الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-20-2010, 09:56 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم . (Re: عبدالله الشقليني)

    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم .
    (34)

    Quote:





    وكتب الناقد المصري " صلاح فضل " :


    صلاح فضل يكتب : (دفاتر كمبالا): رواية سودانية
    آخر تحديث: الجمعة 18 ديسمبر 2009 1:18 م بتوقيت القاهرة
    القاهرة - وكالات

    كم نحن مقصرون تجاه إخوتنا فى السودان، لا نعرف الكثير عن إبداع نصفنا الجنوبى، فمنذ غيبة القطب الطيب صالح، بل وخلال حضوره المشع أيضا، ونحن لا نكاد نرى أحدا من مبدعى السودان، فُتنا يوما بكوكبة شعرائه اللامعين عند منتصف القرن الماضى، كان معظمهم يدرس فى مصر، وبقى يتردد منهم اسم الفيتورى فحسب،

    وتراءت لنا بعد ذلك أسماء بعض نوابغ الروائيين، آخرهم صلاح حسن الذى أود أن أعود إلى روايته البديعة «سن الغزال» لكننا لم نتوقف مليا عندهم، وها هو اسم آخر يفرض نفسه علينا اليوم، بكتاباته الشعرية والسردية، السفير جمال إبراهيم الذى لفت إليه الأنظار بديوانه «امرأة البحر أنت» ثم بروايته عن تجربة انتقال مقر الجامعة العربية إلى تونس «نقطة التلاشى» ثم تأتى هذه الرواية الجديدة «دفاتر كمبالا» ــ 2009 م ــ لتقدم لنا نفحة أفريقية طازجة، تنبعث بحرارتها فى قلب الأدب العربى، لتجسد مسعى راو ملتهب الحواس، متوهج الثقافة،

    أكمل دراسته الأكاديمية فى لندن كالمعتاد، ثم جاء فى هجرة ثانية للجنوب بحثا عن الجذور الحية للفن السودانى فى أدغال أفريقيا، وكيفية تلاقى الرسم مع النحت والشعر فى تمثيل روحه الوثاب، بما يمور فى خلاياه من عناصر عربية وإسلامية وزنجية، على اعتبار أن الفن هو البلورة الصافية للهوية، والتعبير المنقوش عنها على صفحة الروح.

    ومع أن هذه الرسالة تمثل صلب الرواية فإن أطيافا بارقة هى التى تخطف اهتمام القارئ فيها، وتستقطب بؤرة التشويق لها، وهى مظاهر ولع الراوى المفتون بالجمال الانثوى الساحر فى أدغال أفريقيا، إذ لا يكاد ينجو من حبائل حسناء حتى يقع فى مصيدة أخرى تطغى على حسه ووجدانه بحضورها النفاذ.

    ولأن الكاتب يجمع فى أصلابه الإبداعية بين السرد والشعر فهو يستهل روايته بمقاطع من قصيدة شاعر سودانى راحل هو محمد عبدالحى تؤطر مناخات روايته يقول فيها:
    «الليلة يستقبلنى أهلى/ خيل تحجل فى دائرة النار
    وترقص فى الأجراس وفى الديباج
    امرأة تفتح باب النهر وتدعو/ من عتمات الجبل الصامت والأحراج

    حراس اللغة المملكة الزرقاء
    ذلك يخطر فى جلد الفهد/ وهذا يسطع فى قمصان الماء»
    فيستثير لدى القارئ منذ البداية نوابض الاستعداد لالتقاط شعرية الأحداث، وعرامة النماذج البشرية، والمناخ المفعم بعطر الاسطورة وعبق الشهوة، كما تجسدها طقوس الوجد السودانى المولع بنشوة اللغة فى مجازاتها الرمزية ومرح الحياة فى تفاصيلها الغنية.

    الخليط الحضارى:
    يفتتح الراوى «هاشم» دفاتره التى كتبها فى مدينة «كمبالا» أواخر عقد السبعينيات، خلال عمله أستاذا لتاريخ الفن فى جامعة «ماكريرى» بيوغندا عند منابع النيل، حيث يلتقى هناك بيوسف كامل، ضابط مخابرات سودانى، فى إحدى الحانات، وتكون التباسات الهوية هى نقطة تجاذبهما، إذ يتعرف عليه مباشرة باعتباره سودانيا دون أن يحسبه مصريا كما تعود اليوغنديون أن يفعلوا نتيجة لملامحه المصرية، إذ نشأ كما يبوح له فى حى «المسالمة»، ذلك الحى القديم فى مدينة أم درمان حيث تقطن أسر كثيرة تنحدر من أصول مسيحية ومصرية قبطية على الخصوص، إلى جوار مسلمين تصاهروا وانصهروا معهم فكان لسكان الحى هذه السحنة الحنطية المميزة.

    وتظل مشكلة الهوية، وقدرة الفنون التشكيلية والموسيقية خصوصا على تجسيدها، هى العصب النافر فى الرواية، فلا تقتصر على امتزاج الدماء المصرية والسودانية واختلاط ملامحهما فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى هذا المزيج الحضارى الذى أنضجته شمس أفريقيا وغزوات أبنائها حول منابع النيل، إذ يقول الراوي: «آه من هذه الغزوات اللونية التى أورثتنا التباسات فى الهوية بامتداد نهر النيل الاسطورى الذى شهد حضارة الفراعنة، وبنيت فى أكنافه أهرامات امتدت من شمال السودان عن مروى وتواصلت إلى الجيزة فى أطراف القاهرة، ثم اختلطت مياه النهرين الأبيض والأزرق، منسابة من هضاب الشرق الأفريقى وأعالى خط الاستواء، لتشكل ذلك النيل الذى أعجب «هيرودوت» كثيرا فجعل مصر هبة النيل،

    أما فى التقاء النهرين فى الخرطوم فإن الخرطوم تصبح مدرسة فى الإبداع التشكيلى يعترف بها العالم، وهى التى الهمتنى الكثير خلال إعدادى لاطروحة الدكتوراه عن تاريخ الفن فى القاهرة الأفريقية، ومع أن الرواية لا تذهب إلى أبعد من ذلك فى استجلاء هذه العناصر الفنية والتركيز على تجلياتها، فى الطبيعة والثقافة والألوان والتقاليد فإنها توحى لنا دائما بأن البحث عن هذه الهوية والتماس شواهد تحققها فى الأماكن والشخوص هو بؤرة الجذب فى العمل الفنى كله.

    المروى له:
    تعتمد بنية الرواية على مجموعة من الدفاتر التى كتبها الراوى خلال مقامه فى «كمبالا» وسجل فيها تأملاته وعلاقاته، خاصة النسائية منها، وهو يضطر إلى إعادة قراءتها بصحبة سيدة جميلة هى سميرة الشرقاوى، مصرية الأصل أيضا، أرملة صديقه يوسف كامل الذى اختفى فى ظروف غامضة، إثر الانقلاب الذى حدث على الجنرال عيدى أمين وأطاح بنظامه الدكتاتورى وشرد مجموعة مستشاريه من جنوب السودان الذين كانوا يتحكمون فى مصير يوغندا فى عهده.

    تلعب هذه السيدة دور المروى له بمفارقة واضحة، فالدفاتر تتضمن كثيرا من تفاصيل علاقات الراوى الحميمة، ولم يكن يخطر له عند تسجيلها أن أحدا سيشاركه الاطلاع على ما فيها من بوح، لكن الظروف تضع هذه السيدة فى موقف القارئ أو المنصت لأسرارها، فهى تبحث عن الإشارات الواردة فيها، مما يمكن أن يلقى الضوء على مصير زوجها وكيفية اختفائه، والراوى يعيد فيها اكتشاف ذاته، واستعادة تجاربه الخطرة، ابتداء من هروبه من خطيبته السودانية، إلى تعشقه لفتاة يوغندية لعوب تسمى «بيتى» أذهلته بقدرتها على الرقص المتوحش، لكن تحررها وتنقلها بين الصحاب جعله يعاف صحبتها، حتى يقع فى أتون تجربة مثيرة فى مراودة «كريتينا» ــ سكرتيرة الكلية وراعية إقامته ــ على الرغم مما نجحت فيه من عقد صداقة بينه وبين زوجها لتبعد شبح غوايته عن نفسها،

    لب هذه الدفاتر إذن هو ذلك التقلب النزق بين حالات العشق والصبابة، وقليل من لفتات الثقافة الفنية والتحليل السياسى لأحوال هذه المنطقة الأفريقية المفعمة بالتحولات والأحداث فى علاقات الجوار وتحرشات العدو الصهيونى وطرائفه فى الغوص فى مشكلاتها،

    وعندما يخرج الراوى فى نزهة ممتعة على شاطئ بحيرة فكتوريا يصبح بوسعنا أن نشهد معه واحدة من أفتن لوحات الطبيعة النيلية الساحرة. المهم أن تقنية المروى له، وهى فتح الدفاتر أمام شاهدة كانت غائبة تنجح فى إدراج المذكرات فى نسق سردى أشد خصوبة وحركية مما كانت عليه، إذ لا تصبح مجرد صفحات مدونة، بل هى مثيرات للتأمل والاستجابة والتعليق ونسج خيوط جديدة لعلاقة وليدة مع رفيقته فى السرد، فيمضى الراوى فى الاستطراد لتحليل المزاج الإنسانى لأبناء القبائل الكبرى وبناتهن بعروقهن النبيلة وأرومتهن الطيبة، يقول مثلا وهو يتحدث عن معشوقته «كريستينا»: «هذه السنديانة الطرية، فى علوها وسموها، ممتلئة الساقين بعافية ونضارة، فى لون العسل المصفى، عيناها فى اتساع العيون العربية، وعيون الإسبانيات الفارهات، لا أرى أنبل من الغجر فى رحلاتهم التى لا تعترف بحواجز الطبيعة أو السياسة أو الثقافة». ولأن الراوى يهرب من التعقيدات السياسية التى أعقبت سقوط حكم عيدى أمين فيخرج متسللا من يوغندا عبر الطرق البرية الخطرة ويعود للسودان، فإنه يؤْثر أن ينهى قصته بمقطوعة شعرية أخرى تكمل مقطوعة الافتتاح للشاعر ذاته إذ يقول:
    «الليلة يستقبلنى أهلى
    أهدونى مسبحة من أسنان الموتى/ إبريقا جمجمة
    مُصْلاة من جلد الجاموس
    رمزا يلمع بين النخلة والأبنوس»
    فيختتم روايته بالمذاق الاسطورى الشعرى ذاته، بعد أن نفث فيها بمهارة بارعة عبقا من ضوع الفن والسياسة والحياة الفطرية المولعة بالعنف والبراءة والجمال.
    هذا المحتوى مطبوع من موقع جريدة الشروق
    موقع جريدة الشروق الإليكتروني © 2009 - جميع الحقوق محفوظة





    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-22-2010, 04:59 AM)

                  

03-20-2010, 09:58 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

03-20-2010, 10:17 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم . (Re: عبدالله الشقليني)




    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم .

    (35)

    وكتب " جمال محمد إبراهيم " عن صديقه الفنان " هاشم ميرغني قبل أن يفجعنا الرحيل ،
    عندما زار كمبالا في أيام عسل الزوجية ، وكان الكاتب دبلوماسياً في سفارة السودان في السبعينات :

    نقطف مما كتب :

    جئت إلينا ، فكنت وعد الفرح السخي ، و كنت ريحانة أيامنا المشبعة برحيق الغابة وبوح الإستواء . توضأنا جميعنا و اغتسلنا بمياه البحيرات القدسية . . يوم أن صدحت بالطرب الحقيق ، و صوتك الندي ينسرب في ليل كمبالا ، انسراب الضؤ رويدا إلى أحيائها الوادعة . . إلى تلالها العشرة ، ما بين " نكاسيرو" و " بقولوبي" و" ناميريمبي" و "مينقو" ، وتلك الحدائق الغناء المترعة ببذخ الغابات الإستوائية ، المفروشة بسجاجيد العشب البهي ، المأهولة بأكواخ الموز و أثواب البرتقال الندي ، و الباباي في أكمل نضوجه . جئتنا ، تحمل في حناياك الود رقيقا ، و العود البغدادي ، بأوتاره الدامعة ، أسير أصابعك المبدعة ، و أنت المعماري الذرب الذي ينجز التصاميم و يبرع في الرسم و تلوين الخط و تزيينه. . حماك المولى من أعين الحاسديك . قلة هم من يعرفون عنك هذا الحذق الإضافي . أقول : "إضافي" ، لأن الأصل فيك هو الصوت الصادح ، صوت زرياب : قوي و حاني ، صخاب و هامس ودود ، لكنه صوت بالحزن الممض مشحون . . وبالطرب الدامع . .

    قال الصديق السفير علي حمد ابراهيم - و كان شيخا علينا ، مجازا ، فقد كان في شرخ شبابه- أن نقتسمك أيها الصديق بيننا ، قسمة غير ضيزى . . فتفرق الطرب منك بيننا ، و انداح في أحياء كمبالا جميعها . .

    في ضاحية "بقولوبي" ، في دار هاشم ، كانت جلستنا ذات مساء مضمخ بالطيب و الندى ، و في الحديقة الزاهية المطلة على الوادي ، أطربتنا أيها الرائع . قضينا سهرة عربية فصحى . . كاملة ، أنشدتنا فيها من عيون الشعر العربي مما انتقيته بحس الفنان و ذوق المحب : المتنبي . ابن زيدون . و الكثيرون ممن هربوا من ذاكرتي الآفلة . عطرت بصوتك أشعارهم ، و نثرتها دررا تتلألأ بين أشجار الأكاسيا و السرو و قد تكاثرت حولنا و أورقت أغصانها و اشرأبت إلى صوتك البديع ، فارتوت و نمت . . و صحا الورد في أكمامه . .

    ثم عدنا بعد يومين ، إلى أمسية غائمة ، و الغيم في كمبالا بهرج و سلطان . كنا مع السفير علي حمد ، في المنزل الرحب المعلق فوق تل " كولولو" . كان الدفء أم درمانيا ، زينته بحنوها و رعايتها الرائعة عواطف- أم حافظ - ، زوج علي حمد إبراهيم ، فطرب الصالون العامر كله و الحاضرون بأشعار الحقيبة ، ب"عتيقها " ، ب"سيدها" ، و "عباديها". . "بأبي صلاحها" و" مساحها " .
    أيها الصديق . . تلك ليلة تساقينا فيها على يديك ما جادت به دنان "الحقيبة" من : . . . .
    زاد أذاي يا صاحي . .
    فمن ارتوى . . ؟
    يطرب هاشم أبورنات ثم عبد الله سعيد ، على خجل و تردد ، لكن عبدالله "شايقي" الأمدرماني العتيد ، القادم من" شارع الفيل" ، فقد دلف إلى عالم آخر ، أفلتت فيه رصانته و غادره الصبر وتملكه خدر "الحقيبة" ، حتى سكنت روحه ، مثل صوفي متبتل هائم ، في سماء بعيدة . .

    الليلة الثالثة كانت في " نكاسيرو" . إبتعنا " كوندورو" - و ال" كوندورو" في لغة الباقندا ، هو الخروف الصغير- و أولمنا بالشواءات في حديقة منزلي المتواضع في تلك البناية الوادعة خلف مبنى المؤتمرات ، في قلب كمبالا . طربنا بك و معك أيها الصديق ، و حلقنا عاليا في سموات بعيدة من الغناء الحقيقي بغزليات عزمي أحمد خليل ، حبيبك في الغربة البعيدة . عندها يهلك عبدالله "شايقي" هلاكا كاملا ، و يفنى مع :
    في زول هناك . . قولة سلام تبقالو روح. . .

    يا للذكرى التي علقت بالذاكرة ، و يا لليالي الناصعات بالبراءة و الدفء و صادق الشدو، ونحن نغتسل بالمطر الاستوائي و بمياه البحيرات القدسية عند الينابيع ، عند الرحم الذي يخرج منه النيل قبل أن ينسرب شمالا إلينا . . لا يسقى الأرض البكر فحسب ، بل هو سقاية للوجدان البكر أيضا ، وريا للقلوب و إشباع للروح المعنى بزخات من دفق الخلود . .

    البقاء لطيب الذكريات ، أيها الصديق ، فإن توزعتنا البقاع شمالا و جنوبا ، شرقا وغربا ، ستظل أبدا ، هي الخيط الذي يشدنا و يعطي التآخي قيمته التي لا تبلى ، و يعطي الإنتماء إلى هذه الأرض الحانية ، تجذرا مستداما . .
    أيها الشفيف الفنان : هاشم ميرغني . . لك المحبة الصادقة أين كنت . .

    لندن – مايو2004



    http://sudanray.com/Forums/showthread.php?t=1546






    إنتَ وأنا

    تأمل معي أيها القارئ ، أيتها القارئة كيف تعمر الدنيا بالأحباء ، وكيف يتداول الأصدقاء
    كلماتهم عبر السنين :
    إنتَ وأنا
    أيام زاهيات

    رحم المولى سيد العاطفة النبيلة : هاشم

    http://www.youtube.com/watch?v=QXDNeXEfgD4

    *
                  

03-21-2010, 04:29 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم . (Re: عبدالله الشقليني)




    *

    إن الفنون جميعاً شقائق بعضها . تفتح بواباتها على دُنيا حالمة . تشترك المشاعر ، وتتفاوت في التجريب . للشعر دُنياه الموسيقية ، يتماوج بالنغمات الإنسانية ، تُمسك بمفاتيح اللغة وتتصعّد بها ، فتُصبح واقعاً حالماً للحياة . صورة إنسانية بكل ما تحمل من فرحٍ وأسى ، تُنشب أظفارها في المشاعر . يقولون الواقع فنٌ مُضيّع .



    *
                  

03-21-2010, 01:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)



    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم .

    (36)

    كتب مقالاً عن الكاتب
    تعبان لو ليونج

    Quote: عودة إلى لو ليونج مرة أخرى

    السفير /جمال محمد إبراهيم

    عدت إلى أوراق قديمة . . تضمنت أفكارا ، ترجمتها عن الأديب الشاعر السوداني : تعبان لو ليونج ، من كتاب له أسمه " أهازيج نقص التنمية" ، صدر عن دار نشر شرق أفريقيا ،عام . .1976 . وتعبان بروفسور سودانى ، من الإقليم الجنوبى ، درس فى يوغندا وكينيا ، ونال شهادات عليا فى الأدب من جامعة أيوا الأمريكية ، مقيم حاليا فى جنوب أفريقيا ، يدرس فى جامعاتها . .

    و أستأذنه أن نقرأ معا في سودانايل ، بعض خواطره بعنوان " أفكار" . . .

    أفكار

    من( كتاب أهازيج نقص التنمية ) 1976

    *** تعبان لو ليونج ***

    ** فقاعات الماء لن تتعرف على شقيقاتها ولن تعرف إلى أين يذهبن .

    ** سقراط اللعين . . لقد مات ميتة مثيله الكلب .

    ** أستوعب سقراط أفلاطون ، ثم شنق أفلاطون سقراط .

    ** نتحد راقدين ، ونفترق واقفين .

    ** أن لم يكن الروس مهووسين دينيا لما كانت الشيوعية .

    ** كذبت الإحصائيات = لحواء ثلاثة وجوه !

    ** أثنان ضد واحد : المرض والطبيب ضد المريض .

    ** حتى الأفارقة يصفون الأفعال القبيحة بالسواد . !

    ** الجنس داء ودواء . .

    ** المجتمع آداة فعالة لخلق الخارجين عن القانون .

    ** أضحك على الآخرين فربما كانوا يضحكون عليك .

    ** القاريء : عاهرة .

    ** مات أبى فى عام 1964 وتزوجت فى ، 1964 وغرقت فى الفلسفة بعد ذلك . !

    ** سارتر : موظف علاقات عامة . !

    ** فى التحليل الأخير ، يعيش الجبناء أطول .

    ** الخوف أعظم إختراعات الإنسان .

    ** الضحك شىْ إنسانى حقا ، أما البكاء فشىْ ثقافى .

    ** فوق سطح الشمس – تراهم يقولون إن الأرض أشرقت ؟

    ** لنعلي أيضا من شأن الغلمان الذين أحبهم سقراط والرجال – الذين أحبوا مايكل أنجلو ، وكذلك صاحب سونيتات شكسبير . !

    ** مصر هى يونان ماوراء البحار . . !

    ** قال كافكا لسمكة بعد أن أصبح نباتيا : الان أستطيع أن أحدق فيك بضمير نظيف . . !

    ** الجحيم سيكون قاس البرودة لو صممه الإسكيمو .

    ** ولن يأتى جودو . . قطعا. .

    ** فرويد أول وأشهر حالة مرض عصابى .

    ** عندما يكثر أطفال الأنابيب ، ترى هل تزول عقدة الآباء ؟

    ** عندما تحلم ، أفتح عينيك جيدا .

    ** العصابيون إما أغنام أو رعاة .

    ** يقول اللانقي في أمثالهم : كلما ازدادت قوة الملك كلما كثرت المحظورات التى

    عليه إجتنابها، (اليابان مثل متطرف) و يقول لويس الرابع عشر : شىْ معقول. . !

    ** فى غابة الدين ، هناك وحوش كثيرة .

    ** فى هذا الليل البهيم ، لايعرف الطريق الى الدار غير صاحبه .

    ** لتسكت المرأة "كهرب" شفتها السفلى .

    ** ريتشارد قلب الأسد أجريت له زراعة قلب .

    ** ثمة شىْ جنسى متعلق بالعنف والإنزلاق واللون الأخضر . .

    ** أطل مبنى"الأستيت أمباير" باللون الأسود ، سيحب تمثال الحرية بعد ذلك .

    ** الكراسى محظوظة على الأقل : انها تقبل مؤخراتنا . !

    ** الشاعر الحقيقى رجل متدين .





    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-22-2010, 07:22 AM)

                  

03-21-2010, 07:35 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    *



    وكتب مقاله : ( وجاء عثمان حسين )


    كتب مقالاً له قديماً ، عندما حضر الفنان الكبير لندن للإستشفاء ،





    *
                  

03-21-2010, 07:45 PM

احمد محمد بشير
<aاحمد محمد بشير
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 14987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)


    اشعار جميلة و كلمات رقيقه لاتخرج إلا من إنسان فنان ودبلوماسي بارع , فله تحية شعب بأكمله.

    شكراً أخ عبد الله علي البوست المتمييز.
                  

03-22-2010, 05:13 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: احمد محمد بشير)

    Quote: اشعار جميلة و كلمات رقيقه لاتخرج إلا من إنسان فنان ودبلوماسي بارع , فله تحية شعب بأكمله.

    شكراً أخ عبد الله علي البوست المتمييز.


    لك من الشكر أجزله أخي الأكرم : أحمد محمد بشير
    على تثمين الملف و أعمال الكاتب ، فكنا نهدف مثل غيرنا من الأمم
    أن نُكرم المبدعين بقدر المستطاع ، والإعلام وجه لهذا التكريم بإلقاء الضوء .


    *
                  

03-22-2010, 12:04 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: احمد محمد بشير)

    .




    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم .




    .
                  

03-27-2010, 06:25 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: احمد محمد بشير)

    Quote: اشعار جميلة و كلمات رقيقه لاتخرج إلا من إنسان فنان ودبلوماسي بارع , فله تحية شعب بأكمله.

    شكراً أخ عبد الله علي البوست المتمييز.
                  

03-22-2010, 04:58 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    *




    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم .



    (37)

    المجذوب قامة في الشعر ، كان موحياً لشعراء الغابة الصحراء أول مولدها .
    وكان شاعراً من الشعراء الذي تنحني له قامات الشعر ، تمكن في لفح الشِعر بعاديات المجتمع ومسلكه . نقطف بعضاً مما كتب في مقال في مدونة : سودانايل " :
    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...1-18-28-29&Itemid=55

    قطف من المقال :
    Quote: الرسائل المجذوبية لديزي العراقية ..
    بقلم: جمال محمد ابراهيم


    الثلاثاء, 15 سبتمبر 2009 11:39
    أقرب إلى القلب :


    (1)
    لماذا يرتبط أدب الرسائل عندنا في العالم العربي بالفضائحية ، أو ينظر إليه وكأنه نوعٌ من أدب الاعترافات الشخصية . .؟
    من الطبيعي أن يجري التركيز في هذا النوع من الأدب على الموضوعات التي تضمنها ، وما فيها من محفزات للتفكير ، لا أن تنصرف أذهان الناس- كما درجنا في الشرق- إلى الجوانب الشخصية : عمن كتب ،ولمن كتب ، وفي أيّ ظرف كتب ، خاصة إذا جرى تبادل الرسائل بين رجل مبدع وامرأة مبدعــة . وليس بمدعاة للعجب إن وجدنا رجلا يرتاح في الحوار مع امرأة مبدعة ، أو تنفتح بواطنه وتنقشع سحب الضباب ويسترسل في "فضفضة" دواخله وهو يحادث أنثى . تلك فطرة الذكر وفطرة الأنثى ، يزيدها بهار الإبداع الذي هو موضوع رسائلهما ، رونقاً ومذاقا . وما أعمق الحوار وأذكاه غن صدر عن محبة وتوادد ثم مصارحة . على أن الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا على سبيل أدب الرسائل ، ذلك برغم ما أحدثت ثورات الاتصالات والتواصل والمعلوماتية من تجديد ، يكاد أن يفضي بنا إلى عالم تنعدم فيه تباينات الرؤية المكانية والزمانية . وبرغم ذلك فلن تكون رسائل كنفاني لغادة ، ولا رسائل المعداوي لفدوى ، ولا رسائل المجذوب لديزي ، مثل رسائل واعترافات جان جاك روسو .. ! لن نحتاج لأن نشبك الأيدي على الصدر خوفاً ، بل علينا أن نقبل على هذا الإبداع وننهل من أقلام كبارنا وهي تنساب على فطرتها بلا قيود ..





    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-22-2010, 07:23 AM)

                  

03-22-2010, 07:29 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    *



    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم .


    (38)


    قصيدة له كتبها في مدونة : سودان رأي :
    http://sudanray.com/Forums/showthread.php?t=1748


    Quote:
    كُلُّ غِناءٍ سِوَى شدْوِ قلْبي غٌثاءْ . .


    شعر : جمال محمد ابراهيم


    لأنِي رأيتُ زُمُردةً فِيْ المَسَاءْ
    توهّج قنديلُ عُمْري وسَافرَ مُلتمِعاً فِيْ السّماءْ. .
    مُضيئا كمَا وَجْنتيك ِ. .
    وَمِثلَ الشّهابِ يَجيءُ سِراراً ودوْنَ احْتفاءْ
    فَلا تَسْألي كَيفَ كُنتُ وَلا كَيْفَ صارَ النّواحُ غِناءْ
    وَلا كيفَ صارَ النّدَى غَيْمَتيْنِ ِ
    فعمّدَ حُزنِي وفيضَ أسَاكِ ، برَشّةِ ماءْ
    مِنَ السُهدِ أحْرَمتُ ثُمّ انتويتُ الرّحيلَ
    فأينَ القوافلُ ، أينَ الرواحلُ ، أينَ الحُداءْ ؟
    لِعينيكِ أسْرَجتُ خَيْلي قُبيلَ الصّباحِ
    وقبل احْتشادِ الندَى فِي المسَاءْ
    وَناداكِ مِن قَبْوِ أيامِهِ المُستبداتِ شَاعِرُكِ المُسْتكينُ
    فهَلْ فارَقَ البَرْقُ رَعْدَ النِداءْ ؟
    بَرَى القلبَ شَوْقُ إليكِ. .
    سِوَى أنّهُ - قبْلَ فيضِكِ أنتِ - بَرَاهُ الشتاءْ
    وقبلَ اشتعالكِ أنتِ وَقبلَ انطفاءِ الأسَى
    قدْ غشَاهُ انْطفاءْ . .
    وأنك أيقونةٌ لِلكلامِ المُزوّقِ ،
    أجنحةً من عبيرٍ ، وَعُصْفورةٌ فِي الفضَاءْ
    لقلبي مزاميرُهُ فاسْمَعِيني
    فكُلُّ غِناءٍ سِوَى شدْوِ قلبي غُثاءْ . .


    بيروت : أبريل/نيسان 2009[
    /B]




    *
                  

03-22-2010, 10:18 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    .

    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم .


    .
                  

03-23-2010, 03:17 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    .










    ت . أس . إليوت ، ذاك الشاعر الذي تأثر به أهل النهضة الشعرية والتجديد
    للقصيدة منذ نازك الملائكة وبدر شاكر السياب والمحجوب ، فقد كانت أشعاره
    تتصدر مكتبة الكاتب " جمال محمد إبراهيم " . تمت قراءتها النقدية منذ بواكير
    شبابه ، وكان الخروج عن المألوف في نظم " إليوت " هو محط انتباه كل الشعراء .[/
    B]



    .
                  

03-24-2010, 03:46 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    .





    الشاعر محمد المهدي المجذوب ،قامة شعرية لها أثر في الثقافة الشعر ية
    للشاعر " جمال محمد إبراهيم ، مثل له أثر كبير على الشعراء السودانيين


    كتب " جمال " : الرسائل المجذوبية لديزي العراقية

    في مدونة سودانايل :
    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...1-18-28-29&Itemid=55

    Quote:

    من هي ديزي الأمير التي تعرف إليها شاعرنا الكبير الراحل محمد المهدي المجذوب في سنوات الستينيات من القرن العشرين ؟ المجذوب هو ذلك الشاعر الشامخ الذي يقول عنه صديقه الكبير علي ابو سن في كتابه عنه ((..ان محمد المهدي مجذوب هو واحد من أقدر اربعة شعراء في تاريخ الشعر الغربي اللصيق بالحياة- أعني الشعر غير المسرف في التهويمات التي يستعصي الامساك بها!- هم ابو الطيب المتنبي وأحمد شوقي ونزار قباني والمجذوب ، واذا كان الادباء والشعراء السودانيون أقل حظا من غيرهم في الحصول على اعتراف المتأدبين العرب بقدراتهم ومكانتهم – الا ما فرضه الطيب صالح عنوة وقسرا على الدوائر الأدبية المعاصرة – فإن المجذوب كان الضحية الكبرى لهذا الاهمال العربي الذي ما يزال شديد الوطأة على الأدب السوداني .)) المجذوب والذكريات ، ج 1 ، القاهرة -1997.

    أما عن القاصة العراقية ديزي الأمير فقد نظرتُ في موقع القصة السورية الالكتروني ، ووجدت نبذة مختصرة عنها. هي من مواليد عام 1935 ، أي أنها حين التقت شاعرنا المجذوب عام 1964 ، كانت في شرخ شبابها . تنحدر ديزي من أصول عراقية ولبنانية . أمها من ضهور الشوير بلبنان ، وقد كانت معلمة امتهنت التدريس ثم نشرت أولى مجموعاتها القصصية عام 1964 . وحين التقت المجذوب في بيروت ، كانت هي نجمة المنتديات الأدبية فيها ، ونجمة مشعة يتحلق حولها أدباء ومبدعون . ولسبب ما لم تكن ديزي سعيدة في حياتها العملية . جمعتها مع الشاعر اللبناني د.خليل حاوي علاقة كادت أن تفضي إلى زواج ، غير أن ظروف الحرب الأهلية في لبنان طغت بميسم ثقيل على هذه العلاقة . دخل الشاعر حاوي في أزمته الشخصية الطاحنة ، وهو كما نعلم شاعر وضع بصمته المميزة على حركة الشعر الحديث ، وأستاذ جامعي لامع يدرس الأدب في الجامعة الأمريكية في بيروت . عشية الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، انكفأ على نفسه وأفرغ رصاص بندقيته في رأسه منتحرا . كتب حاوي في إحدى قصائده :

    (( عمّق الحفرةَ يا حفّار

    عمّقها لقاعٍ لا قرارْ

    يرتمي خلفَ مدارِ الشّمسِ

    ليلاً من رَمادٍ وبقايا نجمةٍ مدفونةً خلفَ المدارْ

    لا صديً يرشح مِن دوّامةِ الحُمّى

    وَمِن دوْلابِ نار ْ.. ))

    هذا الذي لم يحتمل عشق أنثى ، كيف يحتمل عشق بيروت ، وقد داست جسدها البضّ أحذية الاسرائيلي الثقيلة ، المثقلة بكل ثقافات القتل والترهيب والنهب والاغتصاب ..؟ انتهت قصتها مع خليل حاوي بانتحاره وبقي الجرح يؤرقها سنينا. اضطربت حياة ديزي بعد ذلك وتزوجت رجلا لم تسعد معه .. وعانت كثيراً إلى أن رحلت ، ولم نعرف لمه ذهبت رسائل المجذوب اليها ، إلى خزانة الراحل رجاء النقاش ، أو ربما هي التي سلمتها له ، ثم رحل هو الأخر في أغسطس من عام 2008، وضاع كل شيء . .





    .

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-25-2010, 11:49 AM)

                  

03-24-2010, 05:46 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)



    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم .



    (39)

    " جمال " يكتُب عن الراحل : البروفيسور : التجاني الماحي :


    Quote:
    التجاني الماحي: الوفاءُ لموسوعيٍّ رَحَل .. بقلم: جمال محمد إبراهيم

    الاثنين, 01 فبراير 2010 10:41

    أقرب إلى القلب :


    ( 1 )
    للسودان عبقريون لزاماً أن يكون لهم في الذاكرة مكانا ، وفي القلب أثرة ومحبة، وفي الوجدان بقاءً مستدام، لا يتآكل بالنسيان أو يندسّ في التجاهل. والسودان ، بعد ، كما نعرف ، بلد تأخذ بخناقه النزاعات بين بنيه، المتباينة ثقافاتهم، والمتنافرة أجناسهم وسحناتهم، والمتناقضة توجهاتهم السياسية أيدى سبأ ، وما أدراك ما حلّ بسبأ . لحق الشتات بأهل سبأ في التاريخ القديم بعد انهيار سدّهم، إذ لم يحجز عنهم سيل العرم ، كما جاء في الآية الكريمة :(( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية * جنة عن يمين وشمال*كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا *فأرسلنا عليهم سيل العرم *)) حلّ بالفرات أهل الحيرة، وببادية الشآم أهل غسان ، وهاهم إلى الآن في شتات راسخ لم يزد عليه سايكس ولا بيكو، كثير شيء. ثم ها نحن في وادي النيل وقد حبانا الرب من ثروات الأرض فيضاً مباركاً فتنازعنا، وأغدق علينا من موارد لا يلحقها نضب فتقاتلنا، وما بثّ فينا من تنوع في الألسن والعقائد والتقاليد، إلا ليختبر إرادتنا لتتوحد ويتسق نبضها وتتموسق خطوتها، غير أن الفشل كان حليفنا وحليف الحسرة تحصرنا في ركن وتقصينا في آخر . غرقنا في انهياراتنا كأهل السدّ، وإن كان النيل على حاله، يشقّ أرضنا في ثبات ، وعتمورنا في رماله لم يجرفها سيل، ولا عصفت به رياح صرصر عاتية .
    الأمم السوية تعمد لعباقرتها، تحييهم في ذاكرتها وتقف على تواريخ ميلادهم، أو تواريخ رحيلهم، فتكون مناسبات لاستلهام بذلهم فتترسم خطاهم، وتقرأ صحائف انجازاتهم، علها تنجز مثلها أو أكثر، بما توفر من معينات، أتاحها لها تطور العلم والتقنية ومستحدثاتها . يا لتعس أمة نسيت كبارها واستصغرت بذلهم، فكأنها ارتضت أن تخرج من سياق تاريخها ، بل وكأنها ارتضت لنفسها غيبوبة واستمرأت انهياراً وإهمالاً لحالها، واستسلمت لفشل ذريع. لو كنا في رأس قائمة الفقراء من بلدان العالم، فلن نعجز بجهد ونشاط اقتصادي وسياسي – في أن نبدل حال الفقر إلى حال غنى ، ولكن أن نكون في رأس قائمة البلدان الفاشلة والتي بلا تاريخ ولا وجدان ولا قدرات على إدارة أحوالنا، فتلك هي الطامة الكبرى ، وتلك هي السقطة التي لن تبقى لنا بعدها كرامة أو هيبة أو احترام .
    يمرّ علينا تاريخ ميلاد وتاريخ رحيل رمز من رموزنا العلمية والسياسية والفكرية، فلا ننفعل الانفعال الايجابي، ولا تلتفت ذاكرتنا لتنشط جيوبها، ولا نقف لنتفكر لما في ذلك من استحضار لعبر ودروس تعيننا على استبصار مقومات وجودنا، وعلى تبيّن عناصر هويتنا وممسكاتها .
    ( 2 )
    إني لأحمد لجمعية نواب اخصائيي الطب النفسي وتعاونها مع اتحاد الكتاب السودانيين، لتحتفل في يوم السبت 9/ 1 / 2010 بجامعة الأحفاد للبنات، وبتعاون مع مجموعة "دال"، الرشيدة في الاقتصاد والتجارة كما في الثقافة والاجتماع ، بذكرى مرور أربعين عاماً على رحيل الكاتب والمفكر الدكتور التجاني الماحي. ضم المحفل لفيفا من أخوانه وأخواته وبناته وأحفاده وتلاميذه الأوفياء، وغاب -ويا للغرابة- المستشفى الذي حمل اسمه ! . هذا رجل استثنائي بلا مراء . إنْ نظرت إلى القليل الذي كتبه الراحل، فانك ترى عالِماً اجتماعياً ونفسانياً فذاً ، يعالج ما لم يعالجه أحد قبله، بتخصصه النادر في كامل القارة الإفريقية، من الأدواء الاجتماعية والنفسية التي عصفت بمجتمعاتنا في السودان. وإن امعنت في الذي شغل ذهن الراحل التجاني الماحي، ستجد فيلسوفاً وطبيباً وعالماً وجغرافياً ومؤرخاً ولغوياً ، لا يبارى . هذا الموسوعي صنع عبقريته بوعي وجداني، قبل أن يعينه في ذلك علم أكاديمي راتب، أو تتيحه له وظيفة حكومية مجزية. نعرف عنه أنه أول طبيب نفساني من قارة افريقيا، درس وتخصص في أوروبا ، في وقتٍ كان علم النفس جنيناً يكابد أن يجد اعترافاً بعد رحيل فرويد ويونج وأضرابهما من رواد الطب النفسي. يستطيع أن يفخر تلاميذه أنه ترك بصمة في علم النفس في السودان، وكذا في القارة الأفريقية وربما في إرث الطب النفسي على مستوى العالم .
    في جامعة الأحفاد للبنات، تنادى علماء أجلاء في ذكرى أربعينية رحيله، وقرأوا علينا أوراق ودراسات غاية في الثراء عن تجربة العالم المفكر المبدع الراحل التجاني الماحي. قدمتْ للندوة الدكتورة ناهد محمد الحسن، الاخصائية النفسية الأريبة، كما شاركها التقديم والترحيب صديقنا البروف قاسم بدري مدير جامعة الأحفاد، وأدار الندوة الصديق الدكتور ادريس سالم الحسن . قدم المتخصص في التوثيق والمعلومات البروف قاسم عثمان نور، ورقة ضافية عن بيبليوغرافيا التجاني الماحي. أما صديقنا دكتور عبد الباسط ميرغني فقد قدم ورقة عن موسوعية شخصية التجاني . توالت أوراق من د.صلاح هارون ومن د. احمد الصافي ومن الأستاذة أروى الربيع ، فألقوا على مسامع الحضور ما زادنا معرفة ببذل الراحل في سبيل العلم والفكر، وفي الصحة النفسية بوجهٍ أخصّ ، كما أضاءوا جوانب في حياته، قليل منا كان يعلمها .
    غير أني أقف معكم- فيما يلي- متأملاً عند مسألتين ، أولاهما تتصل بمكتبة الراحل التجاني الماحي، وثانيتهما تتصل بانشغال الراحل بالسياسة الوطنية، فوق امتهانه تخصصه النادر في ذلك الزمان .
    ( 3 )
    جاء تعريف "المكتبة" في الموسوعة الالكترونية ، "الويكيبيديا"، تعريفاً يقبله الأكثرون ، كونها في المدلول الأوسع قد (( تتجاوز الكتب المطبوعة بمعناها الضيق، فتضم الآن معها عدداً كبيراً أو قليلاً من المواد الورقية الأخرى كالجرائد والنشرات وبقية الدوريات على اختلاف أنواعها وكذلك الخرائط والأطالس والرسمات الهندسية، كما أنها قد تضم أيضاً المخطوطات التراثية القديمة والمراسلات والمذكرات الحديثة وغيرها من المواد الورقية غير المطبوعة. المكتبة هي تجميع لمصادر وخدمات المعلومات، منظمة للاستعمال، ويتم رعايتها من قبل هيئة سياسية ، مؤسسة أو أشخاص..)) ولمن طلب الاستزادة فإن الرابط الالكتروني في الانترنت متاح . .
    ترك الراحل التجاني مكتبة ضخمة ضمت كتباً ومخطوطات تراثية ووثائق نادرة وخرائط تاريخية ، ليست كلها في مجال تخصصه في الطب النفسي ، بل شملت معارف شتى ، عكست اهتمام الراحل بموسوعية المعرفة، من الأدب والعلوم إلى الطب والتاريخ والجغرافيا وعلوم الاجتماع والانثروبولوجيا . لقد أسهب الأستاذ قاسم عثمان نور في وصف مكتبة الراحل التجاني ، وقد أوصى بأن تكون إرثا متاحا لمنارة العلم الأولى في السودان : جامعة الخرطوم . وبعد رحيله أوائل السبعينات آلت مكتبته الضخمة، بكل ما احتوت من كتب ووثائق ومخطوطات وخرائط، إلى مكتبة جامعة الخرطوم . ويقول الأستاذ قاسم نور والحسرة تخنق عبرته ، أن ما يزيد عن 25% من مكتبة الراحل قد اختفت، وربما تعرضت لعملية نهب منظم . ولك أن تتحسر عزيزي القاريء إن علمت أن المكتب تضم ألاف الكتب والوثائق ، بما يؤكد أن النهب شمل آلافا منها . كيف يقع هذا النهب المنظم والمكتبة ظلت تحت حرز أمين ؟ أمر لا يكاد أن يصدق، وبدا لنا محض مزحة لا أكثر . كثيرون ممن حضروا الندوة في قاعة مؤتمرات جامعة الأحفاد، كادوا أن لا يصدقوا . في وقت لاحق وبعد أيام قليلة التقيت الأخ المعلم دكتور ابراهيم علم الدين ودار حديث لي معه حول مكتبة الراحل التجاني الماحي. كان علم الدين معلما بشعبة الجغرافيا في كلية الآداب بجامعة الخرطوم ، أوائل السبعينات من القرن الماضي . قال لي أنه كلف من طرف إدارة الجامعة وقتذاك لاستلام الكتب والوثائق والخرائط الجغرافية ، ضمن تكليفات شملت أساتذة آخرين ليحصوا ويتسلموا- كلا في تخصصه - مختلف الكتب والوثائق التي حوتها مكتبة الراحل. وأكد لي الأستاذ علم الدين أن المهمة كانت شاقة ولكنها ممتعة ، وقد جرى حصر واستلام مكتبة الراحل بدقة وحرص كبيرين كما تم تبويبها وفق أسلوب علمي، روعي فيه ضمن ما روعي، ذلك الجانب الأمني المتعلق بحماية الوثائق والمخطوطات والخرائط النادرة، التي جمعها العالم التجاني الماحي، خلال سنوات عمرٍ مليء بالبذل العلمي وملاحقة المعرفة في مظانها . وفي سبيل حماية مكتبة الراحل، فقد رأت إدارة الجامعة – حسب إفادة علم الدين – أن تظل مكتبة الراحل في استقلاليتها، وأن لا تفتح إلا لطلبة الدراسات العليا . أتذكر في تلك السنوات البعيدة أننا كنا نلمح اللوحة مكتوب عليها مكتبة التجاني الماحي، ولكن لم يكن مسموحا لنا، نحن طلاب البكالوريوس، أن نقترب من حياضها.
    بعد نحو ثلاثة عقود، نسمع الآن أن ربع مكتبة الراحل التجاني الماحي قد اختفت ، ويرجّح الأكثرون أنها بفعل فاعل . أما وقد تطورت أساليب حفظ الكتب والمعلومات فليس أقل من أن تعمد جامعة الخرطوم، لاعادة حصر المكتبة من جديد، وإن استدعى فتح تحقيق للتأكد من النهب الذي يرجح أنه وقع، وبدء مشروع حفظ محتويات المكتبة بكاملها الكترونياً ورقمياً . ينبغي أن ننظر ملياً في الموضوع ، إذ المكتبة وأيّ مكتبة، هي جزء من ذاكرة الوطن، بل لعل المكتبات هي محاور الانطلاق للتعرف على الذات، وللامساك بعناصر ومكونات هوية بلدٍ ، يكاد أن يتخطفه طير المطامع، وتنهش لحمه صقور الهيمنـة ..
    ( 4 )
    وقفت طويلاً في سيرة الراحل التجاني، في جانب نعرفه عنه ولكنا لم نقف طويلاً عنده . حين وقع العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 ، والدول الثلاث لمن لا يعلم هي اسرائيل وبريطانيا وفرنسا، لنا أن نلاحظ أن الولايات المتحدة كانت بعيدة ومشغولة بترتيبات ومقومات الحرب الباردة، بعد سنوات الحرب العالمية الثانية، وقد وضعت أوزارها في عام 1945. كان انفعال السودان – ولم يكمل عاماً على نيله الاستقلال – قوياً وصادقاً مع الشقيقة مصر . حين ترك دكتور التجاني مهنته وسارع بالتبرع للقتال في السويس ، لم يكن أحد يرى في ذلك شططاً مبالغاً فيه أو حماسا زائدا.
    بعد ثورة أكتوبر عام 1964 والتي أنهت الحكم العسكري الذي كان يقوده الفريق الراحل ابراهيم عبود ، جرى تشكيل حكومة رأسها الراحل سر الختم الخليفة، وتشكل مجلس للسيادة كان من أبرز أعضائه الدكتور التجاني الماحي . لم يكن التجاني وجهاً جديداً في الساحة السياسية وإن دخلها على نحوٍ طاريء، لكنه ظل وجها أكاديميا وطبيبا مقيما في تخصصه النادر وعالما مفكرا. وإني لأرى أن إغفالا غير متعمدقد وقع في هذا الجانب من حياة الراحل التجاني، وظني أن سيرته العطرة الغنية بالبذل المتميز هنا، لم تشملها الإضاءة الكافية ، فنستصحب ما فيها من دروس غالية، وعبر نادرة، يحتاجها كثير من الساسة الذين يديرون شئوننا العامة هذه الآونة . أقول هذا ولا يغيب عن النظر، كيف تولى كثيرٌ من الأطباء والمتخصصين في مجالاتهم وظائف سياسية تنفيذية، وقد هجر أغلبهم حقائب العلاج إلى حقائب السياسة في العقدين الأخيرين، فتولهوا بها ولهاً جامحاً، وأنستهم مهنهم الأساسية في الطب والهندسة . كان في حساب الراحل التجاني الماحي، أن الأصل هو البقاء في المهنة والتخصص، والاستثناء بامتهان السياسة، يظل استثناءاً مؤقتاً ، ولن يكون أبداً حجاباً عازلاً أو بديلا للأصل. سمقت قامة الراحل وهو يعود لمهنته وتخصصه، بعد انقضاء أجل عضويته في مجلس السيادة. جاء كثيرون إلى كراسي قيادة الدولة، ولكن لم يكن فيهم من ماثلت قامته وبذله تلك القامة السامقة، وذلك البذل المشهود. ليتنا نتعلم درساً تركه الراحل التجاني الماحي ، فنرى الأطباء وقد آبوا إلى عياداتهم ، والساسة استأنفوا بمصداقية رعاية المهن والوطن ..

    الخرطوم 31يناير 2010


    نقلاً عن مدونة " سودانايل "
    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...1-18-28-29&Itemid=55


    *

    *
                  

03-24-2010, 08:55 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    جمال مجمد إبراهيم
                  

03-25-2010, 04:22 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    ياخي قمة الوفاء يا عبدالله
    وقمة العرفان لأخيك.
    تفعل هذا ليس لانه اخوك
    أو لتزكية مغرضة له، بل ان
    دوافعك هي الاخوة الصافية
    والاعتراف بفضل الاخ الاكبر
    هذا الاعتراف الذي اقصاه
    من تعاملاتنا توخينا ذلك
    المخل لأن نبدو متواضعين.
    كتبت بنفس الحيدة وسأكتب
    عن صديق مدثر وحافط مدثر
    وحبيب مدثر أشقائي معلمي
    الاوائل لان ما تعلمته منهم
    يجدر به ان ينشر على الملأ
    ليس هناك أسرار أقوى من اسرار
    الابداع وإلحاح التعبير.
    وأحفظ للدكتور عبدالله على ابراهيم
    نحته لعبارة "الكتابة المناقبية"
    فهي بحق أداة لتوفير قاعدة
    بيانات هامة عن أي شخص يكتب
    عنه شخص آخر يستفيد منها الباحثون
    وكل من أراد أن يعرف أصول وتوجهات
    الشخصية السودانية.
    تحياتي لجمال وياريت نتلم مرة.
                  

03-25-2010, 05:56 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: mustafa mudathir)



    الحبيب الكاتب : مصطفى مدثر

    وإنها لسانحة لنا أن نعرف مُحيطنا الذي نشأنا فيه ، فمن الذي يوثق للذين تعلمنا منهم غيرنا . يكثُر الحديث عن أنا شعبٌ تعود النسيان .
    لك ألف سلام عليهم ، ونعد أن نكتُب وتكتُب أنت أيضاً عن هؤلاء العمالقة النُجباء من إخوتك : حبيب وحافظ وصديق . فكم طَمر التراب ذكرى " كرف " و " التجاني الماحي " وغيرهم من كِثبان معلمينا الذين أفنوا زهرات أعمارهم لكي نصبح نحن أفضل . منهم على الضفة اللينة من خمرة الوعي أستاذنا ومعلم مادة الفنون :
    " الطيب بابكر بدري " .
    ذاك الذي وُلد من بعد رحيل " بابكر بدري " وكان أصغر أبنائه . تذكرت أفضاله علينا في يفاعتنا ، فكتبت عنه في " سودانايل " قبل الأرشيف منذ سنوات ، وبعدها بشهر رحل ..
    سنستعيد لؤلؤ ذواكرنا من بحر النسيان بالفعل الدءوب .
    ألف تحية لك ، فنحن على الوعد


    *
                  

03-25-2010, 06:13 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)


    الأكرم : مصطفى مدثر
    هذا هو مقال الوفاء للمعلم " الطيب بابكر بدري "
    وهو الذي رعا مواهبنا الفنية منذ الصغر .
    Quote:


    ( الطّيب بابكر بدري )
    نبعٌ لا ينضب
    ( ليس للعالم سوى روح واحدة ) : الشاعر غوته .

    كيف نبدأ المقال يا ترى ؟ ….
    " قلم الرصاص" ، هذا المخلوق الصغير ، يمكنه صنع العجائب . يشترك مع الورق الأبيض الخشن و الأصابع في خلق عالم جديد . الإبهام قائداً لأوركسترا سحِر الرسم القديم ، في مواجهة السبّابة و الخنصر و البنصر والأوسط ، و أيضاً قائداً لقفزة التطور البشري على إطلاق الكلمة . الإبهام سيد الصناعة و الخلق عند الإنسان ، طور الذهن و تبادل معه القراءة و الاستذكار. يطوعان المادة الخام ، لتسهم في صناعة هذه الحضارة التي نقطف ثمارها الآن ،أو نكتوي بنارها ، منحدرة منذ التاريخ القديم .
    الإبهام و مجموعته ، وبينهم " قلم الرصاص " ، حوار دائم و حركة و " مساج " ناعم . نحن ندخل عالما للرسم ، مدخله النقل وفق الأسس التعليمية القديمة. كيف ترى أنت الأشياء ؟ ما معنى مستوى النظر ، أعلاه و أسفله ؟. ماذا تعني نقطة التلاشي عند خط الأفق ؟، و كيف نحاكي الطبيعة وفق ما ترى العين الإنسانية ؟ .
    تعلمناً بطيئاً وعلى تدرج سلس ، حتى الإتقان . تبدأ الرحلة بالنظر ، ثم التدقيق في النظر، و التجريب . الإطلاع على إنجاز السلف ، حتى تنشط الصِنعة بين يديك ، و تدخل الإبداع من أبوابه الرئيسة. المعلم يقود التجربة ، و ينمي رغبتك ، و يُحبب إليك مادة الرسم ، لتسلك أنت الطريق إلى الفن . يرفّعك بخطوات ثابتة ، يشترك الجميع في الأمر . بمثابرتك تتسلق الدروب الصعبة ، تعبر الفيافي و تكلم المادة الصامتة و المتحركة. ريح الخُضرة تخضب بنانك ، و تدخلك عالم الألوان ، هذا الصخب الفرِِح . النبات ، إنه التكوين الحي و المتضمخ بالغموض ، تقترب منه ، يخافك برهة ، ثم يتعود هيئتك . يرقب ملاطفتك عن بُعد و يمنحك الأوكسجين ، إكسير الحياة أنهارا . يحزن مثلك ، و تنعشه الموسيقى . يفرح لصخب الأطفال حوله و يخشى اللمس أو الأذى .
    كيف تنتقل الرؤيا و كيف تتداخل الأحياء مع الطبائع المختلفة ؟. كيف تدخُل المملكة الفريدة ، و تتعرف على العوالم الجديدة التي لا يعرفها إلا المبدعين؟ .
    تبدأ التدريب ، و يصطحبك أب روحي يشعل في نفسك الرغبة ، لتصمد في وجه الأحكام الجائرة ، التي يطلقها المجتمع عليك . في الزمان القديم يبدأ المرشد ، يضيء لك طريق الدعوة ، التأسيس مع الممارسة حتى تصمد ، قدر ما تستطع . لك أن تستمر ، أو تغادر الرحلة عند المنعطف الحاد . و إن فعلت، تتحول التجربة بكل تجلياتها و سحرها ، إلى ذكريات ، و تلك لعمري خسارة فادحة.
    بدأت تجربتي متواضعة ، و كان الأب الروحي شقيقي الأكبر" جمال" . النقل و المحاكاة ، ثم تتبع الأثر . كان هو ممتلكاً أدواته ، ساد مملكته زماناً . منح التجربة من وقته و مشاعره ، حتى اصطدم بالمؤسسة القديمة عندنا في الستينات ، و هزمت مشروعه المبدع ، و غادر الساحة ، مظلوماً ، و هجر فن الرسم و أختط لنفسه نهجاً و مصيرا آخر، ربما كان أفضل . الحديث عن التجربة يفتح جرحاً غائراً في النفس ، فلنترك الأمر لمجال أرحب .
    نعود إلى الإنسان المتوهج ، معلمنا الأستاذ "الطيب بابكر بدري" ، معلم مادة "الفنون الجميلة ". رغم مرور ثمانية و ثلاثين عاماً منذ إطلالته علينا أول مرة ، في بواكير المرحلة الثانوية ، لن ننساه أبداً. جسد نحيف فارع الطول ،و ملامح الوجه الدقيقة ، يألفها قلبك و أنت تراه أول مرة . بدأ يرغبنا الرسم و تقنياته ، ويحبب إلينا دخول هذا العالم الجديد ، وكان أول إرشاده :ـ
    ( تعرف على الطبيعة ، فهي السيدة الأولى ، منها نتعلم الصبر . تقف هي على الحجر دهراً حتى تصنع منه تُحفة جميلة . الغرائب تتداخل مع الصنعة الحاذقة ، بكل زخمها . تقذف الطبيعة بالتجارب الفطيرة و الخلاقة . الجمال بكل احتمالاته ، و القبح حتى الثمالة . صراخ الوليد برهة ، و ابتسامة الموت الأبدية . الزمن وحده كفيل بتعريفك ، كيف تعمل تلك الصيرورة البطيئة ، قبل أن تعرض علينا موائدها المجانية .)
    يبدأ المعلم " الطيب بدري " الدرس ، وتحس كأن غطاء شفافاً وسميكا ًمن الهيبة يلتف يطوقه ، و الدهر كله ينسكب على جسده ، من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه . قوله مزيج من الحكمة والتداعي :ـ
    ( ا نظر الأشياء بعين فاحصة ، و قلب رؤف . خذ من وقتك ، في يوم العطلة ما شاءت لك فُسحة الزمن . اذهب إلى غرب أمدرمان القديمة ـ كانت وقتها خلاء ـ ابحث عن الحجارة ، تجد الغريب من التُحف . فقد صنعت الطبيعة من هذا التكوين الصلد ، كهوفاً و بيوتاً ، تُحفاً من الفن الرفيع . أريدك أن ترقب الصناعة الدقيقة التي أخذت من وقت الطبيعة دهراً لتكون . أريدك أن تنظر من جديد ، فهذا ينمي الإحساس المرهف ويقوي الحدس ،و يغذي الروح بالسلام و الطمأنينة الأبدية ، و عندها تتغمصك الطبيعة بسِحرها . الملاحظة و الانتباه تُدخلك قصر الإبداع . تبدأ متفرجاً ، ثم تتدرج ، حتى تمتلك الصولجان و تنطلق .)
    هذا قبس من حديثه ، وقد دهشت كثيراً و أنا أقارن بين نهجه في الستينات ، وما طالعته حول الدراسات الايكولوجية ، التي بدأت تتشكل منذ أواسط الثمانينات من القرن الماضي :ـ
    { أنت والبيئة، أصديقا لها أنت أم عدوها اللدود ؟ . منذ الستينات بدأت رياح الخُضر تجتاح العالم . أزمة البيئة المستعصية هي نتاج طبيعي لسلوك الإنسان الحديث وأصوله الفكرية التي تأسست على الفلسفة الديكارتية ، التي تفصل الأنا عن الطبيعة حولها ، و تدعو لاستغلال البيئة لخدمة الإنسان . وعبث الجميع بالبيئة حتى التدمير . مؤسسات الدفاع عن البيئة ، بدأت تؤسس لعلوم تصادق البيئة ، وتحميها من العدوان المسرف . تطور الأمر حتى انتهى إلى الدراسات الايكولوجية ، التي تدرس العلاقة المتبادلة بين الكائن الحي و بيئته. تمد الجسور بين الإنسان و الطبيعة ، حتى ولد الإنسان الأيكولوجي بديلا للإنسان الفاوستي . انتبه الإنسان من جديد إلى التراث الأيكولوجي ، الذي هو محاولة حدسية لتناغم المرء مع العالم ، وقد تم التعبير عنه منذ القدم ، في الشِعر و الأدب و الرسم و الموسيقى و العديد من التقنيات التي تتلمس وحدة الوجود ، والإبقاء على توازنه الدقيق . تتوهج أساليبه ولغته و صفاء سريرته سعياً إلى الخلود . إن لصداه الأثر العميق في النفوس الشفيفة .
    إن كلمات " جوته " حول روح العالم الواحدة ، أضحت حكمة يتردد صداها اليوم شرقاً و غرباً ، رغم الأتربة و العواصف الكالحة التي تعصف بعالم اليوم ، والتي يتسبب فيها أفراد و جماعات " بيزنطية النزعة " ، يمارسون عبث الطفولة التجريبي ، و هم في قمم أهرام السلطة السياسية . يفتقدون المحبة ، وهي المقياس الزئبقي لصعود الإنسانية لأفقها الرحيب ، أو السقوط المدوي . }
    كان " الطيب بابكربدري " أنموذجاً للإنسان الأيكولوجي بكل زخمه ، عاشقا للطبيعة ، ينتبه لإنجازها الصامت و الصبور . كان له كل هذا النقش الفخيم في تلافيف الذاكرة ، بثه إلينا في قوالب تناسبنا في ذلك الزمان . تلمح من حديثه وكلماته ، و مقاطع النثر الذي يروي ، لوحة " هارمونية " من الخلف رائعة ، وهو يغوص معك في لُجة الدرس ، حتى تحتبس الأنفاس . تهرب عندها إلى السطح فتملأ رئتيك من ريح التراث الصوفي البهي .
    ملمس فاخر من التراث المعرفي ، يلتف حولك ، يحاصر روحك حتى تستجيب . كانت مخاطبته لنا متعددة الأوجه ، تكتسي من حُلل الثقافة أينعها وأطيبها و أكثرها رقة . تلمس اختلاف الرأي عنده ناعماً ، حتى تستعذب حلو مذاقه. تتأرجح لغته بين السهل الممتنع حينا، والتصوير الكثيف أحياناً أخرى . تختلط اليقظة فيها بالأحلام ، لم ندركها نحن إلا بعد عقود .
    يمكنك الآن أن تفتح بوابة الذاكرة ، و تتخذ لنفسك مجلساً ، وتشهد الطقس من المبتدأ إلى المنتهى . تغرف من نبع " الطيب " وتستسقي روحك العطشى . إنه أول الغيث ، قبل أن ينهمر ، فالروح لا تلبث أن تتجدد مع الزمن . إن التقيت معلمنا أو لم تستطع ، فإن الظل الوارف هو رصيد الخير الذي استنبته لنا منذ أيامنا البواكر، نبعٌ لا ينضب . له منا التحية و الشكر و العرفان .

    عبد الله الشقليني


    20/4/2004

    حاشية : عندما أعددنا المقال ، لم نكن نعلم أننا لن نلاقيه ثانية . ألف نور و سلام عليه . عطر اللهم مرقده من روائح جنانك الوارفات ، وهب أهله و أحبائه صبراً على قضائك، فقد رحل عنا و كان ظلاً ظليلاً و ثمراً وفيراً. إنا لله و آنا إليه راجعون....[/B]




    .

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-25-2010, 06:14 AM)

                  

03-25-2010, 10:24 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)


    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم .


    (40)

    كتب " جمال " قصة قصيرة في مدونة سودانايل في يوم الثلاثاء يوليو 06, 2004
    نقطف من أولها :
    Quote:

    حرب سميرة الأهلية
    جمال محمد ابراهيم


    كانت تنظر في وجه زوجها كل صباح فلا تجد إلا صفحة زجاجية ، تبدو فيها عيناه وشفتاه وفتحتا أنفه وأذناه ، مثل الشروخ التي يخلفها حجر مقذوف على لوحة مرايا . لكنه رجل شفاف على نحو خاص ، بحيث تنظر زوجته سميرة فلا ترى من ملامحه شيئا ولكن يبين الذي خلفه.. موغل في الشفافية التي لا يكاد يراه من يحدق فيه . . رجل من هواء ، يذهب ويعود فلا يترك أثرا . يمشي على الأرض مشي الوجي الوحل ، لكنه لا يترك على التراب شيئا يتقفاه الحاذقون في تتبع آثار الهاربين المارين على الرمل . ولكن هل من فائدة من زوج شفاف في عين امرأة عاشقة تواقة للحب بكامل معانيه ، يحرقها جوع خفي ، ويؤرقها بحث عن شبع يستحيل الوصول اليه ، وراحة لا تتوفر في أركان الدنيا . قالت لا بد لي من التخلص من كل ألواح الزجاج وألواح المرايا المعلقة في غرف المنزل الواسع . شمرت عن ساعديها ذلك الصباح ، وشرعت تكسيرا في الإطارات الزجاجية المعلقة . لم تترك مرايا الردهة ، ولا لوحة الموناليزا ، على الدرج المؤدي الى الطابق العلوي . بين المطبخ وغرفة الطعام ، داست برجليها لوحة الطفل الباكي . . لم تسلم الغرف الصغيرة ، ولا الكبيرة كما لم يسلم ولا ينبغي أن يسلم ، اللوح الزجــــاجي المتحرك ، زوجها سمير..........................






    *




    *
                  

03-25-2010, 10:38 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    *


    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم .



    هذا قطف من قصة جمال " حرب سميرة الأهلية " :

    (41)

    *







    شمرت عن ساعديها ذلك الصباح ، وشرعت تكسيرا في الإطارات الزجاجية المعلقة . لم تترك مرايا الردهة ، ولا لوحة الموناليزا ، على الدرج المؤدي الى الطابق العلوي . بين المطبخ وغرفة الطعام ، داست برجليها لوحة الطفل الباكي . .




    *
                  

03-25-2010, 02:34 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)




    الشاعر والروائي : جمال محمد إبراهيم .





    (42)
    " جمال محمد إبراهيم " بعيون أخرى :

    عندما قدِم لندن نائباً لرئيس البعثة الدبلوماسية ،
    وعرفته الجالية ، كان لها شأن آخر في قدومه ومسلكه .
    هنا نص كاتب مُغاير سطر كتاباً في حقه ، هذا نصه :

    Quote:


    السفير جمال محمد إبراهيم
    نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في لندن :
    وجه من وجوه الدبلوماسية السودانية..


    عصمت العالم عبد الرحمن..

    الجميع يذكر المجموعات الأولى التي لفظتها مهابط و صالات المطارات.و المجموعات التي بعثرتهم أفواه الموانئ عام 1990 ..و طوال سنوات تدرج الصدام السياسي..وولادة التجمع الوطني الديمقراطي ..و جبهات المعارضة..و منظومات العمل المعارض..و منظمة حقوق الإنسان السودانية، في حقب تلت الأعوام 1990 إلى 1999. انقطعت فيها الصلة و كل الأواصر بين المواطنين المهجرين اللاجئين و سفارة بلا دهم في المملكة المتحدة.........
    و التي هيمنت على مجرياتها شخصيات هلامية المظهر..أمنية الهوية..متحجرة المكونات..مرعبة النظرة و السحنات..مهددة..و متوعدة..و محددة لمسارات كنه العلاقات مع بني وطنها في المهجر.. حسب المعايير الأمنية البحتة..و بنت ستارا حديديا عازلا..وزرعت حقولا من الألغام الناسفة..و أطلقت سحابات الدخان التي غطت كل المساحات و حجبت الرؤية..و جعلت ضباب العزلة يمتد و يستشري ليفوق ضباب عاصمة الضباب ..لندن..و كان الكل وقتها يتوجس خيفة و يخشى الاقتراب..و خاصة بعد تزاحم مواكب الاعتراضات و الاحتجاجات و التذمر و الرفض ضد النظام أمام بوابة السفارة..و صوت الرائع محمد وردي و أغانية الوطنية و هي تختلط بالهتافات و الأيادي تلوح باللافتات..و عرف الجميع من مجمل تصرفات عدة ، أن هذه المؤسسة تزرع الخوف و الإرهاب ..بدلا عن الرعاية و العناية..هذه المؤسسة قد أسقط القائمون على أمرها آنذاك، حق الجميع في أن يكونوا سودانيين و هم بالمهجر....

    كان هذا هو المناخ السائد والذي حكم خصوصية العلاقة بين الدبلوماسي المعين من المفهوم السياسي ، و بين نماذج مواطنيه في المهجر...إهمال ..و احتقار..هذا هو نمط سريان هذه الصلة....حتى لاح في الأفق عام 2000 و أشرقت فيه إضاءة جديدة و كانت مذهلة,,عندما اقتحم و بكل شجاعة و رجولة سعادة السفير جمال محمد إبراهيم ، و السيدة حرمة حياة محمد كرار و أفراد اسرته ، و كان قد استلم و قتها مهامه بالسفارة..اقتحم حجب الظلام العازلة في أول رحلة للجالية السودانية على متن الباخرة كوين ماري ..و اندهش الجميع بين مصدق..و مكذب..مستنكر و مستغرب..و توالت هذه الاقتحامات في محيط مدرسة الأسر السودانية..ملتقى كل السودانيين بلندن ، و مكان مجمعهم و دارهم الرحبة العامرة..حيث كانت هنالك مجموعة تزامنت و زاملت سعادة السفير ..منهم د. محمد احمد منصور ..أستاذ محمد احمد حريكة ..أستاذ احمد بدري و آخرون..وهنا بدا غزل نسيج جديد يفرد خيوط امتداد نسيجه على مفهوم تواصل جديد ، مستندا على إرث تربية اجتماعية..... فتح أبوابا أغلقت بين السفارة و مواطنيها في المهجر على مصاريعها..

    و تواصل سعادة السفير و السيدة حرمه ، مع كل الناس ، وبدون استثناء في أفراحهم..و أحزانهم..في لحظات بؤسهم..و عذاباتهم..و مرضهم.. و عند أسرة المستشفيات و دور العلاج ..و في صالات المغادرة و الوصول..مواسيا و مواكبا..و مشيعا..سائلا..مشاركا..و مشتركا على نهج جديد..و أسلوب فريد لم يعتده الجميع من قبل..و لم يعرفوه ..و لم يعاملوا به ، وكان حضنا دافئا لكل السودانيين في المملكة المتحدة ....و هذا يرمز لخصوصية تلاقح الدبلوماسي المطبوع ببذرة وجع مواطنيه و إيلاج نهج هذا التواصل و الاهتمام والالتزام و التراحم و التوادد في رحم حميمية العلاقة مع المواطن ا السوداني في أي ظروف كانت و في أي مكان....

    لقد أزال سعادة السفير بمبادراته ، حجب الضباب و سحب الدخان..و قوض الستار الحديدي العازل..و غير المفاهيم عن السفارة و رسالة السفارة و أجلى وجه السفارة....
    فأصبح شخصية سودانية و دبلوماسية مرموقة..و محبوبة..و مطلوبة.لأدبه الجم..و حلو حديثه و بشاشته و حسن اهتمامه و استقباله و بساطته....استطاع بحنكة الدبلوماسي و معرفته و خبرته و إدراكه و بشجاعته و تصديه و احترامه للجميع ، أن يعيد صياغة مفاهيم رسالة الدبلوماسي تجاه مواطنيه ..و استطاع أن يؤمن لها إرثا و مسلكا و منهجا و دليلا و مرجعية.. و لقد خلق المثال الذي يجب أن يحتذي..لقد حفر بقوة أظافره طريق الوحدة الوطنية و غرز أوليات رايات السلام ، بكل دراية و إدراك ، و بكل عفوية الخاطر و رفيع الدبلو ماسية و قمة الفهم المستنير المتفهم لخصوصية العلاقة بين السودانيين ككل...

    وزالت مكونات و تراكمات قطيعة استمرت على مدى 10 سنوات..و لقد قدم سعادة السفير الكثير لمواطنيه ، بجمعهم في كل المحاور,,و ازدهرت الصلة حتى احتفالات السفارة بدا يؤمها أطياف مجموعات السودانيين...

    حقيقة الأمر أن منهجية عمل هذا الدبلوماسي الرفيع المستوى ، مدرسة جديدة في تاريخ الدبلوماسية السودانية و التي أعادت إحياء التواصل الاجتماعي و الربا ط و الفهم لنوعية العلاقة بين السودانيين في المهجر و طاقم السفارة..

    نحن نذكر كل ذلك لأننا عشنا بين زمنين في العلاقة مع السفارة..زمن احتراب..و احتجاب و احتراق...و زمن تواصل و انفتاح و اتصال و معرفة...الأول كانت سنواته عجافا و يبابا و نارا ..و الثاني زمن اخضرار أ ينعت و أزهرت حقوله و تفتحت وروده...و فاح عبق طيب عبيرها و عطر كل الزوايا و الأركان..و عرفت فيه قيمة الإنسان السوداني كمفهوم مجرد ... انه سوداني مهما كان موقعه و نمط عمله..و هذه إحدى ثمرات ذلك العطاء المتدفق الممتد..و الذي صاغ مكوناته ونفخ فيه الروح ..و أحيا مفاهيمه...ذلك الدبلوماسي المرموق....

    كل هذه جهود مقدرة...شاركت فيها حرم سعادة السفير جمال، السيدة حياة محمد كرار..و التي كانت في كل تحركاتها الدءوبة المتصلة سفيرة و دبلوماسية غير معينة..أضفت على كل الأسر و المجتمعات في كل حلها و ترحالها فيض من نفحات عمق الصلات و ترف وهج العلاقة السودانية الحق بكل زخمها و مدها و مدادها، فخلقت و أرست ترسانة من الوشائج و الربط الأسري ..الجماعي..و الاجتماعي ..الجامع و المستدام..

    و سنظل نحن و بكل جمعنا مبهورين بهذه اللوحة للدبلوماسية السودانية الرائعة التكوين ، الزاهية الألوان ، الشاملة الكاملة المعالم ، الواضحة الأبعاد ، القائمة على الحقيقة..
    و سنظل نحمد لسعادة السفير جمال محمد إبراهيم مبادراته ..و عمله..و إيمانه..و حبه للسودان و للسلام و لكافة السودانيين..

    حقيقة ، لقد أدى دوره ، كراع..و مسئول و مباشر لكل مواطنيه في ديار المهجر..بكل تجرد و بكل تفان..و بكل التزام..و إخلاص..و مسئولية...و اجتهاد..و إصرار..و إيمان مطلق...برسالته و بواجبه الوظيفي و الأخلاقي و الاجتماعي...و الوطني


    و نحن ..نتمنى له كل الخير..في كل خطوة يخطوها...... هو و أسرته الكريمة.....


    لندن..بريطانيا- 17فبراير2004



    *
                  

06-30-2010, 04:57 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)


    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم

    (43)

    نرجو ان نتتبع معاً الدبلوماسي ، وهو يكتب عن بيروت ولبنان وأزمات السودان في ظل عدم معرفة الآخر له ، والدخول في الأزمة التي كشفت الوجه المعرفي السالب في نظر الاخر للسودان وشعبه ، بخبرته الدبلوماسية وهو السفير السابق بلبنان الذي تم إحالته للتقاعد في أبريل 2009 م ، قبل أكثر من عام .
    نورد المقالين تباعاً ، أحدهما عن السفير اللبناني وعبود ، والآخر يتحدث عن فضية السودانيين في الأوزاعي ، لكشف الذين حملوا السودان في قلوبهم ، كما تكشف الثراء المعرفي للسفير جمال محمد إبراهيم :

    Quote: ما جرى بين الرئيس عبود والسفير اللبناني في الخرطوم: بدون تعليق ..
    عرض: جمال محمد ابراهيم


    الاثنين, 21 يونيو 2010 20:11
    حكى الكاتب السوداني الكبير عمر جعفر السوري ، عن سفير لبناني إسمه خليل تقي الدين ، كان يوما سفيرا للبنان في الخرطوم ، والتقاه في سنوات السبعينات:

    ((في ذلك اللقاء الأول( مع السفير تقي الدين) الذي أمتد لساعة ونيف، روى لي ولضيوفه بعض ذكرياته هناك، وسأل عن معارف وأصدقاء. حكى لنا عن استدعاء الفريق إبراهيم عبود رئيس البلاد، له بصورة عاجلة. قال: "تلقيت مكالمة هاتفية ذات صباح من رئيس المراسم بوزارة الخارجية يخطرني بتحديد موعد لي مع الرئيس عبود لأمر عاجل بعيد الظهر، وأن الأمر لا يحتمل انتظار إرسال مذكرة دبلوماسية. لم تكن بين لبنان والسودان أزمة حينئذ، ولم يكن في سماء العرب ما ينذر بشر أو يبشر بخير. تملكتني الحيرة، وقضيت كل ذلك الصباح في ضيق شديد، أقلب الأمر يمنة و يسرى. دار بخلدي أن الحكومة اللبنانية أو الرئيس اللبناني قد بعث برسالة لم أدر عنها، فيها ما فيها. لم أستقر على رأي ولم أصل إلى ما ينير لي الطريق. قررت أن أستعد للأسوأ. ذهبت إلى موعدي مع الرئيس عبود، وهو رجل متواضع وودود وخجول. استقبلني فور وصولي ولكن بفتور ظاهر من غير عداء، ثم دلف إلى الأمر الخطير الذي جعله يستعجل المقابلة.
    استطرد السفير تقي الدين في روايته ومضى إلى القول : "تمخّض الجبل فولد فأرا. لقد كان في خدمتي طباخ سوداني ماهر ولكنه طاعن في السن، فصار ينسى بعض الأشياء ويتجاهل في بعض الأحيان أوامري وطلباتي عن قصد أو غير قصد، مما دفعني في يوم من الأيام إلى تقريعه بحدة متناسياً فارق السن ولطف الرجل، أتبعت التقريع بحسمٍ في المرتب، ولم اكتف بالتوبيخ بل وجهت إليه إنذاراً بالفصل إن عاد إلى ذلك. لم أحسب قط انه سيذهب إلى رأس الدولة يشكوني إليه، وأن الرئيس سيأخذ المسألة على محمل الجدّ إلى درجة تدفعه لأن يقوم شخصياً باستدعاء السفير. قال لي الرئيس إن الرزق على الله ولكن كرامة كل سوداني تعنيه هو بالذات، ولا يتسامح فيها أبدا، ولذلك أراد أن يبلغني هذه الرسالة ولفت نظري إلى هذا الموضوع، وأنه سيكتفي باعتذار للطباخ عما بدر مني، وأن اصرفه عن الخدمة مكرماً معززاً، إن لم أشأ بقاءه في عمله. اعتذرت للرئيس أولا عن ثورتي على الرجل، ثم رويت له بعض أفعاله التي أنستني وقاري. ووعدته إنني سأعتذر له فور عودتي إلى السفارة، وانه سيبقى على رأس عمله. وهذا ما جرى. لم يكن ذلك الطباخ من أقرباء الرئيس، كما لم يكن من قبيلته أو منطقته. هزّني ذلك الموقف الإنساني والسياسي والدبلوماسي والاجتماعي وما شئتم من الوصف، حتى يومنا هذا." تلك رواية خليل تقي الدين، فأين كرامة السودانيين اليوم من ذلك الموقف، في ذلك الزمان؟!))
    أسوق اعتذاري لصديقي عمر جعفر السوري لاجتزائي قسما من رسالة بعث بها إليّ قبل نحو عام ..

                  

03-25-2010, 10:14 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    " جمال محمد إبراهيم "
                  

03-26-2010, 09:06 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

03-28-2010, 05:25 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: كان هذا هو المناخ السائد والذي حكم خصوصية العلاقة بين الدبلوماسي المعين من المفهوم السياسي ، و بين نماذج مواطنيه في المهجر...إهمال ..و احتقار..هذا هو نمط سريان هذه الصلة....حتى لاح في الأفق عام 2000 و أشرقت فيه إضاءة جديدة و كانت مذهلة,,عندما اقتحم و بكل شجاعة و رجولة سعادة السفير جمال محمد إبراهيم ، و السيدة حرمة حياة محمد كرار و أفراد اسرته ، و كان قد استلم و قتها مهامه بالسفارة..اقتحم حجب الظلام العازلة في أول رحلة للجالية السودانية على متن الباخرة كوين ماري ..و اندهش الجميع بين مصدق..و مكذب..مستنكر و مستغرب..و توالت هذه الاقتحامات في محيط مدرسة الأسر السودانية..ملتقى كل السودانيين بلندن ، و مكان مجمعهم و دارهم الرحبة العامرة..حيث كانت هنالك مجموعة تزامنت و زاملت سعادة السفير ..منهم د. محمد احمد منصور ..أستاذ محمد احمد حريكة ..أستاذ احمد بدري و آخرون..وهنا بدا غزل نسيج جديد يفرد خيوط امتداد نسيجه على مفهوم تواصل جديد ، مستندا على إرث تربية اجتماعية..... فتح أبوابا أغلقت بين السفارة و مواطنيها في المهجر على مصاريعها


    هكذا تحدث الأستاذ عصمت العالم عن جانب من جوانب شخصية الشاعر والكاتب " جمال محمد إبراهيم "
                  

03-30-2010, 06:56 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

03-30-2010, 11:45 AM

جورج بنيوتي

تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 1174

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)


    الصديق عبد الله...

    هذا جزء ممانحتاجه...

    ألاقيك - بعد الإستقرار - ( عدت إلى خرطوم الفيل وذيل الأرنب! ) حول التلاشي ونقاطه..

    قرأتها بنهم المحب لقبلة...

    تحاياعبر هذا وفوق ذاك.

    لك ودي.
                  

06-30-2010, 05:47 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: جورج بنيوتي)





    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم



    (44)

    مقال سعادة السفير " جمال محمد إبراهيم " يتناول فيه إدانة مؤسسة على خبرة وتراث معرفي ، حول نموذج مسلك منسوبي الأمن اللبناني ضد الجالية السودانية في حفل " الأوزاعي " في بيروت ، وهي ظاهرة تكررت بصور أو أخرى من منسوبي دول يربطها بالسودان الكثير من المشتركات اللغوية والثقافية لفئة غالبة من شعوب السودان ، في وقت لم يستدرك الكثيرون ميّزة التنوع الثقافي والإثني الموجود في كل الدول التي تتشارك فيها الثقافة العربية والثقافة الأفريقية جميع أهلها ، وأزمة هذا الفهم القاصر :
    أدناه نص المقال :
    Quote:

    السُّودانُ: هلْ يَكوْنَ وَطناً للنُجُوْمِ ؟ وَهَلْ يَقبل بِنَا إيليا أبومَاضي؟ ....
    بقلم: جمال محمد ابراهيم


    الاثنين, 28 يونيو 2010 20:29


    أقرب إلى القلب:


    ( 1 )

    تناولت الناقدة السعودية لطيفة الشعلان، في مقال نشرعلى مدى يومي 13و14 يونيو/حزيران 2010 في صحيفة الحياة اللندنية ، تحت عنوان :" لطيفة الشعلان تعود إلى قضية أدبية قديمة متجددة: أي حبّ جمع بين فدوى طوقان وأنور المعداوي؟ "، موضوع الرسائل المتبادلة بين الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان والناقد المصري أنور المعداوي . وقد ركزت الناقدة السعودية على ما ورد في الرسائل التي نشرها الناقد المصري الراحل رجاء النقاش، من حميمية بين الأديبين. ولقد رأت في شخص النقاش ذلك السادن الأبيد لرسائل الحب المتبادلة بين أهل الإبداع. وأوردت الناقدة السعودية كيف أن ناقداً من الأردن هو الأستاذ عيسى الناعوري شكّك في ما استخلصه النقاش من كون أنور وفدوى، عاشا قصة حب حقيقية ، بل وملتهبة ، وإن لم يلتقيا وجهاً لوجه ، أو جسداً لجسد ، هذا إن كنا نتحدث عن حب كامل الهوية والتعريف. وليس غريباً أن يختلف الناس حول رسائل الأدباء ، سواءاً تلك التي التهبت فيها لواعج المحبة، أو الأخرى التي خلت من مشاعر الودّ واقتصرت على التفاكر والمناصحة حول موضوعات الأدب، فقد ظلت تشكل معيناً للنقاد على فهم خلفيات الإبداع وتكشف خباياه ، ودقيق المشاعر التي قد تقع بين أديبين . الأديب الأردني رأى في تفسير رجاء النقاش، غلواً لا يجد له أثراً في الرسائل، فيما يورد النقاش رسالة معينة هي الرسالة الثالثة عشرة، وأبرزها دليلا ساطعاً لمحبة ملتهبة بين أنور والشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان.

    ( 2 )

    على أني ما قصدت أن آخذك عزيزي القاريء في سياحة مع رجاء أو مع الناقدة السعودية، وما دار حول حقيقة العلاقة بين أنور المعداوي والشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان . كلا . لقد استوقفني في حقيقة الأمر ما جاء من الناقدة السعودية عن رسائل أخرى بين أديبين، غير أنور وفدوى . إذ أشارت الناقدة الفضلى إشارة عابرة إلى رسائل الشاعر السوداني الراحل محمد المهدي المجذوب إلى الشاعرة العراقية ديزي الأمير، التي كانت مقيمة في بيروت، وصادف أن التقاها المجذوب في ستينات القرن الماضي هناك ، وتبادلا رسائل أشارت الراحلة ديزي الأمير أنها استودعتها رجاء النقاش، بل واستفسرته استعطافاً قبيل رحيلها، أن يطلق الرسائل من إسارها ويعمل على نشرها . رحلت ديزي ورحل النقاش وقبلهما المجذوب ولكن لا أحد يعرف مصير تلك الرسائل حتى الآن. ذلك موضوع أنجزتُ مقالاً حوله في صحيفة "الأحداث" الخرطومية، بتاريخ 11 سبتمبر 2009. والذي أثار حفيظتي هو جنوح الناقدة السعودية لإصدار حكمٍ قيميٍ لا حيثيات له ولا مبررات، إذ ذكرت أنه لو كان لهذه الرسائل التي تبادلها الشاعر المجذوب مع الشاعرة العراقية ديزي الأمير، من قيمة أدبية تذكر، لما تردد رجاء النقاش في نشرها. كتبت الناقدة الشعلان بأن رجاء النقاش أهمل رسائل المجذوب الى ديزي، وكتبت بالحرف الأوضح : ((لأنه ببساطة لم يجد في تلك الرسائل القيمة الأدبية والجمالية والتاريخية التي وجدها في رسائل أنور وإلا لنشرها من دون تردد.)) بعث إلي صديقي الكاتب الأديب عمر جعفر السوري من مقامه في كندا، مرفقاً الكترونياً حوى ما كتبته الناقدة السعودية ، وكان حانقاً على الطريقة التي عبّرت بها عن رأيها . كتب إليّ عمر : ((مؤسف هذا الاستنتاج الذي لا يسنده برهان ولا يعضده دليل. هذه هي - للأسف الشديد - نظرة الانتلجنسيا العربية إلى المبدعين السودانيين. فهم يستغربون - في كثير من الأحايين - كيف بزغ نجم الطيب صالح، وكيف سطعت أنوار الفيتوري؛ ولا يعرفون غيرهما...)) ومن لا يملك إلا أن يوافق صديقي عمر فيما كتب . .؟

    ( 3 )

    ثم ما علاقة كل ذلك بما وقع للسودانيين في بيروت هذه الأيام . . ؟

    وقفت ملياً في الذي جائني من الصديق عمر جعفر، وأنا أتابع أخبار الأزمة السياسية "غير الرسمية" التي نشبت بين السودان ولبنان، إثر استعمال بعض عناصر الأمن العام اللبناني عنفاً جسدياً ولفظياً تجاوز سقف المعقول، وهم ممن لا يُعرف عنهم سعة أفقٍ أو أقل إدراكٍ بأحوال السودان ، هذا القطر العربي الأفريقي الأكبر، كون بنوه يتحدثون اللغة العربية، لسان أمٍ لا لغة ثانية، عدا الأقليات في جنوبه أو في غربه ، فكأن "الاستعراب" عند ابناء الشام أو مصر، هو محض عرق ولون بشرة . وإني أقول هنا :"بعض عناصر الأمن العام"، ولا ألقي تعميماً على العواهن، لمعرفتي اللصيقة نسبياً بأوضاع لبنان، وكيف يجري تجنيد مثل هؤلاء الشُرَطيين الذين أشكّ أن مناهج الجغرافيا أو التاريخ في مدارس الأساس أو التعليم الثانوي الذي جاءوا منه، تضمنت ذلك اليسير عن الوطن العربي : من فيه، ما ثقافاتهم، وأين أماكن إقامتهم وعاداتهم وتقاليدهم . فيما احتوت مناهجنا في السودان منذ بدايات القرن العشرين، نماذج من الأدب العربي - نحن الذين تلقينا تعليمنا الأوسط في ستينات القرن الماضي- نحفظ من شعر الشام ووادي النيل، ما ناءت بحمله ذاكراتنا ونحن في سنوات التعليم الأولى تلك، فإنك لا تجد لشعر شعراء السودان أثراً في مناهج الأدب العربي في مدارس الشام، إلا بعض استثناء لا يُرى. وليس أقرباء الوادي بأحسن حالا . الشام ومصر سمتهما الناقدة السعودية "مجتمعات بلاد المركز". ذهلت للذي حدثني به صديقي جعفر أنه قرأ احتجاجا قبل سنوات على إدراج قصيدة في المناهج المصرية، وطالب مصري جاهل بأن تحذف تلك "القصيدة الركيكة" – حسب زعمه المريض- من المنهج، والقصيدة التي عناها هي رائعة التجاني يوسف بشير "في محراب النيل". براءة السودانيين قادتهم لايداع مخطوطة ديوان التجاني يوسف بشير لدى أدباء وشعراء كبار في القاهرة لأغراض النشر، فاستخزنوه وضنّوا باخراجه سنين عددا ، ولا تفسير لهذا المسلك إلا الغيرة الأدبية عند هؤلاء، ولا أقول السرقة، والتي أراها الدافع الأقرب للمنطق . النقاد الكبار في سنوات القرن العشرين يشهدون للشعر السوداني بجزالة فاقت الكثير مما في شعر الشوام في تلكم السنوات. نحن الذين موسقنا شعر المهجر فاخرجناه غناءاً عربياً ولحناً باهراً ، مثلما فعل الراحل الفنان أحمد المصطفى في "وطن النجوم"، أو "السوسن البرّاق"، وهما من جميل شعر الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي، لا نملك إلا أن نعجب الآن إذ نسمع من رواة الأزمة المحزنة الناشبة، أن بعض عناصر الأمن اللبناني كانوا يستعجبون ويستهجنون نطق السودانيين باللغة العربية المحكية ، ظناً من بعضهم أن اللغة العربية عند السودانيين، هي لغة ثانية. وإن شئت أن أحكي لك عن تجربة شخصية، فإني سمعت بأذنيّ، وأنا سفير هناك قبل نحو عامين، أحدّث بعضاً ممن أعرف ، فتتهامس الألسن اللبنانية متساءلة من حولي : أيتحدثون العربية مثلنا ! ؟

    ذلك نقصان يُلام عليه النظامين التعليميين في لبنان وفي السودان، أو أكثر من ذلك هو تشويه تاريخي لصورة السودان استوطن مخيلة الشوّام خاصة . كيف يظلّ نفر، قلّ عددهم أم كثر، في الوطن العربي، الذي ظللنا ننتمي إلى جامعته العربية، عامهين في مثل هذا الجهل المطبق، فلا نحن وثّقنا علاقاتنا الثقافية والتعليمية مع لبنان، ولا لبنان قوّمت مناهجها التعليمية في مراحل أساسها لتلقين صبية مدارسها، أن السودان بلد ينتمي تاريخياً للوطن العربي، متجذراً في افريقيا، وأنه عضو في الجامعة العربية منذ 1956، وأن السودانيين يتحدثون العربية ، على الأقل في أكثر من ثلثي رقعته الجغرافية. الذي أعرفه أن اللغة الأجنبية- لا العربية - في كثير من البيوت اللبنانية، هي لغة التخاطب بين أعضاء الأسرة الواحدة . بعض الأسر اللبنانية وإن كانت قليلة بالطبع، ترى التحدث باللغة العربية المحكية، مجاملة لمخاطبيهم ممن يعدّونهم أقلّ درجة في التراتبية الاجتماعية. لن أظلم الأغلبية، ولا المتعلمين والمثقفين، ممن توسّعت تجاريبهم الحياتية ، عبر السفر أوالاحتكاك بثقافات أجنبية أخرى، أو عبر المتاح من الفرص التعليمية العالية، فهم النفر الغالب وسواهم الإستثناء المستهجن. لا ينتقص ذلك بالطبع من توجه النخب اللبنانية والتزامها بالثقافة العربية، ولا نشكك في مكانة لبنان أوعاصمتها بيروت، عاصمة الكتاب في العالم لعام 2009، والتي ظلت وستظل مركز إشعاع لا تنكره عين. لكن صديقي عمر يتلمس نظراً سالباً، يحمله على الأسى عند بعض هذه النخب المثقفة، كونهم يستعجبون كيف بزغ نجمٌ في سماء الرواية العربية مثل الراحل الطيب صالح من السودان ! أو الفيتوري في الشعر . "وطن النجوم" الذي غنى له إيليا أبو ماضي هو لبنان فحسب، لا يرون للسودان ولا لغيره، فرصة لأن يكون وطناً للنجوم، يا هذا !

    ( 4 )

    ماذا لو عقدنا مقارنة ، غير كاملة التأهيل، بين تلك الرؤية التي استكثرت على شاعرنا المجذوب جمالية رسائله إلى الشاعرة العراقية ديزي الأمير، وذلك السلوك القبيح الذي عالجت به بعض عناصر الأمن العام اللبناني، أمراً يخص السودانيين من أبناء الجالية السودانية في بيروت، حين تداعوا لنصرة صبي يعاني مرض السرطان، في حفل اقاموه قبيل أيام قليلة في وسط بيروت ؟ ألا ترى عزيزي القاريء أن الجهل في الحالتين جهل مستهجن وقبيح ..؟ ما تجرأتْ عليه عناصر الأمن فعل منكر، وما جاء من الناقدة السعودية، قول منكر بلا شك . ما الذي يدفع البعض في الوطن العربي- وهو وطن كله مستعرب متعدد الأعراق ولكنه منتمٍ لثقافة عربية ولسان عربي واحد- إلى النظر لكل ما يجيء من السودان وكأنه غريب وهامشي ؟ هل لو أنكرنا - من هنا - على اللبنانيين عروبتهم، وجلّهم ممن خالطت جيناتهم أعراقاً فينيقية وأجناساً غير عربية من تركيا وأرمينيا وغيرها، هل يقبلون نكراً كهذا ؟

    أما الناقدة السعودية والتي لم تطلع على رسائل المجذوب وهي لم تنشر أصلاً، فقد سقطت في فخ الاستخفاف بالسودان وأدب السودان، بلا حيثيات وبلا مبررات . ما عسَرَ عليها أن تدّعي أن أدب الرسائل هو شأن "مجتمعات عرب المركز"، كما جرى توصيفهم بقلمها في مقالها آنف الذكر، ولا حظ لمن في "مجتمعات بلاد الهوامش" أن يكتب رسائل أدبية ذات قيمة وجمالية ! سقطة الناقدة السعودية تماثل سقطة الأمن العام اللبناني، والذي تركته الدولة اللبنانية الرسمية وحيدا يواجه غضبة الشارع السوداني. الحذاء الذي داس على كرامة السوداني في "الأوزاعي"، هو ذات الحذاء. ولكن وراء من ستحتمي الناقدة الظالمة..؟

    لن أجد عذراً لقبح الفعل ولا لقبح القول، في كلا الحالتين. يحقّ لنا أن نرى ظلما بيّناً يجب إدانته، ولعلي لا أملك إلا أن أصفه بأنه فعل ينمّ عن دوافع ظلم عنصري لا يقبل به أحد . عن عناصر الأمن وخبال فعلهم ، أعجبني ما جاء من الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط ، إذ يذكّر أبناء جلدته، أن الفعل الذي جاء من بعض عناصر الأمن العام، فعل مخجل ، خاصة في بلد ظل يتبجّح بأنه صاغ وثيقة ميثاق حقوق الإنسان، والتي توافق عليها العالم بعد سنوات ثلاث من انتهاء الحرب العالمية الثانية ! ما أصدق جنبلاط، إذ المهمة الكبيرة التي انبرى لها مندوب لبنان شارل مالك في عام 1948في اللجنة التي رأستها مدام روزفلت ، هي التي انتهت باجازة هذا الميثاق الذي أعاد للإنسانية اعتبارها لذاتها . وقد أبلى شارل مالك بلاءاً عظيما في الصياغة الانجليزية والعربية - ومعه اللبناني الآخر أمين نخلة- ولمن لا يعرف فإن شارل مالك، هوالذي تولى منصب وزير خارجية لبنان، في أواخر سنوات الخمسينات، كما هو ذلك المفكر والفيلسوف الذي علّم الفلسفة في الجامعة الأمريكية، ودرس على يديه نفر من السودانيين تلكم السنوات. شارل مالك الذي نحكي عنه، هو من أصدقاء وزير خارجية السودان في خمسينات القرن الماضي ، الأستاذ الراحل محمد أحمد محجوب.

    كان لافتاً صدور بيانٍ عن قيادة حزب الله يستنكر "ما ارتكبه بعض عناصر الأمن العام من ممارسات بحق مواطنين سودانيين وأفارقة يعملون في لبنان خلال تجمعهم قبل أيام في منطقة الأوزاعي، وأبدى تضامنه معهم في محنتهم التي سببتها هذه الممارسات العنصرية"،

    ثم تصريحات إدانة صريحة لما وقع من اعتداء على السودانيين في "الأوزاعي" من شخصيات سياسية نافذة في لبنان، من أنهم لا يقبلون المساس بسمعة السودانيين وكرامتهم ، وطالب البيان بالتحقيق وبمحاسبة الذين شاركوا في إلحاق الأذى بالجالية السودانية في لبنان، وهي من أعرق الجاليات وأرسخها مكانة. العقلاء في لبنان كثر وينبغي أن لا يغفل السودانيون الغاضبون عن سماع صوتهم، أو يأخذهم الانفعال ويأخذنا إلى أبعد من رفع صوتنا بالاحتجاج، دون الحاق الأذى بمن لا جريرة لهم في الأمر الذي وقع، ويتحمل مسئوليته سفهاءُ قومٍ غير مدركين أبعاد فعلهم المخزي . علينا أن نحثّ المسئولين الكبار والعقلاء هنا وهناك، أن يكون لغضب الشارع السوداني تفهّم واعتبار، وأن يرتقي الإخوة في لبنان برفع الاعتذار الواجب بعد التحقق في الذي جرى، كما على القيادة عندنا أن تولي كرامة المواطن السوداني، عناية ونظراً واهتماما ..

    ( 5 )
    في عام 1956 والعدوان الثلاثي يستهدف مصر الصامدة وقتذاك ، وقف محجوب وزير خارجية السودان، متحدثاً بإسم الوفود العربية في الأمم المتحدة، وقد اختاره الوزراء العرب لهذه المهمة باجماعٍ مميز ولافت. أعجب إذ أسمع شائعة، لا سند لها فيما توفر لي من معلومات، أن دولة لبنان قد احتجت على انضمام السودان لجامعة الدول العربية، لكأن أصغر دولة في الجامعة تملك "فيتو" على مثل هذا الانضمام ، وكأنا لا نستذكر أن للسودان أقوى وزير خارجية ، حجة ومكانة وهيبة، في ذلك الزمان، وهو محمد أحمد محجوب، وما أدراك من المحجوب! من كان يملك احتجاجاً على تولي ذلك الوزير المهيب قيادة الوفود العربية في الأمم المتحدة في 1956، أو في عام 1967، بعد هزيمة يونيو المهينة التي ذاقت مرارتها، قبل الآخرين، "مجتمعات بلاد المركز"، لو استعرنا تعبير الناقدة السعودية . . ؟ أعجب، بل آسى أن لا أسمع صوتا لبنانياً يردّ على هذه "الشائعة الفولكلورية" ، وكأن الأمر لا يعنيهم ، أو هم على راحة من سماع مثلها! الخشية ان تكون صورة السودان في المخيلة العربية هي إلى اهتزاز ، والخشية الأكبر في أن يكون لمثل هذا الاهتزاز تداعياته على مصائر السودان في الأشهر القادمة. عروس البحر التي سينبتر نصفها السمكي ، لن تستطيع الطيران بنصفها العلوي في الفضاء ، كما لن تتمكن من السباحة في البحر !

    وإني لأودّ أن استميح روح الشاعر اللبناني الراحل إيليا أبوماضي عذراً ، لأعدّل في قصيدته التي تغنّى بها المغنّي الرّاحل أحمد المصطفى : "وطن النجوم". إني أرى ايليا يهبّ معتذراً ويعدل أبيات قصيدته لوطننا السودان ، مهابة وكرامة وعزّا :

    وَطن النجــومِ أنا هُنا .. حـــدّق أتــذكر مَــن أنا؟

    . . . . . . .

    للــه سرّ فيــــك ، يــــا .. "سودان" ، لم يعلــن لــنا

    خلق النجوم و خاف أن .. تغوي العقــول و تفتــنا

    فأعــار "نخلك" مجــده .. و جــلالــه كي نؤمــنا

    زعموا سلوتك..ليتــهـم .. نسبوا إلــيّ الـمـمكــنا

    فالمرء قد ينسى المُسيءَ .. المُفتـري ، و المُحســـنا

    والخَمـرَ و الحســناء َ، .. والوَتــرَ المُرنّحَ ، و الغـِـنا

    وَمرَارة الفقــرِ المُـذلّ .. بــَل ، وَ لــذّات الغِنـــى

    لكنّــــهُ مهمَــا سَــلا .. هيهَــاتَ ينسَــى المَـوْطِــنا



    الخرطوم – 26 يونيو 2010




    ألأكرم :سعادة السفير جمال

    بهذا أنت حقيق أن تصعد قمة تمثيل بلدِك في بيروت
    في زمن " الهرج " الكبير ، فكنت في كل مرة أنضر قلمك مما كنا
    نحسب أنا نعرف .
    لك الشكر الجزيل
    أحييت قامة الوطن بمضاء نثيرك ، وتعديل الشِعر
    مجدول من مشاعر وطن استوطن قلب كاتبه .
    وتقبل محبتنا



    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 07-01-2010, 10:07 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 07-02-2010, 06:23 AM)

                  

06-30-2010, 11:01 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: قبلَ انْبثاقِ الشّمْس ِ، في غَسَقِ الكَلام ْ،
    وَقبْلَ أنْ يتعشّق الوَرْدُ النّـدَى ..
    قبلَ انْطِلاقِ الرّملِ ، بَعدَ تدَاولِ التُفّاحِ ،
    قافيةً تُسَرْبِل نفسَهَا في شَهقةِ البُستانِ في الجسَدِ الرّخام ْ
    ثمّ تُحيلُ أحمَرَها خُدوداً للغواني السّاحِراتْ ..
    الفارسيّاتِ الجميلاتِ . .
    اللوَاتي كَيْدُهُنّ غوايةُ الشُّعرَاءْ
    واسْتِهلالُ عَهْدِ العِشقِ في زمَنٍ بكَى في ليْلِهِ الفُقراء . .
    قُمْ يَا حافِظَ الشِّعراءِ في شِيْرَاز
    هاهُنّ احتمَيْنَ بِسوْرِ قبرِكَ ، يستثِرنَ الوَجْدَ
    أنْ يَصْحو ليُطْرِبَ قلبُكَ العَذْراءْ
    هيّا قُلْ لنَا :
    لَوْ أنّ رَتلَ الفارسياتِ الجميلاتِ احْترَقنَ صَبَابةً
    وذرَفنَ دمْعَاً جارِفاً بمزَارِك القُدُسيّ
    هل تغفِر لَـهُنْ ؟
    لَوْ أنّ تفاحاً ترَمّل حَسْرَة بِخُدودِهُـنْ
    فهَلْ ترىَ بُستانَ وَرْدِكَ حاضِراً ، فيكونَ عِيدُكَ عِيدَهُـنْ ؟
    يبكيْنَ حوْلكَ . .
    كيْفَ قلبُكَ لا يليْن وأنتَ شيْخُ العاشِقينَ وَشيْخُهُـنْ ؟


    مثل هذا الخيط يجوز فيه أن
    تطوف حاسر الرأس ما أستطعت
    ثم تنقلب إلى أهلك مسرورا
                  

06-30-2010, 12:11 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: Mohamed Abdelgaleel)




    الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم


    (45)

    نعم أخي الأكرم : محمد عبد الجليل
    كتب هذه القصيدة ن بعد أن أخطرته وزارة الخارجية في الخرطوم انه قد بلغ الستين ،
    وعليه أن ينهي عمله خلال (21) يوماً ، تنقضي فيه كافة المراسم في توديع وزير الخارجية ورئاسة الوزراء
    والفعاليات المتنوعة في الدولة والمعارضة بتقسيماتها المعقدة ز استدعى القائم بالأعمال من السودان لتسلم مهام القائم بالأعمال لحين تعيين السفير الجديد . منحه رئيس الجمهورية اللبناني وسام الأرز برتبة ضابط عظيم .
    وغادر وكانت قصيدته هذه وخزة وداع .




    كُلُّ غِناءٍ سِوَى شدْوِ قلْبي غٌثاءْ . .

    شعر : جمال محمد ابراهيم

    ***

    لأنِي رأيتُ زُمُردةً فِيْ المَسَاءْ
    توهّج قنديلُ عُمْري وسَافرَ مُلتمِعاً فِيْ السّماءْ. .
    مُضيئا كمَا وَجْنتيك ِ. .
    وَمِثلَ الشّهابِ يَجيءُ سِراراً ودوْنَ احْتفاءْ
    فَلا تَسْألي كَيفَ كُنتُ وَلا كَيْفَ صارَ النّواحُ غِناءْ
    وَلا كيفَ صارَ النّدَى غَيْمَتيْنِ ِ
    فعمّدَ حُزنِي وفيضَ أسَاكِ ، برَشّةِ ماءْ
    مِنَ السُهدِ أحْرَمتُ ثُمّ انتويتُ الرّحيلَ
    فأينَ القوافلُ ، أينَ الرواحلُ ، أينَ الحُداءْ ؟
    لِعينيكِ أسْرَجتُ خَيْلي قُبيلَ الصّباحِ
    وقبل احْتشادِ الندَى فِي المسَاءْ
    وَناداكِ مِن قَبْوِ أيامِهِ المُستبداتِ شَاعِرُكِ المُسْتكينُ
    فهَلْ فارَقَ البَرْقُ رَعْدَ النِداءْ ؟
    بَرَى القلبَ شَوْقُ إليكِ. .
    سِوَى أنّهُ - قبْلَ فيضِكِ أنتِ - بَرَاهُ الشتاءْ
    وقبلَ اشتعالكِ أنتِ وَقبلَ انطفاءِ الأسَى
    قدْ غشَاهُ انْطفاءْ . .
    وأنك أيقونةٌ لِلكلامِ المُزوّقِ ،
    أجنحةً من عبيرٍ ، وَعُصْفورةٌ فِي الفضَاءْ
    لقلبي مزاميرُهُ فاسْمَعِيني
    فكُلُّ غِناءٍ سِوَى شدْوِ قلبي غُثاءْ . .


    بيروت : أبريل/نيسان 2009
                  

06-30-2010, 12:23 PM

أحمد التجاني ماهل
<aأحمد التجاني ماهل
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم . (Re: عبدالله الشقليني)

    صديقي الرائع: عبد الله الشقليني
    لك التحية والتقدير على هذا التمدد الثقافي البديع وأنت تجعلنا نغوص في عالم الروائي والشاعر جمال إبراهيم. حيث أننا تكايفنا مع هذا البوست الجميل وشاعره المبدع. ونحن في شوق لمعرفة المزيد من هذا التتطواف عن هذه القامة.
    أحمد التجاني
                  

06-30-2010, 08:11 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم . (Re: أحمد التجاني ماهل)

    Quote: صديقي الرائع: عبد الله الشقليني
    لك التحية والتقدير على هذا التمدد الثقافي البديع وأنت تجعلنا نغوص في عالم الروائي والشاعر جمال إبراهيم.
    حيث أننا تكايفنا مع هذا البوست الجميل وشاعره المبدع. ونحن في شوق لمعرفة المزيد من هذا التتطواف عن هذه القامة.
    أحمد التجاني



    الأكرم : الصديق الأستاذ / أحمد التجاني
    تحية طيبة لك ،
    عندما زارنا أيام الانتخابات كنا نطمع في زيارته القصيرة
    أن يحدثنا عن تجربتيه الشعرية والروائية ،
    ولكن انكباب الجميع في المنتدى على تتبع الانتخابات
    قد شغلت الجميع عن السانحة التي يسرتها تلك المصادفة

    ونأمل في تكرارها

    شكراً جزيلاً لك

    *
                  

07-02-2010, 06:53 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم . (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

07-26-2010, 07:38 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر والروائي الدبلوماسي : جمال محمد إبراهيم . (Re: عبدالله الشقليني)

    لم يزل سعادة السفير " معاش " يكتب المقالات المنثورة في سودانايل والأحداث
    بصورة راتبة ، وقد تناول الكثير من القضايا والفكرية والثقافية والتاريخية ،
    في ظل أزمة الوطن الذي يوشك أن يتفكك ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de