أي "مهارب المبدعين"، يمثل محاولة جادة وجديدة على طريق النقد الأدبي بمنهج الشمول الصحيح، وهو جدير بالقراءة والتنويه. وهو دعوة صادقة لكل المبدعين لأن يكتبوا بأحسن ما يسمعون، وأن يحفظوا أحسن ما يكتبون، ويتحدثوا بأحسن ما يعلمون، حتى يستطيعوا الإسهام في تغيير الواقع المأزوم، لا الهرب منه. وبهذا قال الدكتور النور حمد في كل صفحات كتابه، الذي قرأته بتأن ونظر فاحص، ولن أُصَدِّقَ نفسي وأَصْدُق الناس إن قالت أنني اتفق مع جمعيه، ولكن سأخون عقلي ووجداني إن زعمت إنني لا اتفق مع كثيره وغزيره، بل أدعوا الجميع للاطلاع عليه والإفادة منه.


    (عدل بواسطة د.عبد المطلب صديق on 08-07-2010, 07:54 PM)

                  

08-08-2010, 09:45 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: د.عبد المطلب صديق)

    عزيزنا د. عبد المطلب , لك الشكر على استعادة دسم د. الصادق الفقيه, نجح د. النور حمد فى تقديم دراسة تحليلية رصينة وحتى الان لم تجد الاحتفاء الذى تستحقه, وكذلك مبدعينا .
                  

08-08-2010, 03:10 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    هروب المبدعين ، قضية تستحق البحث والدراسة ، والهجرة عموما تمثل نوعا من الهروب الاختياري او القسري لا يهم ، وكما يرى صديقنا الشاعر الفلسطيني زياد بركات ان الديمقراطية مثلها مثل الديكتاتورية تقتل الابداع ، لان المثقف المبدع تستاصله الديكتاتورية وتبعده من دائرة الابداع الى دائرة التبعية للسلطة ، والديمقراطية كذلك تحرمه خاصية التفرد لانها تتيح فرصا متساوية للجميع ، مبدعين وغير مبدعين 00 والمبدع الحقيقي لا يروق له دخول تحدي اثبات الذات فهو مبدع اصلا ، لذلك فالحل في الهروب . والابداع يمكن ان يكون في العمل او الفنون لا فرق الا في قدر الالهام ..

    (عدل بواسطة د.عبد المطلب صديق on 08-08-2010, 03:56 PM)

                  

08-08-2010, 04:16 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: د.عبد المطلب صديق)

    عزيزنا د. عبد المطلب المبدع السودانى ايضا ضحية المحبسين العربى والافريقى مما شتت جهوده بل واشعره ايضا بالاغتراب حتى داخل الوطن فترسخ شعوره بالعزلة ومنذ الاربعينات ومبدعون يصرخون اى طريق نسير وقد عبر الاستاذ محمد احمد المحجوب عن هذه الازمة فى مقال مشهور نشره لاحقا فى كتابه نحو الغد, معبرا عن حيرته وان انحاز فى النهاية الى الثقافة العربية . أميل الى توصيف الدكتور على المزروعى باننا فى الهامشين العربى والافريقى والبعض منا بلغ منه الياس, باننا اصبحنا الاسوأ فى الثقافتين. والمأساة الاكبر ان المبدع الجاد فى بلادنا , يصرع منذ بداياته .. دائما أتذكر كلمات هاشم صديق فى جنازة المبدع عمر الدوش : دحين يا دوش قبل ماتموت .. كان فى البنك حسابكم كم ؟
                  

08-08-2010, 04:31 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    مأزق الافروعربية هو المشكلة الاساسية التي عصفت بالسودانيين مبدعين وغير مبدعين ، هي قضية الاغتراب الثقافي التي حذر منها كارل ماركس واعتبرها بذرة الفناء للحضارات ، هناك ثمة اغتراب ثقافي عروبي تجاه العروبة واغتراب افريكاني تجاه الافرقة نفسها ، فلا عرب السودان مثل سواد الاعراب ولا افارقته مثل كل الافارقة . وقد عايشت التجربتين في حلي وترحالي .هذا المازق لا مجال للخروج من تاثيره الضار الا بحضارة امتزاج ثقافي جديد وهذا لن يتاح في حالة الاستقطاب الافرو- عروبي الكاذب والقائم الان .

    (عدل بواسطة د.عبد المطلب صديق on 08-08-2010, 04:53 PM)

                  

08-08-2010, 05:07 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: د.عبد المطلب صديق)



    تسيس الدين وتديين السياسة , احكم الخناق على مبدعينا فى مراحل علو الطائفية والان مع قبضة الانقاذ الخانقة التى اطاحت بالهامش الضيق الذى تحرك فيه جيلنا وجيل الآباء .. هل يستطيع شاعر حاليا ان يردد صدق المجذوب مع عسس النظام العام:

    عندى من الزنج أعراق معاندة
    وان تشدق فى أشعارى العرب
    ويقول

    واجترع المريسة فى الحوانى
    وأهذر لا ألوم ولا ألام
    وأصرع فى الطريق وفى عيونى
    غيوم السكر والطرب الغشوم
    طليق لا تقيدنى قريش
    بانساب الكرام ولا تميم

    هذا الهامش الرحب الذى تحرك فيه المجذوب , اثمر منه رائعته العظيمة ( المولد) .. اين نحن الآن ؟



                  

08-08-2010, 05:28 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    طليق لا تقيدني قريش بانساب الكرام ولا تميم ( ما قاله المجذوب ) هو ما يؤيد فكرة ان المبدع يجب ان يكون طليقا من اسر الايدلوجيا والا سقط في فخ الانتماء والقيد الفكري
                  

08-08-2010, 06:28 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: د.عبد المطلب صديق)

    أشكرك د. عبد المطلب على هذه المداخلات الماتعة.. المبدع الحقيقى , المتحرر من الاملاءات العقائدية يتطلع دائما للانعتاق من شراك الايدولوجيا ولكن واقع بلادنا ادخلنا فى متاهة معتمة , تزيد من ماساة مبدعينا من شاعرنا الفذ جماع الى التيجانى يوسف بشير , شيبون , الجنيد ,الدوش , محمود محمد مدنى , عثمان خالد , كمبال, وتطول القائمة .. جيلكم عزيزى عبد المطلب يحتاج الى مصباح ديوجين ولك ان تقدر احتياجات جيل ابنك وضاح؟؟
                  

08-08-2010, 09:29 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    Quote: مدهوك، معجون، معفوص، ممغوس، موجع، مقطع، مرقع، قرفان، تلفان، سجمان، رمدان، غالبك التسوي: مبروك أنت مغترب!




    ما مدى انطباق هذه المعادلة مع القول : غربه ابكتك يتمناها غيرك !
                  

08-08-2010, 09:50 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    بنظرية الهروب تبقى المنافي أجمل من الوطن واكثر رفقا بالغرباء . ولذلك تنطبق مقولة غربة ابكتك يتمناها غيرك من اهل المنافي الاختيارية في الوطن
                  

08-09-2010, 05:07 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: د.عبد المطلب صديق)

    الدرويش الصغير:أسطورة طفل سودانى كرمه الجيش البريطانى !
    بقلم : يحيى العوض

    أكرمنى الزملاء فى رابطة الاعلاميين الاستقصائيين السودانيين , باستجابتهم لمشروع توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب لاجيال من أهل السودان , وبدأنا فى اعداد الدراسات والاستبيانات لانجاز ه , وكان أول الغيث دراسة أعدتها الرابطة عن أول اسير سودانى نقل الى بريطانيا عام 1886م فى سابقة الاولى من نوعها . وقام الزملاء الاعزاء بزيارة جامعة دارم البريطانية حيث يوجد اهم مركز للوثائق السودانية , وقابلوا الآنسة جين ,المشرفة على القسم , ووقفوا على الوثائق والصور الخاصة بهذه الواقعة التاريخية بمفاجآتها المدهشة !
    المعروف فى تاريخ السودان انه عندما بدأ الامام محمد أحمد المهدى حصار الخرطوم وسقوطها فى 26 يناير عام 1885 , أرسلت قوة عسكرية لانقاذ حاكم عام السودان , الجنرال تشارلس غوردون, وتحركت القوة من مصر , , متجهة الى الخرطوم , ولكن وهى فى طريقها , أمرت بالرجوع , بعد دخول قوات المهدى سراى الحاكم العام واغتيال غوردون , وبالفعل أخذت القوة فى التقهقر , فى طريق العودة الى مصر , ووقعت بينها وقوات المهدى المنبثة فى الشمال عدة مناوشات ..وعند منطقة عبرى , تقرر تجميع القوات للاستراحة, واقيم المعسكر بالقرب من حلة ,سيد أفندى. واثناء اعداد المخيم تلقت الفرقة معلومات عن قارب شراعى ضخم محمل بعتاد عسكرى ومؤنة لجيش المهدية ويحرسه عدد من المجاهدين الدراويش . وقرر الجنرال ويلزى ارسال مجموعة لمهاجمة القارب مكونة من عشرين جنديا من الخيالة وخمسة وعشرين جنديا من كتيبة درام للمشاة والتى سميت باسم المدينة التى تقع شمال شرق
    بريطانيا ,اضافة الى مجموعة من جنود الهجانة المصرية . وقطعت المجموعة ما يقارب 35 ميلا جنوبا , ولم تعثر على القارب , وقررت مجموعتان الغاء المهمة والعودة الى المعسكر , بينما اصرت مجموعة مشاة درام , على اكمال مطاردة القارب , وبالفعل, وبعد فترة وجيزة شوهد القارب قادما باتجاههم , وكان الوقت ليلا والظلام يلف المنطقة , واطلقوا نيرانا كثيفة تجاه القارب الذى اصيب واشتعلت فيه النيران وقفز معظم ركابه واختفوا وسط اشجار الشاطئ .و تقدم الجنود الى القارب, وبين الاشلاء والحريق وجدوا رجلا طاعنا فى السن مصاب فى ساقه وقد نزف كثيرا وهو فى حالة احتضار والى جواره طفل صغير يقارب السنة الثانية من عمره , يلبس جبة الدراويش المرقعة والمفصلة خصيصا له , وكان ملطخا بالدماء التى تطايرت من أشلاء الضحايا. وعندما رآهم ( وفقا للنصوص الموجودة فى المركز والتى تتضمن يوميات القوة ومذكرات الجنرال آرثر) وقف منتصبا بجوار الشيخ المسن المصاب , موجها كلتا يديه الصغيرتين , مشيرا بسبابتى كفيه نحو الجنود وهو يصيح محاكيا صوت الطلق النارى : بوم , بوم , بوم ... موتوا ..موتو ا.! وأثار المشهد دهشة واعجاب واشفاق الجنود .. وبعد تفتيش القارب وتمشيطهم للمنطقة المحيطة به , تقرر رجوعهم الى كتيبتهم , وأخبرهم الرجل الجريح ان الطفل اسمه مصطفى وهو ابن لاحد شيوخ بربر من مجاهدى المهدية , وقد قتل بالرصاص عند مهاجمة القارب ,وان والدته وشقيقه ,كانا فى القارب وتمكنا من الفرار . وبعد هذه المعلومات بوقت قليل توفى الرجل المسن . عندئذ قرر جنود كتيبة درام , أخذ الطفل معهم الى معسكرهم , كأسير حرب !!
    وقدموه الى الى النقيب الأسكوتلندى استيوارت , قائد كتيبة مشاة درام , فأسماه ,جيمى الدرويش .
    ووصلت انباء الى الفرقة بان قوات من الدراويش تتكون من الفى جندى فى طريقها اليهم , فصدرت الأوامر باخلاء الموقع ومواصلة السير تجاه مصر . واحب الجنود الطفل مصطفى لكنهم فضلوا مناداته بالاسم الجديد , جيمى الدرويش , وصنع له النقيب استيوارت , بردعة , على مقاسه , ثبتها امام سرج حصانه ..ولقى الدرويش الصغبر عناية واهتمام الجنود واخذوا يلقنونه كلمات بالانجليزية . وبعد وصول الفرقة الى مصر قدم النقيب استيورت الطفل الى قادة القوات البريطانية , الجنرال بتلر وبيكر باشا . وبعد فترة تقرر سفر كتيبة مشاة درام الى الهند على ان يلحق الطفل باحدى المدارس التبشيرية أو دار لرعاية الايتام فى مصر ,الا ان الكابتن استيورت , كان أكثر تعلقا بالطفل وكذلك أفراد كتيبته , فكتبوا رسالة استرحام الى قيادة القوات البريطانية للسماح لهم بأخذه معهم , وتعهدوا باقتطاع جزء من معاشهم التقاعدى ورواتبهم الشهرية , مدى الحياة , لتربية وتعليم الطفل . وتجاوبت معهم كتائب اخرى مغادرة معهم الى الهند , تبرعت بمبلغ روبية من مرتباتهم لتوضع فى حساب خاص باسم الطفل والذى تعدل اسمه مرة اخرى ليصبح , جيمس فرانسيس درام , تيمنا بالمديبة التى قدمت منها الكتيبة التى انتمى اليها. وتسابق الضباط والجنود لخدمة الطفل , اللفتنانت جيمى بيرلى يتولى اعداد الحمام الصباحى للطفل والاعتناء بملابسه , كما تبرع آخر بقراءة قصص ماقبل النوم .. ووافقت قيادة الجيش بمرافقة الطفل للكتيبة فى رحالتها الى الهند عام 1887 حيث التحق هناك بالمدرسة الخاصة بابناء العسكريين .
    واهتمت الصحف البريطانية بقصة الطفل السودانى وطغت على فشل حملة انقاذ الجنرال غوردون . ومن الهند انتقلت الفرقة ومعها طفلها الى بورما , حتى بلغ الرابعة عشرة من عمره , ودخل تاريخ الجيش البريطانى , عندما تقرر ادخاله فى الخدمة العسكرية , وكانت القوانين لاتسمح فى ذلك الوقت بالتحاق السود بكل مخصصات الخدمة ومساواتهم بأقرانهم من البيض . ونشطت حملة داخل الجيش وبمساندة الصحف , لاستثناء الدرويش الصغير واتخذت قيادة الجيش البريطانى فى بورما خطوة جريئة اثارت جدلا واسعا , لقرارها باستيعابه بكامل شروط الخدمة العسكرية ومخصصاتها , وكان ذلك خرقا لقوانين الجيش الصارمة , وكانت الملكة فكتوريا من المعجبين والمتابعين لقصة الدرويش الصغير وتدخلت لمنحه استثناء تاريخى وصدر فى يوليو 1899م , قرار خاص من قيادة الجيش البريطانى ليصبح مصطفى , الدرويش الصغير, أول أسود يلتحق رسميا بالخدمة العسكرية واول جندى اسود فى تاريخ الجيش البريطانى ينضم الى الخدمة الكاملة ويحمل الرقم 6758 . وبعد بورما تنقل فى انحاء عديدة فى خدمة الامبراطورية البريطانية . وسجل فى ملف خدمته بأنه كان عسكريا ورياضيا و من المتميزين جدا . وفى عام 1902 عاد الى مدينة درام واسقبل استقبالا حافلا من سكان المدينة. وتزوج فى عام 1908 من جين جرين شقيقة نقيب فى الجيش فى قاعدة بيوشوب باوكلاند , وبعد فترة نقل الى منطقة كورك بايرلندا الشمالية , ونتيجة للطقس البارد هناك , اصيب بالتهاب رئوى حاد وتوفى وعمره لم يتجاوز السابعة والعشرين, وشيع فى جنازة عسكرية. وبعد ثلاثة أسابيع من رحيله , انجبت زوجته ابنته الوحيدة فرانسيس وعاشت فى بيشوب اوكلاند حتى وفاتها عام 1998 م. وخصصت مدينة دارم , بقاعة بلديتها , معرضا يروى قصة حياته .. (أمدتنى رابطة الاعلاميين الاستقصائيين السودانيين, بمجموعة من الصور من بينها صورة له مع الجنرال وينزلى وهو فى الثانية من عمره ومع الجنرال ستيورت فى مصر, و صورة بالزى العسكرى بعد التحاقه بالجيش واخرى لمراسم تشييع جنازته وصورة لابنته فرانسيس. )
    [email protected]
                  

08-09-2010, 05:45 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    الاخ الاستاذ يحى
    أثار المقال اعلاه وجهات نظر متعددة وتساءل البعض عن مصداقية الخبر ، على الرغم من الصور وبعض الشواهد المرفقة 00 سودانيون اخرون ابتلعتهم المهاجر وتركوا اثرا خطيرا بعدهم 00 وهناك المزيد
                  

08-09-2010, 06:52 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: د.عبد المطلب صديق)

    الاخ الدكتور عبد المطلب شكرا على ملاحظتك القيمة .. ايضا اكرمنا الاستاذ عبد العزيز عيسى بفتح بوست عن الدرويش الصغير وهناك مداخلات قيمة ارجو الاضطلاع عليها.
                  

08-09-2010, 07:38 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)


    جاءتنى رسالة من الاستاذمحمد الطاهر ازيرق الذى ارسل مشكورا قصة الدرويش الصغير لعدد من اصدقائه .. و ننشر الرسائل المتبادلة بينهم:


    الأخ إزيرق،
    نشكرك لنشر هذه القصة الطريفة والممتعة، وكل عام وأنتم جميعا بخير بمناسبة إطلالة الشهر الكريم وفقنا الله وإياكم لصيامه وقيامه وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
    عندما قرأت التوثيق لقصة الدرويش الصغير تذكرت قصة شبيهة بها تخص ستة عشر شابا سودانيا من قبيلة الحلنقة البجاوية الموجودة في شرق السودان، عاشوا في وقت قريب لفترة الدرويش الصغير (نهاية القرن التاسع عشر) واقتادهم إلى ألمانيا رجل أعمال ألماني اسمه
    Karl Hagenbeck
    وكان يمتلك حيوانات متوحشة يستوردها من أصقاع نائية بغرض عرضها في حدائق يمتلكها، وقد استقدم السودانيين المذكورين ليقيموا معرضا هناك ضمن تلك الممارسات الاستعمارية التي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم
    Anthropologicozoological exhibitions and shows.
    واستفاد الباحث اللغوي راينش
    Leo Reinisch
    من وجود هؤلاء الشبان في ألمانيا ليكتب دراسته عن لغة البجا بعد أن ضاعت منه أوراقه التي دونها أثناء إقامته في فندق في بورتسودان ومقابلته بعضا من أبناء البجا هناك,
    وقد استندت في سرد هذه القصة على ما أورده أندرزيسكي في ورقة قدمها في سمنار الدراسات الأفريقية الذي انعقد في جامعة الخرطوم عام 1968:
    Andrzejewski, B.W. 1968, The Study of the Bedauye Language, The Present Position and Prospects, Sudan Research Unit, U. of K., Khartoum, African Studies Seminar Paper No. 4.
    وتمنيت لو وجدنا توثيقا لحياة هؤلاء الشبان ال 16 (أو بعضهم) وما كان من أمرهم منذ ذلك الزمان إلى يومنا هذا لعل في ذلك طرافة وإمتاع وفائدة للجميع
    مع خالص تحياتي لك ولجميع الأخوة والأخوات، ورمضان كريم
    محمد طاهر حامد أحمد


    وننشر نص الرسالة التي بعث بها الاستاذ ازيرق الى اصدقائه

    أساتذتي الأجلاء وإخواني الكرام،
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يسعدني أن أهنئكم بإطلالة شهر رمضان المعظم، سائلاً الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لإتمام صومه على أكمل وجه ويتقبله منا ويثيبنا عليه خيراً ويجعلنا وإياكم من المعتوقين من النار، آمين.

    الرابط أدناه يحوي مقالاً جديراً بالقراءة للكاتب السوداني يحيى العوض، الصحفي بجريدة الشرق القطرية. ولمن قد يواجهون صعوبةً في تشغيل الرابط أرفقت نسخةً من المقال المعني تحت الرابط.
    لا تنسونا من صالح الدعاء بظهر الغيب.
    إزيرق


    http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=204983

    الدرويش الصغير.. أسطورة طفل سوداني كرمه الجيش البريطاني!2010-08-09


    أكرمني الزملاء في رابطة الإعلاميين الاستقصائيين السودانيين. باستجابتهم لمشروع توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب لأجيال من أهل السودان. وبدأنا في إعداد الدراسات والاستبيانات لإنجازه. وكان أول الغيث دراسة أعدتها الرابطة عن أول أسير سوداني نقل إلى بريطانيا عام 1886م في سابقة الأولى من نوعها. وقام الزملاء الأعزاء بزيارة جامعة دارم البريطانية حيث يوجد أهم مركز للوثائق السودانية. وقابلوا الآنسة جين. المشرفة على القسم. ووقفوا على الوثائق والصور الخاصة بهذه الواقعة التاريخية بمفاجآتها المدهشة!
    المعروف في تاريخ السودان أنه عندما بدأ الإمام محمد أحمد المهدي حصار الخرطوم وسقوطها في 26 يناير عام 1885. أرسلت قوة عسكرية لإنقاذ حاكم عام السودان. الجنرال تشارلس غوردون. وتحركت القوة من مصر.. متجهة إلى الخرطوم. ولكن وهي في طريقها. أمرت بالرجوع. بعد دخول قوات المهدي سراي الحاكم العام واغتيال غوردون. وبالفعل أخذت القوة في التقهقر. في طريق العودة إلى مصر. ووقعت بينها وقوات المهدي المنبثة في الشمال عدة مناوشات.. وعند منطقة عبرى. تقرر تجميع القوات للاستراحة. وأقيم المعسكر بالقرب من حلة سيد أفندي. وأثناء إعداد المخيم تلقت الفرقة معلومات عن قارب شراعي ضخم محمل بعتاد عسكري ومؤنة لجيش المهدية ويحرسه عدد من المجاهدين الدراويش. وقرر الجنرال ويلزي إرسال مجموعة لمهاجمة القارب مكونة من عشرين جنديا من الخيالة وخمسة وعشرين جنديا من كتيبة درام للمشاة والتي سميت باسم المدينة التي تقع شمال شرق بريطانيا. إضافة إلى مجموعة من جنود الهجانة المصرية. وقطعت المجموعة ما يقارب 35 ميلا جنوبا. ولم تعثر على القارب. وقررت مجموعتان إلغاء المهمة والعودة إلى المعسكر. بينما أصرت مجموعة مشاة درام. على إكمال مطاردة القارب. وبالفعل. وبعد فترة وجيزة شوهد القارب قادما باتجاههم. وكان الوقت ليلا والظلام يلف المنطقة. وأطلقوا نيرانا كثيفة تجاه القارب الذي أصيب واشتعلت فيه النيران وقفز معظم ركابه واختفوا وسط أشجار الشاطئ. وتقدم الجنود إلى القارب. وبين الأشلاء والحريق وجدوا رجلا طاعنا في السن مصابا في ساقه وقد نزف كثيرا وهو في حالة احتضار وإلى جواره طفل صغير يقارب السنة الثانية من عمره. يلبس جبة الدراويش المرقعة والمفصلة خصيصا له. وكان ملطخا بالدماء التي تطايرت من أشلاء الضحايا. وعندما رآهم (وفقا للنصوص الموجودة في المركز والتي تتضمن يوميات القوة ومذكرات الجنرال آرثر) وقف منتصبا بجوار الشيخ المسن المصاب. موجها كلتا يديه الصغيرتين. مشيراً بسبابتي كفيه نحو الجنود وهو يصيح محاكيا صوت الطلق الناري: بوم. بوم. بوم.. موتوا.. موتوا! وأثار المشهد دهشة وإعجاب وإشفاق الجنود.. وبعد تفتيش القارب وتمشيطهم للمنطقة المحيطة به. تقرر رجوعهم إلى كتيبتهم. وأخبرهم الرجل الجريح أن الطفل اسمه مصطفى وهو ابن لأحد شيوخ بربر من مجاهدي المهدية. وقد قتل بالرصاص عند مهاجمة القارب. وإن والدته وشقيقه كانا في القارب وتمكنا من الفرار. وبعد هذه المعلومات بوقت قليل توفي الرجل المسن. عندئذ قرر جنود كتيبة درام أخذ الطفل معهم إلى معسكرهم كأسير حرب!!وقدموه إلى النقيب الأسكوتلندي إستيوارت. قائد كتيبة مشاة درام. فأسماه. جيمى الدرويش.
    ووصلت أنباء إلى الفرقة بأن قوات من الدراويش تتكون من ألفي جندي في طريقها إليهم. فصدرت الأوامر بإخلاء الموقع ومواصلة السير تجاه مصر. وأحب الجنود الطفل مصطفى لكنهم فضلوا مناداته بالاسم الجديد جيمي الدرويش. وصنع له النقيب إستيوارت بردعة على مقاسه. ثبتها أمام سرج حصانه.. ولقي الدرويش الصغير عناية واهتمام الجنود وأخذوا يلقنونه كلمات بالإنجليزية. وبعد وصول الفرقة إلى مصر قدم النقيب إستيوارت الطفل إلى قادة القوات البريطانية. الجنرال بتلر وبيكر باشا. وبعد فترة تقرر سفر كتيبة مشاة درام إلى الهند على أن يلحق الطفل بإحدى المدارس التبشيرية أو دار لرعاية الأيتام في مصر. إلا أن الكابتن إستيورت. كان أكثر تعلقا بالطفل وكذلك أفراد كتيبته. فكتبوا رسالة استرحام إلى قيادة القوات البريطانية للسماح لهم بأخذه معهم وتعهدوا باقتطاع جزء من معاشهم التقاعدي ورواتبهم الشهرية مدى الحياة لتربية وتعليم الطفل. وتجاوبت معهم كتائب أخرى مغادرة معهم إلى الهند تبرعت بمبلغ روبية من مرتباتهم لتوضع في حساب خاص باسم الطفل والذي تعدل اسمه مرة أخرى ليصبح جيمس فرانسيس درام تيمنا بالمديبة التي قدمت منها الكتيبة التي أنتمي إليها وتسابق الضباط والجنود لخدمة الطفل اللفتنانت جيمي بيرلي يتولى إعداد الحمام الصباحي للطفل والاعتناء بملابسه، كما تبرع آخر بقراءة قصص ما قبل النوم.. ووافقت قيادة الجيش بمرافقة الطفل للكتيبة في رحلاتها إلى الهند عام 1887 حيث التحق هناك بالمدرسة الخاصة بأبناء العسكريين.
    واهتمت الصحف البريطانية بقصة الطفل السوداني وطغت على فشل حملة إنقاذ الجنرال غوردون. ومن الهند انتقلت الفرقة ومعها طفلها إلى بورما. حتى بلغ الرابعة عشرة من عمره. ودخل تاريخ الجيش البريطاني. عندما تقرر إدخاله في الخدمة العسكرية. وكانت القوانين لا تسمح في ذلك الوقت بالتحاق السود بكل مخصصات الخدمة ومساواتهم بأقرانهم من البيض. ونشطت حملة داخل الجيش وبمساندة الصحف. لاستثناء الدرويش الصغير واتخذت قيادة الجيش البريطاني في بورما خطوة جريئة أثارت جدلا واسعا. لقرارها باستيعابه بكامل شروط الخدمة العسكرية ومخصصاتها. وكان ذلك خرقا لقوانين الجيش الصارمة. وكانت الملكة فيكتوريا من المعجبين والمتابعين لقصة الدرويش الصغير وتدخلت لمنحه استثناء تاريخي وصدر في يوليو 1899م. قرار خاص من قيادة الجيش البريطاني ليصبح مصطفى الدرويش الصغير. أول أسود يلتحق رسميا بالخدمة العسكرية وأول جندي أسود في تاريخ الجيش البريطاني ينضم إلى الخدمة الكاملة ويحمل الرقم 6758. وبعد بورما تنقل في أنحاء عديدة في خدمة الإمبراطورية البريطانية. وسجل في ملف خدمته بأنه كان عسكريا ورياضيا ومن المتميزين جدا. وفي عام 1902 عاد إلى مدينة درام واستقبل استقبالا حافلا من سكان المدينة. وتزوج في عام 1908 من جين جرين شقيقة نقيب في الجيش في قاعدة بيوشوب بأوكلاند. وبعد فترة نقل إلى منطقة كورك بأيرلندا الشمالية. ونتيجة للطقس البارد هناك. أصيب بالتهاب رئوي حاد وتوفي وعمره لم يتجاوز السابعة والعشرين. وشيع في جنازة عسكرية. وبعد ثلاثة أسابيع من رحيله. أنجبت زوجته ابنته الوحيدة فرانسيس وعاشت في بيشوب أوكلاند حتى وفاتها عام 1998 م. وخصصت مدينة دارم. بقاعة بلديتها. معرضا يروي قصة حياته.. (أمدتني رابطة الإعلاميين الاستقصائيين السودانيين. بمجموعة من الصور من بينها صورة له مع الجنرال وينزلي وهو في الثانية من عمره ومع الجنرال ستيورت في مصر. وصورة بالزي العسكري بعد التحاقه بالجيش وأخرى لمراسم تشييع جنازته وصورة لابنته فرانسيس).
    [email protected]
    By: يحيي العوضي




                  

08-09-2010, 11:17 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)



    زميلتى سوزان اندرواس سودانية قبطية كنا نعمل سويا فى مكتب بواشنطن وتقيم هى بامريكا منذ اكثر من ربع قرن ـ كانت دائما ما تثير اشجانى باشواقها للسودان ـ نفسى يا عبدالله ارجع لبيتنا فى الاملاك بحرى ـ
    ----------------
    أقباط السودان : قضية منسيه
    محمد علي جادين
    ان الأقباط ظلوا يعيشون في العديد من مدن البلاد، مثل الخرطوم، وأم درمان والخرطوم بحري وعطبرة وبورتسودان ودنقلا والابيض وغيرها من مدن الشمال ويصل تعدادهم إلى 250 ألف نسمة، لهم كنائسهم ومدارسهم ولهم مجتمعهم الخاص وعلاقات واسعة ومتداخلة مع بقية المجموعات السكانية وخاصة مسلمي الشمال، يجاورونهم في السكن ويشاطرونهم في مناسبات السراء والضراء، وشملت هذه العلاقات في حالات عديدة التزاوج والمصاهرة، وفي هذا المجال تحكى قصص كثيرة تشير إلى عمق ارتباطهم بالحياة السودانية وتقاليدها وثقافتها، وبرز ذلك في مشاركتهم الفعالة في النشاط الثقافي والسياسي في البلاد منذ بدايات نشوء الحركة الوطنية الحديثة حسب المرحوم حسن نجيلة في كتابه (ملامح من المجتمع السوداني)

    ----------
    صديقنا ماهر شنودة كان يرفض الهجرة لأسباب قوية فقد هاجر معظم أخوانه وأهله وبقى هو وشقيقه المرحوم منير يقاومون ضغوط سياسات حكم الإنقاذ وإغراءات الهجرة، وعند زيارته لأبنه في معسكر الخدمة الوطنية في جبل الأولياء في 1994 انهارت قواه واجهش بالبكاء، فقد اكتشف فجأة حجم معاناة الأقباط في ظل دولة المشروع الإسلاموي، ومنذ تلك اللحظة قرر الهجرة ومغادرة وطن ولد وتربى وعاش فيه عمره، بسبب سياسات لا تحترم المواطن ولا تراعي ديانته وخصوصيته الثقافية، فحزم أمره وسافر مع أسرته إلى استراليا، ولكنه لم يتحمل الابتعاد عن وطنه وعن الحياة السودانية بكل تفاصيلها السلبية والايجابية، فقرر العودة للخرطوم بحري متشوقا لممارسة تفاصيل صغيرة لم يجدها في منفاه الاختياري، وفعل مثله كثيرون في مدن الشمال المختلفة

    http://www.sudaneseonline.com/
    12/13/06
                  

08-09-2010, 11:44 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: عبدالله عثمان)

    عزيزنا عبد الله عثمان .. تسعدنى مبادراتكم المتفردة .. اثرت شجونى بذكريات لصديقنا جمال عبد الملك , ابن خلدون , التقيته قبل رحيله بشهرين فى لندن واحسب ان زوجته وابنته الوحيدة مازالتا هناك .. اتمنى توثيق سيرته .. كان يذكرنى ضاحكا عندما هاجمنا احد المتطرفين فى مقهى السليمانى بالخرطوم اثنين ولم يجد ما يقوله فامسك بخناق جمال وهو يصيح متشنجا .. قبطى وكمان شيوعى !!
                  

08-10-2010, 04:34 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    تسلم يا أستاذ يحيي وقد ذكرتني بجمال عبدالملك فقد كنت أقرأ له بانتظام في تلك "الأيام" الا نضر الله ذكرى تلك الأيام..
    حقيقة أن بوستكم هذا يثير في شجونا لا حد له ولولا خوف الإملال لأغرقته بحكاوي لا تنفد ... أتذكر في غربتي هذه حاجات من غرب أفريقيا كانت لوالدتي عليها الرحمة والرضوان بهن علاقة روحية غريبة .. كانت لعؤلاء الحاجات أشواق دفينة للجوار - لا يفتأن يتحدثن عن شوقاهن لجوار النبي الكريم ويتحدثن عن أسلاف لهن جاوروا في جرول وغيرها ... أذكر منهن بوضوح حفصة وكيف كانت تتوق لذلك "الجوار" وكانت أعجب لذلك التوق!! كيف بالمرء ينزح عن وطنه!!!! ثم لم يطل بي زمان فكنت أحد أؤلئك "التكارين" ... أرفق هنا بعض خواطر لي طتبتها أول مجيئي لأمريكا

    ==========

    التكارين الجدد
    أول أيامى بامريكا، تمت دعوتى لحفل عرس سودانى، كان الحضور بهيجا وتكاد الوجوه تضج بالفرحة، الا أنه، وبتمعن بسيط لما تحت تلك الوجوه الباسمة فسترى حزنا دفينا، لا أدرى هل كانت تلك الحقيقة، أم هو طقس نفسى خاص كنت أعانيه ويعانيه مثلى الكثيرون/الكثيرات من القادمون/ القادمات الجدد لأرض العام سام. منذ تلك الليلة، ظل الحزن خدينى كلما اختلفت الى مجلس ضم عدد من السودانيين فى بلاد الله هذه الباردة ولقد يطول حديث البرد هذا فلندعه حتى حين.
    تلك الليلة، استدعيت من تلاليف الذاكرة صورة قديمة، رأيتنى فيها طفلا ممسكا بثوب جدتى وهى تبتاع بعض عطر من "التكرونى"!! والتكرونى اسم علم نطلقه كنا على قوم أفاضل يفدون لأصقاعنا تلك النائية، يحمل أحدهم قفة على قفاه ويظل يراوح بها من باب لباب يبيع للناس فى خلق حسن بعض ما قد أتى به من بلاد "تكرون". كأنى كنت أرى المشهد ليلتها وقد ولانا "التكرونى" ظهره وطفق يجوس فى هجير قيزان تلك البلدة ممنيا نفسه برزق ما فى مكان ما. عدت أنا وجدة حانية تمسح لى ساقان معروقتان، وتهدهدنى لأنام ولكنى لم أنم!! فصورة "التكرونى" لما تزايل مخيلتى الغضة حينها. طفقت أسآءل نفسى: من هو؟ أله والدان، وجدة تمسح له معروق أرجله؟؟ أين يأكل؟؟ أين ينام؟؟ من يحادث؟ أيضحك مثل ما نضحك
    لما رأيته وهو يدير لنا ظهره، وانا لا أزال ممسك بطرف ثوب جدتى، فى تلك اللحظة جسدّ لى ذلك التكرونى "الفجيعة"، ما كنت أدريها من قبل ولا أعرف لها اسما ولا طعما ولكن فى تلك اللحظة كأنما تملكتنى من كل اقطارى. كان ذلك أول معرفتى أن فى هذه الدنيا شىء أسمه الفراق، لم تكن ذاكرتى تختزن، حينها، ثمة كلمة بذلك المعنى، تلك الليلة أيضا، لم تكن هناك تلك المفردة، ولكن المعنى قد ركز هناك، ولا شك!! ثم جآءت المفردة بعد حين لتتلبس ذلك المعنى. أليس "الكلمات أوانى، والمعانى تنزلات"، هى كذلك ولا ريب.
    حسبت أن ذلك أمر وقد انتهى فى حينه ولكن من الجلى أن تلك الصورة قد ظلت قابعة فى تلاليف الذاكرة وما كنت أعتقد انها هناك، حتى تلك الليلة، عادت كما هى وقد تبدلت الملابس والشخوص ولا ثمة قوز ولكن "التكرونى" بعظمه ولحمه أراه هناك فى كل وجه حولى!! أرى أيضا "تكرونيات" وذلك مالم يكن لى به سابق عهد، وأرى أطفالا وجدات!!! بت ليلتى تلك مسهدا وقوزا طويلا، عريضا أراه أمامى ولا جدة تسمح لى ساقىّ!! فى تلك الليلة أيقنت أنى وقبيل كثير مثلى أننا ذلك التكرونى
    فى مثل تلك اللحظات، وبلا استئذان، تتقافز أمامك ذكريات العيد، لقاء الأحباب، زيارات المقابر، الذين رحلوا والذين أوشك أن يرحلوا فترتحل بك الى عوالم لا سقف لها الا الدموع وقد ذرفها هنا أناس كانوا يظنون أن أبا فراس الحمدانى جدا لهم و"عصى دمعه" ولكن ما طفر من سخى أدمعهم جعلهم يراجعون شجرة نسبهم
                  

08-10-2010, 07:02 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: عبدالله عثمان)

    "ولكن ما طفر من سخى أدمعهم جعلهم يراجعون شجرة نسبهم""

    عبد الله عثمان
                  

08-10-2010, 10:30 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: Masoud)

    الاخ مسعود , اقتباس رائع من الدر النضيد للاستاذ عبد الله عثمان , مايقدمه من مداخلات يثرى البوستات المفتوحة ويقودها الى آفاق ارحب واكثر وهجا وتألقا .. متعه الله بالصحة والعافية ونتوقع منه المزيد المتفرد.
                  

08-10-2010, 11:23 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    جاءتنى رسالة من الاستاذ محمد الطاهرازيرق الذى ارسل مشكورا قصة الدرويش الصغير لعدد من اصدقائه .. و ننشر الرسائل المتبادلة بينهم:


    الأخ إزيرق،
    نشكرك لنشر هذه القصة الطريفة والممتعة، وكل عام وأنتم جميعا بخير بمناسبة إطلالة الشهر الكريم وفقنا الله وإياكم لصيامه وقيامه وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
    عندما قرأت التوثيق لقصة الدرويش الصغير تذكرت قصة شبيهة بها تخص ستة عشر شابا سودانيا من قبيلة الحلنقة البجاوية الموجودة في شرق السودان، عاشوا في وقت قريب لفترة الدرويش الصغير (نهاية القرن التاسع عشر) واقتادهم إلى ألمانيا رجل أعمال ألماني اسمه
    Karl Hagenbeck
    وكان يمتلك حيوانات متوحشة يستوردها من أصقاع نائية بغرض عرضها في حدائق يمتلكها، وقد استقدم السودانيين المذكورين ليقيموا معرضا هناك ضمن تلك الممارسات الاستعمارية التي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم
    Anthropologicozoological exhibitions and shows.
    واستفاد الباحث اللغوي راينش
    Leo Reinisch
    من وجود هؤلاء الشبان في ألمانيا ليكتب دراسته عن لغة البجا بعد أن ضاعت منه أوراقه التي دونها أثناء إقامته في فندق في بورتسودان ومقابلته بعضا من أبناء البجا هناك,
    وقد استندت في سرد هذه القصة على ما أورده أندرزيسكي في ورقة قدمها في سمنار الدراسات الأفريقية الذي انعقد في جامعة الخرطوم عام 1968:
    Andrzejewski, B.W. 1968, The Study of the Bedauye Language, The Present Position and Prospects, Sudan Research Unit, U. of K., Khartoum, African Studies Seminar Paper No. 4.
    وتمنيت لو وجدنا توثيقا لحياة هؤلاء الشبان ال 16 (أو بعضهم) وما كان من أمرهم منذ ذلك الزمان إلى يومنا هذا لعل في ذلك طرافة وإمتاع وفائدة للجميع
    مع خالص تحياتي لك ولجميع الأخوة والأخوات، ورمضان كريم
    محمد طاهر حامد أحمد


    وننشر نص الرسالة التي بعث بها الاستاذ ازيرق الى اصدقائه

    أساتذتي الأجلاء وإخواني الكرام،
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يسعدني أن أهنئكم بإطلالة شهر رمضان المعظم، سائلاً الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لإتمام صومه على أكمل وجه ويتقبله منا ويثيبنا عليه خيراً ويجعلنا وإياكم من المعتوقين من النار، آمين.

    الرابط أدناه يحوي مقالاً جديراً بالقراءة للكاتب السوداني يحيى العوض، الصحفي بجريدة الشرق القطرية. ولمن قد يواجهون صعوبةً في تشغيل الرابط أرفقت نسخةً من المقال المعني تحت الرابط.
    لا تنسونا من صالح الدعاء بظهر الغيب.
    إزيرق


    http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=204983

    الدرويش الصغير.. أسطورة طفل سوداني كرمه الجيش البريطاني!2010-08-09


    !
                  

08-10-2010, 05:31 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)
                  

08-10-2010, 11:20 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    :
    اضافة جديدة يقدمها الاستاذ ابوبكر سيداحمد عن سودانيين من العسكريين ذهبوا الى المكسيك وشاركوا فى الحرب


    وهنالك أيضا سودانيون سمعت بأنهم قد ذهبوا الى المكسيك قبل قرون عديدة
    وأصيبوا بالحمى وماتوا وتم دفنهم هناك، فهل هذه المعلومة صحيحة؟



    نعم كانو كتيبة من 447 رجل تحركو بحرا من الاسكندرية وعادو منهم 321 حيث مات منهم 48 في الرحلة ومن حمي غريبة وحارب الباقون حربا ضروسا اثبتو فيها كفاءة عالية .....


    Quote: Richard Leslie Hill, Peter C. Hogg. A Black corps d'élite: an Egyptian Sudanese conscript battalion with the French Army in Mexico, 1863-1867, and its survivors in subsequent African history. East Lansing: Michigan State University Press, 1995. xxi + 214 pp. $29.95 (cloth), ISBN 978-0-87013-339-8; ISBN 978-0-585-37025-5.

    Reviewed by Jeffrey S. Gaydish (Arizona State University)
    Published on H-Africa (August, 1997)


    Louis Napoleon's African Allies

    The singular circumstance of a Sudanese Muslim battalion fighting against Mexican Republicans at the behest of a French Emperor in support of an Austrian Archduke's claim to an unestablished Mexican throne is the subject of this 1995 examination. A diligently researched study, this is the first book-length English language narrative history of the Bataillon Negre Egyptien, the only unit of soldiers of non-colonial African origin to fight in the western hemisphere. A Black Corps d'Elite, the finest treatment to date of its subject, represents a significant contribution to the historiography of the Egyptian Sudan prior to the condominium. It is most remarkable for its rich detail and will be useful to those with an interest in France's Mexican adventure and to all students of the Sudan, as well as to anyone looking for a case study of institutional Muslim military slavery in its terminal period.

    The authors, Richard Hill and Peter Hogg, were extensively acquainted with the Sudan as officers in the Sudan Civil Service.[1] The late Richard Hill in particular is regarded as a founding father among Sudanist historians. His Bibliography of the Sudan (1939) and A Biographical Dictionary of the Anglo-Egyptian Sudan (1951) were ground-breaking works when they appeared and are still seen as "essential".[2] In addition to writing numerous books and articles, Hill had a distinguished teaching career on three continents and was the founder of Durham University's Sudan Archive. The present study was published when Professor Hill was ninety-four and it was his last book.

    The chain of events that brought the Sudanese to Mexico developed largely through the aspirations of a single political figure. Napoleon III, whose rule is sometimes characterized as an effort to recover France's faded international prestige, actively and materially intruded into Mexican politics from 1861 to 1867 during la Reforma period of Mexican history. By this intervention the French Emperor hoped to establish a Catholic "Latin league" of former Spanish and Portuguese colonies centered at Paris with Mexico as the league's first western hemispheric component.

    Napoleon was given a pretext for invasion by President Benito Juarez's declaration of a two year moratorium on Mexico's foreign debt. By courting disaffected elements within Mexican society and engineering the overthrow of the republican government the French Emperor sought to create a compliant puppet regime. In 1862 a French army landed at Veracruz, marched on Mexico City, and ousted Juarez. A new monarchy was inaugurated at the Mexican capital with the installation of the Austrian Archduke Maximilian as emperor in 1864. That a Muslim contingent from an African French ally participated in this episode highlights the unique nature of the action, which is often viewed as a "bizarre interlude" in mid-nineteenth century European/American relations.

    Because popular sentiment in Mexico favored Juarez's government, it proved impossible to withdraw the French troops. Their army threatened by Republican forces, the French commanders needed a secure line of communication between the Mexican capital and their main supply base at Veracruz. As the line approached the Caribbean coast, however, it entered the pestilential lowlands of the Tierra Caliente, a region known for its endemic Yellow Fever, which killed Europeans and highland Mexicans alike in "unacceptable" numbers. This necessitated the presence of troops better able to operate in such an environment, and since it was widely believed that "Africans" could better endure tropical diseases, in late 1862 Napoleon requested a regiment of troops from Egyptian ruler Muhammad Said Pasha. The Pasha, although a committed Francophile, was compelled by various diplomatic considerations to limit his compliance with the French Emperor's wishes. Accordingly, Napoleon got only a third of what he requested when a battalion of four companies of the 19th Regiment of the Line was dispatched to Mexico.

    The battalion had an original strength of 446 officers and men plus one civilian interpreter. It departed Alexandria on a French ship in January 1863. Five men of the battalion died while crossing the Atlantic, rather more died of an "unknown fever" after landing in Mexico, and still more perished during the acclimatization process. By the time the Sudanese took up their duties in the Tierra Caliente about four hundred remained.

    The Sudanese were geographically limited in their operational range, but still engaged in a variety of missions. Mainly tasked to guard the incomplete railway from Veracruz and to act as train escorts, they occasionally joined other French and allied units in counter-guerrilla operations. In fact, the Sudanese never fought as a battalion while in Mexico. Rather they operated in companies either independently or as parts of larger forces under European commanders.

    Quickly the Sudanese established a reputation as skilled fighters among allies and enemies alike. In nearly all of the actions in which they took a part the Sudanese inflicted more casualties than they absorbed, sometimes routing vastly superior Republican forces. From their first engagements defending rail traffic, through the nearly disastrous ambush of Callejon de la Laja (2 March 1865), to final withdrawal as one of the last elements of the French army to leave Mexico in March 1867, the Africans demonstrated fierceness in battle, technical proficiency, and soldierly professionalism. Of the 447 men who left Alexandria in 1863, fully 321 returned to Egypt four years later. Of those who did not come back, forty-eight were killed in action or died of wounds and sixty-four died of sickness. Interestingly enough, the Sudanese did indeed seem to be resistant to Yellow Fever. Only one death was attributed to the disease, although other ailments certainly took a severe toll.

    As the title implies, the last portion of the book follows the survivors of the battalion upon their return to the Sudan. After being feted by the French in Paris, the unit was broken up when it got back to Egypt. Its members were promoted and redistributed among other units, where the Egyptians hoped the veterans would disseminate French military techniques throughout al Nizam al-Jadid (the New Model Army).

    The painstaking research that went into this study is evident from the authors' construction of a biographical record for each man of the battalion, many of whom continued to play important individual parts in Sudanese history. Although most disappeared from the record, some assumed responsible provincial roles in the Sudan. Others fought in Ethiopia during the 1870s. Still others were found on both sides of the Mahdist uprising and of the Anglo-Egyptian reconquest. One of the men of the Mexican expedition, Ali Jifun, rose through the ranks to become bimbashi (major) and was with Kitchener at Fashoda in 1898.

    As a study of this particular battalion the book is very thorough. Virtually nothing of military significance has been missed. The unit's organization, supply, and logistics are carefully examined. The hygiene, pay, uniforms, equipage, and armament of the battalion are also well detailed. Morale, explain the authors, remained generally high, perhaps surprisingly so when one considers that the environment was alien and the cause foreign. The antagonisms often created by religious, cultural, and racial differences seemingly did not develop in a militarily detrimental way between the Sudanese and their allies, although their Mexican enemies accused the Sudanese of savagery for "laws of retaliation" and "no quarter" styles of fighting. Hill and Hogg, however, extenuate the Mexican assertions by characterizing the battalion's behavior as having been consistent with Afro-Islamic military service.

    The book's greatest weakness lies in its treatment of institutional military slavery. Hill and Hogg insist that "military slavery in Islam" is the "theme of our present work" (p. 188), but offer only a cursory explanation of standard Islamic military slavery and fail to demonstrate where the Sudanese ought to be placed within its ideological framework. Was the Sudanese battalion a characteristic example of Egyptian military slavery? Did Egyptian military slavery differ from institutional military enslavement elsewhere in the Islamic world? It is difficult to answer these questions because the book affords no adequate point of reference.

    Islamic military slavery was "true slavery" and it was unique. The men who eventually fought in Mexico were at one point in their lives captured or otherwise handed over as tribute to the Egyptian government. Typically, only later were they chosen to become soldiers and then converted to Islam. But their status as slaves remained, even if their enslavement was of a very prestigious sort. Though the authors do a good job presenting the slave soldiers as a select element within Sudanese society strongly affiliated with an Egyptian government that afforded them many professional opportunities, their decision not to place the battalion within a broader comparative context seems an unfortunate one. Readers, therefore, must be prepared to acquaint themselves with Islamic military slavery through supplemental reading.[3]

    Furthermore, despite the authors' implication that the Sudanese battalion was a characteristic representation of military slavery in Islam, the Sudanese example seems to be rather atypical. Hill and Hogg report that the men were emancipated at the time of enlistment "to avoid the stigma of slavery and [then] held as military conscripts for the rest of their lives" (p. ix), but manumission was not usual in Islamic military slavery. Also, to equate this form of slavery with "life-long conscription" seems an oversimplification of a custom that had no other historical parallel. For these reasons A Black Corps d'Elite is not as informative a study as it might have been and the authors may have missed an opportunity to assess idiomatic Islamic military slavery in its final period of development.

    There are few published works with which to compare this. Besides Mexican Republican polemics about Sudanese "atrocities" there are some difficult to locate nineteenth century French journal articles. The only other book on the topic is Umar Tussun's Butulat al-orta al-sudaniyya al-misriyya fi harb al-Maksik [Exploits of the Egyptian-Sudanese Battalion in the Mexican War] (Iskanderiah, 1933). English accounts of the battalion are similarly rare.[4] But as all previous examinations of the unit lack the detail and historiographical breadth of the Hill/Hogg collaboration, it is unlikely that A Black Corps d'Elite will be displaced anytime soon as the most authoritative treatment of the subject.

    The book's shortcomings are by no means insignificant, but overall it is quite impressive. While an analytical assessment of Islamic military slavery in the nineteenth century remains to be written, A Black Corps d'Elite is still a remarkable and informative study. By addressing this under explored African military expedition, the authors have made a real contribution to the literature of both the Egyptian Sudan and to the French adventure in Mexico. Finally, the book's rich detail brings the life of the ordinary Muslim fighting man into focus with a clarity that will be difficult to surpass.

    Notes:

    [1] Richard L. Hill worked in railway administration from 1927 to 1945. Peter C. Hogg was in the Sudan Political Service 1935-1955.

    [2] The Times (of London), Obituaries, "Richard Hill," , 5 April 1996. The site provides a fond tribute to Professor Hill and a good impression of his scholarly standing.

    [3] For an introduction to Muslim military slavery, see Daniel Pipes's Slave Soldiers and Islam: The Genesis of a Military System. New Haven and London: Yale University Press, 1981.

    [4] The first published English account of the battalion was R. Kirk's "The Sudanese in Mexico", Sudan Notes and Records XXIV (1941), pp. 113-130. More recent are "An Egyptian battalion in Mexico, 1863-1867", Der Islam 53 (1976), 1, pp. 70-86, by C. and A. Crecelius, and John Dunn's very fine "Africa invades the New World: Egypt's Mexican adventure, 1863-1867", War in History 4 (1997), 1, pp. 27-34.

    Copyright (c) 1997 by H-Net, all rights reserved. This work may be copied for non-profit educational use if proper credit is given to the author and the list. For other permission, please contact [email protected].

                  

08-11-2010, 00:05 AM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    اخي يحيي العوض

    بعد ان وارينا جثمان اخي د. عمر تميم الثري رجعنا وواصلنا عملنا ودنيانا


    فالموت سبيل الاولين والاخرين... لكن الي متي اخي نحن في المنفي


    نخفى متاعبنا وآلامنا وآهاتنا دوما كأنها ثروة قومية
                  

08-11-2010, 01:10 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: طارق ميرغني)

    العزيز طارق لفقيدنا الرحمة .. الدكتور عمر تميم , رغم تخصصه النادر فى مكافحة الأوبئة وفى بلد يحتاجه , الا انه لم يجد التقدير والتقييم لكفاءته , وتعددت سنوات غربته وغيره كثر .. والمضطر يركب الصعب !هذا حال جيلنا وجيلكم والمأساة ان الابناء يواجهون شتاتا يجتثهم من الجذور ! ...وغربة ابكتنا يتمناها ويتطلع لها غيرنا .. وهكذا دوامة الشتات !!
                  

08-11-2010, 09:59 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    Quote: الأستاذ / يحى العوض

    السلام عليكم

    وأنا من المعجبين بكتابتك وأسلوبك السلس ربنا يعطيك الصحة والعافية . وأرجو أن أشير لمقالك الأستقصائى الأخير في سودانايل بخصوص الطفل الأثير فقد أوردت ( فى حصار الخرطوم وسقوطها 26 يناير 1885 وهذه العبارة التى وردت فى كتب التاريخ وهذا الخطأ الشائع يجب أن يصحح من أقلامكم النيرة ( الخرطوم فتحت ولم تسقط ) .

    ولك الود والتقدير
    مختار غندور


    لك الشكر ... ملاحظة قيمة ..فعلا الخرطوم فتحت وتعبير السقوط غير صحيح.
                  

08-11-2010, 10:39 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

                  

08-11-2010, 10:42 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)
                  

08-12-2010, 11:49 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    اتمنى من الاخوة المتداخلين ان يتذكروا ان صاحب الفضل الاول فى نبش واستقصاء قصة الدرويش الصغير هم الزملاء الاعزاء فى رابطة الاعلاميين الاستقصائيين السودانيين . وقد الححنا عليهم وواصلنا الرجاء ان يأذنوا لنا بنشر اسمائهم , لكنهم رفضوا واصروا على نكران ذواتهم وتفضيلهم الاشارة اليهم بأسم الرابطة وبان هذا يكفى . التحية والتقدير والتجلة لهذه المجموعة التى تكرس جهودها لخدمة العلم , دون امتنان ورفضهم لاقل مايستحقونه من حق ادبى .وليغفر الله لى ولصديقى الاستاذ عبد العزيز عيسى لتصدرنا لامر لانستحقه.
                  

08-12-2010, 10:37 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    صديقنا الاستاذ سيد الحسن يكتب لنا من اندونيسيا صورة ساخرة تعكس رؤية اهل المهاجر واسباب خروجهم من السودان..



    المعجم الساخر







    الدليل الكامل لحال السودان المايل
    درة المباهج في إصلاح أوضاع المناهج
    الأخطار الملموسة لانتشار العنوسة
    تأثر البيئة من مستنقعات الخريف الرديئة
    سر ارتفاع الوفيات في داخل المستشفيات
    القول المبين في تحسين أوضاع المعلمات والمعلمين
    المعالجات الفطيرة لأحياء مشروع الجزيرة
    القول المأثور في المخارجة من كشات المرور
    الحكمة السرية في غلاء السلع الاستهلاكية
    لوامع الأفكار لمواجهه قطع التيار
    الأدلة القطعية في رفض المؤسسات للمراجعة الداخلية
    الرد العجول في تبرير رسوم الوصول
    هداية الحيارى في تحريم أصوات السكارى
    الرد المختار على المواطن المحتار
    تخدير الأنام بمنتخب الكلام
    طرق ابن آوى في كيفية استلام الرشاوى
    الشرح الكارب لمعنى استراحة المحارب
    القول الحصيف في سفر الفنانات إلى الشريف
    الدعاء اللطيف لدرء كوارث الخريف
    الدرر البهية في كيفية تعلم اللصوصية
    سر البكاء عند اللجوء إلى ديوان الزكاة
    إخفاء البصمات عند قبض الكومشنات
    الأسرار البهية لسرقة أموال المحلية
    الجواهر اللماعة في سر تقديم الساعة
    الحكم والآيات في مشروعية الرسوم والجبايات
    الحكم المأثورة في قولة خلوها مستورة
    الأفكار الشيطانية في لهط أموال المحلية
    الرد الشافي لمن يقول بأن المرتب غير كافي
    الأسباب والدواعي لفشل العرس الجماعي
    السيف البتار في محاربة ستات الشاي والخدار
    السر الباطن في كيفية تنظيف جيوب المواطن
    القول الفاصل في ظاهرة البنطلون الناصل
    الخطط التامة في سرقة الأموال العامة
    الأدلة المحجوبة لوجود الأدوية المضروبة
    الأحاديث الضعيفة في قطع من يسرق رغيفه
    أنوار الربيع لجلب الثراء السريع
    الكامل في الجبايات
    البيان والتبيين في غزو منتجات الصين
    المستطرف في كل لغفٍ مستظرف
    المنقذ من حملات المحليات
    الواقع الأليم في مسائل التربية والتعليم
    السلوك في معرفة تجاوزات البنوك
    الإيضاح في علوم النهب المباح
    النبراس في حماية الوازع الديني للاختلاس
    تفصيل الكلام في حال المحالين للصالح العام
    تاريخ المعتمدين والولاة
    الإطالة في أخبار الخريجين العطالة
    الإكليل في معرفة موقف خليل
    المختصر في صرف المعاش
    عقد الجمان في معرفة مستقبل السودان
    النجوم العوالي في أخبار دجاج الوالي
    عتاد الفارس في دفع رسوم المدارس
    حيرة أولياء الأمور في دفع قروش الفطور..
    معجم غسيل الأموال
    الحكم والآيات في عدم زيادة المرتبات
    بغية الطلاب في معرفة سر الكلاب
    القول المبين في شركات الولاة والمسئولين
    دليل المسلم الحزين إلى فقه التمكين
    الكلام المباح في تجهيز قفة الملاح
    الجامع في قطع الكهرباء عن الجوامع
    التحريم والتحليل في أسباب التدبيل
    الأدلة الشرعية في بيع الساحات الشعبية
    رأى الدين في شراء أصوات الناخبين
    الدرر السنية في تهميش أفراد الرعية
    الطناش في صرف ملاليم المعاش
    كشاف القناع عن عائدات البتاع
    الروضتين في أخبار الشريكين





                  

08-13-2010, 00:51 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    جاء التعليق التالى فى صحيفة الراكوبة


    ابن طرشان] [ 11/08/2010 الساعة 10:41 مساءً]
    ما عملوا فيه خير دخلوه النار المسكين
                  

08-13-2010, 02:20 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    ومن لواعج الحديث عن اللجوء والاغتراب 00لشوقي بدري

    محن سودانيه 52 سفير السودان فى لبنان ..



    قديماً كانوا قبل تعيين اى سفير فى سفاره كبيره يسألون .( سكينو حمره ؟) بمعنى هل هو رجل كريم وهميم يهتم بشئون السودانيين . وهل بيته مفتوح . ولكن مع الانقاذ صاروا يأتون بدبلوماسيين تنعدم عندهم حتى الاخلاق البسيطه . بارك الله فى امثال اخى السفير على حمد ابراهيم . الذى سمعنا عنه كل جميل وكيف وقف مع صبيان جوكيه الابل فى الامارات .

    كيف يقف بشر يتمتع بأى قدر من احترام الذات . مع من عذبوا واهانوا واحتقروا اهله . وزجوا بهم فى السجون والمعتقلات بدون وجه حق . ثم يقول من لا يستحق ان يوصف بانه سودانى . بأنهم من اصحاب المهن ال########ه . منذ متى صارت المهن والعمل الشريف توصف بالوضاعه .

    انا يا جناب السفير شوقى بدرى ود امينه اتشرف وافتخر بأننى من من تصفهم باصحاب المهن ال########ه . وافتخر بان اضيف عتالى سابق الى اسمى . ويمكنك ان تلاحظ حرف ع س تحت اسمى . ولقد عملت كعتالى فى الميناء وكمنظف شبابيك وعملت فى المزارع والحدائق . والسبب هو انه كان فى السودان نظام دكتاتورى وعلى رأسه دكتاتور اسمه جعفر نميرى . وكنت انا وقتها والى الآن اقف مع الجنوبيين فى نضالهم وكنت اطالب بحق تقرير المصير للجنوبيين فى الستينات . ولم يكن فى امكانى ان ارجع الى السودان .

    كان فى امكانى يا سيدى المحترم ان استمتع بالخدم والحشم والمنزل الكبير والسائق والسياره . ولكن الظروف جعلتنى من من وصفتهم باصحاب المهن ال########ه . كنت اذهب مع مجموعه من الافارقه , بحثا|ً عن العمل فى السويد . ولم اكن اتكلم وكان الجميع يجدون عملاً ويستثنونى . وكان صاحبى الامريكى هيرمان هندرسون يقول لى . مظهرك لا يدل على انك يمكن ان تتقبل اى كلمه فى غير محلها . ولهذا يتجنبوك . والدتى رحمه الله عليها كانت تجد بعض الاستخفاف والاستفسار عن غرابه عمل ابنها كعتالى فى اوربا . فارتجلت قصيده اذكر منها ..

    مالو ما شوقى راجل دخل ميناء

    وما مده ايدو وقال لى راجل ادينا

    هؤلاء اللذين يعيشون فى لبنان يعملون . وهم اشرف من رجال الانقاذ اللذين سرقوا قوت الشعب . وأتوا بالادويه المضروبه . واستوردوا الاسمده والبذور الغير صالحه للزراعه . هؤلاء هم من يمكن ان يوصفوا باهل المهن ال########ه لانهم لصوص .

    سيادة السفير يبدوا انك مشروق بمنصبك او بتواجدك فى بلاد الشام . تأكد يا سيدى انك مهما علا شأنك فأنت فى نظر اغلبيه اهل تلك الديار عبد اسود . ودعنى اخبرك . اهل تلك الديار كانوا يأتون الى السودان ويتسولون . وكانوا يمارسون ما وصفته انت بالمهن ال########ه . ولقد شاهدناهم وعشنا معهم عندما كنا نحن اهل البلد والعزه والكرامه .

    فى كتاب عبد الله رجب مذكرات اغبش . يتكلم عن مسقط رأسه مدينه سنجه والتى عشت فيها انا كذلك فى طفولتى وكان والدى مفتشاً للمركز . ويذكر عبد الله رجب اهل الجزيره العربيه اللذين كانوا يعملون ويذكر احدهم كان يبيع الطعميه وينادى عليها بالفلافل . ويتذكر احد اهل الحجاز واسمه العم الشريف سليمان حسين والذى كان يطبخ لهم فى القضارف عندما كانوا شباباً ويعملون فى القضارف . والعم عبد الله رجب عمل ككاتب عند آل ابو العلا وكاتب فى السوق وكاتب للعتاله وملاحظ . ويقول فى صفحه 126 عم الشريف سليمان حسين رحمه الله ـ وهو نازح حجازى ( تزوج من المغاربه بقريه ود السيد ـ ريفى رفاعه ـ اصهاره آل عبد الناصر ـ اقارب ابى ) كان العم يحن لطعام قومه فيطبخ لنا اللحم مع الارز فى بعض الليالى .

    لقد شاهدنا السعوديين واليمنيين والحضارمه يعملون فى السودان . كان بعضهم يعمل كسقا او كعتالى او عربجى يسوقون الكارو . ويمارسون كل الاعمال . وعجائز السعوديه كانوا يقولون لنا . انتم السودانيون نعطيكم دمنا . لم نعرف المضاد الحيوى الا فى بورتسودان . ووجدنا العلاج المجانى والاحترام . وكان السعودى عندما يتزوج يأتى للتبضع فى بورتسودان .

    كلمه حلبى يا سيدى السفير فى السودان تطلق على مجموعه ضخمه من البشر اتوا من حلب . وكان اغلبهم يعيش كمتشردين ينامون فى العراء او فى خيام مهترئه . وكان لهم حى كامل فى امدرمان . وهو الحى المحصور بين السوق وحى العرب . وكانوا يتسولون ويتحدثون باللهجه الشاميه . وكان لهم شيخين وهما ابو زعمان وابو قلمان . وشيخه تسيطر على النساء اللذين يخرجون للتسول والرقص وضرب الدربكه وهى كلوت . لم نحتقرهم ولم نهينهم ولم يجدوا الا الاحترام .

    فى كتاب الجزيره قصه مشروع ورحله عمر مذكرات عمر عبد الله الكارب . يمكن ان اورد لك من صفحه 170 (( عندما انضممت الى خدمه الشركه الزراعيه عام 1929 وجدت عائلتين . كانت الاولى عائله عبجى تتمثل فى يوسف عبجى مدير مكتب المدير ( رايت ) وشقيقه جبر عبجى امين المخازن العموميه للشركه بالرئاسه ببكركات . اما العائله الثانيه فكانت عائله بطيخه . وكانت اقل درجه اجتماعيه من العائله الاولى . ولكن ابناء هذه العائله الاخيره يدعون بأن اولاد عبجى اخوالهم . فحسب التسجيلات ان العائلتين انحدرتا من الشام ومن حلب واختلطوا بالزواج مع الارمن والاتراك . كما كانوا يدعون . وكان تقود عائله بطيخه وتتولى امرها فتاة كانت فى الحاديه والعشرين من عمرها . وكانت موظفه فى الحكومه ورئيسه فى قسم التلفونات . وكانت العائله تتكون من الوالده واسمها بتول وثلاثه من الاخوه عزيز رزق الله واميل . واستطاعت ان تتعرف هذه الفتاة على توفيق عطا الله الرجل القوى فى الشركه ورئيس حساباتها واستطاعت ان تكون له مساعداً اميناً فى الاتصالات التلفونيه الخاصه بينه وبين اصدقائه ومعارفه فى الخرطوم . وبالمقاولين اللذين يتفق معهم على الاتاوه قبل الحضور لاستلام الشيكات . وكان فى مقدور هذه الفتاة بسحرها ان تجندل الكثير من العشاق وتقضى حاجاتها منهم . وباتصالها بتوفيق حضرت الى بركات واحضرت معها شقيقها الاكبر عزيز ولم تعد الى الخرطوم الا وعزيز اصبح موظفاً فى الشركه الزراعيه فى المخازن العموميه ببركات مع خاله جبره عبجى مساعداً له . وجاءت مره ثانيه ومعها شقيقها الثانى رزق الله . ولم تعد الا ورزق الله قد تم تعيينه كاتباً فى الشركه الزراعيه ببركات . اما الثالث اميل فانها تولت امره بالمثل واصبح باشكاتباً فى التفاتيش ثم اخيرا جاءت هذه الفتاة الى بركات مع والدتها وانضموا الى عزيز ورزق الله وسكنوا القرب منا فى قطاطى الحجر بعيداً عن الشوام الآخرين الاعلى درجه منهم .

    وجاءت سميره كما كنا نسميها وليس هذا هو اسمها الحقيقى . فى الاجازه التى قضتها مع العائله الى ارتحلت الى بركات . وكانوا يعيشون كأبناء السبيل مثل الغجر فى العراء . ويوفرون المال .

    وكما سبق وذكرت كان عزيز مساعداً لمن يدعى انه خاله ( جبره عبجى ) امين المخازن العموميه . وفى احد المراجعات اكتشف المراجع ان خللاً ومسروقات كثيره حدثت فى المخزن . وكتب تقرير ضد اداره جبره ومساعده للمخزن . مما يعتبر تقصيراً يؤدى الى المحاكمه . وكانت النتيجه بدلاً من التحقيق , نقله الى مكتب عبد الحكم فى القسم الاوسط ليكون محاسباً للمكتب فلم يستطع ان يقوم بالمهمه وفشل فشلاً زريعاً . وبدلاً من محاكمته او الاستغناء عن خدماته لانه كان محمياً من ( توفيق ) فقد تم نقله الى محالج مارنجان كملاحظ بدون مسئوليه .)) .انتهى الاقتباس من المذكرات .

    هذه الاسر صاروا من اغنى السودانيين بعد ان كانوا يعيشون كالغجر . والغجر او الحلب اللذين اتوا من الشام خاصه المدينه حلب صاروا من اثرياء السودان . ولكن احببناهم وصاروا جزء من نسيج المجتمع السودانى وقدموا وشاركوا فى الثقافه السودانيه من موسيقه ورقص . وكان رجالهم يتسولون عن طريق القرود التى يعلمونها الرقص . وكان نسائهم واطفالهم يسرقون اذا وجدوا فرصه وهذه عادات الغجر .

    قبل اسبوع اتى لزيارتى الاخ الجنتل مان مادوبو روس . وهو لايبيرى كان فى نفس الحلقه الدراسيه مع شقيقى خليل بدرى فى جامعه لوند فى بدايه السبعينات . وتحدثنا عن الحرب الاهليه فى لايبريا وسيراليون . وتذكرنا عشرات الزملاء المشتركين واللذين شاركونا فى الدراسه . وانتهى الامر بالحديث عن الدور المؤلم الذى مارسه اللبنانيون والشوام فى تأجيج الحرب ونشر الرشوه والفساد فى غرب افريقيا .

    مادوبو كان يحكى عن دور الشوام المؤلم حتى بعد نهايه الحرب . وذكر انهم لا يوظفون الوطنيين . بل يأتون بالهنود . ويدفعون لهم اجور ########ه . ويحتقرون الهنود ويزلونهم . وذكر الاخ مادبو انه لاول مره فى حياته شاهد ثلاثه اسر هنديه يعيشون فى غرفه واحده فى لايبريا . والمخدمون من اللبنانيين .

    المنزل رقم 990 / 1/4 فى امدرمان هو منزلنا الحالى كان مكوناً من تسعه غرف . كان يسكنه اكثر من عشره عوائل هنديه . اثاثهم كان مكوناً من الحصائر وبابور جاز للطبخ فى الركن . هؤلاء كانوا تجاراً فى سوق امدرمان . كانوا يستأجرون منزلنا . لم نخرجهم بالقوه . وكنا نحن نستأجر منزلين من التاجر على عثمان الرباطابى . القانون لم يكن يسمح لنا بطردهم . وانتظرناهم بأدب الى ان خرجوا . لم نضايقهم ولم نهينهم .

    تذكرت كتابات الكاتب البريطانى سومرت موم , والذى تخصص فى الكتابه عن المستعمرات البريطانيه . وكان يكتب عن شخصيه التاجر يوسف الشامى الذى يجيد الرشوه . ويوقع بين الموظفين الانجليز . وكان اشبه بشايلوك تاجر البندقيه الذى صوره شكسبير فى مسرحيته .

    ويتحدث الاستاذ عبد الله رجب عن الاجانب فى بلده سنجه الصغيره والتى عرفتها انا فى طفولتى ويذكر ( والسوريون اللذين مكثوا طويلاً بسنجه كان منهم ميشيل بخاش وشفيق بولص وكلاهما من حلب الشهباء . وجاءت عائله بكر من حلب ايضاَ وزوجت احدى بناتها لشفيق المذكور . واخرى لارمنى سنجه الوحيد مانقورسيان وكان وكيل يعقوب اصلانيان صاحب العماره المواجهه للبرلمان بالخرطوم . ) انا شوقى اذكر آل مانقورسيان . وكانت لهم اكبر بقاله ومحل لبيع الخمور فى امدرمان فى ركن الجامع الكبير . وصاروا من اثرياء امدرمان .

    وذكر الاستاذ عبد الله رجب ( عم عازر ابو جيمى والد اصدقائنا فتحى وثابت وفكرى واخوانهم . كاحد الاسر فى سنجه ) . وفتحى عازر كان والده صديقاً ليوسف بدرى الكبير وبابكر بدرى . وكان جارنا ويفصلنا حائط فى امدرمان لعمر كامل . ولقد كتبت عنهم وكنا نحبهم ونحترمهم ونعتبرهم اهلنا عن صدق . وجدهم حضر من مصر.

    من الاسر الشاميه فى السودان واللذين صاروا من كبار كبار الاغنياء , اسرة عزيز كافورى ( حى كافورى ) . آل قطان وعملوا كصغار التجار فى شرق السودان . وآل مرهج منهم فؤاد مرهج وابنه بول . بلغوا درجه من الثراء . ان احد الشيوعيين عندما طالبوه بالدفع كثيراً . ثم طلبوا منه ان يختار اسمه الحركى قال مرهج واضاف منو البقدر يدفع ذى ده غير مرهج .

    معلوف صار من اثرياء السودان وصار له مصنع لصنع العصير والمربه . آل قصبجى سكنوا معنا فى امدرمان . كانوا فقرا فى بدايه حياتهم . وكان لهم مقهى البان جديد فى امدرمان ثم انتقلوا الى الخرطوم شارع الجمهوريه , فندق الشرق وشيش كباب وتمويل الشركات بالمأكولات . منها شركات المعونه الامريكيه .

    الارمن أتوا الى السودان بعد الحرب العالميه الاولى فى حاله فقر مدقع . وهذا بعد ان تعرضوا الى الذبح بواسطه الاتراك وقتل منهم اكثر من مليون نسمه . وعندما اشتكى قوادهم من دفعهم فى مسيرات طويله وطالبوا بالاحذيه قام مراد باشا بدق احذيه الخيل فى اقدامهم .

    كتبت كثير اً عن الخاله اوجين الارمنيه . المرأه المكافحه التى كانت بمثابه والدتنا . وكانت تعمل كخياطه فى حى الملازمين . ووالدتها تسكن فى ودارو . وكان ابنائها وابناء اختها بمثابه اشقائنا نحبهم ولا نزال نفتخر بهم . الارمن صاروا من المليونيرات . احدهم سركيس ازمريان ومن موظفيه فى فتره كان بدر الدين سليمان ابو الاقتصاد السودانى فى زمن نميرى والصادق بدرى محافظ مشروع الجزيره .

    قارو فانيان صاحب شركه ارارات كان وكيلاً للبيجو ومحامى الشركه كان الاخ غازى سليمان . وسفريان كذلك صار من اثرياء السودان . والسودان كان يعطى الفرصه للجميع ونتقبل الآخرين بصدر رحب . لا نهينهم او نفرقهم او نشتمهم . فزروه سركسيان تخرجت كطبيبه وزميله لاول طبيبه سودانيه الاخت خالده زاهر . وتكوه سركسيان اول صحفيه سودانيه تصدر صحيفه . كثير من هؤلاء الوافدين تحصلوا على جنسيات سودانيه وهاجروا الى امريكا او استراليا وافتخروا بسودانيتهم . وكان لهم كل الحق لان الجواز السودانى والهويه السودانيه كانت رأس مال يعتد به .

    الاستاذ عبد الله رجب كتب عن جارهم فى سنجه التاجر منسى اليهودى . الذى مات فى سنجه فتكفل آل سنجه بدفنه واقامه مأتم . وكونوا لجنه وحصروا ممتلكاته . وارسلوا اسرته وزوجته الى الاسكندريه وتكفلوا براحتهم وتوصيلهم مصحوبين باحد تجار سنجه . الاستاذ عبد الله رجب كتب كذلك عن يمانيه سنجه (( وقال احدهم كان طباخاً يصنع الفول بالسوق والثانى خبازاً بفرن عم قاسم والثالث كان يجوب الشوارع وينادى على الطعميه ويسميها فلافل .

    رأيت يمنيين بالقضارف بعضهم مستقر لهم عائلات واملاك واولاد, مثل المرحوم حاج عبدو والحاج ابو زيد وغيرهما ولكن اليمانيون المستقرون بكسلا وبورتسودان بالمئات وهناك يمارسون عديد الاشغال ومنها العتاله والنقل بعربات الكارو .. الخ . ))

    اليمنيون هم اقرب العرب الينا وعندما نقابلهم فى اوربا نصير اصدقاء بسرعه . كانوا فى كل ركن فى السودان وفى كل حى . عرفهم الكبار بالبدوان او البدوانى صاحب الكنتين . لم تكن طريقه حياتهم تعجب السودانيين كانوا يبخلون على انفسهم بكل شئ . او على الاقل الاغلبيه منهم . ولا يزال الناس فى السودان يتحدثون عن حله اليمانى التى كانت فى حجم الكستبان . وبعض السودانيين كان يمكن ان يصف الشخص المنطوى على نفسه او البخيل بانه يمنى . ولسوء الحظ مارس البعض منهم اغتصاب الاطفال او الصبيان . مما اثار نقمه البعض . وهاجمهم البعض حتى فى الصحف خاصه الاستاذ محمد مكى صاحب جريده الناس . وابدا ضيقاً بطريقه حياتهم . وألف قصيده اذكر منها ( انا زعلان خلاص وخلاص الزعل غمانى . كلما ترفع حجر بتلاقى تحته يمانى . ) وفى القصيده ذكر لاكلهم فقط للعيش والفراش الخيش . وتصدى له الكثيرون ودافعوا عن اليمنيين . والكثير كانوا محترمين . منهم جارنا المباشر على بن على وكان له دكان كبير فى حى الامراء وآخر صغير فى حى الشيخ دفع الله . رئيس الجاليه كان ناصر الصياد وله دكان فى مكى ود عروسه وفرن يجاوره . وعندما اسقط جمال عبد الناصر نظام الامام البدر حاكم اليمن واستلم الرئيس السلال السلطه . صار ناصر الصياد سفيراً لفتره .

    السودان كان بلد الفرص واحترام الآخرين . ولقد ذكر اللورد كرومر فى ان السودان مباشرةً بعد الفتح الانجليزى صار مليئاً باليونانيين واستعمل لفظ ( كان من الصعب ان يرفع الانسان حجراً بدون ان يجد يونانياً ) . وكان السودان مليئاً باليونانيين لدرجه ان شارات المرور فى الخرطوم فى الخمسينات والستينات كانت مكتوبه بالعربيه والانجليزيه واليونانيه .

    السيد جورج حجار كان يعمل فى البريد . وتصادف ان احد المفتشين الانجليز . قد انشاء مزرعه صغيره للبن فى الجنوب . وعندما عرف المدير الانجليزى طرد من الخدمه . وبيعت المزرعه بخمسين جنيه للسيد جورج حجار . لان المفتش استعمل بعض المساجين . ورد المبلغ لخزينه الدوله . وآل حجار اليوم من الاسر السودانيه المحترمه ولهم اسهامات جيده فى دعم المجتمع السودانى .

    العم بيطار كان يوزع البريد فى امدرمان بالدراجه . ولان السودان لم يكن يعتبر هذه مهن ########ه . فان بيطار صار من مليونيرات السودان . وحب آل بيطار السودان وبالدلهم السودان الحب .

    ذكر بابكر بدرى فى تاريخ حياته ان المدير الانجليزى سأله اذا كان يعارض فى ان يعمل ابنه احمد بدرى القاضى فى جنوب السودان فقال بابكر بدرى انه قد قال لابنائه انهم اذا كانوا فى بلد المأمور فيه مصرى والمفتش انجليزى والتاجر شامى ده معناه دى بلد سودانيه واشتغلوا فيها والسودان كله وطنهم . والشوام والآخرون لم يحضوا محملين بالمال والشيكات السياحيه . حضروا كفقراء وعملوا واغتنوا . اغلبهم كان جيداً . وآخرون كانوا سيئين . اساءوا الى البلد والى نفسهم . وبعضهم ارتكب اسواء الممارسات من رشوه وفساد وخاصه عمليه الربا التى لم تكن معروفه فى السودان . ولكن لم نجرمهم ولم نرسل الشرطه لكى تعتدى عليهم بالضرب فى حفلاتهم ومنتدياتهم . هل فهمت يا سيدى السفيرى .

    التحيه

    شوقى بدرى

    ع .س
                  

08-13-2010, 02:58 PM

اميرة السيد

تاريخ التسجيل: 07-09-2010
مجموع المشاركات: 5598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: د.عبد المطلب صديق)

    قديماً كانوا قبل تعيين اى سفير فى سفاره كبيره يسألون .( سكينو حمره ؟) بمعنى هل هو رجل كريم وهميم يهتم بشئون السودانيين . وهل بيته مفتوح . ولكن مع الانقاذ صاروا يأتون بدبلوماسيين تنعدم عندهم حتى الاخلاق البسيطه . بارك الله فى امثال اخى السفير على حمد ابراهيم . الذى سمعنا عنه كل جميل وكيف وقف مع صبيان جوكيه الابل فى الامارات .QUOTE)
    <<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
    من المنغصات التي تنغص حياة المهاجرين والمغتربين تعامل السفارات السودانية في الخارج مع الرعايا السودانيين
    وهناك سفراء ودبلوماسيين في السفارات في الخارج يعتبرون أي سوداني يطرق باب السفارة عدو لهم وأنه ما جاء
    إلا ليشحد أو أت بمصيبة لا يستطيعون حلها.. ويقابلونه بنظرات شذرة وكأنه أتاهم بشر مستطير.. والكثير من الدبلوماسيين
    لا يعرفون أن من بين مهام السفارة العناية والاهتمام بالرعايا السودانيين في الخارج وليس فقط تعزيز العلاقات الاقتصادية
    والعلاقات الدبلوماسية بين الدول.... وحتى هذه العلاقات الاقتصادية لا يمكن أن تتعزز دزن زيارات الوزراء المعنيين بالأمر
    بين الدول ... والتنسيق في هذه الزيارات يمكن أن تقوم بها مكاتب المراسم والاستغناء عن السفارات... وهذا يعني أن أول مهمة
    للسفارة هو الاعتناء بالرعايا السودانيين...
    ولكن هل هناك أحد منكم له تجربة ايجابية ووجد معاملة حسنة في أي سفارة من سفارات السودان في الخارج؟؟ لا أظن ذلك. إلا اذا كان السفير من مثل
    هذا النوع ( سكينو حمرة) رجل كريم وهميم يهتم بشؤون السودانيين..
    احكوا لنا تجاربكم مع السفارات لتعرفوا جميعا كيف تعامل السفارات الرعايا السودانيين في الخارج..
                  

08-13-2010, 09:54 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: اميرة السيد)



    العزيز د. عبد المطلب , لك الشكر على هذه المداخلة القيمة بمقال الاستاذ الكبير شوقى بدرى ونعتز بدراساته الممتعة وسرده الرائع غير المتكلف وتوثيقه لسير اهلنا الغبش ..
                  

08-13-2010, 10:06 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    الاستاذه الفاضلة اميرة السيد.. اولا تطربنى الذكريات مع صديقنا السفير الدكتور على حمد ابراهيم وقد التقيته فى عدة عواصم شرف فيها بلاده ووقف بشهامة مع الكثيرين فى ظروف صعبة , اتمنى حثه واستجابتة لسرد ذكرياته . واساند اقتراحك بان نتحدث بصراحة عن تجاربنا مع سفراء وسفارات السودان .
                  

08-13-2010, 10:48 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: يحيى العوض)

    ما طرحته اميرة السيد ، يمثل ازمة حقيقية في مفهوم العمل الدبلوماسي وبالفعل معظم السفراء السودانيين لا يضعون في اجندتهم خدمة المواطن هم سفراء لخدمة المسؤولين فقط ومقابلة علية القوم وما الى ذلك من بروتكولات ، بينما السفير في الغرب معني بهموم مواطنيه اولا ثم العمل السياسي والدبلوماسي وتلك هي المشكلة .
                  

08-14-2010, 01:03 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: د.عبد المطلب صديق)

    Quote: ما طرحته اميرة السيد ، يمثل ازمة حقيقية في مفهوم العمل الدبلوماسي وبالفعل معظم السفراء السودانيين لا يضعون في اجندتهم خدمة المواطن هم سفراء لخدمة المسؤولين فقط ومقابلة علية القوم وما الى ذلك من بروتكولات ، بينما السفير في الغرب معني بهموم مواطنيه اولا ثم العمل السياسي والدبلوماسي وتلك هي المشكلة
    د.عبد المطلب صديق



    للاسف الشديد ماتقوله عين الحقيقة , فالدبلوماسى من معظم دول العالم الثالث يشكل امتدادا للنظام الحاكم فى بلاده والذى يختذل الوطن كله فى النظام ورموزه ومن هنا تتضاعف ازمة المغترب , وقد تقف سفارته ضده لان لبلاده مصالح خاصة فى الدولة التى يعمل فى ربوعها!
                  

08-14-2010, 01:49 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق تجارب الهجرة واللجوء والاغتراب .... ساهم معنا ....! (Re: د.عبد المطلب صديق)

    من جريدة الرأى العام


    أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع
    (قراءة: 367 تعليق: 2 طباعة: 6 إرسال: 0)
    التعليقات

    --------------------------------------------------------------------------------

    1/ عبدالله حسن - (فرنسا) - 14/8/2010
    نرجو من الرابطة مواصلة العمل لربط حفيدة مصطفى باسرتها فى السودان خاصة وانه توجد معلومات واضحة عن اسرته .

    --------------------------------------------------------------------------------


    2/ aboud - (Liberia) - 14/8/2010
    Thank you so much , can we see the photos ,.

    --------------------------------------------------------------------------------


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de