اهل طوكر احق بهذا

Quote: 5) آلاف أسرة في العراء والمياه تغمر(75) كيلو متراً من المدينة شندي... حكاية مدينة تحت الماء الصورة الذهنية التي علقت بذاكرتي طيلة الفترة الماضية عن بعض المدن التي أزورها بحكم مهنتي الصحفية في الترحال دوماً وأحياناً بإنتمائي للمنطقة، تبدّلت تماماً لتلك المدينة الوادعة على الضفة الشرقية من النيل.. (شندي)، فلا قلمي قادر على التعبير عنها ولا الصورة بامكانها نقل الواقع المأساوي وإن شئت قل الكارثي بعد الدمار الذي ضربها بفعل سيول وفيضانات اجتاحتها بقسوة يوم الثلاثاء الماضي.. وربما تخادع إذا قلت دماراً، ولكن الحقيقة هي الغياب التام لعدد من القرى الطرفية للمدينة، وتأثر ما يزيد عن (35) قرية ما بين الجزئي والكلي، ورغم هذا الخراب إلا أنّ المواطنين وفي ظل الغياب التام للدور الرسمي من قبل الحكومة لتلافي الأزمة بحسب تعبيرهم، يجدون عزاءهم في مداعبات تنطلق بين الحين والآخر بين مستقلي (المراكب) والذين ينتظرونها على الضفة الأخرى لشراء حاجيات من المتجر الصغير لأطفالهم الجياع. ..... ضرر كبير أفادت التقارير الاولية للجان الحصر ان ما بين (4 - 5) آلاف أسرة بالمدينة تضررت بفعل الفيضان، ويتراوح حجم الضرر بين الغياب الكامل لبعض القرى مثل قرية (ساردية) وقرية (هببنا) والجزء الشرقي الشمالي من المسيكتاب، وأخريات، وما بين الغياب الجزئي لبعضها، وآخر يؤول للسقوط، ولا يجد أهلها غير استخراج (أسرتهم) بالكاد ومن ثمّ مهمة البحث عن مكان يعصمهم شر الماء، وبالتالي هم في العراء طيلة الأيام الماضية دون مأوى وغذاء. تشخيص حـــــالـــــة.. فور وصولنا إلى مدينة شندي ضمن وفد إعلامي التقينا برئاسة المحلية اللواء عبد القادر عكود معتمد المحلية والذي قال أن الأمطار والسيول فاقت خمسة أضعاف الأمطار في فيضان (1988) الشهير، وقال ان المياه تغطي حوالي (75) كيلو مترا من المنطقة. وتوقع تلقي محليته العديد من الصفعات المطرية القاسية في الأيام المقبلة، خاصة وان الفصل لا يأبه كثيراً بحال المدينة، واشار عكود الى تضرر (5) مدارس بالمحلية إضافة الى دخول المياه للمزارع، التي يعتمد عليها السكان المحليون في تربية القطيع والغذاء وانتاج الفواكه، وقال المعتمد ان محليته شكلت (9) لجان تعمل خلال (24) ساعة، مكونة من الجهات التنفيذية، والسياسية، والأجهزة النظامية والشعبية للحصر والتدقيق وإيصال المساعدات. ولكن يؤخذ على اللجان انها بدأت متأخرة أي بعد ستة أيام حسوماً من الكارثة. وألمح عكود في تصريحات صحفية بمقر المحلية أمس، إلى أن الوضع الصحي ربما يحتاج الى رش بالطائرت لكون المساحة التي تغمرها المياه حوالي (75) كيلو مترا من المدينة، بالاضافة الى تكوين فريق وبائي بعيادات متحركة، ولكن الرجل رغم تشخيص حالة المدينة لا أظنه سلك يوماً في دروبها الوعرة ليرى حجم تلك الخسائر، وربما اعتمد في تقديره للحاجة الفعلية للمتضررين على تقارير تقديرية لكونه قال: نحتاج الى (3) آلاف خيمة، وأكد أن محليته ليست في وضع كارثي، بجانب تحديد الحاجة من (المشمعات، الناموسيات البطاطين، الخيش)، و كشف عن اتصالات جرت بينهم ود. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، عضو المجلس الوطني عن المنطقة، ود. علي كرتي وزير الخارجية والعضو البرلماني عن المنطقة، ووزير الداخلية لإنقاذ الموقف. وطالب عكود بدعم المحلية وتزويدها بالخيم، وأشار إلى أن الفريق الهادي عبد الله والي الولاية سيعمل على وضع خارطة كنتورية للولاية ومن ضمنها مدينة شندي لرصد مسطحات المياه واجراء التحوطات اللأزمة مستقبلاً. رؤية مختلفة.. وصفت القيادات المحلية الوضع بالكارثي، ووجهت صوت لوم واضح للحكومة الولائية والمركزية لعدم تدخلها لإنقاذ المدينة رغم إبلاغها بالدمار الذي لحق بالمدينة وطالبت، وزير الداخلية المهندس محمود حامد بالتدخل لاحتواء الوضع في المحلية، ودعمه بقوات الدفاع المدني. وقالت د. أماني عبد الرازق عضو المجلس الوطني، إنّ الدمار الذي لحق بالمنطقة كبير، وما زالت المنازل محاصرة، والمياه على مد البصر وفي كل الاتجاهات، وذكرت القيادات أن الوضع يحتاج الى مد يد العون من المركز والجهات كافة لتلافي الأوضاع قبل تفاقم المخاطر على المواطنين، والانتقال لمرحلة الكارثة الصحية. من جهته رمى مصطفى عبد القيوم عضو المجلس التشريعي لمحلية شندي، باللائمة على الجهات الرسمية من عدم تدخلها لإنقاذ الموقف الذي وصفه بالكارثي، وقال إن المنطقة تحتاج الى جهد أكبر من جهد المحلية والولاية، وأشار الى قطوعات في المياه والكهرباء في اليومين الماضيين، وقال: الناس في العراء ولم يصلهم شئ حتى الآن من الجهات الرسمية، وأردف عقب وقوف شاحنة صغيرة تحمل موادا غذائية من المحلية في لحظة تصريحه، أن ماتحمله العربة من مساعدات، لن تكفي نسبة ضيئلة من المواطنين. إعلان حالة الطوارئ.. أوضح إبراهيم حسين عبد الله رئيس المجلس التشريعي بالمحلية أن المحلية ستحول ميزانيتها الى الطوارئ، وأكد أن إمكانية الولاية عاجزة عن تدارك الوضع الذي اعتبره كارثياً. الى ذلك انتقد المواطنون، سلوك المحلية وقيادات المنطقة والمركز في التعامل مع المتضررين بالمحلية، وقالوا: (نحن تحت ظل السماء ونشرب من مياه السيول وليس لنا مأوى ولا غذاء)، وأضافوا: لم يأتنا مسؤول حتى الآن، واكدوا ان معظم الناس لم يخرجوا الا بأطفالهم فقط.. رحلة حزينة.. كشفت جولة «الرأي العام» بالمحلية أمس، أن المناطق المتأثرة بالفيضانات بالمحلية أكثر من (35) قرية منها (مربع 37، مربع 43، مربع 30، مربع22، المسيكتاب القوز، المسيكتاب التحت، المسيكتاب العشر، المسيكتاب هببنا، بئر الباشا، بئر الطيب، العوتيب، العروس، العبابدة والجوداب، الفكي صالح، الرفيداب، السلمة بحري، العطالاب، المدنياب، الرحماب، الدليج الرحماب، المجاديب أبو الحسن، أم القرى البرياب، أبو التاي، العبابدة المريخاب، وادي الدومة، القصرياب، العبدلاب، الدويماب، المصلحة الكفنجة، حلة عمر، الوقيعاب، أبو طليح والعميرية).الوضع خطير والحالة صعبة..والأهل بمدينة شندي يستغيثون .. عزة الناس.. بعض المواطنين الذين استطلعتهم «الرأي العام» عن الوضع وماذا يحتاجونه قالوا انهم لا يريدون الإغاثة من أحد، والغيظ يملأ أعينهم من عدم مساعدتهم في محنتهم، وأشاروا الى أن فترة الانتخابات شهدت تقاطر العديد من المسؤولين الذين اختفوا الان تماما.. رسالة للرئيس أحد المواطنين المغلوبين على أمرهم من فعل الفيضان واثناء نزوله من المعدية قال : (أريد ان ارسل رسالة لرئيس الجمهورية ليخرجنا من هذا الوضع)،ورفض الرجل في ه######## ان يطلب المساعدة من اي مستوى دون ذلك..وقال انه يريدها رئاسية فهل من إستجابة؟؟