ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 09:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2010, 11:53 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!..

    ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!..

    بقلم / آدم جمال أحمد – سدنى

    نشأت معظم الإنتهاكات والنزاعات حول ملكية الأرض أو حول المزارع والمشاريع المطرية فى منطقة جبال النوبة ، والتى تتم تسجيلها دون تدخل أو موافقة من المجتمعات المحلية ، لأن إجراءات تسجيل الأراضى وطرق نزعها من السكان الأصليون ما زالت تبدو غريبة فى نظر سكان منطقة جبال النوبة وخاصة الريفيين ، فالعلمية تتطلب إلماماً بالقراءة والمتابعة بما يجرى والكتابة بكشف ما يتم من مخطط مرسوم ومعرفة بيروقراطية الدولة ، وغالباً ما تطلبت على المستوى العملى معرفة شخصية موظفى الدولة ، إستعداداً لخوض المعركة لوقف ما يتم من عبث بحق ملكية الأرض.
    كانت حقوق الملاك غير المسجلين حتى عام ١۹۷۰ م محمية لحد ما بالإقرار بالإدارة الأهلية وسلطتها فى ما يتعلق بالأرض ، ولكن قانون الأراضى لعام ١۹۷۰ م أغلق الباب أمام أى حق فيما عدا حق إستعمال الأرض غير المسجلة ، كما قيد حقوق السلطات المحلية ، وقد جعل تلك الأرض غير المسجلة قابلة للنزع أو لأى تسجيل غير محتمل ، فمن الناحية النظرية فإن المزارعين المؤهلين هم فقط الذين يسمح لهم بتسجيل الأرض ، ولكن فى الواقع العملى أن هذه الأراضى تذهب الى أشخاص أخرون ومؤسسات خارج نطاق المنطقة ( الوافدين ) أو ما يسمى بالمستثمرون الجدد ، يتمتع الفرد منهم بأن له رأس المال ومستعد لتأجير شخص مسؤول عن الأرض أو المزرعة أو المشروع ، ونتيجة لذلك فإن العديد من المستثمرين قاموا بتسجيل أراضى لم يروها مطلقاً ، وقد تكون مستخدمة للزراعة بواسطة السكان المحليين أو للرعى بواسطة الرعاة ، ولكن بمجرد أن يتم تسجيلها فإن هؤلاء الناس ( والذين قد يكونوا يستخدمون هذه الأرض لأجيال خلت تحت القناعة الخاطئة بأن ذلك جعل ملكيتهم مؤكدة ) .. يصبحون متعدين بموجب القانون ، إن القانون مصاغ بشكل يجعل من التعدى تهمة خطيرة يعاقب عليها بالغرامة أو السجن ، ولهذا فإن الشاغلين السابقين للأرض بدون أى نوع من التعويض هو أمر بديهى.
    لقد توسعت مناطق حزام الزراعة الآلية بين عامى ١۹٦٨ و ١۹٨٦ م بمنطقة جبال النوبة الى أكثر من ثمانية مليون هكتار ( 8 مليون ) ، وبمنتصف الثمانيات إستولت على معظم الأراضى وإمتدت بشكل واسع ، فكانت كارثة إقتصادية وبيئية وإجتماعية ساهمت فى مجاعة عام ١۹٨٤ – ١۹٨٥ م ، وفى خطط ما بعد المجاعة أوصت وزارتى المالية والإقتصاد بشدة ، بالتحول من المزارع الآلية التجارية الى دعم الملكيات الصغيرة عبر البنك الزراعى ، والذى أصبح وبالاً ونقمة على صغار المزارعيين التى توقفت مزارعهم عن التوسع بعد ما أودع بالكثير منهم الى غياهب السجون ومصادرة ممتلكات البعض منهم وتحويلهم الى متسولين ومطاردين من قبل القانون ، بينما عدداً من المشاريع الخاصة والملاك الجدد توسعت على مساحات أكبر من تلك المسجلة بها ، والتى تعتبر من الناحية العملية فوق القانون واللوائح.
    ومنذ إدخال الزراعة الآلية الموسعة فى السبيعنيات ، حدثت أكثر الإنتهاكات فظاعة فى منطقة جبال النوبة ، فأصابت المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة ، إذ تقع حوالى ربع مساحة مشاريع الزراعة الآلية فى السودان بولاية جنوب كردفان ، وكانت هناك حالات كثيرة تم فيها إبعاد مزارعى جبال النوبة من أرض أسلافهم ، وقد قدم بعضهم للمحاكمة وعوقبوا عندما رفضوا التخلى عن أراضيهم إما بالجلد أو السجن ، وفى عام ١۹٨١ م فى قرية ( فايو ) بمناطق الغلفان لقد حوصرت كل القرية بمزرعة آلية أنشئت حديثاً إستولت تقريباً على كل أراضى القرية ، و كذلك فى عام ١۹٨٤ تم القبض على ثمانين مزارعاً رفضوا تسليم أراضيهم لمؤسسة زراعية كونها تجار أثرياء ووزراء فى إمتداد مشروع ( موغنيس ) بجوار منطقة رشاد ، ومن ثم قدموا الى محكمة الكوارئ فى مدينة كادوقلى.
    إستمر توسع المشاريع الخاصة بالزراعة الآلية فى عهد حكومة الإنقاذ الوطنى ، وصار أكثر عنفاً بعد إصدار الحكومة لقانون تشجيع الإستثمار لسنة ١۹۹۰ م والذى نص فى مادته الثالثة على: ( تسود أحكام هذا القانون على أحكام قانون آخر فى حالة تعارضه معه بالقدر الذى يزيل التعارض بينهما ) ، وقد تم بناء على نص الفصل السادس المادة ٢۳ من القانون إنشاء الهيئة العامة للإستثمار كما نصت المادة ٢٤ على تشكيل المجلس الوزارى الذى من صلاحياته:

    ١ - تهيئة المناخ المناسب للإستثمار ووضع السياسات العامة وتشجيعه.
    ٢ - تحديد حجم المشاريع ونوعها.
    ۳- وضع الأسبقيات فى منح التراخيص.
    ٤- تخيض الأراضى الإستثمارية.
    ٥- إجازة الخريطة الإستثمارية القومية وموجهاتها وكتطلبات البنيات الأساسية.

    ولقد تم تكليف الدكتور على الحاج الإسلامى المخضرم برئاسة الهيئة العامة للإستثمار التى أصدرت لآئحة تشجيع الإستثمار لسنة ١۹۹۰ م ، وتبنى د. على الحاج ما أسماه بسياسة ( إباحة الإستثمار ) تحقيقاً للإستراتيجية المجازة ضمن البرنامج الثلاثى للإنقاذ الإقتصادى ( ۹۰ – ١۹۹۳ ) ، وقد نصت المادة ٤ من الوسائل والتى تعد المادة الأساسية فى تنفيذ كل السياسات على ( إزالة كل العقبات الإدارية والإقتصادية والقانونية أمام رجال الأعمال والمستثمرين وكل العاملين فى الحقل الإقتصادى من حرفيين ومهنيين ومزارعين وخريجين وكذلك كل المستثمرين غير السودانيين لينطلقوا للعمل فى ظل سياسات وإجراءات جديدة ... ).
    قامت الهيئة العامة للإستثمار بتنفيذ خطة إستثمارية للأراضى واسعة النطاق ، حيث وزعت بموجبها ملايين الأفدنة الزراعية فى مناطق كردفان وجبال النوبة والنيل الورق وأعالى النيل على شركات وأفراد بغرض الإستثمار الزراعى وتمشياً مع فلسفة ( إزالة كل العقبات أما المستثمرين ) ، وأصدرت الهيئة فى عام ١۹۹١ م الخريطة الإستثمارية بموجب قرار من رئيس الجمهورية الأمر الذى يحرم أى شخص متضرر من اللجوء الى المحاكم والتى لا يجوز لها آنذاك النظر فى قرارات رئيس الجمهورية ، كما قامت الحكومة بتعديل قانون المعاملات المدنية تمشياً مع ذلك الغرض.
    لقد كرست تلك السياسات واقعاً ظالماً ومأساوياً بالنسبة للمزارعين والرعاة فى تلك المناطق حيث حرموا من الأراضى التى يعتمدون عليها فى معاشهم ، كما حرموا من أى فرص للتقاضى والإحتجاج ، فبناءاً على التعديلات المشار اليها شطبت كل الدعاوى التى رفعها الأفراد الذين تضرروا من الخريطة الإستثمارية التى تجاوزت كل الحقوق التاريخية للقبائل الزراعية والرعوية ، التى كانوا يستغلونها فى الزراعة التقليدية ، كما عمد بعض المستثمرين الذين أزيلت من أمامهم العقبات القانونية الى إستثمار الأراضى التى منحت لهم فقط فى تجارة الفحم النباتى والحطب بأنواعه أنتجت كميات مهولة سببت اضراراً بيئية وخيمة فى تلك المناطق من تعرية للتربة والزحف الصحراوى وغيرها ، الى درجة إستدعت قيام محاولات لتأسيس فروع لجمعيات حماية البيئة ، إلا أنه تم إعتقال المجموعات التى كانت تقود ذلك العمل.
    أما فى جبال النوبة والنيل الأزرق فكان الواقع محزناً حيث وزعت ألاف الأفدنة على أنصار الحكومة وكوادر الجبهة الإسلامية ومن الإسلاميين العرب مثل اسامة بن لادن الذى منحت شركته وادى العقيق مساحة لا تقل عن ( 20 ) ألف فدان فى منطقة ( باو ) ، وشركات أخرى إسلامية بينما حرم المواطنون الفقراء والسكان الأصليون فى تلك المناطق من حيازاتهم التقليدية ، وكذلك حرمت القبائل الرعوية فى المنطقة من مساراتها الرعوية التى كانت ترتادها من سنوات طويلة الأمر الذى فجر نزاعات دامية بين العرب الرحل ( الرعاة ) والنوبة ( المزارعين ) فى جبال النوبة ، وصراعات قبلية ما بين العرب والفلاتة بجنوب النيل الأزرق.
    وهناك تجاوزات حدثت فى توزيع ملكية الأراضى بجبال النوبة فى مجال الخطة السكنية والمحلات التجارية والمواقع الإستثمارية والمشاريع الزراعية فى الأرياف والمدن الكبيرة مثل الدلنج – كادوقلى – رشاد – أبوجبيهة – كالوقى – لقاوة – الليرى – تلودى ، حيث الثراء الفاحش وغلو فى الأراضى وإرتفاع جنونى فى الأسعار والإيجار من قبل الملاك الجدد ( الوافدين ) من خارج المنطقة ، والتى أصبحت عوأئد إستثمارية ذات فوائد ربحية تفوق كل تصور مقارنة بالعاصمة القومية.
    ونحن لا ننكر بأنه لقد ظل الكثير من السودانيون من ذوى الأصول الغرب – أفريقية يعانون من التمييز فى لقانون السودانى منذ العهد الإستعمارى ، لقد حرموا من كثير من الحقوق وغالباً ما تمت معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية والثالثة ، وأحد تجليات ذلك هو غياب أى دار للفلاتة والبرقو والعرب الرحل فى السودان ، بالرغم من أن هناك مناطق معينة فى السودان يسودها الفلاتة بما فى ذلك .. مايرنو فى النيل الأزرق – وتلس فى دارفور وهى مناطق أصغر من أن تغطى إحتياجات تعداد ما يرنو على المليون فلاتى معظمهم رعاة.
    لقد إستخدمت حكومة الجبهة الإسلامية قضية الفلاتة فى جنوب النيل الأزرق .. والعرب الرحل والبرقو والفلاتة فى جبال النوبة ، بطريقة ماهرة بغرض أن تنتهج سياسة ( فرق تسد ) على المجتمعات الريفية والسكان الأساسيين ، فلقد ضمنت لنفسها عن طريق وعد هذه المجموعات بالأرض وحقوق أخرى ، ليصبحوا حلفاء أقوياء من خلال حروبها التى تحسبها خاطفة ، وفى نفس الوقت الذى أفزعت فيه جماعات أخرى كثيرة من أراضيها ستمنح لهم ، ولا بد أن يعى الجميع إن تكتيكات الجبهة الإسلامية غير أخلاقية وخطيرة ، على الرغم من ذلك فإن قضية الفلاتة والبرقو والعرب الرحل حقيقية وإنسانية ولن تختفى ، سيكون مهماً أن تضمن الحكومة حقوق أراضى لهؤلاء فى المناطق المختلفة بإتفاق مع السكان الأصليون لهذه المناطق المختلفة من السودان بشكل يلبى إحتياجاتهم ولا يخرق حقوق السكان الأخرين ، ولا بد من إعادة النطر فى كل ماتم من توزيع فى الأراضى وملكية الأرض والتى تتمثل فى المشاريع الزراعية والمواقع السكنية والإستثمارية والتجارية وأراضى الريف وتجميد فورى لكل التسجيلات التى تمت ، وإقرار قانون بأعراف الأراضى وبالطبيعة العادلة للحقوق العرفية الخاصة بالأرض.

    سدنى – استراليا ٢ أغسطس ٢۰١۰م
                  

08-03-2010, 00:20 AM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

08-03-2010, 00:36 AM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

08-03-2010, 10:33 AM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

08-03-2010, 09:10 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

08-03-2010, 10:28 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)


    ناصر ..حبابك يا صديق
    و حباب الصديق ادم جمال ..و الذي اتابع ما يكتب باستمرار..و نقله لمقالات صديقنا عمر منصور فضل..

    كتر خيرك يا جمال على فتح قضية ملكية الأرض في جنوب كردفان/جبال النوبة..و احييك على جمع المعلومات التي تفيد كثير من اهل المنطقة للإلتفات لقضايا مصيرية..
    و قبل أن اقول بتصوري هنا.. احب ان اعلق على نقطة ذكرتها.. و هي أن البعض قاتل في جبال النوبة على اساس وعد من الحكومة بأن تمنحهم اراضي النوبة..و اظنك تقصد مليشيات الدفاع الشعبي بكل مكوناتها.. خصوصا ما يسمى بالقبائل العربية..و هؤلاء يا صديقي كانوا مرتزقة ساكت ..البعض منهم يقاتل من اجل عجلة بسكليت أو غنماية ناعيز يغنمها من غزواتهم السيئة تلك..فاطمئن يا صديقي ليس هناك من كان يقاتل في سبيل أرض أو احلام كبيرة كما تصورها هنا..!

    اتفق معك أن كل اهل جنوب كردفان كانوا مطية لخزعبلات المركز..و أن المليشيات التي كانت تخوض حرب الوكالة في جنوب كردفان/جبال النوبة ..لن تستطيع أن تسلب حق اصيل مهما تكالبت و مهما جمعت من العتاد..
    اتفق معك أنك وضعت يدك على الجرح حول علاقات ملكية الأرض في المنطقة..و ان أس المشاكل هو قوانين ملكية الأرض في السودان ( و قد نبهنا لذلك من وقت مبكر)..و ان قانون تسجيل الأراضي الذي اباح ان تكون كل الأراضي ملك لحكومة السودان ..هو واحد من القوانين التي يجب أن تراجع الليلة قبال باكر.. المحزن يا جمال.. أن اراضي اهلنا كلها بربطتها هي في عرف منظراتية القانون في السودان ، عبارة عن أراضي بور..!!
    نظام جعفر نميرى.. أتى بفرية ( الأرض لمن يفلحها)..و كانت ثيمة كبيرة من عبرها دخل كل مستهبل في مناطق جنوب كردفان و عاثوا فيها فسادا للحد الذي ادى لزهق ارواح الكثيرين و تبديد مقدراتهم و مكاسبههم الأصيلة..!
    اليوم يا صديقي ما عاد الأمر يقف فقط في ناس المليشيات ( التي تتصور أنها كانت تقاتل على وعد بعطية الأرض)..و انما اصبح مليشيات من نوع جديد و فيها الحوت العابر للقارات..فشركات البترول الحايمة في البلد اخذت نصيبها مجانا.. دون تعويض اهالي المنطقة و توفيق اوضاعهم بصورة عادلة..و خط انبوب البترول.. اكتسح اراضي كثيرة (و هو واحد من اسباب تضييق المراعي التي ذكرتها..و نتائجها من نزاعات دموية مجانية)..و غيرها من اليات ابتلاع الأرض..
    هناك جانب اخر.. مفوضية الأرض التي نتجت عن اتفاقية السلام ، هي مثل عجل البو الذي يستخدم لتخويف الطير.. فهي صامتة..ولا تريد أن تباشر مهامها و لو من باب وضع خارطة طريق للمعالجات التي تحفظ الحقوق..
    الأهم أن الجميع يعمل بصورة دوؤبة للأستفادة من الدروس القاسية الماضية..و ان النزاعات المحلية هي تمرير لأجندة لا تهمها مصالح المنطقة و اهلها..

    شكرا لكما..


    كبر

    (عدل بواسطة Kabar on 08-03-2010, 10:36 PM)

                  

08-03-2010, 10:58 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: Kabar)

    Quote:


    ناصر ..حبابك يا صديق
    و حباب الصديق جمال ادم..و الذي اتابع ما يكتب باستمرار..و نقله لمقالات صديقنا عمر منصور فضل..

    كتر خيرك يا جمال على فتح قضية ملكية الأرض في جنوب كردفان/جبال النوبة..و احييك على جمع المعلومات التي تفيد كثير من اهل المنطقة للإلتفات لقضايا مصيرية..
    و قبل أن اقول بتصوري هنا.. احب ان اعلق على نقطة ذكرتها.. و هي أن البعض قاتل في جبال النوبة على اساس وعد من الحكومة بأن تمنحهم اراضي النوبة..و اظنك تقصد مليشيات الدفاع الشعبي بكل مكوناتها.. خصوصا ما يسمى بالقبائل العربية..و هؤلاء يا صديقي كانوا مرتزقة ساكت ..البعض منهم يقاتل من اجل عجلة بسكليت أو غنماية ناعيز يغنمها من غزواتهم السيئة تلك..فاطمئن يا صديقي ليس هناك من كان يقاتل في سبيل أرض أو احلام كبيرة كما تصورها هنا..!


    اخي كبر
    اعتقادك بان القبائل العربية حاربوا النوبة بانهم مرتزقة ساكت
    او من اجل غنماية او بسكليت ياخي افتكر ان النوبة مانائمين
    ياخي ماذا تعني الوثيقة السرية لدولة القريش عام 2020م
                  

08-04-2010, 06:02 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    Quote: اخي كبر
    اعتقادك بان القبائل العربية حاربوا النوبة بانهم مرتزقة ساكت
    او من اجل غنماية او بسكليت ياخي افتكر ان النوبة مانائمين
    ياخي ماذا تعني الوثيقة السرية لدولة القريش عام 2020م


    الأخ ناصر.. حبابك
    يعني يا قريبي حرصك على نقل كتابات اخونا و صديقنا ادم جمال احمد ( و التي اكتشتفتها مؤخرا) هو مجرد شرك عشان تفتش من تحتو اجابات لأسئلة تخصك؟..و باقي ليك يا ناصر الناس الحايمة هنا ما قرت كلام ادم جمال و هو بالنسبة ليها حاجة جديدة؟..
    لا توجد يا صديقي حاجة اسمها وثائق قريش..و خذها مني يا ناصر العالم الحايمة في جنوب كردفان و بتدعي انها عرب..لا علاقة لها بقريش لا من بعيد ولا من قريب..و هذه سكة يا صديقي المناقرة فيها لن تؤدي الى اغراض و ايجابيات كل المزاج العام في المنطقة يسعى الى تحقيقها..
    لا علم لي بالوثائق السرية لتأسيس دولة قريش..و كنت في المنطقة ايام عز الحرب فيها و لم تكن هناك مثل الوثائق التي تتحدث عنها ..فاٍن كانت وثائق قريش هي مدخل الحكومة لتجنيد مليشيا الدفاع الشعبي.. يبقى السؤال لماذا انخرط بعض من ابناء النوبة في صفوف الدفاع الشعبي؟..ام ان المقاتلين من ابناء النوبة في الدفاع الشعبي كان عندهم اعتقاد جازم بأنهم فعلا قريش و جزء من مصالح قريش؟..
    طرح الأخ ادم جمال هو طرح متقدم و انتظرناه زمن طويل أن نقرأ لأخوتنا من ابناء المنطقة ممن يضعون ايديهم على الجراح بشجاعة و الإيمان الحقيقي بالمستقبل الزاهر للمنطقة..و ادم يعرف جيدا قبل غيره كل المخططات التي كانت تحاك ضد المنطقة و مصالحها..فارجوك يا اخي لو داير تسألنا من قريش و ما ادراك ما قريش.. افتح ليك خيوط منفصلة..و دعنا نتابع ادم جمال بصدق و تأمل..



    ارجوك أن تتأمل معي يا ناصر مقولات ادم جمال..فكتب:
    Quote: وجبال النوبة تحتاج للمكاشفة والمصالحة وما يجمع القبائل أكثر مما يفرقها ، ثم أن الصراع نفسه جاء لأسباب وعوامل خارجية ليس للنوبة أو البقارة فيها يد ، الواقع أن السلطة المركزية هي التي قامت بزرع الفتنة بين البقارة والنوبة في إطار تكتيكاتها في الحرب الوقائية ضد نمو الحركة الشعبية من المناصرين . للأسف الشديد لم تفطن قيادات البقارة للمخطط ، وقد دفع الطرفان الثمن غالياً في حرب جانبية لا مصلحة لهم فيها صرفتهم عن العدو الحقيقي ، لأن البقارة والنوبة سواء في التهميش !! فلذلك ليس هناك سبب واحد موضوعي للحرب بين البقارة والنوبة سوى العامل الخارجي والسلطة المركزية في تأليبهم ضد بعض .


    ولا اظن ان واحد من ابناء أو بنات المنطقة يمكن أن يختلف مع هذه الوقائع المريرة و سردها بمصداقية عالية دون خوف ولا وجل..
    نعم نحتاج المكاشفة و المصالحة..
    نعم نحتاج أن نفهم اكثر بأن الصراع في المنطقة جاء لأسباب خارجية و كان مفروض على اهل المنطقة فرضا..
    و نعم نعترف بأن اهلنا البقارة لم يفطنوا للمخطط و دفعوا الثمن الغالي قبل غيرهم..
    و نعم نفهم أن البقارة و النوبة هم جميعا في الهوى سوا ( الإتنين مهمشين)..!!
    باقي ليك يا ناصر.. اخونا ادم جمال ما عندو فكرة عن خزعبلات وثائق قريش و الوهم الحايم في النت؟..

    كتب الصديق ادم جمال يقول:
    Quote: الصراع في جبال النوبة أدى إلى زعزعة الثقة بين هذه العناصر والمجموعات السكانية التي تعايشت لسنوات طويلة ، والمطلوب هو إعادة الثقة بين تلك العناصر حتى يستمر التعايش السلمي وتذويب الفوارق بخلق برامج بين الأطراف عن طريق مؤتمرات الصلح وأحياء المعاهدات والأحلاف والمواثيق القديمة وتعزيز المجهودات وصولاً لهدف التعايش بينها . فالحرب الأهلية في جبال النوبة قد تسببت في نزوح أكثر من مليون من النوبة والبقارة وشردتهم من ديارهم ، كما قتل فيها الآلاف ودمرت مئات المدارس والمراكز الصحية وأبار المياه والمشاريع الزراعية ، وفقدت فيها المواشي والممتلكات ، وحلت فيها ثقافة الحرب والأيديولوجيات العرقية والأقصائية والعنصرية محل قيم التسامح والسلام والآلفة ، التي كانت حياة المجموعتين النوبة والبقارة لأكثر من خمسة قرون مضت .


    فهل يستطيع بقاري أن يقول لأ لم نتعايش مع النوبة لسنوات طويلة..؟..و هل يستطيع بقاري أن يقول.. نعم بفعل مخططات المركز و تجار الحروب في المنطقة..اننا فقدنا الثقة في انفسنا عملنا أن يفقد النوبة الثقة فينا؟..
    بعد طرح ادم جمال..و كتبنا ايضا من قبل مساهمات في نفس الإتجاه..و غيرنا ايضا اجتهد.. فالمنطقة انتظمتها حالة وعي..و الجميع ادرك الأخطار التي تحدق بالجميع..و المؤتمرات بتقم و بتقع في المنطقة..و الجميع يسعى لإزالة الفوارق و اسباب الشقاق..و الكل معترف أن من حق أيتها انسان في المنطقة أن يعبر عن هويته الثقافية و الإجتماعية و الدينية و السياسية بالطريقة التي يراها ، و ان المنطقة تسع الجميع.. فهل هناك تقدم اكثر من هذا؟..

    كتب الصديق ادم جمال يقول:
    Quote: ومن الحقائق المعاشة أن عرب البقارة أصبحوا يشكلون جزءاً لا يتجزأ من الهياكل الاجتماعية والقبلية للنوبة والعلاقة بينهم ظلت أبرز ميزاتها التعايش السلمي والامتصاص العرقي والتمازج الثقافي والاجتماعي والتصاهر المتبادل ، الذي إنساب عبر مؤسساتهم وآلياتهم الأهلية الفعالة في وسط العشائر والبطون في كل جبال النوبة سواء كانوا رعاة أو زراع , وتعلموا لغة وثقافة بعضهم البعض ، بالرغم أن النوبة والبقارة ينقسمون إلي عشائر وبطون قبلية مختلفة ، إلا أن لكل منهما لغته ولهجته الخاصة وموطنه المحدد في الإطار المؤسسي لنظام الإدارة الأهلية ، وفي كل هذه الديار القبلية الجغرافية يلتقي النوبة وعرب البقارة مراراً وبصورة مكثفة حيث أنهم كثيراً ما يتقاسمون ذات المنطقة والعيش ويكونون علي إتصال وثيق ، وفي كثير من الأحيان إلى وضع ميثاق ينظم حياتهم ومصالحهم المتباينة المشتركة ، حيث أن البقارة رعاة رحل والنوبة مزارعين .

    أليس هذا هو واقع المنطقة؟..و كذاب يا ناصر من يتنكر لهذا التشخيص .زسواءا كان من النوبة أو البقارة أو غيرهم من ابناء المنطقة.. ببساطة لأنهم يدركون جيدا أنه الواقع..و ان احد ابناء المنطقة كتب عنه بشجاعة و صدق..!


    كتب الصديق ادم جمال يقول:
    Quote: - وضع حلول جذرية للمشاكل التي كانت تؤدي إلى نزاعات بين الأطراف القبلية كمشكلة المراحيل ومشاكل الإدارات الأهلية .
    - الإهتمام بالموروث الثقافى التقليدى الجعى لنشر ثقافة السلام والتعايش السلمى والتواصل القبلى وإقامة مؤتمرات الصلح بين القبائل.
    - الاستمرار في برنامج أحياء الأحلاف والمواثيق القديمة .
    - محاكمة الأطراف والأفراد التي ساهمت في الصراع وخلقت الأزمة عبر محاكمات للاقتصاص منهم .
    - ربط المجموعات النوبية وعرب البقارة وغيرهم بمصالح اقتصادية مشتركة وبرامج تنموية .
    - الإهتمام بالمؤسسات الشعبية التى تعمل فى مجال فض التزاعات وبناء السلام.
    - العمل على تطوير المنطقة من الناحية الجغرافية والاجتماعية وربطها بالاتصالات وشبكة من الطرق .
    - تطوير وسائل الإعلام والتعليم وتطوير نمط التواصل الاجتماعي عن طريق التصاهر والسكن .
    - الإهتمام بالوعى الدينى والثقافى لإنسان المنطقة.
    - الإهتمام بالتنمية بشتى أنواعها وخاصة البشرية منها.


    اها يا ناصر يا اخوي ، ما من باب الفشخرة.. انا ادعي انني اعرف الصديق ادم جمال من السماسم و الكرقل ..و ابصم بالعشرة على كل المقترحات التي صاغها هنا..و اعتبرها منفستو و خارطة طريق يمكن تطويرها و تهذيبها وتشذيبها..فهل تتفق معي.. ام ستظل في خانة قريش و ما ادراك ما قريش؟..
    اخر الحديث.. وثائق قريش كذبة..وهي مخطط للخراب أكثر من العمارة..
    و ارجوك يا صديقي لو عندك نية شراك و لولوة سويها غادي من كتابات اخونا ادم جمال..فالرجل مجتهد..و حرام نخرب اجتهادو بمماحكات ما ليها معني..!!

    كتر خيرك يا ناصر..

    كبر
                  

08-04-2010, 01:10 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: Kabar)

    العلاقة بين النوبة وعرب البقارة .. وثقافة التعايش السلمي في جبال النوبة

    بقلم / آدم جما ل أحمد – سدنى - استراليا

    تهدف هذه الحلقة الى بلورة فكرة التعايش السلمى بين قبائل النوبة وغير النوبة بمنطقة جبال النوبة ( جنوب كردفان ) .. ونشر ثقافة السلام بينها ، لأن فكرة التعايش السلمى وثقافة السلام من المسائل المصيرية والتى ما زالت مصاحبة للبشرية على إمتداد تاريخها ، وذلك لأن الإنسان بطبعه دوماً يميل وبل يتوق للطمأنينة والوئام وهذه فطرة الله ، كما أن الخلافات فى وجهات النظر والمفاهيم والأفكار هى من طبيعة البشر ، ويمكن حل كل ذلك بالحسنى وليس بالصراعات والعنف ، حتى يتحتم عليهم أن يعيش جميع أفراد المجتمع فى بيئة واحدة مع بعضهم البعض خارج دائرة الصراع والعنف فى تسامح وحرية ومساواة من غير أى تمييز ، لأن التعايش السلمى من الضروريات لبقاء وتنمية المجتمع وأهم ما يترتب عليه هو الحفاظ على مقومات المجتمع البشرية والطبيعية ، وحتى أن يتم ذلك التعايش السلمى بين هذه القبائل يحتاج منها الإستعداد النفسى للأفراد ورغبتهم فى الأخذ والعطاء من غير أى ضغائن أو إرث لأى نوع من أنواع الصراع السابق.

    لقد نشرت هذه الحلقة فى يناير 2004 بجريد ( ألوان ) وموقع كلاً من سودانايل وسودانيزأونلاين ونحن إذ نقوم بإعادة نشرها وخاصة فى ظل المتغيرات والتحولات التى قد تطرأ على الساحة النوبية بعد الانتخابات وإستفتاء حق تقرير المصير لجنوب السودان بفصل الجنوب أو عدم ، رغم كل الدلائل والمؤشرات تشير بفضل الجنوب ، والتى تتطلب ثقافة جديدة للسلام والتعايش السلمى بين القبائل بمنطقة جبال النوبة ، لأن تطبيق بنود ثقافات السلام وإستقرار الولاية تحتاج لجهود كل أبناء المنطقة من إثنيات مختلفة دون تمييز لتساهم فى عملية البناء والتعمير وما دمرته الحرب ، ولأهمية هذه الحلقة نقوم بنشرها حتى تعم الفائدة وتصبح دعوة لكل فرد ورسالة بأن يحملها ويتبناها جميع أبناء منطقة جبال النوبة.

    تسكن إقليم جبال النوبة مجموعة من القبائل ، وهي قبائل متداخلة جغرافياً واجتماعياً ، وتشمل النوبة بمختلف مجموعاتها اللغوية وعرب البقارة ( المسيرية والحوازمة وأولاد حميد) ومجموعات أخرى توافدت إلى المنطقة ( كالداجو والبرنو والفلاتة ) ، التي قدمت من غرب أفريقيا ، ورغم الانشقاق الذى حدث في جدار المنطقة بسبب الحرب والصراع ، إلا أنها شكلت بوتقة تعايش وتمازج أعراق وثقافات متباينة بين قبائلها تلك في السابق وهي أنموذج للوحدة الوطنية ومثال حي لامكانية خلق أمة متجانسة من خلال عقد مؤتمر للتعايش السلمي رغم التباين الثقافي والعرقي .

    هنالك عوامل ساهمت في التزاوج والتآخي بين تلك المجموعات المتباينة ، فولدت ثقافة جديدة وأدخلت أنماط جديدة من القيم والمعايير الاجتماعية ، وشكل الانصهار والانسجام بين سكان المنطقة ، وذلك لوجود علاقة اجتماعية وتاريخية بين النوبة والبقارة وهى علاقة استطاعت أن تحدث صيغة مستقرة ، وكونت نسيج اجتماعي ونموذج للعلاقة السلمية بينهم في جبال النوبة على مر السنين ، وهذا التداخل بين النوبة والبقارة أزالت الفوارق العرقية وتمثلت في نموذج متفرد للتعايش العرقي الكبير في سلام وتحالفات قبلية بين المجموعات العشائرية !! .. ويمكن أن تمثل هذه الأطروحة التفعيل الكامل لمؤسسات وقيم السلام الأهلية العبقرية في جبال النوبة ، وأن يعلموه للجماعات العرقية الأخرى في السودان وغيره من الدول الأفريقية ، لتخلق منها نسيج اجتماعي سياسي تلعب فيها العرقية دوراً رئيسياً في الحياة الاجتماعية والسياسية للجماعات والدول .

    وهذه دعوة لتفعيل مفهوم التعايش السلمي بين النوبة والبقارة والكيانات الأخرى بجبال النوبة لمعرفة السبب الصحيح بالطريقة الصحيحة بدعوة الصفوة والهياكل الإدارية القبلية لإضفاء الذكاء على عواطفهم ، وإصباغ العاطفة على عقولهم حتى يبصروا بطريقة صحيحة لجوهرية الإهمال والتهميش السياسي والاجتماعي الذي مارستهم ضدهم كل السياسات الحكومية ليصبحوا مجرد أناس متهورين يمكن تحريكهم بسهولة ضد بعضهم البعض على يد سلطة صفوية بعيدة عنهم جغرافياً ومعنوياً وثقافياً في حروب وتناحرات وصراعات مهلكة ليست من إختيارهم ، ولا هي في مصلحتهم على المدى القريب أو البعيد .. وجبال النوبة تحتاج للمكاشفة والمصالحة وما يجمع القبائل أكثر مما يفرقها ، ثم أن الصراع نفسه جاء لأسباب وعوامل خارجية ليس للنوبة أو البقارة فيها يد ، الواقع أن السلطة المركزية هي التي قامت بزرع الفتنة بين البقارة والنوبة في إطار تكتيكاتها في الحرب الوقائية ضد نمو الحركة الشعبية من المناصرين . للأسف الشديد لم تفطن قيادات البقارة للمخطط ، وقد دفع الطرفان الثمن غالياً في حرب جانبية لا مصلحة لهم فيها صرفتهم عن العدو الحقيقي ، لأن البقارة والنوبة سواء في التهميش !! فلذلك ليس هناك سبب واحد موضوعي للحرب بين البقارة والنوبة سوى العامل الخارجي والسلطة المركزية في تأليبهم ضد بعض .

    الصراع في جبال النوبة أدى إلى زعزعة الثقة بين هذه العناصر والمجموعات السكانية التي تعايشت لسنوات طويلة ، والمطلوب هو إعادة الثقة بين تلك العناصر حتى يستمر التعايش السلمي وتذويب الفوارق بخلق برامج بين الأطراف عن طريق مؤتمرات الصلح وأحياء المعاهدات والأحلاف والمواثيق القديمة وتعزيز المجهودات وصولاً لهدف التعايش بينها . فالحرب الأهلية في جبال النوبة قد تسببت في نزوح أكثر من مليون من النوبة والبقارة وشردتهم من ديارهم ، كما قتل فيها الآلاف ودمرت مئات المدارس والمراكز الصحية وأبار المياه والمشاريع الزراعية ، وفقدت فيها المواشي والممتلكات ، وحلت فيها ثقافة الحرب والأيديولوجيات العرقية والأقصائية والعنصرية محل قيم التسامح والسلام والآلفة ، التي كانت حياة المجموعتين النوبة والبقارة لأكثر من خمسة قرون مضت .

    ومن الحقائق المعاشة أن عرب البقارة أصبحوا يشكلون جزءاً لا يتجزأ من الهياكل الاجتماعية والقبلية للنوبة والعلاقة بينهم ظلت أبرز ميزاتها التعايش السلمي والامتصاص العرقي والتمازج الثقافي والاجتماعي والتصاهر المتبادل ، الذي إنساب عبر مؤسساتهم وآلياتهم الأهلية الفعالة في وسط العشائر والبطون في كل جبال النوبة سواء كانوا رعاة أو زراع , وتعلموا لغة وثقافة بعضهم البعض ، بالرغم أن النوبة والبقارة ينقسمون إلي عشائر وبطون قبلية مختلفة ، إلا أن لكل منهما لغته ولهجته الخاصة وموطنه المحدد في الإطار المؤسسي لنظام الإدارة الأهلية ، وفي كل هذه الديار القبلية الجغرافية يلتقي النوبة وعرب البقارة مراراً وبصورة مكثفة حيث أنهم كثيراً ما يتقاسمون ذات المنطقة والعيش ويكونون علي إتصال وثيق ، وفي كثير من الأحيان إلى وضع ميثاق ينظم حياتهم ومصالحهم المتباينة المشتركة ، حيث أن البقارة رعاة رحل والنوبة مزارعين .

    وكانت الإدارات الأهلية التقليدية السابقة سواء كان للنوبة أو البقارة تقوم على مفهوم واسع للقبيلة يستوعب الجميع ، وهذا يعنى فعلياً اتحاد قبلي يضم النوبة وعرب البقارة معاً بالإضافة إلى الكيانات العرقية الأخرى ، أما التعديل الراهن لحكومة الخرطوم في هيكل الإدارات الأهلية فهو يعنى ضمنياً أن القبيلة الآن صارت أكثر عنصرية وإنغلاقية ومحدودية وأقل تسامحاً وقدرة على التعايش مع الآخرين مما تشجع على مستوى محدود من الوحدة القبلية ، أما على المستوى الكلي فان هذه السياسات ليست إلا إجراءات ( فرق تسد ) ، قصد منها إضعاف الوحدة بين النوبة والبقارة والكيانات الأخرى في جبال النوبة ، وتعميق الفواصل بينهم ، والى تدمير التعايش السلمي ومؤسسات صنع السلام والتحالفات القديمة بواسطة سياسات الحكومة واستراتيجيات الفصائل والمليشيات خلال الفترات الأخيرة ، وبدأت تظهر ذلك جلياً من خلال مقالات لبعض الصفوة والكتاب من الطرفين تفوح منها رائحة التمايز وبذور الفتن والتباعد ، ترفض فيها التعايش بين النوبة وعرب البقارة وهذه دعوات متطرفة لبعض الأفراد تحاول جاهدة تبث سموم لبنة أفكارها بأن جبال النوبة .. للنوبة دون الكيانات الأخرى ، وهذه دعوة باطلة ونرفضها من جانبنا لتهميش وجود ودور الآخرين ، لذلك ندعوهم للنظر إلى الوراء وتدبر الرؤي الحكيمة وقصص النجاحات السلفة وتقليدها . لأن هنالك حقيقة مشتركة وهى أن مختلف الجماعات العرقية في جبال النوبة ومناطق التماس كثيراً ما تنشب نزاعات بين الرعاة والزراع ، حيث تشكل المواشي والحبوب عصب الاقتصاد الريفي ، وتتسم هذه النزاعات بأنها تحدث متفرقة وسرعان ما تزول ، وعادة ما يتم إحتواؤها وحلها عبر مؤسسات وآليات صنع السلام التقليدية ، والتي تنتظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لتلك الجماعات .

    مخطئ من يظن بأن كسب المعركة السياسية أو العسكرية كفيل بكسب المعركة الثقافية أو الاجتماعية ، فإذا ذهبنا مع منطق ( جبال النوبة .. للنوبة ) فإنها لا تواجه أزمة فقط في الحوار والتعايش بين النوبة والكيانات غير النوبية ، بل تواجه أزمة أيضاً على المستوى الداخلي بين المجموعات النوبية نفسها ، فمن خلال التجربة لحركات التحرر في السودان المتمثلة في الحركة الشعبية لتحرير السودان والمناطق المهمشة في كل من جبال النوبة والنيل الأزرق والشرق ودارفور.. إتضح أنه ما عاد كافياً أن تناضل فقط ضد هيمنة فئات القوميات ( الاسلاموعربية ) أي مستعمرة الجلابة خلفاء الإنجليز ، برغم أهمية وضرورة ذلك إنما المعضلة تكمن في كيفية ما ندعوا إليه من قيم جديدة داخل جبال النوبة ، فلقد لوحظ أن الذين يرفضون هيمنة القوميات الاسلاموعربية واضطهادها ، يرفضون أيضاً هيمنة أي قومية أو قبيلة أو مجموعة عرقية في جبال النوبة !! .. مستفيدين من الوعي الذي كسبوه بالصراع ضد هيمنة الجلابة طيلة سنوات الحكومات المتعاقبة على حكم السودان ، مما يطرح أهمية العمل على إيجاد القواسم المشتركة مع توفير المناخ الديمقراطي للحوار بين قيم وثقافات النوبة والبقارة مع بعضها البعض . إذ لا يكفي التوحد خلف شعار مقاومة الجلابة بوصفهم .. ( استعمار) .. فإذا ما أصاب هذا الشعار النجاح ، فان ذلك يطرح سؤالاً كبيراً ؟؟ ماذا بعد التحرر من هيمنة الجلابة وما هي عوامل الوحدة والتعايش السلمي في ظل الوضع الجديد ؟؟ ! فإنجاز الوحدة السياسية والاجتماعية والتعايش يحتاج إلى إيقاظ الوعي بالمصالح المشتركة ، كما يحتاج لتنمية معايير جديدة في حقل الثقافة والتعايش الاجتماعي للمساهمة في كيفية التعايش السلمي بين كافة قبائل جبال النوبة ، ولا سيما أن المنطقة زاخرة بالقبائل النوبية والعربية وغيرهم ، ويعود التعايش بين قبائل المنطقة إلي عقود عدة ، وقد بنت هذه القبائل بينها نظاماً اجتماعياً واقتصادياً واقعياً بموجبه كيف يتفادون التنازع والاقتتال بينهم مستقبلا ، وخاصة وهم ينقسمون إلى زراع مستقرون ورعاة رحل .

    وهذا يحتاج إلى مؤتمر جامع لكل قبائل النوبة والحوازمة والمسيرية وأولاد حميد وكنانة والشوابنة والشنابلة والدا جو والفلاتة وغيرهم من القوميات الأخرى في جبال النوبة للتعايش السلمي وأحياء التحالفات والمواثيق القديمة على أسس صحيحة وجديدة للعمل المشترك بينها جمعياً لإزالة التهميش . فهذه العلاقات السلمية تلخصت في السابق في تحالفات وعهود أصبحت بمرور الزمن واقعاً معاشاً ، الذي يحتاج لمؤتمرات جامعة بين مختلف هذه القبائل للجلوس والتفاكربأسس لأحياء هذا التعايش السلمي مستقبلاً للحفاظ على جغرافية المنطقة والديناميات الاجتماعية والاستقرار للنهوض بها ، أما التعايش الديني فان أهل جبال النوبة هم السودانيين الذين لا يرون صراعاً بين الأديان ، فعند الأسرة الواحدة قد تجد المسلم والمسيحي والغالبية منهم مسلميين ، لا يختلفون في إنسياب الحياة .

    النوبة لا يهدفون إلى الإنتقاص من حقوق هذه القوميات لأننا نعلم بأن عرب البقارة قد وجدت نفسها بعد عشرة أجيال أو أكثر إلى الوراء بأرض جبال النوبة ، لا تعرف وطن أخر لها غير جبال النوبة ، وليس هنالك أهل لهم غير النوبة !! فأنصهروا في هذا النسيج الاجتماعي الذى هم جزءاً منه ، فإذا أردنا أن نخرجهم من جبال النوبة فإلى أين يذهبون ؟! لقد أصبحوا جزءاً أصيل من التركيبة الاجتماعية النوبية ، فمنهم من تصاهروا وتمازجوا مع النوبة وتعلموا لغتهم وثقافتهم.

    نعم هنالك مرارات ومظالم تعرض لها النوبة وأخطاء استخدموا فيها العرب كأدوات نيابة عن الحكومة دون وعى لتأجيج الصراع وتنفيذ المخططات ، ولكن يجب أن لا نأخذ الغالبية بجريرة أفعال وأخطاء الآخرين منهم ، فكل من أخطأ وأجرم يجب أن يحاسب وأن يقتص منه لأن ليس هناك كبير على القانون وأن ترد المظالم والحقوق إلى أهلها ، والعفو في مثل هذه المواقف أكبر درجة في التسامح والخلق !! لإزالة الترسبات والغبن والأحقاد العالقة بالنفوس ، من أجل التعايش السلمي بأسس وقواعد جديدة لكل العناصر التي تعيش في منطقة جبال النوبة ، ولا بد من التأكيد أن مطالب النوبة لا تتعارض مع مصالح البقارة والكيانات الأخرى من خلال السماح لهم في المشاركة الفاعلة في كل المراحل من حكم ذاتي واستفتاء وحق تقرير المصير والسلطة والثروة والهياكل الوظيفية والسيادية والتعايش جنباً إلى جنب في المنطقة ، ولا أحد يعترض على مبادرة السلام لتنال جبال النوبة حقوقها كاملة مع المشاركة لجميع أبناء المنطقة دون حجر لفكر أو حكر لفئة معينة .

    وإذا كانت هناك فرصة للنوبة للاحتفاظ بثقافتهم وأعراقهم فمن الأجدى بمكان أن تتاح لهم فرصة للحوار والتعايش مع الكيانات الأخرى ، لأن الظلم الواقع على المنطقة لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال ، إذ أن المساواة في جبال النوبة قد تساعد على جعل الكفة متوازنة . فلذلك لابد من السعي الجاد لتحقيق الاستقرار والأمن والسلام بإقليم جبال النوبة ، لأن المنطقة مقبلة دونما شك على مرحلة جديدة من تاريخها ، لها أدبياتها وأدواتها السياسية والأمنية والإدارية الجديدة ، فلذلك لا بد من البحث عن المعالجات الموضوعية والآفاق المستقبلية لخلق نوع من قناعات التعايش السلمى بين النوبة وعرب البقارة والكيانات الأخرى لتصبح عقيدة راسخة ، بحيث لا تتعرض إلى هزة أو نكسة كما حدثت من قبل !! خلال الأتي :

    وضع حلول جذرية للمشاكل التي كانت تؤدي إلى نزاعات بين الأطراف القبلية كمشكلة المراحيل ومشاكل الإدارات الأهلية .
    الإهتمام بالموروث الثقافى التقليدى الجعى لنشر ثقافة السلام والتعايش السلمى والتواصل القبلى وإقامة مؤتمرات الصلح بين القبائل.
    الاستمرار في برنامج أحياء الأحلاف والمواثيق القديمة .
    محاكمة الأطراف والأفراد التي ساهمت في الصراع وخلقت الأزمة عبر محاكمات للاقتصاص منهم .
    ربط المجموعات النوبية وعرب البقارة وغيرهم بمصالح اقتصادية مشتركة وبرامج تنموية .
    الإهتمام بالمؤسسات الشعبية التى تعمل فى مجال فض التزاعات وبناء السلام.
    العمل على تطوير المنطقة من الناحية الجغرافية والاجتماعية وربطها بالاتصالات وشبكة من الطرق .
    تطوير وسائل الإعلام والتعليم وتطوير نمط التواصل الاجتماعي عن طريق التصاهر والسكن .
    الإهتمام بالوعى الدينى والثقافى لإنسان المنطقة.
    الإهتمام بالتنمية بشتى أنواعها وخاصة البشرية منها.



    20 مارس 2010 م - سدنى - استراليا
                  

08-04-2010, 01:50 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)
                  

08-04-2010, 05:05 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: Khalid Kodi)

    اخي خالد كودي
    شكرا علي الاضافة القيمة
    اتمني دوما ان نري تواجدك حتي نستفيد من معارفك الثر
                  

08-04-2010, 07:41 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)


    الأخ ناصر،

    تحياتى لك وللأخ جمال، والتقدير لمساهمته الهامه فى هذا الوقت الهام.

    نظام الانقاذ يهدف الى تصفية إنسان الجبال وثقافته والارض هى أحد أهم المرتكزات الثقافه!

    إنتبه المجتمع الدولى لمثل ممارسات نظام الانقاذ الفاشية والتى تتم فى كثير من المجتمعات التى بها سكان أصليين للأرض توارثوها عبر أجيال. وقدم المجتمع الدولى مرتكزات كثيره وهامه من خلال المنظمات الدولية والقانون الدولى، مايجب على المنتبهين لهذه القضايا أن يطرقوا باب هذه القنوان مسلحين بالمعرفه بحقوقهم.

    فنظام الانقاذ وثقافته لايمكنها أن تعطى الناس حقوقهم الا عن طريق الضغط .

    هنا بحث هام حول حقوق السكان الأصليين فى نظر القانون الدولى:


    http://intelligent-internet.info/law/ipr2.html


    وجدت هذا الكتاب :

    http://www.brill.nl/product_id27743.htm

    والذى جاء التقديم له كالاتى:

    This book addresses the right of indigenous peoples to live, own and use their traditional territories. A profound relationship with land and territories characterizes indigenous groups, but indigenous peoples have been and are repeatedly deprived of their lands. This book analyzes whether the international legal regime provides indigenous peoples with the collective right to live on their traditional territories.
    Through its meticulous and wide-ranging examination of the interaction between international law and indigenous peoples’ land rights, the work explores several burning issues such as collective rights, self-determination, autonomy, property rights, and restitution of land. In assessing the human rights approach to land rights the book delves into the notion of past violations and the role of human rights law in providing for remedies, reparation and restitution. It also argues that there is a new phase in the relationship between States and indigenous peoples in the making of territorial agreements.
    Based on its analysis of indigenous peoples’ land rights under international law, this book proposes an original theory as regards the legal status of indigenous peoples. It explores how indigenous peoples have been the victims of the rules governing title to territory since the inception of international law, and how under the current human rights regime, indigenous peoples have now gained the status of actors of international law.

    Published under the Transnational Publishers imprint.




    .
                  

08-04-2010, 08:57 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: Khalid Kodi)

    شكرا اخي كودي
    نحن حقيقة ندرك ادركك الاكبر علي مغتضيات الوضع الحالي
    في جبال النوبة وحقيقة مهما كانت الاستهداف حتما نحن منتصريين
    ونحن سعداء جدا اخي كودي بكل تلك المعلومات
    والحقوق الذي لم ننل منة شيئا
    واكثر مايدهشني ان ادرك شعب نوبة بكامل حقوقة
    وادركهم ان حقوقهم محضومة
    نعم اخي كودي الي الامام لتوثيق تلك المعلومات الثرة حتي تستفيد
    اجيالنا
                  

08-05-2010, 05:34 AM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    تحياتى ياناصر،

    موقف الأمم المتحده من حقوق السكان الاصليين وبالتأكيد (النوبه) يصنفوا كذلك- موقفها واضح... تجده هنا:

    http://www.un.org/esa/socdev/unpfii/en/drip.html

    وهنا معلومات مفيده تهم السكان الأصليين :

    http://www.globalissues.org/article/693/rights-of-indigenous-people

    فى الأعوام 1999-2002، ومابعدها لإشتدت هجمة الهوس الدينى والعرقى على النوبه كما تعرف، وكذلك إشتدت حدة التصفية العرقية ...

    فكرة (قرى السلام) والذى يعرفها الجميع تعبر عن قمة الترصد والاصرار فى تصفية النوبه كمجتمع أصلى فى تلك المنطقه ولأن المجتمعات وثقافتها لايمكن تعريفها بدون الارض فى الزمان تم إنشاء هذه القرى- لتصفية النوبه و ثفافتهم.

    فى العام 2002 كتبت (صديقة النوبه) بروفيسور ساندرا هيل هذه الوثيقة التاريخية عن الابادة الثقافية:

    http://www.crimesofwar.org/sudan-mag/sudan-hale.html

    وهى تاريخية لأنه فى ذلك الوقت لن تكن الأضواء موجهه على تلك المنطقه، ولم يكن هنالك إعلام وناشطين كما ترى الان ...

    شعوب النوبه لديهم قضية يعترف بها المجتمع الدولى متمثلا فى قانونه و هيئاته،

    و على النوبه أن يصعدوا قضيتهم عبر هذه القنوت وإلا ستتم إبادة ثقافتهم وحقهم فى التفاعل مع الأرض

    الذى توارثوه جيلا بعد جيل والى الأبد!

    مع التحية.


    ,
                  

08-05-2010, 06:52 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: Khalid Kodi)

    اخي خالد
    هناك مجهود جبار من الاخوة ابناء النوبة في القاهرة
    عام 2007 نشأت هذه الفكرة من خلال مقابلة التحالف الدولى للموائل أحدى شبكة المنظمات الدولية التى تضم فى شبكتها عدد 450 منظمة دولية بتقوم بمهام مناصرة الشعوب الاصيلة والاقليات فى العالم - وقد تمكن وقدمنا بشرح قضية جبال النوبة والظروف الماساوية التى مرت به وما زالت الظروف السيئة قائمة منذ عام 652 كتاريخ ميلاد أتفاقية البغط ومرور بالحقب الاستعمارية ( التركية والانجليزية ) وقانون المناطق المقفولة وأسترقاق المهدية للنوبة وثم النوبة ما بعد الاستقلال من عام 1956 مثلوا العمود الفقرى لدفاع السودان فى المؤسسة العسكرية وثم 1984م مع الحركة الثورية فى الجنوب الى 9يناير 2005 الى 2010م
    وبعد ذلك قدم لنا الخواجى وثيقة الاعلان العالمى لحقوق الشعوب الاصيلة بتكون من 46 بند بتحدث عن الحقوق الشرعية لشعوب الاصيلة على مستوى العالم واهم البنود فى الاعلان العالمى عن الشعوب الاصيلة الوحيدة تمتلك حيازة الارض والوحيدة تقرير مصيرها فى الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والميثاق العالمى لحقوق الشعوب الاصيلة يمنع الترحيل القسرى وعدم دمجهم فى الثقافة القومية داخل الدولة الوطنية وغيرها من الحقوق التى تحميها هذا الميثاق الدولى ولكن طالبوا مننا ان نوفر بعض المعلومات عن جبال النوبة مثل مسودة تعريفية عنة تاريخ وجغرافية جبال النوبة والانتهاكات الموثقة قبل الحرب واثناها وما بعدها

    [: وبالفعل تمكنا من تحضير هذه المطلوبات وبموجبة تم تنظيم ورشة عمل أستغرق 84 ساعة من خلاله قدمنا تفاصيل الانتهاكات فى جبال النوبة واليوم الثانى تم أستعرض نموزج معاناه الشعوب الاصيلة فى العالم واخذنا كورس فى عناصر التخطيط الاستراتيجى حول كيفية تنفيذ مشروع الشعوب الاصيلة وبموجبة بدات الانطلاقة من هنا وتم الاتصال بالاخوة بالنرويج وتم تسجيل المنتدى العالمى لشعوب الاصيلة - شعب جبال النوبة الاصلى وتم صياغة الدستور الانتقالى لمنتدى الشعوب الاصيلة وتم توزيعه فى السفارات الاجنبية فى القاهرة - وتم تكوين لجنة مركزية مؤقت مهامها التحضير للمؤتمر العام
                  

08-05-2010, 08:48 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    الأخ ناصر،

    تحياتى،

    وحقيقة مساهمة الأخ آدم جمال أحمد تمثل رؤية إستراتيجية متفاءله للتعايش فى المنطقه، وياليت النظام يستمع له ولمثل هذه الرؤى!

    نظام الانقاذ ومنسوبيه كالوحش الكاسره، جهله لايفقهون من سياسات التخطيط السكانى مايسمح لهم بإدراك مايجب أن يكون فى المنطقه،

    كذلك هم ضد الثقافه الغير عروبسلامية وهذا يعنى أنهم سيستمروا فى محاولاتهم لأدخال النوبه فى (نور الحضاره) كما يسمح لهم فهمهم البائس والذى يعنى الاستمرار فى تصفية ثقافة النوبه.

    نظام الانقاذ ومنسوبية لايفقهون من الاستثمار سوى عمولاتهم وحصتهم من البيع... وهم يبيعون أى شى فى أى مكان... هؤلاء لو يستيطيعوا أن يحققوا بعضا من ثراء من بيع أمهاتهم لما تأخروا!

    لذا وفى هذا الوقت لابد من حماية شعب وأرض جبال النوبه بالقانون الدولى.

    تحياتى للأخوه فى القاهره على هذا الجهد والذى يجب ان يستمروا فيه بالتنسيق مع الاخرين.

    يجب النجاح فى إدراج منطقة جبال النوبه وشعبها ضمن المناطق والشعوب التى يجب حمايتها من قبل المجتمع الدولى بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية المجازه من الأمم المتحده وغيرها من المنظمات الدولية.

    .
                  

08-05-2010, 10:06 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: Khalid Kodi)

    اخي كودي
    حقيقة نحن سعداء جدا جدا انني دائما اتابع كتاباتك
    حقيقة الوقوف علي قضايا اهلنا اصبحت وقفة حتمية
    نسبة ادي تفاعل الاحداث في السنوات الاخيرة بخصوص مسالة النوبة التي ترمي بظلالة كثيفة علي مشكل
    النزاع الدموي في السودان والي وضعها في بورة الاحداثالمحلية والاقليمية والدولية وكاي شعب اصيل امتلك
    النوبة حضارة انسانية عريقة لعبوا دورا رائدا في النطاق الاقليمي
    اخي خالد
    ان شعب النوبة ادركت الحقائق
    وافيدك علما بان منتدي شعب جبال النوبة الدائم
    حاليا مسجلة في نرويج
                  

08-06-2010, 09:21 AM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

08-06-2010, 08:52 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

08-08-2010, 01:23 AM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

08-08-2010, 06:43 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

08-09-2010, 04:13 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

08-27-2010, 11:56 AM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

08-30-2010, 03:36 AM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

09-03-2010, 01:47 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    up
                  

09-22-2010, 07:49 AM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!. (Re: ناصر الاحيمر)

    خيراً قُلتم وأهلاً عُدتُّم؛ أَجلٌ هذه دعوةُ المنطقُ التي ظللنا نتوق إليها حينٌ من الدَهر لم يكن مذكوراً، وهذا نداءُ الواجبُ الذي يُهمُ كل حادبٍ على مصلحة جبال النوبة بكل ما تحمل هذه الكلمة من جملة معاني ومفاهيم وقيم، وهذه بوتقةُ التفاعل التي تندمج فيها عناصر التعقل والتدبر للخروج بمحصلة يكون نتاجها خلاصة التفاكر والتشاور والتفاهم، وهي مبدأ وأمرهم شورى بينهم.

    إن مظالم جبال النوبة لم تكن وليدة اليوم ولا الأمس، ولكنها غائرة في سنين التجاهل التأريخي والسياسي المرسوم لها بدقة ومنذ زمن بعيد. فمن يطّلع على تأريخ السودان يجد أن المنطقة، وبما تحوي من خيرٍ وفير، لم تكن يوماً قِبلةً للارتقاء، ولا هدفاً للنماء، إلا ما ندر. لم يكن يُنظر لرجال جبال النوبة إلا للشدًة وقوة المراس. أنظروا الأربعجي بُلك وخمسجي بُلك وقوامهما، أنظروا لقوام جيش المهدية وقادته، ولحملات القائد حمدان أبي عنجة الذي توغل في الجبال جلباً لأقوياء رجالهم لدعم قوات الإمام المهدي المتجهة صوب الخرطوم آنذاك لمنازلة حكامها. استرجعوا التاريخ واستخلصوا أهداف غزو ملوك سنار لجبال النوبة؛ أليس ذلك من أجل الذهب والرجال­!! أنظروا لعظمة الرجال، وحكمة الفحول منهم عندما تم أسر السلطان عجبنا، وأراد الحاكم في مصر آنذاك اقتياد البطل إليه تيمناً بالحصول من صلبه على نسل قوي كمثله، فقال قولته المشهورة: لستُ حصاناً وطلب الموت عزيزاً مكرماً في أرضه السودان، وفي مدينته الدلنج تحديداً فكان له ما أراد. كل هذه الأمثلة دلالة على فحولة الإنسان النوبي حتى أضحى مثلاً (ما قولتو نوبة).

    إن نظرة القوم للإنسان النوبي عادة ما تتم من زاوية الدونية والاستخفاف والعنصرية، ودونكم هذه الأمثلة:

    (1) عند قيام أي تحرك أو انقلاب عسكري من قِبل أبناء جبال النوبة في القوات المسلحة فسرعان ما يوصف هذا الانقلاب ب"الحركة العنصريَّة".

    (2) اضطَرّ أبناء جبال النوبة اضطراراً للالتحاق بالحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السُّودان عندما اشتدَّت عليهم وطأة التقتيل، والتنكيل، والتصفية الجسدية من الأنظمة الحاكمة، وبمعاونة عملائها داخل جبال النوبة، وذلك لحماية ما تبقى لهم من موروث، وَوُصفوا بالطابور الخامس وبالمتمردين من قِبل السلطات على خلاف ما نُعِتَ به أولئك النفر من الشماليين والذين شهِروا سلاح المقاومة في وجه الحكومة فماذا سمّوا­؟ لقد سُمّوا بالمعارضة الشمالية و"ليس بالمتمردين".

    (3) الأدهى من ذلك أن الدين قد لُوِّن وأُصطُبِغ بصبغة العنصرية، وها هم القوم ملاك السلطة والجاه يفرضون الجهاد ـ أجل الجهاد ـ على إنسان جبال النوبة المسلم، على مرأى ومسمع من العالم كله بمدينة الأُبيض دون غيرهم ممن رفعوا السلاح، فيا لها من مفارقة مدهشة حقاً.

    لم تقتصر المظالم في الجبال على الموارد الطبيعية فقط، بل تعدتها لتشمل مواردها البشرية كذلك. فمن يمعن النظر في الإستراتيجية التي أُتَبعت في التعليم، ليعلم يقيناً بأنها أُسست على مفهوم الطرد التلقائي للمعلم، حتى لا يكون العنصر الأساسي للعملية التعليمية التنافسية، التي بُنيَ عليها نظام القبول في السودان. خذ مثلا التعليم الجامعي، فكيف يستقيم عقلاً أن يتنافس من يفتقد لمعلم الأحياء والفيزياء والكيمياء ورشفة الماء وعواء الإمعاء جوعاً وتيهة الظلماء مع مَن يملك كل مقومات النجاح بما فيها دِثار الدروس الخصوصية!!

    تعدد هذه المظالم التي أرخت بسدولها على واقع الحال قد أجبر الخُلص من أبناء الجبال على بلورة أفكارهم، وضرورة تنظيم صفوفهم لمواجهة الظلم، فشهِدنا قيام إتحاد عام جبال النوبة في منتصف الستينيَّات، وتأسيس تنظيم "الكومولو" في نهاية السبعينيَّات، والحزب القومي السوداني وغيرها من التنظيمات ذات الصلة بالعمل السياسي، وصولاً إلى الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السُّودان، والتي تتولى قيادة الهامش في هذه الظروف الصعبة.

    إن الأمثلة التي سِيقت في هذه العجالة لتذكَرنا بأن إنسان جبال النوبة لم يغفل دوره ولم يدَخر جهده للدفاع عن حقوقه، بل فهو واعيٌ لمتطلبات المرحلة، ومدركٌ لثقل المهمة، وعِظم الأمانة، التي أُنيط بها على مر الأيام. الهموم التي تؤرِّق بال أبناء الجبال ليست بالقليلة، والتفات كافة العوام حولها ضرورةٌ ملحَة تقتضيها المسئولية الجسيمة، التي من أجلها قدَمنا الغالي النفيس من النعم والأنعام. إن أردنا الوصول لغاية الأهداف فعلينا أن نُبقي الراية مرفوعةً لعنان السماء، وأن نَزُود عنها بترك نقائص الأهواء، والابتعاد عن مُنغِصات النفوس، وتسميم الأجواء بالحروف والكلم الجوفاء، التي تُغري علينا وعلى تشتيتنا الأعداء. أجلٌ لن يتسنَى لنا الارتقاء بنفوسنا إلى معالي الإخاء والرضاء، إلا بتجاوزنا عن الأطر الضيَقة من التفكير، وانفتاحنا على بعضنا برحابة الصدر وعميق التدبر وبقبول التذكير، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، ففي الإتحاد القوة والغلبة والرهبة، وعلى نقيضه المهانة والذلة.





    خيراً قُلتُم وأهلاً عُدتَم:



    إن المتتبَع لمسيرة جبال النوبة النضالية ليدرك أن النضال قد مر بمراحل تعقابية متباينة، تباين المتغيرات السياسية نفسها. فتارة أخذ النضال أدوار المواجهة والمطارحة والتطبيق العملي، مثل تأسيس التنظيمات العلنية؛ وتارة أخرى نحى النضال منحى السرية وتسييس أمورها في طي الكتمان؛ وكليهما أُوتي أُكلهما، ودونكم عددٌ من هؤلاء الرفاق الذين يقودون العملية السياسية والتنموية بكل فخر واعتزاز وفي كل المحافل.

    ما جعل تجربتنا السياسية والتنظيمية تراوح الفشل أمداً من الدهر ليخال إليَ أن مرده جملة من المسببات والمعوقات أذكر منها:

    (1) غياب المنهجية السياسية والفكرية لدى كثير من القادة، وغياب مبدأ التنبؤ المستقبلي والتهيؤ له. ففي العام 2002م، وحينما كنتُ بمدينة الرياض بالمملكة العربيَّة السعوديَّة جلستُ أتحاور مع الرفيق سعيد كومي ـ رئيس مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان فرعية الخليج ـ حينه كانت مفاوضات السلام تتأرجح يمنة ويسرة، نتلمس نوايا نفوس المتحاورين في توجس سعياً لإيجاد أرضية صادقة تنطق منها العملية التفاوضية قدماً. في ظل تلك الظروف جلستُ أناقش رئيس المكتب عن ضرورات المرحلة القادمة تحسباً لنجاح العملية السلمية واستباقها برؤية عملية لمواكبة متطلبات جبال النوبة، التي أرهقتها الحرب المستعرة فيها لأكثر من خمس عشرة سنة خلت، أُتلفت فيها الزرع والضرع ونُهِبت منها الموارد الطبيعية ما ظهر منها وما بطن، وأُزهقت الأرواح بصنوفها ما طال منها وما قصر، واشتدت على البريَة سطوة القساة حتى قالوا متى نصر الله تعالى، وهو الذي نهى عن إزهاق الروح لأنها من أمره تعالى، وشرع ما شرع حرمة قتل النفس البريئة، مسلمة كانت أم كافرة لأنها من صنعه.

    أجلٌ، جلستُ أحاور الرفيق على ضرورة تجهيز الكوادر وتعبئتهم ـ وما أكثرهم تناثراً في بقاع الأرض ـ بالتنسيق مع قيادة الحركة الشعبية، وبمساعدة الدول الصديقة أسوة بكوادر الجبهة القوميَّة الإسلاميَّة والأشقاء بجنوب السودان، وضرورة تكوين لجنة مختصة توكل إليها تنفيذ هذه المهمة بالأسلوب العلمي. فلا يستقيم عقلاً أن ننهض بالمنطقة دون سابق رؤية ورويَة. إن كوادر الجبال بالداخل والخارج، ولاسيما أعضاء الحركة الشعبية، لم ينسوا يوماً دورهم الوطني وهم في خندق النضال، ولن يألون جهداً للبِ النداء.

    (2) غياب الإستراتيجية المتكاملة لدى السياسيين من أبناء جبال النوبة، وتغليب الرؤية الفردية على الجماعية، ثم إن مبدأ القبول بالنتاج العقلي والفكري مرفوض من البعض، بحجة اختلاف الرؤى والميول السياسية، وكذلك الاختلاف القبلي الذي لا يزال معشعشاً في النفوس، رغم وضوح المخاطر التي تحدَقُ بنا من كل حدبٍ وصوبٍ. هذا الغياب قد غيَب عننا الكثير من الحقائق وأفقدنا كماً مقدَراً من المكاسب، بل وأفقدنا المصداقية في كثير من المحافل، وما إرهاصات عملية سلام مشاكوس ببعيدة عن الأذهان، حيث لم يعرف أصدقاؤنا من الوسطاء ما نريد تحقيقه صراحةً، وذلك لضبابية الأفكار، وغياب الرؤية الموحدة، والقيادة الحكيمة، وعليها خرجنا بالمشورة الشعبية التي نغازلها الآن، ولا ندري كم من مهرٍ سننال به رضاها وسلواها.

    (3) أبناء جبال النوبة بالمهجر سلاحٌ على مر الدهر، وكاذباً من ظنَ أنَهم هانؤ البال، منعمو الأبدان، مفعمون راحةً وصحةً، وكما يقول المثل "المابعرفو يقول عدس". فإن كان الرفيقُ بالأدغال حاملاً سلاحه وضاغطاً على زناده، فإن إنسان المهجر لَتجده حاملاً قلمه، ضاغطاً على مداده، عاملاً فكره، مدافعاً عن آرائه وأفكاره، كاشفاً للمجتمعات والشعوب الأخرى ما لم يستطع زناد البندقية فعله. أنظروا إلى الروابط العالمية المنتشرة في بقاع العالم ومساهماتها، تتبعوا المداخلات الفكرية على صفحات الإنترنت، أنظروا أيضاً للاجتهادات الشخصية، والمبادرات الفردية، والمساهمات المالية والعينية هنا وهناك، أليست كلها عوامل دفعٍ لهذه المشاركة النضالية؟ إن طبيعة السلاحين المستخدمان لتكملان وجهي النضال، وهذه تدحض مقولةَ إنَ مَن حمل السلاح لأجدر وأولى بتسيير دفة الأُمور، وبِنَيل المكاسب والأُجور، والاستئثار بكامل كيكة الانتصار والحبور من ذلك الإنسان المهجري. وهذه الأنانيةُ من التفكير الخاطئ هي التي أدّت بكثير من الرفاق ببلاد المهجر للنأيَ بنفوسهم، وتفضيل متابعة ما يجري ويدور في أروقة ودهاليز السلطة بالجبال عن بعدٍ.

    (4) هناك عاملٌ آخرٌ لا يقل أهميةً وتأثيراً عن سلاح البندقية والقلم، وهو الدافع النفسي الذي يؤدِّي إلى انهيار الجند في ساحات المعارك، وتجفيف مداد الأقلام على صفحات الجرائد، فما بالكم بالإنسان؟ لم يتطرَّق أحدٌ للتأثير العكسي والارتدادي للدافع النفسي لدى المناضلين. فلربما أدى هذا التجاهل ـ قصداً أو تلقائيَّاً ـ بالآخرين إلى فقدان الثقة واليأس بنفوسهم، ومِن ثمَّ الانزواء أو الانسلاخ، والبحث عن بدائل لتعويض الآثار السالبة لذلك الفعل، وكثيراً ما فقدنا كوادراً مقتدراً ينتفعُ بها خصومنا دون كدٍ أو جهدٍ والأمثلة كثيرة، فتهميش الرفاق مرفوض أياً كانت دوافعه.

    (5) شطط القول وذلل الألسن دون وازع من ضمير أو تدقيق بصيرة قد أفسد الكثير من الود بين المناضلين، وعليهما أدعو الإخوة في كل ميادين الكفاح ضرورة ضبط الكلمة قُبيل إخراجها، فرب كلمةٍ شاردةٍ باستطاعتها أن تشرخ أركان الاحترام والثقة، وتهدم قواعد البناء والوحدة، وتثقل كاهل البقية من الرفاق بتبعة تركة هذه الكلمة.

    وأذكر هنا مثالاً حياً وحاضراً في شخص الرفيق الفريق عبد العزيز الحلو، فإن الرفيق الحلو قد واجه من لسعات الكلمات ووخزها ما تدمي لها القلوب، وهو القائد الذي أودع فيه الرفيق الراحل المقيم يوسف كوة مكنون أسراره، وكامل ثقته داخل ساحات المعارك وخارجها، وقائد بمقام الرجل وبهذا الحجم من الأهمية لجدير باحترام الجميع وعلى اختلاف الملل. ما زاد احترامي للرجل أنه وعندما اشتدت عليه المعاداة ووطأة اللسان من الخاص والعام من أبناء الجبال هجر القوم هجراً جميلاً، لا أذية فيه، حفاظاً لمقتضيات المصلحة، وأعرض عن أقوالهم التي تؤذيه، وجادلهم بالحسنى من القول، فلم يهملهم ولكنه أمهلهم، ولم يعاديهم، ولكنه عاودهم حتى انقشعت سحابة الباطل، وتجلَّت عظمة الحقيقة. إن الرجل ليستحق وقفة إجلال وهذه هي الحقيقة المجرَّدة، لم ينشّق بجنده شاهراً سلاحه ـ كما يفعل كثيرون ـ ولم يجاهر بخصومته معلناً انفصاله، بل انزوى بركنه بتريُّث وحلمٍ، لا سباب للقوم فيه، ولا عناد، وهذه هي مَزِيّة القائد النافذ البصيرة المُحِق للقيادة. إن ما يقوم به الرفيق الحلو بصبره وإقدامه من دفعٍ لمسيرة الجبال بذكاءٍ متَّقد وإرادةٍ جلدةٍ ـ قلّما تتوفر لدى غيره من الرفاق ـ لجدير بالفخر والاعتزاز، جعل منه أن يكون رجل المرحلة بامتياز، وواجبنا هو الوقوف بجانبه ومؤازرته لاجتياز هذه المرحلة العصيبة من مراحل النضال والكفاح.

    (6) من يؤمن بفرضية استسلام المؤتمر الوطني أو بنزوله لرغبة الإنسان وحقه الأبدي وبالتالي إجراء انتخابات حرة ونزيهة تتحقق معها معاني العدالة والديمقراطية فهو مخطل، فالمؤتمر الوطني كان ولا يزال خصماً في ميادين المعركة، وإنهم لم يتوانوا في استخدام كافة الأسلحة، وضروب المعرفة، والتكتيك للوصول لغاية الانتصار، ومحو العار، ورد الاعتبار لمن أسموهم بالشهداء على أشلاء الأبرياء، من الصبية كانوا أم من النساء. أُناس بهذه الإستراتيجية من الفهم لا محالة سيستخدمون كل فنونهم ومهاراتهم الفردية والجماعية لكسب ما عجزوا عن نيله في الميدان العسكري. إمكانيات المؤتمر الوطني وكفاءته على التأثير على مجريات الأحداث وتحويرها للصورة التي تروق له لا تغيب على المتتبِّع لها، وما تمخضت عنها الانتخابات من نتائج كانت متوقعة منذ زمن بعيد. إذ كيف يُعقل أن تُمنح منطقة كيلك بجنوب كردفان دائرة جغرافية كاملة ولا يتعدّى تعداد سكانها ال 3,000 نسمة في الوقت الذي تُعطى فيها مدينة كادوقلي حاضرة جنوب كردفان ذات ال36,000 نسمة دائرة واحدة فقط !!! الإجابة في غاية السهولة طبعاً، ذلك أن منطقة كيلك موالية للمؤتمر الوطني، وعلى هذا المنوال قس عليه منطقة الحمّادي والدبيبات وأُخريات كُثُر. فمَنْ كان منا لم يتوقع ما يعتمل في أذهان واضعي إستراتيجيات المؤتمر الوطني على عدم التفريط في جبال النوبة فهو واهم ولا يُحْسِن قراءة الأحداث. إن منطقة جبال النوبة لتتميّز بكونها واحدة من الفواصل الطبيعية بين جنوب السودان وشماله، وبذلك تكون منطقة عازلة عند نشوب أية مواجهة بين الشمال والجنوب لا قدّر الله، فضلاً عن ذلك وجود الموارد الطبيعية المتنوعة فيها لتجعلها منطقة استقطاب للقوى المتصارعة. أيضاً وجود القبائل العربية بتوجهاتها الإسلامية والمناصرة دوماً لمثلث الشمال قد شكَّل منها خط المواجهة لكل حكومات المركز ضد جنوب السودان، وأخيراً ضد أبناء جبال النوبة أنفسهم ناهيك عن حلم تكوين دولة قريش الكبرى.

    إن تقرير مصير جبال النوبة قد أُرْتُهِن بشفافيَّة المشورة الشعبية، وهي ببساطة عبارة عن غلبة أو أكثرية المُنتخَبين من كلا الجانبين المتنافسين. إن المؤتمر الوطني، ومن ورائه جُل الساسة الآخرين ـ وإن اختلفت خطوط أفكارهم، فإنها تتقاطع عند إستراتيجياتهم ـ ليعلمون بأهمية جبال النوبة، وعليها فقد سخَّروا جُل إمكانياتهم منذ العام 2005م لإفشال المشورة الشعبية، وبكل الطرق المشروعة منها وغير المشروعة. عدم مشروعية الطرق هذه والخوف من نتائجها هي التي قادتني في الاجتماع الحافل لمناصري الحركة الشعبية بدولة النرويج في العام 2006م بتوجيه السؤال المباشر للسيد الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم وهو: ما هو مصير جبال النوبة إذا تلاعب المؤتمر الوطني بنتائج الانتخابات في جبال النوبة ولم تنجح المشورة الشعبية في منح إنسانها ما حارب ودفع الغالي والنفيس لأجلها؟ وها نحن موضع الامتحان الحقيقي الآن. كان رد باقان أموم: "إن قيادة الحركة الشعبية هي الموجودة على الأرض بجبال النوبة ـ بدليل وجود الأخ إسماعيل خميس جلاب والياً على جنوب كردفان ـ ونفس القيادة التي أتت بالوالي جلاب هي التي ستفرض المشورة الشعبية في جبال النوبة كذلك.

    (7) إن بيت القصيد ولب الصراع الذي لم يتم التحكم في أشرعة سفينتها بغية الوصول بها لمرفأ الأمان تجاهلاً أم تغافلاً من قِبل مَنْ تولُّوا زمام الأُمور في الجبال بُعَيد اتفاقيَّة سلام نيفاشا كان المشورة الشعبية، تلك المصيدة التي أوقعتنا فيها مجموعة الدول التي رعت عملية السلام وفي ذهنها الإبحار بها قُدُماً خشية غرقها برمتها. إن نجاح المشورة الشعبية لرهين بجملة معطيات جوهرية، وثوابت أساسية يحتل المواطن مركز الثقل في إحداثياتها ونتائجها من بَعَد، وبحسب ما تمليها عليه الممارسة الديمقراطية الشريفة. إن عملية النزوح القسرية والممنهجة لمواطني جبال النوبة من قبل أجهزة الحكومة وحلفائها وتوطينهم بمناطق أُخرى بحجج واهية تعتمد على سلامتهم لم تكن لصادقة البتة، وإلا لكانت السلطات الحكومية أرجعتهم إلى أماكنهم الأصلية بعد بزوغ شمس السلام. إن الحقيقة التي لا يساور الشك فيها أحدٌ هي أن النزوح هذا ما أُريد به إلا إحداث التغيير الديموغرافي للتركيبة السكانية في المنطقة بواسطة تفريغ المواطن منها حتى يتسنى لمهندسي السياسة في المؤتمر الوطني من استحداث الدوائر الانتخابية بالصورة التي تحقق لهم الغلبة في المشورة الشعبية. ظللنا بالمهجر ننادي بضرورة تفعيل العودة الطوعية للمواطن النوبي، وتسخير كل الإمكانات المتاحة له حتى يتيسر له مقوِّم العودة ويستهويه عنصر البقاء، إلا أن الناظر لمجريات الواقع ليجد عكس ذلك. لم تكن هنالك عودة طوعية مدروسة ومدعومة كما كنا نخال ونأمل مِنْ مَنْ تولُّوا زمام الأُمور بالجبال ولو كانت رؤية المصلحة القومية للجبال هي الطاغية حينها لدى العامة لما آلت الأُمور لهذا النفق السحيق من تأزم الأوضاع. لم نتحوط للمستقبل بإجراء المعالجات الفورية وإرساء المقومات اللازمة للبنية التحتية التي تشجِّع مهجِّري الجبال للعودة طواعية، والذين بدورهم ترتكز عليهم العملية الانتخابية، وحتى لا ندفن الرؤوس في الرمال علينا أن نسأل وبتجرد: ماذا أُوْجِدَت من أرضية ثقة لهذا المواطن ليُغْرَز فيه روح التعاون والمجاهدة؟ ما الروح التفاعلية التي تنشِّطه على التفاعل الفوري عند الحاجة؟ إن الأماني والشعارات والمفردات وحدها لا تَهُم، وعلى ولاة الأمور محاسبة أنفسهم أولاً إن أرادوا أن يكونوا محل ترحيب المواطن المغلوب على أمره، ونحن نلهث وراء العودة الطوعية، والزمن لا يسعِفُ أحدٌ.

    مما سبق استخلص هذه النقاط في هذه الخاتمة:

    (1) أدعو الإخوة الرفاق، وخاصة القادة الأعزاء، أن تكون هذه الدعوة بداية دعوات متلاحقة لتكوين مِثْل هذه اللجان وفي شتى المجالات، وألا تقتصر هذه الدعوة على إنجاح العملية الانتخابية فقط.

    (2) المنطقة في تحدٍ صعب وعلينا ضرورة التفكير اليوم، وليس غداً، في نتائج العملية الانتخابية، ماذا أعددنا لها إن فزنا فيها، وماذا علينا فعله إن لم يحالفنا التوفيق، وما الأسباب؟

    (3) ضرورة إيجاد آلية فاعلة لتثبيت كوادر أبناء جبال النوبة، والاستفادة من إمكانياتهم، والعمل على استرجاع من انسلخ منهم.

    (4) الاستفادة من الفاقد التعليمي، وإنشاء معاهد ذات صبغة مهنية وفنيّة لهم ولهذه المعاهد ستوفِّر، بلا شك، الكثير لهؤلاء وللمنطقة على المستويين الاقتصادي والتواجدي للعنصر البشري.

    (5) المشورة هي العدالة بعينها، وتثبيتها يكون عن طريق اختيار المؤهلين لها دون أية اعتبارات شخصية أو نفوذ.

    (6) إشراك المؤهلين ذوي الاختصاصات والكفاءات في عملية النهضة والبناء، ولا سيما أولئك المتواجدون داخل السودان إن أردنا حقاً المساهمة في صنع تاريخ جبال النوبة الحرَّة، إذ كيف تطالبون بحضورنا الشخصي، وتشتكون من قلة الكادر المدرَّب، وهناك نفرٌ كريم يقف على خط الاستعداد للمشاركة هناك؟!

    (7) بناء الإستراتيجية المتكاملة للعملية السياسية والنهضوية بجبال النوبة لتوجيه متطلبات المراحل القادمة، والاستعانة ببيوت الخبرة في ذلك.

    (8) العودة الطوعية لمواطن جبال النوبة كانت ولا زالت صلب العملية الانتخابية، لكونها حجر الأساس الذي يترتّب عليه بناء البنيات الأساسية التي تهدّمت إبان الحرب والتهجير القسري.

    (9) لا خيرٌ فينا إن لم نقلها بصريح القول بأن عدم الشفافية في التصرف في الأموال العامة لا يقل خطورة عن الخيانة، ولكم قياس النتائج التي تترتب على فقدان المناصرين للقضية بعاملي القنوط واليأس الناتجين عن إهدار تلك الأموال.

    أخيراً أدعو كافة الإخوة عبر هذه المساحة ضرورة الإسراع في تلبية هذا النداء الهام في تاريخ نضال أبناء جبال النوبة، لأن الصراع على الموارد بشقيها الطبيعية والبشرية قادم لا محالة، وما لم تعالج المسائل بالحكمة والاستباقية من العمل الجاد، فإن النتائج ستكون وخيمة، وهذه تتطلب تكاتف الجهود، وتلاقح الأفكار، وإعمال العقل لتدارك ما أفسدتها مطامع النفوس.

    ألا هل بلّغتُ اللهم فاشهد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de