|
Re: بُكائيَّةٌ في حَضرةِ الوطنْ ! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
كأنَّ الفجرَ القادمَ منكَ يَزيحُ عنِ القلبِ المتعبِ كلَّ ظلامِ الإعياءْ !
مهلاً يَا قلبُ فقدْ أضنتْكَ فُصولُ الشوقِ أرْداكَ عقوقُ السَّيفِ الغارسِ في الأحْشاءْ وطعناتُ بنيكَ من الأعداءْ!
فالفجرُ الصَّادقُ كانَ بعمقِ الجرحِ سرابا والليلُ الحالمُ كانَ على الأحشاءِ خرابا وكذلك سيفي، سيفُ الشُّعراءْ !
يا وطنًـا كانَ حييًّا كان لطيفًـا بالأبناءْ الآنَ بنوك ينامون على أرصفةِ التِّيـهِ يَرودونَ صحاري الغرباءْ!
وبعضُ بنيكَ إحتلبوا كلَّ رحيقِ الوردْ، إستلبوا كلَّ فصولِ العمرْ، و باعونا بخسًا بخسًا للتّجَارِ وأفواجِ الغرماءْ !
يا وطنًا يرقُدُ فينا نهرًا، مجرًى.. لحنًا، شعرا.. يا ويلَ الباعةِ يا ويلي، يا ويلَ الأعداءْ !
يا وطنًا يلتحِفُ سماواتي ألقًا وبهاءْ! قليلٌ من زادِكَ زادي.. كثيرٌ فيكَ رجائي.. والشِّعرُ أنينٌ وبكاءْ!
يا وطني هل أنتَ إلهْ ؟ هل تدري أنَّ بنيكَ الآنَ يبيعون الدِّينَ على الطُّرُقاتِ، و يبيحونَ حليبَ الأثداءْ!
إلهي مَنْ أرضعَ وطني من ثدي الذلِّ؟ إلهي مَنْ أسقاهُ حليبَ شقاءْ ؟؟
مَنْ أربَكَ خطوي وسقاني من كأسِ التُّعساءْ؟!
الآنَ بودي ان أطرحَ رُمحي أرضًا أرضا.. أنْ أكسِرَ لَوْحي إرَبًا إرَبا.. مِنْ فَرْطِ الإعْياءْ!
|
|
|
|
|
|
|
|
|