|
بُكائيَّةٌ في حَضرةِ الوطنْ !
|
هذه الأحزان، أحزان الوطن، التي لا تنتهي وكأنها تأخذ برقاب بعضها البعض، تجعلنا ندمن البُكاء والنحيب ولا نتوقف!
هذا الوطن الذي يعيش محرقته في صمت مخيف يجعلنا نعشق البكاء على أطلاله والغناء أحيانا لأمجاده الغابرة، علهما تطفئان نيران الصمت وقلة الحيلة التي تعترينا ونحن نراه يحترق في عذاب مهين!
ما الذي يجعل وطنا شامخا خرج من صلبه بناة تأريخ البشرية، من ملوك الزمان الغابر، الذين صالوا وجالوا شرقا وغربا، يتلظى ويتشظى دونما وجيع، كحال الأيتام أمام أعيننا الباكية؟
أستحي كثيرا عندما أكتب شعرا عاطفيا، فلا حب ولا يحزنون في زمن الكوليرا، هذا الزمن الغيهب الباكي، الممتد منذ طفولتنا الحزينة الى شيخوختنا الباكية...
أقول وأبكي من فرط أحزاني هذا الضياع الماثل لوطنٍ طالما عشقناه وتغنينا به وله، عله يأخذ قليلا من متاعبنا ويغسل أدراننا.
ماذا قدمتُ وماذا قدم غيري لرفعته وإقالة عثراته؟...
لا خيل عندي أهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال...
وهأنذا أبكي بكاء المفجعوين ببضع كلمات أسميتها شعرا...
|
|
|
|
|
|
|
|
|