يا أحفاد بادي لا تختلفوا فتفشلوا

Quote: بتوقيع اتفاقية السلام الشامل دخل السودان كدولة حقبة جديدة في تاريخه، حيث انتهت الحرب ، ومنحت الإتفاقية أهل جنوب السودان أن يختاروا بين الوحدة أو الإنفصال. كما اعطت الاتفاقية مقاطعة ابيي الغنية بالنفط الحق في تقرير مصيرها بالاختيار ما بين الشمال والجنوب، حيث ربط مصير الجنوب بالاستفتاء الشعبي ، وهو ما قد يعني انفصال الجنوب على الارجح، وايضا انفصال ابيي تبعا لذلك. وبذلك يكون الجنوب اكثر الفائزين في اتفاقية السلام الشامل، مساوما برفقائه في درب النضال من القوى الوطنية السودانية من أبناء النيل الأزرق، وجبال النوبة، والقوة الوطنية المستنيرة التي دعمت وساندت حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم عبر الإستفتاء. وبإنفصال الجنوب يكون هناك جنوب آخر متمثلا في ولاية النيل الأزرق ، فهل ستتعامل الحكومة المركزية بنفس السياسات التي تلت إستقلال السودان، حيث تم إقصاء الجنوب عند تقرير مصير السودان، كما تم الإستخفاف بالمناطق السودانية الاخرى خاصة ولاية النيل الأزرق. عليه يجب على كل الوطنيين السودانيين مواجهة هذه الحقبة الجديدة بالعمل على تشجيع الحوار لبناء السودان الواحد الذي يتساوى فيه الحقوق، وتوزع فيها الثروة بالتساوي، وتكون المواطنة الأساس حتى نبعد السودان من تكرار سيناريو الجنوب. اما فيما يخص ولاية النيل الازرق وجبال النوبة فقد تم التوقيع بعجلة على برتوكول المشورة الشعبية ، وبالرغم ما يكتنف هذا البرتوكول من غموض وشوائب وخاصة ما يتعلق منه بمعني البروتوكول وتفسير المؤتمر الوطني الذي يختلف عن تفسير الحركة الشعبية ، الا انه فرصة لابناء النيل الازرق وجبال النوبة بان يقوموا بترجمة هذا البرتوكول وفق روءيتهم وليس كما يفسره المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، ,وأن لا ينجروا وراء الشعارات والانظمة التي تعمل على المساومة بقضاياهم، يقال ان النار بتحرق الواطيه، فان معاناة أبناء النيل الازرق لا يعرفها الا ابناءها، ولا يمكن لاحد أن يأتي ويقرر لهم مصيرهم، فيا أبناء النيل الأزرق انتم المسؤولون لرسم مستقبل ابناءكم ، وتحقيق آمالكم وطموحاتكم ضمن وطن يقوم على المواطنة، وطن لا يفرق بين أبنائه بسبب الدين أو اللون أو العرق أو الثقافة أو الجنس أو المعتقد، ومحاربة الأفكار العنصرية والاقصائية ضد الشعب السوداني ايا كان. إن قصور برتوكول المشورة الشعبية لا يلغي ولا يقلل من البرتوكول ،لانه تعويض لدماء أبناء الولاية الذين سقطوا في سبيل ارتقاء الشعب السوداني الي افضل مراتب الحياة، أستشهدوا وهم يدافعون عن الحقوق التاريخية للشعب السوداني والذي تمثل في الديمقراطية الإجتماعية والعدالة والمساوة ومحاربة الاقصاء، ونبذ السخرية والظلم كما عهدنا ذلك في عهد مملكة الفونج. فلا يجوز للقوة السياسية بالولاية تجاهل وتناسي دور المناضلين الذين أستشهدوا، عليكم اكرامهم وذلك باحترام هذا البروتوكول، لانه نتيجة حتمية لدماء أبناء الولاية الذين سقطوا في ساحات الوغى. ان بروتوكول المشورة الشعبية انجاز اذا ما فسره أبناء الولاية والقوى السياسية بالولاية بطريقة تلبي طموحات الولاية من جهة، وطموحات وآمال أهل السودان من جهة أخرى. وإذا ما تمكن أهل السودان من إعتبار مفهوم المشورة الشعبية أساسا لتحقيق الإرادة الشعبية التي هي أساس السلطات. إن رسالة المسيرة النضالية تقول للقوى السياسية ونواب المجلس التشريعي بالولاية والسودان اجمع، ان سياسة التهميش والاقصاء كانت السبب وراء انفجار العمل الثوري ، وعلى نواب وكوادر الولاية ان لا ينسوا انهم كانوا بالامس القريب خارج الدمازين، ولم يوجد بها غير بعض الافراد ، وكانت الوظائف في الدمازين حكرا للآخرين منذ إستقلال السودان، كما لم يكن هناك احد من أبناء الولاية ممن تقلد وظيفة حكومية ، ولكن الان اصبحتم سادة انفسكم ، بعد ان كنتم عمالاً زراعيين تعملون بالمزارع، وعليكم ان تسألوا أبائكم واصدقائكم الذين عملوا في المشاريع الزراعية ، التي تملكها شركات لم تقدم اي خدمة للمنطقة او الذين كانوا يعملون في المطاعم، كل ذلك كان نتيجة حتمية لما آل اليه امر هذا الشعب بعد سقوط مملكة الفونج، تلك المملكة التى عرفت بتوحيد السودان بالتسامح والعدالة والمحبة وبالحكم الرشيد، والتاريخ حافل بدور قيادات الفونج في محاربة الفسادة والتبعية . عليه فإن قيادات الولاية والشباب وكل قطاعات الشعب ملزمون بأن يننظروا لهذا البروتوكول رغم ما يعتريه من شوائب بانه فرصة للحصول على حقوق الولاية والسودان اجمع، ولا يتم ذلك الا اذا عرف أهل الولاية من هم ، ما هي القوة التاريخية والحضارية لهذه الولاية ، والتي شكلت شخصية السودان الحديث ؟ ، إن الانطلاق والسند على التاريخ يدعم الإستقرار في السودان وفي ولاية النيل الأزرق بصفة خاصة; ان هذه الخطوة ستكون وسيلة لبناء السودان المستقر بشرط قيام المفوضية المعنية لمجلس تشريعي الولاية بكل تجرد واخلاص للحكم على بروتوكول حسم النزاع بالنيل الازرق بمدى الفوائد التي جنتها الولاية . والرسالة التاريخة للمنطقة تقول للذين يشككون في قدرات أبناء الولاية لحكم انفسهم بقولهم ان الوقت غير مناسب بان يحكم أبناء النيل الازرق انفسهم لوحدهم ، نقول لهؤولاء النفعيين والانتهازيين بأن يعودوا لقراءة التاريخ ويتحروا حتى يعرفوا جيدا كيف كانت مملكة الفونج ومنطقة فازوغلي قادرة على ادارة شئونها، وكيف استطاعت بان تتعاطي مع المتغيرات السياسية آنذاك مما مكنها من حكم وتوحيد السودان، وهو ذات السبب الذي يجعل ابناء الولاية يفتخرون بالسودان ، وهو ذات السبب الذي يقول لدعاة الانضمام للجنوب بان التاريخ يقول عكس ما تقولون، رغم انه ليس من أحد من ابناء الولاية يتجرأ بان يطالب بان تنضم الولاية الي الجنوب، لان ما يجمعنا بالسودان الواحد اكثر مما يدعونا للانفصال، وما يربطنا بالسودان اكثر مما هو بالجنوب بشكل خاص، رغم المعاناة والاضطهاد والتهميش والاستخفاف الذي مورس من قبل الحكومات المتعاقبة التي حكمت المركز. رغم كل ذلك الا أن أبناء الولاية يكنون كل الاحترام والتقدير للمسيرة النضالية مع اخوتنا بجنوب السودان ، علما ان هناك ثمن غالي دفعه أبناء الولاية، حيث أستشهدا كثير من كوادر المنطقة العزل نتيجة للتصرفات الفردية عند سيطرة الحركة الشعبية على الكرمك وبعض القري، ومن الذين دفعوا ثمن هذه الثورة الاستاذ اسماعيل محمود والربيع كرمنوا وبعض من سقطوا في قرية خور العدار وكثيرين ممن لم يتم ذكرهم، عليه نقول للمفوضية المختصة للحكم على مدى تلبية الاتفاقية لتطلعات ابناء الولاية بان لا ينسوا التضحيات الجسام لأبناء الولاية بدءً بالمناضلين الوطنيين الذين قاتلوا من أجل السودان وولاية النيل الأزرق بصفة خاصة، كما ندعوهم بأن لا ينسوا المناضلين المدنيين الذين تمت تصفيتهم من قبل الحركة فسقطوا شهداء من أجل وحدة السودان، ومن أجل الولاية بصفة خاصة. ولذا نقول لقيادات الولاية ولمفوضية المشورة الشعبية بأن تكون الفوائد التي تحصل عليها من هذه المشورة متكافئة وتضحيات أبنائها، وأن لا ترضوا بالقليل وبأن تضعوا المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، وان لا تستهينوا بأرواح الذين قدموا دمائهم وأرواحهم فداء لوحدة هذا الوطن وازدهار شعب ولاية النيل الأزرق بصفة خاصة. فمصير الولاية بين ايديكم والتاريخ لن يرحم، لقد ولى وللأبد زمن تجاهل التاريخ ، اعلموا ان التاريخ سيذكركم بانجازاتكم واخفاقاتكم، ولكن يظل اسماء الذين انجزوا وعملوا لارتقاء المواطن خالدا، وستذكره المجالس والتاريخ، كما سيفتخر بهم أبناء النيل الازرق والسودان، اما الذين يعملون ضد مصلحة مواطن النيل الازرق، سيذكرهم التاريخ باخفاقاتهم، وسيسبهم الجميع لانهم يعملون من اجل مصلحتهم الشخصية، ولارضاء غيرهم لينالوا رضاهم، وليس ذلك بغريب عنكم، انتم اعلم بذلك اكثر مني، خاصة انكم رفضتم انتخاب احد القيادات البارزة في الولاية، الذين تقلدوا مناصب عدة بولايتكم دون ان يقدموا شي للمواطن ، فكان فضل الآخرين للولاية اكثر من فضل ابنائها عليها. وأختتم هذا المقال بتوجيه هذه الفقرة لنواب المجلس التشريعي لولاية النيل الازرق والمفوضية المكلفة بإجرات المشورة الشعبية، تذكروا وضعكم بالامس القريب واين انتم اليوم، اصبحت لكم إرادة وقوة وشجاعة للتتحدثوا عن سياسة الولاية ومستقبل السودان. انظروا الي المكاتب الحكومية والوظائف، من الذي كان في هذه المكاتب بالامس القريب، ومن الذين يعمل في هذه المكاتب اليوم؟ ، انتم الوزراء وانتم المدراء وغدا ستكونون قيادات في المركز ، العافية درجات، يعني تبني نفسك كويس وتفرض نفسك في الساحة السياسة السودانية، لا تكونوا ضحايا للانتهازيين، انبذوا الصراعات القبلية لان العدوا حولكم، اتحدوا خلف قيادتكم واتركوا التنظيمات الجوفاء التي لا تأتي بمصلحة للمنطقة غير الخلافات ، سمعت ان هناك كيانات لا اريد ذكرها لانها مسميات تشمئز منها النفس، وقد قالها رسولنا الكريم اتركوها انها منتنة، فاذا اردتم تكوين كيان عليكم بالفونج، لانه التاريخ والحضارة ، به عرف السودان، به اشتهرت السودان، وبه توحد السودان. الانتماءات الحزبية تسخر لخدمة المنطقة بمعني لا تكونوا أداة لتنفيذ سياسات سلبية في الوالاية، وان يسخركم الحزب في خلق صراعات ومشاكل في المنطقة، لان الحزب لا يفرض على اعضائة لتطبيق سياسة معينة في اي ولاية، ولكن الحزب يساعد نواب الولايات الذين ينتمون اليه في تطبيق سياسات تخدم المنطقة وتضمن لهم مقاعد في المستقبل. ولذا اقول لكم اذا كان الانتماء الحزبي لا يخدم مصلحة المنطقة فعليكم الابتعاد منه والانخراط مع ابناء الولاية الوطنيين . ولأعضاء المفوضية اقول ما قاله القائد مالك عقارفي اللقاء الجماهيري بمدينة باو حيث قال ( ان نجاح المشورة الشعبية بالولاية يعد الضامن الحقيقي وصمام الأمان لتحقيق وحدة السودان مؤكدا ان انجاح المشورة الشعبية سيسهم في حل كافة النزاعات الأخرى في مناطق السودان وقال إن إشاعة ثقافة التراضي بين أبناء السودان يمثل المخرج الوحيد لتأمين وصون وحدة التراب السوداني داعيا مواطني الولاية لدعم وحدة السودان)، ليس وحدة قائمة على الظلم ولكن وحدة طوعية مؤسسة مبنية على المواطنة، مدعومة بالمساوة والعدالة والتوزيع العادل للثروة والسلطة، والتنمية ، والاعتراف بتعدد الثقافات، حيث لم اعرف اي شعب حارب نفسه وثقافته في العالم مثل شعب النيل الأزرق، فأعضاء المفوضية انتم امام امتحان تاريخي، لا تفقدوا ما حصلتم عليه، اتحدوا كشعب، وحدوا رؤيتكم حول قيادة الولاية ، قال تعالي ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) (صدق الله العظيم).