نصر حامد أبو زيد : لا حولااا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2010, 02:07 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا (Re: Amjed)






    تجريف التدين وخصاء العقل
    2
    بقلم
    د. نصر حامد ابو زيد

    يظل السؤال: لماذا يحتاج الناس إلي رأي المفتي في كل شيء تقريبا؟ العولمة والتكنولوجيا لا يفسران الأمر بقدر ما يمثلان إطارا للاحتواء وقنوات للتبادل السلعي، أعني سلعة «السؤال» و«الجواب»: أين جوهر المشكل إذن؟ لماذا صار الناس عاجزين عن «الثقة» في الإجابات التي ظلت ردحا طويلا من الزمن ترضيهم و تشكل إطارا خلفيا لممارساتهم الدينية والدنيوية؟ في صباي المبكر كنت أراقب الناس في المسجد، كيف يتوضأون وكيف يصلون، وكنت أتعرض لاعتراضات من بعض الكبار، لأنني أصلي مثلا عاري الرأس، وكانوا يعتقدون أن غطاء الرأس شرط من شروط صحة الصلاة. كنت قادرا علي رد اعتراضهم ثقة في معلوماتي الدينية رغم صغر سني آنذاك. أذكر مرة أنني تعبت من كثرة نقد أحدهم، وكان يعمل كاتبا في المحكمة لمسألة عري رأسي في الصلاة، وهو نقد تجاوز حدود الوصف بالجهل ـ إنني جاهل بشؤون الدين ـ ووصل إلي حد الشتيمة. في فورة رد فعل حماسي قلت له: هل تعرف حدود عورة الرجل يا جاهل؟”

    كانت مأساة أن يتجرأ صبي علي مخاطبة من هو أكبر منه سنا بمثل هذا القول. بلغ الأمر أبي فغضب مني وعاقبني، هذا رغم أنه اتفق معي علي أن الرجل «جاهل». عاقبني أبي علي إساءة الأدب في مخاطبة الأكبر سنا. كانت عبارة أبي التي لا أنساها «هو جاهل، لكنك قليل الأدب»!أذكر هذه الواقعة بهدف بيان أن الصبي المتعلم في قرية كان قادرا علي الحجاج، لأن التعليم في ذلك الوقت كان يمثل قيمة في المجتمع، الأب في هذه الحالة يميز بين «المعرفة» و«الأدب»، ويتوقع من ابنه «المتعلم» أن يكون «مؤدبا» في حجاجه ضد «الجهل»، وهو منظور أخلاقي راق لا شك.
    ارتفعت نسبة التعليم في البلاد، وكثر عدد الجامعات وازداد عدد الخريجين، ومع ذلك فقد استشري إحساس فادح بالجهل، خاصة إذا اتصل الأمر بشؤون الدين، وهي مفارقة حادة، يزيد من حدة هذه المفارقة الازدياد الملحوظ في عدد المساجد، بما تتضمنه من دروس وعظية، وازدياد البرامج الدينية في الإذاعة والتليفزيون، هذا بالإضافة إلي الندوات والمنتديات الدينية، رغم كل مصادر المعرفة المتاحة يسأل الناس دائما أسئلتهم عن العظيم والحقير، وال######## والجاد، فيتصدي منتجو الفتاوي لملء الفراغ، من أين نشأ هذا الفراغ إذن؟ إنه التعليم في مصر الذي تم تجريفه، فتم تجريف العقل، فأصبح من السهل تجريف «التدين»، وبل أخشي أن أقول إنه تم تجريف «الدين» نفسه.
    وهو خطر يجب أن يشغل الباحثين والعلماء الذين يؤرقهم سؤال الخراب الشامل في الوعي، إن تجريف التعليم أدي إلي «خصاء» العقل، فانعدمت القدرة علي التفكير المستقل عند الفرد، وأصبح كل فرد يحتاج لدليل يرشده في كل خطوة يخطوها في حياته الخاصة أو العامة.انزعجنا جميعا لصفر المونديال، ولأصفار الجامعات، وصرخنا لمحرقة بني سويف، وتصدينا للبلطجة في الانتخابات وفي الحياة المصرية بشكل عام. بكينا دموعا حارة لقتلي العبّارات، ووقفنا صفا واحدا ضد «الطائفية»، وضد قتل المصلين الآمنين في الكنائس، وها هي الجموع من كل الفئات من قضاة وأساتذة ومحامين وإعلاميين وكتّاب وفنانين تحاول أن تتصدي للفساد والطغيان. كل ذلك يحدث، ولافتة الدين مرفوعة في كل مكان، لكنه دين بلا روح ولا أخلاق. إنه دين «الحجاب» وتقصير الثياب والتجهم ضد المواطن غير المسلم، وتهديد المسلم الذي يحمل رأيا مخالفا للإجابات الجاهزة، فهذا الدين الذي تم تجريفه لا يتسع للآراء ولا يتحمل رأيا ولو كان صحيحا. إنه دين تم اختصاره في تقسيم الأشياء وأنماط السلوك، بل والأفكار إما «حرام» أو «حلال»، ولا شيء بينهما.
    لا مجال للمباح الذي سكتت عنه الشريعة، فكل الأسئلة والفتاوي تحاول أن تستنطق الشريعة في كل ما سكتت عنه، ولا مجال من باب أولي لمجرد «المكروه» ـ الذي ليس حراما ـ ولا «للمندوب» الذي ليس واجبا. إن المبالغة في تأكيد «التدين» بهذا التجريف والاختصار المؤذي تكشف عن غياب «التدين» الحقيقي، التدين الذي يتسع لمساحة الخطأ، لأنه يؤمن بالمغفرة، ويتسع للتسامح لأنه يؤمن بترك الخلق للخالق، كل من يتصور نفسه متدينا شديد التدين، يري أن من واجبه أن يفرض تدينه علي الناس، الأقرب فالأقرب، بكل الوسائل مهما كانت غلظتها وفظاظتها.
    نعم لابد من التمييز بين «الدين» و«التدين»، وهو تمييز بين مفهومين لا فصل بين مجالين. السبب في إصراري علي عدم الفصل ـ خلافا لكثيرين ـ أن «التدين» شأنه شأن «الخصوبة» في الأرض الزراعية يعتمد علي مدي تفاعل «الدين» مع معطيات العصر المتجددة، التي هي بمثابة التعرض لأشعة الشمس وللهواء والأمطار والرياح. إذا توقف «الدين» عن عملية التفاعل الحر تتجمد الخصوبة، أي يصاب «التدين» بالجمود، بل بالعفن.
    أرجو أن يكون التمييز الآن قد صار واضحا، وأن يكون صار قد واضحا بالمثل المقصود بالدين من أنه «الفكر الديني».مرة أخري يحلو للبعض الفصل الحاد ـ لا مجرد التمييز ـ بين «الدين» و«الفكر الديني»، وهو فصل أجدني لا أرتضيه من منطلق علمي، فـ«الدين» ليس في النهاية سوي تصور ذهني لحقيقة جوهرية مفارقة يستوعبها قلب المؤمن بشكل عفوي تلقائي. و«الفكر الديني» ـ وليس غيره ـ هو الذي يملأ التصور بمضمون يمكن فهمه واستيعابه. وبعبارة أخري: إذا كان الدين هو «المطلق» في ضمير المؤمن وقلبه ـ وليس له مكان سوي هذا ـ فإن «الفكر الديني» هو «التعين» في مجالات الفكر والثقافة. أما «التدين» فهو التحقق الاجتماعي في السلوك لهذا المتعين في الفكر والثقافة، الذي قد يكون تعبيرا أرضيا ـ وأكرر أرضيا ـ عن المطلق.
    ولعل الأمر يستدعي إضافة لابد منها هنا. إن «الفكر الديني» حين يقوم بتعيين «المطلق» يضفي عليه ملامح ويخلع عليه سمات، قد تساهم في ازدياد خصوبة «التدين»، أو قد تصنع العكس. في عقل المتعصب ـ سواء وصل إلي حد ممارسة الإرهاب أو ظل عند حدود التعصب اللفظي ـ يستكن مطلق تحوطه سمات «الغضب» و«الغيرة» و«الانتقام»، وهي سمات وملامح تهيمن علي سمات وملامح أخري ممكنة للمطلق، مثل سمات «الرحمة» و«العفو» و«التسامح». من السهل الحكم علي الشخص المتعصب بأنه «مريض»، ولكن حين يكون «التعصب» حالة اجتماعية، وليس مجرد حالات فردية، لابد من تلمس العلة في «الفكر الديني» السائد.وصلنا الآن إلي بنية ثلاثية تتكون من عناصر ثلاثة، هي: الدين «المطلق» و«الفكر الديني» و«التدين»، وهي كما رأينا عناصر يمكن التمييز بينها، لكن الفصل بينها مستحيل. يميل البعض إلي وضع العناصر المكونة لهذه البنية الثلاثية في شكل مثلث هندسي يكون فيه «المطلق» رأس المثلث في حين يحتل «الفكر الديني» و«التدين» طرفي القاعدة. والحقيقة أن هذا الوضع الهرمي يفترض تأثير الأعلي ـ علي رأس المثلث ـ في الأدني، أو بعبارة أخري يفترض أن «المطلق» هو المحدد للفكر الديني، الذي يقوم بدوره بصياغة التدين.
    هذا التصور يصح في حالة واحدة فقط، هي إمكانية أن نعرّف «المطلق» أو نحدد ملامحه خارج «الفكر الديني» وخارج «التدين». ولأن هذا مستحيل، إلا في حالة ادعاء الألوهية والعياذ بالله، فإن المدخل «الإنساني» هو المدخل الذي لا مدخل غيره إلا بادعاءات لا محل لمناقشتها هنا.
                  

العنوان الكاتب Date
نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-06-10, 01:38 AM
  Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-06-10, 01:41 AM
    Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-06-10, 01:46 AM
      Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-06-10, 01:49 AM
        Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-06-10, 01:58 AM
          Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-06-10, 02:02 AM
            Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-06-10, 02:06 AM
            Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-06-10, 02:06 AM
              Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-06-10, 02:07 AM
                Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-06-10, 02:17 AM
                  Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-06-10, 02:19 AM
                    Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا صلاح عباس فقير07-06-10, 04:28 AM
                      Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا عبد الحي علي موسى07-06-10, 05:04 AM
                        Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا قلقو07-06-10, 08:23 AM
                          Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-07-10, 07:07 AM
                            Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-07-10, 07:10 AM
                              Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-07-10, 07:18 AM
                              Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا Amjed07-07-10, 07:26 AM
                                Re: نصر حامد أبو زيد : لا حولااا قلقو07-07-10, 07:47 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de