صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 09:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2010, 10:57 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م)

    ستكشف قناة النيل الأزرق فى الحلقه القادمه من برنامج (مراجعات) للطاهر التوم ضمن سلسلة حلقات برنامجه (مراجعات) الذى يستضيف هذه الأيام البروفيسر على شمو الاعلامى المعروف صورإعدامات ضباط يوليو 1971م والتى تمت خلال أل 5 أيام التى تلت عودة نميرى فى عصر 23 يوليو 1971م بعد محاكمات ظلال الاشجار بمدرعات الشجرة...

    سألت الاستاذ على شمو مباشرة فى لقاء عابر وقد ظهرت صورته ضمن الحاضرين بجوار نميرى على الصحف فى أول مؤتمر صحفى بعد العودة عما تحفظ معيته من تواثيق لهذه الأيام وقد كان وكيلاً لوزارة الاعلام فى ذلك الوقت فذكر لى أن الملازم جبارة كان يأتيه بعد منتصف الليل بالافلام النيقاتيف التى صورها ويطلب منه إخلاء الوزارة من الموظفين عدا فنى واحد لمساعدته بغرفة التحميض والطبع وكان يتم طبع الصور والتى كانت تصور الاحداث فى سلسلة من الصور تبدأ بالمحاكمة ثم إقتياد المتهم للدروة واصطفاف طابور الإعدام ثم التنفيذ والضرب ثم سقوط الابطال ....
    وعند سؤالى له عن مكان الصور ذكر لى أنها موجودة معه...وأن هناك نسخة منها بخزينة الاستخبارات العسكرية...

    كنت أتمنى أن يتم نشر هذه الصور قبل ذلك الوقت بكثير لتكشف أسراراً كتمتها صدور هؤلاء الرجال لمن كانوا يُظاهرونهم الولاء والتأييد فذهبوا ودُفنت معهم فى قبور لا يعلم مكانها إلا الله ...
                  

07-27-2010, 00:22 AM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: sourketti)

    الاخ سوكتي

    تحياتي

    Quote: كنت أتمنى أن يتم نشر هذه الصور قبل ذلك الوقت بكثير لتكشف أسراراً كتمتها صدور هؤلاء الرجال لمن كانوا يُظاهرونهم الولاء والتأييد فذهبوا ودُفنت معهم فى قبور لا يعلم مكانها إلا الله


    نتمنى أن يتمكن احدا ما من الارشاد على مكان تلك المقابر , ليتمكن زويهم من زياره قبرهم والترحم عليهم , للاسف الشديد تاريخ السودان مليئ بالاسى والدماء والدموع , ما زالت هناك الكثير من الاسرار في صدور الرجال نتمني ان يمتلكوا الشجاعه ليوصلوها لنا كما هي بدون أي تزييف!...

    مودتي
                  

07-27-2010, 04:11 AM

ضياء الدين ميرغني
<aضياء الدين ميرغني
تاريخ التسجيل: 01-29-2009
مجموع المشاركات: 1431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: مجدى محمد مصطفى)

                  

07-27-2010, 05:58 AM

مدثر محمد عمر
<aمدثر محمد عمر
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ضياء الدين ميرغني)

    والله يا سوركتي مقدرين جدا مجهوداتكم الكبيره لحفظ تاريخ أمين لنا ولأطفالنا.. في اشياء حسب إعتقادي حجبها يعد عدم أمانة وعدم أخلاق لأنه منع من لا يملك عمن يملك..
                  

07-27-2010, 06:21 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: مدثر محمد عمر)

    sudansudansudansudan332.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

07-27-2010, 10:57 AM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: خالد العبيد)

    Quote: حوار مع هند ابنة الرائد (م) هاشم العطا حول البُعد الآخر لانقلاب 19 يوليو 1971:يؤرقني الإهمال الواضح لملف 19 يوليو ومازلنا نجهل أماكن قبور الشهداء وطبيعة وصاياهم..إحساسي بكراهية النميري لا يتوكأ على الحقد الأسود والانتقام الشخصي!!
    للمرة الأولى، تخرج هند ابنة الرائد «م» هاشم العطا، القائد الحقيقي لانقلاب 19 يوليو 1971م؛ عن صمتها لتتكلم عن مناخات الملاحقة المايوية، وأيام المصادمة، وتختنق تعابيرها حين تحكي انطباعاتها، وكيف تشكل الوعي في دواخلها حتى أضحى لها رأي مستقل في كثير من القضايا. كان الحوار يتطرق للبعد الآخر من ملف 19يوليو، عن طريق ملامسة أوتار أبناء وبنات ضباط الانقلاب، فهؤلاء عايشوا اليتم ومضايقات الشمولية وانصراف البعض عنهم، حتى ظهر إدراكهم لقضيتهم عبر التحرك العسكري الذي قاده آباؤهم.. ومن هنا جاء اللقاء مع هند هاشم العطا، بحضور عمها العطا محمد العطا، وشقيقتيه مريم وأم سلمة، فضلاً عن الأستاذ حسن محمد سالم خال الأستاذة هند، وذلك كنوع من التقليد عند «آل العطا» عندما يزورهم صحفي في ذكرى حركة 19 يوليو 1971.
    { في بداية الحوار.. ماذا عن البطاقة الشخصية؟
    - أنا هند محمد العطا، متزوجة من المهندس هشام علي مصطفى، وأم لأربعة أبناء وبنت واحدة، ولدت وترعرت بحي بيت المال العريق بأم درمان، وتخرجت من جامعة الجزيرة قسم الهندسة الكيميائية، ووظيفتي مساعد تدريس بجامعة الأحفاد تخصص العلوم الأسرية.
    { كيف تشكَّل وجدانك خلال مرحلة الطفولة والصبا؟
    - تشكلت ملامح وجداني في المرحلة الأولى لحياتي من الجو الأمدرماني بكل خصائصه النادرة والفريدة، وكنت أرى الأهل والأصدقاء والجيران حولي دائماً في البيت والمدرسة والشارع، وكان الناس يأتون إلينا طول الوقت، يحملون الحب والحنان والدفء الإنساني، لذلك كنت أشعر في تلك السنوات المبكرة أنني قوية، وأستند على جدار الانتماء الوجداني وقيم الفضيلة.
    { في تلك المناخات، ما هي نظرة المجتمع حيالك بوصفك الابنة الوحيدة للمرحوم الرائد «م» هاشم العطا؟
    - عندما استشهد والدي في محاكمات الشجرة سيئة الذكر؛ كان عمري حوالي 10 شهور، وقد جئت إلى الدنيا مثقلة بأحكام التاريخ، ومحاطة بالخطوب والامتحانات العسيرة، تنتظرني الضريبة الوطنية الكبرى، فقد كان مناخ الشمولية والتسلط قاسياً علينا.
    كانت السلطة المايوية تقصدنا كأولوية، وتطاردنا في جميع الاتجاهات، لكننا لم نتخاذل ولم تضعف عزيمتنا، وكنا نحن أسر شهداء 19 يوليو 1971 نمثل رأس الرمح في محاربة النظام المايوي وكسر شوكته في سبيل استرجاع الديمقراطية والحرية والحقوق المهضومة.
    نظرة المجتمع حيالي لم تكن مليئة بالعطف والشفقة، بل كانت تنضح بالفخر والاعتزاز، فالشفقة نظرة سلبية تولد الاستكانة والخمول ولا تجعل المرء يخوض معركة الكرامة والنبل.
    { كيف كانت تتسرب إليك طبيعة شخصية والدك (هاشم العطا) في سياق حكايا الأهل والمعارف؟
    - كانت الحكايا عن الوالد في جميع المسارات تمر على خاطري كنسمة عفيفة، وهواء رطب يصور حياة إنسان هو قائد من الطراز الأول لا ينثني ولا يبيع قضيته.
    كانت شهادة الجميع تعترف بأنه كان ودوداً ومتواضعاً وصديقاً للصغار والأطفال قبل الكبار، وكان يقدر مسؤولياته نحو الجميع، فهل يعلم الناس بأن الشهيد هاشم العطا كان يهتم بتطبيق برنامج محو الأمية على صعيد الأسرة؟ وأنه كان دقيقاً في مراجعة أحوال كل معارفه؟ ولم أسمع شخصاً ذكر لي شيئاً معيباً في طبائعه وسلوكياته مهما كانت صغيرة، وكان يصل الرحم بلا انقطاع ويحب أهل بيته جميعاً، وإنه لشيء بالغ الدهشة والإعجاب أن تحتفظ شقيقته الحاجة مريم العطا طول سنوات وحتى الآن بكل الأشياء الخاصة بالوالد هاشم العطا من الملابس العسكرية والمدنية وكراسات الأولية والوسطى والثانوي وصور الكلية الحربية حتى أمواس الحلاقة!!
    { هل تعتبر (هند) حالة امتداد لوالدها؟
    - لا.. (جاءت الإجابة على جناح السرعة).. الشهيد الوالد هاشم العطا شخصية قائمة بذاتها من ناحية أفكاره وطباعه والنسيج المتفرد الذي يحمله، فهو رجل متعدد المواهب والطموحات والمزايا، فقد كانت اهتماماته الوطنية على رأس الأولويات، ينحاز إلى الدولة المدنية ومبدأ العدالة الاجتماعية، ومسكوناً بأحوال الفقراء والمهمشين، وفي السياق ما زالت الأقلام والألسن تتحدث عنه بعد أربعين عاماً من موته. فالطموحات والمزايا عندي تختلف عنها لدى الوالد.
    { ما هو دور الوالدة (ليلى الريح) في حياتك؟
    - مهما حاولت سكب التعابير والأوصاف عن مكانتها في قلبي ودورها في حياتي؛ أكون عاجزة تماماً عن إيفائها ما هو لائق في حقها.. فهي بالنسبة لي ليست أماً فقط، بل تجاوزت هذا المقدار وصارت لنا الرمز والقدوة والمناضلة السياسية، وما زلت حتى الآن أستمد منها القوة والدفء والنشاط والأمل.
    { ما هي ملامح العلاقة والتواصل بين جميع أسر شهداء 19 يوليو 1971؟
    - في خضم النضال والمواجهة لإسقاط النظام المايوي، كانت العلاقة بين أسر 19 يوليو 1971 قوية ومتينة، فقد ظلت الاجتماعات والمواكب والاحتجاجات مكثفة لا ينطفئ أوارها، وفي السياق توجد لدينا علاقة استثنائية مع أسرة الشهيد بابكر النور رئيس مجلس حركة 19 يوليو، وفي الإرشيف وجدنا صورة نادرة للوالد هاشم العطا وهو يلاعب صغيرات المرحوم بابكر النور يومذاك، كمالة وهالة وهند.
    عملية دوران الحياة وزوال النميري ربما تكون قد انعكست على ذلك التوهج لكن القضية في القلوب والأحاسيس!!
    { هل ما زلتِ تكرهين جعفر النميري بنفس الوتيرة التي كانت في المراحل الأولى؟
    - الإحساس بالكراهية دائماً يتحرك من منطلق الفعل المضاد وكراهيتنا للنميري كانت في هذا السياق، لكنها ليست كراهية مبنية على الحقد الأسود والانتقام الشخصي.
    وأذكر أنني قابلت النميري عام 2001م بعد عودته إلى الداخل في كوبري النيل الأبيض ووجدت نفسي لا شعورياً أهتف بالصوت العالي «لن ترتاح يا سفاح»!
    { يقال إن الأيديولوجيا السياسية قابلة للتوريث، فما هو رأيكم؟
    - لقد جذبني الوالد هاشم العطا للحزب الشيوعي من خلال السيرة العطرة والإرث الذي تركه، علاوة على القناعات التي تولدت لديّ، وفي تقديري أن الفكر الشيوعي ينضح بأطروحات المساواة ومضامين رفع الظلم ومحاربة الهوس الديني.
    { إذن، كيف تنظرين إلى نتائج المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني؟
    - أرجو إعفائي من الإجابة على هذا السؤال!
    { يقال إن المرحوم الخاتم عدلان قد حاكم الحزب الشيوعي السوداني بعد سقوط النظرية الماركسية في الاتحاد السوفييتي؟
    - لا أود الخوض في هذا الجانب!!
    { ما هي الأشياء التي تقلق تفكيرك الآن؟
    - يأتي على رأس أولوياتي واهتماماتي ملف 19 يوليو 1971م فقد كنت أرجو أن يفتح هذا الملف الحيوي على مصراعيه أمام التاريخ وحقائق الأشياء لنعرف ما وراء الستار والأمور المخفية.. كيف تمت تلك المحاكم المهزلة؟ وما هو شكل التحقيقات المسرحية؟ لماذا تدفن الأسرار والمعلومات عن محطة مهمة في تاريخ السودان المعاصر؟ فالشاهد أن لا أحد يعرف حتى الآن الأماكن التي دفن فيها أبطال يوليو، وكذلك لم تصل وصاياهم ومذكراتهم إلى أهلهم. كنت أحلم أن يعرف السودانيون أهداف 19 يوليو 1971ولماذا جاءت. وأيضاً ينتابني القلق والإحباط حول مصير البلاد في المستقبل، وماذا تحمل الأيام القادمات للشعب السوداني النبيل.
    { المهجر وأثره عليك؟
    - كنت مقيمة في كندا مع زوجي وأولادي حوالي 8 سنوات، والهجرة دائماً خارج الوطن قد تأتي لظروف قاهرة وأحكام ضرورية، وفي تلك الأماكن توجد حرية كاملة وأنماط حياتية تختلف عن واقعنا.. السودان غال علينا، والحنين إليه يشتد على طول الوقت، ونحن نتميز بالصلات الاجتماعية والأسرة الممتدة، والنكهة السودانية لا مثيل لها في العالم.
    { كيف تنظرين إلى ماراثون الوحدة والانفصال عبر عملية الاستفتاء المرتقبة؟
    - على المستوى الشخصي أتمنى فوز الصوت الجنوبي الذي ينادي بالوحدة، فالقيمة الأساسية أن تكون الوحدة على أسس جديدة قائمة فعلاً لا قولاً، على دولة المواطنة والفرص المتساوية والإرادة الحرة، فالوحدة بالأفكار القديمة والمفاهيم البالية لن ترتكز على أرض الواقع.
    { ما هي رسالتك للمرأة السودانية؟
    - المرأة السودانية ما زالت تكافح للبحث عن حقوقها ودورها المفصلي داخل المجتمع في ظل العولمة وعصر الهندسة الوراثية واكتشاف الفضاء، رغم الخصوصية والقدرات المتأصلة في تركيبتها، والدليل على ذلك قدرتها على اقتحام الحصون وكسر الطوق وارتياد ساحات كثيرة كانت حصرية على الرجل فقط.
    وإذا كانت المرأة السودانية بحسب الدراسات الميدانية تشكل حوالي 65% من القوى الصوتية فإن ذلك يعني أنها صارت تمثل عنصراً متوهجاً في المسرح السياسي والاجتماعي، ومن هنا يتوجب على المرأة في بلادنا استثمار هذه المزايا لصالح قضيتها العادلة بغض النظر عن التباين الأيديولوجي والإثني.
    أتوقع أن يضعف الفكر المعادي للمرأة تدريجياً في المستقبل.
    { سؤال أخير.. هل تفكرين في توثيق ملف 19 يوليو 1971م من زاوية دور الوالد الأساسي في الانقلاب؟
    - الحياة قطار يتحرك على نحو قدري بالأحداث الجسام في حياة الشعوب، فمن الحكمة والمنطق والعدالة العمل على تدوين وتصوير دوران ماكينة التاريخ في المسار الذي يخدم الحقائق ويصحح الملابسات. من هنا جاءت فكرة توثيق حياة الوالد هاشم العطا على صعيد السياسة، فضلاً عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية والإبداعية في شخصيته التي قد لا يعرفها الكثيرون. ما زلت في طور البداية، واستند على العزيمة والإصرار وأمامي جميع المسلتزمات الضرورية من الإرشيف والمعلومات الموثقة والحكايا الصادقة والعديد من الشهود الأحياء.
    أشعر بالراحة والطمأنينة لتطبيق الفكرة والأمل يملأ جوانحي بالإنجاز في المستقبل.

    عادل عبدو
    الاهرام اليوم
                  

07-27-2010, 11:20 AM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: BAKTASH)
                  

07-27-2010, 11:22 AM

tmbis
<atmbis
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 24862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: BAKTASH)

    Quote: صورإعدامات ضباط يوليو 1971م والتى تمت خلال أل 5 أيام التى تلت عودة نميرى فى عصر 23 يوليو 1971م بعد محاكمات ظلال الاشجار بمدرعات الشجرة...
    سلامات يا سوركتي ..
    والله انا بوستاتك دي قاعد ادخل علشان اطبع الكلام البتكتب فيها دا واحتفظ بيهو .. واقراهو في لحظات محددة ..
    برنامج مراجعات ..من أهم البرامج التلفزيونية بالنسبة لي ..
    وحلقات يوليو وكلما يتعلق بيها الحكي فيها بيكون جميل جدا .. خاصة لما يكون زول في عمق الحدث ..
    استضاف البرنامج قبل فترة .. الشيوعي العريف بمصنع الذخيرة عثمان محمد عبد القادر الذي قام بتهريب عبد الخالق محجوب ..
    كانت حلقة جيدة جدا .. ومشوقة .. اعتقد أن حلقة اعدامات الشجرة .. مع حلقة العريف عثمان تعتبر حلقات توثيقية مميزة جدا ... ربما تفتح المجال للكثير من الحقائق التي تكتم عليها البعض .. وتناولها البعض بشئ من عدم المصداقية ..
    شكرا يا سوركتي ساكون في انتظار الحلقة إن شاء الله ..
                  

07-27-2010, 11:35 AM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: tmbis)

    سلام سوركتي

    عفوا لاحتلال البوست ولكن عايز احافظ على البوست عاليا لاهميته فلك العتبى حنى ترضى..
                  

07-27-2010, 12:03 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: BAKTASH)

                  

07-27-2010, 03:13 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: amir jabir)

    كلما اشاهد هذه الصورة وانا من جيل حضر تلك الايام العصيبة الحزينةوالقبيحة ازداد اعجابا بذاك الرجل الشهيد الذي كان يعرف انه لا محالة مقتول ولكنه يبدو مطمئنا واثقا عن كل الذين حوله وهو الاعزل والمحاصر بهم وبمسدساتهم وبنادقهم وخلفه جند وامامه جند وكل المكان جنود وبنادق....
                  

07-27-2010, 03:45 PM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: abubakr)

    babiker2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

07-27-2010, 04:30 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ابراهيم عدلان)

    Quote: دار هذا الحديث فى لقاء صحفى بين زوجة محجوب طلقه وعفاف ابوكشوة عام 2007




    كان الشهيد محجوب إبراهيم نمر(طلقة) أحد الضباط الشيوعيين ومن قيادات تنظيم الضباط الأحرار، الذي استلم السلطة في مايو وبعد صراع التنظيم مع مجلس قيادة الثورة أبعد الشهيد من الجيش ضمن عدد من الضباط المشكوك في ولائهم لمايو، لعب دوراً في تهريب الشهيد عبد الخالق محجوب من معتلقه بسلاح الذخيرة فتم اعتقاله بالسجن الحربى حتى قام الرائد هاشم العطا باطلاق سراحه بعد نجاح حركة يوليو ...وبعد فشل المحاولة الانقلابية في يوليو اعتقل مرة ثانية وقدم لمحكمة عسكرية قضت بإعدامه رمياً بالرصاص.


    رداً على سؤال حول سيرته الذاتية?
    تقول السيدة جيدة نمر زوجته وابنة عمه بأن الأسرة تنتمي في الأصل لمنطقة الزومة بالعيلفون، أما بالنسبة لمحجوب فقد ولد بأمدرمان وترعرع فيها ودرس كل مراحله التعليمية بها، حيث درس المرحلة الأولية بمدرسة بيت المال ثم الأميرية الوسطى وانتقل إلى المرحلة الثانوية بمدرسة أمدرمان الأهلية، قبل أن يلتحق بالكلية الحربية ليتخرج فيها ضابطاً في صفوف القوات المسلحة السودانية، وقد كان ضمن الدفعة التي ضمت كلاً من هاشم العطا وصلاح عبد العال مبروك وعمل بعد تخرجه في مناطق مختلفة بالسودان كالفاشر وجنوب السودان، تم ابتعاثه في بعثة دراسية الى لندن، أبتعث مرة أخرى إلى جمهورية مصر العربية. لمحجوب ثلاث كريمات كن صغيرات السن عند رحيله نهى وهي متزوجة وكبرى شقيقاتها، وندى التي درست الهندسة الصناعية بالاتحاد السوفيتي متزوجة وتعيش بأمريكا، ثم إمتثال التي درست الاقتصاد بجامعة النيلين ثم إدارة الأعمال بجامعة الأحفاد وهي متزوجة أيضاً، ولمحجوب ثلاثة أشقاء وشقيقتان، والدته توفيت بعد ثلاثة سنوات من استشهاده وظل الحزن يلازمها حتى لحظة رحيلها هي الأخرى،
    سمي ب(طلقة) لأنه كان من أمهر الرماة في دفعته وحائز على جوائز عدة وقد خدم لمدة طويلة في سلاح الذخيرة أيضاً.

    وفى حديثها عن ميوله السياسية وكيف تكونت؟
    -- ما أعلمه إن ذلك بدأ في فترة مبكرة غالباً في المرحلة الدراسية – وانضم للحزب الشيوعي وهو طالب بالأهلية الثانوية.

    وربما جذبك أيضا إلى مواقع العمل السياسي ...يا ترى؟
    -- هو لم يطلب مني الانضمام للحزب، إلا أنه كان يناقشني في بعض القضايا ويشركني في مناقشة بعض قراءاته.

    حسب علمك ماذا كان وضعه في انقلاب مايو، باعتباره عضو ً قيادي ً بتنظيم الضباط الأحرار؟
    -- ما أعلمه هو إن مشاحنات متعددة كانت تدور بينه وبين أبو القاسم محمد إبراهيم.

    ما طبيعتها؟
    -- هي جزء من الصراع المبكر حول توجهات النظام السياسي.

    حول دوره في تهريب عبد الخالق محجوب من معتقله بسلاح الذخيرة، هل حدثك في هذا الموضوع؟
    -- هو كان منضبطاً، ولكنه حدثني عن محاولات لتصفية عبد الخالق بالمعتقل، وفي مرة حدثني عن محاولة له للاتصال به في المعتقل.

    وبعد نجاحه في تهريب عبد الخالق؟
    -- نعم ... نقل لي خبر الهروب، وقال إنه تخلص من الملابس العسكرية للعريف عثمان عبد القادر الذي شاركه أيضاً في عملية الهروب، وقال إنه رماها في البحر وتوقع أن يعتقل في أي لحظة بعد نجاح العملية، وبالفعل جاءت الشرطة العسكرية ووضعته بالسجن الحربي في أمدرمان، بالمناسبة هو ابن خالة عبد الخالق!.

    كيف علمت بانقلاب يوليو ... هل حدثك عنه قبل تنفيذ الانقلاب؟
    -- أبداً ... إطلاقاً،الذي حدث هو إن هاشم العطا حرص على اطلاق سراحه من السجن الحربي بعد نجاح عملية استلام السلطة مباشرة، وقد فوجئت بحضوره للمنزل، وكان
    ذلك قبل أن تبدأ الإذاعة في التنويه للبيان الذي سيلقيه هاشم العطا – لم يمكث طويلاً – ولكنه اتصل بي تلفونياً ونقل لي نبأ نجاح الانقلاب واستلام تنظيم الضباط الأحرار للسلطة بالبلاد، سألته عن نميري ومصيره، فأكد لي إنه أعتقل وإنهم سوف يعاملونه معاملة كريمة وسيقدم لمحاكمة عادلة!

    متى إلتقيته آخر مرة في تلك الأيام؟
    -- لم أشاهده طيلة الثلاثة أيام، سوى مرة واحدة عندما شاركت في موكب يوليو المؤيد للانقلاب وكان يقف إلى جانب هاشم العطا وهو يلقي خطابه أمام الموكب،
    وسمعت أيضاً بعض الأخبار غير المؤكدة حول اختطاف القذافي لطائرة بابكر وحمدالله.

    ما الذي حدث بعد ذلك؟
    -- في مساء نفس اليوم جاءني جعفر العطا شقيق هاشم ونقل لي خبر المقاومة وإن هاشم وطلقة يقودانها ... الضرر الأكبر في كل ذلك جاء من صلاح عبد العال.

    كيف؟
    هم كانوا يثقون به، وهو كان يرتب لشيء آخر!

    ثم؟
    -- سارت الأحداث بسرعة، وأذيع خبر إعدام هاشم ذهبت لبيت العزاء، فقد كنا نسكن في تلك الأيام بحي بيت المال بأمدرمان،؟ وأثناء وجودي هناك بدأت أستعيد الاحداث سريعاً، وفجأة غادرت بيت العزاء وبدأنا في بحث وتقصي عن مصير محجوب إلي أن علمنا بنبأ اعتقاله.

    أين تم الاعتقال؟
    -- قريباً من أحدى بوابات مبنى القيادة العامة.

    كيف علمتم بنبأ الإعدام؟
    -- فقط من الإذاعة في اليوم التالي نهاراً.

    وماذا بخصوص متعلقاته الشخصية ووصاياه للأسرة – هل سلمت لكم؟
    -- أبداً لم تسلم لنا أي وصايا، شاركت عام 1973م في موكب لأسر الشهداء، رفعنا فيه مذكرة لوزير الداخلية، نطالب فيها بهذه الأشياء، وبالكشف عن قبورهم فتم اعتقال معظمنا، واعتقلت أنا في أحدى حراسات منطقة بري لمدة أيام ومنذ ذلك الوقت، ورغم خروجنا في عدة مواكب إلا أن مطالبنا تواجه بالتجاهل التام!.

    هل علمتم بوقائع المحاكمة؟
    -- توضح ابنته الكبرى (نهى): عند تنفيذ الانقلاب، الوالد كان معتقلاً بالسجن الحربي بتهمة تهريب عبد الخالق وفي المحكمة ورغم عدم قدرتهم على إثبات التهمتين، تهريب عبد الخالق وتنفيذ الانقلاب، إلا أنهم سارعوا بإعدامه! كما لم تنصف البقية!.

    هل كنتم تتلقون معاش ً ا أو أي إعانة من القوات المسلحة؟
    -- تواصل زوجة الشهيد في السنوات الأولى حرمنا من كل ذلك وعندما قرروا إعادة المعاش لنا، رفضنا استلامه وظللنا على هذا الوضع حتى سقوط النظام المايوي، فأعادت لنا الحكومة الديمقراطية فترة رئاسة الصادق المهدي الاعتبار لشهدائنا وصرفت لنا استحقاقات المعاش وتم منحنا قطعة أرض. ثم اختتمت الحديث ابنته (ندى) قائلة بأنهن كن صغيرات السن حين استشهاد والدهن وقالت بعد أن وقفت على الوقائع المتعلقة بدوره وموقفه في تلك الأحداث، كبرت سيرة الوالد في عيونهن لذلك حق لكل الأسرة أن تفاخر به وبثباته وبطولته.
    - انتهى -




    محجوب طلقة: سيجارة واحدة تكفيني حتى الدروة!

    يحكي الملازم عبد العظيم عوض سرور أحد الضباط الأساسيين المنفذين لانقلاب يوليو إنه إلتقى بمعتقل معسكر الشجرة بالخرطوم بعد هزيمة الانقلاب
    واعتقاله بالملازم أحمد حسين الذي كان معتقلاً هناك منذ اليوم الأول وقد روى له أخبار المحاكمات والإعدامات، وكيف إن زملاءهم استقبلوا الموت وهم يهتفون بحياة الشعب ونضال الحزب، وكانت آخر وصاياهم لهم ألا يأتوا في التحقيقات والمحكامات على ذكر أي شخص، وروى له بالأخص عن المقدم محجوب إبراهيم نمر (طلقة) الذي أحضر إليهم وهو يرتدي جلباباً فوق جلبابه العسكري بعد محاكمته التي فضت بإعدامه وكيف أنه جلس هادئاً يكرر وصيته للضباط المعتقلين بعدم إيراد اسم أي
    شخص سوى الذين أعدموا مهما بلغ الترهيب أو الترغيب (الجوة جوة – والبرة برة) وأن يتمسكوا في أقوالهم بأن أوامر التحرك قد صدرت إليهم من هاشم العطا وعثمان أبو شيبة وعبد المنعم الهاموش وكان ثلاثتهم قد أعدموا، بالإضافة لمحجوب نفسه الذي كان يتأهب لحظتها للتوجه إلى الدروة! وقال ود الحسين لعبد
    العظيم إن بقاء (طلقة) معهم لم يدم، وبالفعل سوى فترة قصيرة حيث ما لبث الحراس إن جاءوا لأخذه إلى الدروة، فنهض وأخرج علبة سيجاير ماركة (بنسون) واخرج منها واحدة ، وأعطى البقية للضباط المعتقلين قائلاً إن سيجارة واحدة تكفيه حتى الوصول إلى الدروة، ثم ودع الجميع وانصرف،رابط الجأش ، ثابت الجنان،وإن هي إلا دقائق حتى سمعوا ه######## للوطن والشعب والحزب يعلو على زخات الرصاص الكثيفة التي انطلقت تمزق جسده أشلاءاً
                  

07-27-2010, 04:32 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: BAKTASH)

                  

07-27-2010, 04:37 PM

نجلاء قرافي
<aنجلاء قرافي
تاريخ التسجيل: 08-09-2009
مجموع المشاركات: 2163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: BAKTASH)

    ارجوا ادراج تاريخ وزمن الحلقه ان امكن

    سلامات سوركتي .
                  

07-27-2010, 04:50 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: نجلاء قرافي)

                  

07-27-2010, 04:54 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: BAKTASH)
                  

07-27-2010, 05:03 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: BAKTASH)

    لما طلاب الحقيقة كانو بختارو المشانق والرصاص



    كنتو وين وين انتو كنتو يالفجاة بينتو



    فوقين
                  

07-27-2010, 05:33 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: معاوية عبيد الصائم)

    Quote: هذا الحوار سبق نشره قبل أكثر من ثلاثة اعوام مع الرئيس السابق جعفر محمد نميري في ذكرى انقلاب 25 مايو..وقد تضمن اجابات صريحة ومعلومات جديدة وآراء مثيرة نعيد نشره هذه المرة بمناسبة رحيل الرجل الى الدار الاخرة ..و قد كانت بداية الحوار هذه المقدمة:
    هل هي المناسبة ام الشخص ..الذي يجعل هذا الحوار بطعم مختلف ...مايو التي بلغت الستة عشر عاماً تنتقل من اليسار الى اليمين ثم تقف في الوسط لتأخذ من الاتجاهين بقدر رغبتها في البقاء... من الصعب طي صفحاتها لتوضع في الأرشيف فهي الفترة التي لاتزال آثارها وبصماتها بائنة على كل شيء في الاقتصاد، والسياسة، وفي الرجال الذين اختلفوا معها أو حالفوها ..ولاتزال اغلب أسئلتها عذراء لم يطمثها إنس ولاجان!! دخلت مباني حزب قوى التحالف العاملة الذي يترأسه جعفر محمد نميري كانت مراسم الاحتفال قد بدأت، كراسٍ هنا وهناك مجموعات صغيرة في المكاتب وعلى مدخل المبنى الداخلي توجد سكرتيرة وموظف آخر وعدد من الزوار ..دخلت على نميري في مكتبه القليل الاثاث تربيزة ومكتبة ومقاعد جلوس «قال انه اخذها من مكتب السيد مالك حسين» ..الذي حضر جزءاً من الحوار.. كان نميري منكباً على ورق امامه... وبفضول الصحفي تطلعت لما في الورق ..ورقة بها رسمة فتاة ذات ملامح ذكورية كان بقلم أحمر يظلل بعض اجزاء الرسمة.
    ..سألته هل رسمتها أنت سيدي الرئيس اجاب :لا!!
    وفي الورقة الاخرى كان مكتوب عليها وبخط واضح ذي أحرف سميكة «لا إله الا الله» بعد البسملة ..قلت له هل هذا خطاب ..قال لا. أريد أن أكتب أسماء الله الحسنى..!!
    كان الحوار مفتوحاً يقفز من هنا الى هنالك حسب رياح الاجابات التي تأتي عاصفة أحياناً وهادئة في مرات. كانت بداية الحوار من الترويسة التي كانت على الباب.
    ---
    اللافتة المكتوبة على الباب تحمل كلمة واحدة فقط (الرئيس) هل المقصود رئيس الجمهورية بإعتبار ما كان.. أم رئيس قوى التحالف؟!!.
    «الرئيس» المقصود هنا.. رئيس التحالف ولكن الرئيس السابق بصفتنا عسكريين فأية رتبة ينالها الشخص «بتكون حقتو تاني ما بزح منها» ولذلك حينما يقال لي «الرئيس» في الشارع احترم من يقول ذلك وأقدره باعتبارها مثل المشير لأنني وصلت في الرتب العسكرية الى رتبة المشير.. وفي الرتب السياسية وصلت الى منصب الرئيس!!.
    في مقدمة دار التحالف مكتوب على الحائط )سنعيده وطناً عزيزاً سيداً).. هل هذا يعني أن بابتعادكم عن الرئاسة.. فقد الوطن عزته وسيادته؟!!.
    - الوطن منهار..!!
    منذ 15 عاماً كنا قد وضعنا خطة لأن يصبح السودان أمريكا افريقيا لأننا نملك الأرض والناس والإمكانات ولنا علاقات دولية واسعة..!!
    إذا لم تأت 6 أبريل هل كان يمكن أن تحكم السودان الى اليوم.. بنفس طريقتك القديمة؟!!.
    - لا..!!
    نميري كان يحكم وكل يوم هو متقدم للأمام.... فهو لا يجمد على ما كان!!.
    هل كان يمكن أن تتطور مايو لنظام تعددي ديمقراطي؟!.
    - مايو كانت أكثر حكومة ديمقراطية أتت للسودان.. كان يمكن تزيد الديمقراطية فيها..!!
    تقصد ديمقراطية حزبية؟!!
    - كان لا يمكن أن تكون حزبية مثل حزب الأمة والحزب الاتحادي «وزي الحزب بتاع الجبهة دا».. كلهم جربوا حكم هذا البلد ولم يأتوا بجديد!!.
    إذاً أنت ضد الحزبية لماذا كونت حزباً وسجلته في مكتب التنظيمات وفتحت له داراً؟!!.
    - نحن سجلنا للديمقراطية وحتى نكون ديمقراطيين مع الآخرين..!!
    اختيار هذا المبنى لحزبكم هل له أية دلالة بالنسبة لك؟!!.
    - اخترناه لأن الحكومة رفضت منحنا أي مكان - وللأسف الشديد «الداعي ولا الواعي ولا الوالي خشانا وما أدانا مكان»..!!
    لماذا تعطيكم الحكومة مكاناً وأنت حزب مستقل؟!!.
    - المكان الذي فيه وزارة الخارجية هو ملك لنا والآن الخارجية أهم من الحزب قلنا لهم خذوه..!!
    هل ملكك شخصياً أم ملك الحزب؟!!.
    - ملكنا كحزب وكتنظيم سياسي..!!.
    متى كان ذلك- اشتريناه من الانجليز.. وأعطينا الانجليز مكاناً آخر..!!
    متى كان ذلك في فترة حكمكم؟!!.
    - في أيام مايو..!!
    - أنتم كنتم دولة في ذلك الوقت ولستم حزباً؟!.
    - كنا تنظيماً سياسياً.. ولم نكن حزباً.. والى الآن نحن لسنا حزباً نحن تنظيم سياسي..!!.
    هل دخلت في هذا المبنى أثناء فترة حكمك؟!.
    - المبنى دا أداني ليهو صديقي.. هذه التربيزة وهذا الدولاب.. أخذتهم من مكتب الراجل القاعد قدامك دا..!!
    «وأشار الى مالك حسين» =
    هل لكم أموال ادخرتموها في مايو تديرون بها حزبكم الآن؟!!.
    - حينما حضرنا لم نكن نملك أموالاً ولكن لنا أصحاب.. حتى احتفال هذا العام تكفل به أحد أصحابنا..!!
    طيب.. من بقي معك من رفقاء الأمس؟!!.
    - أغلبية السودانيين.. الأغلبية الساحقة والتي انتخبتني لكي أصبح رئيساً..!!
    نحن نقصد من القيادات؟!!.
    - كلهم معي.. كل الذين بدأوا معي في أول الثورة ..!!.
    لكن المعروف عنك أنك تخلصت من كل حلفائك أفراداً أو تنظيمات؟!!.
    - تخلصت من السيئين..!!
    تخلصت من كل أعضاء مجلس الثورة؟!!.
    - لا .. أبداً..!!
    قول لي واحداً تم الاستغناء عنه.. منو مثلاً؟!!.
    قتلت.. منذ البداية بابكر النور وهاشم العطا وفاروق حمدناالله و...!!.
    = مقاطعة =
    - «هل تسمي ما حدث استغناء؟!!
    استغناء بالقتل؟!!
    - ماذا تقصد بالقتل «نحن قتلناهم ولا حاكمناهم.. خلوا عندكم ضمير يا صحافيين.. لقد قدمناهم الى محاكمة والمحكمة حكمت عليهم بالقتل»..!!

    هل اذا عاد بك التاريخ ستقر تلك الإعدامات؟!.
    - «افتكر أي زول يقوم بعمل ضد قانون البلد يقدم الى محاكمة وهي التي تقضي في أمره بالاعدام أو غيره».
    أنت قمت بانقلاب ضد دستور وقانون البلد.. قمت به ضد حكم ديمقراطي منتخب؟!.
    - كنت منتظراً اذا قبضوا عليِّ يقدمونني لمحاكمة.. فقد حوكمت عدة مرات..!!
    هل تعتذر عن أفعال أو أخطاء ارتكبتها في السنوات الستة عشرة التي حكمت فيها؟.
    - مايو لم تخطئ أبداً.. فقد أخطأ الناس.. الذين تسابقوا لمقاعد الحكم وعلى رأسهم الترابي!!
    لماذا الترابي تحديداً؟.
    - لأنه كان قائد الأخوان المسلمين ويعمل بالسر.. والترابي كنت رئيسه ثلاث مرات.. رأسته في المدرسة الوسطى وفي الثانوي وحينما أصبحت رئيساً..!!.
    هل هذا يعني أن الترابي كان يحمل نوايا سيئة تجاهك؟!!.
    - ظهر ذلك.. هو كشخص أقدره جداً عشت معه بالسنين منذ الداخلية في حنتوب.. نعم هو نبيه وذو أخلاق «سلوكه زي العجب» لكن حينما دخل معي في الحكومة بدأت سيئاته تظهر..!!

    قيل إنك كنت تنوي ضرب الاسلاميين مثلما فعلت مع الشيوعيين.. بعد عودتك من الزيارة الأخيرة التي قمت بها لأمريكا قبل الانتفاضة؟!!.
    - «شوف كلمة الاسلاميين دي ما داخلة لي في راسي.. إسلاميين يعني شنو..!!!
    نقصد الأخوان المسلمين؟!!.
    - قول لي حزب الاخوان المسلمين.. لي فيه كثير من الأصدقاء الذين درسوا معي في المدارس..!!
    من الذي أسقط مايو؟!!.
    - لا.. أعرف..!!
    قيل إن الامريكان لعبوا دوراً في إقصائك لأنك أصبحت تتبنى الأطروحات الاسلامية؟!!.
    - هذا غير صحيح.. الى اليوم أطالب بأن تكون للسودان علاقة جيدة بأمريكا.. وأن تصبح صديقة أولى بالنسبة له..!!.
    هل ما زلت تحتفظ بعلاقتك بالأمريكان؟!!.
    - جداً.. ولا أرى أي شيء ضدهم.. وافتكر أنهم من أحسن الدول في العالم..!!
    ما رأيك في مصير صدام؟!.
    - يستحق هذا المصير..!!
    هل كانت لك علاقة شخصية به؟!.
    = أبدا..!!
    كنت أعرفه في المؤتمرات.. وهو من الذين كانوا يتآمرون على السودان.. لأن الطائرة التي أسقطت في جدة والتي كانت تريد مناصرة مجموعة هاشم العطا أرسلت من قبله..!!.
    في يوليو 1971م صدام لم يكن حاكماً على العراق؟!!.
    - كان نائباً للرئيس.. وكان هو المسؤول..!!
    لقد ساندته في حربه ضد إيران؟!.
    - لقد ساندت العراق وليس صداماً..!!
    هل فكرت في أية لحظة من اللحظات بعد 6 أبريل أن تعود للحكم عبر طريقة ثورية قريبة لحركة 25 مايو؟!!.
    - 6 أبريل دي شنو؟!!.
    أقصد الانتفاضة؟!!.
    - «ياتو انتفاضة؟!!».
    طيب.. الحركة التي أقصتك عن الحكم؟!!.
    - لم أحاول ذلك لأنني كنت أعلم أنهم سيصلون لما وصلوا اليه الآن..!!.
    أنت تحتفل الآن بـ (25 مايو).. حينما يأتي يوم 6 أبريل كيف تتعامل معه؟!!.
    = صمت فترة =
    - ثم قال: «أرجو أن تعفيني من هذا السؤال»؟.
    كيف وضعك المادي.. على ماذا تحتكم؟!!.
    - لي معاشي الشهري..!!
    هل تكتفي بالمعاش فقط!!!.
    - «معاش رئيس الجمهورية معاش كويس ما بطال بأكلني أنا وزوجتي»..!!
    أليس من المبالغة ألا ترى في ستة عشر عاماً خطأ وقعت فيه؟!!.
    - لم أعمل شيئاً فردياً.. لقد كنت أحكم حكماً جماعياً كنت أحكم في جماعة..!!
    ماذا تقصد (بجماعة)!!.
    - حكومة مايو..!!
    أنت كنت الحاكم الوحيد تغير ولا تتغير؟!.
    - هذا كلام كاذب.. كنت أتخذ قراراتي بشكل جماعي ومؤسس!!.
    لقد غيرت كل الحكومات منذ أول شهر للحكومة؟!!.
    - كلهم أخطأوا..!!
    أنت ألم تخطئ؟!!.
    = بشيء من الغضب =
    - أخطأت في ماذا؟!!.
    لقد أعدمت عدداً كبيراً من السياسيين السودانيين؟!!.
    - هؤلاء ارتكبوا أخطاء وقدموا للمحاكمة تقول لي إعدامك كأنو أنا قاتل.. هل أنا قاتل شلت سكين قتلت الناس.. أنا وقفت ضد ضرب عبدالخالق وقرنق بالرصاص لأن هذا شرف للعسكري..!!
    لماذا أعدمتم الشفيع وهو لم يشارك في الانقلاب؟!.
    - «أمشوا أسألوا ناس المحكمة التي حكمت بإعدامهم»!!..
    أنت كنت تراجع المحاكمات.. وتوصي بالإعدام؟!.
    - كنت أراجعها عبر مستشارين قانونيين.. هم الذين ينصحونني بالاحكام المناسبة!!.
    هل إعدامهم كان بنصيحة من المستشارين؟!!.
    - طبعاً.. المحكمة والمستشارون.. وهناك أنواع من المحاكم لا تحتاج لمستشارين.. وحتى رئيس الدولة لا يستطيع إيقافها..!!.
    هل المواجهة التي تعرضت لها من قبل فاطمة أحمد إبراهيم زوجة الشفيع و نعمات مالك زوجة عبدالخالق.. هل تركت في نفسك أي أثر؟!.
    - «أنا لا شفت فاطمة و لا نعمات ولا أعرفهما.. فاطمة في حياتي لم أرها ولا نعمات مالك.. شفتهما في الصور..!!
    هل لك حراسة خاصة؟!!.
    - لي حراسة من الدولة مش حراسة لكن متابعة.. ولقد رفضت ذلك عدة مرات ولكنهم أصروا عليها..!!
    ألا تخشى أعداءك؟!!.
    - أنا ليس لي أعداء.. بالأمس القريب كنت أذكر في المولد في أوساط أعداد كبيرة جداً..!!.
    قيل إنك حينما كنت تحاكم ضباط 19 يوليو كنت مخموراً هل هذا صحيح؟!.
    - لقد كنت مقبوضاً في القصر كذا يوم.. خرجت من القصر الى الشجرة لتنظيم القوات طيب منو الخواجة الجاب لي الشراب.. ولا أرسلتو لي انتو.. هل تشرب؟!!».
    - قلت: لا!!
    - قال لم يكن هنالك وقت للشراب.. هذه فرية وكذبة كبرى لا أساس لها من الصحة..!!.
    بمناسبة العصاة التي أمامك.. قيل إنك كنت تضرب بها وزراءك.. هل هذا صحيح؟!.
    = ساخراً =
    - قال: أضربهم بالعصا أم باليد؟!!.. كنت أحاسبهم على أخطائهم دون أن احتاج لاستخدام العصاة أو اليد.. هذه شائعات ليس أكثر..!!

    في فترة استعنت بمنصور خالد.. كيف تقيم أداءه معك؟!.
    - كان كويس جداً لكن عندو أمور بعملها وأنا وقفتو فيها وغيرته من وزارة الى أخرى بسببها..!
    أمور مثل ماذا؟!.
    = صمت =
    - ثم قال: اذا ذهب في مأمورية الى لندن من هنالك ودون علمنا يذهب الى الهند لأسباب خاصة به..!!
    قيل إن هنالك تآمراً كان داخل القصر على منصور قاده دكتور بهاء الدين أحمد إدريس!!.
    - لم يكن هنالك من يطمع في القيام بالأعمال التي كان يقوم بها منصور.. فمنصور كان وزير خارجية.. هل كان يمكن أن يشغل بهاء الدين هذا المنصب؟!.
    هنالك حديث كثير عن بهاء الدين.. ويقال إنه كان يمثل مركز قوة داخل القصر؟!.
    = بهاء الدين لا مركز قوة ولا حاجة.. هو مثله مثل أي محاسب..!!
    هل كنت على علم بنشاطه؟!.
    - لا...!!
    - لكنه كان يعمل داخل القصر في مكان حساس.. واذا عمل أي شيء هل كان يفترض ذلك أن أعين له من يراقبه؟!!.
    هل كنت تراقب وزراءك؟.
    - كنت أتركهم يراقبون أنفسهم بأنفسهم!!.
    هل هذا يعني أن الملفات الخاصة ببهاء الدين وأدين بها كانت غائبة عنك تماماً؟!.
    - لا علم لي بهذه الملفات.. وهي تلفيقات ليس أكثر.. لهذا أطلق سراحه..!!
    حكومة الانقاذ هي التي أطلقت سراحه؟!..
    - لم يثبت على بهاء الدين ما يدينه.. كما قلت لك تلك تلفيقات ليس أكثر..!!.
    - هل أنت راضٍ عن بهاء الدين؟!.
    = بحماس =
    - قال: خالص..!!
    هل كنت على علم بترتيبات نقل الفلاشا الى فلسطين؟!!
    - المسؤول الأمريكي طلب مني السماح بنقل الفلاشا الى إسرائيل.. رفضت ذلك لأننا ملتزمون بالمقاطعة...
    وقلت له شيل الفلاشا ديل ووديهم اي محل وبعد 24 ساعة يمكن ان ترحلهم الى هنالك.
    هذا يعني انك كنت على علم بأنهم ذاهبون الى اسرائيل؟
    = قال: هم اصلهم اسرائيليون !!
    لكنهم سيستقرون في الاراضي الفلسطينية المحتلة ؟!!
    = «ما يمشوا يا اخي هم راجعين بلدهم» .
    هل فلسطين ملك لليهود والاسرائيليين؟
    = «انت مابتقول كدا .. اذن انت بليد ..دي حقتم»..!

    هذا الموقف يتعارض مع مواقفك السابقة المناصرة للقضية الفلسطينية وعلاقتك بعبدالناصر والقومية العربية؟
    = انا كنت واقف مع الفلسطينيين واخرجت ياسر عرفات من الاردن ...الرسل اغلبهم من بني اسرائيل مافي رسول عربي واحد عاش هنالك ..الرسل الذين عاشوا في فلسطين كلهم يهود حتى عيسى..!

    في مكان الاستقبال هنالك أجندة فيها العملة التي كانت تحمل صورتك ..هل قرار وضع الصورة صدر منك ام من آخرين ؟!
    = هنالك لجان فنية بوزارة المالية هي التي ترتب مثل هذه الاجراءات !
    قيل إنك لم تدخل قلوب الجماهير فاردت ان تدخل جيوبهم ؟
    = الاستقبالات التي قابلتني في العودة تقول إنني دخلت أغلبية قلوب الشعب السوداني ...!
    أريدك أن تتحدث عن بعض الشخصيات في سطور:
    أولاً: المقدم بابكر النور
    = شيوعي ...!!
    عبدالخالق ؟!
    = شيوعي ..رئيس الشيوعيين ولم يتعامل معي ولا اعرفه جيداً.
    نقد ؟!
    = صديق وهو شيوعي.
    هل كان يمكن ان تعدمه إذا القي القبض عليه ؟
    = هذا على حسب احكام قضاة المحاكم التي عقدت وقتها ...!
    الصادق المهدي؟
    = متهور ولايعرف في السياسة شيئاً..!
    الشفيع ؟!
    = «مابعرفو
    » !!
    اخيراً هل يمكن ان تعود مايو مرة اخرى؟
    = تعود بصدقها وقدرتها على قيادة هذا البلد بنفس سلوكها الحميد الذي لاتظلم فيه احد وتعامل الجميع كسودانيين..!
    صحيفة الراي العام
                  

07-27-2010, 05:49 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: BAKTASH)

                  

07-27-2010, 05:58 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: BAKTASH)



    نا هضاً في كل عين وفؤاد
    مالئاً كل مكان وزمان
    في بلادي

    ( هادئاً كان أوان الموت ـ محجوب شريف)
                  

07-27-2010, 06:12 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: خضر حسين خليل)


    Quote: أعلى الصورة: على اليمين محمد إبراهيم نقد وسليمان حامد على اليسار
    أسفل الصورة: على اليمين التجاني الطيب والجزولي سعيد على اليسار
                  

07-27-2010, 08:59 PM

عصام علي أحمد
<aعصام علي أحمد
تاريخ التسجيل: 07-16-2006
مجموع المشاركات: 2419

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: BAKTASH)

    كمال الجزولى

    كان اليوم التاسع عشر ،
    دقات الساعة أنت أربع مرات ..
    الزمن الأول ..
    الزمن الثانى ..
    الزمن الثالث..
    والزمن الرابع ..
    الزمن الوهج .. الزمن المازوت ..
    الزمن الغائر بعد الظهر
    الزمن النسر
    اندفع الى الأضلاع ، الى الأعراق ، الى الحدقات
    لما جلجل ساح القصر
    وانهمر الصحو يرش الفرح المجهد
    فى الطرقات ..
    هذا فجر العيد تدلى فى ..
    فى الآفاق مشانق ،
    الباشق حلق فى اثر الباشق ،
    وتهاوى النجم رواشق !
    آتون – الساعة – فى "الهباباى" ،
    وفى الأمطار ..
    فى الوهج الغاضب.. فى حقد
    "خماسين"
    فى طمى النيل الخالق ..
    فى نار التكوين ،
    فى قمة كررى ، من حيدوب ،
    من التاكا ،
    من "مرة" آتون ،
    آتون من العلو السامق ..
    آتون كما الومض البارق ..
                  

07-27-2010, 10:25 PM

Abdelrahim Elamin
<aAbdelrahim Elamin
تاريخ التسجيل: 11-13-2009
مجموع المشاركات: 1042

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: عصام علي أحمد)

    الأخ سوركتي
    الضيوف الكرام

    تحياتي

    لقد شاهدت الحلقة الأخيرة من برنامج مراجعات للأستاذ الطاهر التوم
    وضيفة البروفسير علي شمو الذي سرد وكشف بعض خفايا تلك الفترة
    من تاريخ السودان ، وتم عرض فلم مقابلته مع اللواء جعفر نميري
    في الأيام الاولي التي أعقبت 25 مايو 1969 وهذا دليل أن أرشيف
    الأجهزة الأعلامية (التلفزيون) يحوي الكثير النادر . أتمني أن يكشف
    القائمون علي هذه الاجهزة المزيد وخصوصاً فترة 19-22 يوليو 1971
    وما تبعها من أحداث محاكمات الشجرة للشعب السوداني وكل الأحداث
    الهامة الإخري

    مودتي
                  

07-27-2010, 10:34 PM

Dr Mahdi Mohammed Kheir
<aDr Mahdi Mohammed Kheir
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 5328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: عصام علي أحمد)

    .




    .
                  

07-27-2010, 11:20 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)

    khaligh.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

07-28-2010, 02:11 AM

Dr Mahdi Mohammed Kheir
<aDr Mahdi Mohammed Kheir
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 5328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)

    .






    .
                  

07-28-2010, 06:39 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)

    B]

    الإحترام والسلام


    العزيز سوركتي


    شكراً جزيلاً لهذا الجهد:


    الإجلال والمجد لشهداء 19 يوليو 1971




    في الفقرات التالية محاولة أولية لإستعراض ما سبق هذه الأحداث من احداث شبيهة لها في مصر سنة 1954:


    في مارس 1954 إنقسم مجلس قيادة ثورة يوليو المصرية إلى قسمين:

    قسم مع كامل أهداف الثورة في العدالة الإجتماعية وإنهاء الفساد الإقتصادي والسياسي وحق السودان في تقرير مصيره بقيادة رئيس الوزراء ووزير الداخلية (العقيد) عبد الناصر والضباط اليساريين في مجلس قيادة الثورة وإن كان موقفهم مع تقرير المصير بأمل في الوحدة .

    وقسم بقيادة اللواء محمد نجيب والأخوان وبقايا الباشوات وكان أصلاً ضد مسألة تقرير المصير، وهدفه فقط إزاحة الملك وإبقاء الملكية الخاصة للصهاينة والخواجات والباشوات وترك أمر الفساد للجرنانجية والمحاكم.

    بفضل ضغط الضباط الأحرار داخل الجيش إنتصر جناح جمال عبد الناصر في مجلس قيادة الثورة الذي أوشط على الإنفراط حيث كان الرئيس محمد نجيب يصرح بنهاية الديكتاتورية ورئيس الوزراء جمال ناصر يصرح بإن الثورة لم تقم لإعادة أو صون الأوضاع الفاسدة من فساد الملك،


    بعد ذلك زاد التعاون بين محمد نجيب والأخوان والإنجليز لإقصاء جمال عبد الناصر فلما فشلوا بحكم قوته القيادية وشخصيته في مجلس قيادة الثورة حدثت وإندحرت محاولة الأخوان والجهاز السري (النظام الخاص)لإغتيال عبدالناصر وفشلوا ولاقوا ويلات الأمن المصري وحيتنها هرب بعضهم إلى السعودية ودول الخليج وبعضهم إلى السودان -منهم السنهوري- يبشعون بجمال عبدالناصر والثورة في مصر وإنها عما قريب ستحيل الأزهر والمساجد الكبرى إلى كباريهات ومواخير، وإنه سيتم إلغاء الدين، وإن عبدالناصر يريد ضم السودان إلى مصر نهائية وأن يتخلص من رجال الدين السودانيين (الميرغني والمهدي) وغير ذلك من ترهات وأكاذيب. وكان ذلك من الأمور التي دفعت قائد الوطني الإتحادي بقوة إلى إتجاه الإستقلال (على أمل الوحدة بعد ذهاب عبدالناصر) بينما كان هدف الأخوان المسلمين المصريين آنذاك في السودان المجاور لمصر من قديم الزمان (إكتشفوه سنة 1954) هو تحويله -وفق الخطة الإنجليزية- الأمريكية إلى قاعدة ضد مصر الإشتراكية العربية.


    الحرص الرسمي للدولة المصرية على العلاقات مع السودان وتعزيزها إستقلاله أفشل خطة الأخوان وقوى اليمين ضد مصر الرسمية، وسرعان ما بدأت التحرشات البريطانية الإسرائلية الفرنسية ضد مصر لإعادة إحتلالها ورد الأموال الصهيونية المصادرة وضمان بقاء السودان كساحة للرجعية المصرية والدولية مما إنتهى إلى حرب السويس وهزيمة الدول الثلاثة بريطانيا وإسرائيل وفرنسا هزيمة عسكرية وسياسية.



    [B]بعد رد العدوان وتقوية العلاقات بالوحدة مع سوريا والعراق واليمن وبداية التحولات الإشتراكية بتأميم كافة المصالح والأموال والبنوك والمصانع ذات الأصول الإمبريالية والصهيونية في مصر، وأخذ العاملين ربع أرباح الوحدات الإنتاجية، وتمثيلهم في مجالس إداراته، وحصر نصف عضوية البرلمان للعمال والفلاحين، وفتح النشاط التعاوني في التمويل والزراعة والصناعة، والإسكان، وبداية مصر نهضة زراعية وصناعية وإسكانية وتعليمية وصحية وثقافية ضخمةلم تزل مصر تعيش عليها إلى الآن وصنع فيها المصريين كل شيء من الإبرة إلى الطائرات والصواريخ النفاثة حينذاك بدأت التحرشات الرجعية العربية والإسرائيلية وإنتهت إلى تدمير إسرائيل الطائرات المصرية وهي قابعة في مطاراتها في 5يونيو محققة هزيمة الجيش المصري، الذي كان ولم يزل أقوى جيوش في الدول العربية، ولكن مع سرعة بناء حائط الصواريخ وإعادة تأهيل الجيش وبداية حرب الإستنزاف وتقوية العلاقات مع السوفييت في نظام جمهوري رئاسي في بلد فرعونية التقاليد السياسية بدأت صحة عبدالناصر القوي البنية والرياضي والمنظم في التدهور وقال أحمد فؤاد نجم في لقاء تلفزيوني إن شريكه في السجن د. العطيفي سمه خلال سهور طويلة وسنوات بسم بطئي حتى توقف قلب ناصر في سبتمبر 1970 بعد القمة العربية التي عقدت علاج القتال الأردني الإمبريالي ضد الفلسطينيين.والعطيفي هذا أطلق سراحه عند زيارة مناحيم بيجن إلى القاهرة في 1979 وغادر معه وإن العطفي هذا الآن مقيم في سويسرا.

    الأهم إنه في 24 سبتمبر ذاك كان جناح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني الذي يرى الخير لقضية التقدم الإجتماعي للحياة السودانية معقوداً في الدولة ونشاطها في قمع الاحزاب الرجعية والشروع في بناء مقومات الدولة مدارس مستشفيات خلافه قد تم فصله لمخالفته (قرارات مؤتمر أغسطس) وبعدها في 21 أكتوبر 1970 قام الجناح المفصول بفصل الجناح الأخر من اللجن المركزية الذي يرى إن التقدم العام للأمور في السودان يتم بالطريق البرلماني على علاته!

    وهذا حال شبه لما حدث في مصر سنة 1954 والفرق الأكبر يكمن في إن ذات الخلاف تعمد في السودان بالدم بينما إنتهى شبيهه في مصر إلى سلسلة طويلة من النكت وإلى تحكم السادات وبيعه مصر ومواقفها بالجملة والقطاعي للمجرمين والإمبرياليين والأخوان المسلمين، وها هو نائبه الحزين حزني مبارك يحاول معالجة أمور متصلة منها تدهور صحته الخاصة وتدهور أوضاع السودان وتدهور صحة مصر نفسها، وتدهور صحة الدول الأخرى التي كان مستنداً إليها (هذا غير وفاة حفيده الطفل الحبيب بـ"مرض غامض")


    لو كان الحزب الشيوعي أكثر وحدة وتنظيماً أو كان إنقلاب يوليو دموياً لما كان السودان في حالته اليوم




    ولكم التقدير




                  

07-28-2010, 07:45 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: Al-Mansour Jaafar)

    الموعد...
    تواصل قناة النيل الأزرق الفضائية عبر (مراجعات) في العاشرة والنصف مساء الاثنين استضافتها البروفيسور علي محمد شمو رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات والمدير الأسبق للإذاعة وأول مدير للتلفزيون القومي للتوثيق لمسيرتة الإعلامية.
                  

08-22-2010, 05:00 PM

حسن النعمان

تاريخ التسجيل: 08-06-2010
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ضياء الدين ميرغني)

    غمه الروعه تلك الملحمه الغنائيه فهل من مذيد
                  

07-29-2010, 06:09 PM

هاشم محمد الحسن عبدالله
<aهاشم محمد الحسن عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 1989

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: sourketti)

    الأخ سوركتى ، تحياتى ، شكرا جزيلا على هذا التوثيق الهائل لمرحلة ذات أهمية قصوى فى تاريخ السودان ، لك التحية، وواصل هذا العمل الوطنى الرائع ، مودتى .
                  

07-29-2010, 06:41 PM

ابوحراز
<aابوحراز
تاريخ التسجيل: 06-27-2002
مجموع المشاركات: 5515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: هاشم محمد الحسن عبدالله)

    الأخ سوركتي
    هذا واحد من اهم البوستات التي توثق لفترة مهمة في تاريخ الشعب السوداني
    وحتى لايحدث اي تزوير للأجيال القادمة يجب ان نوثق لهم مثل هذه الأحداث
    ولكن ألاحظ أن بعض الصور التي وردت بالتوثيق لايوجد امامها تعريف
    فكثيرون لم يرو بابكر النور ولافارق ولاهاشم العطاء
    وكم أتمنى ان تكتب بجوار كل صورة ماتعنيه حتى تعم الفائدة
    فمثلاً الصورة التي يشهر فيها العساكر اسلحتهم لهذا الرجل الأعزل هل دخلوا عليه في بيته
    أم أن هذا مكتب
    كما ألاحظ تواضع المكان حيث الكراسي العادية جداً
    ياريت لو تعم الفائدة أكثر أن تكتب لنا ترجمة للصورة ان جاز التعبير
    وكذلك المكان
    مع تحياتي وتقديري
    حقيقة بوست مدهش جداً
                  

07-29-2010, 11:31 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ابوحراز)

    معظم هذه الصور نزلت فى بوست سابق بعنوان إعدامات الشجرة1971(صور) وقبله آخر بعنوان من قتل الضباط المعتقلين ببيت الضيافه عصر 23 يوليو1971م
    على هذا البوست يعرض أمير جابر صورة ملوّنه للمقدم بابكر النور سوارالذهب ويحيط به مجموعة من صف ضباط وضباط المدرعات بعدالمحاكمه وقبل صدور قرار الحكم ...
    والصورة التى يعرضها عدلان (أبيض وأسود) لبابكر النور أيضاً وقد وقف ويديه على رأسه أمام الرائد(اللواء بالقفز) خالد حسن عباس الذى قُتل أخاه الأصغر الملازم محمد ببيت الضيافه ويتساءل البعض هل قام خالد بضرب بابكر ؟ وبأى حال كان المعروف أن خالداً وبالرغم من قتل أخيه كان هادئاً ولم ينفعل أو يقوم بالاعتداء على ضباط يوليو مثلما فعل (ود الشواطين) ونميرى وصف ضباط وصغار ضباط المدرعات الشاهد أنه تم إطلاق النار على الرائد هاشم العطا بعد خروجه من المحكمة مباشرة وتم رفعه محمولاً ونُقل على عربه للدروة إستكمالاً لاجراءات الاعدام رمياً بالرصاص ...

    الصور الملوّنه يظهر فيها الرائد فاروق عثمان حمدناالله ببدلته وقد تم إعتقاله بليبيا ونُقل مع بابكر إلى الخرطوم-المطار-القيادة بإسعاف ثم للمدرعات بالشجرة

    والصور الأخرى توضح واحدة من المحاكم وبعضها كان تحت ظلال الاشجار (وهى تشبه جلسات كُتاب الارضحالات على أسوار المحاكم الشرعيه) والأخرى للمدنيين الذين تم القبض عليهم من كوادر الحزب الشيوعى
                  

07-30-2010, 07:42 AM

ابوحراز
<aابوحراز
تاريخ التسجيل: 06-27-2002
مجموع المشاركات: 5515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: sourketti)

    الأخ سوركتي
    شكراجزيلاً من الأعماق لردك الضافي والجميل
    في الحقيقة شخصياً التبست علينا بعض الصور وهي الخاصة بالمدنيين
    فلم أكن اعرف حقيقتها 00 معنى ذلك أنه ربما تم اعدام بعض المدنيين في هذه الحادثة
    يبق مجزرة بيت الضيافة مازالت مبهمة


    الصورة التي بها نميري وفاروق حمد الله تقريباً حيث نميري يرفع بعض الوثائق
    يرفعها في مواجهة زميله بالأمس
    لدي سؤال لو امكن
    هل كان هذا الرئيس يقوم بالمحاكمة بنفسه
    وإن كان ذلك فلماذا ينكر في إحدى لقاءاته أن المحاكم هي من قضت بإعدامهم
    يالريت نبذة عن هذه الصورة لو توفرت بعض المعلومات
                  

07-30-2010, 08:59 AM

عبدالوهاب همت
<aعبدالوهاب همت
تاريخ التسجيل: 12-27-2002
مجموع المشاركات: 851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ابوحراز)

    الاخ أبوحراز
    سلام
    الصورة التي تعنيها أي التي يعرض فيها وثيقه فالشخص الذي يقف أمام السفاح نميري هو الشهيد عبدالخالق محجوب وليس الشهيد فاروق حمدالله
                  

07-30-2010, 09:25 AM

ابوحراز
<aابوحراز
تاريخ التسجيل: 06-27-2002
مجموع المشاركات: 5515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: عبدالوهاب همت)

    شكراً أخي عبد الوهاب همت
    شكراً على تصحيح المعلومة
    وليتنا نعرف معلومات تفصيلية أكثر
    حقيقة أندهش للرئيس وهو يحقق ربما مع قادة الانقلاب
                  

07-30-2010, 09:46 AM

بشير حسـن بشـير
<aبشير حسـن بشـير
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 3420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ابوحراز)

    .
    .

    Quote: حقيقة أندهش للرئيس وهو يحقق ربما مع قادة الانقلاب


    تعرف يا أبو حراز ما من داعى للدهشه ، فالرجل ( نميرى ) كان فارغا
    وتنطبق عليه مقولة الأستاذ / محمود محمد طه (( شعب عملاق يتزعمه أقزام ))
    كما تنطبق على هؤلاء أيضا .

    تحياتى سوركتى ، واصل التوثيق .....
    .
    .
                  

07-30-2010, 10:02 AM

ابوحراز
<aابوحراز
تاريخ التسجيل: 06-27-2002
مجموع المشاركات: 5515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: بشير حسـن بشـير)

    الأخ بشير حسن بشير

    Quote: تعرف يا أبو حراز ما من داعى للدهشه ، فالرجل ( نميرى ) كان فارغا
    وتنطبق عليه مقولة الأستاذ / محمود محمد طه (( شعب عملاق يتزعمه أقزام ))
    كما تنطبق على هؤلاء أيضا .

    تحياتى سوركتى ، واصل التوثيق .....

    .

    يشهد الله أنني أضحك لمدة ربع ساعة على هذا الرد الجميل والضافي والساخر جداً
    وبلغت الضحكة ذروتها عند وصولي لمقولة محمود محمد طه
    ان شاء الله ابونا النميري يكون سمع المقولة دي

    وا أسفي على هذا الشعب العملاق !!!


    لكن أشارطك كما يقول الأطفال
    جميع حكامنا يعتبرون انفسهم عمالقة
    بينما شعوبهم اقزام !!!
                  

07-30-2010, 03:15 PM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ابوحراز)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudan103.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    الرائد هاشم العطا ( الملحقية العسكرية بسفارة السودان في بون 1969 )
                  

07-30-2010, 03:35 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ابراهيم عدلان)

    المجد والخلود لشهداء 19 يوليو
    المجد والخلود لشهداء السيادة الوطنية وإستعادة الديمقراطية
                  

07-30-2010, 05:12 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: أبو ساندرا)

    ظهرت على صورة نميرى (وهو يعرض مسودة ترشيحات لمجلس وزراء يوليو 1971 على كاتبها؟؟عبدالخالق محجوب) سيدة مصرية لا أذكر إسمها (نارمين أو نحوه) تعمل صحفية لمجلة المصور المصريه وكان يتجاذب معها أطراف الحديث بين الحين والآخر وهو يحقق مع ضباط يوليو...

    قامت هذه السيدة بدور كبير بالترويج إعلامياً لاضافة صبغه قانونية وسلامة اجراءات لما شاهدته فى محاكم الشجرة والتهم المنسوبة لضباط يوليو يضرب معتقلى بيت الضيافه عصر يوم العودة وذلك عبر سلسلة من مقالات حررتها للصحف المصريه قنالت جزاءها من الحى الذى لا يغفل ولا ينام بان أُصيبت بمرض عضال نال من صحتها أسوأ منال وعادت لتعترف بخطأ ما خطه قلمها فى تلك الايام ...
                  

07-31-2010, 05:34 AM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: sourketti)

    Quote: ظهرت على صورة نميرى (وهو يعرض مسودة ترشيحات لمجلس وزراء يوليو 1971 على كاتبها؟؟عبدالخالق محجوب) سيدة مصرية لا أذكر إسمها (نارمين أو نحوه) تعمل صحفية لمجلة المصور المصريه وكان يتجاذب معها أطراف الحديث بين الحين والآخر وهو يحقق مع ضباط يوليو...




    الصحفية مريم روبين من مجلة المصور المصرية
                  

07-31-2010, 06:22 AM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ابراهيم عدلان)

    Quote: كانت تلك الأحداث بداية إدمان نميري و بعض زمرته و نظامه العنف و الدم و قتل النفس التي حرم الله و كل الشرائع إزهاقها، فقد ولغوا في دماء السودانيين، و أباحوا لأنفسهم تجريم فعل ارتكبوه هم أنفسهم حينما سطوا على السلطة بليل؛ و كذلك فعل من سبقهم و من لحقهم. ففي أعقاب فشل انقلاب 19 يوليو/تموز 1971، نصّب زعيم الجندرمة نفسه قاضياً و هو يترنح سُكراً. فإلى الخمر التي كان يعب منها - كما وصفت فيما بعد الزميلة مريم روبين، مراسلة مجلة المصور المصرية، التي كانت تجلس إلى جانبه طيلة محاكمات معسكر الشجرة – كان الجلاد المخمور يكرع دماء رفاق السلاح، و ينتشي لرؤية أجساد الأخيار و هي تتدلى من حبال المشانق ظلماً، بعد أن رأت محكمة عسكرية شكّلها هو غير ما رأى؛ لكن الخمر و الطغيان حجبا بصره و بصيرته.



    هشيم الذاكرة ............ جعفر محمد نميري
                  

07-31-2010, 05:45 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ابراهيم عدلان)

    عاصرت زمان ثلاث اعدامات سياسية ما زال لها اثر في وجداني واثر واضح في توالي تاريخ بلادنا منذ الاستقلال .. كنا تلاميذ في مدرسة وادي حلفا الاميرية( اعمارنا بين العاشرة الرابع عشر) نخرج كل يوم في مظاهرات ضد نظام العسكر الذي قرر اعدام النوبة ثم كان اول اعدام سياسي وبصورة استفزازية حيث شنق ضباط من الجيش (حركة علي حامد) لمحاولتهم فقط الانقلاب علي عسكر عبود والمعروف ان الاعدامات العسكرية تكون رميا بالرصاص ولكن حيث الحقد يعمي الافئدة والابصار فلقد قرر عسكر عبود اهانة الضباط واعدامهم شنقا.. صباح ذلك اليوم اضربنا عن الدراسة وحتي الاكل وبقينا في عنابر داخلياتنا يوما وقد سمعنا حينها ان مخابرات مصر كانت هي التي سهلت الكشف عن الانقلابيين فمصر كان يهمها حينها الا ياتي اي نظام اخر الي السودان يعطل ما اتفقت عليه مع عسكر عبود لاغراق المنطقة النوبية ....وانا طالب في الجامعة كانت تلك الايام الكالحة السواد حيث هبت رياح علي كل قيم واخلاقيات مهنية وقضائية وانسانية وبفوضي لم تعرفها صفوف العسكر السوداني من قبل اعدم 15 عسكريا ومدنيا في اقل من خمسة ايام وبصورة مهينة ومذلة وبعد محاكمات صورية ودون ضبط وربط مهني...تجاوزت الاحقاد كذلك حينها كل الضوابط الاخلاقية والمهنية وتداخلت دول وعناصر خارجية في شئون سودانية ولقد سمعنا حينها خطاب السادات وهو يهدد في مساء انقلاب 19 بان الاتحاد المصري السوداني الليبي ولد "باسنان" وانهم قادرون علي عودة نميري وقد كان وكان للعمداء من الجيش المصري والموجوديين في قلب الجيش السوداني (اخوان عبدالحليم ورئيس القضاء العسكري حينها ) دور فعال فيما حدث في الشجرة .. وفي يوليو 76 كانت مذابح لم تسجلها اقلام بعد بما يجب حين احتلت قوات الجبهة الوطنية المعارضة العاصمة(حركة محمد نور سعد) والتي راح ضحيتها عسكر ومدنيون كثيرون .....
    قرءت كتاب لحيدر طه عن الاغتيالات السياسية في السودان قبل استقلال السودان والاحتلال المصري البريطاني وكتاب اخر لامين مكي مدني عن الجرائم السياسية في ظل الانقاذ (النظام الحالي بعد التعديل) والملاحظ وفق رؤيتي بعض من الشخصية السودانية التي توصف بالطيبة والسماحة تعاني من خلل كبير حينما تريد السلطة والسلطان وتتجاوز كل القيم حينها ولا تنظر خلفها ولا حولها وانما احقادهها هي التي توجهها ...
    في الرابط ادناه والذي وجدته اثناء بحثي عن ما سجل عن احداث يوليو 1971 وجدت تحقيقات وافادات شهود وابطال لتلك الحوادث علها تساعد الكثيرين من رواد هذا المنبر من اجيال لم تعاصر ذلك الزمان ولا تعرف عنه كثيرا في ان تعرف جوانبا عن تلك الشخصية السودانية المحيرة :


    http://forum.aburaqa.com/showthread.php?t=521
                  

07-31-2010, 07:03 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: abubakr)



    بابكر ..
    بابكر النور ..
    وكانوا ,, عبدالخالق ,, هاشم
    هكذا ,, وفى وثوقٍ ,, حزنذاك ,, كانوا ,, تراهم يبسمون فى وثوقٍ ,, وفى حزنٍ ,, لحزن يخصنى ,, عفوا ,, يخصنا
    لحزنٍ فى معيةِ الموتِ والآتى و.. ذا التراب و,, الآن
    الآن !؟ ..
    عمق الفجيعةٍ والخراب

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 07-31-2010, 07:08 PM)

                  

08-01-2010, 11:06 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: محمد حيدر المشرف)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan19sudansudansudansudansudan1971sudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

08-02-2010, 07:18 AM

ابوحراز
<aابوحراز
تاريخ التسجيل: 06-27-2002
مجموع المشاركات: 5515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: sourketti)

    شكراً ليكم وللجميع على هذه المعلومات التي غابت عن الكثيرين منا
    بعضنا كان صغيراً والبعض الآخر لم يولد بعد
    أما أطفالنا فهم لايعرفون ي شيء عن هذه التغييرات
    لأن التاريخ السوداني يتعرض لجوانب محددة ويغفل الجوانب الأخرى

    قرأت الرابط الذي أتى به الأخ ابوبكر مشكوراً
    وهو بحق يسرد الكثير من التفاصيل
    تألمت كثيراً لما حدث ببيت الضيافة من مجزرة ينكرها الجميع
    ولكن ورد أن الملازم محمد جبارة الذي اعتقل النميري ورفاقه هو من قام بذلك
    والحديث على لسان بعض الناجيين من المجزرة وهو يتأرجح ما بين الصح والخطأ

    خرجت من هذه المذكرات التي حواها الرابط أن خيرة الضباط قد انتهوا في هذه المعركة
    وأن الزمالة ما بين بعض الضباط تنتهي أحياناً تحت البوت وتصبح لامعنى لها
    موقفين لهاشم العطا يدلان على اتزانه واحترامه للزمالة
    الموقف الأول حينما اجتمع بالضباط بالقيادة العامة واعترضه احد ضباط المخابرات
    وقال له ماتقومون به عمل متهور 00 لم يقتل الضابط بل طرده من الإجتماع
    بل سمحوا له بالخروج والذهاب الى منزله
    الموقف الثاني حينما اشهر مسدسه الرشاش في وجه النميري لمرتين متتاليتين ولم يطلق النار عليه

    ضحكت كثيراً لذلك الضابط الغريب الأطوار والذي ضرب رجلاً أعزلاً على رأسه حتى جعله يدمي
    وكان يقول : أنا حا أنتهي ليكم من حاجة اسمها فاروق !!!
    فقال له احد الضباط هذا الذي ضربته ليس فاروق
    فرد عليه ومن يكون ؟
    قال له : هذا هو الشفيع أحمد الشيخ !!
    فما كان من هذا الضابط المريض الا وقال له : كلهم سوووووووووا !!!

    المذكرات لم تتعرض للأشخاص الذين قاموا بالمحاكمة والاستجواب
    هل هم ضباط بالمخابرات أم قضاة عسكريون وقضاة مدنيون ؟
    هناك شخص أطلق الرصاص على هاشم العطا من الخلف وهو خارج لتوه من المحكمة
    فهل هناك اوامر بفعل ذلك ؟؟

    من الذي قبض على عبد الخالق محجوب
    وكيف عرفوا فيما بعد انه كان مختبئاً داخل بيت قائد الحرس الجمهوري ؟
    هل يعقل أن تكون بريطانيا لها دور في انزال طائرة بابكر النور بليبيا؟
                  

08-02-2010, 07:42 AM

rani
<arani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ابوحراز)

                  

08-02-2010, 10:52 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: rani)
                  

08-02-2010, 05:08 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: abubakr)

    حدوتة تجربة 19 يوليو 1971 م وبالرغم من قصر مدتها كانت تحكى عن أصالة الجندى السودانى وشدة حرصه وإنحيازه لخيار مصلحة شعبه ووطنه وجيشه وتضحيته لجانب هذا الخيار فوق خيار رفقة السلاح التى لا تضاهيها أو تنافسها زمالة حتى خوّة الدم وذلك مهما تجاذبتها الاقلام علواً وغلواً ونُسبت إليها الانتماءات وأخذت منهاالاتهامات حسبما تهوى أوتشترط الولاءات ...

    أحمد المصطفى وسيد خليفه الرجلان العاقلان الاصيلان رمزا الشخصية السودانية الأصيله رحمهم الله رحمة واسعه !!!كيف جاز لهم الخروج أثناء حظر التجول؟؟؟أحمد المصطفى إبن البلد الأصيل والمعروف لا يشك أحد فى أنه حتى لو رأى المطلوبين او أى منهم بأم عينه وعلى نفس الشارع لتجرأ على الارشاد إليهم؟؟ وقد أكد لى الضابط الذى قضى باعدام هاشم العطا بأن الاخير لم يكن يرتدى أى جلباب عند القبض عليه!!بل بزيه الرسمى ...وضابط الشرطة الذى قام بالقبض على هاشم العطا كان برتبة رائد وتم ذلك بمقابر حمدالنيل بامدرمان وليس بنمرة 2 بالخرطوم ...وأين كان ذلك الملازم شرطة(العميد م) طيلة هذا الزمان ليتقدم بافادته عن أداء الواجب بعد مضى 39 عاماًمن الحدث ...

    هذه الافادة لا تقل فى ضعفها عن إشاعة مرور سيد خليفه بعربته بجوار القصر الجمهورى ليقوم يانقاذ نميرى (والتى انكرها الاول قبل وفاته عدة مرات) وفى ذات الوقت الذى تقتحم فيه مدرعات حماد الاحيمر وعبدالله خير الله وعبدالقادر جنى صديق عبدالعزيز السور الجنوبى للقصر ويقبع يعقوب اسماعيل عند البوابة الشمالية وأخريات تدك أسواره الاخرى من الشرق والغرب ؟؟؟
                  

08-02-2010, 05:37 PM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: sourketti)

    و تبقي شهادة مدني علي مدني الاقوي بين الشهادت حول ما حدث بالقصر و ما جاوره عصر الخميس 22 يوليو 1971


    1282.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    بعد سنوات طويلة من الصمت ، الملازم مدني علي مدني يكشف الأسرار الكاملة لانقلاب 19يوليو وهو الذي تواجد في اماكن الاحداث الساخنة" القصر الجمهوري وبيت الضيافة " والذي كان قريباً جداً من ابوشيبة ويفجر المفاجات واحدة تلو الأخرى .

    * لماذا وصف هاشم العطا بيان ثورته بالأرعن؟؟؟

    * مدني:لهذه الأسباب طالبنا بأن يلقي البيان الأول قائد أخر غير هاشم العطا ولم يسمع لنا .

    * لولا حرص هاشم العطل علي حياة المدنيين لفشل ارتداد مايو.

    * هناك من ضباط يوليو من آثر الهروب والفرار وأُجبرنا علي الاستعانة بضباط
    تربطنا بهم علاقات شخصية وصداقات ولم نكشف عنهم حتى الآن ومنهم من
    ترقي حتي وصل لرتبة اللواء.

    * دبابات الارتداد كانت تقصف المبني الذي يوجد به النميري مما يوحي بان
    طرفا ثالثاً ما كان يعمل لأهدافه الخاصة ليتضح لنا أن يوم 22 كان به أكثر من
    محاولة انقلابية .

    * قوات الارتداد المايوية قتلت عسكريين أبرياء وادعت تلفيقاً أنهم ضمن شهداء
    بيت الضيافة .

    * مدني : أبو شيبة كان قائداً إنسانا .

    * مدني : طالبنا أبو شيبة بتموين الذخيرة قبيل التحرك الأول فقال لنا : " امشوا
    ساكت ديل نمور من ورق ".


    * مدني : أبو شيبة حرص في اللحظات الأخيرة علي حرق جميع الأوراق
    والبرقيات والرسائل المهنئة بنجاح الانقلاب والتي كانت في مكتب القيادة ولو لم يفعل لصار ثلاث أرباع السودانيين سجناء لمايو .

    * تسريح الضباط والجنود باعتبارهم مايويين ومن دون مسوغ كان خطانا
    الأكبر .

    * مدني : قيادات مايوية استمرت الفساد وهتك أعراض الناس .

    * مدني: الذخيرة "حارق خارق" التي وجدت في جثامين ضحايا أحداث بيت
    الضيافة تثبت أن مرتكب المجزرة ليس من يوليو وإنما من طرف آخر.

    * عدم مساسنا بحياة نميري ومجلس أعضاء الثورة والذين كانوا بين أيدينا تؤكد
    عدم مسؤوليتنا عن مقتل ضباط الأمن وأحداث بيت الضيافة ، ولو أردنا القتل
    وسفك الدماء لبدأنا بـ " رأس الحية ".

    ما تردد عن أن نميري قاوم تسعة من حراسه محض كذب وافتراء .

    * نميري وبعد خروجه من القصر هرب من أمامنا لوحده ولم يسأل أو يكترث
    لمصير زملائه من وراءه.





    مقدمة اختطها الملازم مدني علي مدني بيده :


    قربا مربط النعامة مني لقحت حرب غالب عن حيال


    كثر الحديث عن حركة 19 يوليو العسكرية والتي اشتهرت بحركة الرائد هاشم العطا وأدلى حولها " كل من هب ودب " بدلوه زوراً وبهتاناً وقليل هم من تحدثوا عنها بشيء من الموضوعية ولا أقول كلها .
    أولاً ، أود هنا أن أنفي نفياً قاطعاً لأي دور ، رئيس أو مباشر ، للحزب الشيوعي السوداني - كحزب- في التحضير أو التخطيط أو التنفيذ لهذه الحركة ، لقد قال الشيوعيون : أن حركة 19 يوليو لا شرف ندعيه ولا تهمة ننكرها . وهم في هذا –أيم الله- لصادقون .
    كنا قبل التحرك – أو علي الأقل البعض منا – ضد إذاعة الرائد هاشم للبيان الأول. ولأننا كنا نؤمن بأن الشارع ، لا محالة ، سيمتلئ باللافتات الحمراء . لان شيوعية هاشم وانتمائه لا يخفى علي أحد . . وهذا ما حدث . في حين أننا كنا في أمس الحاجة لدعم الشارع السوداني كله بمختلف تنظيماته واتجاهاته وميوله السياسية علي الرغم من أننا طرحنا وبشكل واضح بإيمان لا يتطرق له الشك ، شعار " سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية " وهي ماعون واسع يسع الجميع .
    ثانياً ، الضابط الذي أوكل إليه مهمة إطلاق سراح الدكتور مصطفى خوجلي " –فقط- لأننا اخترناه ليكون رئيساً للوزراء ، قام ، وبتصرف فردي من عنده، بإطلاق سراح الشيوعيين دون غيرهم من بقية المعتقلين من الأحزاب الأخرى الأمر الذي زاد من نغمة الشارع علينا .
    ثالثاً ، أخطاء عسكرية قاتلة قام بها بعض الضباط ، وبصفة فردية أيضاً ، عجلت بسقوط الحركة وسهلت القضاء عليها ومهدت ، لمن كانوا يتربصون بالحزب الشيوعي الدوائر ، لينحروه في رابعة النهار .
    رابعاً ، تأملوا معي هذه الأسماء ، وفيكم من يمت لهم بصلة القرابة ، أو ساكنهم في الحي ، أو زاملهم في الدراسة أو العمل . . . هل هم شيوعيون ؟؟ المقدم أحمد حريكة ، المقدم صلاح الدين فرج ، المقدم حسين بيومي ، المقدم يحي عمر قرينات ، الرائد مبارك فريجون ، الرائد إبراهيم سيد أحمد ، الرائد شرف الدين إسماعيل ، النقيب محمد المصطفى الشهير بـ "الجوكر " ، النقيب محي الدين ساتي ، النقيب عبد الرحمن مصطفى خليل ، النقيب عباس عبد الرحيم الأحمدي ، النقيب صلاح السماني الكردي ، النقيب محمد احمد محجوب "ود المحجوب" ، الملازم مأمون عبد المجيد علي طه ، الملازم عبد الرحمن حامد ، الملازم الشيخ مصطفى ، الملازم مأمون احمد الصديق دار الصليح ، الملازم عثمان حسن يوسف . . . . كل هؤلاء حوكموا بالتجريد من الرتبة ، والطرد من القوات المسلحة والسجن لمدد مختلفة . فلأي سبب يضحي هؤلاء من أجل حزب لا ينتمون إليه أصلاً ولا يأتمرون بأمره ؟؟ إن دوافع وطنية بحتة دفعت كل هؤلاء ليساهم كل منهم بقدر ما استطاع في الخروج بالبلاد من المأزق الذي أرادت أن تدخلها فيه مايو .
    وهنا ، لا أذيع سراً إن قلت أن بعض الضباط الشيوعيين الملتزمين قد فروا قبيل ساعة الصفر الأمر الذي اضطرنا أن نستعين ببعض زملائنا ولعلاقات الصداقة والزمالة الشخصية فقط لا غير . . . ولم نذكر اسم أي واحد لم تستطع السلطات القبض عليه حينها حتى وصل بعضهم إلي رتبة اللواء . . . وذلك عملاً بوصية الفارس الشهم الشهيد المقدم عثمان حاج حسين "أب شيبة" : " الجوه جوه . . . والبره بره . . . أنا والهاموش وهاشم العطا سنتحمل المسئولية كلها " !
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    حاوره : مؤيد شريف

    نقلا عن صحيفة "الوفاق"

    مدخل :

    حاولت مرارا وتكرارا أن اقنع الملازم بالقوات المسلحة والمشارك في انقلاب هاشم العطا مدني علي مدني بالحديث عن الأحداث التي شهدها بأم عينه وشارك في صناعتها ، إلا أنني وفي كل مرة كنت أواجه برفض مهذب ويكتفي بسرد بعض الوقائع المعروفة والمشهورة والتي لا جديد فيها ، وأخيرا يبدو أن مدني علي مدني قد قرر أن يفتح قلبه لنا ويكشف عن الكثير الذي لم يقال من قبل خاصة وان المكانة التي كان يتمتع بها "مدني" لدى القائد المهم للتخطيط لانقلاب "19 يوليو" " أب شيبة" والأدوار المهمة التي كان يسندها له بالإضافة إلي أماكن تواجد "مدني" خلال الثلاثة أيام التي استولوا فيها علي الحكم ، فقد تواجد في القصر الجمهوري لحظة اقتحامه من قبل الدبابات وقد تواجد أيضا في بيت الضيافة قبل ساعة من حدوث المجزرة ، فأماكن تواجده هذه تعطي لهذا اللقاء واللقاءات القادمة قيمة تاريخية كبيرة " فليس من رأى كمن سمع" ، وإذا علمنا بان مدني هو من أوكل إليه "أب شيبة" بمهمة إخراج النميري ومن معه من القصر واقتيادهم إلي مكان ما وهذا ما لم يحدث ، وهو من كان يستقبل المكالمات الواردة لمكتب القيادة ويحولها إلي أب شيبة ، فإننا نتطلع لمعرفة ما كان يدور داخل القصر قبل وبعد لحظات من" الارتداد المايوي " ودخول الدبابات للقصر والتفاعلات التي كانت تحدث . والمشاهدات التي رواها لنا عن بيت الضيافة والأحداث التي سردها لنا . ولم يخفي علينا مدني علي مدني بأن هناك معلومات حساسة تتعلق بالحزب الشيوعي أو تتعلق بأشخاص هم فقط لهم الحق في كشفها ولا يملك الحق في كشفها ويستسمحنا في أن نعفيه من الإجابة عليها ولقد التزمنا بذلك علي الرغم من إيماننا بأن التاريخ هو ملك للجميع .







    #بداية تحدث لنا عن تنظيم الضباط الأحرار والأجواء السياسية العامة التي سبقت انفلاب19يوليو والأوضاع العامة بالبلاد ؟

    تنظيم الضباط الأحرار هو التنظيم الذي خطط ونفذ ثورة 25 مايو بكل أطرافه من شيوعيون وقوميون عرب وديمقراطيون ولأسباب معروفة وفيما بعد قالوا بتحالف قوى الشعب العامل وغيرها ، والشيوعيون كان لهم طرحهم الخاص بالجبهة الديمقراطية ، ومن نفذوا انقلاب مايو هم أنفسهم من قاموا بالدور الأساسي في 19 يوليو، ففكرة انقلاب 25 مايو كانت للرائد فاروق حمد الله وهذه معلومة معروفة ذكرها الأستاذ بابكر عوض في برنامج أسماء في حياتنا ، وكان للمرحوم الشهيد عثمان حاج حسين الدور الأساسي في مايو نفسها فقد كان مناط به اعتقال الشخصيات المهمة من وزراء وغير ذلك ، ويحفظ له أنه كان من أوائل الذين اعترضوا علي الترقيات الاستثنائية التي قام بها نميري خاصة ترقيات صف الضباط إلي ضباط وكان يرى أن مثل هذا السلوك يكرس للانقلابات العسكرية ، فبإمكان أي ضابط أن يغري صف ضباطه بالترقيات بالإضافة لأنها ستؤثر سلباً علي الضبط والربط في القوات المسلحة ، فالرقيب الذي يرقى فجأة لضابط سيثير الغيرة في زملائه لاسيما الأقدم منه وهذه من ضمن الأشياء التي اعترض عليها أب شيبة وحتى هو فرضت عليه الترقية إلي رتبة المقدم قسراً وسلم قيادة الحرس الجمهوري .


    يقول البعض أننا تعجلنا قيام 19 يوليو إلا أنها كان لها ظروفها الموضوعية التي دعت لقيامها في ذلك التوقيت بالتحديد ، يذكر أن تنظيم الضباط الأحرار كانت به تيارات فكرية متنوعة فالبعض كان ميالا للارتماء فيما يسمي بالقومية العربية وفي زمن عبد الناصر كان هناك نوعا من التوازن في طرحه لفكرة القومية العربية ، فعبد الناصر كان يرى بأن الوحدة القومية لا تجدي لأنه كان له تجربة مع سوريا أيام الجمهورية العربية المتحدة وهي كانت تجربة قومية جاءت بنتائج عكسية كلفت الدولتين والأمة العربية كلها أثمان فادحة ، وبعد وفاة عبد الناصر واستلام السادات لمقاليد الحكم وظهور نجم القذافي والذي كان يرى في نفسه امتداداً لعبد الناصر وخليفة له والذي يفترض به أن يقود الأمة العربية باتجاه الوحدة هذا كان قبل أن ييئس من العرب ويتجه إلي إفريقيا ، وفي تلك الفترة عادت للسطح من جديد فكرة الوحدة بين السودان ومصر وليبيا وانسحبت سوريا لظروف تخصها . جمال عبد الناصر كان يرى أن الوحدة لابد من أن تكون تدريجية وليست اندماجية وتبدأ من الشعوب عن طريق فتح الحدود وتحرير التجارة وارساء قواعد للتكامل بين شعبي وادي النيل ، السادات عندما أتى للحكم استعجل مسألة الوحدة ، واذكر ان الصحفي المصري صلاح حافظ كتب مقالاً في مجلة صباح الخير أورد فيه أن أرض السودان وأموال ليبيا والخبرة المصرية هي مقومات الوحدة المطلوبة بين الدول الثلاث ، وكانت بعض القوات المصرية مرابطة بجبل اولياء وايضا بعض المشاه الليبيين والحجة التي أعتمد عليها المصريين لنشر قواتهم كانت حرب الاستنزاف .

    نشأ صراع قوي داخل تنظيم الضباط الأحرار بين القوميين العرب والذين رأوا في انفسهم الأحق بقيادة التنظيم من أجل تسريع الوحدة الاندماجية وحدثت اختلافات في وجهات النظر ونجحوا في ان يوعزوا للنميري عبر فاروق حمد الله وكان الرجل القوي ولم يكن شيوعياً ويقال أن له بعض العلاقات مع القيادة الثورية جناح يوسف عبد المجيد وأحمد الشام والبعض يقول أنه ينتمي للبعثيين ، لكن المعروف عنه أنه كان محايداً وكان وطنياً وله ميول يسارية – وكانوا يعلمون أن فاروق حمد الله ليس شيوعياً لكنه الرجل القوي والذي بوجوده لا يستطيعون أن يسيطروا علي جعفر نميري وقد قالوا قبلاً انهم اتوا بجعفر نميري لانهم يستطيعون أن يملوا عليه ارادتهم وكانت هناك أسماء اخري مطروحة من قادة مايو لاقناع الجيش ومنهم مزمل سلمان غندور واحمد الشريف الحبيب والرشيد نور الدين وغيرهم الا أنهم عرفوا بقوة شخصيات الاسماء الانفة الذكر وانهم يريدون شخصاً يستطيعون أن يملوا عليه شروطهم فاتفقوا علي بجعفر نميري ، الأكيد عندي أن لا دور لنميري في 25 مايو تحديداً فقد جيء به كصورة لاقناع الجيش باعتباره عسكريا جيدا وهذه حقيقة ولكنه لم يكن رجل سياسة أو رجل أفكار وايدولوجيات ديمقراطية كانت أو اشتراكية أو حتي اسلامية كما اتضح في الاخير ، فاوعزوا للنميري بأن الضباط الاحرار يعملون علي نقل الصراعات والحوارات التي تدور في مجلس قيادة الثورة الي الشارع العام والي الحزب الشيوعي ، وشخصية نميري كما اتضح للناس فهي شخصية الرجل "السميع" ، فبادر باعفاء فاروق حمد الله وبابكر النور وهاشم العطا . وفي الحقيقة لم تكن هناك في الاساس اسراراً ينقلها هؤلاء فالخرطوم كانت وكعادتها تموج بالاحاديث السياسية فالناس كانوا يحسون بالسرعة الرهيبة التي تجري بها الاحداث لنقع في احضان السادات ومصر وليبيا وغيره ، وبعض الصحف المصرية كانت تروج للفكرة الاندماجية ، وبسبب كل هذه الملابسات عمل الثلاثة المقالين واخرين لتكوين تنظيم داخل تنظيم مايو أطلق عليه تنظيم أحرار مايو واغدق عليه بالكثير من الاموال وكان علي راسه ومسؤولا عنه احمد عبد الحليم وكان في الجيش المصري وهو شقيق محمد عبد الحليم وزير الخزانة المشهور والذي يقال بهروبه بالخزانة وتعرضه ايضا لقضية المخدرات التي القي عليه القبض بسببها في بيروت ومعه خالد حسن عباس والذي كان وزيرا للدفاع في ذلك الوقت .
    تم تعيين احمد عبد الحليم قائدا عاما للمدرعات واصبح يرأس قائد اللواء الأول مدرعات عبد المنعم محمد احمد الهاموش وقائد اللواء الثاني دبابات العقيد سعد بحر في وقتها ، يذكر أن الهاموش رقي استثنائياً من قبل نميري من مقدم الي عقيد في 15مايو 1971 م في يوم احتفال المدرعات وهو نفس اليوم الذي اعتقل فيه السادات جعفر صبري ومراكز القوى الاخرى وصرح انه "سيفرمهم فرم " ، واذكر أن رياحاً عاتية ضربت ساحة الاحتفال في ميدان اللواء الأول مما أجبر القائمين عل أمر الاحتفال علي تحويل الاحتفال الي " الميز " وعودة العوائل ،وفي ذات اليوم أصدر النميري أوامره، وهو في حالة من عدم الوعي المعروف السبب، بترقية عبد المنعم الهاموش من مقدم الي عقيد وعلي علي صالح ايضا رقي الي عقيد وتم ترقية جميع أفراد فرقة الجاز التابعة للمدرعات الي رقباء اوائل وصولات وفي اليوم الثاني مباشرة نشبت أزمة في سلاح المدرعات وحدثت فوضي وحل الضبط والربط بسبب ترقيات النميري الاستثنائية للدرجة التي اجبر فيها النميري لاحالة أمر تنفيذ الترقيات الي وزير الدفاع خالد حسن عباس واستخدم خالد حسن عباس خطاباً عاطفيا أمام الجنود استطاع من خلاله تمرير الترقيات


    حدث لنا قليلا عن تنظيم احرار مايو واذا كانت لكم علاقات بتنظيمات اخري ؟

    أفراد تنظيم أحرار مايو لم يكونوا معروفين بالنسبة للمايويين واب شيبة كان جزءاً من التنظيم ، بل علي العكس فنحن من كنا علي علم تام بكل أفراد تنظيم مايو والذين سعوا لفرض الوحدة مع مصر وليبيا بكافة الوسائل والاشكال حتي لو أدى الأمر لفرضها بالقوة علي الشعوب .

    أنتم كنتم جزءاً من السلطة لماذا لم تحاولوا توضيح وجهة نظركم السياسية ؟

    في بداية الأمر تحدث معظم الناس ومنهم هاشم العطا مع النميري في محاولة لاقناعه بضرورة العدول عن فكرة الوحدة الاندماجية الا أن النميري لم يكترث للأمر وأعتبره مجرد "تخرسات شيوعية" وافتراء شيوعيون يريدون ان يهيمنوا ويسيطروا ولم ييئسوا وحاولوا نصحه من جديد الا أنه لم يسمع لهم واستمر في سياسته .

    كيف يمكن أن تلخص لنا اسباب الشقاق بين النميري والأحرار ؟

    الاشكال بدأ بين الشيوعيين ونميري منذ ضربة الجزيرة أبا وبعد نهاية الضربة أتهم النميري الشيوعيون بمنعه من ضرب "الرجعية" في الجزيرة أبا ، ومن المعروف أن الشيوعيين اعترضوا علي ضرب الانصار في الجزيرة أبا ليبدأ نقاش داخل تنظيم الضباط الأحرار والذين اعتبروا ان هناك ايادي اجنبية لعبت ادوارا خفية في موضوع الجزيرة ابا حتى تضرب القوى الرافضة للوحدة الاندماجية ومن المعروف أن فاروق حمد الله وهاشم العطا عارضوا وبالصوت العالي في مجلس الثورة ضربة الجزيرة أبا .

    اذا هل لنا أن نقول بأن انقلاب 19 يوليو جاء لقطع الطريق أمام الوحدة الاندماجية مع مصر وليبيا ؟

    نحن لم نكن ضد الوحدة مع مصر اذا جاءت بطريقة تدريجية ومن القاعدة ومن المعروف أن من أوجب واجبات الحزب أن يقوم بتنفيذ برامج القواعد

    إذا كان الخلاف بينكم سياسيا فلماذا لم تختاروا التفاوض السياسي وانتم كنتم جزءاً من السلطة بدلا من الانقلاب ؟

    كما سبق وذكرت لك فان الضباط الأحرار حاولوا مراراً وتكراراً التحاور والتشاور مع قادة النظام المايوي إلا أنهم شعروا بأن القوميون العرب قاموا بعمل تنظيم داخل التنظيم سمي أحرار مايو لم يشرك فيه سوى المؤمنون بفكر القومية العربية فقط وأقصي منه الشيوعيون والليبراليون والبعثيون والجميع ، وكانت لهم صلة مباشرة مع مصر ولا ابالغ اذا قلت انهم كانوا يأخذون تعليماتهم منها بدليل أنه وبعد نجاج الانقلاب قام السادات بارسال طائرة انتنوف ضمت عبد الستار الطويلة واحمد حمروش وصلاح حافظ وأنا كنت في استقبال الطائرة بالمطار وكنت قد أخطرت بأن هناك طائرة علي قدر كبير من الأهمية ، وعند وصولنا الي مطار الخرطوم وجدت السر أدم سالم وكان مديراً للمطار ومعه أحد الأجانب ووجدت أيضاً سرية كان قائدها ملازم من الدفعة 20 يدعى عثمان وكان يبادر بتحيتي باعتبار انني زول الانقلاب وكنت امنعه من ذلك واقول لع بانني من يجب عليه تحيتك وحتي السر ادم سالم كان يبادر بالاستئذان للخروج للحظات فكنت أقول لهم بانهم ليسوا بمعتقلين حتي يستئذنوا مني واوضحت لهم بانني في انتظار طائرة كلفت بأن استقبلها ، وصلت الطائرة ليلاً وكنت اطارد الطائرة بمحازاة "الرن واي" حتى توقفها في مدرعات صلاح الدين ، نزل من الطائرة عدة مدنيين معهم ضابط برتبة مقدم طيار واخر صول ، فبادرتهم بالسؤال أن كانت معهم اسلحة فجاوبوني بالنفي وبعد تفتيشي للطائرة وجدت رشاش بورسعيدي وطبنجات فصادرتها ، جاءني الرائد في ذلك الوقت الفاتح المقبول وحسن مكي مدني واخبروني بأن هؤلاء مدني وقالوا بأن هؤلاء صحفيون وتسلموا مني الزوار المصريين واتضح لي فيما بعد انهم كتاباً يساريين ارسلهم السادات للسودان لجس النبض ومتابعة التطورات .

    حدثنا قليلاً عن العلاقة بينكم واللجنة المركزية للحزب الشيوعي أو أي قيادات سياسية اخرى في الحزب الشيوعي ؟

    أولاً ، 19 يوليو لا علاقة لها البتة بالحزب الشيوعي لا من قريب أو من بعيد _ 19 يوليو لا علاقة لها باللجنة المركزية للحزب ولا المكتب السياسي ولا السكرتير نفسه وعبد الخالق محجوب نفسه والي اخر لحظة كان ضد الانقلاب "ولا بعرف الشفيع احمد الشيخ" حتى مصطفى خوجلي والذي كان منتظراً ان يكون رئيس الوزراء بعد الانقلاب كان معتقلاً في سجن كوبر ، وهناك خطاء ارتكبه احد ضباطنا حيث أصدرت له التوجيهات باطلاق سراح مصطفى خوجلي فقط ليكتب الخطاب السياسي باعتباره من وقع عليه الاختيار لرئاسة الوزراء الا أن الضابط وبتصرف فردي منه قام باطلاق المعتقلين الشيوعيين فقط وترك بقية المعتقلين من الاحزاب الاخرى وكان أسمه زهير قاسم علي البخيت .

    هل صحيح أن عبد الخالق عاتب هاشم العطا قائلا له " لماذا تعجلتم ؟"؟

    عبد الخالق لم يقصد الانقلاب بقوله "استعجلتو" فان المعروف أن الحزب الشيوعي يؤمن بالعمل الدؤوب وسط الجماهير ولان الثورة الجماهيرية كانت آتية لا محالة فالماركسية والمادية التاريخية لا يؤمنون بشيء يسمى انقلاب وعبد الخالق كان يقول دائما بأن الانقلاب يولد في احشاءه انقلاباً اخر .
    ومن الأشياء التي كنا نطالب بها أن البيان الأول يجب أن لا يلقيه هاشم العطا ، لأن هاشم العطا كان معرف كواجهة شيوعية داخل القوات المسلحة ، وكنا نعلم برد الفعل الذي سيحدث في الشارع وهذا ما حدث ، وكنا نطالب بأن يذيع البيان الأول قائد ثاني أو اخر غير هاشم العطا وأن لا يكون هاشم العطا ولا فاروق حمد الله ولا بابكر النور في مجلس الثورة منذ البداية ، وهذه النقطة التي استفاد منها أهل الانقاذ "أذهب انت الي السجن وساذهب انا الي القصر" ودائما ما يستفيد الاخوان المسلمين من اخطاء الشيوعيين .

    اذا كيف تفسر عملية تهريب عبد الخالق من المعتقل في توقيت مشابه ؟

    عبد الخالق محجوب في الاساس لم يكن يرغب في ان يهرب من المعتقل ، نحن من اجبرناه علي الخروج خوفاً علي سلامته لاننا كنا نعلم بوضعه الصحي الحرج والمتدهور . عبد الخالق وفي بداية اعتقاله كان معتقلاً في السجن الحربي وكان يعامل فيه معاملة حسنه وكريمة علي يد قائد السجن الحربي وقائد الشرطة العسكرية في ذلك الوقت محمد امحد محجوب "ود المحجوب" وعندما شعرت الاستخبارات العسكرية بالمعاملة الطيبة التي يجدها عبد الخالق في السجن الحربي تم نقله الي معسكر الذخيرة ولو لم تكن لقائد السجن الحربي والشرطة العسكرية محمد احمد محجوب علاقاته الطيبة بالمايويين لربما اُقصي من موقعه بسبب معاملته الطيبة لعبد الخالق محجوب . ومن المعروف ان معسكر الذخيرة كان ممتلأً بالمايويين المعروفين كمصطفى اورتشي وسعد بحر وسيد المبارك وسيد احمد الحموري والذين كانوا يمثلون مجلس الثورة السري او "مجلس الظل" .

    بحسب علمك هل كانت هناك رعاية طبية كافية لعبد الخالق من قبل نظام مايو ؟

    لم تكن هناك أية رعاية صحية علي الرغم من الحالة الصحية السيئة لعبد الخالق ، وكنا نعلم بالوضع الصحي المتدهور لعبد الخالق واب شيبة كان مقربا جدا من عبد الخالق ومحجوب طلقة كان له صلة رحم مع عبد الخالق "ابن خالته" وكان يعمل في سلاح الذخيرة وكان ممنوعاً من الاقتراب من عبد الخالق محجوب ، وبعد تهريب عبد الخالق القوا القبض علي محجوب طلقة دون أن يكون مشتركاً في عملية تهريب عبد الخالق محجوب . اما عملية التهريب فقد قام بها هاشم العطا نفسه وكان بصحبته أو من كان يقود العربة حسن سيد قطان وهو من ابناء الدويم ، والشخص من داخل معسكر الذخيرة والذي سهل عملية التهريب هو العريف عثمان عبد القادر والذي كان يحلم بالسفر الي المانيا ووعد بتحقيق رغبته اذا ما نجح الانقلاب وفعلا نفذ العريف عثمان عبد القادر وعده وسهل عملية التهريب ليخرج عبد الخالق من معسكر الذخيرة بصحبة هاشم العطا .

    عبد الخالق لم يعترض علي هاشم العطا وربما خرج معه برغبته فكيف تجزم بعدم رغبة عبد الخالق في الهروب ؟

    الهروب كان بغير رغبة عبد الخالق لكنه لم يكن ليفضح الناس ، فلم يكن ممكناً أن يفضح عبد الخالق شخصاً شهماً جاء لينقذه كهاشم ،ففضل ان يخرج معه ولكن علي غير رغبته وهذا أكيد عندي ، بل أكثر من ذلك ، أن كل الاشياء التي تمت كانت علي غير رغبة عبد الخالق سواء كان تهريبه من المعتقل أو اجباره علي الموافقة علي الانقلاب فموقفه كان ثابتاً في رفض فكرة الانقلاب الي ساعة الصفر وحتى ما بعد نجاح الانقلاب واصبح أمراً واقعاً فقد حاول عبد الخالق أن "يلملم المشاكل" بقدر ما يستطيع فقد حاول أن لا يجعل من الحكومة المقترحة شيوعية صارخة بدليل أن الورقة التي وجدت عنده كمقترح لتشكيلة للحكومة ضمت اسماءً لم تنتمي يوماً للحزب الشيوعي فضلاً عن أن عبد الخالق لم يدلي خلال الثلاثة أيام التي نجح فيها الانقلاب بأي تصريحات وكان حانقاً وغاضباً جداً مما حدث ، الا أن العسكريين هم من فرضوا الانقلاب فرضاً ، وعندما قال الحزب الشيوعي أن 19 مايو شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها فانهم قالوا الحق فهم لم يقوموا بـ 19 يوليو حتى يكون لهم شرف المحاولة وليست تهمة ينكرونها لانهم أيدوا الانقلاب ووقفوا معه عندما نجح .




    اذا انت تقول بأن منفذي الانقلاب لم تكن لهم علاقة بقيادات شيوعية سياسية البتة ؟

    نعم ، ولا حتى تنظيم الضباط الاحرار ، ولا حتى الاغلبية العامة من تنظيم الضباط الاحرار .



    فهمت من حديثك انكم لم تكونوا تتمتعون بأي غطاء سياسي ، اذا فمن اين لكم بالامكانات المادية ؟ وهل كنتم تتوفرون علي كل احتياجاتكم ؟

    كنا نعتمد علي شيء واحد فقط : أن نعمل علي ايقاف الوحدة القسرية مع مصر وليبيا ، لم يكن هدفنا الاتيان بشيوعيين أو غيرهم . ما كان مطروحاً هو أن تعود مايو لمبادئها المعلنة في 25 مايو – وكنا معتمدين علي جماهير 25 مايو نفسها لذلك نحن لم نقل "مجلس قيادة الثورة" بل قلنا "مجلس الثورة" ولم نقل يوليو جديدة بل قلنا حركة تصحيحية لـ 25 مايو ، واذا كانت مايو تعبيراً عن أشخاص - نميري أو غيره - فان هذه مسالة اخرى ، واذا كانت مايو مبادئ فنحن اتينا بمبادئ 25 مايو الاساسية والتي أعلنت في 25 مايو "سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية ".









    بوصفك أحد المشاركين في الانقلاب وقائد فرقة في الحرس الجمهوري صاحب الانقلاب ذاته..... أضاف مدني مقاطعاً .......


    هناك شيء مهم أريد أن اذكره لك قبل سؤالك ، إذا ما كنا نريد أن نقوم بانقلاب شامل وكامل لما نفذنا الانقلاب في وقته وذلك بسبب أن نظام مايو كان يتجه لتطبيق انتشار جديد للوحدات العسكرية وكان منتظرا أن تكون قوة أو سلاح الحرس الجمهوري القوة العسكرية الوحيدة الضاربة في الخرطوم ، وبالفعل فقد شرعوا في إخراج المدرعات إلي خشم القربة والدمازين والمظلات أيضا خطط لترحيلها وكان من المخطط له أن يصبح سلاح الحرس الجمهوري سلاحاً مكتفياً ذاتياً بها دبابات ومدرعات ووحدة إشارة ووحدة سلاح نقل وان تكون كل هذه الفروع تحت قادة أب شيبة ، وبناءا عليه فإننا وان كنا نريد القيام بحركة شاملة كان بإمكاننا الانتظار شهرا أو شهرين أو أكثر حتى يصبح سلاح الحرس الجمهوري هو الوحيد في الخرطوم وفي هذه الحال ما كنا لنضطر للقيام بأي اعتقالات أو تأمينات كثيفة أو بيت ضيافة أو أمن قومي نحتجز فيه الناس .




    صف لنا اللحظات التي سبقت لحظة الصفر ؟ موقفكم الداخلي والوضع العام في الدولة ؟

    كان مقرراً للانقلاب يوم 7 يوليو وهذا التاريخ أعود للتأكيد من جديد بأن لا علم للجنة المركزية أو الحزب أو أي جهة سياسية أخرى به ، وكان تحديد ساعة الصفر نتيجة لتقديرات موقف عسكري بحت ، فقد كانت درجة الاستعداد في القوات المسلحة في ذلك الوقت 50% ، ومع بداية تحرك كتيبة من شندي متجهة إلي الشرق الأوسط ارتفعت درجة الاستعداد ألي 100% فمن المعروف أنه عند دخول قوة كبيرة إلي المدينة يرتفع استعداد القوات المسلحة وبعد مغادرتها يعود الاستعداد إلي وضعه الطبيعي شيئاً فشيئا ، وعند بداية تناقص درجة الاستعداد رأى هاشم العطا بأن الوقت غير مناسب فهاشم لم يكن يرغب في أن يتواجه العساكر بعضهم ببعض وتحدث خسائر كبيرة في صفوفهم ، فتم تأجيل ساعة الصفر إلي يوم 11 ،، إلا أن يوم 11 كان الاستعداد لا يزال عند 50 % ولم يتناقص بسبب هروب عبد الخالق محجوب والذي أزعجهم جداً للدرجة التي بدءوا فيها باعتقال الكثير من الشيوعيين وتم نقل الكثير من الضباط إلي خارج الخرطوم .
    علي الرغم من أننا كنا ضباطاً مشاركين إلا أننا لم نكن نعلم بالقائد الحقيقي للانقلاب حتى قبل لحظات من ساعة الصفر ، فقبيل وقت قصير من ساعة الصفر قام الشهيد عثمان حاج حسين أب شيبة ، وكنا علي مقربة من وقت الانصراف وعربات الترحيل كانت لا تزال مرابضة بالخارج ، قام بإصدار أمر لنا بتأخير الجنود قليلاً وان نتحدث معهم عن الضبط والربط وأي موضوعات أخري ، وكنا قبل ذلك أي في الشهور التي سبقت الانقلاب قد تلقينا منه تعليمات بان نتحدث للجنود عن منجزات مايو وما حققته من مكاسب وأوصانا بأن نتحدث في نهاية حديثنا للجنود عن شيء من العيوب والتراجع عن مبادئ مايو بالارتماء في أحضان المصريين وبيعها لقضايا الوطن ، وفي هذه الأثناء وصل هاشم العطا إلي "ميز" الحرس الجمهوري واستبدل ملابسه المدنية بالعسكرية وهو نفس الوقت الذي أمرنا فيه أب شيبة بالتجمع في جنينة القصر ، والقوة التي تجمعت في الجنينة كانت تضم ضباط صف يتبعون لتنظيم الضباط الأحرار وتنظيم ضباط الصف لم يكن معلوماً لأي جهة حتى الاستخبارات العسكرية لم تكن تعلم بوجودهم وكانوا يضمون رقباء أوائل ورقباء ورتب أخرى ، بعد أن تجمعنا في حديقة القصر تم تنويرنا من قبل أب شيبة شخصياً قائلاً " نحن في تنظيم الضباط الأحرار قررنا أن نغير النظام بالقوة ، بانقلاب ، والان لكم مطلق الحرية وكل من لا يرغب في الاشتراك معنا يعلمنا الان وسنضطر لاعتقاله هنا ً فقط ولن يصيبه منا أي مكروه وكلامي هذا ينطبق علي الضباط وصف الضباط . في حال نجاح الانقلاب فكل الموجودون هنا هم أخوة لنا حتى وان لم يشاركونا الان ، أما وان فشل فلن نعمل علي كشف أي منكم وستكونون في أمان " . وسألنا بصراحة هل هناك أحد لا يريد الاشتراك معنا ؟ فلم يرد احد ووافق الجميع . فأردف قائلاً :" إذا دعوني أبشركم بأن قائد الانقلاب هو الرائد هاشم العطا " . وبحكم معرفتنا بهاشم كأحد أشهر ضباط التكتيك في القوات المسلحة فقد اطمأننا بأن القيادة ستكون قيادة حقيقة وأن الخطة محكمة . بعد ذلك أخرج أب شيبة ورقة من جيبه وبدأ يقرأ مهام كل ضابط علي حده وترك لكل ضابط حرية اختيار ضباط الصف الذين يود أن يصطحبوه في مهمته . عرضنا علي أب شيبة أن نعتقله تمويهاً وتحسباً لفشل المحاولة الانقلابية ولأننا كنا نعلم بمكانة أب شيبة لدى النميري فإننا أردنا أن نؤمن لأنفسنا سنداً قريباً من النميري في حال فشل المحاولة . رفض أب شيبة مقترحنا وقال : "إذا اعتقلتموني فلن يقبل الجنود بالتحرك معكم " . بعد ذلك طلبنا منه أن تصرف لنا الذخيرة من مخزن السلاح ولا ذلت أذكر مقولته حيث قال لنا : " انتو ما محتاجين لجبخانه ، امشوا ساكت ديل نمور من ورق " . وهذا ما حدث بالفعل فقد تحركت لتنفيذ المهمة المناطة بي وانا ضابط أقود فرقة ولم تكن معي ذخيرة تذكر فقط ثلاثة طلقات في "الاستيرلنق" وأفراد الفرقة التي كنت أقودها كانوا يحملون بنادق "مارك4" بنادق تشريفة "ابوعشرة" أو أبو ترباس ولم تكن لديهم ذخيرة إطلاقا .
    اذكر فيما اذكر ، أن قبل الانقلاب بيوم كان من المفترض أن يقوم المرحوم الشهيد معاوية عبد الحي بتنوير الحرس من الشرطة العسكرية والأمن التابعين لنا والذين كانوا وكلفون بحراسة وحماية بيوت منازل أعضاء مجلس قيادة الثورة ، بأننا سنأتي لاعتقالهم وان لا يقاومونا أثناء تنفيذنا لعمليات الاعتقال وهذا ما لم يقم به المرحوم معاوية عبد الحي ، فقد تفاجأت وأنا أقوم بتنفيذ مهمتي باعتقال مامون عوض أبو زيد وعمه الرائد فتح أبو زيد بعدم معرفة حرس المنزل بالانقلاب فاضطررت لاعتقالهم . وكان معي ثمانية ضباط صف هم الرقيب الضي مهدي والعريف عبد الحفيظ سرور ووكيل عريف النزير وخمسة جنود . بعد دخولنا لمنزل مامون عوض أبو زيد تفاجأت بأن الهاتف كان لا زال يعمل وبه حرارة في الوقت الذي كانت العلية قد بدأت وكان من المفترض أن تكون كل الهواتف مقطوعة ! فقمت بالاتصال بالحرس الجمهوري في محاولة مني لتبليغ أب شيبة بعدم وجود مامون عوض أبو زيد أو عمه الرائد فتح أبو زيد بالمنزل فجاوبني علي الهاتف النقيب محمد خاطر حمودة والذي أطلق سراح النميري عند انتهاء العملية يوم 22 فسألته عن المقدم أب شيبة وطلبت منه أن يقول لأب شيبة إنني لم أجد " الراجل " ، فسألني الراجل منو ؟ وهنا علمت انه لم يكن يعلم أو ينور بالانقلاب من أب شيبة فقفلت الخط ، اتضح لي فيما بعد بأن الضابط الذي كان مكلفاً بقطع خطوط الهاتف زهير قاسم لم يكن يعلم بوجود كبانية الخرطوم جنوب الواقعة بالقرب من مدرسة الأم واكتفي بقطع واذكر أن بعض منسوبي الأمن القومي كانوا متواجدين في المكان فسألوني عما يحدث فأجبتهم بأنه انقلاب فعرضوا علي الانضمام للانقلاب فوافقت علي الفور واصطحبتهم إلي الحرس الجمهوري وكان معهم عربة بها جهاز إرسال لاسلكي استخدمناه في عمليات الاتصال . قبل أن أغادر المنطقة التي كان يوجد فيها منزل مامون أبو زيد جاءني عبد العظيم عوض سرور واخبرني بأن مجلس قيادة الثورة مجتمع في هذه الأثناء في منزل النميري وان الاجتماع يضم احمد جبارة وأخبرني أيضا بأن زين العابدين محمد احمد عبد القادر سيأتي اليوم من مرسى مطروح لينور الاجتماع بنتائج زيارته لمصر بخصوص خطوات الوحدة مع مصر ، زين العابدين لم يكن مكتوباً في قائمة الاعتقالات لكبار القادة وخالد حسن عباس أيضا بسبب تواجده في موسكو . الرائد أبو القاسم احمد إبراهيم كان من المفترض أن يعتقله عبد العظيم احمد سرور . الملازم فيصل مصطفى كلف باعتقال أبو القاسم هاشم ، أما الرائد مامون عوض أبو زيد فكنت أنا مكلفاً باعتقاله ولم أجده في منزله كما سبق وذكرت ، أما جعفر نميري فكان من المفترض أن يعتقله أحمد جبارة مختار .
    عند دخول هاشم العطا إلي القيادة العامة وجد الباقر رئيس هيئة الأركان الذي كان مداوماً في مكتبه كالعادة فأمر هاشم بأن يصطحبه بعض من جنودنا ليوصلوه إلي منزله حتى لا تعترضه نقاط التأمين وهذه حادثة تدل علي أننا لم نعتقل حتى رئيس هيئة الأركان والذين اعتقلناهم هم من كانوا يدينون بالولاء لنظام مايو من رتب صغيرة ملازمين وملازمين أوائل ورقباء وبعد الرتب الكبيرة مثل سعد بحر وسيد المبارك واورتشي الذي اعتقل تحديداً يوم 21 ولم يكن مخططاً لاعتقاله إلا أننا رصدنا اجتماعات لهم في منطقة امبدة وتحركات أخري اضطرتنا لاعتقالهم .
    اذكر وأثناء ما كنت في مكتب أب شيبة جاء صلاح عبد العال وطلب مني" طبنجتي "وقال بأنه يريد الذهاب إلي القيادة الغربية إلا أن أب شيبة منعه من الذهاب إلي المنطقة الغربية وقال له ننحن نحتاجك هنا وأكد له بأنه أرسل العميد حسن إدريس سعيد ليعاون ود الزين في المنطقة الغربية . واذكر أيضا أم مامون عوض أبو زيد حاول كل جهده من أجل أن يقنع النميري بأن صلاح عبد العال كان جزءاً من الانقلاب ، وتعرضت أنا شخصياً ومعي عوض عبد الكريم سرور لأنواع مختلفة من الإغراءات لكي نشي بصلاح عبد العال . فقد أخذونا إلي سلاح المهندسين وقالوا لنا بأننا لا زلنا صغاراً وتنتظرنا حياة طويلة ومستقبل كبير فقط علينا أن نخبرهم إذا ما رأينا صلاح عبد العال في القصر في الثلاثة أيام التي سيطرنا فيها علي القصر . أكدت لهم بأنني لا أعرف صلاح عبد العال فاستنكر مامون أبو زيد ذلك وقال لي كيف لا تعرف صلاح عبد العال وقد كنت تعمل في الحرس الجمهوري وهو كان الأمين العام لمجلس الثورة فأجبته بأن الأمانة العامة تقع في القصر الجمهوري بينما عملي كان في مباني الحرس الجمهوري فسألني أذا كان بإمكاني أن أتعرف علي الضباط الذين تواجدوا في القصر أثناء الثلاثة أيام التي استولينا فيها عليه في حال عرضوا أمامي ؟ فأجبته بالإيجاب . فأدخلني إلي غرفة بها نافذة شفافة وقال لي بأنه سيأتي لي بصلاح عبد العال وإذا كنت قد رأيته أشير له بالإيجاب وإذا لم أراه أشير له بالنفي . دخل صلاح عبد العال ومعه ميرغني حبيب ومامون نفسه فأشار لي مامون أبو زيد باتجاه صلاح عبد العال مبروك فهززت رأسي نافياً . أي أنني لم أره في القصر . فقال لي مامون أبو زيد : " انته ابن ###### " وأمر بأخذنا إلي الشجرة في سلاح المهندسين .


    أورد يوسف الشريف في كتابه "السودان وأهل السودان ،أسرار السياسة وخفايا المجتمع " وجود ضابط غامض ومجهول في مكتب أب شيبة واختلفت الروايات حول من يكون فهل لديك معلومة من كان ؟

    قطعاً لم يكن هاشم العطا كما يعتقد البعض ، فسبق أن ذكرت لك أن هاشم وصل الميز وبصحبته صلاح بشير عبد الرحمن وأحمد الحسن الحسين . ولصلاح قصة أود أن تقف علي تفاصيلها فقد زاملته في جبيت أثناء قيامه بأداء دورة أو كورس قادة الفصائل 30 ، وصلتنا برقية تفيد برفده وهو كان في طابور الخلاء وعند عودته تبرع الرائد محمد عمر إبراهيم العوض بإخباره بنزوله من الجيش فسأله :"هل كنت في تنظيم الضباط الأحرار ؟ فرد عليه صلاح لماذا تسأل ؟ شالوني يعني ؟ فأجابه محمد عمر إبراهيم بنعم فاقر صلاح بانتمائه للتنظيم وعندما سأله الرائد محمد عمر عن الكيفية التي كشف بها فأجاب بأنه وأحمد الحسين حاولوا تجنيد ضابط فني يدعى هاشم إلا أنه ابلغ قائد المدرعات احمد عبد الحليم ونقل احمد عبد الحليم الخبر إلي قيادة مايو وفصل الاثنان معا من القوات المسلحة . علي الرغم من فصلهما من القوات المسلحة إلا أن علاقتنا بهم لم تنقطع واتينا بهم في الانقلاب وكان من المهام التي أوكلت لصلاح بشير أن يعاون صلاح السماني الكردي في الاستيلاء علي منطقة غرب أم درمان حيث كانت ترابض سرية تابعة لنا هناك ومن ثم يتحركوا لاستلام كتيبة جعفر وبالفعل نفذ صلاح بشير مهمته بنجاح واحتل كتيبة جعفر وكان من المعروف انه أفضل مدفعجي في الجيش السوداني . أما احمد حسين فقد تحرك بصحبة هاشم العطا لاحتلال القيادة ومن هناك أفردت له قوة ومعه معاوية عبد الحي نجحت في احتلال اللواء الأول مظلات في شمبات ومن ثم تحركوا من المظلات ومعهم الملازم أول هاشم المبارك من الدفعة19 لاحتلال الإذاعة ونجحوا فعلاً في احتلالها . وبذلك فقد سيطرنا علي الإذاعة ، اللواء الأول مظلات ، القيادة العامة ، وكتيبة جعفر في أم درمان معتقلة ، اللواء الثاني في الشجرة معتقل ، ومطار الخرطوم احتله في اليوم الثاني خالد الكد . وأذكر أن خالد الكد وبعد نجاح الانقلاب استفسر هاشم العطا عن الرتبة التي يجب عليه أن يرتديها فسأله هاشم العطا عن الرتبة التي أنزل بها من الجيش فأجاب ملازم أول فأمره بأن يلبس ملازم أول كما كان علي الرغم من أن دفعته وصلوا إلي رواد .

    لا زال الغموض يلف أحداث بيت الضيافة فهل ...... مقاطعاً

    أنا الذي أتحدث معك ، كنت المتهم الثالث في أحداث بيت الضيافة ، المتهم الأول كان أحمد جبارة مختار والثاني أحمد عبد الرحمن الحردلو والثالث مدني علي مدني مالك بعد الارتداد ودخولنا المعتقل جاءني مختار زين العابدين وسيف الدين عبد الرحمن النعيم "سيد حطب" وبحكم معاملتي الطيبة لهم خلال فترة احتجازنا لهم في بيت الضيافة وعرضوا علي مساعدتي تقديراً لمعاملتي الطيبة لهم ، وفي بيت الضيافة وعندما كنت لبطشياً هناك جاءتني تعليمات بنقل بعض الضباط من الرتب الصغيرة من قصر الضيافة إلي الأمن القومي بسبب الزحام واكتظاظ المكان ، فبادرت بإخراج مختار زين العابدين وسيف الدين عبد الرحمن . وأذكر أن أحمد جبارة كان بينه وبين مختار عداء قديم وبدأ أحمد جبارة في أعطاء الأوامر لهم بالاصطفاف " وشغلم صفا وانتباه صفا وانتباه" ، فاعترضت عليه وقلت له : " يا احمد في ضباط هنا أقدم منك وأنت ملازم لا يمكن أن تعطي تعليمات لأحمد مختار وكان ملازما أول "


    من كان في حراسة المعتقلين في بيت الضيافة خلال الثلاثة أيام وحدد لنا اليوم الذي نقلتم فيه بعض المعتقلين إلي الأمن القومي ؟


    الحرس الأول للمعتقلين في بيت الضيافة في أول أيام الانقلاب أي يوم 19 هو فيصل محجوب محمد علي كبلو وأنا استبدلت فيصل صباح يوم 21 .

    بكم تقدر عدد المعتقلين في بيت الضيافة وهل فعلاً كان هناك اكتظاظا كبيرا ؟

    لم يكن هناك اكتظاظا ، المبنى كان عبارة عن غرفتان وصالة مجهزة بشكل جيد ، وكنا نراعي بعض الظروف الإنسانية فمثلاً سيد احمد الحردلو الحمودي كان يعاني من "ديسك" في ظهره فجلبنا له سرير مريح ، وبحكم عملي في القوات المحمولة جواً قبل أن أنقل إلي الحرس الجمهوري فقد كنت اعرف جميع المعتقلين وفيهم الكثير ممن زاملوني ، وكنت اجلب لهم بعض الحاجيات الخاصة من منازلهم إن اقتضى الأمر فجابت لبعضهم كتباً وأغراض خاصة وكنت اجلب لهم صحيفة القوات المسلحة والتي كانت الصحيفة الوحيدة التي تصدر في تلك الفترة واسمح لهم بقراءتها وكنا نجلب لهم الأكل من فندق السودان وشهد بذلك في المحكمة طباخ الفندق ويدعى ماهر البصيلي وعند حضور الأكل كنت أداعبهم بأنني سأكل معهم حتى لا يظنوا بأننا وضعنا سماً في الأكل وكنت أكل معهم فعلاً وكنت أخاطب الرتب الأعلى مني دائماً باحترام ولا أناديهم إلا بسيادتك وسعادتك كما وسمحت لذويهم بإدخال" الحجبات" وأشياء أخري وكنت أداوم علي طمأنة المعتقلين وذويهم بأننا زملاء وأخوان ولم أكن أتوقع أن يضرب عليهم رصاص أو أن يموت أحد منهم وسمحت لهم بالاستماع للراديو وسماع بيان هاشم العطا الأول وكل تلك الأمور كانت ممنوعة إلا أنني كنت أسمح لهم بها كزملاء . كان من المفترض أن يأخذ مكاني في بيت الضيافة يوم 21 صباحا الحردلو إلا أنه أتاني وقال لي بأنه سيتأخر لأنه يريد أن يستمع لخطاب هاشم .

    أثناء خدمتك في بيت الضيافة ممن كنت تأخذ تعليماتك المباشرة فيما يختص بالمعتقلين ؟

    كل شيء كنت أتحكم فيه أنا لوحدي ولم أكن أتصل بأي شخص ولا أحد يوجهني .

    إذا اروي لما كيف اتهمت في أحداث بيت الضيافة ؟

    بعد انتهاء الأحداث تم توجيه التهمة لي ، وأنا لم أسمع بما حدث في بيت الضيافة إلا بعد أن دخلت المعتقل ولم تكن لي أدني فكرة عما حدث هناك . وجاءوا بأربعة شهود هم احمد إبراهيم والذي اعدم وقالوا أنه سفاح بيت الضيافة وكانوا قد وجدوه في بيت الضيافة أو هكذا قالوا وكان تابعاً للهجانة وكان له زميل اسمه احمد الدبيك والذي قتلوه في بيت الضيافة عندما حاول الاحتماء بالحائط من الرصاص .

    أروي لنا مشاهداتك من داخل القصر الجمهوري للحظات التي سبقت الهجوم المضاد في يوم 22 يوليو ؟

    قبل ذلك هناك جزئية مهمة تتمثل في أن سلاح الطيران طلب أن تتدخل الطائرات لتمنع الدبابات من التقدم باتجاه القصر ، وأنا من أجبت علي الاتصال الذي وردنا من سلاح الطيران وتحدثت إلي أب شيبة ونقلت له ما قالوه فأخذ أب شيبة سماعة الهاتف وتحدث مع القاعدة الجوية واتصل لاحقاً بهاشم العطا عارضاً عليه الأمر فأجاب هاشم العطا : " البيان الأرعن الذي يذاع في الخارج والذي يدعو الجماهير للخروج لحماية ثورتهم حمل المدنيين للخروج اعتلاء الدبابات ظناً منهم أنها دبابات لحمايتنا وليس العكس والدبابات مليئة الان بالمدنيين والطائرة سلاح منطقة لا يفرق بين المدني والعسكري ولا مجال لاستخدام الطائرات وعلينا أن نتحمل مسئولياتنا لوحدنا"

    كيف تقطع بأن المدنيين الذين اعتلوا ظهور الدبابات كانوا من المؤيدين للانقلاب ولم يكونوا من مؤيدي مايو ؟

    كانت هناك رايات حمراء يحملها شيوعيون ولم يكونوا من مؤيدي مايو هذا مؤكد



    إذا كنتم تعلمون بتحرك الدبابات قبل وقت كافي من تحركها ؟

    نعم علمنا ومنذ وقت مبكر بالتحرك الارتدادي ، إلا أننا لم نكن نملك "م.د" ودانات (الار بي جي ) التي أخذناها من سلاح المظلات عندما حاولنا استخدامها لإيقاف زحف الدبابات باتجاهنا وجدناها ذخيرة تعليمية وليست محشوة بالبارود والضباط الذين كانوا مدربين علي استخدامها أنا وفيصل مصطفي وعلي ازرق ، بعد ذلك وجدنا أنفسنا بدون سلاح ذخيرة ثقيلة فأصبح السلاح الثقيل في أيدينا كالعصي ولم نستطيع التعامل مع الدبابات المدرعة t55 ، وكنا نملك دبابة t55 واحدة فقط استولينا عليها من كتيبة جعفر في أم درمان وعندما حاولت الدبابة هذه الانضمام لنا في القصر الجمهوري قام مبارك فريجون " وكان معنا " بضرب برجها فعطل الدائرة الكهربية والتي تعمل علي إدارة البرج 360 درجة اتوماتيكياً ، فأصبحت إدارة البرج اوتوماتيكياً مستحيلة وإدارته يدوياً ايضاً مستحيلة وكان صلاح بشير يقود الـt55 والتي ضربها فريجون وقام فريجون باعتقال صلاح بشير والذي ضربه عريف من سلاح المهندسين بطلق من بندقية خرطوش لا زالت شظاياها إلي يومنا هذا موجودة في "طايوقه" إذا أخرجت سيصاب بشلل كامل
    كان من واجبنا الأساسي أن نحاول الفصل بين المشاة والدبابات ، لان الدبابة لوحدها لا تستطيع أن تحقق تقدم عسكري فهي لها ذخيرة محدودة ولا أحد يستطيع الخروج منها في لحظة الاشتباك .

    تواجدت داخل القصر الجمهوري في تلك اللحظات ، فما هي مشاهداتك وأنت شاهد علي الحدث ومشارك فيه ؟

    قبل أن أجاوب علي هذا السؤال هناك حدث في غاية الأهمية أريد أن تقف عليه ويقف عليه الناس. قبل الانقلاب بشهر تقريباً كنت ضابط استعداد في الحرس الجمهوري فجاءني المقدم الشهيد عثمان حاج حسين أب شيبة وقال لي : " ناس الاستخبارات إما أن يستدعوك وإما أن يأتوا لك بشخص مهم لتتحفظ عليه وأمرني بأن أخلي المكتب من كل شيء وأن أجعله حائطاً وأرضية فقط وان أعين حارسين "صنف" مسلحين . وفي حوالي الساعة الثانية ليلاً جاءني العقيد كمال أبشر يس عليه رحمة الله وكان قائد الاستخبارات ويقود معه كامل الهندام ببدلة "full suite" ولم أتعرف عليه وتحفظت عليه في المكتب الخالي بحسب التعليمات ، جاءني احمد جبارة فاستفسرت منه عن شخصية المتحفظ عليه ، وبعد أن رآه قال لي أنه العميد مزمل سليمان غندور _ وكنت اسمع به كقائد عظيم وكبير له مكانته في الجيش وكان قائد النميري في جبيت وعندما عزم النميري علي تنفيذ الانقلاب المايوي كذب عليه وادعى بأنه ذاهب للخرطوم لظروف تتعلق بمرض زوجته وجاء النميري للخرطوم ونفذ انقلابه . وكنت من المعجبين بمؤلفه أو بالكتاب الذي كتبه "الوجيز في قانون الأحكام العسكرية" ، عاملته معاملة جيدة وأعلمت أب شيبة بشخصيته فأوصاني بأن أجلب له سرير وأغراض خاصة كثيرة وأب شيبة كان رجلاً إنسانا . وبعد ذلك سمحت لمزمل بالخروج والدخول وطلب مني أن اتصل بأسرته وان اسمح لهم بزيارته فرتبت سراً زيارة لزوجته وابنه الصغير ، وكان يطلب مني أن أتيه بـ"جمبك شجر النيم" وكان يستخدمه في التسبيح فعرضت عليه أن أتيه بمسبحة ففضل الجمبك.

    هل تعلم شيء عن الأسباب التي دفعت النميري لاعتقال مزمل غندور ؟

    بداية لم أكن أعلم بسبب اعتقاله ، وبعد نجاح الانقلاب كان لا يزال معتقلاً عندنا في الحرس الجمهوري وبعد علم مزمل بنجاح انقلابنا طلب مني أن أنادي له أب شيبة ليهنئه بنجاح الانقلاب ويخبره بأنه يريد أن يقابل هاشم العطا ليهنئه ويبارك له أيضاً ، فتحدثت إلي أب شيبة وتحدث أب شيبة بدوره لهاشم العطا مستفسر حول إمكانية إطلاق سراح مزمل غندور والاستفادة منه إلا أن هاشم قال بان مزمل غندور ومعه بعض الناس قالوا "أنهم سيضعوا أعضاء مجلس الثورة في جوالات ويطلقوا عليهم النار في فتاشه" ، ولذلك فضل هاشم الانتظار لحين التحقق من هذا الكلام ومن ثم فلا مانع من إطلاق سراحه . شاءت الظروف أننا انشغلنا بتداعيات الأمور ليظل مزمل غندور معتقلاً لغاية يوم 22 وأذكر أن أفراد الاستخبارات العسكرية التابعين لمايو وبعد أن أحسوا بالمعاملة الطيبة التي كنا نعاملها لمزمل ، جاءوا بقفل خاص بهم واحتفظوا بالمفتاح لديهم


    نعود لمسألة مشاهداتك قبيل وأثناء اقتحام الدبابات للقصر ؟

    كما ذكرت لك كان من واجبنا الفصل بين المشاة والدبابات وبعد رفض هاشم العطا لتدخل الطيران وضرب الدبابات قبل دخولها إلي وسط الخرطوم ، وعدم وجود ذخيرة أو سلاح مضاد للدروع بأيدينا كما أسلفت ، بسبب كل ذلك كانت إستراتيجيتنا تتلخص في الاحتماء من نيران الدبابات وتركها تستنزف ذخيرتها . المشكلة الحقيقة في تقديري كانت تتمثل في الذين اثروا الهرب والتراجع لأنهم لم يكن لهم الدافع المتوفر لنا ، فتشكيلاتنا الداخلية كانت تتكون من كتيبة الحرس الجمهوري وبعض المساندين لنا من الشرطة العسكرية وجزء من سلاح الذخيرة في الشجرة ولم يكونوا علي نفس الدرجة من التدريب القتالي الذي يتمتع به أفراد الحرس الجمهوري والكثير منهم هربوا قبل وصول الدباباتt55 وتبقي أفراد الحرس الجمهوري وبعض أفراد المدرعات اللواء الأول وهرب الكثيرون ممن لم يكن لهم علاقة بنا الا أن الرقيب أول محمد سليمان قاوم مقاومة عظيمة من داخل مدرعته صلاح الدين" وكان يعلم بأنها لن تصمد أمام الـ t55 ، إلا انه قاومك ببسالة حتى دمرت مدرعته وحكم عليه فيما بعد بـ 14 سنة سجناً علي الرغم من أنه لم يكن منتمياً لتنظيم الضباط الأحرار . البعض ممن قاتل معنا كان طامعا في الترقيات فقط فمثلاً جاءني اثنان من ضباط الصف يقودون مدرعة "سكوت" وأعطوني أسمائهم مكتوبة في ورقة وقالوا لي : "بعدين ما تنسونا يا سيادتك" وقمت بتمزيق الورقة بعد ذهابهم لعلمي المسبق بأن لا ترقيات استثنائية وأننا سنحتفظ برتبنا العادية علي الرغم قيامنا وإشرافنا علي الانقلاب ، وطلبت منهم التسلل إلي شارع الجامعة وموافاتي بعدد الدبابات المتمركزة هناك أو المتحركة باتجاهنا ، وعند عودتهم وجهوا مدفع مدرعتهم باتجاهي وأطلقوا النار باتجاهي ولم تصيبني طلقاتهم بفضل الرقيب محمد عبد الله مرجي الذي نبهني إلي النيران وعندها انطلقوا بمدرعتهم إلي شارع النيل مفضلين الانضمام لدبابات الهجوم المضاد . وبعد اعتقالنا جاءني احدهم وطلب مني الورقة التي دونوا فيها أسمائهم فقلت له بأنني مزقتها مباشرة بعد مغادرتهم لي وطمأنتهم بأن لا أحد يريد توريطهم لن تذكر أسمائهم .
    نتيجة للقصف الكثيف الذي مارسته الدبابات علي القصر ، أصابت إحدى القذائف أحد الجنود ويدعى الزين الطيب وشطرت صدره إلي نصفين لتخرج "مصارينه" من خلال صدره ، والرقيب عثمان إدريس قتل أيضا ولم يكن مشتركا في أية أحداث ولم يكن عسكرياً مقاتلاً في الأساس بل كان مسئولا من " التعاون " وبعد أن قتلوهم سحبوهم إلي بيت الضيافة وادعوا أنهم من شهداء بيت الضيافة ونحن نعلم أنهم قتلوا في القصر الجمهوري وأيضا هناك الرقيب احمد الدبيك والذي قتل في بيت الضيافة لحظة اقتحام الدبابات وسحب أيضا إلي داخل بيت الضيافة وادعوا أيضا انه من شهداء بيت الضيافة ، وادعوا أنهم تعرضوا لإطلاق نار من الدبيك ومن معه وهذا غير صحيح فالدبيك أطلق عليه النار وهو في الحائط محاولاً الاحتماء من نيرانهم ولم يكن يطلق النار هناك مسألة مهمة قد لا ينتبه لها الناس كثيراً في موضوع بيت الضيافة ، فقد أثبتت الفحوصات التي أجريت علي جثامين الضحايا أن نوع الذخيرة التي أطلقت عليهم هي من النوع "حارق خارق" وهذا النوع من الذخيرة لم يكن متوفر لنا فقد كان لدينا مدرعات صلاح الدين والتي لم يكن فيها سوى مدفع 100 طلقة بالإضافة إلي أسلحة كلاشينكوف وجيم سري واستيرلينق والطبنجات . أما الجبخانة الحارق خارق فهي عادة تتوفر في الدبابات t55 وهي التي استخدمها المايويين في هجومهم علي القصر أو بيت الضيافة أو مناطق أخري . وأنا لدي قناعة راسخة بأن الهجوم الارتدادي يوم 22 لم لم يكن لتخليص النميري أو إرجاع السلطة المايوية بدليل أن القصف الذي مارسته الدبابات علي القصر كان يستهدف الجزء الذي كنا نتحفظ فيه علي النميري للدرجة التي تضررت بشكل كبير حوائط القصر الجمهوري ولو لم يكن البناء قوياً لتهدمت الحوائط علي النميري ومن معه ، وهناك إشارات تعظم الشك بأن هناك أطرافاً كانت تعمل بهدف القضاء علي النميري مفسه واتضح لنا فيما بعد أن يوم 22 كان يضم أكثر من محاولة انقلابية _ فصلاح عبد العال مبروك كان له انقلاب ومعه صلاح أبو الدهب والدليل علي ذلك أن أبو الدهب وضعه المايويين في الاستيداع "التحفظ" ولم يظهر إلا في الاجتماع التأسيسي للاتحاد الاشتراكي
    حاول مامون أبو زيد بكل ما أوتي من نفوذ وقوة أن يساومنا أنا وعبد العظيم عوض سرور لكي نقول بأن صلاح عبد العال كان يأتي إلي القصر في فترة الثلاث أيام التي استولينا فيها علي القصر الجمهوري وكنا نعلم بأنه يرغب في التخلص منه ولم نعطيه الفرصة لذلك ، وعلمت مؤخراً بأن صلاح عبد العال هو من استولى علي الإذاعة إلا أن أحد أفرادنا في الإذاعة ويدعى احمد عثمان قام باعتقاله وسلمه لمستجد كان ينادى بحريقه وأمر حريقة بأن لا يتحرك صلاح عبد العال من أمامه حتى يري "صفق الشجر يتحته من هدير الدبابات" . وبعد ذلك ركب احمد عثمان العربة "الفلوكسواجن" التي كان يستغلها صلاح عبد العال نفسه وتوجه إلي اللواء الأول مظلات وسلم نفسه هناك . من المعروف لدينا أيضاً أن صلاح عبد العال وأبو الدهب كان لهم انقلاب أيضا ، وأيضا المجموعة التي جاءت لاحقاً واشتركت مع حسن قصيصة وهم حماد الاحيمر وغيره وكان لهم طموح السيطرة علي البلاد بدليل البيان الذي وجد في جيب أحدهم ويسمى أبو القاسم وعين فيه نفسه رئيساً لمجلس الثورة لأنه كانت له شهادة وسطى ! والرقيب أول حماد الاحيمر ، والذي اشترك في قصف القصر الجمهوري وهو الذي دمر البوابة الجنوبية وهو نفسه الذي كان يوجه نيرانه باتجاه الجزء الذي كان يتواجد به النميري ومن معه .

    عين أب شيبة النقيب محمد خاطر حمودة حرساً علي النميري ومن معه وكان نقيباً في الحرس الجمهوري واذكر أننا اعترضنا علي الخطوة التي قام بها أب شيبة باعتبار أن خاطر لا يؤمن جانبه وليس جزءاً من التنظيم ، إلا أن أب شيبة قال : " خاطر هذا ######## وقدام عيني ما بيقدر يعمل حاجة " وأضاف بأن نميري ومن معه لا يحتاجون لحراسة بل مجرد إشراف . وخاطر ومن اجل أن يؤمن جانبه وهو لم يكن مشتركاً معنا في الأساس ، قام بفتح الأبواب وأخرج النميري والذي خرج بنفسه ولم يكترث لزملائه والذين كانوا لا يزالوا في أيدينا وخاطر كان يجر النميري من جلبابه محاولاً إخراجه من القصر ونميري كان يصرخ فيه قائلاً : " فك ..فك" ونميري خرج عبر البوابة الغربية ولم يحدث إطلاقا أن قاوم النميري تسعة من حراسه كما يشاع ، ولم يقفز فوق السور وكل تلك الأشياء هي مجرد أكاذيب لا أساس لها وحتى ما يقال عن مقابلته لسيد خليفة وخروجه معه من القصر كل تلك الروايات هي عارية من الصحة فالطريق القريب من القصر في تلك اللحظات لم يكن ممكنا أن يمر به حتى العسكريين بسبب الذخيرة الحية ناهيك عن المدنيين . بعد خروج النميري وصل إلي منطقة وزارة شؤون الخدمة والإصلاح الإداري ووجد هناك دبابة استغلها وأرتدي الذي العسكري خاصة الرقيب أول الذي كان يقود الدبابة وتوجه مباشرة إلي الشجرة . وزملائه الذين كانوا لا يزالوا في القصر أخرجوهم العساكر ولم يكترث النميري لهم ولا لمصيرهم من وراءه " هرب برقبتوا فقط ".

    هل تستطيع أن تقدر عدد الضحايا من الجانبين في ذلك اليوم ؟

    لم يمت منا أناس كثيرون ، وذلك بسبب أن تلسكوبات الدبابات لم تكن مضبوطة "مدافع غير منسقة" وذلك يؤكد أنهم أخرجوا الدبابات بعشوائية كبيرة والدليل علي ذلك أن أول قذيفة أطلقوها كانت قذيفة خاطئة تسببت في مقتل ملازم من نفس الدفعة التي انتمي لها يسمى محمد الحسن ساتي وكان "لبطشيا"ً في ذلك اليوم في سلاح المدرعات في الشجرة ولكنهم سحبوه أيضا من سلاح المدرعات بالشجرة حتى بيت الضيافة وادعوا أيضاً أنه قتل في بيت الضيافة واعتبروه من شهداء بيت الضيافة ومحمد الحسن ساتي لم يكن منتمياً لأي جهة بل كان يؤدي واجبه ######طشي فقط . وقتل منا أيضا عثمان ادريس والرقيب ساعد عبد الله ساعد .
    أثناء قصفهم لمباني القصر كانت هناك مقاومة شرسة من جانبنا فاعتقدوا ان لواءاً كاملاً موجوداً في داخل القصر في الوقت الذي كنا فيه أقلية .

    كم كان عددكم في داخل القصر ؟

    في حدود الثلاثينيات وذلك بعد هروب أعداد من منتسبي الشرطة العسكرية وغير المنتمين لنا .

    نميري كان بين أيديكم وجميع قادة نظامه ، فلماذا لم تساوموا؟ أو ساومتوا ؟

    ما تفضلت به يؤكد وينفي عدم مسئوليتنا عن أحداث بيت الضيافة أو أحداث الأمن القومي أو أية أحداث أخرى فـ " الدبيب ما بيكتلو الا من راسو " ، هناك أسئلة منطقية وعقلية يجب أن يسأل كل منا نفسه ، فلماذا نذهب أبعد من 15 كيلو إلي بيت الضيافة لنرتكب مجزرة حسب زعمهم في الوقت الذي نسيطر فيه علي رأس الدولة وكبار القادة في النظام ولماذا نعطي تعليمات بقتل ملازمين صغار في الأمن القومي خلف المطار ونترك رأس الحية ؟!! . اذا كنا دمويين كما يدعون فهل كنا سنحتفظ بكل هؤلاء القادة لمدة ثلاثة أيام ؟!! " عايزين نسمنم " فكان بإمكاننا ومنذ اليوم الأول أن ننتهي من أمرهم إن أردنا ، وإذا رجعت إلي تاريخ الانقلابات العسكرية لمنقستو هيلامريم ومنعدوب وتفرفينتي فكل هؤلاء وفي خمسة دقائق قتلوا ما يعادل ثلاثة حكومات وهذا ما لم نرده وحاولنا تجنبه .

    إذا تنفي أي علاقة لكم بأحداث بيت الضيافة ومقتل الملازمين بالأمن الوطني ؟

    نحن لم نقتل أحد في بيت الضيافة ولم نعطي تعليمات بضرب أي شخص في القصر الجمهوري أو الأمن القومي . وكل الذين تشدقوا بأنهم ساهموا في إعادة مايو للحكم وتحدثوا عن بطولات وهمية وورقية من أمثال صديق عبد العزيز وغيره كل هؤلاء لم يكن ليجرءوا علي الاقتراب من القصر الجمهوري وكل ما قالوه لا يخرج عن كونه أكاذيب وخزعبلات ، والذين تجرءوا ودخلوا القصر كانوا اثنين فقط أولهم المقدم يعقوب إسماعيل والذي تمرد فيما بعد في جبال النوبة وكان عائدا من موسكو مستقلا عربة بورمان مكتوب عليها خدمات جامعة الخرطوم وهي واحدة من العربات التي صادرها المايويين من جامعة الخرطوم بعد أحداث الشغب . كما وحاول الدخول الملازم ادم الريح واعتقله قاسم الخالق وكان في الداخلية وسلم نفسه هناك ومعه احمد الحسين الحسن .

    حسن العماس في إفاداته قال بأن أحمد جبارة والحردلو هم من قتلوا وصفوا الضباط في بيت الضيافة فماذا تقول في ذلك ؟

    وأين كان العماس نفسه ؟ العماس كان في الأمن القومي فكيف رآهم ؟ وبالمناسبة العماس لم يكن عضواً في تنظيم الضباط الأحرار ولم يشترك معنا في التنفيذ منذ البداية ، جاء ليلاً بصحبة الحردلو وبعد نجاح الانقلاب مستغلين طائرة من القضارف . عرض أن يتعاون معنا وهو صديق للحردلو ودفعته في القوات المسلحة وتوجه إلي الأمن القومي وعين هناك كحرس علي المعتقلين الذين رحلوا من بيت الضيافة وهذا هو دوره في الانقلاب وليس أكثر .

    ما هي الغاية من تحريك بعض المعتقلين من بيت الضيافة إلي الأمن القومي ؟

    عند زيارة عبد القادر الهاموش لبيت الضيافة اشتكى له بعض كبار الضباط من اكتظاظ المكان. .

    ولكنك أكدت لي أن المكان لم يكن مكتظاً!؟

    بعد أنت اضطررنا لجلب سرائر أصبح المكان ضيقاً وبعض الرتب الكبيرة كانت تعاني من آلام في الظهر فاضطررنا أن نحضر لهم سرر واسعة كسيد احمد الحمودي وسعد بحر . وأمرني الهاموش بأن أدون الاحتياجات التي يحتاجها المعتقلون وان اجلبها لهم من منازلهم وبعد أن جمعت الأوراق التي كتبوها وجددت شيء غريب لفت نظري وهو مطالبتهم بملابس عسكرية نظيفة ولم أري مبرراً منطقياً لطلبهم هذا سوى معرفتهم بأن شيئاً ما سيحدث وكنا قد اعتقلنا اورتشي يوم 21 ليلاً ويبدو لي انه كان يعلم وجود خطة ما للارتداد علينا والرشيد نور الدين أيضا ، وحملت شكي هذا إلي أب شيبة بعد أن كنا قد رصدنا اجتماعات لمايويين في منطقة امبدة وبعد أن عرضت مخاوفي علي أب شيبة جاوبني قائلاً : " انتو شفقانين ساكت والعملية مقلقه بيكم لانكم انتو النفذتوها ، علي كل حال امشي الان أخد راحتك عشان بعد الساعة 2 بالليل حتاخد نميري وبعض الرتب الكبيرة وتوديهم مكان حنوريك ليهو بعدين" ، وبالفعل خلدت للنوم وأيقظني الرقيب محمد فضل الله مرجي وقال لي : " في صوت ضرب دبابات والقائد عايزك في المكتب" واشتدت المواجهات بعد ذلك .

    قلت أن أحمد جبارة تعود علي معاملة أو بعض المعتقلين بقسوة في بيت الضيافة وانه كان له عداوات شخصية مع بعضهم ، فهل يمكن أن يكون قد شارك فعلاً في أي أحداث عنف ؟

    احمد جبارة كان شرساً بطبعه منذ أيام الكلية ولكن ما استبعده أن يكون احمد جباره مشاركا في أحداث بيت الضيافة بسبب أن احمد جبارة اعتقل من أمام القصر الجمهوري وسلم نفسه للمقدم يعقوب إسماعيل ومعه النقيب محمد احمد المحجوب ومعه بعض ضباط الصف وكان ذلك عند الساعة الرابعة أو الرابعة والنصف . ولو أن احمد جبارة نفذ أحداث بيت الضيافة" فكان من باب أولى أن يخرج منها إلي الأمن القومي ويتم الناقصه" ، واذا افترضنا أن هناك أشخاص دخلوا إلي بيت الضيافة ونفذوا العملية فكان عليهم أن يتأكدوا من مقتل كل شخص علي حده وهذا ما لم يحدث ويؤكد فرضيتي بأن الرصاص الذي أطلق علي المعتقلين كان يأتي من خارج بيت الضيافة بشكل عشوائي وما ذكرته من التحليل الذي اجري للجثث وأكد نوعية الذخيرة حارق خارق التي وجدت في الجثث أيضاً يؤكد عدم مسئوليتنا عم الأحداث وأن طرفاً لا زال خافياً هو من نفذ الأحداث .

    حسن العماس في إفاداته أكد أن أب شيبة أصدر له تعليمات عبر الهاتف بتصفية المعتقلين في الأمن القومي وأنه رفض التنفيذ وأبلغ المعتقلين بأنه لن يقدم علي قتلهم ، هل ترجح ذلك؟

    كما سبق وذكرت لك ، حسن العماس لا ناقة له ولا جمل في يوليو ، ولم يكن يهمه إذا اعتقالنا أو قتلنا أو برئنا . والسؤال هو أن العماس كان موجوداً في القيادة العامة ولم يكن يعلم بالموقف العسكري في الخارج . وهل سأل نفسه عن ردة فعل أب شيبة اذا علم أنه لم ينفذ ما أوكل له من مهام ؟!!



    هل يمكن أن يصدر أب شيبة تعليمات في غاية الضخامة كتصفية أشخاص الي شخص غير منتمي لتنظيمه ولماذا لم يكلف أحد المنتمين إذا ؟

    إذا ما افترضنا أن أب شيبة أراد تصفية المعتقلين لكان أصدر أوامره لأحمد جبارة مثلاً وأمره بأن يصفي معتقلي بيت الضيافة ومن هناك يخرج إلي الأمن القومي "وينتهي منهم " كان بامكان اب شيبة أن يفعل ذلك . ثم ثانياً في هذه الأثناء لم يكن هناك أي هاتف يعمل في القيادة العامة ، وهذا يكذب ما ذهب إليه العماس ، فنحن كنا في القصر بعد استقبالنا لاتصال القوة الجوية بخمس دقائق نحاول الاتصال بالقيادة لمعرفة الأوضاع والموقف ولم نفلح في ذلك .

    العماس أكد أن الاتصال أتاه من أب شيبة شخصيا ؟

    لا ، هذا غير ممكن . ثم أن أب شيبة في تلك اللحظات لم يكن ليفكر في أشياء كهذه فقد كان منشغلاً ومعه العميد عبد الرحيم سعيد كبير "الياوران" للنميري ونحن جميعنا كنا منشغلين بحرق جميع البرقيات أو أوراق التكليف بالمهام أو أي أوراق أخرى ولو لم نفعل ذلك لوضعت مايو ثلاث أرباع الشعب السوداني في المعتقلات فرسائل التهنئة والبرقيات كانت بكميات مهولة كما وحرص أب شيبة علي حرق أوراق المهام التي كان يكلف بها الضباط الأحرار ويؤشر عليها عند تنفيذها " حرقه ونزله في السايفون "

    خرجت إفادات من ضباط صف تؤكد بأن عملية الارتداد لم يشارك فيها أي ضابط وهم من نفذوها ، فهل يمكن أن نعتبر ذلك مؤشراً لضعف مقدرتكم وفعاليتكم العسكرية أم أن هناك عوامل أخري ؟

    تنفيذ الانقلاب لا يحتاج إلي ضباط ودورات وشهادات أو أركان حرب . ولو كانت كذلك لما نجحت حروب الغوريلا "حروب العصابات " ضد الجيوش النظامية وهي حروب قد يقودها مدنيون فجيفارا كان مدنياً إلا أنه أرهق أميركا اللاتينية كلها . من أكبر الأخطاء التي ارتكبناها هي تسريح الضباط وضباط الصف والجنود من دون مسوغ أو مبرر ، واعتبر البعض منا أن المظلات والمدرعات تدينان بالولاء لمايو ولذلك لا بد من تسريح الجميع وتصفيتهما وهنا اغفلوا نقطة مهمة فنحن عندما أتينا لم نكن نريد أن نخلق ثورة جديدة بل قلنا أننا نريد أن نصحح أخطاء مايو وأن نعود بها لمبادئها التي أعلنتها في 25 مايو والتي رأينا أنها انحرفن عنها ، فكان علينا إقناع الضباط وضباط الصف والجنود بأننا مايو الحقيقة ، إلا أن الهاموش رحمه الله قام بتسريح اللواء الثاني دبابات وخاطبهم بكلمات قاسية من قبيل : " بوظوكم ناس احمد عبد الحليم وخسروكم ويالله امشوا بيوتكم " . بعد نجاح الانقلاب كلفت من أب شيبة بالمرور علي جميع النقاط التي سيطرنا عليها وعند مروري باللواء الأول مظلات في شمبات فوجئت بالمستجدين أمام البوابة وهم يرتدون لبس التربية وقالوا لي أن معاوية عبد الحي طردهم وعاتبت معاوية علي ذلك وكنت مأخوذاً بالغيرة علي وحدتي التي انتميت لها واعدتهم إلي عنابرهم فقد كانوا مجرد مستجدين لا ذنب لهم ولا يعلمون ما هي مايو ولا يوليو ، فالتسريح غير المبرر كان خطانا الأكبر ولو كنا نجحنا في استمالة المحايدين منهم لاستطعنا النوم قليلاً فنحن لم نذق طعم النوم خلال الثلاثة أيام التي استولينا فيها علي السلطة وكتيبة واحدة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسيطر علي عاصمة كاملة وهذه أخطاء حسبت علينا وهي أخطاء فردية وأخطاء عسكرية داخلية ومثال للأخطاء العسكرية الفردية ما فعله الضابط زهير عندما أمر بإطلاق سراح مصطفى خوجلي فقط فقام وبتصرف فردي منه بإطلاق سراح المعتقلين الشيوعيين وترك المعتقلين من الأحزاب السياسية الأخرى وهذا التصرف خلق لنا عداوة منذ اللحظات الأولى . وعند ذهابه إلي البوسطة سأل عن ماذا يحدث فأجاب : " الحكومة بقت زي ده " وأشار للبوري الأحمر الخاص بالمظلات ، أي أن الحكومة أصبحت شيوعية ، وفي وقت قصير امتلأت الساحات والشوارع باللافتات الشيوعية بسبب البيان الذي أذاعه هاشم العطا وهذا ما حاولنا تفاديه مراراً وتكراراً كما سبق وذكرت إلا أنهم لم يسمعوا لنا . فعقب بيان هاشم العطا مباشرة خرجت المسيرات وترددت شعارات شيوعية مثل : " سايرين.. سايرين في طريق لينين " ، " يا يمين يا ######## اليسار في الميدان " وبذلك أصبحت لنا عداوتان : عداوة في الشارع وأخري في الجيش بسبب تسريح الضباط وضباط الصف بدون مسوغ مما خلق لديهم غبينة ، ومن أخطر الأمور التي يمكن تصورها أن تجرد عسكرياً من سلاحه ثم يحصل عليه مرة أخري وعندها سيكون كالنمر الجريح ولا أحد يستطيع أن يوقفه أو يحتويه . والمسرحون التقوا في مجالسهم الخاصة وعبروا لبعضهم البعض عن امتعاضهم ######طهم من تسريحهم غير المبرر خاصة غير المايويين منهم واتفقوا عناصر من المدرعات والمظلات علي التحرك وتنفيذ ارتداد يوم 22 ، وفيما بعد التقيت ببعض الزملاء ممن تم تسريحهم وكشفوا لي عن الاهانة والاستفزاز والشتائم التي تعرضوا لها من قبل عبد المنعم وود الزين رحمة الله عليه . كان في حراسة الدبابات الملازم حسين ضرار رحمه الله " حسن خرطوش" وكانت لديه تعليمات بعدم "تشوين" أبر الدبابات وعندما سمعت مجموعة مكونة من عمر وقيع الله وابشمة واخرين باعتقال فاروق حمد الله وبابكر النور بادروا بتشوين الدبابات وذهبوا للغداء " بالميز" وخلد حسين ضرار للنوم .
    وبعد انتشار أخبار عن احتمالية وجود دور أجنبي أو تدخل أجنبي وشيك لإعادة السلطة إلي النميري عمل ضباط حركة يوليو علي إرجاع العناصر التي تم تسريحها قبلاً ، وفي حقيقة الأمر لم يكن هناك أي تدخل أجنبي والبيان الذي أذيع كان بياناً ملفقاً وله أهداف أخري !



    هل كنتم تخشون القوات المصرية المرابضة في قاعدة ناصر بجبل أولياء ؟

    القوات المصرية تم عزلها وهي مأمون جانبها تماماً ، وسبق أن أرسلنا أفراداً إلي هناك وتم تامين عدم خروجها ، أذا رصدنا أي تحركات من جانبهم كان يمكن التعامل معها بالطيران ولكننا لم نرصد أي تحركات مريبة منهم . واحتلال قاعدة ناصر تم بواسطة الضابط بشير عبد الرازق وقد كلفه بالمهمة محي الدين ساتي وبشير عبد الرازق لم يكن منتمياً للتنظيم بل هو من أبدى رغبته لمحي الدين ساتي بالمشاركة . وبعد وصوله واحتلاله لقاعدة ناصر أرتكب بشير عبد العزيز خطأً فادحاً حين قام بإفراغ إطارات السيارات الروسية علي الـ"runway " فعطل عمل المطار تماماً وأصبح من غير الممكن صعود أو هبوط الطائرات .

    هل كان لانقلابكم أي اتصالات بأطراف خارجية أو أبعاد مرتبطة بجهة خارجية ؟

    لم يكن هناك أية أبعاد خارجية أو حتى داخلية للانقلاب ترتبط بالحزب الشيوعي السوداني أو الاتحاد السوفيتي . كنا مجرد عسكريين فقط ، وكما قلت قبلاً ، لو لم تنحرف مايو عن مبادئها وتعتزم بيعنا لمصر وليبيا بأثمان بخسة ، ولولا تصرفاتهم الشخصية التي لم ترضي أحداً في القوات المسلحة ، فالكثير من قيادات مايو استمرت الفساد وانتهاك أعراض الناس والدليل علي ذلك القصة المشهورة للشهيد ..... والذي كان يعمل مراجعاً عاماً في سباق الخيل حيث تم الاعتداء علي زوجته ومن ثم تم قتله هو نفسه ومن قتله معروف للجميع وهو الملازم ...... وكان مايوياً معروفاً يتبع لسلاح المظلات وكانت له حماية كبيرة من متنفذي مايو . ولو أردنا أن نقتل ونصفي المايويين لبدأنا بـ....... المكروه جداً في القوات المسلحة والذي كان من الذين خرجوا أحياءاً من بيت الضيافة . بعد استلامنا للسلطة وجدنا أشياء يندى لها الجبين في بعض مكاتب المايويين كمكتب الرقابة العامة ووجدنا فيه نفس الأغراض التي رموا بها الإمام الهادي ظلماً وافكاً ، فقد وجدنا .......................... وهذه شهادة لله مسئول منها وأنا شاهد عيان علي كل ما ذكرت ، وتخيل معي بلاد يقودها أمثال هؤلاء والمبكي أنهم يخرجون علينا هذه الأيام علي الصحف ليتباهوا بأنهم من ارجعوا السلطة للنميري ، وتحت ضغط كل هذه الممارسات والسلوك الخاطئ لم نجد بداً من الانضمام للحركة التصحيحية "الضباط الأحرار" في قلب نظام الحكم ، ولو كان أي شخص مكاننا ويهتم لأمر بلاده لفعل مل فعلناه خاصة وان كان سوداني 100% ناهيك عن ضابط بالقوات المسلحة .



    حكمت بالإعدام ، ثم السجن ، ثم خرجت من السجن قبل اتمام مدة الحكم . كيف حدث ذلك ؟

    كما سبق وأوضحت لك فقد كنت المتهم الثالث في أحداث بيت الضيافة واتهموني بقتل معتقلي بيت الضيافة واتوا بأربعة شهود ومنهم محمد إبراهيم الذي اشتهر بسفاح بيت الضيافة ومستجد يدعي محمد محمود وكنت اشرف عليه في فترة التدريب في الشجرة وانضم لنا في الانقلاب بعد تخرجه بخمسة عشر يوماً فقط وعبد الله من سلاح الذخيرة ووكيل عريف يسمي النور وكنت قد قابلته في جبيت وفوجئت به في الخرطوم شاهداً في قضيتي . سألت المحكمة الشاهد محمد إبراهيم الذي قبض غليه في بيت الضيافة ان كان قد قبض عليه في بيت الضيافة فأجاب بالإيجاب ، فسأل ان كان قد راني في بيت الضيافة أقتل واضرب الناس كما اتهموني فقال :" الملازم ده ساقنا معاهو يوم 21 بالليل واتعشي معانا وقعد معانا حتي الصباح ويوم 22 جاء ملازم عندو " برشم " (وكان يقصد الحردلو) وغيرو ، ركب الملازم بعد ما غيروه العربية بتاعت الشرطة العسكرية وما شفناهو تاني " . وسأل من قبل المحكمة أن كنت قد عدت الي بيت الضيافة مرة اخري فأجاب : " وحات الحق ده ( مشيراً الي المصحف) تاني لا جاء ولا شفتو " . أما الشاهد الثاني من سلاح الذخيرة ويدعي عبد الله نقد فقد أكد للمحكمة أنه لم يراني ولا يعرفني في الأساس . الشاهد محمود قال بأنني أخذته إلي بيت الضيافة وأثناء الضرب كنت أشارك في ضرب المعتقلين واتهمني بتهم كثيرة ، فطلبت مني المحكمة رداً علي شهادته ، فوجهة حديثي له وسألته قائلاُ : " يا محمود يوم19 يوليو يوم الاثنين كان يوم شنو ؟ فأجابني قائلاً : " ما عارف " . فسألته مرة أخري قائلاً :" طيب يوم 22 يوليو الرجع فيهو الرئيس يوم الخميس كان يوم شنو ؟ . فأجاب : " ما عارف " . وفي تعليقه علي إجابات الشاهد قال ممثل الاتهام : " أن الشاهد يعاني من عمي تاريخ " وقلت للمحكمة أنني فغلاً أخذته الي بيت الضيافة ومعه محمد إبراهيم وكان ذلك يوم 21 ليلاً ، والدليل علي عدم معرفته بالأيام أنني أسأله السؤال وأجاوبه له وهو لا يستطيع أن يتعرف علي الأيام ويكفيني تعليق ممثل الاتهام بأن الشاهد يعاني من عمى تاريخ . بعد ذلك أقر الشاهد محمود بأن هناك عساكراً يتبعون لسلاحي المدرعات والمظلات هددوه وأخافوه واجبروه علي الشهادة ضدي وهددوه بالقتل في حال رفضه الشهادة ضدي . وهنا خاطبت المحكمة وأوضحت لها أن الشهود يتعرضون لضغوط لأننا نتحاكم في سلاح فو ذات السلاح الذي استولينا عليه واحتللناه وعليه فان المحاكمة غير عادلة ، وطلبت أن نحاكم في سلاح آخر بعيد سواء في سلاح الإشارة أو عطبرة أسوة برفاق لنا حوكموا في عطبرة . ولفت نظر المحكمة وطلبت منها عرضي علي الناجون الأحياء الذين نجوا من أحداث بيت الضيافة وفي حال تعرف أي منهم علي وشهادته بأنني من أطلقت النار أو أنه شاهدني اقتل أو أضرب ، لأنني أطلب اقتيادي إلي "الدروة" مباشرة وتنفيذ حكم الإعدام بالرصاص بحقي ، لأنني أعلم أن الضباط لا يمكن أن يكذبوا ليورطوا زميل لهم فهذا في عرفنا العسكري عيب كبير وخطيئة لا تغتفر .
    من بين المواد التي اتهمت بها المادة 25 وهي مادة خاصة بالمعاملة المخلة بالضبط والربط ، والمادة 251 عقوبات القتل العمد ، والمادة 21 التمرد ، والمادة 96 إثارة الحرب ضد الحكومة . وكل هذه المواد كانت كفيلة بإعدامي . عندما راني سعد بحر أثناء المحاكمات قال لهم بأنني عاملت المعتقلين معاملة جيدة للدرجة التي طالبنا الهاموش بعدم تغييره فرفض الهاموش واستبدله بالحردلو ، وشطبت المواد 251 25 وحكم علي نميري بـ 15 عاما سجناً وقال لي :" اعتبره براءة " ، واعتقد أن حكم المحكمة كان اقل من ذلك لأن النميري أعترض عليه وقال لهم : " إذا كان ده الزول الاعتقلنا ونفذ الانقلاب تحكموه كده الباقين نعمل ليهم شنو " . وكنت قد رفضت ثلاثة قضاة وامتنعت عن الإجابة علي أسئلتهم . والقاضي الأول الذي رفضت محاكمته لي هو أحمد محمد الحسن والذي كان يصدر أحكام الإعدام "بمناسبة وبدون مناسبة" . والثاني محمود عبد الرحمن الفكي والذي رفضت أن أعطيه بياناتي الشخصية فقال لي :" نحنه حنكتب أي كلام " فاعترض الضباط عليه . القاضي الأخير هو محمود عبد الرحمن الفكي وقبل أن يجلس قلت له يا سيادتك أنا معترض عليك ولا أقبل أن تحاكمني . فعاد أدراجه ولم يتحدث إلي . فقال لي النميري أتينا لك بالمهندس المقدم الهادي المرضي فوافقت مباشرة وعلي الفور ، وطلب ضباط الكلية الحربية من النميري أن يكونوا اعضاءا في محاكمتي . وتشكلت هيئة المحكمة من علي حسين الوايس "السماني" عضو شمال وصديق السيد عضو يمين وممثل الاتهام محمد الحسن والمقدم الهادي المرضي كان رئيس المحكمة . واذكر أن نميري وبعد أن نطق بالحكم ضدي قال لي :" قول لي اخوك زهير في السجن لو لقينا الورقة ما كنا حكمنا عليك بأربعة سنة "

    كم هي المدة التي قضيتها في السجن ؟

    ثلاثة سنوات تقريباً من 1\8\1971 إلي نوفمبر 1974 .

    سمعنا عن تحقيقات أجريت معكم ونية في استصدار "كتاب أسود" ، ماذا تعرف عن تقرير هذه اللجنة ؟

    بعد ستة أشهر من الاعتقال استدعونا للمثول أمام لجنة سميت " لجنة تقصي الحقائق في مؤامرة يوليو " ولقد اعترضت منذ البداية علي التسمية وكانت اللجنة برئاسة القاضي حسن علوب وأعضائها علي عبد الرحمن النميري من الأمن القومي وسيد مكاوي من وزارة العدل ومامون مبارك أمان وكان في وقتها ملازم أول شرطة وكان يقوم بطباعة الأقوال علي الآلة الكاتبة . وقلت لهم لا يمكن أن تأتوا بي من ملكال إلي الخرطوم لأشهد علي نفسي بالتآمر كما تقول اللافتة التي علقوها علي مبنى الرقابة العامة بالقرب من البرلمان ، وطالبت بإنزال اللافتة . واذكر أن القاضي وجه لي الحديث قائلاً : " عندنا المصحف وعندنا الإنجيل وإذا ما عندك دين ارفع يدك " . فأجبته بأن اسمي مدني علي مدني مالك ولا أري داعي لسؤالي عن كيفية الحلف ، وهل هذا يعني أن أي شيوعي لا يعرف الله أم ماذا ؟!! فقال لي أن هذه الجملة هي روتينية وتقال لأي شخص قبل أداء القسم . وأخذتنا اللجنة إلي مواقع الأحداث وقمنا بتمثيل الأحداث كما رويناها من قبل في المحاكمات وكان في اللجنة محمود عبد الرحمن الفكي لأنه كان مختصاً في الأسئلة الفنية أو العسكرية . وقالوا بأنهم سينشروا كتاب أسود عن 19 يوليو ولم يستطيعوا أن ينشروه حتى يومنا هذا لأنهم لم يجدوا ما يكتبوه فما ذكرناه في لجنة تقصي الحقائق كان مشابها ومتطابقاً تماماً مع أقوالنا أثناء المحاكمات .

    بعد ان عملت محررا صحفيا لمدة طويلة ، إذا عادت بك الأيام إلي الوراء ، هل كنت ستشارك في انقلاب عسكري؟ وهل أنت نادم علي مشاركتك في الانقلاب ؟

    لا أحد يحبذ أن يسيطر علي السلطة عبر انقلاب ،والانقلابات ظهرت في العالم الثالث بعد انقلاب جمال عبد الناصر ، وفي السودان دخلت عن طريق عبد الله خليل بعد أن شعر بأن البلاط سيسحب من تحت قدميه فقام بتسليم الحكومة الي عبود ، ثم جاءت ظاهرة الضباط الأحرار بعد ثورة عبد الناصر . أنا لدي قناعة راسخة بأن بلد مثل السودان من الخطأ الكبير أن يحكمه عسكريين ، فالسودان بلد يضم أكثر من 700 قبيلة ، وأكثر من 750 لهجة ولغة وأديان متعددة ، فلا يعقل أن تلبى رغبات هذا الخليط عن طريق عسكريين درجوا علي الاستعانة " بشوية تكنوقراط" ليستعينوا بهم في إدارة البلاد وتبدأ وتتردد مرة بعد الاخري كلمات مستهلكة كالقائد الملهم ووووو وهم في حقيقة الأمر لا يمتلكون العلم أو الخبرة الكافية لإدارة الشأن العام .

    في الأوضاع الحالية التي يمر بها السودان هل من الممكن أن يحدث انقلاب جديد علي السلطة ؟

    الانقلاب أصبح مرفوض من كل العالم والدليل علي ذلك ما حدث في موريتانيا فقد بلغ المجتمع الدولي العسكريين في موريتانيا صراحة أن لا سبيل للاعتراف بهم . أما في السودان فان الانتفاضة اغتالها سوار الذهب ومن معه بكل صراحة فقد سلمت الانتفاضة للجبهة وتم إقصاء وإبعاد القوى الحديثة علي قرار ما حدث أيام جبهة الحياة في اكتوبر ، وأنا أعني بالقوى الحديثة المثقفين والموظفين والمزارعين وقوى المجتمع المدني ولا أقصد الحزب الشيوعي فقط . أنا وزملائي عندما اشتركنا في 19 يوليو لم تكن قضيتنا أن نسيطر علي السلطة أو أن نحكم البلاد عبر الانقلاب العسكري ، بل طرحنا سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية وكان الاتجاه لتوفيق أوضاع معينة ولفترة محددة ومن ثم تسليم السلطة .



    كل الانقلابيون يقولون ذلك وما أن يسيطروا حتى يتنصلوا من وعودهم وقليل من سلموا السلطة أوليس كذلك؟ .

    ما يثبت قولنا مبادئنا التي خرجنا بها ، فنحن كنا ضد الترقيات الاستثنائية ، وأب شيبة نفسه رفض مبدأ الترقيات الاستثنائية ، وضد بقاء العسكريين في السلطة لوقت طويل ، وحتى الورقة التي وجدت في جيب عبد الخالق محجوب والتي تضمنت مقترح الوزراء الذين كانوا سيشكلون الحكومة ، تضمنت أسماء من مختلف ألوان الطيف السياسي السوداني ولم تضم عسكريين أو شيوعيون وكنا بعد تنفيذ الانقلاب سنعود إلي سكناتنا العسكرية بشكل عادي من دون ترقيات استثنائية أو أنواط أو تشريفات أخرى . وأنا أشعر بحزن شديد عندما أقرأ أو أطلع علي كتابات تتعرض بالسوء لأشخاص ماتوا وانتقلوا إلي ربهم ، ومن حق الجميع انتقاد الحزب الشيوعي وسياساته إلا أن التعرض لشهداء ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم ليس مقبولا ولا من الشرف في شيء ،كالذي يلعن الشفيع في كتاباته أو في هرطقته وكل هذه أمور لا داعي لها . فنحن اضطررننا في 19 يوليو لحمل السلاح لأسباب موضوعية سبق واستعرضتها ولم يكن هناك خياراً أخرا أمامنا ولو لم نقم بـ 19 يوليو فربما كنا ألان تحت أقدام المصريين والليبيين . نحن اخترنا أن نضحي بحياتنا ورتبنا العسكرية من أجل أن يعيش هذا البلد حراً مستقلاً .
                  

08-02-2010, 06:59 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: ابراهيم عدلان)

    Quote: و تبقي شهادة مدني علي مدني الاقوي بين الشهادت حول ما حدث بالقصر و ما جاوره عصر الخميس 22 يوليو 1971
                  

08-02-2010, 08:03 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: abubakr)

    Quote: جعفر محمد نميري

    كتبهاعمر جعفر السّوْري ، في 14 يوليو 2009 الساعة: 08:52 ص



    جعفر نميري، جُرم النسيان و جريمة التناسي!



    عـمر جـعفر السّــوْري





    يصبح التسامح جريمة نكراء حينما يتعلق الامر بالشر و أهله

    توماس مان





    في منتصف تسعينيات القرن الماضي شيع خلق كثير جلهم من السودانيين القاطنين بمصر موظف سوداني من قدامى العاملين بجامعة الدول العربية وافته المنية بعد معاناة طويلة مع المرض. سارع إلى المقبرة كل من سمع بوفاة ذلك الرجل الفاضل من سياسيين و دبلوماسيين و منفيين و زوار و تجار، و رهط من الناس لم أعرف من أين أتوا و كيف جاءوا. كنت يومذاك في زيارة عابرة إلى مصر. أدرت البصر بين الحشد أتبين من أعرف و من اجتهدت لأعرف بعد أن تغيرت ملامح الكثيرين. بعضهم ازداد قصرا كأنما نقعته في ماء البحر الميت سنين عددا، و البعض الآخر تضخم فاستدارت قامته الرفيعة الطويلة، و آخرون لم يتغير فيهم شيء، رغم مرور السنين، فظلوا على حالهم الأول. رأيته يقف وحيدا عند طرف المقبرة، يتجنب الناس النظر إليه، و يتحاشون الاقتراب منه كأنه مجذوم أو أبرص أو كبعير أجرب، سوى ثلاثة أشخاص صافحوه على عجل ثم اندسوا بين الناس مثل من أتى كبيرة يخشى بعدها التقريع، و يسعى إلى طلب العفو و المغفرة. ساعتئذ، تمثلت بيتين لابن زريق البغدادي من جمان قصيده يقول فيهما:



    رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

    وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا شَــكرٍ عَـلَيـهِ فَإِنَّ اللَـهَ يَـنزَعُــهُ



    و لما انصرف الناس زرافات يعزي كل منهم الأخر و يواسيه، رحل وحيدا بائسا يتلفت حوله لعل أحدهم يسير معه، و قد كانوا في غابر الأيام يحيطون به من كل جانب و يتمسحون بجلبابه كأنه ولي صالح. و من بين القوم في ذلك اليوم الحزين بعاصمة الكنانة مَن كان ِمن أتباعه و صنيعته و سدنته، ثم تقافزوا من القارب الغارق كالفئران المذعورة عند الفيضان العارم.



    و في خروجي من ال########ة بعد أن أودعنا الرجل مثواه الأخير تذكرت قصيدة شاكر مرسال التي وصف فيها استيلاء قيادة الجيش السوداني على السلطة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1958 بأمر من الاميرلاي (العميد) عبدالله بك خليل، رئيس الوزراء المنتخب، وزير الدفاع في حكومة يفترض أن إرادة الناس أتت بها عبر صناديق الاقتراع لتؤدي الأمانة و تصون الثقة، فخانت أمانة ثمينة، و فرطت في ثقة نفيسة:



    ُولِدتَ سِفَاحَاً فما أنتَ حُرْ فواجِه مَصِيرَكَ أو فانتحِرْ

    و ما أنتَ إلا جَوَادٌ ذليـلٌ تمطّـى عليه رُعَـاةُ الـبقـــرْ



    إلى اخر القصيدة العصماء. ثم عاد بي المشهد أعواماً إلى الوراء حين صحبت جعفر نميري في جولته على النيل الأبيض التي انتهت بمعركة الجزيرة أبا و الهجوم على حي ودنوباوي الذي ولد هو و مات فيه.



    درج نميري في بدء عهده على التجول في البلد الممتد الأطراف ليتعرف على أحوال البلاد و العباد، واعداً الناس بإصلاح المآل، و ذهب في بعض الأحيان إلى الوعد باستخراج الماء من الحجر الصوان، و المنّ و السلوى من الصخر الصلد، و الشهد من نحل يتغذى على رمل الصحارى لا الأزهار، و الحليب من ضروع اليباس و اليباب، لا الأبقار و الإبل و النعاج و الماعز.



    كانت دور الصحف و وكالات الأنباء (محلية و عالمية) و أجهزة الإعلام الأخرى تداور إرسال العاملين بها من صحافيين و إعلاميين إلى مرافقة الحاكم و صحبه في تلك الجولات. لما عدت من برلين، قال لي الصحافي الكبير النبيل، سعد أحمد الشيخ، صاحب و رئيس تحرير وكالة أخبار الخرطوم، و مدير مكتب وكالة الأنباء الإقليمية (رويتر): انه دورك الآن للالتحاق بجولة النيل الأبيض. بدأت الجولة برحلة على متن باخرة رست في جبل الأولياء بالقرب من العاصمة، إلا إن السيارات الرباعية الدفع كانت تسبقنا إلى حيثما ترسو الجارية. من بين رفاق تلك الرحلة الدامية الزملاء: الفاتح التجاني عن الرأي العام و محمد احمد عجيب عن الأيام و عبد العظيم عباس عن وكالة الأنباء المحلية، و محمد محجوب سليمان عن جريدة القوات المسلحة الذي أصبح فيما بعد مستشاره الإعلامي و مساعده في أمور لا علاقة لها بالإعلام، و آخرين من الإذاعة و التلفزيون و مصورين من وزارة الإعلام. صحب نميري معه عضوين من أعضاء مجلس انقلاب 25 مايو/أيار 1969، هما مأمون عوض أبي زيد، و أبا القاسم محمد إبراهيم، و من الوزراء مرتضى أحمد إبراهيم الذي كان وزيرا للري، و وزير التعاون و التنمية الريفية في تلك الحقبة الدكتور عثمان أبو القاسم، و الدكتور علي التوم، الخبير في منظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة. و كانت في صحبتنا أيضاً سيدتان!



    قبل وصولنا إلى مدينة الدويم و الانتقال منها بالسيارات إلى بخت الرضا توقف المركب قبالة بلدة صغيرة ركبنا للوصول إليها من المرسى السيارات ذاتها. هناك قيل لنا إن رجلاً أخفى سكينا في عمامة حاول اغتيال نميري، إلا أن يقظة الحرس حالت دون المعتدي و ما نوى. صعد العقيد نميري منبراً أعد له ليخاطب أهل البلدة، فلم يأت على ذكر المحاولة غير انه أعلن في سياق الكلمة تعيين الرائد مأمون عوض أبي زيد رئيسا لجهاز الأمن القومي. تلك كانت المرة الأولى التي نسمع بها عن هذا الجهاز و وجوده، فكان خبر اليوم. حينما عدنا، فيما بعد، من تلك الرحلة الشاقة إلى الخرطوم بدأ أبو زيد في بناء هذا الجهاز و تولى الألمان الشرقيين تدريب طلائعه الأولى و وضعوا له لبنات الأساس وفق إدارة استخباراتهم المخيفة التي عرفت باسم "استاشي"، ثم سيطرت الاستخبارات المركزية الاميريكية بعد ذلك على شؤون الجهاز بمعاونة أجهزة حليفة، حينما تغيرت وجهة النظام بأسره إلى غير اتجاه.



    عدنا من تلك البلدة إلى المركب لمواصلة الرحلة إلى الدويم. عند المرسى، قبل الرحيل، تجمع بعض الأهالي يهتفون للانقلاب و رأسه؛ صعد جعفر نميري إلى سارية الباخرة لتحيتهم فصعدت خلفه. و لما تحركت الباخرة و بدأت تبتعد عن ضفة النهر لحظ وجودي خلفه فبدت على ملامحه علامات الاستغراب، لا الجزع، و نظر إلى رجال الحماية الواقفين على سطح المركب يتملكهم الرعب و الوجل و تنطق ملامح وجوههم بالخوف، ظنا منهم إنها محاولة اغتيال ثانية تلي المحاولة الأولى التي أحبطت منذ حين. أخذت اهبط درجات السلم قبله و هو يهبط خلفي. قلت له قبل أن نبلغ السطح: اليوم هو تمام الشهر العاشر لإمساكك بزمام الأمور في السودان، فهل لي في لقاء تخص به وكالة أخبار الخرطوم و رويتر بهذا المناسبة؟



    فسألني: ما التاريخ اليوم؟



    قلت له: انه الخامس و العشرين من مارس 1970.



    قال لي: سنرى فيما بعد، و انصرف إلى جناح القيادة و المسؤولين في الطابق الثاني من الباخرة و ذهبت إلى الانضمام لبقية الزملاء على مائدة الغداء.



    نبهني الزملاء إلى خطورة ما فعلت، لا سيما بعد حادثة الظهيرة. سألني جميعهم عن فحوى الحديث الذي دار بيني و بين نميري أثناء نزولنا من السارية، فلم اجبهم. ثم سألني محمد سليمان عن تفاصيل حادثة البلدة - إذ لم يرافقنا في ذلك المشوار القصير - فروى له كل منا ما رأى من حيث كان واقفا و ما علم، و خبر إنشاء جهاز الأمن القومي فتهللت أساريره فرحاً!



    لحظت أثناء توقفنا في الدويم و بخت الرضا توترا متزايدا لدى رجال الحماية و قلقا بادياُ عند بقية الوفد الرسمي، لم أعرف كنهه، لكنني بقيت يقظاً.



    كنت قد استأذنت سعد الشيخ، قبل السفر، أن اطرح على نميري أسئلة (من العيار الثقيل)، مثل التوتر الصامت و الخفي بينه و بين قوى اليسار، و خصوصا الشيوعيين، و أسباب هذا التوتر، و ما قد يفضي إليه. فشجعني سعد، و هو صحافي قل نظيره، على ذلك.



    في مساء يوم الحادثة-الاغتيال دعانا مدير مكتبه إلى مؤتمر صحافي ينعقد في جناحه، فعرفت إنني لن أحظى بما منيت النفس به، و قررت ألا أطرح أية أسئلة، بل أنتظر حتى نعود إلى العاصمة فأحاول مرة اخرى. لم يخض نميري في ذلك اللقاء مع ممثلي الصحافة فيما حدث في تلك البلدة، غير أن الزميل عبد العظيم عباس ما فتئ يحاصره بأسئلة "محرجة"، و هو يناور، و صحبة يخفون امتعاضهم لتمادي عبد العظيم في أسئلته الجريئة. ألتفت الحاكم إلىّ ليغير مجرى الحديث و قال: ماذا تريد أن تسأل؟ أجبته بأن الزملاء قد طرحوا ما فيه الكفاية الآن، أما الحديث الذي أردته منك، ربما يستحسن تأجيله إلى حين العودة إلى الخرطوم؛ فلم تعجبه الإجابة، و لكنه قبلها على مضض. و هنا انفض سامر الليل و نزلنا إلى مهاجعنا. ذلك الحديث الذي أردته لم يجر قط، رغم لقائي بنميري في مناسبات لاحقة حتى يوليو/تموز 1971.



    الأسئلة المتلاحقة التي انسالت من الزميل عبد العظيم عباس تلك الليلة - و هو صحافي بالفطرة، كان يرتجى لمقبل الأيام - و الإلحاف الذي طبع بعضها و الجرأة في متابعتها، أورثته نقمة الزبانية فلاحقوه بلا كلل حتى دفعوه إلى حافة الجنون، و من ثم غيابه الذي لا أراه إلا قتلاً جرى ببطء و قسوة ما بعدها قسوة، مع سبق الإصرار و الترصد. دم عبد العظيم في رقبة الجلاد و معاونيه، و لابد من ضمه إلى بقية ملفات جرائم 25 مايو/أيار يوم يصحو القوم من سباتهم و تُنظر تلك الملفات العالقة.



    ظلت المركب تتهادى على صفحة النيل الأبيض الساكنة حتى ضحى اليوم التالي عندما اقتربنا من مدينة الكوة ليرتفع منسوب التوتر حتى يبدو واضحاً في وجوه الوفد الرسمي و حرسهم و عسسهم و خفرائهم، كما أشارت إليه همهمات و خطى مسرعة تذرع الباخرة جيئة و ذهابا أو تصعد و تهبط و تتعثر بين طوابقها الثلاثة. بعد قليل، بدى يلوح في الأفق قارب صغير يتجه صوب الباخرة و على متنه ثمة أشخاص تبين فيما بعد، لما دنا القارب منها، أنهم عضو مجلس قيادة الانقلاب أبو القاسم هاشم و عضوا قيادة الحزب الشيوعي عمر مصطفى المكي و معاوية إبراهيم سورج، و هما من أهل الكوة فيما أظن، و ثلاثة عساكر آخرين.



    ساعتئذ بدأ المشهد في التشكل، لا سيما حينما لمحنا عن بعد جنداً يحيطون بجمهرة من الناس في "جبب" الدراويش يرفعون راياتٍ سود و يحملون رماحاُ بيض، و يتمنطق بعضهم بسيوفٍ صوارم، و خناجر في أغمادها تبدو من تحت أذرعهم. تلك كانت نذر المواجهة الدامية التي احتدمت لاحقا بين نظام جعفر نميري و طائفة الأنصار المهدوية. أما القارب و بعض ركابه فقد دل على ما كنا نسمع به همسا من انشقاق في صفوف قيادة الحزب الشيوعي السوداني، و برهان على عمق ألازمة بين النظام و التيار الرئيس من اليسار السوداني و حلفائه في الداخل و الخارج. فقد تزعم عمر مصطفى المكي و معاوية إبراهيم مع آخرين الانشقاق الأكبر و الأكثر تأثيراً في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني حتى الساعة.



    توقفت الباخرة قبل رسوّها في الكوة، فصعد إليها من كان بالقارب مهرولين نحو جناح نميري و صحبه و وزرائه. ظلت الجارية واقفة لبعض الوقت حتى أُذن لها بالإبحار، فواصلت طريقها حتى المرسى الذي احتشد فيه (الأنصار) المحاطون بالمظليين و الشرطة العسكرية. حينما رست الباخرة كنت و مصور من وزارة الإعلام أول من قفز منها، مسرعين نحو الفريقين المتقابلين فصرنا بينهما. خلفنا ركض الرائد أبي القاسم محمد إبراهيم، و في خفة و استهتار بأرواح العباد أعطى أمره إلى الجنود بالانقليزية (شوت) ليطلقوا النار على بسطاء الناس، هؤلاء الذين غرر بهم من غرر. قعقع السلاح لبرهة. لكن مجيء أبي زيد، الذي تقلد اليوم الفائت منصب رئيس جهاز الأمن القومي، خلفه في سرعة البرق منع وقوع المأساة، إذ أوقف أمر الرجل الطائش… أيضا بالانقليزية، (استوب)! استرددنا أنفاسنا التي انقطعت لحظات تعدها دهراً، فخرجت و ذلك المصور بعيدا عن صفوف المحتشدين قبالة بعضهم البعض.



    سار موكب الزوار نحو سرادق أعد لاستقبالهم، مخلفا وراءه جنوداً و أنصاراً متأهبين. كان بين المستقبلين بعض رجال العهد الجديد من أهل البلدة، أبرزهم العميد المتقاعد، عمر الحاج موسى الذي أصبح وزيرا للإعلام لاحقا. و كانت تربطني به علاقة طيبة و مودة، قبل الانقلاب و بعده. و الكوة من حواضر السودان التي أضاءت أنوار العلم في بواكير الأيام، و بها مدرسة أبي دليق، أقدم مدرسة ابتدائية على المنهج الدراسي الحديث، و منها أتى التجاني الماحي، رجل يكاد القلم أن يعجز عن وصف مناقبه.



    لم يجر احتفال الكوة كما أُريد له، و لم تسر الأمور كما رسم لها، إذ تعجل أهل السلطة مغادرة المكان بعد كلمة قصيرة من هذا و ذاك و من زعيم الانقلاب، في جميعها وعيد لا وعد، و نذر لا بشائر، فتوجسنا خيفة مما هو قادم.



    لما عاد الموكب إلى المرسى، لم نجد الحشدين، فقد تفرق الأنصار، و تراجع الجنود إلى مواقع اخرى. بذل عقلاء فطنين جهوداً جبارة صرفت المتجمهرين إلى حال سبيلهم. فقد قيل لهم أن رسالتهم وصلت، و أن الإسلام بخير! صعد الجميع إلى المركب التي أسرعت نحو مدينة كوستي، و التوتر يتعاظم بين رهط (القائد)، حتى تكاد الأعصاب المشدودة تبرز للعيان. و من فرط التوتر أضحت السيدتان وحيدتين سحابة ذلك النهار لانشغال مَن كان يحوم حوليهما كالذباب الشرس الطنّان بأمور أخرى استجدت، حسبوها خطراً داهماً يستدعي اليقظة و الحسم.



    تداعت الحوادث في كوستي بوتيرة فائقة السرعة. ذهب (القائد) و حاشيته إلى استقبال أُعد لهم ليلقي خطاباً فيمن تجمهر هناك. لكن الحفل سرعان ما أتى إلى نهاية درامية بعدما تردد عن إحباط محاولة اغتيال اخرى استهدفت نميري. لم يجر تحقيق في كلتا المحاولتين المزعومتين، بل وجهت أصابع الاتهام و الإدانة في ذات الوقت إلى جماعة الأنصار. هنا تقرر إنهاء زيارة منطقة النيل الأبيض و العودة إلى الخرطوم. لم نرجع إلى الباخرة مرة اخرى لنجمع متاعنا، بل طُلب منا أن نستقل السيارات حتى العاصمة. و قبل أن نبتعد عن كوستي كثيرا، كان دوي قنابل ألقت بها طائرات شاهدناها في غدوها و رواحها يصم الآذان، يتبعه أزيز الرصاص و انفجارات متلاحقة يتردد صداها في الآفاق جعلت أعشاب النيل المتناثرة فوق صفحة مياه النيل الهادئة تترجرج و ترتعد.



    سمعنا بالهجوم على ودنوباوي و مسجد الأنصار في ذلك الحي و نحن على أبواب الخرطوم. هرعت إلى ميدان المعركة القريب من حيث أسكن فردني طوق الجنود الذي يحاصر الحي من جميع الجهات، لكن الدخان و الأتربة المتصاعدة من الشرق وصلت إلينا و معها أصوات الرصاص و القنابل و سيارات الإسعاف. تناقلت الأفواه أخباراً عما يجري هناك و القتلى الذين سقطوا، و بينهم ملازم صديق درس معي في ثانوية قريبة من حيث قضى.



    لم تكن لتلك المعارك التي دارت في الشهر العاشر من تسلم مجلس قيادة 25 مايو/أيار 1969 أن تجري و لتلك الدماء أن تسيل و لتلك الأرواح أن تزهق، لو حكّموا العقل و ساسوا الأمور و تذكروا القربى و غلبوا روابط المواطنة على الهوى. إلا أن ذلك المجلس يصدق عليه ما قاله عن مجلس آخر قريب (الزعيم)، الشاعر أبوطرّاف النميري:



    يا مجلساً فرض الطغيان شرعته بيني وبينك لا قربى ولا نسب



    كانت تلك الأحداث بداية إدمان نميري و بعض زمرته و نظامه العنف و الدم و قتل النفس التي حرم الله و كل الشرائع إزهاقها، فقد ولغوا في دماء السودانيين، و أباحوا لأنفسهم تجريم فعل ارتكبوه هم أنفسهم حينما سطوا على السلطة بليل؛ و كذلك فعل من سبقهم و من لحقهم. ففي أعقاب فشل انقلاب 19 يوليو/تموز 1971، نصّب زعيم الجندرمة نفسه قاضياً و هو يترنح سُكراً. فإلى الخمر التي كان يعب منها - كما وصفت فيما بعد الزميلة مريم روبين، مراسلة مجلة المصور المصرية، التي كانت تجلس إلى جانبه طيلة محاكمات معسكر الشجرة – كان الجلاد المخمور يكرع دماء رفاق السلاح، و ينتشي لرؤية أجساد الأخيار و هي تتدلى من حبال المشانق ظلماً، بعد أن رأت محكمة عسكرية شكّلها هو غير ما رأى؛ لكن الخمر و الطغيان حجبا بصره و بصيرته.



    إثر عودة نميري إلى السلطة في يوليو/تموز 1971 ساد البلاد عهد من الإرهاب الأعمى و التسلط الغاشم و الرعب. فبعد ليلة مطيرة في الأسبوع الثالث من ذلك الشهر وقفت و زملاء صحافيين خارج مقر جريدة الرأي العام، نطل على ميدان أبي جنزير الشهير، فاذا بموكب أبي القاسم محمد إبراهيم و حرسه من المظليين يعبر الشارع من الشرق إلى الغرب في سيارات تسابق الريح، و هم يطلقون وابلاً من الرصاص في الهواء، يصفق لهم بعض الرعاع و السوقة و الرجرة و الدهماء، و يلوذ آخرون خوفا بالأزقة و الحواري القريبة. تذكرت ساعتئذ أفلام الغرب الاميركي و العصابات المخمورة التي تغير على البلدات الآمنة عند حدود المكسيك، فأيقنت أن السودان قد وقع تحت حكم عصابة سكرى فاجرة ستعيث فيه فسادا، تقتل و تنهب، و تذل هامات الرجال و تسبي النساء. و هكذا كان.



    في ذلك العهد البائس دخل السودان النفق المظلم، و أصبحت الأمور تدار وفق أهواء الطاغية و رغباته و أمانيه، و مشاعر ضيوفه و أصدقائه و ليس وفق مصالح البلاد و أهلها، أكان ذلك الامر متعلق بالداخل أو الشأن الخارجي. فعن ترحيل الفلاشا من شرق السودان إلى فلسطين المحتلة - و قد كُتب عنه الكثير – لم يشر أحد إلى ارتباطه بنصيحة تلقاها الحاكم، همساً في أذنه، من عميد في الجيش السوداني يحمل اسماُ مشابهاً لاسمه، و تأكيد آخرين من البطانة الفاسدة لتلك النصيحة، بان تعجيله (بإعادة هذه القبيلة التائهة من شعب الله المختار إلى أرض الميعاد) سيرزقه ذرية كثيرة صالحة! كان ذلك آخر سهم في كنانة الذرية بعد أن يأس مشعوذو نيجيريا الذين شد الرحال إليهم، في كل المواسم، عن الوفاء بما وعدوا به.



    أما مشروع المنطقة الحرة في البحر الأحمر الذي كان سيشكل دويلة مستقلة تقتطع من أرض السودان منذ البدء في إنشائها؛ دويلة كاملة التجهيز بحرسها و جيشها و علمها و حدودها، فقد أحبط بمجهود خارق من قوى لمست فيه خطراً على أمن بلادها القومي. و تلك حكاية تروى بتفاصيلها لوحدها، و طنت قد رأيت خرائط المشروع و خططه في مكتب مَن اختير واجهة لأصحابه الحقيقيين بالعاصمة الإيطالية روما.



    و لعل الرواية التالية التي حدثني بها اللبناني البقاعي سهيل سكرية، عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي – جناح سورية، تدل على طريقة الطاغية في إدارة سياسة السودان كما يشاء دون حسيب أو رقيب، يفاجئ أقرب المقربين إليه و أجهزة الدولة و يربكها. جاء سهيل سكرية إلى الخرطوم على رأس وفد حزبه لحضور مؤتمر الاشتراكي السوداني الذي أطلق فيه المطرب المفن عبدالعزيز داؤود طرفته التي ذهبت مثلا حينما أجاب عن سؤال الحضور له عمن يمثل، قائلا: انه يمثل السواد الأعظم! و قد كان عبدالعزيز داكن البشرة، جسيماً، متيناً، سامقاً.



    قال سكرية انه أبدى ملاحظة عابرة لمرافقيه السودانيين من موظفي المراسم عن خطاب جعفر نميري أمام ذلك المؤتمر حينما سألوه عن رأيه في الخطاب. ذكر لهم الضيف القادم من سورية أن الخطاب جيد للغاية، "لكنه حزين لان الرئيس لم يشر إلى القضية الإرترية و ثورة الشعب الإرتري." كان حزب البعث العربي الاشتراكي بشقيه السوري و العراقي يضع نصرة ثوار إرتريا و قضيتهم ضمن أولوياته و في صلب نشاطاته المحلية و الإقليمية و الدولية. نُقلت هذه الملاحظة إلى جعفر نميري، فدعا إلى مؤتمر صحافي عاجل حضره جميع الصحافيين الضيوف و هؤلاء القادمين مع وفود بلادهم و المراسلون المحليين و مندوبو الصحف السودانية و غيرهم. خصص نميري مؤتمره الصحافي للهجوم على إثيوبيا، بلا سابق إنذار، و للحديث عن إرتريا و ثورتها و استعداد السودان لمساندتها و دعمها بكل ما هو متاح و غير ذلك. حدّث الصحافيون السوريون المرافقون للوفد السوري سهيل سكرية بما دار. و حينما التقى نميري به في مأدبة العشاء بادره بالسؤال: أما زلت حزينا، أم رضيت الآن؟ قال لي البعثي اللبناني: لقد بُهت و ألجمت لساني المفاجأة و الدهشة، إذ طلبت من أعضاء الوفد قبل العشاء متابعة هذا الامر العاجل و البحث عن مبررات هذا الهجوم الكاسح الذي شنه نميري على إثيوبيا فجأة بينما لم يذكرها في خطابه الذي افتتح به مؤتمر حزبه و رسم فيه سياسات الدولة في المرحلة المقبلة. توقعت أن تكون إثيوبيا قد تحرشت بالسودان أو شنت عدواناً عليه لم تردنا أخباره بعد، أو أن حركات التمرد في الجنوب السوداني، مدعومة من إثيوبيا، قد شنت هجوما ضخماً؛ لكن لم يدر بخلدي البتة أن تكون ملاحظة عابرة ذكرتها أمام مرافقي وفدنا ستصل بهذه السرعة إلى رأس الدولة و ستكون لها هذه العواقب. ثم أردف سكرية تعليقا آخرا على الطريقة اللبنانية!



    أما التنمية فنتاجها مسغبة الزمان و مجاعة الثمانينيات التي فاقت أضرارها مجاعة "سنة ستة" 1306 هـ أيام الخليفة عبدالله التعايشي.



    و بعد هذا يأمر حكام السودان اليوم، الذين زادوا الطين بلة، بجنازة رسمية لمن ارتكب في حق السودان جرائم يشيب لها الولدان، لكن ليس في الامر غرابة، فقد اقتدوا به، و نهجوا منهجه و مشوا على دربه. فالدم الذي بالغ في إسالته لم يزل يجرى انهاراً في البلاد، و الزبانية الذين قفزوا من مركبه قبل أن تغرق تزاحموا على مركب من سطا على السلطة في 30 يونيو 1989.



    الشعوب التي تنهض بعد كبوتها تحاكم حكامها الذين أساءوا و تسلطوا أو خانوا الأمانة، و هي تنظر ملياً في تاريخها، تستخلص منه العبر، و لا تمحو من الذاكرة العثرات و المحن و من تسبب بها. لم تصفح فرنسا عن المارشال بيتان، و هو مارشال بحق، و مارشال حقيقي، حاز على نجومه التي رصّعت كتفيه و أوسمته التي زانت صدره عن جدارة في ساحات الوغى إبان الحرب العالمية الأولى؛ لكن البطل خان الوطن في الحرب الثانية، فلم يشفع له صنيعه السابق. و الجنرال قالتييري و زمرته في الأرجنتين لم تمح مغامرتهم لاسترداد جزر المالفيناس (الفوكلاند) جرائمهم التي ارتكبوها بحق الشعب حينما ساموا الناس العذاب و ساقوا الآلاف إلى المعتقلات، و اختفى ألاف غيرهم عن الوجود؛ و كذلك حال بينوشيت في الشيلي. جعفر نميري مثل هؤلاء تماماً. هو ليس كالجنرال عمر برادلي الذي ازدانت كتفاه بنجوم خمس ليستحق المكوث طيلة ستة عقود و نيف في الخدمة الفعلية فيصبح صاحب أطول خدمة عسكرية في الجيش الاميركي، كذلك هو ليس مارشال الاتحاد السوفيتي أندريه قريشكو.



    فلينظر القوم في تاريخهم بتمحيص و دقة، و يحاكموا الذين ارتكبوا الجرائم بحقهم و حق الوطن، و سرقوا السلطة بالقوة الجبرية و سفحوا الدم الزكي. ليكن ذلك منذ بداية العهد الوطني في نهاية القرن التاسع عشر، مرورا بأحداث عنبر جودة و مزارعي مشروع الجزيرة و مارس 1954 و انقلاب 1958 و إعدامات 1959 و هلمجرا، حتى يومنا هذا.



    كانت جنازة جعفر نميري الحقيقية يوم انصرف عنه الناس في تلك ال########ة بالقاهرة منتصف التسعينيات و ليس في الثلاثين من مايو/أيار 2009. هو الآن في رحاب ملك عادل رؤوف غفور رحيم، و شديد العقاب. لكن على الأحياء أن ينهضوا بمتطلبات الحياة الدنيا التي توجب عليهم الاقتصاص فرضاً لا نفلا.



    رحم الله أبا الطيب، فقد قال:



    مَنْ لا تُشـابِهُهَ الأحيْاءُ في شِيَمٍ أمسَى تُشابِهُهُ الأمواتُ في الرِّمَمِ

    عَدِمْتـُهُ وَكَأنّـي سِــرْتُ أطْلُبُهُ فَمَا تَزِيـدُني الدّنيـا على الـعـــَدَمِ

    ما زِلْتُ أُضْحِكُ إبْلي كُلّمَا نظرَتْ إلى مَنِ اختـَضَبَتْ أخفافُها بـدَمِ

    أُسـيرُهَا بَـينَ أصْنامٍ أُشَـاهِدُهَا وَلا أُشَـاهِدُ فيها عِـفّةَ الـصــّــنـَمِ

                  

08-02-2010, 10:34 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: د.محمد بابكر)



    شاهد مشفش حاجة
                  

08-03-2010, 08:46 AM

حاتم يوسف العبيد

تاريخ التسجيل: 01-11-2010
مجموع المشاركات: 534

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: sourketti)

    سلام أ/ سوركتي .. والبقية ...

    متابعةً لما أورده أ/ علي شمو في شهادته ...
    *أكد على مسؤولية حراسة المعتقلين لضباط قصر الضيافة في عملية تصفية المعتقلين .. مستنداً على روايات مباشرة من / الحواشي (على ما أعتقد )، .. ونفي ماتردد عن المجموع الثالثة .. ويدعم هذا القول الشهادات الواردة في اللنك أعلاه الذي أورده المهندس أبوبكر .. وشهادات من عاصروا هذه الأحداث - إضافًة الى التفاصيل الفنية بإستحالة ضرب الدبابات للقتلى داخل الغرف ، حيث تم ضربهم بأسلحة خفيفة ؟؟
    * أكد على الدور الكبير لليبيا في إفشال حركة 19 يوليو - الغريب في الأمر تحول القذافي بعد ذلك في أحداث الجبهة الوطنية في 76 ؟؟؟
    * عمل في تحميض الفيلم الخاص بصور إعدامات (بابكر النور - حمدنالله - وآخر لا أذكره ) ، المثير في الوضوع حسب رواية شمو .. الصورة التي يتكلم فيها أحد المقتادين الى الإعدام داخل العربة المكشوفة .. وهو يمد أصبعه للضابط .. فسأل شمو .. سأل الملازم / محمد جبارة .. عن الحديث في هذه اللقطة .. أجاب الملازم أن المعتقل (لا أذكر من فيهم بالتحديد) قال للضابط .." أنا الآن في طريقي للدروة .. أبغ النميري أنني لست شيوعياً؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
    * ماهي علاقة العراقيين بالحركة ؟؟ وماذا عن الطائرة التي سقطت .. وهي قادمة من العراق .. وفيها أهم قيادي القيادة القطرية لحزب البعث - المرحوم / محمد سليمان الخليفة ؟؟؟

    * هل هناك قوميين عرب في داخل قيادة حركة 19 يوليو بشكل واضح وعلني - يربط هذا مع النقطة أعلاه ؟ "كما يصر صديقي صلاح .؟؟
    ..
                  

08-04-2010, 05:40 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: حاتم يوسف العبيد)

    الأخ حاتم العبيد
    لك الود وعاطر التحايا...
    شهادة الاستاذ على شمو وقد شارك بترأس لجنه لرصد الأحوال فى تلك الفترة ؟؟؟والتى جاءت بعد تقرير مفصل سابق للجنه مختصه بتقصى حقائق برئاسة قاضى (رحمه الله) ليتم حرقه للأسف جانبت الصواب وجانبت الحياد وأتت لتقدح فى سيرة هؤلاء الابطال...الذين كان جلاديهم أول من شهدوا لهم بالثبات على المبدأ والتضحية من أجله وكيف لا وقد أتوا نهاراً للوفاء بوعد قطعوه على أنفسهم صبيحة 25 مايو 1969 حينما أطلوا على شعبهم بشعارات نكس العملاء راياتها بعد أن استهوتهم وأغوتهم مردة السلطة فبطشوا بشعبهم يقتكون حتى بالعجزة بالمساجد ويحرقوا حتى النساء والاطفال والزرع والضرع بالجزيرة أبا بعد أن تفككت روابط رفقة السلاح بالترقيات الاستثنائيه وأثقلت النفوس الام الغبن والظلم بمصادرة ممتلكات الناس حسب أهوائهم وأحقادهم ...

    بابكر النور الذى يضع يده على بطنه وهو يقف معلقاً على ماسورة صندوق اللاندروفر المكشوف والجماهير المتجمعه خارج المعسكر تراقب وتهتف (كأنه يعانى مغصاً أو إسهالاً) !!!
    وفاروق الذى رفع أصبعه كأنه يتضرع ويتوسل ليقول وهو فى الطريق للدروة ليطلب نقل إفادة معروفة لشخص هو الأعلم بها ... (أخبروا نميرى أننى لست شيوعياً)
    والشخص الثالث الذى أشار إليه بلبس الجلباب فوق الزى العسكرى (يعنى هاشم العطا) قد تم إعدامه أمسية 24 يوليو قبل إعدام بابكر وفاروق بيومين؟؟
    تعرض فى شهادته لافادة سماعيه منقوله بالتلفون وعابرة عن سماع الضرب ببيت الضيافة دون أن يتعرض إلى هوية الضارب وكيف وبماذا كان الضرب ؟؟؟
    تعرض لوصول الدبابة (أى الدبابات يقصد) وخروج سعد بحر وتحرك عبدالقادر جنى صوب القصر ثم القيادة العامة وهذه فى مجملها أحداث سبقت الحدث الأهم وهو وقوف المدرعتين الألفرد التى وقفت أمام البيت وبدأت بضرب إثنين من المعتقلين خرجا بملابسهم الداخليه من داخل بيت الضيافة ثم ترجل منهما 8 عساكر لتكملة المهمة ومغادرة الموقع على عجل للتوجه للقصر الجمهورى وتكملة المهمة ولكن جاء دخولهم للقصر متأخراً بعد خروج المعتقلين وتجمع العسكريين (شهود عيان بتوجهات مغايرة)
                  

08-19-2010, 05:40 PM

مدثر محمد عمر
<aمدثر محمد عمر
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: sourketti)

    متهمك يشر دمو وأمام القاضى
    يضربو فيه يكفيهم وفخامتك راضى
    كيف يتهنا جفنك ساعة بالاغماضى
    من يوم يندهوك ويواجهوك بالماضى

    ما تتحوى بى آيات عزل معزولة
    ما تغشك سبح متسولات بى قولا
    ما فيش اليقيك وكتين تجيك فى تولا
    نوح نوحن كثييييير وأطرأ القيامة وهولا

    أعزل لى دجل آية وتفادى الأخرى
    قالت آخر الظلم الجحيم فى الأخرى

    (عدل بواسطة مدثر محمد عمر on 08-19-2010, 05:45 PM)

                  

08-20-2010, 10:31 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: مدثر محمد عمر)

    إلتقيت الدكتور مصطفى خوجلى وكان المرشح لرئاسة الوزراة فى حكومة يوليو 1971 والذى تم إعتقاله بالقصر عصر 23 يوليو 1971 م وهم بعض الجنود بضربه ومن معه أمام بوابة القصر الشماليه من وراء ظهورهم ...وكان اللقاء قبل عام تقريباً وسألته عمن قام بهذه الجريمة البشعه فى بيت الضيافة فجاء رده لى (الأمر معروف وليس سر وطلب منى مقابلة فاروق عكود وذكر أنه ومجموعته يعرفون وملمين تماماً بالمشهد والتفاصيل تماماً ...
                  

08-21-2010, 04:30 AM

cantona_1
<acantona_1
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 6837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: أبو ساندرا)

    Quote: المجد والخلود لشهداء 19 يوليو المجد والخلود لشهداء السيادة الوطنية وإستعادة الديمقراطية


    المجد والخلود والشهادة للإمام الشهيد الهادي المهدي وشهداء ود نوباوي والجزيرة أبا الذين غدر بهم الشيوعيون أيام كانت مايو حمراء..

    كبـّـاشي الصـّـافي

    (العوج راي والعديل راي)
                  

09-07-2010, 11:06 AM

مدثر محمد عمر
<aمدثر محمد عمر
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: cantona_1)

    سوركتي.. مجهوداتك في التوثيق مقدرة جداً فلك الشكر

    كباشي الصافي..
    المجد لجميع من إستشهد أو مات مغدوراً في سبيل هذه الأرض المقدسه
                  

09-07-2010, 09:58 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: مدثر محمد عمر)

    فوق .. مع الانتباه لرواية الملازم مدني علي مدني!
                  

09-07-2010, 11:10 PM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: حسن الجزولي)

    19 يوليو لا علاقة لها البتة بالحزب الشيوعي لا من قريب أو من بعيد _ 19 يوليو لا علاقة لها باللجنة المركزية للحزب ولا المكتب السياسي ولا السكرتير نفسه وعبد الخالق محجوب نفسه والي اخر لحظة كان ضد الانقلاب "ولا بعرف الشفيع احمد الشيخ" حتى مصطفى خوجلي والذي كان منتظراً ان يكون رئيس الوزراء بعد الانقلاب كان معتقلاً في سجن كوبر ، وهناك خطاء ارتكبه احد ضباطنا حيث أصدرت له التوجيهات باطلاق سراح مصطفى خوجلي فقط ليكتب الخطاب السياسي باعتباره من وقع عليه الاختيار لرئاسة الوزراء الا أن الضابط وبتصرف فردي منه قام باطلاق المعتقلين الشيوعيين فقط وترك بقية المعتقلين من الاحزاب الاخرى وكان أسمه زهير قاسم علي البخيت .

    (عدل بواسطة خالد العبيد on 09-07-2010, 11:12 PM)

                  

09-08-2010, 01:41 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: خالد العبيد)

    الأخ سوركتي
    هذا بوست هام لكن القراءة عسيرة ولأهمية المعلومات الواردة هنا والشهادات
    الرجاء تقطيع السطور الطويلة .أنت بدات البوست بكتابة سطور طويلة أطول
    من الشاشات لذا أرجو تقطيع السطور خصوصاً في الإفادات المهمة.
                  

09-08-2010, 04:32 AM

المعز ادريس
<aالمعز ادريس
تاريخ التسجيل: 05-18-2009
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: Bushra Elfadil)

    Quote: 19 يوليو لا علاقة لها البتة بالحزب الشيوعي لا من قريب أو من بعيد _ 19 يوليو لا علاقة لها باللجنة المركزية للحزب ولا المكتب السياسي ولا السكرتير نفسه وعبد الخالق محجوب نفسه والي اخر لحظة كان ضد الانقلاب "


    خالد العبيد صلي على النبي!
    بعد التحية,

    تعرف, كلمة "علاقة" دي هي ياها الخلطت على الشيوعيين البقر و دخلتهم في حيص بيص مع بعضهم البعض و مع الآخرين, مثال ذلك مقولة "شرف لا ندعيه و تهمة لا ننكرها" كذلك المسألة المايوية بنظام كراع برة و كراع جوة!
    كانوا على علم بمشروع الإنقلاب و في متابعة مع الضباط و كان نقد هو ممثل الحزب للمتابعة مع هاشم العطا من الجانب الآخر و كانا يلتقيان سرا (راجع الحديث الصحفي لنقد مع ضياء دين بلال) و الإختلاف كان بسبب الموقف النظري الشيوعي من مسألة الإنقلابات المعزولة عن الجماهير لذلك كان الخلاف حول التوقيت بحيث يجد الحزب الوقت لإعداد الجماهير لضمان قبولها و التفافها حول الإنقلاب حتى لا يكون إنقلاب اسكتو! شفت التعقيد دا كيف! و الحزب الشيوعي شرب من نفس كأس "لا بدورك لا بحمل براك" مرتين!
    دا ما لوم أو عتاب أو مناقشة أو شكل معاكم, دا لمجرد ضرورة إزالة الغباش عن وجه الحقائق التاريخية.
    ممكن نقول الحزب ما عندو علاقة بما حدث في قصر الضيافة, أنا مقتنع بي كدا لكن حتى و ((لو)) كانت ليهو علاقة بذلك فسوف تكون عبر (أحد) عسكرييه ممن لهم علاقة بالفراكشن العسكري دون أن يكون للحزب أي يد في ذلك, لكن رأيي هو أن يترك الناس موضوع قصر الضيافة مفتوحا على (كل الإحتمالات) طالما هو موضوع (أخلاقي) و موضوع (ذمة) أولا و أخيرا لأننا كلنا مهما لفينا و دورنا سنظل في موضع ال"شاهد ما شافش حاجة" و لن يؤخذ بشهادتنا "قضائيا" و كلها "قيل و قال" لذلك تجدني أعجب لمن يقنع نفسه بفكرة و يعنقد فيها حد المجازفة بحقوق الضحايا و أطفالهم و أسرهم, كلنا عندنا رأي لكنه مفتوح المصاريع على المرونة و احتمالية الدحض و المراجعة و المستجدات , لكن وين لي ناس القناعة المطلقة بحقيقة يتم بناءها بمثل ما يبنيه طفل من طين!

    (عدل بواسطة المعز ادريس on 09-08-2010, 04:35 AM)
    (عدل بواسطة المعز ادريس on 09-08-2010, 04:38 AM)

                  

09-16-2010, 08:30 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صور إعدامات الشجرة ( 24-28 يوليو 1971م) (Re: المعز ادريس)

    الأخ سوركتي وضيوف البوست الكرام

    ما يزال الحدث يشغل بال الناس لما يعتوره من فجوات مربكة وغير منطقية أو متسقة بخصوص مجريات الأمور، ولذا حق للناس أن (يفلفلوا) أي معلومة مهما صغر حجمها حتى نصل جميعاً للحقائق التي ما يزال البعض يصر على حجبها طيلة هذه السنوات الممتدة من عمر الحدث الذي هز سكون الأشياء والكون من حول السودان، فقد حجبت معلومات وتمت ( مضايرة) حقائق كان يجب أن تتوفر للجيل الحالي والقادم حتى يكون تاريخ البلاد متوفراً بحقائقةالسالب منها والموجب للعباد دون رتوش أو تجميل ومحاباة!.

    Quote: والشخص الثالث الذى أشار إليه بلبس الجلباب فوق الزى العسكرى (يعنى هاشم العطا) قد تم إعدامه أمسية 24 يوليو قبل إعدام بابكر وفاروق بيومين؟؟


    تعليق سوركتي أعلاه على ما أفاد به الأستاذ علي شمو أحدأهم الاعلاميين السودانيين داخل الوطن وخارجه،يحتاج بالفعل لوقفة وإجابات حول أسئلة حائرة لا بد وأنها قد دارت في عقول الناس! .. فكيف ينسجم ما أفاد به الأستاذ شمو حول أن الشهيد هاشم العطا قد تم إعدامه في يوم واحد مع كل من الشهيدين حمد الله وبابكر في حين أن القاصي والداني يعلم أن هاشم قد أُعدم قبل أيام من إعدام رفيقيه مع الفوج الأول من الضباط الشهداء الذين تم تحميلهم (وزر) الانقلاب؟!.. كيف تنسجم هذه الافادة مع مكانة ووزن إعلامي مخضرم كالأستاذ علي شمو الذي وصفه مقدم البرنامج بأنه سياسي وإعلامي من الطراز الأول؟! .. وبهذا كيف يمكننا أن نركن لصحة بقية الافادات التي أدلى بها سيادته حول الموضوع؟! .. وكيف لم يبادر أستاذ شمو ( وهو الاعلامي من الطراز الأول) وهذه حقيقة ، كيف لم يبادر بنشر كلما يحتفظ به في خزينته الخاصة من صور ووثائق حول تلك الفترة بعد كل هذا الزمن الممتد ويفضل بدلاً عن ذلك أن ( يحجينا) بها وكأنما سيادته وهو يحكي أحجيته في أنتظار أن ( ينعس) صغاره ليحملهم إلى مراقدهم ليناموا لكي ينهضوا في اليوم التالي وهم يتشوقون لأحجية جديدة أخرى من جدهم الحنون!.
    كل عام وأنتم بخير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de