تكريس ثقافة الغير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 12:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-16-2010, 01:05 PM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تكريس ثقافة الغير

    بعيدا عن تعريفات وتوصيفات ماهية وكنه الثقافة الكثيرة والعديدة، تظل اللغة هى ماعون الثقافة الأوسع، يتساوى فى ذلك فصيحها ودارجها، وهى جسر الوصل بين المرئى ووصفه والمحسوس وتبيانه والمقصود وفصله
    واللغة ليست كائنا جامدا وساكنا مثلها مثل كل شى جارى فى الحياة، فلا شى ساكن فى الكون كما يقول أهل الطبيعة والفيزياء
    تبدأ الثقافة، أى ثقافة، من ذرات تكوينها الأصغر مرورا بجزيئاتها المؤتلفة ووصولا الى كينوناتها الكبرى لتشكيل المجتمعات، الأقوام ، الحضارات الخ
    وفى كل هذا وذاك كانت يد اللغة هى العليا، تأخذ وتعطى وتنقل وتشكل وتبنى وتهدم ايضا
    ما حفز الخاطر لهذه الكتابة، هو ما نراه ونلحظه أجمعين ومنذ فترة اشتبكت واشتكلت فيها صنوف من المدخلات الثقافية الغريبة، وغربتها هنا بمعنى أنها ليست جنسا أو منتجا محليا من رحم مجتمعاتنا السودانية، واقول مجتمعات بصيغة الجمع تأكيدا على تنوع مجتمع أهل السودان.
    وقبل توصيف هذه المدخلات الدخيلة، لابد من التأكيد على حتمية تداخل الثقافات واخذها من بعضها البعض شئنا أم أبينا، سلبا كان أم ايجابا، وكذلك على أهمية الإستفادة من مثل هذا التداخل، خصوصا ونحن فى عصر ما عاد فيه مكان للإنزواء أو المنع والحظر والكبت، فحيثما ولى المرء وجه سعيه للمعرفة فهو واجدها، مكتوبة ومسموعة ومرئية وبأبسط وأيسر الطرق والوسائل، ومعروف بالطبع وسائط هذه المعرفة من اتصالات ومطبوعات ومرئيات الخ

    الملاحظة الأولى هى على نوعية وطريقة الإعلان التلفزيونى الذى بات مسيطر على وجه شاشات محطاتنا الوطنية كلها دون استثناء، وأول ما يلاحظه المشاهد هو الإستعانة بإعلان كل ما فيه أجنبى ومستجلب ومستورد عدا المعلن عنه
    بداية بالأثاث المنزلى ومرورا بأنواع الدهانات وليس انتهاء بالمشروبات والمأكولات
    لماذا يتم الإستعانة ب "الغير" للإعلان لنا عن ما يخصنا ويهم المستهلك السودانى ؟
    اهو عدم الثقة فى مقدرات التوصيل والخلق الفنى لدينا، ام هو تقليل من قوة الحضور وقلة فاعلية الصورة المخرجة ممن يمكن أن توكل اليهم هذه المهام محليا
    ام هو تكريس لإستلاب نحن فى غنى عنه، ليس الآن بل منذ البدء
    ام هى جزء اصيل من عقدة التوجه شمالا فى كل ما يخص أمورنا، سياسة ورياضة وفنا ؟

    وآخر ما عنّ وطفح على سطح هذا الأسى، أغنية يؤديها فنان شاب ولا يخفى قطعا قوة تاثير الأغنية على وجه التحديد فى سطوة تمكنها وسرعة انتشارها ورسوخها فى مسامع وأفئدة الناس، هكذا كان حالها وسيظل، أى ألأغنية

    تقول الأغنية فى بدايتها

    "دقيت ليهو ما ردا"

    وقد لا يلحظ كثيرون أو يمرون بمفردة أو اثنتين مرور الكرام الغافلين دون التنبه لما وراء سبب حضورها ودلالة ايرادها

    عرف اهل السودان سبل وأجهزة الإتصال منذ عهد ليس بالقصير لكنه حتما اطول من غيرهم، اؤلئك الذين بتنا نستلف مفرداتهم ولغتهم لنستخدمها فى فرش وجداننا الأصيل

    منذ متى كان السودانى يقول "دقيت ليك" ؟ حين يخبر احدهم بأنه قد هاتفه و "ضرب ليهو تلفون" ؟

    اصبحت المفردة شائعة وسارية ولبست ثوب العادية مثلها مثل الكثير من المفردات التى حلت وبكل سهولة غريبة محزنة، مكان غيرها الذى كانت تشغله منذ بدء تهجئة وتكوين لغتنا الدارجة الحميمة الجميلة
    السيارة، الخبز والكثير الكثير من مثل هذه المفردات التى لا تخصنا

    الغريب فى الأمر أن شاعر هذه الأغنية، إنسان سودانى وشاعر مجيد وبديع و "مشلخ كمان" أو ما يفترض أن يكون أنموذجا للإنسان السودانى بكل مكوناته الجميلة والتى لا أرى أجمل منها، ليس لأنها مكوناتى بل لأنها فعلا هى الأعلى والأجمل والأزهى بين شبيهاتها عند آخرين كثيرين

    هل قام الشاعر بوعى منه بصياغة وخلق هذه المفردات واقحامها بقوة الأغنية واللحن فى وجداننا، أم أن ذلك تم بدون وعى وأن وعيه قد استبيح ايضا مثله مثل كثيرين غيره ممن ضجت بهم أراضين الغربة ونسوا أو تناسوا فى قليل سنوات ما رسخ، أو يفترض أنه كذلك، فى وجدانهم وأرواحهم لعشرات السنين ؟

    فلو كان ذلك الشاعر من "شباب الإغتراب" أو "فتية المهاجر" أو ممن تكون وجدانهم بعيدا عن بلدنا وثقافة ولغة وحياة اهله لوجدنا له العذر المبيح، لكنه حتما غير ذلك

    هذه بعض نماذج مملوءة بالخيبة وتملأ النفس بالأسى، وهناك الكثير الخطير من شاكلتها
    فهل ما يتم الآن هو نتاج طبيعى لما يحدث وسيحدث لاحقا فى مجتمعاتنا السودانية كنتيجة طبيعية لحراك المجتمع، أم هو تكريس مقصود لثقافات الغير واغتيال مع سبق الإصرار والتربص لثقافاتنا وموروثاتنا اللغوية والمجتمعية بل والحياتية؟
                  

العنوان الكاتب Date
تكريس ثقافة الغير أبوذر بابكر07-16-10, 01:05 PM
  Re: تكريس ثقافة الغير أبوذر بابكر07-17-10, 06:12 AM
    Re: تكريس ثقافة الغير أبوذر بابكر08-03-10, 10:45 AM
      Re: تكريس ثقافة الغير أبوذر بابكر08-03-10, 11:13 AM
  Re: تكريس ثقافة الغير أبوذر بابكر07-26-10, 04:08 PM
    Re: تكريس ثقافة الغير آدم صيام07-27-10, 03:43 AM
      Re: تكريس ثقافة الغير أبوذر بابكر07-27-10, 08:02 AM
        Re: تكريس ثقافة الغير آدم صيام07-27-10, 04:10 PM
          Re: تكريس ثقافة الغير أبوذر بابكر07-28-10, 06:04 AM
  Re: تكريس ثقافة الغير أبوذر بابكر08-08-10, 11:16 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de