يا أحفاد بادي لا تختلفوا فتفشلوا

Quote: الإنسان كائن اجتماعى ، فهو لا يستطيع أن يحيا فى هذا الكون بمفرده ،فهو مجبر فى بعض شئون حياته على التعاون مع الآخرين لتستمر الحياة، والاختلاف سنة الحياة، لقد اختلف كثير من الذين سبقونا، ولكن الذين اختلفوا لم يحالفهم الحظ في الاستمرار في هذه الحياة، وخير دليل على ذلك طرفي الحكم في السوداني، المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، كانوا جسما واحد فإفترقوا لانهم فضلوا الاختلاف على التعا ن. وقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس مختلفين ليتعاونوا، فالتعاون يعد من أفضل السلوكيات بين بنى البشر فهو أساس البناء الفعال والنجاح والسعادة للمتعاونين . والاختلاف في قضايا مصيرية تكون في اطار المصلحة العامة وليس للمنفعة الشخصية، لأنه يعتبر انتهازية بمجرد التعاطي مع القضايا العامة من منظور ضيق لا يتعدى خطوة الرجل، وبذلك يقودنا الاختلاف إلي مرحلة مهمة في توحد وتعاضد المجتمع، ويصبح الحوار وسيلة للتفاهم والتعاون، وكم من الامثال في واقع حياتنا اليومية نشاهدها لنستخلص منها العبر ولنتعلم مدى عظمة الوحدة والعمل المشترك، والاسلام كثيراً ما ذكر ذلك في آيات عدة،اذ دعانا للتعاون على البر والتقوي، ونبذ التعاون الذي يقوم على الظلم وسلب الضعفاء حقوقهم ،ولذلك فان التعاون يفوق ثوابه بعض الأمور التعبدية لأن التعبد نفعه شخصى أما التعاون نفعه عام، يقول الله تعالى مؤكداً أهمية التعاون فى حياتن (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) ( المائدة : 2 ) ويقول الشاعر: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا يهتم المهاجر اهتماما كبيرا بقضايا بلاده، وما تمر به المنطقة من متغيرات سياسية ، اجتماعية، واقتصادية، ونحن لسنا بمعزل عن هذا المجتمع ، فإهتمامنا ومتابعتنا الدقيقة بما آلت اليه الاوضاع في السودان وفي ولايتنا الحبيبة النيل الأزرق بصفة خاصة، دفعنا للكتابة ، لنساهم ولو بقدر يسير في قضايا المنطقة المصيرية ، وخاصة اننا نواجه إشكالية في المشاركة الفعليه في السلطة وفي إتخاذ القرار، وها نحن نقدم مساهمتنا المتواضعة لطرح بعض الأراء علها تسهم في فتح واقع للحوار وصولًا لما تحقق وطموحات وآمال أهلنا البسطاء، خاصة في هذا الظرف الذي اصبحت فيها المنطقة بين مفترق طرق، كنتاج لتوقيع اتفاقية نيفاشا وخاصة ما يتعلق منها ببرتوكول المشورة الشعبية بولاية النيل الازرق وجبال النوبة.