ورحل اللاعب الخلوق ( عوض كوكا ) الى رحاب ربه .. له الرحمة والمغفرة ..

Quote: نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ... إنا لله وإنا إليه راجعون ...

Quote: من داخل المستشفى عوض كوكا يقول :- ================= أنا أعيش بين ( الغــربة الوحـدة والمــرض ) صلاح إدريس لم يقصر وهذه شهادة للرجل كيف تتطور الرياضة في بلـد لا يُقـــدر رجــاله بعض زملائي يزورونني وبعضهـــم لم أراهـم أشكر ( المشاهير ) التي ربطتني بالرياضـيين أبوظــبي :- ( صـلاح شـكوكو ) . تجول في خاطر الإنسان بعض الأفكار والتصوّرات وهو في طريقه لإجراء حوار صحفي .. وتدور هذه الأفكار والخواطر حول المداخل وطبيعة الأسئلة التي ستستعرضها .. خاصة حينما يتم اللقاء بتلقائية ودون إعداد مسبق للأسئلة التي ستطرح .. لكن لقائي هذا لقاء على نحو غير عادي و في مكان غير تقليدي .. فقد يسهل عليك أن تلتقي ضيفك في منزله أو النادي أو الملعب أو أي مكان آخر يتم الإتفاق عليه .. لكن أن تلتقيه في مستشفى وهو على سرير المرض فذاك حتما سيكون مختلفا تماما وعلى نحو غير معهـــود .. على الأقل بالنسبة لي . نعم .. هو لقاء غير تقليدي بكل المقاييس .. مع نجم صال وجال في الملاعب المختلفة .. لعب بنادي الهلال والفريق القومي السوداني وله بصمات واضحة في مسيرة الرياضة السودانية .. وبينما أنا أرتقي عتبات السلم المؤدي الى غرفته ظلت ترتقي مدارج أفكاري .. وفجأة قفزت الى مقدمة ذاكرتي صورة فوتوغرافية قديمة تجمع ضيفي واللاعب الفذ نصرالدين عباس جكسا والدكتور محمد حسين كسلا .. يتوسطهم النجــم البرازيلي الإسطوري ( بيليه ) في المبــاراة الشهيرة التي التقى فيهــا الهلال نادي سانتوس البرازيلي عـــند زيارته للسودان في العـــام 1972 ... فقد كانت هذه الصــورة وماتزال معلقــة في جــدار منزل خالنـــــا تحكي مرحلة جاز أن نسميها بالعصر الذهبي للكرة السودانية .. إسمه الحقيقي عوض نصـــر موسى محمد لكنه إشتهر في الوسط الرياضي وبين أترابه ببــحري بــ ( عوض كوكا ) شأنه في ذلك شأن كثير من اللاعبين في السودان والذين تتوارى أسمائهم الحقيقية خلف القابهم فيصبح من المتعثر عليك التعرف عليهم بغير هذه الألقاب . وبينما أنا مستقرق في أفكاري ومن حولي تفوح في المكان رائحة الدواء ومواد التطهير ... والمكان يعج بحركة الكادر الطبي .. إذا بي أجد نفسي أمام غرفته التي تحمل الرقم ( 116 ) بمستشفى الجزيرة بأبوظبي .. وبمجرد إطلالالتي من الباب وجدت نفسي أمامه وهو بإبتسامته المعهودة يحاول الوقوف والترحيب بي رغم أن بعض أصابع قدمه اليمني قد بترت وهى الآن في طور العلاج .. بعد التحية والسلام جلست بجانبه دون موعد سابق ودون إعــداد أدير بها دفة هذا اللقاء وبتلقائية الموقف بادرته :- @ حمد لله على السلامة ياكابتن .. • الله يسلمك .. @ كيف الصحة ؟؟ • والله الحمد لله .. ربك كريم .. أهو يوم كدا ويوم كدا .. وكل يوم الدكتور بيقول كلام .. @ نود أن نتعرف على حالتك الصحية بالضبط ؟؟ • أنا أعاني من فشكل كلوي .. علاوة على أنني مصاب أصلا بمرض السكر تم على أثره بتر بعض أصابع قدمي اليمنى والحمد لله على كل حال .... وأنا تحت الملاحظة الطبية والتحاليل المستمرة وفي صراع مستمر مع السكر الذي يتأرجح في معدلاته . @ هل تعني كلمة ( أصلاً ) أنك مصاب بمرض السكر منذ أمد بعيد ؟؟ • نعم أصبت به منذ أن إعتزلت الكرة في عام 1975 وتأقلمت معه الى حد ما .. أما الفشل الكلوي فهو أحد مضاعفات مرض السكر وقد أصبت به منذ ثلاثة سنوات تقريبا . @ هل القصور الكلوي لازمة حتمية تستصحب مرضى السكر ؟؟ • الأطباء يقولون أن بعض الظروف تجعله حالة حتمية وذلك عند عدم المحافظة لكنه ليس حتميا ولا يعني أن كل مصاب بالسكر يمكن أن يصاب به . @ هذا الحديث يقودنا الى سؤال حــــــول الضمان الإجتماعي والصــــحي لقدامى اللاعبين وخاصة اللاعبين الذين لعبوا في المنتخبات القومية ؟؟ • والله .. هذه هي المشكلة الحقيقية .. أنا من الذين أحرزوا للسودان كأس الأمم الأفريقية وكنت قد شاركت في كم كبير من المباريات الدولية والآن هذا هو حالي .. فكيف للكرة أن تتقدم ونحن لا نقدر للناس قدرها ؟؟ .. فكل ما قـُــدم لنا بعـــد كأس أفريقيا كان وســاما ( مجرد شهادة معلقة على جدار المنزل ) لكننا في حاجة ماسة لأن تتولى الدولة أمر رعايتنا خاصة وأن هناك مشروع رائد وطموح للتأمين الصحي ينتظم البلاد فيه فرص للعلاج بالخارج أيضا .. لماذا لا تفكر الدولة في إدراجنا فيه ألسنا من الذين أدوا ضريبة الوطن بصورة من الصور ؟؟ وعزفت لنا السلام الجمهوري ؟؟ ألا نستحق بعد كل هذا أن يولينا الوطن قدرا من الإهتمام والرعاية ؟؟؟ .. ( فترة من الصمت ............. ) @ منذ متى وأنت طريح الفراش بهــذا المستشفى ؟؟ • أكملت الآن خمسة شهور .. وأنا في إنتظار قرار الطبيب بالخروج .. خاصة وأن قدمي كانت معرضة للبتر من الركبة إلا أن عناية الله قد شملتني بزيارة بعض الأطباء الكنديين للمستشفى والذين جلبوا معهم بعض المعدات المتطورة حيث تمكنوا من السيطرة على الجرح والإكتفاء فقـــط ببتر أصابع القــدم وهـــذا فضل من الله تعالى أحمده عليه كثيرا ... وأمـــر الخروج مرتبط بإستقرار حالتي الصحية بصورة عامة . @ وأنت في هذه الظروف ماهو الشيء الذي تفتقده ؟؟ • أنا بين المرض والغربة والوحدة أفتقد الأهل وأحس تجاهلا كبيرا من جانب بعض الإداريين في نادي الهلال وإتحاد كرة القدم السوداني والدولة .. أنا كمريض أحتاج الى عبارات ترفع روحي المعنوية وتحسسني بالأمان وتجعلني أتغلب على المرض .. لأن الإنسان مشاعر وأحاسيس وقيم وإن فقد ذلك فإنه يكون إنسانا بلا معنى .. @ هل تتصور أن الإتحاد كان يمكن أن يفعل لك شيئا ؟؟ • أنا لا أطلب منه أكثر من مخاطبة الجهات المسؤولة لتسهيل بعض الإجرءات لي أو إشعاري بقدر من الإهتمام .. بل تكفيني مكالمة هاتفية أو رسالة أو أي شيء يدلل على أنهم يحسون بوجودي وأنا هنا في هــذه الغربة وهذه الظروف . @ ربما يكون الإتحاد بعيدا نسبيا .. ولكن ماذا عن زملاءك اللاعبين خاصة المتواجدين هنا في الإمارات ؟؟ • أولا أشيد بالأخ الصديق الدكتور / محمد حسين كسلا الذي لم يقصر معي أبدا فهو يزورني كلما وجد فرصة خاصة وأنه بدبي ومن هناك يتصل بي يوميا وهو متابع لظروف مرضي .. كذلك هناك جيمس لاعب التحرير وعصام سليم وعبده مصطفى وشاويش وعباس على .. لكنني عاتب على بعضهم ( دون ذكر أسماء ) . @ وماذا عن صحيفة المشاهير ؟؟ • لا والله ماقصرتو أبدا وجزاكم الله عني كل خير .. ( إنتو حقكم براكم ) . @ طيب ماذا عن رابطة أهل الهلال بالإمارات ؟؟ • بصراحة لم أجد منهم كتنظيم ماكان متوقعا .. ولكن كأفراد أخص بالذكر منهم الأخ قرشي وعصام سليم وسيد سليم .. @ سمعنا أن السيد / صلاح إدريس تكفل بتكاليف علاجك .. فهل تم ذلك بالفعل ؟؟ • السيد صلاح إدريس دفع لى مبلغا من المال للعلاج ( جزاه الله الف خير ) وكان من المقرر أن أسافر لباكستان لإجراء الجراحة هناك .. لكن إصابة القدم إضافة الى أنني بلا عمل منذ فترة طويلة الى جانب الظروف الحياتية والتزاماتها وتطورات المرض أخذت جزءا من هذا المبلغ .. وعموما السيد صلاح إدريس مشكور جدا على هذه المبادرة الإنسانية الكريمة وجزاه الله عني كل خير . @ متى كان ذلك الدعم ؟؟ قبل توليه مسؤوليه الهلال ؟؟ • نعم كان ذلك قبل أن يتقلد رئاسة نادي الهلال وبالمناسبة الأخ صلاح إدريس رجل مبادرات كريمة فقد سبق له أن ساهم في علاج الدحيش وبشير عباس لاعب الموردة وآخرين .. وهنا لا يفوتني أن أشكر الأخ نصر الدين عباس جكسا على مجهوداته بالسودان من أجلي فلقد قرأت له عـــدة نداءات عبر الصحف وهو دوما عند حسن ظننا به .. كذلك التحية لأسرة صحيفة قوون بقيادة الأستاذ رمضان أحمد السيد على جهودها الطيبة في ذلك . @كيف تقضي وقتك هنا بالمستشفى ؟؟ • أنا أقضي وقتي في القراءة والإطلاع وكثير من الصبر .. @ ماذا تقرأ ؟؟ • أقرأ كتاب الله أولا ثم بعد ذلك أتجه الى بعض الكتب الموجودة لدي .. وأعتقد أنها خير سلوى و خير جليس لي وكما ترى فإن لي مكتبة لا بأس بها . @آخر كتاب قرأته ؟؟ • قصص الأنبياء وهو هدية عزيزة من الأخ العزيز ( قرشي ) . @ ماذا وجدت فيه ؟؟ • وجدت فيه كل معاني الصبر عند الإبتلاء ووجدت فيه الأنس .. والإعتصام بالله وحقيقة أجد السلوى لنفسي في طيات هذه العبر النبوية الشريفة فقد كانت حياة الرسل كلها إبتلاء وصبر .. وفي الآخر كل شيء قسمة ونصيب . . ( تدخل ممرضة تقطع حبل تواصلنا لتجرى له بعض التحاليل السريعة ) @ رأيك في مستوى الرعاية الطبية هنا ؟؟ • ممتازة للغاية وهناك متابعة دورية في توقيتات دقيقة على مدار اليوم ... علاوة على الزيارات المستمرة للأطباء والإختصاصيين ... وبهذه المناسبة أود أن أشكر أطبــاء قسم الكلى ( د. يسن - بنقلي - شاه - أنور ) كذلك الشكر لأطباء الجراحة خاصة الدكتور ( كرييل ) وكل الكادر الطبي والممرضات . @ هل يجرى لك غسيل للدم ؟؟ • نعم وبمعدل ثلاثة مرات في الإسبوع .. @ أين كنت تعمل قبل إصابتك بهذا المرض ؟؟ • كنت أعمل ببلدية أبوظبي منذ نحو ثلاثة سنوات وتم الإستغناء عن خدماتي بسبب المرض لكنني مازلت أعالج بهذا المستشفى الحكومي وهذا في حد ذاته فيه خير كثير أشكر عليه دولة الإمارات . @ ألحظ وجود كتاب قانوني بعنوان ( نماذج من أحكام المحكمة الدستورية العليا ) فهل لك إهتمام بمجال القانون ؟؟ • أبدا فأنا هنا أقرأ كل شيء .. وما قرأته هنا ربما أمدني بقدر وافر من المعرفة في شتى المجالات وكل ما يقع أمامي أقرأه بنهم . @ دعني أخي عوض أخرج بك عن هذا الجو الى ذكرياتك ودعني أسألك عن مباراة سانتوس والهلال ؟؟ • هذه المبارة تدلل على المستوى الذي كانت عله كرة القدم في السودان .. ومستوى المهارات التي كانت لدي اللاعبين ... وهذه المباراة من أجمل مبارياتي مع الهلال خاصة وأن الهلال كان يضم كوكبة رائعة من اللاعبين المتميَزين . @ هــل هناك نوع من التواصل بينك وبين بعــض هؤلاء اللاعــبين .. خاصة المتواجــدين هنا بالإمارات ؟؟ • الى حد ما فإن البعض منهم متواصل معي والبعض الآخر ........ ربما بسبب المشغوليات والظروف .. وهكذا هي الحياة . @ يبدو أن هناك عتاب وبعض مرارة في الخاطر ؟؟ • نعم هناك عتاب للإتحاد العام ومجلس إدارة نادي الهلال ولبعض الزملاء القدامى المتواجدين بالإمارات والذين لم أراهم منذ أن أصابني المرض .. @ هل من نداء توجهه .. وماذا تقول فيه ؟؟ • نعم هناك أتوجه به الى السيد وزير الرياضة والرئيس الفخري لنادي الهلال السيد كمال حمزه وهناك كلمة أود أن أوجهها لإداريي نادي الهلال أقول فيها :- ( أنا جزء من تاريخ هذا النادي العريق ... ) ولست في حاجة لكي أذكركم بدورهم . !!! . @ لا بد أن هناك شكر لجهات معينة ؟؟ • نعم شكر للذين هاتفوني بعد أن وضعت صحيفتكم (( المشاهير )) إسمي ورقم هاتفي على ساحة منتداها حيث وجدت نفسي بين أصوات أعرفها وأخرى لا أعرفها لكنهم هاتفوني في وقت كنت فيه في أشد الحاجة لمثل هذا التغييير وأنا في هذه الظروف .. وحقيقة هناك شكر خاص لأهل بورتسودان بقيادة الرياضي المطبوع مصطفى شوف وللأخ صهيب من السعودية وكل الرياضيين الذين هاتفوني من مختلف بقاع العالم .. وبصفة خاصة هناك شخص إتصل بي من أمريكا لكنه لم يستطيع التحدث معي من شدة تأثره حتى إنقطعت المحادثة ... وبالفعل فقد أحسست أن الدنيا مازالت تفيض خيرا . @ شكر خاص ؟؟ لمن توجهه ؟؟؟ • أوجهه للأخ المهندس الإماراتي / عارف عمر و للسيد / أحمد فرح .. كذلك يمتد الشكر للأخ المهندس / حسن خضر وأسرته الكريمة الذين فتحوا لي أبواب منزلهم طيلة الفترة التي سبقت دخولي المستشفى والذين ضربوا مثالا طيبا في الكرم وسمو الأخلاق وكانوا خير مثال للأخلاق السودانية الأصيلة .. كما لايفوتني أيضا شكر شقيقة السيد عبدالرحيم خضر ... كذلك يمتد الشكر للأستاذ / عبدالرحمن عبدالرسول الذي أشركني على الهــواء عبر برنامج عالــم الرياضــة . @ كلمة أخيرة ؟؟ • أود أخي صلاح أن أشكر أسرة صحيفة (( المشاهير )) على ما قامت به تجاهي حيث ربطتني بجماهير الرياضة في مختلف أنحاء العالم عبر منتداها مما كان له طيب الأثر على نفسي .. كذلك الشكر لهم وهم يقومون بإجراء هذا اللقاء مما يدلل على أن الصحيفة تدرك معاني الرياضة والتواصل ... والشكر لك أخي صلاح على هذا الإهتمام وهذه الزيارات الطيبة وهذا اللقاء الذي أسعدني وجزاك الله عني كل خير . بين تمنيات الصحة ودعوات الشفاء أجد نفسي مضطرا لأن أناشد كل الرياضيين وأهل الهلال بصفة خاصة بأن يمدوا يد العون للكابتن عوض كوكا .. حتى يكمل تكاليف علاجة ... وكلي ثقة في أن الرياضيين الخيرين سيقومون بذلك كما عودونا دائما فالرجل من الذين لبوا نداء الوطن ومن الذين سطروا ملحمة كأس أفريقيا في عام 1970 فهل تجد كلماته إستجابة لديهم ؟؟؟ والشكر والتقدير نيابة عنكم لضيفي عوض كوكا على رحابة صدره وهو يجيب بأدب وتواضع جم وبصوت هاديء تتخلله بعض الضحكات الصادقة خاصة وأن حوارنا جاءت عفويا ودون إعداد مسبق بل دون وعد باللقاء بيننا ... مع إبتهالات الدعاء لله العلي القدير بأن يكتب له الشفاء وأن نراه معافا بيننا . ( وشكرا لك عزيزي القاريء والى اللقاء ) ..

Quote: وأخيراً .. تماثل عوض كوكا للشفاء .. ============= ( صلاح شكوكو ) في هذا الشهر الفضيل .. وبعد سنوات من المعاناة والمرض .. وبعد فترة حالكة من الهم والتفكير والتأمل والإنتظار .. وأيام تدور بين الإحباط والأمل .. جاء الفرح بل كللت المساعي الحميدة بالنجاح والتوفيق .. بعد أن غيض الله سبحانه وتعالى للأخ عوض كوكا أناسا من الخيرين وأهل الخير الذين بدلوا همه فرحا وغمه أملا .. لتصبح حياته مسرحا للفرح والسرور . اليوم السبت السابع من أكتوبر 2006 وفي شهر رمضان المبارك .. تم بحمد الله تعالى إجراء العملية الجراحية بتوفيق الله تعالى وفقد كتب المولى الكريم لها النجاح وتفتحت أسارير الرجل بعد معاناة .. وعاد الأمل إليه والى أسرته التي ظلت حبيسة للخوف والإحباط والمستقبل المجهول .. ربما كان البعض لا يعلم أن الكابتن عوض كوكا ومنذ أن ترك الرياضة لاعبا في الهلال والمنتخب القومي كان قد أصيب بداء السكر .. وظل بهذا الحال الى أن وصل الى دولة الإمارات للعمل فيها وشاء القدر أن يصاب بالفشل الكلوي فظل طريحا بأحد مستشفيات مدينة أبوظبي . ساقتني الظروف إليه مصادفة حيث كنت في زيارة الى أحد أقاريي هناك .. لأجد عوضا هناك بلا زوار إلا القليلين الذين كانوا يمرون عليه من وقت لآخر .. جلست إليه ولم يكن أمر عصيا أن أتعرف على معاناته من قلة الزائرين .. فقد كان نجما في سماوات كرة القدم .. وعرف وخبر أن النجومية تعني الجماهير .. ورغم أنه في كنف رعاية طبية كبيرة إلا أنه ظل يفتقد الأخوة والأصدقاء والأهل .. لذا فقد ظل الرجل بين ثلاثة أمور تدور بين الغربة والوحدة والألم .. لكنني أضيف واحدة أخرى هي التوجس من الغد القادم . فقد ظل الرجل طريح الفراش مستغرقا في تفكيره وتأملاته وهو بعيد عن الوطن .. بل لعله سأل نفسه ألف مرة .. ترى هل يدرى أهل الرياضة في بلادي حجم معاناتي ؟؟ وهل من أحد يستطيع أن ينقل إليهم حقيقة معاناتي ؟؟ في زيارتي الثانية إليه كنت في معية مصور أخذ له عدة لقطات في سرير المرض .. كنت أحس بأن الرجل يتقلب في دواخله .. فما كان الرجل يتمنى أن يراه الناس على هذه الحال .. رغم أن الصورة يمكن أن تقرب الصورة وتدير رؤوس الغافلـــــين .. لكنها النفس البشرية التي يتنازعها الشر والخير دائما . باشرت حواري معه .. لم يكن حوارا مكتوبا بل كان حوارا عفويا بدأ من حيث يبدأ كل الناس حديثهم .. لينشر الحوار عبر المشاهير وصحيفة الأنباء وموقع النيلين والمجلة السودانية .. وللأمانة أنني وبعد ذلك اللقاء قررت أن أقوم بشيء تجاه الرجل فقد إكتشفت أن الرجل نقي جلي صادق وبسيط ولا حول له ولا قـــوة . ثم بعدها قمنا بإستنفار الناس من خلال مساحة الكلمة المكتوبة وعبر المنتديات التي نعرف أهلها وهم أهل خير (( منتدى المشاهير - الهلال - سودانيز اون لين )) ثم إستعنا بالإذاعة السودانية وبعض الصحف الرياضية لتكون ذراعنا لأهل الداخل خاصة المسؤولين .. وكنا طوال هذه الفترة ندور بين الإحباط والأمل .. لكننا من وقت لآخر كنا نجد عونا وعضدا من أناس عاديين كانوا يزيدوننا قـــوة وإصــــرارا . لكن بعض المواقف يجب أن تسطر وكلمة شكر يجب أن تقال .. فقد قدم لنا أحدهم مبلغا من المال كان قد أرسله لنا لشراء شيء خاص له وما أن علم بهذا الأمر حتى حول المبلغ برمته لهذا الجهد الخير .. وآخر من بلد بعيد إستنفر خاصته وبعث إلينا بأكثر من جهده إستطاعته .. وأخت كريمة أخرى دفعت بما جادت به نفسها .. وظلت على إتصال مستمر بالكابتن للإطمئنان والموازرة . أما أهل الداخل وهم كثر ميامين .. فنخص بالذكر منهم الأستاذ / أبوبكر عابدين الذي سخر قلمه خدمة للكابتن .. وعكس حالته على مرآة الوطن .. والتحية كذلك للأستاذ / عمر محمد عبد الله الذي حمل الهم الكبير معه حتى أينعت ثمارا .. كما لايفوتني أن أشيد بالجهود المقدرة التي ظل يقوم بها الكابتن / نصر الدين عباس جكسا . كما لابد لنا أن نقف وقفة تحية وتقدير للمساهمة الكريمة للأستاذ / عبد القادر محمد زين وزير الدولة بوزارة الشباب والرياضة التي فتح أمامنا كل الآفاق وأعاد البسمة والأمل .. والتحية والتقدير للأستاذ / صلاح إدريس الذي كان أول الداعمين .. والتحية كذلك لمؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي .. ومؤسسة زايد الخيرية الذين قدموا فأجزلوا العطاء . الآن ونحن بين دفتي هذا الحديث يكون الكابتن / عوض كوكا قد أفاق من ( التخدير ) وقد تم إجــراء العملية الجراحـــية بنجـــاح .. لكن الصورة الأبهى كانت من قبل إخوتنا في دولة باكستان بدءا بسعادة السفير / دفع الله حاج علي والملحق العسكري اللواء الركن / عبد الله عثمان يوسف والقنصل / خالد يسن ونائبه السيد / أحمد عبدالرحمن والسيد / عمر محمد خليفة ولفيف من أبناء الجالية هناك بقيادة الأستاذ / عمـر أحمـد الشيخ .. الذين كانا خير أهل له في غربته ورحلة علاجه . والتحيـة لكل الخيرين أينما كانوا الذين كانوا معنا وبيننا بالدعم وبالدعاء الخالص وحسن النوايا .. والذين عضــدوا جهودنا وأمدونا بالأمــل وشحذوا همتنا بالمؤازرة والكلمة الطيبة .. والتحية موصولة للدكتور / عثمان أحمد العوض ... والسيد / قرشي أحمد عالم .. والسيد / أحمد فرح .. وكل الخيرين الذين كانت لوقفتهم خير عون لنا . ولكل هؤلاء نقول : - (( جزاكم الله خيرا .. وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم يوم العرض العظيم )) .. وللكابتن عوض كوكا نقول :- (( حمدا لله على السلامة )) . صلاح محمد عبدالدائم ( شكوكو ) [email protected]

Quote: الأخ الكريم : صلاح شكوكو - السلام عليكم كنت قبل عشرة أيام تقريباً في مدينة إسلام أباد ضيفاً على أحد الإخوة وأثناء مطالعتي لبعض الأوراق كانت بحوزته صادفني حوارك أعلاه مع صورة للراحل في نسخة ورقية مسحوبة من النيت , وهو طريح الفراش بمستشفي راولبندي بعد أن أجرى عملية زراعة كلى ناجحة بها ... فأول ما قرأت النعي في سودانيز أون لاين تذكرت صلاح شكوكو مباشرةً ... لك ألف شكر وتقدير على هذه المبادرة التاريخية حيث صار الراحل مرتبطأ بك ...

Quote: كل التعازي والاسي وداعا للكابتن الكبير عوض كوكا والي جنات الخلد

Quote: انا لله وانا اليه راجعون له الرحمة باذن الله