|
|
 ياشيكا العائدة من السماء
|
بعض الكلمات تولد بموسيقاها الخاصة .. شيء كصلاة متبتل بجوف الليل تنصت لها أذن إله سميع .. وهكذا كانت ياشيكا
م ا ي
هنالك حيث أنزل الله نيله منذ بدء الأزل , ولدت جنان صغيرة على ضفافه , ترضع من ثديه آناء الليل وأطراف النهار , لذا عندما يخصب رحمها لا تنجب سوى الفرسان والحور ,رجال لا ترى فروسيتهم و نساء لا يرى جمالهن إلا في جوف الأساطير .
في تلك الليلة عندما أكمل الزمان دورته , و بلغ القمر مبلغ الحكمة كان يدرك الآتي فأنصب عينيه جهة الأرض ترقباً وانتظاراً ,, ليلتها انشق رحم الأرض فأخرج شجيرة ياشيكا ,, ضئيلة كومضة شمعة أخيرة ,, جميلة كبسمة الطفل الغرير , عودها الرقيق المخضر كان بالكاد يقوى علي حمل الورقتين الصغيرتين بجلدتهما المتجعدة كبشرة مولود جديد , كما انتفض رحم إمراءة تقطن ذات الدار,, لتخرج للدنيا مولودة صغيرة الحجم بلا صراخ , انتظرت أمها سماع صوتها وحين جاوبها الصمت نظرت إليها في وهن فوجدت وجهها يتألق بابتسامة كخطف اللؤلؤ فأدركت أن ا بنتها قد سرقت قلبها , ثم قامت بمسح العرق عن جبينها بعد ذلك المجهود الخارق فتناثر من بين أصابعها على خدي المولودة التي ألقت برأسها يميناً جهة الفناء حيث كانت قطرات الطل تغسل الورقتين المتجعدتين على مهل , وقتها كان الفجر الغافل ينفض عن عينيه النعاس في انتظار أن يؤذن له بالخروج .
الزغرودة الطويلة التي انطلقت من شفتي إحدى النساء اللاتي ازدحم بهن الدار بلغت سمع أبيها الذي ذهب في غفوة صغيرة في الفناء وعندما فتح عينيه وقعتا علي الياشيكا الصغيرة بورقتيها المنفرجتين كأنها تبتسم مهنئة إياه فداعب جلدها المبتل بالطل في سعادة و علم وقتها بالاسم الذي سيطلقه على مولودته الجديدة
لم يكن الارتباط بين شجرة الياشيكا و ياشيكا الطفلة غريباً فهما تنتميان إلى أرض الأساطير التي يزخر ترابها بتبر الحكايات منذ عهد الأسلاف الأوائل ولكن بصيرة القوم القاصرة اتسعت حدقتها وهي تموج بماء العجب و انتصب حاجبها بفعل الدهشة والشجرة تذبل وريقاتها حينما تصاب ياشيكا بعلة وتزدهر وتخضر حينما يغادرها السقم وتتمايل وتتأود حينما تضحك ياشيكا و تهتز وترتجف أوان غضبها وتهدأ وتسكن لهدوئها وسكينتها فطارت بالخبر الألسن التي اعتادت على الثرثرة وضاقت حدقتا الفضول وهي تترصد الطفلة فأصابت القلوب لعنة العيون حين ارتد بصرها هاوياً وترك شيء مثل الحكة في جدار القلوب والشفاه تلهج بذكر هذا الجمال الذي لم ير في الأولين ولا ينتظر في الآخرين , فهويتها القلوب وتعلقت بها العيون واستسلمت لها الأرواح وهي بعد طفلة دون العاشرة لازالت لاهية بالدمى الطينية وعرائس القماش , يتعلق قلبها بكل طير مغرد وغزال شارد , تركض في الطرقات غافلة عن الرؤوس التي اشرأبت من وراء الجدران والأعناق التي التوت والشفاه التي ارتجفت لوقع خطاها بموسيقى الوجد وتراتيل البراءة وهي بعد لم تتلوث بكيد النساء وغنج الغانيات
عندما ثار بركان صدرها واستوت دائرة كفلها واكتمل ذلك السحر الذي يختبئ داخل هاتيك العيون أصيب القوم بداء ياشيكا الذي لا شفاء منه فتكاثر المريدون وتعاظم العاشقون وانفرط عقد العقل عند جماعة العقلاء فارتدوا صبياناً يلهجون بألف باء العشق, وقتها كانت الشجرة قد استوت على عودها وتطاولت قامتها وتأودت فتجاوزت السور وعانقت السماء عناق العارف المشتاق وهي تواجه الطريق الترابي الذي يمتد متعرجاً حتى ضفة النيل كأنها تراقب ياشيكا في غدوها ورواحها وقد اكترى المريدون قارعة الطريق سكناً ينتظرون شروق شمسها ويودعون غروبها في انتظار الغد فأدركت بحدس الأنثى خطر ما تملكه فاحتجبت بالدثار وتوارت بالثياب بيد أن المزن قد تغطي الشمس ولكن لا تخفيها والأرض تبتلع الماء ولكن لا توقف جريانها فطبق خبرها الآفاق و تكاثر علي المكان المغامرون والعاشقون وعابري السبيل يأتون فرادى وجماعات يأتون من كل فج عميق .
حتى النساء عشقنها وحسدنها وخفن علي أزواجهن من خطرها فتدافعن بحثاً عن جمال بلى أو آخر ولى وهن يشددن الرجال إليهن في عزم أكيد ولكن هيهات هيهات فقد سبقتهن ياشيكا إليهم فاحتلت القلوب وخلبت الألباب فتردد اسمها في دعاء الصلوات وغناء المغنين وشدو الشعراء حتى أنه انطلق من بين شفاه الرجال وهم يقبلون زوجاتهم اللاتي ما عدن يرثن منهم غير الغضب العاجز والحسرة المقيمة .
القلة القليلة التي انطفأت فيها جذوة الحياة ولم يعودا ينتمون إليها إلا بقدر ما تتردد في صدورهم أنفاسها الأخيرة باردة مشطت أياديهم المعروقة لحاهم المبيضة وهم يتداولون في شأن ياشيكا الذي تجاوز الحد في عرفهم ولابد من إيجاد علاج ناجع له , فنظروا في سيرة الغابرين وأساطير الأولين علهم يجدون ترياقاً لها وعندما أعيتهم الحيلة في هذا الأمر الجلل تمايلوا على ذكر سيرتها التي تنشر في مفاصلهم الدفء وتشمل أجسادهم بالرعشة و فرت من بين أسنانهم الساقطة زفرات حرى لا تليق بوقار مجلسهم ولا بياض لحاهم فتعللوا بأول هبات الشتاء التي لما يؤذن لها بالخروج من جبال الثلوج عند أقاصي الشمال بعد .
إلا أن كبيرهم لملم شتات نفسه والبس جسده بعباءة الوقار وتلثم وجهه بدثار التجهم ورفع يده إلى السماء فسكن القوم من حوله في انتظار كلمة تحررهم من سحرها إلى الأبد
- تحجب ياشيكا ولا يرى لشمسها شروق جديد
هكذا خرج صوته من بين أسنانه المتساقطة فتلقفه الآخرون وأتبعوا سبباً حتى بلغوا مجمع الناس فأطلقوا صراح القول في صوت يمزج بين الشماتة والسخرية فتلقفه الآخرون مابين الدهشة والجزع والحزن وتطاير كأشعة شمس صيفية فعم البلاد وغم العباد .
يكمن الحب في القلب كمون النار في العود , يرى أخضراً يانعاً وفي داخله يضرم أوار النار لميعاد معلوم وهكذا فعل القوم وهم يكتفون بالاستسلام والعويل فتكأكأ البناءون والنجارون والحدادون علي المكان وسرعان ما انتصب صرح قائم حفه الحديد والحجر عازلا بين ياشيكا وياشيكا فغابت واحدة وذبلت الأخرى حزنا وشوقا.
كانت ياشيكا تحكي حال ياشيكا وهي تزداد ذبولا ووهنا حتي تساقط ورقها وتجرد ساقها فأضحت هيكلا من بعد ماكانت خضراء تسر الناظرين .. نبض الحرمان أنت منه الصدور ففاض حنانا ووجدا علي ساقها الأجرد فأضحى مقيلا للعشاق وبركة للمسافرين وشفاءا للمرضى والأخرى يسمع غناؤها حزينا في الليالي المقمرة فيحمر بدرها وتدلهم سماءها من ظلم الانسان لأخيه الانسان
عندما أتى الخريف وأخصبت الأرض واهتز جانبيها من كل أخضر وأصفر ظلت الياشيكا سامقة العلو جرداء الأطراف حتي أضحت معلما يوصف به فزارتها العنادل وغنتها العصافير وبكاها الحمام بهديله الرخيم ومقدمتها تميل جاثية علي خاصرتها تنتحب صنوها المحجوب عنها حتي عرفت بياشيكا الباكية ثم بياشيكا القانطة .. والأخرى استبدل غناؤها الحزين صمتا وشدوها الجميل يأسا ففاضت الجموع غضبا عندما تهاوت الأولي وصمتت الثانية فدمرت سواعدهم الصرح القائم وعندما ولجوا اليها كانت تبدونائمة وليست بنائمة فتلقتها الأيدي ولحظتها العيون وهي تثوي في مثواها الأخير ويواريها الثرى كنزا ضاق ظهر الأرض بهفتلقفه باطنها .
سكنت الأغاني وهمس العشاق وسمر السمار ومابين صنوها وصرحها المهدود كانت تطل في ليالي الصيف الهانئات فتلهم الشعراء أشعارهم والضالون سواء السبيل
محمد الطيب يوسف
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: ياشيكا العائدة من السماء (Re: محمد الطيب يوسف)
|
==========================================================
يكمن الحب في القلب كمون النار في العود
==========================================================
ساطع ذلك النور من الحريق ....دائما هنالك من يشعله
لقد جئت بقبس من النار يا صديقي....
فها نحن نصتلي....
بدفء الحروف.....
كل الود...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ياشيكا العائدة من السماء (Re: salah ismail)
|
Quote: ساطع ذلك النور من الحريق ....دائما هنالك من يشعله
لقد جئت بقبس من النار يا صديقي....
فها نحن نصتلي....
بدفء الحروف.....
كل الود... |
ساطع ذلك النور من البريق ياصديق
مابعد الاصطلاء سوي الحريق
وقد يعقب الفناء حياة
ودي العميق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ياشيكا العائدة من السماء (Re: إسحاق بله الأمين)
|
Quote: الأخ العزيز / د. محمد
ما كان للتوأمان أن تكون نهايتهما تلك النهاية المأسوية
لاجف مداد إبداعك يا دكتور |
انما أحطتك بتأويل مالم تحط به علما من قصة ياشيكا يا أبوأحمد ولست أنا من قرر ولكنه أمر حيك بليل من شياطين الجنان
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ياشيكا العائدة من السماء (Re: إسحاق بله الأمين)
|
Quote: الأخ العزيز/ د. محمد
ما شاء الله حضور مكثف هنا وهناك
الأخ بركات الآن في صحبة "ياشيكا"
وينقل إليكم إعجابه بكتاباتكم الرائعة
مزيد من الإبداع يا دكتور |
الجميل / أبو أحمد
في حضرتك وحضرة استاذنا بركات يطيب الجلوس
مهذب أمامكم يكون الكلام
تحياتي عبرك لي بركات وبلغه تحياتي وأشواقي
ويحلو الحديث معكم في شأن ياشيكا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ياشيكا العائدة من السماء (Re: فدياس نجم الدين)
|
Quote: ياله من نص ويالها من كلمات
هنا الرمزيه و الخيال
يمكن لي أن أفسرالنص
بحسب رؤيتي
ويمكن لأياً أن يفسره حسب ما يري
فلك أسجل أعجابي ومزيد من الإبداع |
الجميل فدياس
تحياتي وودي
شاكر انا قراءتك العميقة الجميلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت ملاوذ تجي ناطي لي بسؤالك الحاتجاهلو بالتأكيد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 عمل جدير بالإحترام و النظر (Re: محمد الطيب يوسف)
|
أخي دكتور محمد
تحية و سلام
أخي و أستاذي إسحاق بله
لا تعجب للنهاية المأساوية و لا تبـتـئـس، فقد قدر لها ذلك
عمل جدير بالإحترام و التقدير
و آمل أن يجد حظه من النظر و النقد، لأنه يغوص في عمق الواقع في مجتمعنا المعاصر
أتابع معكما
ودي العميق
.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الشجرة هي الأصل (على الأرض فقط) فلا قيمة للصورة منها (Re: ابي عزالدين البشري)
|
الشجرة الأصل .... المولودة هي الصورة (مجرد ظن)
الصورة قد تشابه الأصل و قد تتعرض للتزييف و الإبتذال
قد يستغرب واحد من الناس من أن الصورة، قد تعرضت للتزييف، فما الذي حدث للشجرة الأصل (الأرضي، لا السماوي).
و مجرد الإتيان بصورة من الأصل و محاولة إقناع الناس بأنها ذات الجوهر هو دعوة للإيمان (بمتغير) نشكله حسب رغباتنا. فإذا آمن الناس (بالصورة) ثم طالها التغيير، الحذف و الإضافة أو (عتمت) ، فهذا يعني (موت الأصل)، قبل الصورة و هذا ما تناوله النص.
و لكن الشجرة الأصل (أو التي ولدت أولاً على سطح الأرض)، هي أيضا ليست أصلا؛ لأنها فقدت (القدم) ، بحداثتها و ميلادها الجديد و وجودها الحديث في المجتمع الذي كان يتأملها و يتأمل (الصورة) منها (المولودة ياشيكا)؛ فنسبها إلى منبع سماوي
يترقب حدثا على الأرض
هي تنزل من شجرة أصل، نورها سماوي. عبر عنه الكاتب بقوله
Quote: عندما أكمل الزمان دورته , و بلغ القمر مبلغ الحكمة كان يدرك الآتي فأنصب عينيه جهة الأرض ترقباً وانتظاراً ,,
|
ترى هل يريد كاتب النص أن يقول : إن الصورة هي تشويه للأصل؟
هل هذا الذي قصده بتعبيره:
Quote: لم يكن الارتباط بين شجرة الياشيكا و ياشيكا الطفلة غريباً فهما تنتميان إلى أرض الأساطير التي يزخر ترابها بتبر الحكايات منذ عهد الأسلاف الأوائل
و بالتالي نسب الأمر إلى (الأساطير)؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الشجرة هي الأصل (على الأرض فقط) فلا قيمة للصورة منها (Re: ابي عزالدين البشري)
|
تم ربط الأمر برمته إلى أصل سماوي رمز إليه الكاتب بدور الرقابةالمتفردة بالحكمة و وصف القائم بها أول الأمر بإله سميع
Quote: عندما أكمل الزمان دورته , و بلغ القمر مبلغ الحكمة كان يدرك الآتي فأنصب عينيه جهة الأرض ترقباً وانتظاراً ,,
|
ترى هل يريد كاتب النص أن يقول : إن الصورة هي تشويه للأصل؟
هل هذا الذي قصده بتعبيره:
Quote: لم يكن الارتباط بين شجرة الياشيكا و ياشيكا الطفلة غريباً فهما تنتميان إلى أرض الأساطير التي يزخر ترابها بتبر الحكايات منذ عهد الأسلاف الأوائل
|
هنالك وجه آخر لربط الأمر في أوله بالسماوي، غير ذكر الكلمات ذات العلاقة و متلازمات العبادة؛ مثل:
Quote: شيء كصلاة متبتل بجوف الليل تنصت لها أذن إله سميع
|
و هو الإكثار المتعمد من (الاقتباسات القرآنية) على غير عادة الكاتب في نصوصه السابقة؛ مثل:
Quote: من كل فج عميق
أساطير الأولين
كبيرهم
وأتبعوا سبباً حتى بلغوا مجمع الناس
تسر الناظرين
سواء السبيل
استوت على عودها
|
و عبارات أخرى و أفكار، مستلهمة من النصوص الدينية
Quote: واستسلمت لها الأرواح وهي بعد طفلة دون العاشرة لازالت لاهية بالدمى الطينية وعرائس القماش
|
و هو وصف للسيدة عائشة حين تزوجها الرسول صلى الله عليه و سلم
Quote: إلا أن كبيرهم لملم شتات نفسه والبس جسده بعباءة الوقار وتلثم وجهه بدثار التجهم ورفع يده إلى السماء فسكن القوم من حوله في انتظار كلمة تحررهم من سحرها إلى الأبد
|
و هو وصف لإبليس، لما اجتمعت قريش في سقيفتها، تتشاور في أمر (قتل) الرسول صلى الله عليه و سلم؛ فاقترح عليهم فكرة (الأربعين صبياً) من مختلف القبائل
عبارات أخرى
Quote: واهتز جانباها
والضالون
الغابرين
لميعاد معلوم
|
و أرجو ملاحظة رفع الشيخ ليديه نحو السماء... آهـ
أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الوعي (Re: ابي عزالدين البشري)
|
هل عنى الكاتب أن المجتمع فقد (الوعي)، لما لم يحسب حساب المولودين على أرض الواقع، و غاب عنه (التلازم) بين الاثنين، لما قال:
Quote: ولكن بصيرة القوم القاصرة اتسعت حدقتها وهي تموج بماء العجب و انتصب حاجبها بفعل الدهشة والشجرة تذبل وريقاتها حينما تصاب ياشيكا بعلة وتزدهر وتخضر حينما يغادرها السقم وتتمايل وتتأود حينما تضحك ياشيكا و تهتز وترتجف أوان غضبها وتهدأ وتسكن لهدوئها وسكينتها
|
إذا كانت (بصيرة) المجتمع ثاقبة و وعيها تاماً؛ فيجب أن لا تفوت عليه فرصة استلهام التاريخ كزاد لقراءة المستقبل و التنبؤ بما يمكن أن يحدث.
لم يكن المجتمع كله فرحاً بقدوم المولودة ، فلم تعلُ أصوات النساء و تشق كبد الدار بالزغاريد، بل علا صوت إمرأة واحدة، دون غيرها
الزغرودة الطويلة التي انطلقت من شفتي إحدى النساء اللاتي ازدحم بهن الدار بلغت سمع أبيها
زغرودة وحيدة، أب شرعي و لكنه (نائم) ، لطف الكاتب وصفه بأنه ذهب في (غفوة) . و الغفوة ملازمة لغياب الوعي. ايقظته الزغرودة، لم يعبر عن فرحه. ارتجل القرارة بمجرد وقوع نظره على الشجرة..... و لم يحمل نفسه هم أن يطمئن على (الأم) و الأم في الغالب الأعم رمز للأرض و الوطن.
| Quote: ذهب في غفوة صغيرة في الفناء وعندما فتح عينيه وقعتا علي الياشيكا الصغيرة بورقتيها المنفرجتين كأنها تبتسم مهنئة إياه فداعب جلدها المبتل بالطل في سعادة و علم وقتها بالاسم الذي سيطلقه على مولودته الجديدة |
حقاً هذه هي مصيبتنا
.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الوعي و الإنفعال الإجتماعي// متابعة (Re: ابي عزالدين البشري)
|
لماذا لم تضج النساء بالزغاريد و لم تستفزهن زغرودة تلك المرأة الوحيدة؟
أولاً جعل الكاتب مسرح الولادة مسرحا تقليدياً من واقع عاداتنا التي أضحت تراثا، فالولادة تتم في (البيب) و لا تدخل مع الأم إلا النساء. و النساء هن أقرب الناس لمعرفة خبايا الجمال و لو رأين جمالاً حقيقياً في المولودة لما ملكن أنفسهن من أطلاق الزغاريد و لما انتظرن زغرودة تستفزهن.
و لكن نفس النساء، شقين بإلتفات أعناق رجالهن إلى (ياشيكا) فيما بعد، فهل كان ذلك تنبؤ أولي أم أن الوعي أيضاً قد غاب عنهن و ظنن أن الجمال غير حقيقي و لن يخلب ألباب رجالهن؟
من حقي أن أغوص في النص و لكن ليس من حقي أن ألزم أحداً بفكرتي، لذا قررت عدم محاولة تفسير (الغرض) الخفيّ ، من إكثار القاص محمد الطيب من (الإقتباسات) القرآنية، التي أشارت إلى غرض، دسه بمهارة.
على غير عادة الدكتور الشاب، أمعن هذه المرة في الإلغاز، مما جعل العمل في مستوى من مستوياته (تجريدياً) بحتاً. و في هذه ميزة تجعل القارئ للنص، يتناوله بمنظوره الخاص، مثلما فعل الناس في تأملاتهم (للصورة) أو المولودة في النص.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 نص مميز (Re: ابي عزالدين البشري)
|
و أخيراً
| Quote: سكنت الأغاني وهمس العشاق وسمر السمار ومابين صنوها وصرحها المهدود كانت تطل في ليالي الصيف الهانئات فتلهم الشعراء أشعارهم والضالون سواء السبيل |
يؤمن الكاتب على أن الشجرة و مثيلتها (الصورة) ، بعد موتهما (حقيقة) ظلت تهدي الضالين سواء السبيل و لا أظن أن ذلك يعد حماساً لتلك التجربة، بقدر ما هو استفادة من التجربة، فلن يهمس العشاق بتجربة (موات) و لو كانت أصيلة لبقيت.
| Quote: فغابت واحدة وذبلت الأخرى حزنا وشوقا |
تهنئة أخي محمد الطيب، بهذه النقلة النوعية في كتابتك، و هذا هو دور الكاتب ، الذي لا يقف أمام القضايا مكتوف اليد. النص أهمل عمداً الاسترسال في فردية السرد عن الفتاة المولودة و ركز على تفاعل المجتمع.
المجتمع الذي فقد أهله حق امتلاك وجودهم في الشارع، لمراقبة المولودة ، فصار وجودهم في الشارع (اكتراء) لا ملكا مشروعاً. يؤجرون موقعهم في الطريق للمراقبة
و أهنئك على الإشارتين الخفيتين في قوليك:
1 -
| Quote: عودها الرقيق المخضر كان بالكاد يقوى علي حمل الورقتين الصغيرتين بجلدتهما المتجعدة كبشرة مولود جديد |
(الورقتين الصغيرتين)
2 -
| Quote: بعد طفلة دون العاشرة |
و اعذرني لإغفالي المتعمد لإشارتي الفجر و الليل في النص
لنا لقاء
ودي و اشتياقي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عنوان (Re: ابي عزالدين البشري)
|
الأستاذ/ أبي
لا جف مداد قلمك الذي هو كمبعض الجراح القدير الذي يجيد التشريح ويعرف كيفية الوصول إلى مكمن الداء، هكذا فعلت مع نص ياشيكا للقاص الشاب دكتور محمدالطيب، شرحته فأحسنت جراحته ، واستفدت شخصيا من عمليتك الناجحة التي أضافت بعدا آخرا للنص غاب عني.
خالص الود لكما أستاذنا أبي، ودكتور محمد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عنوان (Re: إسحاق بله الأمين)
|
انــا عايز اســلم .. علــى حاجات كثيرة
اولهــا علــى النــص ... الذى لــم نتمتــع بقراءتــه الا فـى بيتنــا المحفوف بالحــب
فى سودانياتنـا ..
ثانيــا بســلم على القاص د. محمــد وبقول ليهو يا زول نصــك زادنــا شوق للقياك قريــب
فى غير الزمن المعهود ..
ثالثــا بسلــم على المشاركيــن الذين انـارو لــى مــا حسبتـه مظلما فى هذا البيــت
بشيــل شوقــى وبتونـس مع ياشيكــا وبجيكــم راجــع ( عشان نشوف بنيــة النــص وبيئتـه )
وندلــف عبر مداخلــه ونسبر اغوار مفرداتــه ..
ود و ريدة شديد/ة يا محمد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عنوان (Re: بدر الدين اسحاق احمد)
|
يا بدر ...
الحاجات دي كلها بتسلم عليك وبالاحضان كمان
سودانيات فعلا مثال للبيت الدافئ الحنون
وشكرا لبيت الفنون والمركز السوداني للثقافة والتوثيق الذي جعل من لقياك ممكنة
ياريت تجينا راجع وتضيف لتفكيك أبو عمر العميق المزيد والمزيد من الجمال فالنصوص تكتسب ألقها بكم
ودي واحترامي ومحبتي الشديدة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عنوان (Re: إسحاق بله الأمين)
|
حسناً
تقلقني التركات الثقيلة
يسعدني المدح لأنني بشر ويقلقني لأني كاتب ملزم بالتجويد
أبوعمر
غرقت في النص حتي أغرقته في الحيرة فأضحى لا ينتمي لي بشكل مباشر ولكن ينتمي للقراءة المتمحصة التي رفدتها به فازداد القاً وجمالا وأكتسب بعدا ما كان له أن يكونه لولا تواجدك الثر وقراءتك المتأنية
ترى هل كل ما جئت به هو ما عنيته بالحرف ؟؟
حقاً لا أدري ولا أرغب في أن أدري ولكني سعدت به علي أي حال لسببين
الاول هو عودة قلمك الثر الي ربوع سودانيز أونلاين والثاني هو أن أكون سببا في هذا ... فثقافة سودانيز أون لاين من نوع التيك أوي أو الوجبات السريعة تفتقد كثيرا للقراءات المتعمقة خاصة في مجال الأدب ..
لا أريد أن أطيل ولكن رجاءاً كن قريبا من هنا فنحن في حاجة الي القليل من الهواء النقي
تحياتي وودي واحترامي
م ا ي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عنوان (Re: إسحاق بله الأمين)
|
Quote: الأستاذ/ أبي
لا جف مداد قلمك الذي هو كمبعض الجراح القدير الذي يجيد التشريح ويعرف كيفية الوصول إلى مكمن الداء، هكذا فعلت مع نص ياشيكا للقاص الشاب دكتور محمدالطيب، شرحته فأحسنت جراحته ، واستفدت شخصيا من عمليتك الناجحة التي أضافت بعدا آخرا للنص غاب عني.
خالص الود لكما أستاذنا أبي، ودكتور محمد |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عنوان (Re: nourelhadi awad)
|
Quote: لونت حضورنا بقشيب الحكي
نتربعك جلوسا وترقب
واصل ايها الجميل |
يزدان نصي بحضوركم القشيب
نور الدين العوض سعيد لانك هنا
ودي واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عنوان (Re: محمد الطيب يوسف)
|
ياشيكا .. العائدة للسماء ..
نص رمزي يميل قليلا نحو الشمس ، ...
كثيف ومزدحم ... ومليء بالبشرى ..
ياشيكا ، الطفلة وياشيكا الشجيرة ..
الربط العبقري بين هذه وتلك ، والرمزية في ياشيكا والتي تمثل الكنز الذي يسعى خلفه البشر ..
الاشياء الجميلة التي نركض خلفها ، ونطبق عليها الحصار حتى نغتالها بانانية .. وجنون !
ياشيكا ، الطمع البشري ، والرغبة في الامتلاك الارعن ...
ياشيكا .. الشجيرة ، هي الوجه الآخر للعطاء الجماعي ، للوعى للجماعي ..
ياشيكا ، الشجرة التي تمنح الجميع ظلا وظلالا ... ثمراً وقوتاً ...
كانت يجب ان تكفي (الناس ) شر القتال ...
ياشيكا ..هذا الكنز، شأن عام وملك عام ...
ــــــــــــ
أديبنا ود الطيب ...
نص أبسط ما يقال عنه ، انه بديع ...
استطعت ان تبسط فيه فكرة جميلة ومستطيلة ، على نحو كثيف وواسع ..
هناك الف باب لهذا النص ، يمكن للمتلقى ان يرى فيه جمالية وتفرد ...
وايحاءات مختلفة ...
شكرا لكـ ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عنوان (Re: سمرية)
|
سمرية ....
ان قلت يميل قليلا جهة سمرية لكان أبلغ
ياشيكا هي ما نطمع فيه وياشيكا الأخري هو ما نود أن نكونه ؟؟
بالفعل النص يحتمل الكثير جدا وقراءتك المتأنية أضافت إليه الكثير
سررت بهطولك هنا
وهناك
ود ومحبة بقدرك يا سمرية
| |
|
|
|
|
|
|
|
| |
salah ismail
إسحاق بله الأمين
فتحي البحيري
فدياس نجم الدين
ابي عزالدين البشري
بدر الدين اسحاق احمد
سمرية
محمد يوسف الزين
ibrahim kojan
حاتم شناب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست