|
المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى
|
د.فرانسيس دينق من ابناء قبيلة الدينكا تخرج من كلية القانون جامعة الخرطوم ثم درس في بريطانيا والولايات المتحدة وعمل استاذا في جامعتي ييل كولمبيا وعمل سفيرا لدى الدول الاسكندنافية والولايات المتحدة وكندا ووزير للشئون الخارجية يعمل الدكتور فرانسيس كزميل رفيع بمعهد بروكنز في مدينة واشنطن للمؤلف كتب اخرى البحث عن السلام رجل يدعى دينق ماجوك طائر الشوم نشر العديد من الكتب حول ثقافة الدينكا ومقومات الذاتية السودانية ......... المترجم د.عوض حسن محمد احمد دكتوراة من جامعة كمبردج المملكة المتحدة عام 1977 عضو هيئة التدريس -كلية العلوم جامعة الخرطوم الكتاب من منشورات مركز الدراسات السودانية القاهرة-الطبعة الثانية 2001
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
التحية مجددا لن اعرض الكتاب هنا للقراءة ولكن اتمنى من قرا هذا الكتاب ان يقوم معنا بحوار خلاق واكاديمي حول رؤية المفكر والاديب السوداني فرانسيس دينق وساقوم بعرض ما فهمته من كلام الدكتور فرنسيس عبر فصول الكتاب المختلفة وباختصار شديد 1- اشكالية الهوية السودانية في السودان المعاصر بعد الاستقلال1956-2001 ..ان الذين رفعو شعار السودان للسودانيين لم يحددو من هم السودانيين...ودخلنا في النفق المظلم الى الان 2- الهوية الشمالية هوية مستلبة قائمة على ارث تاريخي زائف لم يثبت صحتها احد سواء كان هذا البحث عن التمييز قائم على الدين او العرق..وهذه الهوية الشمالية نفسها متناقضة مع نفسها جهويا شرق غرب وسط شمال ومع محيطها العربي والافريقي والعالمي ايضا... 3- الهوية الجنوبية :ظلت منغلقة ومعزولة عن سياقها الحضاري وظلت رافضة للتغيير..وعانت الامرين من ذلك بعد حاق بها الاضطهاد من المستعمر التركي الرجعي الديني والمهدية ثم الاستعمار الغربي ايضا..والحكومات الوطنية الي يومنا هذا وبدرجات متفاوتة(وكلها موثقة توثيق جيد) 4- من اهم النماذج لتوازي الهويتين الشمالية والجنوبية وامتلاكهما نفس الخصائص..الاستعلاء واحتقار الاخر وتبخيس ثقافته...هو الصراع المستمر بين دينكا انقوك والمسيرية الحمر في جنوب كردفان ومناطق التماس(ويعتبر الفصل السابع واالثامن من اهم ابواب الكتاب في نظري لانه يتحدث باسهاب عن قضية ابيي وثقافة الحرب او التعايش وتاثير المركز الموالي للعرب والجنوب الموالي للدينكا انقوك عبر الخمس عقود وما واكبها من ماسي تجلت في قصائد للدينكا غاية في السوداوية والمرارة ...يخاطبون فيها الخالق والروح دينق العظيمة لماذا هم يعانون هكذا؟؟
الناس تنوح في كل الارض ايها الرب لا تجعل منا ايتاما في الارض التفت واحنو علينا يا خالق البشرية الشر يقاتل وسطنا الاثقال المغلولة في اعناقنا يستحيل تحملها(64) المصدر صفحة 207 5- يحترم فرانسيس دينق وكل المثقفين الجنوبيين الفكرة الجمهورية والاستاذ محمود ويؤكدون ما اقوله هنا مرارا وتكرارا ان المعادل العلمي والموضوعي لمشروع السودان الجديد في شمال السودان وبمشروع سوداني هو الفكرة الجمهورية وما عدا ذلك زبد فقط لا يذهب جفاء وقد اشار فرانسيس دينق لحقيقة ان الفكرة اجمهورية هي التي تطرح الاسلام الحقيقي والليبراليي...في اكثر من موقع في الفصل الثاني والثالث... ........... لم يكتمل العرض ولكن لاهمية الفصل السابع والثامن وارتباطه الوثيق بقضة ابيي ساركز عليه طيلة المداخلات القادمة وثم نعود للرؤية الكاملة للدكتور فرنسيس في امر مستقبل السودان... ونتمنى يكون في ناس كثيرين قرو الكتاب ده اذا ما كان مفروض يكون مقرر في منهج كلية العلوم السياسية في كل جامعات السودان..كان خرجت الالاف من الطلاب الواعين حقا التحية لفرنسيس دينق ولمركز الدراسات السودانية ولي المترجم الحصيف دكتور عوض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
التحدي الجنوبي للامة(عنوان جانبي صفحة 224 وهنا وضح حالة الاستقطاب بين النموذجين المتصارعين في الساحة السودانية من الاستقلال..العروبي الاسلامي الذى تمثله نخب الشمال...وبين النموذج الجنوبي العلماني للدولة الحديثة
Quote: وقد عبر عن النموذج الاول عبدالوهاب الافندي: وصف عبد الوهاب الافندي تضارب المصالح البنيوي والطريقة التي قضو بها ذلك التضارب ما كان يراه العديد في السودان وفي انحاء لعالم بالانجاز الاعظم لنميري والسودان"اتفاقية اديس ابابا..حققت السلام واقامت حكومة للاقليم الجنوبي ووضعت نظام مايو في مكانة افضل للغرب..خاصة بعد انفصال نميري العنيف من الشيوعيين في العام السابق لاتفاقية السلام..يؤيد الجنوبيين نميري الان بنشاط ويشكلون حقيقة الدعامة الاساسية للنظام..كان الاسلاميين وحلفاؤهم يرتابون بشدة في اتفاقية اديس ابابا وكانو على يقين بان الاتفاقية تتضمن بتود سرية ذات طابع معاد للاسلام(79) المصدر ص 158 |
Quote: اشار عبد الوهاب الافندي الي ان نقاشا جدادا دار وسط الطلاب الاسلاميين حول السماح للجنوب بالانفصال اذا ما كان ذلك ضروريا لقيام دولة اسلامية في السودان.بدات المناقشات 1974 عندما اقترح الاخوان المسلمين برنامجا لتكوين منظمة اسلامية عريضة تضم كل الاحزاب الرئيسة في السودان دون المشاركة الجنوبية فيما يبدو برر الاخوان المسلمين الدعوة لجبهة اسلامية متحدة على اساس الحاجة لمجابهة التحدي الجديد من الجنوب الذى طالب الشمال بوحدة للدفاع عن مصالح الشمال وهويته الثقافية ضد تغول التبشير المسيحي الامبريالي العنصري(80) وكان الاخوان المسلمين الذى اقترحو لم شمل المجموعات الحزبية الاساسية( الامة والاتحادي وجبهة الميثاق الاسلامي) في جبهة متحدة قائمة على الاسلام كانو يعون الاتهام القائل بان اي تجمع مبين على الاسلام يعني بالضرورة عزل المواطينين غير المسلمين بصورة تلقائية(81) المصدر 158
|
Quote: نعود للعنوان الجانبي اعلاه صفحة 225 ولكن حتى في ظل الوضع القومي العامل على دعم النموذج العربي الاسلامي فان الحكومة لا يمكن ان تحقق استقرارا في البلاد دون تعاون الحركة الشعبية وجيشها كما انه لا يمكن توقع موافقة الحركة على الرؤية الشمالية للامة والاحتمالات المستقبلية للتقريب بين مواقف الاستقطاب هذه يمكن ان تعتمد على ظهور قوة وسطية ثالثة يبدو ان هذه القوة اخدة في التكوين متمثلة في التحاف لحالي بين الحركة الشعبية ومجموعة المعارضة الشمالية..بينما يمكن ان يكون جل هذا التعاون مجرد تكتيكات الا انه يمكن تصور دوره في توليد ترتيبات بيدلة اخرى..لان الصورة الحالية للهوية السودانية قاتمة للغاية. |
كل الكيوات اعلاه منقول نصا من الكتاب 1-وعلى ضوء القرائن اعلاه بعد ان اسيتقظ الافندي عن الوهم الجميل للدولة الدينية واضحى عبر صحيفة القدس العربي يقول في ثورة الانقاذ ما لم يقله مالك في الخمر بدون ادنى ندم عن وعيه الماضي..واستمراراه المشين في تحقير الحركة الشعبية ورمزها د.قرنق...هل اتضحت له الرؤية الان؟؟!! 2- وعندما ردد البشير في نشوة اتفاق التراضي بسعيه لتاسيس الجبهة الوطنية المتحدة بالتحالف مع حزب الامة والاتحادي...هل هذا التحالف بنفس خلفية مشروع الاخوان المسلمين القديم الذى ذكره عبد الوهاب الافندي اعلاه وهل لا يزال انهم يجسدون الاسلام او لاخلاق واعادة انتاج خطاب الاستهداف الخارجي المزعوم حتى ولو كان هذا الاستهداف المزعوم عبر كوز سابق خليل ابراهيم مثلا؟؟ في الاحداث الاخيرة... 3- وهل راي الافندي الان 2008 ينطبق مع رائي البشير بان ثورة الانقاذ والمشروع الحضاري هي الاسلام ...وانت كقاري عابر لهذه البوست هل هناك حد ادنى يجمع مشروع الانقاذ(1989-2005) بالاخلاق ناهيك عن علاقته بالاسلام؟؟ 4- اذا كان اعادة انتاج لجبهة الوطنية هو هدف حزب لمؤتمر الوطني وبدات الخطوة مع حزب الامة فماذا عن حزب الاتحادي الموجود في الطريق الثالث الذى نوه له فرانسيس دينق اعلاه(التجمع الوطني الديموقراطي وصاحب مقررات اسمرا للقضايا المصيرية...هل يقتنع الاتحادي باعادة انتاج السودان القديم والجبهة الوطنية ورؤيتها الهدامة للسودان ويتخلى عن رصيده الاخلاقى المتقدم في القضايا السودانية المعاصرة والثبات على الموقف...وما جدوى مبادرة السيد محمد عثمان الميرغني الاخيرة ...ونحن على اعتاب انتخابات والحزب الاتحادي من اصدقاء نيفاشا والحركة الشعبية من 1988 /مبادرة السلام الميرغني قرنق.. والقوى الديوقراطية الحقيقية في السودان(حركات الهامش)..ونحن بين خيارين احلاهما مر 5- اني ارى ولا الزم احد ان المعادل الموضوعي الحقيقي للجبهة الوطنية موديل 2008 هو الجبهة الديموقراطية المتحدة(التجمع بكافة مكوناته القديمة+حركات الهامش المؤمنة بنيفاشا) والتاريخ بيحسب كل خطواتنا المشيناها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: أنور أدم)
|
الاخ العزيز انور ادم تحيةطيبة الله ان جابك يا عشاي جيب لي معك نص تمنة شاي نصو للبنوت المعاي ونصولحبيبة قساي بلالي بتين يجي ........... طيب ناخذ فاصل صغير كده في البنية النفسية للانسان الجنوبي من وحي الكتاب ايضا
يقيم الناس الذى يعتنقون الديانات الاروحية مجموعة القيم وفقا للاخلاق بمعاييرها العالمية وليس الاديان...الصدق الشرف الامانة المسالمة..وليس من اطرها الدينية لان الاخلاق وجدت في هذا الكوكب قبل الاديان...لذلك تظل المقاييس الفطرية السليمة لابناء الجنوب هي بوصلتهم لمعرفة من هوالطيب ومن هوالشرير ومن هوالقبيح في القادمين من الشمال عبر العصور وبما ان ابناء الجنوب تاثرو بالديانتين الوافدتين على السودان عبر العصور المسيحية والاسلام مثل التبشير المسيحي الانساني الذى يقدم الخدمات الجليلة دور دكتور جيكل/الطيب بينما ظل الاسلام الايدولجي الذى جسدته التركية السابقة اوالمهدية الوسيطة والاخوان المسلمين لاحقا مستر هايد/الشرير اذا لا يمكنك ان تقنع جنوبي واحد بسماحة الاسلام او جدواه وهم يرونهم في شكل ماسي ومحارق ورق واحتقار منهجي ومدروس عبرالعصور ودونية حتى في هذا البورد المازوم..ودعك من قانون المناطق المقفولة سيء الذكر...ولكن بعد هجرتهم القسرية للشمال بسبب الحروب واحتكاكهم مع السودانيين العاديين تجلت الحقيقية.. حقيقة الاسلام الصوفي للكثيرين منهم واضحواكثر وعيا بين الفهم الحقيقي للاسلام/الصوفية/المواطن والفهم الزائف له/الايدولجي/السلطة وانتقلت الرؤى الي ما هواشمل واعمق غير الدين...في الصراع واضحى الصراع في تجلياته الاخيرة2008ليس بين الشمال والجنوب بل بين الهامش والمركز والحديث هنا ذوشجون ونواصل والتحية لاول زائر انور ادم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: أنور أدم)
|
المقدام عادل أمين تحية طيبة
صراحة، نقلت إلى هذا المنبر سفراً قيماً جمع الماضي والمستقبل في الآني العلامة فرانسيس دينغ التقيته في طائر الشؤم فقد فاقت تلك الرواية جميع ما كتب أدبياً لحل معضلة الوطن.
أرجو أن تدلني إلى عنوان شراء هذا السفر لأقتنيه (صراع الرؤى)
لا تأس يا صاح هذا البوست زواره قليل بسبب دقة التحليل وهذا المنبر انقصم ظهره منذ أمد وأصبح معنا أو ضدنا، ققد انتشرت فكرة بوش انتشار النار في الهشيم.
ستظل النعامة تدفن رأسها حتى ينجلي الصبح أو تذهب رائحة التراب إلى اليباب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: Khalid Kodi)
|
الاخ العزيز انور ادم وادم صيام وخالد كودي سلسلة المكتبة السودانية وهكذا تكلم فلان ابتكار قديم في البورد(انظرو مكتبتي او الارشيف) وهو محاولة لعرض رؤى المفكرين السوانيين الحقيقيين هنا..ولكن المؤسف ليس تفاعل الاعضاء او الزوار بل لماذا لا ترفع عنوان رئيس اسوة بباقي البوستات ..................... وارجو ان تحافظو على بقاء هذا البوست في الصفحة الاولى..والكتاب القييم موجود في مركز الدراسات السودانية في الخرطوم..وابسط حاجة لاتاحة قراته للجميع نشره في حلقات في احدى الصحف السيارة في السودان بالتعاون مع مركز الدكتور حيدر ابراهيم..لاهمتيه خاصة الفصل السابع والثامن الخاص بدينكا انقوك وابيي ******************
Quote: الحصان البني للفور السمر(العرب) يقول يجب ان اترك ارضي حذارى من نصال حرابي في قتالي مع الحصان البني الم نتعذب معا الم ينفق حصان الفور مالذي يريده العرب؟ انا ثور شرس صاحت القبائل سائلة هل يمكن للابيور ان يتنازل عن ارضه؟؟!
المصدر صفحة 242
|
تعقيب من وحي القصيدة هذه القصيدة للدينكا انقوك تحمل في طياتها معنى عميق للصراع الذى يدور بين قبائل التماس دعك من النص المباشر والحديث عن الفور ونعتهم بالعرب بل اقرا بين السطور وتسال مع اهلنا الدينكا...لماذا يموت العرب والدينكا في الهامش ؟؟...من اجل نخب المركز الشريرة..واحداث ابيي الاخيرة ليس عنكم ببعيد.. والسؤال ايضا لمسيرية ابيي..الذين يجعلهم ناس المركز مغفل نافع في صناعة الجحيم في ابيي..لدفع اهداف احزاب السودان القديم للجنوبيين على الانفصال بافدح الاثمان ويقيمو دولتهم الدينية المزعومة..ولكن يبقى السؤال لرعاة المسيرية ايهما اسهل لمسارات الرعي والتنقل 1-بين دولتين وحدود دولية 2-ام داخل دولة موحدة واذا انفصل الجنوب ماذا سيوفر لكم المركز من مشاريع؟؟والمركز المازوم بالاحزاب الدينية لا شغل له سوى معسكرات تجويد سورة النمل والدفاع الشعبي وانتم تعانون من الجفاف والتصحر... ولاية جنوب كردفان الغنية بالنفط..ما اثرها عليكم منذ انتاج النفط فيها لماذا لم تصبح ابيي مثل دبي؟؟ اسمعو ما قاله احمد مطر اذا كان النفط رخيص جدا فلماذا نقبع في الظلمة؟؟!! واذا كان غالي جدا فلماذا لا نجد اللقمة؟؟!! ........... نحن ناس الهامش متى نتحرر من وصاية المركز علينا وعلى مواردنا هل انسان الهامش ناقص عقل ودين؟؟ لتاخذ موارد الهامش الي المركز ولا تعود عبر فيدرالية مشوهة لتتحول الي عمارات وفيلات في جرذ الاوساخ المتضخم في السودان(الخرطوم)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
والتحية لدكتور فرانسيس دينق والتحية للمترجم التحية لك أخي عادل أمين
قلما يجد المرء ملفاً ثرياً مثل الذي نقرأ هنا
نعم قضايا السودان في حاجة لتوضع جميعاً فوق الطاولة ، وحري بنا أن نشيد بإعمال الفكر والمفكرين ورواهم . نعطف على موضوع له علاقة بما هو مطروح بصورة غير مباشرة ، . ربما أثار سِفر الدكتور فرانسيس الكثير الذي يحتاج الدراسة ، ويحتاج قراءة التاريخ ومعرفة حياة الشعوب بالتفصيل ، ... ونحتاج أكثر من دراسة دقيقة للحياة في زمانها ، لا الحكم ولا السياسة وحدهما ،بل اللغة والعادات والتقاليد والديانات والحياة الاجتماعية والثقافية ونحن في حاجة لتتعرف الثقافات ببعضها ، وهنالك صراع بين الثقافات ليس منه ُبد ، فإنه وفق إحصاءات المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم ، فإن 3000 لغة ستنقرض خلال هذا القرن ، بمعنى حولي كل أسبوعين ستضمحل لغة وتنمحق ، وذلك أنموذج صراع اللغات والبقاء لأكثرها قوة وقدرة على مواكبة الزمان والانتشار والسهولة وأن تكون اللغة مواكبة للعصر وعلومه . وتلك في نظري تقف عقبة في طريق الدعوة لتنمية اللغات المحلية ، فحميمية الخيرة وتعبيرها الدقيق عن ثقافة شعوبها ليست وحدها كافية للغة لتعتاش وتبقى وتتطور وتواكب العصر .
ما أوردناه مثلاً يطرح سؤالاً لن يبدو غريباً حين نقول : لماذا كانت اللغة الإنجليزية ، تحظى بقوة وعنفوان بدأت فيه بعض شعوب شرق أوروبا في هجرة لغاتها بما تحمل من موروث ثقافي وحضاري لتتسابق في تعلم الإنجليزية وهجرة لغاتها ، فما بال أهلنا في الجنوب ولا سيما المتعلمون أو المثقفون لا يتحدثون كثيراً عن اللغة الإنجليزية التي يتحدث بها المثقفون دون أية أحاسيس بعلوها وهيمنة أهلها على العلو الثقافي ؟
أسئلة ومحاور يتعين أن ينظرها من يرغب في لقاح الأفكار ، وطرح كل شيء على بساط البحث .
الشكر لجميع القراء ولضيوف الملف ولصاحبه الذي لخص لنا ما قدر عليه ولكم جميعاً من الشكر أجزله .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
والله دفعني هذا الموضوع دفعاً لكي أدخل إلى المنبر وأقول رأيي، مع العلم أنني لم أغب كثيراً عن المنتدى، ولكني ظللت أتابع ما يكتب، ولست من المكثرين في الكتابة. فهذا الموضوع جميل وموضوعي ولو كل الناس بتكتب مواضيع جادة زي ده... كان السودان مشى لي قدام.. وكان تعلمنا الحوار المتحضر... لك التحية وللرائع فرانسيس دينق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)
|
Quote: والله دفعني هذا الموضوع دفعاً لكي أدخل إلى المنبر وأقول رأيي، مع العلم أنني لم أغب كثيراً عن المنتدى، ولكني ظللت أتابع ما يكتب، ولست من المكثرين في الكتابة. فهذا الموضوع جميل وموضوعي ولو كل الناس بتكتب مواضيع جادة زي ده... كان السودان مشى لي قدام.. وكان تعلمنا الحوار المتحضر... لك التحية وللرائع فرانسيس دينق |
شكرا اخي عبداللطيف ولكن هذا ليس كافي ايضا..في كل يوم يغيب الوعياو يغييب ونتاخر يموت مواطن في السودان ونحس بعذاب الضمير لذلك بعد ما داير امشي رجعت ليك تاني... عليك بالتفاعل وتوضيح رايك..وتسعى للحصول على الكتاب وقراته.. عشان كده بنزل ليك النقطة الثانية واشوف تحليلك ليها شنو..رايك مهم نحن من دعاة الفردية الخلاقة والتمييز الفعال في البورد وشكرا ليك .............
Quote: ثانيا:في ظل هذه الازدواجية..ظلت الهوية العربية مهيمنة كقوة خارجية مشابهة للسيطرة الاستعمارية-المصدر(317) |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
Quote: لقي اكثر من الف شخص من الاطفال والنساء والرجال من قبيلة الدينكا مصرعه قتلا وحرقا بواسطة مجموعات من قبيلة الرزيقات-كان ذلك في مدينة الضعين بغرب السودان في يومي 27 و28 مارس 1987 وبالرغم من ان بعض القتلة معروفين باسمائهم للحكومة،لم يقدم اي منهم للمحاكمة، بل ان نواب الحزبين الحاكمين في الجمعية التاسيسية اسقطو اقتراحا بالتحقيق في المذبحة،وكان رئيس الوزراء قد فسر المذبحة بانها نتيجة لدواعي الانتقام لهجوم قوات جيش تحرير السودان على منطقة سفاهة(واقعة على بعد يوم بالعربات من الضعين) كذلك قامت مجموعات مسلحة من مليشيات قبيلة الرزيقات المدعومة من قبل الحكومة..باختطاف مئات الاطفال والفتيات والنساء الدينكا من قراهم البعيدة الواقعة جنوب بحر العرب_كيير_ويعيش هؤلاء اليوم كرقيق مملوكين لبعض اسر عرب الرزيقات ولغيرهم في الضعين وابو مطارق وكريو وفرع هبيل وقمبلاية وغيرها والحكومة على علم تام بذلك المرجع:انتهاكات حقوق الانسان في السودان 1987-مذبحة الضعين والرق في السودان المؤلفين:د.سليمان بلدو/كلية الاداب جامعة الخرطوم -قسم اللغة الفرنسية د.عشاري احمد محمود/معهد الدراسات الافريقية والاسيوية-جامعة الخرطوم |
ونحن نتسال الان في سنة 2008 اي دول مدنية يتحدث عنها الامام???!!! ونعرف تماما ان اكبر عائق للدولة المدنية والسودان الجديد هو حزب الامة بعد الاخوان المسلمين..ولن تجدي الولولة على دارفور2003-2008 في زمن اليوتيوب وثورة المعلومات..حيث ان الذين قامو بهذه العمل الشنيع هم من كلوكس كلان دارفور(بعض قبيلة الرزيقات) فمن اين جائت هذه الرؤية المازومة التي تحرق الناس احياء وتسبيهم وتدمر الكنائس ون المسؤل عن تغييب ثقافة المجتمع المدني في دارفور منذ الاستقلال الذى لا ليته كان؟ والاجابة متروكة لثواكل دارفور وناس حزب الامة ايضا؟؟ اذا الرؤي التي ذكرها د.فرنسيس دينق الاربعة لاحزاب الشمال تتدرج من السي للاكثر سؤا عبر ثلاث تصورات رئيسة 1- الختمية ومشروعهم الجمهورية الاسلامية(الاشتراك الجنائي بالتصويت ضد المحاسبة) 2- الانصار ومشروعهم الصحوة الاسلامية 3- الاخوان المسلمين والتوجه الحضاري عبر الجبهة الاسلامية القومية او ثورة الانقاذ لاحقا واستثنى د.فرانسيس دينق الفكرة الجمهورية لطرحها الليبرالي المتقدم جدا في فهم الدولة المدنية واسهب فرنسيس في شرحه كانه تلميذ نجيب للاستاذ محمود محمد طه ............ ونواصل معاكم يا سجم الرماد واهل البورد وثمود ونتمنى تكونو قريتو الكتاب الثاني ده بتاع بلدو وعشاري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: saadeldin abdelrahman)
|
Quote: ما معنى ان تكون سودانيا؟ بازاحة المظاهر الخارجبة للهويةتنكشف القيم والتوجهات الثقافية الحقيقية للبلاد،موضحةامكانبة التفاعل المتبادل في عملية عادلة متكاملة لبناء وطن هذه ضرورة ابعاد الدين عن الحياة العامة وتبني اللغة الانجليزية والعربية كلغات للعمل مع تشجيع اللغات واللهجات المحلية الرئيسية في المرحلة الاولية للتعليم ولاغراض المناسبات المحلية وسوف تكون لعملية اكتشاف الذات هذه تداعيات واسعة في التعليم والبرنامج الثقافية والاعلام والتوعية العامة والعلاقت الخارجية المصدر(464)-الفصل الثاني عشر-المعنون "خلاصة الرؤى) |
وفي الفصل لثاني عشر ويعتبر الاهم رغم اهمية كل ما كتب في هذا الكتاب يضع فرانسيس دينق خارطة طريق للسودان متعددة الاوجه او ذات وجهين بالتحديد..سواء قاد الامر الى وامساك بمعروف او تسريح باحسان فقط اذا تمكنا جميعا من الاجابة على السؤال اعلاه...وتكون هذه الاجابة موحودة في اركان السودان الاريعة... ما معنى ان تكون سودانيا؟؟!!!!
............. التحية لك اخي سعد الدين عبد الرحمن وفي انتظار العودة والتفاعل .......... البسوس وعصابتها لا ياتون في مثل هذه البوستات ذات البعد الاكاديمي الموثق لانهم بغرقو في شبر موية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: Khalid Kodi)
|
Quote: يشير تاريخ المواجهة بين الشمال والجنوب الى ان التغلب على الوضع الراهن المدمر للبلاد يعتمد على صياغة هوية سياسية وطنية عن طريق التراضي والاتفاق فاستعمال السلطة والقهر لم ينتج عنه وضع مستقر دائم ولا معاملات تلقائية بين سكان الشمال والجنوب لعدة قرون ولذك يجب النظر لصياغة هوية سياسية تحقق الحكم المستقر والنمو الاقتصادي على انها مشكلة نهج سياسي.. الكاتب السوداني البارز الطيب صالح نوبي من الشمال ما يزال مهتما الموروث التاريخي للهوية الشمالية ويرى كتاباته بمثابة بحث عن الهوية السودانية من بين الاثار المركبة والمتداخلة للتطور التاريخي،كما لاحظ الكاتب عن الشمال..((السودان الشمالي كان فرعونيا وثنيا ثم مسيحيا ثم تحول الي الاسلام وحالة الوعي الجماعي للشماليين هو ما حاول سبر غوره وتكمن القضية الاساسية في اكتشاف الهوية..من تكون؟؟!!...ربما ندعي باننا نمثل شيئا ولكن اجتماعيا وتاريخيا ربما نكون شيء اخر(16)ظل السودانيين من فجر الاستقلال يسالون انفسهم نفس هذا السؤال ليحددو اذا ما كانو عربا وينضمو الي جامعةالدول العربية ام افريقيين ليتجهوا جنوبا تجاه افريقا جنوب الصحراء(17) وبالنسبة للسودانيين الجنوبيين لم يكن هذا التساؤل واردا بالطبع..لان الشك لم يتطرق الى هويتهم الافريقية السوداء المصدر ص30-الفصل الاول |
تعقيب ارحب بالزوار خالد ودينك..والمتابعة فقط لا تكفي لابد من التفاعل لاثراء الحوار ......................................... تعقيب نعم الازمة السياسية المزمنة منذ الاستقلال هي التي خلقت استقطاب حاد قاد الي نشؤ ازمة الهوية في السودان والسبب ..لم يتوفر اي مشروع سياسي حقيقي منذ الاستقلال يبلور هوية وطنية سودانية حقيقية..تجعل من شعار السودان للسودانيين مشروع سياسي سوداني حقيقي وليس تراهات وخزعبلات اهلكت الحرث والنسل عبر خمس عقود من الاستلاب الفكري والسياسي ايضا حيث ركن النخب السودانية للكسل الذهني واعتناق الافكار والايدولجيات الوافدة من المحيط العربي ..مصر /الشيوعيين والاخوان المسلمين والناصريين والعراق البعثيين وولاية الفقيه السودانية التي يجسدها حزب الامة .......... اما بالنسبة للجنوبيين فالامر محدد وواقعي كما ذكر الكاتب..ولكن ليس كل الجنوبيين ايضا فهناك ابناء الجنوب المسلمين والمتاثرين بالثقافة العربية الاسلامية والمتداخلين مع قبائل التماس العربية مجازا..والمكون الثقافي المشترك الافرو عربي..قد يشكل هوية ثالثة وسطى بين طرفي النقيض العربى الاسلامي من جهة والافريقي/الزنجي المسيحي من ناحية اخرى .........................
ركون الطيب صالح للتاريخ وغيره قد يحرر الشماليين من اوهام انتمائهم الزائف السلالي للعرب..ويخلصهم من الحالة الشوفينية التي يعيشونها
الاطلاع على البوست ادناه ومعذرة لعنوان البوست من مقولة عوض دكام الله يرحمو.. يخص التاريخ للشمال وهو مفرغ من شريط كاسيت قديم لمحاضرة للمرحوم عبدالمنعم حاج الامين..موجه تاريخ من ابناء دنقلا..ايضا دعوة لتحرير الناس من اوهامهم التاريخية وان يستوعبو هوية جديدة مستقبليةهي ((السودانيوية)) والحديث ذو شجون
....القدم بالقدم....والامات خدم!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: حسن الطيب يس)
|
لاحولا ياعادل,,
هذا توارد خواطر عجيب !!!
منذ يومين فقط وأنا أنوى عرض كتاب طائر الشؤم للمبدع فرانسيس دينق !
ناقشت الفكره مع صديقى العزيز مازن أبوالحسن ,, وكنت على وشك إنزال البوست ,,
ده دليل واضح على عظمة هذا الخيط ,,
يبدو أنو الأمور ما ماشه براها !!!
مش ممكن تكون دى صدفه ,,
هذا نسق كونى عجيب !!!
مبروك ياعادل ,, مبروك لينا كلنا إنفتاح درب من دروب هذا الكنز المدفون !
واصل ,, أخوى العزيز عادل ,, بالتوفيق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
الاخ العزيز مامون احمد ابراهيم تحية طيبة ما رايك ان يقيم موقع سودانيز اون لااين باحتفائية اسبوعية بكاتب او مبدع سوداني في اي مجال وما اكثرهم واجلهم...ولكنهم مغيبين في الداخل والخارج.. ومن مختلف الاجيال..هذه هي الاسماء الحقيقية في حياتنا
خلاص في دورة الربع الثالث(شهر 9،8،7 دعونا نحتفل ونحتفي جميعا بالكاتب السوداني الكبير فرانسيس دينق عبر مؤلفاته الثرة العديدة ونتعرف عن رؤيته للسودان فالمرحلة الان ليس مرحلة سياسييين بعد توقيع نيفاشا بل مرحلة مثقفين حقيقيين واشكرك كصديق على دربنا الاخضر درب المحبة والتضامن والسلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: حسن الطيب يس)
|
Quote: العز يزعادل كلام منطقي و واضح جدا متابعين و نعلق في نهاية العرض جهود كبير و مقدر ونعم سودان جديد |
الاخ العزيز حسن الطيب تحية طيبة الكتاب ده كان ما قراه مليون سوداني وبتعمق اسوة بالكتب السودانية العديدة التي عرضتها هنا تحت مسمي(المكتبة السودانية) لن يتغيير السودان والله في محكم تنزيله يقول(ان الله لا يغيير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم
وللاسف جل هذه الكتب الصادرة من مركز الدراسات السودانية موجودة في المكتبة للموقع بتاع مركز الدراسات السودانية في شكل غلاف فقط...نرجو من الاخ حيدر ابراهيم ان يفعلها ككتب حتى يتمكن الناس من قراتها ودراستها في ورش عمل حية في الخرطوم او خارج السودان ........... طبعا نهاية العرض قربت ان شاء الله نهاية ملف الفترة الثالثة دي حيكون بنهاية شهر ستة وهناك فرصة لنقل بوست واحد للمرحلة القادمة.,.قد انقل بوست اخر لذلك ابذلو جهدكم من الان في الحوار في هذا البوست لننتقل لمرحلة جديدة تعلن في حينها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
أهـــداف الــسـياســة : تتمثل البدائل المقترحة ، بشكل عام لحل ازمة الهوية ، في التكامل على اسس الاستيعاب والتعايش داخل اطار للوحدة يحتضن التنوع . بينما يعد الشمال نتاجا للاستيعابق الافريقي - العربي ، وبينما يسمى الشمال بعزم هام لبسط هذه العملية على الجنوب ، يؤكد وجود هذه الازدواجيه المواجهة العدائية التاريخية ، التي تمكن الجنوب خلالها من مقاومة استيعابه بواسطة الشمال بنجاح الى الان . وبالرغم من ان الجانبين قد تأثرا بالتبادل الثقافي ، الذي يبدو اكثر وضوحا في الشمال عنه في الجنوب الاان التاريخ المرير لم يترك لهما اية رؤية تجاه اي شيء مشترك سوى رؤية نزاعهم بمنظار يعكس الاحتقار المتبال . تتفشى نظرة التحامل الشمالي والتمييز العنصري ضد الجنوب وتتكشف بسهولة في نظرة الشماليين الجماعية للزنوج ، على انهم جنس منحط والمصدر التقليدي للرقيق . بينما يمتلك العرب القوة والسلطة لتأكيد هيمنتهم السياسية وتفوقهم المادي . ينظر الجنوبيون لهم باحتقار و ازدراء عميق . هذا الاحتقار المتبادل ، والانقسام الاقليمي الجغرافي يجعلان من التعايش المتبادل امرا صعبا للغاية . وفي مثل هذه الاوضاع فان الحفاظ على توحد البلاد تحت وحدة اسمية تفتقر الى الاجماع ، لايجب بل لا يمكن ان يكون الهدف الاسمي . عانى الجنوبيون على ايدي اقرانهم الشماليين صنوفا من الاذلال و الاهانات الشنيعة المدفوعة بنزعات عنصري ، وتعصب ديني متفش برغم الانكار . بدأ الشماليون اخيرا الاعتراف على مضض ، بتظلمات الجنوب ، ولكن ما زالت درجات الوعي والاستعداد لتصحيح اخطاء الماضي غير كافية بصورة فاضحة . يتطلب ازمة حل البلاد احترام كرامة الانسان ، ويعبر عنها بالاعتراف المتبادل واحترام كل لهوة الاخر للقيم الثقافية ، استقلالية الفرد والمساواة في الفرص دون تمييز على اسس عرقية ، اثنية ، لونية ، دينية ، ثقافية او جنسية وعمليا يمكن ترجمة احترام كرامة الانسان في حقوقه الاساسية المتمثلة في الحريات المدنية والديمقراطية . لايمكن ان ندعي احترام كرامة الانسان في بلد – حسب ما نرى اليوم – لايحلم فية الجنوبي بأن يكون رئيسا للدولة ، مهما كانت مؤهلاته ، حيث اقصى ما يتوقعة الجنوبي ان يصبح نائبا ثانيا لرئيس الجمهورية ، ونادرا ما يحدث ، لان منصب النائب الاول للرئيس كان دائما من نصيب الشماليين ، لشغل الشمالي منصب الرئيس اذل ما دعت الضرورة ، وحيث لا يشغل اي جنوبي منصب وكيل الوزارة ، وحيث اللغة المازحة الهازلة ، وتستعمل احيانا بجدية ، مازالت تعتبر الاسود رقيقا ، وحيث الانتماء للجنوب يعبر عن معان لتمييز عنصري وطبقي . ورغما عن عمق جذور التحامل العرقي الذي لايمكن تبديلة بين ليلة وضحاها ، الا انه يمكن احداث التغييرات الجذرية داخل الاطر السياسية والقانونية والدستورية ، مما يمكن من نمو متسارع لميول ونزاعات ايجابية في اتجاه الاحترام المتبادل لكرامةكل المواطنين ، وهو شرط لايمكن الاستغناء عنه من اجل وحدة الامة . كما يجب الوضع في الحسبان ايضا بأن الجنوبيون لايشكلون اقلية متناثرة في ارجاء القطر ، وعليهم بذلك كأفراد القبول والتكيف مع حقائق الوضع . لكن الجنوب يمثل وحدة جغرافية يمكن فصلها و استقلالها عن الشمال ، وهو على ذلك ليس جزءا موزونا للشمال العربي الاسلامي . التطلع نحو تحقيق كرامة الانسان لا يشكل بالطبع حلما طوباويا ، انما يتطلب التزاما جادا بمفهوم محدد للعدل والمساواة داخل اطار نظام ديمقراطي يتمتع بالشرعية امام كل المواطنين ، تسود فيه مقدرات الاقناع على سلطة القهر عند ممارسة السلطة الشرعية . وحتى النظرات العجلى لكل من تاريخ السودان وواقعه السياسي الاقتصادي والاجتماعي الراهن ، تكشف عن فوارق وظلم سافر يعكس الشقاق العربي – الافريقي . لا يوجد شعب لم يهزم بحسم ولم يقهر او يخضع – يقبل ويرضى ان يعيش في مهانة تحت تلك الظروف ، الا اذا كان شعبا حقيرا لدرجة مرضية . وعليه يجب فهم وتقبل موجات حركات التحرير في الجنوب ضمن هذا السياق . يتافقم الظلم وعدم المساواة ، الناتجان عن ازمة الهوية الوطنية بسياسات التوجه الاسلامي الداعيه للفرقة ، والتي تظهر جليا في التمييز العرقي والاقليمي بين الشماليين والجنوبيين . ويبدو الظلم وعدم المساواة ايضا في الطريقة الخفية ، رغم تفشيها عند تأثير على دور الافراد والمجموعات في ترتيب وقسمة السلطة والثروة وفي تحديد شكل المشاركة في المجتمع بشكل عام . بينما تعترف كل من الحكومة المركزية والمعارضة المسلحة بضرورة الوحدة وتبني الدعوة لها ، يتطلب الالتزام المقدم لحماية الكرامة الانسانية ، تغييرات هيكلية اساسية لعلاج المعضلات الوطنية المستعصية ، اذا ما اريد للسودان تحقيق وحدة حقيقية عادلة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
عــــرض القـــضــايـــا : اتفق السودانيون منذ زمن على المواضيع الواجب تضمينها اجندة اي مؤتمر دستوري او مفاوضات ونقاش حول النزاع ، وتشتمل على : المشاركة في السلطة والموارد القومية ، خاصة بين المراكز والاقاليم ، نظام الحكم ، وبشكل خاص التركيبة الديمقراطية المناسبة للبلاد ، العلاقة بين الدين والدولة ، وبالتحديد موضوع الشريعة الاسلامية ، تعريف الهوية الوطنية ، في علاقتها بالعروبة والافريقية ، والاسلام والمسيحية ، والمعتقدات المحلية ، ومباديء السياسية الخارجية في علاقتها بالعناصر المتعددة داخل السودان . ورغم اعتبار الهوية قضية منفصلة ، الا انها ترتبط وثيقا بكل هذه القضايا وبهذا تشكل العصب الرئيسي لهذا النسيج . هناك قدر من الاجماع حول الخطوط العريضة للخطوات الواجب اتخاذها تجاه بعض القضايا . مثال , لايختلف احد حول ما عانته الاقاليم المهمشة من ظلم واجحاف في حظها من اقتسام السلطة ، توزيع الثروة ، الخدمات ، فرص التوظيف او برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية . ولهذا يعترف بشكل واسع بضرورة تقديم معاملات تفضيلية علاجية لها ضمن اي ترتيبات مستقبلية . والمسلم به ايضا , وبوضوح ، ان البلاد واسعة مترامية الاطراف ومتنوعة بدرجة لايمكن حكمها بنظام حكم مركزي . وبذلك ، اصبحت اللامركزية – الاقليمية والفدرالية او اي ترتيبات اخرى مماثلة – امرا ضروريا . وهناك اعتراف متزايد ايضا ، رغم انه لايرقى الى الاجماع ، بأن تجارب الديمقراطية الغربية الماضية كانت ىابعدما تكون عن حل مشاكل البلاد الملحة ، بل كانت مسئولة عن الدائرة الشريرة التي تمر بها البلاد . تأتي الديمقراطية البرلمانية بالاحزاب الدينية الطائفية الى السلطة ، لتمتعها بتأييد اعمى من اتباعها ، ولكن انشغالها بالاشقاقات الحزبية ضيق من رؤاها ، مؤديا الى فشلها في معالجة القضايا الوطنية الملحة . وادى ذلك مرارا الى تدخل الجيش لاستلام السلطة ، وغالبا ما انتهى الامر الى دكتاتورية عسكرية ، وادى ذلك بدوره الى انتفاضات شعبية اطاحت مرتين بالحكومات العسكرية واعادت الديمقراطية الليبرالية . وكان انقلاب 1989 ، الذي دبرته مجموعات عسكرية في تحالف مع الجبهة الالسلامية القومية ، الحلقة الاخيرة من سلسلة انتزاع السلطة المدنية – العسكرية . يرى غالبية السودانيين بأن الوضع الراهن يمثل دكتاتورية مرفوضة ، وهناك اجماع واسع بضرورة تطوير نماذج بديلة . وتبقى الدائل ، او ما يجب ان تكون عليه ، تساؤلا مفتوحا ، لم يتم بعد تناولة بحرية كافية ، وبالرغم من ان النظام قد شرع في اعادة هيكلة }الديقراطية{ بمجهودات خاصة من داخله . ويبرز موضوع العلاقة بين الدين والدولة ، القضية الاكثر اثارة للخلاف في النزاع . والتركيز منصب على دور الشريعة ، والتي اذا ما طبقت الى غايتها المنطقية ، سوف تعنى خلق حكومة اسلامية . بينما يعتبر النظام اراهن الاكثر التزاما بهذا الموقف الايديولوجي ، الا ان القوى السياسية الكبرى في الشمال ، خاصة الاحزاب الطائفية ، تساند مواقف تتراوح بين التزام بالشريعة ، يكاد يكون مماثلا لموقف النظام الراهن ، الى تأييد متأرجح لكي يحتضن الجنوب غير المسلم . تضمن اعلان كوكادام مارس 1986 ، وهو اتفاق بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها ومعظم الاحزاب السياسية بما فيها الامة ، حزب الصادق المهدي – تضمن الغاء قوانين سبتمبر الاسلامية ضمن سياق هذا التعامل المتردد . وكان الاستثناء الملاحظ غياب الحزب الاتحادي الديمقراطي – حزب محمد عثمان الميرغني – والجبهة الاسلامية القومية – حزب د. حسن الترابي – عن كوكادام . وكانت التسمية البريئة - " قوانين سبتمبر " خدعة ذكية ، مصممة للتلميح بأن القوانين ليست حقيقة اسلامية ، ولكن على النقيض تماما ، فقد كانت تحريفا واستغلالا للاسلام . و كانت تداعيات ذلك ، انه لا يمكن رفضها ال على ذلك الاساس . ومع ذلك ، كان موقفالاحزاب الرئيسية استبدال " قوانين سبتمبر " بقوانين اسلامية اكثر مصداقية . ولذلك لم ينفذ اتفاق كوكادام مطلقا . وادت الظروف الضاغطة لاحتضان الجنوب الى اتفاق بين السيد محمد عثمان الميرغني و د. جون قرنق ، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان في 16 - نوفمبر - 1988 ، يدعو الى تجميد قوانين سبتمبر . وادى ذلك الاتفاق الى اثارة خلاف وجدل وسلسلة من الازمات السياسية بين الحزب الاتحادي الديمقراطي من جانب ، وحزب الامة والجبهة الاسلامية القومية من جانب اخر ، وايضا بين حزب الامة والجبهة الاسلامية القومية . من مشكلات الزعامة في السودان ، انه لا يتوفر لاي زعيم حزب الاعتقاد الراسخ و النفوذ لاخلاقي ليرتفع ويعلن للامة ضرورة فصل الدين عن الدولة من اجل مصلحة الوحدة الوطنية . وغالبا ما يعترف سرا بأن مثل ذلك الفصل يعد امرا ضروريا لانقاذ الوطن ، ولكن يجب ارجاع الفشل في مواجهة الامر وعلاقتة بالسياسة ، الى غياب القيادة والزعامة التي تتسم بالشجاعة الاخلاقية لانجاز ذلك . هناك اعتقاد عام بأن حكومة الصادق المهدي كانت على وشك الغاء " قوانين سبتمبر " قبيل استلام الجيش للسلطة في 30 - يونيو - 1989 . ويسود اعتقاد بأن الجبهة الاسلامية القومية كانت اما شريكا في تدبير الانقلاب ، او على الاقل مساهمة في تنفيذه ودعمه . من الصعب التكهن الان بالمدى الذي كانت فيه الحكومة ملتزمة ، خاصة رئيس الوزراء الصادق المهدي بالالغاء المفترض لقوانين سبتمبر ، وما اذا كانت لديه قوانين اسلامية بديلة لتقديمها . توضح التجربة بجلاء بأن ذلك الافتراض كان في احسن حالاتة امرا مثيرا للجدل بالرغم من النوايا الحسنة على الاقل لدى بعض المشاركين . تؤكد كل الشخصيات القيادية في السياسة الشمالية ، بانه لن يجرؤ اي زعيم مسلم على الغاء القوانين الاسلامية دون عقاب ، لان الاسلام يملى بعدم فصل الدين عن الدولة . ولهذا وبما ان الشريعة قد اقرت ، يصبح من الصعب ابعادها ، ويقال بانه كان يجب تفادي اعلانها في المقام الاول . وقبل ان يبدي السيد محمد عثمان الميرغني استعدادا لتجميد القوانين الاسلامية ، كان قد استشار العالم الاسلامي شيخ الازهر في القاهرة عن سلامة تلك الخطوة . وبارك شيخ الازهر الفكرة " بفتوى ". ولكنه كان من غير الواضح ايضا ان كانت للسيد الميرغني رؤية لقانون ديني بديل ، ام يود الرجوع الى القوانين المدنية العلمانية التي سبق واصدرها البريطانيون . وما يقلل من شأن موضوع الدين النظر اليه في عزلة عن القضايا الاخرى ، خاصة قضية الهوة الوطنية الحيوية ، والبعدين المرتبلين وما – الثقافي والعرقي – للثقافة العربية الاسلامية ، التي قدمت على انها تمثل البلاد جميعها . وحقيقة ، اصبح الدين اللافتة التي تعرف بها الاحزاب ، عرقيا وثقافيا ، ويحدد مواقعها النسبية في هيكل السلطة واشكال توزيعها . واصبح الدين ايضا عاملا هاما في السياسة الخارجية وفي علاقة الصلات الخارجية بالرموز الداخلية للهوية . لم يعد الدين داخل السياق السياسي السوداني ، شأنا يختص بالاخلاق الشخصية ، العقيدة الروحانية او الاخلاق ، بل اصبح سلاحا فتاكا في الصراع من اجل السلطة . ويعد ذلك افرازا لتطور تاريخي شكل الرؤى المتعارضة والمثيرة للنزاع الان داخل الشمال وبين الشمال والجنوب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
نـــشـوء الـهــويــات : تعد تركيبة الهويات العرقية ، اللاثنية والثقافية والتي تقسم البلاد الان لي عرب وافريقيين ، مسلمين وغير مسلمين ، مع الاطروحات المتباينة داخل تلك الاقسام ، يعد نتاجا لعمليتي الاستعراب والاسلمة في الشمال ( حدود زحفهما نحو الجنوب ) ، ونتاجا للرؤى المتضاربة حول الوطن ، من ثنائية نشؤء الهويات ، وانشقاقاتها الداخلية . يعد انقسام البلاد الى هوياتها الافريقية والعربية نتاجا للاستعراب والاسلمة في الشمال ، من جانب ، وللمقاومة الافريقية ضد فرض وجهة النظر الشمالية ، من جانب اخر . لقد قام الاستعراب والاسلمة على الهياكل الاجتماعية وانماط السلوك المحلية التي كانت سائدة ، بما في ذلك احتضان بعض المعتقدات والممارسات المحلية . وما تبلور من تلك العملية يعتبر مزيجا سودانيا فريدا . لا تشابه معظم القبائل العربية في الشمال اقرانها من العرب في شمال افريقيا والشرق الاسط . وحقيقة ، يشبهون بصورة اوضح الافريقيين السود في اغلب البلدان داخل الحزام السوداني عبر القارة ، من اثيوبيا والصومال في الشرق الى نيجيريا ومالي والسنغال في الغرب . فالسودانيون الشماليون يعتزون بعروبتهم ، يقتفون اثر انسابهم الى الجزيرة العربية لربطها ببعض القبائل هناك ، وحتى نسب عائلة النبي محمد ، واغلب ذلك مجرد ادعاء لا سند له . وبالرغم من تدينهم الليبرالي المتسامح ، المطبوع بميول الصوفية المحلية في علاقتها بمعتقدات الاخرين وممارساتهم ، يؤمن عامة المسلمين وبعمق في اسلامهم ، المتأثر بمسحة وثنية ، ويشابه الاديان الافريقية التقليدية المحلية ، الني تعتقد في القوى الروحية للسلف وبعض الاتقياء الصالحين ، ويختلف بذلك عن تعليم القرآن الاصولية المتبعة لدى الصفوة الاسلامية العربية في الشمال . لميتأثر الشمال بصورة متجانسة ثقافيا واثنيا بالاستعراب والاسلمة . لم تتأثر مجموعات مثل الفور و النوبة في الغرب وبدرجة اقل ، البجا في الشرق بالاستعراب ر بالرغم من تبني الاسلام بحماس مدعرما معتقداتهم المحلية . وحتى في اقاصي الشمال ، احتفظ النوبيون بلغتهم وهويتهم ، و بالرغم من تبني واكتساب بعض العناصر العربية . وما يجعل تلك الاوضاع المتناقصة غيلا – العربية في الشمال هامة بشكل خاص هو انه ، خلافا للاسلام في بعض البلدان الافريقية جنوب الصحراء ، حيث تسود اغلبيات مسلمة ، يميل الاسلام في السودان الى الارتباط بالعروبة كمفهوم مكون للعرق ، الاثنية والثقافة . على على كل تميل هذه الجيوب غير – العربية والمسلمة الشمال ، برغم تمسكها الشديد بعقيدتها ، تميل الى السماحة والتساهل تجاه التنوع ، اقل تشددا وتعصبا من الاسلام التقليدي في تعاملها مع تعاليمه ، بصورة اشبة بالبلدان الافريقية المسلمة السوداء ، التي تتسامح وتقبل الاخرين برغم اغلبيتها في بعض تلك تلك البلدان . والمثال الجيد على ذلك يأتي من السنغال ، حيث ، المسلمون الغالبية العظمى من السكان ، تم انتخاب المسيحي ليوبولد سنغفور ، احد ابرز قادة افريقيا ، رئيسا للجمهورية . لم تمتد حركة الاستعراب والاسلمة ، التي بدلت الشمال ، الى الجنوب بالرغم من بعض التأثير للتداخل الثقافي المتبادل . اتسمت الصلات بين الطرفين بالعدوات الى حد بعيد ، تراوحت من غزوات جالبي الرقيق ، الى محاولات الحكومة المتعاقبة لتوسيع دائرة سيطرتها جنوبا . وبالرغم من بعض الايجابيات نتيجة التفاعل المتبادل ، ظل شطرا البلاد منقسمين بشكل محدد ، لايريان ، بالكاد ، اي شيء مشترك بينهما . تأكدت الازدواجية الشمالية – الجنوبية وتدعمت وترسخت بفعل الانظمة المتتالية عبر القرنين الماضيين . في الشمال ، بالرغم من ان البريطانيين اثروا بنفوذهم المدني العلماني على المجتمع المسلم ، الا انهم تبنوا الصلة التقليدية بين الاسلام والدولة . ولخوفها من بعث المهدويين الجدد ، اظهرت الحكومة الاستعمارية حساسية تجاه المشاعر العربية الاسلامية ، الى حد وصف نفسها بالاسلامية لتنال الشرعية . ومع ذلك ، كان اللاسلام ، خاصة في بعثة الجديد او في شكله الاصولي ، عاملا في النضال الوطني ضد الاستعمار . بينما تمكن البريطانيون مع التعاون مع القادة الدينيين التقليديين لتطويع مواقفهم من حركة الاستقلال ، وجد المتشددون الاسلاميون الشباب الالهام في الماضي الزاهي للاسلام وفي موروثه المعادي للتغريب والمسيحية . تبنى البريطانيون في الجنوب سياسة انفصالية ، تم بموجبها غزل الاقليم ، وحوربت العروبة والاسلام لمنع اختراقهما للجنوب ، مع تشجيع التعليم المسيحي التبشيري واستعمال اللهجات المحلية واللغة الانجليزية للتدريس . وبينما تطور الشمال اقتصاديا وسياسيا ، حرم الجنوب من اي قدر للتطور . ولم يتم التخلي عن سياسة العزل رسميا ، الا في العام 1947 ، اي قبل ثماني سنوات فقط من الاستقلال . بعد الاستقلال ، حاو لت عدة حكومات وطنية دعم الوحدة الوطنية عبر تجانس مفروض وقهري ، قصد الى تطبيق الاستعراب و الاسلمة على الجنوب لم يكن فراغا خاويا من الروحانية ، كما افترض التبشير المسيحي محاولا ملأه . وبعيدا عن موقف المتعلمين الجنوبيين الذين طوروا تقديرا اكبر لهويتهم الافريقية بقيمها الروحية والاخلاقية ، تم ايضا تبني المسيحية كدين لذاته ، ووسيلة فعالة لمقاومة تهديد الاستيعاب العربي الاسلامي . كلما تصاعد التهديد الشمالي للجنوب ، تعاظم الشعور بالهوية الجديدة التي صهرت الافكار الافريقية بالقيم الثقافية الغربية المسيحية المكتسبة حديثا . ولم كانت المسيحية ، في مبادئها والطريقة التي دخلت بها الجنوب ، في تناسق و انسجام تام مع العلمانية ، بدأ ذلك الارتباط الاستراتيجي مفيدا ومناسبا لوجهة النظر الجنوبية ، خاصة في علاقة الدين بالدولة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
القاص عادل امين سلامات/ يا مان عساك بخير.. بوست دسم كما ونوعا ينوء بخيرات تحتاج لاهل العقد وعمال التنقيب عن اشكاليات الهويات البحث والتعمق فيه لاقصي درجات التعمق.. اسمح لي بان ادولو بدلوي هذا عبر بوست قديم كنت قد كتبته 2007 /عن المشروع الثقافي للبرفسور دينق اخي عادل انت اكتب ونحن نقراء لك الشكر.
Quote: المتفحص لاعمال البرفسور دينق كانه سيكتشف مشروعين يعمل فيهما، المشروع الثقافي الذي يشتغل فيه انطلاقا من جدلية التنوع الثقافي الكائن بالسودان، والمشروع السياسي النقيض له مباشرة، وايضا الباحث كانه سيكتشف ثمة تحول في المشهد الثقافي تاليا متاثرا بالتحول السياسي والذي اثر سلبا على المشروع الثقافي لفرانسيس، خصوصا اذا استدعينا من ادبيات المؤتمرات العالمية التي تعاطت في مااذا كان هناك تعدد ثقافي في العالم الثالث، ام تنوع ثقافي? في بذرة الخلاص نجد البرفسور يصور لنا بطل الرواية وانتقاله من الجنوب الى الشمال في شكل ترماتيكي وذات النسق استدعاه ايضا البرفسور فرانسيس في طائر الشؤم حيث كانت بداية الرواية تدور حول اعمال انتقامية بين العرب والدينكا بعد ان قام الراوي بتسليط فلاش-باك على مثيولجيات الدينكا تدرجا ثم همزه وغمزه في تورط السياسي باكرا في خدج وخدش اسس التعايش السلمي من جهة، ودور الكنائس بالجنوب، وعمليات الارهاب الفكري التي كانت تقوم بها تلك الكنائس عبر العظات،
على كل حال المشروعيين الثقافي والسياسي له، يعتمدان على ثلاث اسس: اولا- اسس اثني عرقي تشكل فيه قبيلة الدنيكا الغلبة الكاسرة كونها من اكبر القبائل بجنوب السودان.
ثانيا- بعد ديني مسيحي تشكل فيه الاغلبية الغالبة من ابناء الجنوب وعاء قاعديا له.
ثالثا- بعد سياسي تشكل فيه الحركة الشعبية لتحرير السودان المرجعية البنيوية له كونها هي الوحيدة التي نادت ومازالت تنادي بتقرير حق المصير او الوحدة لابناء الجنوب.
وهنا حريا بنا استدعاء قول وجدته مهم بمكان لصاحبه الاستاذ عثمان سعيد وهي في الاصل رسالة دبلوم يقول الباحث ما نصه مشرَحا مشكل الثقافي-السياسي بالسودان (أن النزاع السوداني، كنموذج للتناقض بين الدولة والثقافة يظهر مدى تعقيد وتعدد الأسباب التي أدت إلى رفع وتيرة الصراع وعواقبها المدمرة. أن التبسيط المخل بحصر المشكلة بين الشمال العربي المسلم والجنوب الأفريقي المسيحي يخفي أسباب النزاع المركب ولا يعكس صورة الواقع.
إن المفتاح لفهم الأزمة السودانية يرتبط بثلاثة عوامل متداخلة تؤثر في بعضها البعض:
عامل سياسي / سلطوي.
عامل ثقافي / ديني
عامل اقتصادي / بيئي.
وبدون تحليل علمي لهذه العوامل لا يمكن فهم جذور الأزمة واستخلاص النتائج والبحث عن الحلول الممكنة. ويشير الباحث بتواضع إن هذه المساهمة مثل مساهمة آخرين من أجل تحقيق سلام دائم وعادل في السودان.)http://www.ibn-rushd.org/forum/OSaeed.html
|
*التنوع الثقافي من منظور الدكتور فرانسيس دينق. (ملف)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
مــراحــل نــشــوء الـهــويــات : يجب رؤية كل من " ثورة الانقاذ الوطني " وحليفتها الجبهة الاسلامية القومية ، والحركة الشعبية لتحرير السودان ، في اشكالها المختلفة على انهما يمثلان الذروة لعملية مرت عبر ثلاث مراحل : تقليدية ، انتقالية ، حديثة . بدأ الاستعراب والاسلمة في الشمال بالتفاعل الاساسي الاولى و التكامل المتبادل بين التجار العرب الوافدين و المجتمعات القبلية السودانية . توسع المجتمع القبلي المنغلق بالاسلام ، اولا من خلال " الطرق " الصوفية المتأثرة بالمعتقدات المحلية ، ثم مؤخرا بالثورة المهدية ، التي انتهت لتصبح هي الاخرى طائفة دينية . تداخلت الصلات بين الاشكال والولاءات الطائفية مع النظام القبلي والهويات الاقليمية الاوسع ، لكسب الدعم الشعبي الواسع للاحزاب السياسية القائمة على الدين ، والتي بدأت في الظهور مع حركة الاستقلال . وكان ذلك التأييد ، في معظمة ، يعبر عن ولاء من جانب واحد ، وعلاقة غير متكافئة بين الزعماء واتباعهم . وكمثال ، يكتب شريف حرير عن ولاء الفور التاريخي المستمر لاسرة المهدي وبالتالي لحزب الامة "يتواصل الولاء قويا لدرجة تتحدى التفسير العقلاني"( 1 ) , تم استثمار تلك العلاقة ، بين السياسات الطائفية وجماهير الريف ، وتدعمت بتأييدمن سلطات الحكم الثنائي ، والعناصر المعتدلة وةسط الصفوة الوطنية الحديثة ، ضمن جهودها للتأثير على العملية السياسية لمنفعتها الذاتية . تمت الحركات الراديكالية ، العلمانية منها والدينية ، في الشمال معارضة للطائفية . وكانت العناصر الاكثر اعتدالا تنظر لتلك الحركات على انها تشكل جبهة معارضة لبناء الامة . وكان من بين تلك المجموعات الراديكالية الحزب الشيوعي , " الاخوان الجمهوريون " و " الاخوان المسلمون " لقد تم القضاء عمليا على الحزب الشيوعي بهجوم نميري عليه بعد الانقلاب المجهض عام 1971 ، والذي كانت للحزب علاقة معنويات الجمهوريون وشلت حركتهم عندما استغل نميري قانون الشريعة واعدم زعيمهم محود محمد مصطفى 18 - يناير - 1985 ، بحجة الردة. و اصبح " الاخوان المسلمون " الذين اعادوا تنظيم انفسهم في حزب الجبهة الاسلامية القومية بعد الاطاحة بالنميري ، يمثلون الحزب الراديكالي الوحيد ، المعادي للطائفية ، وظل الحزب يعمل بفعالية واضحة ، لا يهدف فقط الى اقامة دولة اسلامية ، بل ولتحقيق التحرر التام من طبيعة الدولة غير الاسلامية ، ذات التوجه المسيحي الموروث من النظام الاستعماري عند الاستقلال . ويعتبر احياء وبعث تعاليم الدين نوعا من اعادة اكتشاف الذات ، وعملية لاضفاء شرعية تسعى لبناء المجتمع على القيم و المؤسسات الاسلامية . في الجنوب ر تحولت العملية من المؤسسات القبلية التقليدية للمجتمع ، التي استغلها البريطانيون في سياساتهم المحافظة للتطور المحلي ، تحولت الى الطبقة الجنوبية المتعلمة الجديدة ، التي تشكلت هويتها بالمسيحية والثقافة الغربية . ورغم ان هذه المؤثرات الخارجية لم تقتلع القيم المحلية والمؤسسات التقليدية ، الا انها وسعت رؤى الطبقة المتعلمة في اتجاه المقاومة والدفاع ضد الهيمنة الشمالية وتهديد الاستيعاب . والرؤية المقترحة من الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها ، والتي تمثل في الاساس نموذجا غربيا لدولة حديثة ، علمانية مدنية وديمقراطية ، تشكل المرحلة الاحدث ضمن هذا التطور لهوية اقليمية ، تنافس الان من اجل تطبيقها على الامة . بالطبع لم تكن تلك المراحل بأي حال من الاحوال متتابعة بشكل صارم محدد . على النقيض من ذلك ، تداخلت المراحل وتزامنت وتعايشت واخذت كل منها من الاخريات . تتفاعل القيم و المؤسسات التقليدية مع المفاهيم الجديدة عبر المرحلة الانتقالية ، وبينما تدخل في نزاع اكثر سفورا مع قوى التحديث ، تنزع نحو التمسك والتشبث بالتقليد . ويفسر ذلك جزئيا ، الطريقة التي تمكنت بها الطائفية والقبلية من الهيمنة المستمرة على العملية الديمقراطية. لم تكن النماذج التي ظهرت في الشمال والجنوب متماثلة متطابقة . بل خلافا لذلك ، فان مجرد تداخل المرحلة المختلفة وتزامنها وحتى اختلاطها ، يشير الى التنوع في وجهات النظر داخل الشمال والجنوب . وفي شطري البلاد تتفاقم وتدوم المنافسات القبلية او الاقليمية ، وتتواصل بسبب الخلافات بين الزعماء وبين مجموعات المصالح المختلفة . لقد بلغ تطور السودان الحديث ذروته في رؤية نابعة من الجنوب تنازع رؤية من الشمال ، مع حالات اخرى هامشية قائمة على الاختلاف العرقي و الاثني ، من بينها النوبة ، الانقسنا ، والفور بدرجة اقل البجا ، ممن تعبر هوياتهم اكثر افريقية من الاقسام العربية السائدة المعروفة . تختلف الرؤيتان ايديولوجيا حول نظام الحكم , وبخاصة ما يتعلق بقضايا مثل الديمقراطية مقابل الحكم العسكري ، ودور الدين في الدولة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
عــقبــات امــام الاجــمــاع : تنبع العقبات امام حل النزاع من الموضوعات الواردة في تحليل القضايا اعلاه ومن نشوء وتطور الرؤى المتصارعة الان حول تلك القضايا . بينما يبرز النزاع في اشكال متعددة ومستويات مختلفة ، تعد الحرب الاهلية البعد الاكثر حدة وحسما بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها . لقد اصبحت قضية الشريعة مثيرة لاكثر جوانب النزاع صعوبة ، ولكنها تشكل نموذجا لمجالات خلاف اخرى . لايمكن رؤية موقف الحكومة الراهن من الدين كحاجز وعقبة امام حل النزاع بمعزل عن الخلفية التاريخية . لم تكن الاطروحات الدينية التي تدعو لها الحكومة الحالية مشتركة وحسب ، بدرجات متفاوتة ، بين الانظمة المتتابعة منذ نميري ، بل ان الحوار حول قضية الشريعة والدستور الاسلامي بدأ مع المناقشات الدستورية المبكرة منذ الاستقلال . واذا ما امعن النظر في تاريخ البلاد جميعها ، قد تختلف الدرجة ، ولكن ظل دور الاسلام في الدولة بصورة دائمة قضية هامة ، حتى ابان الحكم البريطاني ، الذي جمع مترددا بين فصل الدين عن الدولة مع تقدير سياسي محسوب للاسلام يكاد يرقى الى مستوى دين الدولة . الاختلاف الرئيسي ، على كل ، يتمثل في تصعيد دعاة احياء الدين او الاصوليين من حدة الحوار لتشددهم وتعصبهم غير المساوم في سعيهم لتحقيق الاطروحات الاسلامية ، بالرغم من الحاجة للتعامل مع واحتضان غير المسلمين على الصعيدين الوطني والعالمي . وبما ان قسما كبيرا من البلاد لا يدين بالاسلام ، تفرز ازمة الهوية الدينية في علاقتها بالدولة البعد الاكثر حدة . بينما يؤثر الحوار حول دور الدين في الدولة عمليا عاى كل الدول العربية الاسلامية ، فأن ما يجعل حالة السودان اكثر تعقيدا ، بصورة استثنائية ، هو انقسام البلاد الحاد بين من ينتسبون للاسلام والعروبة المتصلة به ، وبين من يستمدون هويتهم اساسا من مقاومة الهيمنة العربية الاسلامية . لاتقوم مقاومة الجنوبيين للاستيعاب أو التكامل داخل القالب العربي الاسلامي لذاته ، بل تقوم ضد الهيمنة المرتبطة بفرضه . في ظروف التعامل السلمي بين الشمال والجنوب ، تتوفر للاستيعاب والأسلمة فرصا افضل لتبنيهما عبر عملية متسقة وتدريجية للأثراء لثقافي المتبادل . و كما هو الحال الان ، برهنت المقاومة ضد فرض الاستعراب و الاسلمة والتهديد بالستيعاب الوشيك ، على انها اكثر العقبات امام اقامة دولة اسلامية في السودان . ويميل حتى الشماليين المعارضين لتطبيق الشريعة الى تبرير وقوفهم مرتبطا بوضع الجنوب و هذا يعني ان المواجهة الشمالية - الجنوبية تحجب موقف الشماليين ، و تبعدهم عن مواجهة قضية الدين داخليا ، بدلامن اعتبارها مجرد قضية شمالية - جنوبية . وحسب رؤية الأصوليين الشماليين ، يفرض الاسلام عدم فصل الدين عن الدولة . و عندما يطلب المواطنون ، ( ممن يعتبرهم المتشددون اقلية ) من الاصوليين عدم التمسك باطروحاتهم الدينية ، والتبني بدلا عنها للأفكار الغربية العلمانية ، والأسوأ ، محاولة فرضها بالقوة ، حينها يرد الاصوليين بضرورة ترسخ الاصولية الاسلامية . و للمفارقة،بينما يدعي الاتجاه الاسلامي التعبير عن ارادة الاغلبية ، يفرض النظام الحالي الاطروحات الاسلامية بقوة السلاح ، منكرا بذلك الحقوق الديموقراطية للمسلمين و غير المسلمين على حد سواء ، و يتبنى استراتيجيات تؤدي الى انتهاكات جسيمة لمواثيق حقوق الانسان العالمية ، وتنقض بذلك كل المثل الأخلاقية والروحية ،التي ترتبط عادة بالاديان . وتصبح الاجندة بذلك اكثر ارتباطا بالسياسة منها علاقة بالدين ، و يتحول الدين بدوره اداة للاستغلال والمناورات السياسية . تجد الاحزاب الطائفية التي تحاول التمسك بالمبادىء الديموقراطية ، لكي تكون اكثر تقبلا و تفهما للجنوب الغيرالمسلم ، تجد نفسها في وضع ضعيف مهزوز امام الاسلاميين دعاة البعث الاسلامي ، وامام العلمانيين ايضا . تستمد تلك الاحزاب قاعدة دعمها السياسي وقوتها ، في الاساس من الانتسلب والاولاء الديني لجماهير الريف ، التي تشكل الغالبية العظمى من سكان البلاد . و الحقيقة المجردة لنجاح زعماء الاحزاب الطائفية و تقلد مناصبهم عبر الوراثة ، تجعلهم بذلك جزء من النظام التقليدي ، بالرغم من انهم يعتبرون من الصفوة المتعلمة . و بذلك تشكل الطائفية خليطا بين التقليد والحداثة ، مع ميل نحو المحافظة يجعل الزعماء ضعفاء امام قوى التغيير . ومع هذا ، بما ان الديموقراطية الغربية تعد عملية يحسمها حجم اصوات الناخبين ، لا يمكن تجاهل وزنهم السياسي ، و هنا تبرز حاجة الاصوليين للاعتماد على الجيش كأداة للسيطيرة والتغيير . وخلافا للاحزاب الالطائفية ، تميل الجبهة الاسلامية القومية ، الى تجنيد عضويتها من بين الشباب المتعلمي من الرجال والنساء الملتزمين بجعل دور الاسلام ديناميكيا نشطا و مهيمنا في تشكيل المجتمع و الدولة الحديثة . و بعيدا عن رؤية الزعامة على انها امر موروث ، تركز الجبهة على اهمية الكفاءة ، التي تعد فيها مقدرة الفرد على الانجاز في الاطار الحديث المتغير ، عاملا اساسيا للزعامة . وخلافا للفرضيات المألوفة ، يرى اعضاء الجبهة الاسلامية القومية بأن مذهبهم يدعو لبعث واحياء تعاليم الدين كمفهوم تجديدي للاسلام ، بالرغم من انهم ، يسعون للتحقيق ذلك بالنكفاء والعودة الى اصول الاسلام ، مما يعد مفارقة وتناقضا . ويوفر لهم ذلك التوجه ، داخل السياق الاسلامي الحديث ، وضعا افضل من الاحزاب الطائفية لأنهم يقدمون انفسهم كحركة اسلامية للأزمنة الحديثة . و لكن صراعهم و تنافسهم مع الاحزاب الطائفية الساسية لا يقتصر على الاطار الحديث . و هناك امكانيات ، على الاقل ، في تحركهم تجاه جماهير الريف التي تشكل القاعدة الجماهيرية الاسلامية . بالرغم من هيمنة الاحزاب الطائفية في البلاد ، الا ان الوضع متحرك ومتأرجح بعض الشيء لصالح الجبهة الاسلامية القومية ، لأن جماهير السمدانيين المسلمين في الريف متدينون بعمق ، و بطريقة انتقائية تقليدية يمكن ان تتحول في اتجاه ليبرالي او اصولي اعتمادا على قدرة الزعامة الذاتية . وبينما يبقى قادة الاحزاب الطائفية متارجحين بين اليبرالية والاصولية ، تندفع الجبهة الاسلامية القومية وحلفائها بقوة ، مقدمين رؤية واضحة كاملة عن الاسلام لايمكن للجماهير معارضتها ، و لكن هذا القبول لا يعني مطلقا غياب الوعي الجماهيري ، ولا يعني الموافقة على الرسالة أو الاساليب الاصولية . الارجح ، انه يشير الى التردد في معارضة دعاة " الشريعة " الاعلى صوتا داخل السياق الراهن للدولة الوطنية الحديثة من الممكن الهجوم على ، بل والتبرؤ من قوانين " سبتمبر" على انها غير اسلامية ، و لكن مبدأ الالتزام " بالشريعة " التي تدعو ايه الجبهة الاسلامية القومية و الحكومية الراهنة ، يعد موقفا اكثر صعوبة للمسلمين لمعارضته او تحديه ، و لكن ربما تمكن معارضته فقط على اساس انه فرض بقوة السلاح ، او لأنه سوف يعزل ويبعد غير المسلمين ، مما يهدد الوحدة الوطنية . و لكن بالنسبة للمسلم المتزمت ، يسود الدين على الوحدة الوطنية . ونتيجة لذلك ، بينما يؤيد العديد من الشماليين بكل الصدق الاطروحات العلمانية للحركة الشعبية لتحرير السودان ، ومباديء المساواة بون تمييز ديني ، تجاهر فقط اقلية ضئيلة غير مؤثرة بتأييدها الواضح لفصل الدين عن الدولة . يتفق بعض الشمليين وراء الابواب المغلقة بأن العلمانية تعتبر الطريق الوحيد للحفاظ على وحدة البلاد ، و لكنهم يعترفون ايضا بأنه ليس في امكانهم الجهر بذلك ، و لا يتوقعون ان يتخذ المسلمون السودانيون موقفا مخالفا " للشريعة " . وفي هذه الحالة ، تصبح ازمة الهوية الوطنية ازمة زعامة داخل الاطار التعددي . الرؤية للوضع ، من وجهة نظر غير المسلمين عامة والجنوبيين خاصة ، تشير انه ومهما يكن الاطار العربي الاسلامي الذي تقدمه الجبهة الاسلامية القومية او القوى الشمالية المهيمنة عادلا ، ورحبا ومنصفا ، الا انه لا يمكن ان يوفر المساواة التامة . ويدفع دعاة " الشريعة " بانه على الاقلية غير المسلمة ان تكيف وضعها مع ارادة الاغلبية المسلمة ، التي يفرض عليها الواجب الاخلاقي ضمان حقوق الاقلية . وتحاجج الحركة الشعبية لتحرير السودان ، متحدثة بشكل عام انابة عن المهمشين من غير السكان العرب ، بأن السودانيين المحليين الاصليين ، بمن فيهم من مجموعات مسلمة غير عربية في الشمال ، يشكلون اغلبية عرقية اثنية يمكن حشدها وتعبئتها لمجابهة الاغلبية القائمة على الهوية الدينية . ويؤكدون على ذلك ، بانه وبنفس القدر الذي يميل فيه المسلمون الى استعمال منطق اغلبيتهم الدينية ، يمكن لهذه المجموعات غير العربية استعمال منطق اغلبيتهم العرقية والاثنية لتبرير تشكيل الدولة السودانية على الافريقية ، مع الاعتراف والاحترام للحقوق الدينية والثقافية للمسلمين والعرب . الخلافات داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها تعقد الوضع باحداث تضارب وارتباك حول اهداف النضال . حدث الانقسام اولا في اواخر اغسطس عام 1991 ، عندما تمرد القادة ، ريك مشار ، لام اكول ، وجوردن كونغ ضد القائد العام جون قرنق ، لتفادي من تخوفو منه حينها ، من اعتقال وشيك لهم . بعدها حولوا الازمة الشخصية الى قضية سياسية ، محاججين بأن دافعهم كانت تملية ضرورة اعادة النظر في اهداف النضال ، لفضيل خيار الانفصال للجنوب ، واشاعة الديمقراطية والمؤسسية داخل الحركة ، وتطوير احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية . هذه اهداف تستحق الثناء والتقدير نظريا . يدرك معظم الجنوبيين ، بأن ادعاء الحركة الشعبية النضال من اجل سودان جديد موحد ، كان في اغلبه ذريعة تكتيكية لتحييد اي معارضة يمكن ان تخلقها الدعوة للانفصال . وبالرغم من تعاظم التطلعات الجنوبية لتحرير كل السودان كقطر افريقي وتصاعدها مع تنامي قوة الحركة ، وبرغم اقتناع جون قرنق نفسه بصورة متزايدة بخطابه السياسي ، يظل الانفصال الخيار الاخير للجنوب . ولكن يدرك اغلب الجنوبيون ايضا بأن تحقيق الانفصال لن يكون ممكنا لمجرد المناداة به . ويدركون بأن الطريقة الاكيدة الوحيدة ، برغم كونها الاكثر ايلاما وابهظ ثمنا ، هي الانتصار في ميدان المعركة ، كما فعلت اريتيريا . والدليل على ان دعوة القادة المتمردين للانفصال كانت ، على الاقل في بدايتها ، تحركا لمنافع ذاتية ، اصبحت مكشوفة فيما بعد بتحالفهم التكتيكي مع حكومة الخرطوم ضد التيار الرئيسي للحركة ، برغم رفض الحكومة لدعوتهم بالانفصال اصلا . ومع ذلك واصل القادة المنشقون توسيع قاعدة التأييد لهم وسط الجنوبين ، على اساس مبادئهم المعلنة ، وركزوا على مطلب اكيد هو عزل قرنق من قيادة الحركة . وما بدا اولا انقلابا ذي اثر يذكر على كرسي الرئاسة ، تطور بسرعة الى ما يسمى " الثورة الزاحفة " ، الوصف الذي اراد به المنشقون تعريف تمردهم . والاسوأ ، ان التمرد على الحركة انحدار الى عدوات قبلية دموية رهيبة عمقت ووسعت الانقسامات وسط الجنوبيين . ومن جانبها ، كانت الحكومة شغوفة لاغتنام الفرصة لتعميق الانقسام واضعاف العدو ، وتحركت موفرة حوافز متنوعة ، تراوحت من الامدادات العسكرية ، والدعم اللوجيستي ، الى الحوافز المادية للمتمردين على الحركة . ونتيجة لذلك ، اخذ التمرد والتشرذم والانقسام في الاتساع والانتشار . ورغما عن ان تيار الحركة الرئيسي تحت قيادة قرنق ظل المهيمن والغالب ، الا ان عملية " قوة اندفاع الطرد " الانقسامية داخل القيادة ظلت تهدد بتحويل الجنوب الى وضع شبيه بالصومال ، تسوده الحروب القبلية والعشائرية ، مما يجعل فرص حل النزاع اكثر صعوبة . فاقمت الخلافات داخل الشمال من تعقيدات الازمة . تعارض كل القوى السياسية الرئيسية تقريبا الحكومة الحالية ، ليس ، صراحة ، بسبب اطروحاتها الاسلامية ولكن لكونها نظاما عسكريا . التقت كل تلك القوى السياسية المعارضة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها لتكوين ( التجمع ) التحالف الوطني الديمقراطي ، ( NDA ) ، الذي يهدف الى الاطاحة بالنظام العسكري . ان رفض الحكم العسكري من جانب غالبية المعارضين ، خاصة بين من يمثلون القوى الحديثة ، وثيق الصلة برفض مماثل للعودة مرة اخرى الى حكم الاحزاب السياسية الطائفية ، مما يولد فراغا يدعو الى اللامبالاة والسلبية السياسية وسط المواطنين . وبما ان النظام واتباعه الملتزمين دينيا مصممون على حماية امن النظام ، فان هذه الامبالاة تدعو الى اضعاف احتمالات الانتفاضة الشعبية كالتي اطاحت من قبل بانظمة عسكرية . يؤدي تداخل هذه النزاعات والخلافات الداخلية في الشمال والجنوب ، ليس فقط الى تعقيد الانقسام الشمالي الجنوبي ، ولكن يجعل حل النزاع الرئيسي بين الجنوب والشمال اكثر صعوبة لاحقا . وبالطبع ، لا تفضل القوى السياسية الشمالية المتحالفة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ، في التحالف الوطني الديمقراطي ، تسوية بين الحركة الشعبية والحكومة ، لان ذلك سوف يسحب من تلك القوى المعارضة القوة العسكرية الوحيدة الموثوق فيها . وكذلك ، لا تحبذ مجموعة لا اكول – ريك مشار ، التي انضم اليها اخرون عديدون ، اي تسوية بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان ، الفصيل الاساسي ، لان ذلك سوف يسحب من القادة المنشقين قيمتهم الوحيدة ، لكونهم حلفاء للحكومة ضد قرنق . ولهذا يبدو ان الحكومة وزعماء المعارضة مهمومون ومنهمكون في تكتيكات واستراتيجيات تؤدي الى توسيع الانقسامات واضعاف العدو ، مع غياب زعامة تتسم وتتمتع بسلطة اخلاقية لتحشد الامة خلف هدف وغاية مشتركة . وهذا لا يجعل احتملات السلم والوحدة بعيدة المنال وحسب ، ولكنه يفاقم من حجم الكارثة الانسانية المأساوية للمدنيين من السكان ، الذين اقتلع معظمهم من اراضيهم ، وشردوا داخل البلاد او اجبروا على اللجوء الى البلدان المجاورة . وكأن كل هذه التعقيدات ل لاتكفي ، فان تدخل قوى اقليمية وعالمية ، مثل ايران ، العراق ، ليبيا ، سوريا ، بتحالفها مع اقسام داخلية ، لا يعمق الانقسام فحسب ، بل يفاقم من امكانيات تدمير السودان لنفسه ويقلل من احتمالات التسوية السلمية . ومهما تكن ديناميكية وحركة التفاعل في ميزان معادلة القوى ، فانه من غير المحتمل ، ان يحقق اي من الطرفين انتصارا حاسما على الاخر . ومهما كان مستوى اضعاف الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها بسبب الخلافات الداخلية ، والمتغيرات الاقليمية ، وتحسن الامكانيات القتالية لقوات الحكومة ، فان السعي الجنوبي الحثيث للعدل والمساواة سوف يجعل نيران التمرد مشتعلة ومستمرة في المستقبل المنظور . القيادة الواعية بشئون الحكم والمصالح الذاتية المستنيرة يجب ان تملى الاعتراف بالحل السلمي للنزاع الذي اصبح امرا واجبا وملحا . ولكي يكون ذلك ممكنا ، لابد لعقلية السودانيين ، وبخاصة الزعماء ، ان تغيير جذريا وبشكل اساسي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
عـــامــل الـعـــرق : احد الاسباب الرئيسية الداعية للتضارب والارتباك في ازمة الهوية السودانية يتمثل في الطريقة التي اعطيت بها الهوية الشمالية شخصية مركبة تمزج عناصر العرق ، الثقافة والدين . الطريقة التي تم بها ذلك ، توارى البعد العرقي وتداري العنصرية . تعمق النظرة الذاتية للبعد العرقي للعروبة الانقسام بين الشمال والجنوب ، مما يجعل الامر صعبا / حتى للجنوبي المسلم المستعرب ، لتقريب شقة ذلك الانقسام . وتتمثل الطريقة التحليلية لتحسين وتخطي وضع الانقسام في فرز العرق ، الثقافة والدين ، ثم التدقيق في صحة الادعاء الشمالي للعروبة عرقيا وثقافيا ، مع التمعن في شكل الاسلام الممارس في الشمال ضمن ذلك السياق . وبما ان العرق يبدو ضمن اجندة خافية وراء موضوع الدين المهيمن ، يصبح ضروريا التدقيق في هوية الشمال من وجهة النظر هذه . في الجنوب ، كما في العديد من البلدان الافريقية ، تمارس اديان مختلفة داخل العديد من العائلات ، ولكن الدين لا يتدخل في وحدة العائلة الضرورية ، التي تترسخ بولاءات القرابة . ويحمل هذا السلوك الكثير المشابه للتقاليد الصوفية ، التي مثلها مثل المعتقدات الافريقية المحلية ، مشخصنة وترتبط بالنسب ، وتتميز بقدر كبير من التسامح مع التنوع . المدخل الاول هو معالجة قضية العروبة والافريقية كعناصر للانتماء الوطني . والحجة التي يدفع بها غالبا في السودان ، وفي الدوائر العربية ، هي ان العروبة ليست مفهوما عرقيا ولكنها مفهوم ثقافي . وتعكس هذه النزعة صعوبة تحديد هذا المفهوم الضبابي للعرق حسب معايير موضوعية كالدم ، وتكشف الرغبة الخفية لتحاشي القضية . ولكن تلك النزعة تحمل في اعماقها الظروف الخاصة بالسودان ، حيث يكشف الدليل الملموس ، لمن يدعون بأنهم وراثيا وعرقيا عرب ، غياب الاسس العرقية الموثوق فيها لسند ادعائهم . والتحدى الذي يواجه الاكاديمي ، المثقف ، والسياسي المطلع في الشمال ، يتمثل في الكيفية التي تعالج بها القضية عقلانيا عندما يدعي البعض العروبة بينما يشي مظهرهم وتقاطيعهم الى غير ذلك ، ويحدون المخرج في تأكيدهم بأن ما يدعيه العربي السوداني في حقيقة الامر ليس الصلة العرقية ، بل الثقافية . وبهذا المنحى ، يوارون الهوية العرقية غير المبررة برداءة الثقافة . ويتبع ذلك ، بانه ليس واردا ان يكون الشماليون عنصريين ، برغم امكانية اعتزازهم بشوفينيتهم الثقافية ، التي تعتبر اخف ضررا من العنصرية . انها لذريعة ذكية ، لانها توفر مهربا فكريا للمثقف والسياسي ، ولكنها لا تعالج المشاكل العرقية للبلاد . كما ترسخ من معتقداتهم بأن الجماهير السودانية الشمالية ، التي ترى نفسها عربية عرقيا وثقافيا ، تفترض تفوقها على هذه الارضيات ، مع تحاملها ضد اقرانها من غير العرب . كما ان هذا المهرب لا يصيل الزعماء الشماليين بضرر ، لانه بتفاديهم الواقع عبر ذلك المفهوم الذرائعي ، لا يمكنهم تقديم زعامة لها القدرة و النفوذ الاخلاقي لوضع حد للعنصرية العربية في البلاد . وبطريقة ما ، يخفى الاصرار على ان الهوية العربية تؤسس على مفاهيم ثقافية لا عرقية ، النظرة الذاتية الشمالية بادعاء الانتماء للعرب عرقيا . ولا يعد هذا الانتماء الذاتي الوهمي حميدا على الاطلاق ، لانه يوفر في الواقع الاسس للتحامل العرقي والتمييز ، وما يتبع ذلك من ممارسات عنصرية بين المواطنين ، لابرغم عدم الاعتراف بها ونكرانها باصرار . وحتى ، مع ابعاد المفهوم الخبيث للعرق لمصلحة المفهوم الحميد – الثقافة ، كيف يمكن ان يساعد ذلك في توحيد بلد منقسم على اسس ثقافية ؟ قد يؤثر انقسام السودان عرقيا او ثقافيا على المستوى العاطفي ، ولكنه ، مع هذا ، يعني انتفاء الارضية المشتركة . والسؤال الذي يبرز التحدي هو : ما الذي يجمع من يسمون انفسهم بالسودانيين ، وهم منقسمون بسبب مفاهيم ذاتية متعلقة بالعرق ، الدين الثقافة وعوامل اخرى ؟ البديل البديهي للانقسام الواقع يتمثل في ، الاعتراف بالفجوة بين السس العرقية والثقايفة المداة للهوية ، وبين الدليل المادي الملموس الذي يدحض ذلك الادعاء ، من اجل نسف الوهم والقاء الضوء على العوامل المشتركة ، التي لا تستدعي ادعاءات لاختلافات عرقية او ثقافية مبالغ فيها ، يقوم عليها التحامل التمييز .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
تعقيب(3)
امراض الشمال الستة...النفس سياسيةPCHYCO-POLETICAL 1- ولاية الفقيه(حزب الامة)/ايران 2- الخلافةودولة المدينة(الاخوان المسلمين)(مؤتمر وطني/شعبي/عدل ومساواة) 3- الشيوعيين(الاممية الزائفة)USSR 4- البعثيين/القومية الشوفينية/العراق 5- السلفية/ فيروس الارهاب/السعودية 6-الناصرية(البعاعيت) .... اي شخص يحمل باس وورد معانا هنا وينتمي لاي نوع من ((كنكوج الشمال)) اعلاه ويدعي انه مع الوحدة الجاذبة يجي بي جاي يحاور لينا فرانسيس دينق وبلسان عربي مبين...ويورينا شنو ال OUT-PUT ...بتاع الخزعبلات الوافدة من المحيط الشرق اوسطي المتخلف...من 1947 لحدت الان؟؟
يا هودا كلام الجنوبيين ومفكريهم من غير اي وصاية من اعجاز النخل الخاوية في الشمال وذى ما قلنا
هذا البوست برعاية سوداني سودن شبكتك وخليك سوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
مــواقــف اطـراف الـنــزاع : ماتشير به الحكمة البديهية ، لا يمثل بالضرورة وجهة النشاط العلمي الذي يتبعه صناع القرار . الوضع السوداني يعبر عن انعكاس مأساوي لصدق هذه الحقيقة . فمن جانب ، اصبحت قضايا النزاع واضحة جدا للجميع ، بمن فيهم اطراف النزاع . ومن الجانب الاخر ، يعترفون بأن الوضع الراهن لا يمكن ان يصون السلام والوحدة . ومع ذلك ، فان المواقف التي تتخذها الاطراف ، للمفارقة ، توسع شقة الخلاف ، مما يجعل المساومات صعبة ، ان لم تكن مستحيلة . يبدو ان موروث العلاقات الجنوبية الشمالية قد اقنع الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها والجنوب ايضا ، بأن الممسكين بزمام السلطة في المركز . والشماليين بصورة عامة ، لايعيرون اهتماما للتظلم الجنوبي ، الا اذا ما اقيم الدليل وحسم الامر في ميدان المعركة . وان كان ذلك صوابا ام لا ، تعتقد الحركة الشعبية وغالبية المسيسين من الجنوبيين بان الشمال لن يقبل ضرورة اعادة هيكلة السلطة الوطنية الا عبر القوة العسكرية . ولكن ، ولتفادي المثول بمظهر دعاة الحرب ، ولكسب التعاطف والتأييد السياسي ، حتى من داخل الشمال نفسه ، وجب على الحركة ابداء التزامها بالتسوية السلمية التفاوضية كوجهة نظر مبدئية . والرؤية من جانب الحكومات المتعاقبة في الخرطوم ، تشير الى ان نجاح الحركة الشعبية لتحرير السودان في تحقيق اهدافها المعلنة ، عبر الوسائل العسكرية او السلمية ، سوف يهدد دون شك هيمنة الحكومة في المركز والشمال العربي المسلم . وطبيعيا – الافيما ندر من مواقف قيادية رشيدةعادلة ، لم ينعم بها السودان بعد – يصعب على اي زعيم في الخرطوم ان يقدم مثل هذا التنازل الساسي الهام . ومن جانب اخر ، فان المساومة من موقف عسكري قوي ووجهة نظر سياسية عادلة ، يمكن ان تؤدي الى تغيير اقل جذرية ، يمكن للنظام امتصاصه دون ان يكون مدمرا لنفسه . ولهذا ينظر الى تصعيد نشاط الجبهة العسكرية على انه امر ضروري للمفاوضات . وبنفس القدر ، فان رفع راية السلام يمكن ان يكون تكتيكا لدعم مظهر المرونة والمساومة ولدرء انتقادات التشدد . وهذا هو حال كل من الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان . هناك عوامل متشابهة تعتمل وتؤثر على قضايا الوحدة والانفصال . ادى تصعيد واطالة امد النزاع الى تقوية كل من دعاة الوحدة والانفصال . يحظى الانفصال بتعاطف عميق الجذور– وان لم يكن سافرا – من الدوائر الجنوبية . فيما عدا مجموعة لام اكول وريك مشار المنشقة حديثا وبعض المنشقين الاخرين ، الذين يجاهرون بالانفصال ، تقف قيادة الحركة الشعبية سرا ولكن بصورة دائمة مع وحدة البلاد . ومع هذا ، فان استراتيجية الحركة لا تستبعد الانفصال . وحقيقة ، تسلم العناصر الموحدة والداعية للفرقة في الهوية – افريقيين او عرب – ولكنهم يتبرأون من عنصر ، مع خيارهم المحدد المفضل للعنصر الاخر . ويتحكم الشمال ايضا في ورقة سلطة الدولة الرابحة ولديه الامكانيات الهائلة لتهيئة الظروف . ما معنى ان تكون سودانيا ؟ بازاحة المظاهر الخارجية للهوية ، تتكشف القيم والتوجهات الثقافية الحقيقية للبلاد ، موضحة امكانية التفاعل المتبادل في عملية عادلة ومتكاملة لبنء الوطن . ويعني هذا ضرورة ابعاد الدين عن الحياة العامة ، وتبنى اللغة الانجليزية والعربية كلغات للعمل ، مع تشجيع اللغات واللهجات المحلية الرئيسية في المراحل الاولية للتعلم ولاغراض المناسبات المحلية . وسوف تكون لعملية اكتشاف الذات هذه تداعيات واسعة في التعليم ، البرامج الثقافية ، الاعلام ، التوعية العامة والعلاقات الخارجية . هذه المقترحات ليست جديدة بالمرة ، ولكنها امتداد طموح لشيء اصداره من قبل ونجح بقدرما ولفترة محدودة . ورغم ان الاطار الذي وفرته اتفاقية اديس ابابا 1972 ، قد جعل الجنوب تابعا بطريقة لايمكن قبولها مرة اخرى ، الا ان الاتفاقية اعطت البلاد احساسا بالانتماء للامة وبالهدف المشترك . ادى توسيع المشاركة ، ليشمل كل الاقاليم والاقسام ، الى لم شمل المواطنين من الجنوب ، الغرب ، الشرق والشمال ، وظهر ان العديد منهم كان اكثر زنجية من النيليين ، وضعفاء في اللغة العربية كما النيليين . وفجأة تحولت صورة الانقسام الواضح الحاد بين الشمال العربي والجنوب الفريقي لتصبح اكثر " غبشة " واختلاطا ، وما نتج عن كل ذلك عبر عن الوجه الحقيقي للسودان بكل تعقيداته ، الوجه الذي لم يره او يألفه سوى القلة من السودانيين ، بمن فيهم من قادة في الخرطوم ، منذ فجر الاستقلال . وادرك السودانيون للمرة الاولى دور بلادهم المنظور كنموذج مصغر لافريقيا وحلقة وصل بين القارة والشرق الاوسط . عناصر الهوية السودانية هذه ، والطريقة التي اثرت بها في تشكيل السياسات الداخلية والخارجية ، ربما وضحتها بدقة الدراسة التي اجرتها وزارة الخارجية وقدمتها لمنظمة الوحدة الافريقية في الاحتفال بعيدها العاشر 1973 . وشكلت تلك العناصر ايضا خط الخطاب السياسي لنميري حول دعم السودان لاتفاقيات كامب ديفيد ، كامتداد للمباديء التي وجهت السياسات الداخلية للتسوية السلمية والمصالحة الوطنية . ومع هذا ، كانت عملية اكتشاف الذات تلك واعادة صياغة النظرة الذاتية الوطنية عاملا هدد الصفوة الشمالية ، ودفعها الى تقويض اتفاقية اديس ابابا مجبرة نميري في النهاية على خرق ما كان في واقع الامر اكثر الانجازات اهمية تحت قيادته . ومع ذلك ، وبالرغم من تفكيك نميري للاطار الذي شيده ، توفر التجربة سابقة ونموذجا يمكن تحسينه والبناء عليه لجعل الهدف المرجو تحقيقه ، ليس فقط ممكنا انجازه ، بل سبق وتحقق فعلا بقدر كبيرا من النجاح . على كل ، فان فشل الاتفاقية يجعل الرؤية صعبة ، ان لم تكن مستحيلة ، في اختيار ترتيب داخل اطار الوحدة يكون مقبولا للجنوب كضمان اكيد للسلام والاستقرار . ذلك الاحتمال البعيد ، ربما يضع التحدي امام القيادة ويدفعها لتصبح اكثر قدرة على الخلق في بحثها عن الحلول . ولنجاح اي حل يحقق السلام والوحدة والاستقرار الدائم للبلاد ، لابد وان يكن ذلك المحل حساسا للعلاقات الافقية بين الجتمعات المختلفة التي تؤثر عليها مشاكل الهوية ، وللصلة الرئيسية ايضا على المستويين المحلي والوطني . هذه النظرة يبنها وضع ابيي ، التي ادى ابعادها عن اتفاقية اديس ابابا ، لاستئناف العدوات بصورة مباشرة في عام 1983 . تمثل ابيي نقطة التقاء وتداخل بين الشماليين والجنوبيين ، وقد وصفت بالنموذج المصغر للسودان ، كما وصف السودان بالنموذج المصغر لافرقيا ، لايمكن لاي حل مستقبلي بين الشمال والجنوب ان يتجاهل الوضع " السرطاني " الشاك لدينكا الانقوك في ابيي بجنوب كردفان الذين ظلوا لاجيال عديدة الجسرالرابط بين الشمال والجنوب ، ولكنهم اصبحوا ، حديثا ، ضحايا النزام والمصالحة ايضا فيالعلاقات الشمالية الجنوبية . ونتيجة لذلك اصبحوا عاملا مفاقما للازمة ، ان لم يكونوا حقيقة السبب المباشر في استئناف الحرب الاهلية . وبمجرد ان يتم تحضير التربة المحلية المشتركة وزرعها ، لينمو الاحساس الوطني بالهوية ويعطى ثماره ، حينها يمكن للسودانيين التقدم بامان للحاق بالعالم الخارجي العريض من امم وشعوب . في الماضي ، كانت تلك الصلات الخارجية تفضل وجهة نظر احادية للهوية السودانية – العنصر العربي . ولم تقدم افريقيا مساهمة مماثلة لتوازن مساهمة العرب . يمكن ابراز امكانيات الدور المعتدل للجنوب في العلاقات الخارجية ، بردود الفعل المتباينة للسودان حول تطورين في الشرق الاوسط : حرب الايام الستة ، عندما تبنى السودان الموقف المتشدد للدول العربية ، واتفاقيات كامب ديفيد ، التي ايدها السودان مسترشدا بالمباديء الداخلية في الحل السلمي للنزاعات ، كما عكستها اتفاقية اديس ابابا ، التي جعلت من المشاركة الجنوبية في رسم السياسة الخارجية امرا ممكنا ايضا . ولكن ، مرة اخرى ، عدت هيمنة العرب للصدارة وانحسر البعد الافريقي بعد خرق اتفاقية اديس ابابا . تتغير الصورة الان بقدر ما ، مع تزايد اهتمام افريقيا بمأزق السودانيين وحالتهم ، ولكنه اهتمام يعبر عن رد فعل نزاعي ضد التأثير العربي الاسلامي . يعترف العديد من السودانيين صراحة بأن رفع مرتبة الهوية العربية عالميا تأثر بحاجة السودان للدعم المالي العربي ، الذي تنامي نتيجة تصاعد عائدات النفط من " الدولارات البترولية " في السبعينات ، مع الفقر المتزايد في السودان و افريقيا . ولكن البلاد غنية بمواردها ، لديها اراض زراعية ومياه وفيرة ، واحتياطات من النفط والمعادن . بالسلام والاستقرار والسياسات الحكيمة ، يمكن للسودان الحفاظ على هويته المتجذرة محليا بكل العزة والكرامة . وبالطبع ، فان اعادة صياغة الهوية لخدمة اهداف السلام والوحدة ، تعد خطوة عملية ، يمكن الشروع فيها مباشرة ، لكنها تحتاج الى معالجة طويلة المدى . ويمكن يمكن ذلك بعدة سبل . والحرب نفسها احدى هذه السبل ، لانها تجبر الطرفين لامعان النظر في القضايا . للقيادة دور اكيد وحاسم في عرض عناصرونماذج الهوية الجديدة و توضيحها للمواطنين . ومن العوامل الهامة ايضا اقامة الاطار الدستوري ، ومؤسسات للسلطة لتدعيم المشاركة في السلطة ، الثروة والموارد الاخرى بعدالة ومساواة . ومهما تكن اللافتات الدستورية المستعملة لوصف الاطار المناسب ، فان الامر الحاسم الذي يجب وضعه في الحسبان ، هو ان التغلب على المخاوف الجنوبية من الهيمنة العربية وحلها ، يتم فقط باقامة نظام حكم لامركزي حقيقي . وايضا ، لابد من الاتفاق على ترتيبات امنية ملائمة على المستوى الاقليمي ، مع المشاركة العادلة للاقاليم والولايات في الحكومة المركزية . وفي هذا الصدد ، لابد وان تكون المساهمة الجنوبية ضمن هذه الترتيبات اكبر حجما وقدرا مما كان عليه وضع الجنوب في الماضي داخل اطار السودان الموحد . ظل الجنوبيون يرون انفسهم في وضع ادنى وغير متكافيء لكونهم غير عرب وغير مسلمين . وتحتاج الثقافات المحلية الجنوبية الى تدعيم وتطوير هويات تنبثق من داخل اطرها الاقليمية لتؤثر على الاطار الوطني . ومع الرغبة في خيار اعادة صياغة الهوية الوطنية ، قد يكون تذكير السودانيين الشماليين بانهم خلاف ما يدعون – وعليهم بهذا تعديل نظرتهم الذاتية من اجل مصلحة الوحدة الوطنية – امرا غير مستساغ وغير مقبول . وحقيقة ، بينما يمكن ان يقبل البعض الحجة بصدر رحب ، فان العديدين يعتبرونها مسيئة ومرفوضة . وبما انهلا يوجد في الساحة القائد او التنظيم السياسي الذي يمكن ان يقنع البلاد لتخطو في ذلك الاتجاه ، ويصبح ، من المحتمل ، والاجدى عمليا ضرورة الاعتراف بان تاريخ ومسارات تشكيل الهوية لن تسمح باعادة صياغة الشخصية الوطنية ، بالرغم من الهدف السامي نحو وحدة تحتضن التنوع . ويكمن البديل ، على ضوء ذلك الاعتراف ، في اختيار ترتيب فضفاض يقوم على النظام الكونفدرالي الدستوري . ومع قبول هذا الترتيب ، يبدو انه من غير المحتمل تحقيق الاجماع عليه . والواقع ، ان الحركة الشعبية لتحرير السودان قد اقترحت بديلا كونفدراليا مشابها ، وكان رد الفعل الحكومي الرفض الفوري التام . ومع ذلك ، كان هذا الاقتراح يعبر عن الموقف الرسمي للحركة خلال مفاوضات ابوجا الثانية عام 1993 ، التي انتهت بدون اي اتفاق . والبديل الذي يأتي بعد ذلك المفهوم الفضفاض المقترح للوحدة ، هو الانفصال . لا تزال القوى السياسية الشمالية ترفض ، والفصيل الرئيسي للحركة الشعبية لتحرير السودان يتنصل عن الانفصال ايضا . وبينما تظل الوحدة غاية نظرية ، فان التقييم المتجرد النزيه للوضع يقود الى خلاصة حتمية ، مفادها ان التوقعات لاقامة وطن موحد لا تبدو مبشرة على ضوء التجارب التاريخية . وعليه ، ربما يكون الانفصال الخيار الاجدى والاقل دمارا ، هذا اذا لم تحدث تطورات مثيرة وغير متوقعة في المعادلات السياسية في الشمال . على كل لن يحل الانفصال بالضرورة النزاعات داخل الشمال والجنوب . وحقيقة ، يمكن ان يصبح انتفاء التهديد الخارجي سببا في تفاقم النزاعات الداخلية . ولكن يمكن مجابهة مثل ذلك التحدي داخل الاطار الداخلي من خلال ترتيبات ملائمة لحجم ومحتوى النزاع . من غير المحتمل ان يكون النزاع داخل الشمال او الجنوب حادا وداعيا للانقسام ، مثلما يحدث في النزاع بين الشمال والجنوب داخل الاطار الوطني . والدرجة التي يتحقق بها التماسك الداخلي او الانقسام سوف تعكس واقع الاوضاع في العديد من البلدان الفريقية والعربية . وتفرض عملية الاخذ باحدى هذه الخيارات مشكلة تحد . وبما ان حجم المراهنة السياسية عال جدا ، لن تتحمل الحكومة ولا القادة في الشمال او الجنوب ، مثل هذه المسئولية دون مجازفة . ويمكن الحل في ترك الامر للشعب ليختار . ويمكن اجزاء الاستفتاء على مرحلتين منفصلتين ، في الشمال والجنوب . تكون الاسئلة للشماليين : ما اذا كانوا يرغبون في اقتران الشمال بالجنوب ، وعلى اي اسس ، هل عبر ترتيبات فيدرالية ام كونفدرالية ، وما دور الدين في الدولة . يتم بعدها استفتاء الجنوب رداعلى الرأي الشمالي . وبصرف النظر عن قرار الشمال بقبول او رفض الدولة الاسلامية ، سوف يكون قرار الجنوبيين ، اما البقاء متحدين مع الشمال ، تحت احد النظامين الفدرالي او الكونفدرالي ، بغض النظر عن ارتباط الدين او فصله عن الدولة ، او تفضيل استقلال الجنوب تماما عن الشمال ، مع وجوب مراقبة الاستفتاءين بواسطة منظمات عالمية ومراقبين من منظمة الوحدة الافريقية ، الامم المتحدة ، الدول الافريقية والعربية المجاورة ، واي دول اخرى يهمها الامر من داخل وخارج النطقة . ومع ضعف الاحتمالات ، عند رؤية هذه الخيارات وتداعياتها ، لايستبعد المراقب الامكانيات التي يمكن ان تتحدى السودانيين وتدفعهم ليصبحوا اكثر خلقا وابداعا وايجابية في بحثهم عن حلول عادلة ودائمة لقضية الوحدة الوطنية . وفي كل الاحوال ، سوف يترك الاستفتاء الخيار للشعب ، وهو شأنه ، ولن يكون هناك زعماء لالقاء اللائمة عليهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
بــرنـامــج عــمـل : لاسباب الدمار وحجم الكارثة والمعاناة الانسانية التي الحقتها الحرب بالبلاد ، وبخاصة على كل سكان المناطق الاكثر تأثرا بويلاتها ، يصبح الواجب الملح والعاجل ترجمة المباديء المذكورة اعلاه الى برنامج عمل من اجل السلام ، تسترشد به الاحزاب والوسطاء على كل الاصعدة ، الوطنية ، والاقليمية والعالمية . ( 3 ) . نقطة البدء والانطلاق لاي مبادرة مبشرة بالسام ، هي الاعتراف بتبلور رؤيتين متوازيتين في الشمال والجنوب ، نتيجة التطور التاريخي للاحداث ، من الصعب التصالح والوفاق بينهما ، وبهذا تفرضان تحديا خطيرا يتهدد بقاء الوطن ، مالم يرتفع القادة فوق الانقسامات . وداخل الاطار هذه الصورة الواسعة ، تبرز اشكال ومستويات عدة من النزاعات القبلية ، الاقليمية ، الايديولوجية ، التي تتطلب الاهتمام ايضا . ولكن البعد الاكثر خطورة يتمثل في النزاع الشمالي الجنوبي . يشير تبلور القضايا الداعية للفرقة ، وتصلب المواقف حول النزاع ، الى ان التغلب على العقبات واجتيازها نحو السلام سوف يكون عسيرا وعصيا للغاية ، ويتطلب تنازلات اساسية وهامة ، اذا ما اريد حل النزاع داخل اطار الوحدة الوطنية . يجب ان يدرك الطرفان المتنازعان بان كلا منهما يمثل قضايا مشروعة ومشتركة بشكل واسع داخل مجموعات كل من هويتهما ، برغم الخلافات الداخلية في التفاصيل ، والتكتيكات او الاستراتيجية . ويجب عليهما التصميم على انهاء النزاع باحتضان كل تلك الهموم ، وان عنى ذلك تقسيم البلاد . بينما تحتاج مناقشة التفاصيل الى طرحها في مؤتمر دستوري ، تفرض الظروف الضاغطة العاجلة المعالجة الفورية للاحتياجات الانسانية الملحة للمواطنين خاصة في مناطق العمليات الحربية ، عبر ترتيبات عاجلة تهدف لانهاء العدوات بأسرع ما يكون . وترتيبات من هذا القبيل يمكن ، على الاقل ، ان تحجم حدة العنف ، وتسمح للمواطنين استئناف حياتهم الطبيعية العادية ، وتسهل تسليم مواد الاغاثة العاجلة والحيوية ، وتساعد المشردين داخليا من السكان الجنوبيين في العودة الى ديارهم ، وتنشيء برامج لاعادة التوطين والبناء ، والتنمية . ويعبر ترحيل وتسليم الاغاثة والتجارة واقامة صلات مع مصادر التعاون الدولي عبر الحدود ، مكونات ضرورية ضمن هذه المعادلة . ويمكن لهذه الترتيبات ان تؤثر ايجابا بخلق الثقة بين الاطراف الرئيسية في النزاع . الترتيبات المقترحة تعنى ضمنا قيام هيكل او اطار اداري ، يستحسن اتفاق الاطراف عليه ، او قبوله على اساس الامر الواقع ، ممايعني نوعا من ايقاف القتال ، وتعديلات في اماكن تواجد القوات ، بما فيها احتمال سحب الجيش من الجنوب ، واقامة ادارة انتقالية للوحدة الجنوبية ، على اسس وشروط مقبولة للطرفين ، تخضع لأي حلول اخرى يمكن اقرارها فيما بعد .ويجب الاتصدر عن هذه الترتيبات اي حكم مسبق حول قضيتي الوحدة والانفصال ، لأن القرا النهائي سوف يتخذه الموطنون عبر الاستفتاء في كل من الشمال و الجنوب تحت الرقابة الدولية . ربما تتطلب هذه الترتيبات تكوين هيئة مشتركة ، تضم ممثلين من الطرفين و من منظمة الوحدة الافريقية و الامم المتحدة للاشراف على تنفيذ الاتفاق المرحلي ، و المساعدة في بناء الثقة ، و ضمان اجراء الاستفتاء في جو من الامن وحرية الاختيار التامة . على ان يتم كل ذلك في سياق التزام صارم متفق عليه عالميا من اجل حل النزاع ، مهما كانت النتائج . بينما لا يمكن ارجاء حل النزاع الشمالي – الجنوبي ، لحين حل كل المشاكل داخل كل من الشمال والجنوب ، لا يمكن لي حل ان يدوم و يثبت ، دون قبول القوى السياسية الرئيسية و الشعب السودلني . و يبدو واضحا الان ، انه و بعد عقود من الحرب الاهلية المنهكة المدمرة ، اصبح السودانيون اكثر استعدادا و شغوفين لحل النزاع . من المحتمل . ان تجد فكرة الاستفتاء في كل من الجنوب والشمال ، و الترتيبات الانتقالية المقترحة في هذه الاثناء ، قبولا لدى الاحزاب السياسية و المجموعات المعارضة الاخرى ، شريطة ابداء الاعتراف الواجب بها و بمواقفها ووجهات نظرها ، و السماح لهل للقيام بحملاتها الدعائية بحرية تامة للاستفتاء. قد يتطلب الاعتراف بالمواقف و وجهات النظر المتنافسة ، الاتفاق على المبادىء العريضة لحكم البلاد ، منقسمة او متحدة ، مع تطوير نظام ديموقراطي دائم و ثابت و بما ان الاطروحات الدينية للحكومة لا تختلف كثيرا عن الاطروحات الاحزاب الطائفية السياسية ، فيما عدا التنافس مع السلطة ، يصبح واردا قبول بعضهم البعض ،بمجرد ابعاد المشكلة الجنوبية من الساحة ، خاصة ام انه لا يمكن لاي منهما التمتع بالتأييد التام من الشعب دون الاخر . قد يكون مرغوبا ، حقيقة، ضم تلك الاحزاب الطائقية اليساسية الى الحكومة الراهنة كخطوة اولى في عملية المفاوضات . ويسري نفس الشيء عاى الاقسام المختلفة داخل الحركة الشعبية لتحريرالسودان وجيشها . مثل هذه الاجراءات سوف تختزل الاحزاب والاقسام الى مجموعتين ، مما يجعل التعامل اكثر مرونة . و يمكن خلق مناخوحقيقي لجهود تعكس مسئولية وجدية رجال الدولة المخلصين من اجل انهاء النزاع و النهوض بالبلاد و السير بها في اتجاه التنمية وبناء الوطن ، من اجل دعم جهود المصالحة بين كل الاقسام في الشمال و الجنوب ، بصرف النظر عن نتائج الاستفتاء المقترح . و مباديء المصالحة هذه يمكن ان تقوم على الخطوط العريضة : مثل ايقاف القتال ، ترسيم الحدود لتحقيق الرقابة الفعالة ، توفير ضروريات الحياة ، الاتفاق على مباديء الحكم و توعية المواطنين لاتخاذ الخيار الحر الحقيقي . يمكن تطبيق هذه الاجراءات خلال فترة من الزمن ، تسمح بالتطوير التدريجي لاطار فعال لعملية ، يمكن ان تعالج بصورة مضطردة المشاكل العاجلة خلال فترة محددة من الزمن . ويمكن خلق آليات لمواصلة الحوار حول الترتيبات الدستورية والقانونية لحل كل تلك المشكلات ، على اسس البدائل المطروحة اعلاه ، التي تتراوح ما بين الوحدة القائمة على هوية وطنية جديدة او الانفصال التام . لايمكن بعد الان تجاهل فكرة الانفصال ، التي كان ينظر اليها دائما على انها امر محظور محرم ، او ان التناقش بدون الجدية اللازمة . لم يعقد النزاع المزمن المستعصى للبلاد ويعوق مسيرة التنمية والبناء الوطني فحسب ، بل دمر السودان ، مسسبا فقدا لا يحتمل في الارواح ، ومحدثا خرابا في البنيات التحتية لموارد سكان الريف ، وتدهورا وانحسارا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية . لقد اصبح الوضع مأساة انسانية رهيبة ، ولابد اذن من ايقاف هذه المأساة الانفصال اذا دعت الضرورة ، ولكن بارادة الشعب الحرة . وبمرور الزمن ، ربما تدفع الطرفين للالتقاء على اسس الاحترام المتبادل والسعي للتعاون نحو غايات مشتركة . يشير التاريخ المرير للوعود المنقوضة ، والاتفاقيات المخروقة والسلام بعيد المنال ، الى انه لايمكن اسقاط اي خيار من اجندة الحوار . لاشك ان الوحدة هدف سام ونبيل ، ولكن الضمان الافضل لتحقيقها ، خاصة على الصعيد الوطني ، هو ، ان نسمو القيادات فوق الشقاق الحزبي وتطرح للوطن بكامله رؤية تلهم قطاعا عريضا من السودانيين ، بغض النظر عن العرق ، الاثنية ، الاقليم او الدين – رؤية تربطهم بالوطن ليقفوا معا في سعيهم الجماعي من اجل مصير مشترك . ويمكن ان يتقرر كل ذلك عبر التصويت الواعي المستنير في الاستفتاء المقترح للشمال والجنوب . فقط عبر الاعتراف والاحترام المتبادل ، والتفاعل المتناسق بين السكان العرب و الافريقيين في كل ارجاء البلاد ، يمكن للسودان ان يحقق ريصون السلام العادل الدائم ، ويقوم بدوره نموذجا مصغرا حقيقيا لافريقيا وحلقة وصل نشطة بين القارة والشرق الاوسط . والمفجع حقا ، ان ظل كل ذلك سرابا منذ فجر الاستقلال .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
وفقا لكلام فرانسيس دينق وخارطة الطريق التي وضعها في كتابه القييم ونحن الان في 2010 والسودان مهدد يكون او لا يكون فما هي الديناميكا السياسية التي ..تجعل السودان دولة مدنية فدرالية ديموقراطية باقل خسائر (1) الغاء القوانين غير المنسجمة مع الدستور والاعلان العالمي لحقوق الانسان وتقبح السودان عبر الميديا العالمية اولا...
والسؤال الاهم الان 2010 انو نيفاشا نقلت مشكلة الجنوب الي الشمال والي المركز تحديدا والحل يجب ان يتاتي من برلمان المركز ودستوري قانوني...عشان يوزن البلد كلها وعايز تجرد ومصداقية وتواضع ايضا...
ثانيا فاذا اضحى الشمال كما هو في النموذج اعلاه(يشبه الجنوب)...يعني خمس اقاليم بنفس الصلاحيات(البطاقة 9،10،11،12) فلماذا ينفصل الجنوب؟؟ اليس هذه اسس الجديدة؟؟...تنهي الدولة المركزية الفاسدة والفاشلة والفاشية الممتدة من 1947.. اذا نحن في حاجة الي انتخابات تكميلية عاجلة قبل يناير واخر خبر جاء من الدوحة..ان ناس دارفور يطابون بوحدة الاقليم ونائب اول وهذه بذرة حل نيفاشي..ولي قدام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
الحل الديناميكي الثالث مد السكة حديد الجديدة بمساعدة الصين من اسوان الي ممبسا عبر السودان(حلفا/السليم/الدبة/مروي/ام درمان/الدويم/كوستي/ملكال/جوبا/نمولي) يعني من حلفا الي نمولي عبر اكبر خط انتاج ثري التنوع من بضائع ومزروعات وثروة حيوانية تخدم ثلاث شعوب مصر والسودان وكينيا رغم ان رصف السكة حديد سريع لا ادري لماذا تصر الحكومة على الطرق البرية البطيئة؟؟
قال برنارد شو عندما اريد التحدث الي شخص ذكي اخلو الي نفسي او قل الله وزرهم في خوضهم يلعبون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: saadeldin abdelrahman)
|
شكرا سعد الدين ونواصل في الديناميكا السياسية طبعا حذرنا في البورد منذ امد بعيد عن علاقةجرائم الابادة الجماعية وارتباطهاالعضوي بالفصل السابع(شاهدو فلم hunt for justice)عن ميلزوفتش وحذرا ما يترتب عليه وضع السودان تحت الفصل السابع ولكن لا حياء لمن تنادي البعض يكتف بلولولة والبعض بالاستبكار...حتى يحلو ببلادهم دار البوار .... خارطة طريق واحدة.....فقط بقيت للجميع 1- الفدرالية (النموذج اعلاه) عبر انتخابات تكميلية حرة ونزيهة 2- الغاء القوانين اتي لا تنسجم مع الدستور 3- السكة حديد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
الابادةالجماعيةوالفصل السابع تهمةالابادة الجماعيةمرتبطة عضويا بالفصل السابع(صربيا-العراق)...تم تاجيلها فقط...لاعطاء اهم استحقاقات نيفاشافرصةوهي الانتخابات...وكلكم رايتكم ما حل اللانتخابات..واضحت عديمة الجدوى...وحتى لا يفسد المؤتمر الوطني اهم استحقاق اخر(الاستفتاء)....تم اضافة تهمة الابادةالجماعية كمقدمة لما هو اتي....واسوا..
لن يجدي التهريج السياسي او عدم المبالاة وتبلد الحس الذى يعاني منه السودانيين الان(لحدت ماالفاس يقع في الراس)
اما الحلول المذكورةاعلاه عبر البرلمان المركز وجلسة طارئة تحسم كل القضايا العالقة....او انتظرو الفصل السابع (والميتة وخراب الديار) وصربيا ليس عنكم ببعيد
واجدر الامم ان تهزم في معاركها تلك التي لا تتعظ من اخطاءاها ولا تستفيد من تجارب الاخرين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
دقت ساعة الحقيقة
رؤيتان سودانيتان فقط...كانتا كافيتان لصناعة امة سودانية رائدة رؤية محمود محمد طه(الفكرة الجمهورية) ورؤية دكتور قرنق(السودان الجديد)...نبذتها النخبة السودانية وادمان الفشل خلف ظهورها وما عداهما من ايدولجيات جاء بها العربان من مزابل اوروبا الخمسينات النازية والفاشية(شباب هتلر..وجائنا نحن الاكثر فشلا بها من مزابل العرب(فدائيو صدام)..وصنعنا مسخ يسمى ثورة الانقاذ قائم على فكر الاخوان المسلمين والدفاع الشعبي وعزة السودان..وانا الطيرة الجيت جديدة*فماذا كان ال out -put النهائي الان؟؟
هامش:هكذا كان يفعل تجار الموت والتعلمجية بشباب السودان التعيس انذاك..في الحقبة الترابية للانقاذ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
Quote: روبن بنجامين مريال :عليكم بالاعتراف ، الإعتذار ، المحاسبة ،والمصالحة وغير ذلك فانتم ميتين اخلاقياً واجتماعياً واستعدوا لطوفان اهل الجنوب
|
المصدر:
هذا راي من جنوب السودان يوضح تماما الحلقة المفقودة في الداروينية السياسية السودانية 1- الاعتراف 2- الاعتذار 3- المحاسبة 4-المصالحة هذه هي الدرونية اطبيعية لكل التحولات الديموقراطية التي جرت في العالم... اما طوفان اهل الجنوب فهذا امر عاطفي...لانه لن يحدث..فالطلاق مرتان..(اتفاقية اديس ابابا او نيفاشا) فامساك بمعروف(الوحدة باسس جديدة) او تسريح باحسان فقط كا عليه ان يقول استعدو للفصل السابع وتبعات المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الامن فعلا اتفاقية نيفاشا نقلت الازمة من الجنوب الي الشمال(المركز مرة اخرى) وقد حققت هذه الاتفاقية اقصى طموحات الجنوبيين وزيادة...فقط عليهم ان ينتظرو ان تتحرر النخب في الشمال والشعب المغييب من شنو..بتاعة جون قرنق(الوعي المضاد)الناجم من الايدولجيات الستة والاحزب ذات الماضي المشين وتصورات الدولة اهلامية العابرة للحدود التي فتتت النسيج الوطني للبلاد وجعلتها في حالة ايدز سياسي .... تم تاجيل جرائم الابادة.لسبب واحد هو اتاحة فرصة للانتخابات كاداة تغيير شرعية...ولكن للاسف شوهها المؤتمر الوطني لياتي بنفس الاشخاص ونفس السلوك..وفشل اكبر واول استحقاق من استحقاقات نيفاشا(الانتخابات) واضحينا نواجه الواقع المشوه فى المركز الذى اضحى طاردا حتى للشماليين والان في الاخبار ياس اهل الدوحة من قضية دارفور وعلقو المفاوضات لبعد العيد عسى ان ياتي الزمن بما لا تشتهي السفن..... اقرب معنى يستشف للوحدة بالاسس الجديدة من واقع كتابات ابناء الجنوب الثرة..فرانسيس دينق وابيل الير..الخ 1- الغاء القوانين الدينية المشوهة التي لا تنسجم مع الدستور ولا الاعلان العالمي لحقوق الانسان ولا الاخلاق...وتاسيس قوانين مدنية قائمة على المواطنة..وهذاجزء من الازمة الفكرية لاحزاب السودان القديم(الاخوان المسلمين وحزب الامة والسلفيين حديثين العهد بالسياسة الان) والمقولة الهلامية(الاسلام دين الدولة) هل الرؤى التي تقف عائق امام وحدة السودان(رؤي سودانية)؟؟؟!! وماذا يعني ان يجتمع البشير كلما المت به نازلة بهذه الرموز ثم يتركهم من جديد.. وهم ملة واحدة كما ذكر فرانسيس دينق في كتابه القيم 2- تفعيل الحكم الفدرالي في الشمال المازوم..باعادة الاقاليم الخمس(دارفور-كردفان- الشمالي-الشرقي-الاوسط) وفقا لحدود 1 يناير 1956 وتفعيل البطاقات 9،10،11،12 ...عبر انتخابات تكميلية نزيهة تمتص الاحتقان السياسي في الشمال الذ نجم عن سؤ ادارةالانتخابات الاخيرة ونتائجها المشوهة..وبذلك يصبح وضع الشمال كوضع الجنوب انعكاس مرايا مستوية..ولن ينفصل الجنوب عن خمس اقاليم لها نفس صلاحيات الاقليم الجنوبي...واستكمال مشروع بناء الدولة السودانية هو نقل اتفاقية نيفاشا شمالا وليس فصل الجنوب بالتشبس بالدولة المركزية الفاسدة والفاشلة والفاشية..ولا ادري على ماذا يراهن ناس الاستراتيجية الشاملة وهم يؤسسون بنيانهم على شفا جرف هار...يسمى مجلس الامن والمحكمة الجنائية الدولية...والاحباط العام الذى يخيم على السودان 3- السكة حديد: من اسوان الي ممبسا عبر السودان وبمساعدة الصين(حلفا -السليم-الدبة - مروي- ام درمان-الدويم-كوستي-ملكال-جوبا-نمولي) ...... هذه الثلاث روشتات...هي ما يريده ساسة الجنوب في يدهم...لاقناع اهلهم في الجنوب بجدوى الوحدة بعد معاناة سبع عقود من كنكوج السودان القديم...ويمكن انجازها في 5شهور فقط
هذا هو برنامج القوى الديموقراطية المتحدة...هل انت منها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
Quote: ما هي القوى الديموقراطية المتحدة؟؟!! مقدمة لابد منها نحن نعيش في عالم متغيير ومتسارع..لا يرحم المتقاعسين ابدا...في التجربة اللبنانية الاخيرة ولبنان دولة متعددة الطوائف والاعراق...ودخل غمار حرب اهلية 16 عاما حسوما..علمت التجارب الشعب اللبناني الواعي واانبثق من تطوره الديموقراطي تيارين فقط تيار المستقبل(14 اذار) اصحاب الرؤية الواقعية للدولة الديموقراطية المدنية...وتيار 8 اذار وهو تيار طوباوي لجماعة ولاية الفقيه والدولة الدينية الاحادية دولة الملشيات...وقرر الشعب اللبناني الذكي عبر صناديق الاقتراع من يريد...واختار الشعب اللبناني المستقبل(لبنان الجديد)الذى يحكمه ابناؤه دون وصاية من الخارج...والتجربة اللبنانية تجربة ملهمة لكل من يسعى ليواكب العصر... .... نحن في السودان نعني بالقوى الديموقراطية المتحدة ايضا تيار ورؤية وهي 1- كل من يؤمن بان نيفاشا 2005-2011 هي خارطة الطريق الوحيدة للدولة السودانية الحقيقية الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية_(راجع مقالات د.منصور خالد نيفاشا البدايات والمالات/صحيفة الراي العام السودانية) 2- كل من يؤمن بان صناديق الاقتراع والشعب السوداني الذكي يقرر في 11/4/2010 هي الية التغيير التي يتقنها الشعب السوداني استاذ الشعوب والبركة في 16 مليون ناخب مسجل داخل وخارج السودان... 3- الذين يؤمنون بدولة المؤسسات والقانون وليس الاشخاص والوصاية 4- كل من يؤمن بان السلطة تكليف وليست تشريف ويضبطها الدستور والقانون 5- واخيرا كل مستلهم لمقولة محجوب شريف وومحمد وردي(ضد العنصرية وتحلم بالسلام) 6- كل من تحرر من شنو بتاعة جون قرنق واضحى مستقل بفكره وارادته من التبعية العمياء 7- كل من يحترم اعلام الفكر السوداني المعاصر وكتاباتهم وكتبهم اولا..ويبحث عن حلول منها قبل ان يتوجه للخارج 8- كل الاحزاب والاشخاص..الذين ليس لهم ماضي سياسي مشين وحاضر مضطرب ومستقبل مجهول 9- التكنوقراط الذى يعرف اساسيات التنمية المستدامة ويتقن عمله بتجرد ومصداقية(جماعة ابيل الير ومذكرة الخمسين) 10 - وكل زول بحمل رسالة امينة صادقة بعيد مداها |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
Quote: لقد انتخبت عضوا بالجمعية التاسيسية عن دائرة بور في عام 1968م , سعيت ابحث عن بدائل للعنف واللجوء الى قوة كوسيلة لحل المنازعات , وبعض الاحداث التي تروى في هذا الكتاب منذ الخامس والعشرين من مايو 1969م , توضحها , وترمز اليها اتفاقية أديس ابابا المبرمة في عام 1972م .. كيف امكننا الوصول اليها ؟ وما هي سبل تنفيذها ؟ والثمار التي قطفها الجنوب تحت مظلة السلام بين عامي 1972و 1983م واكتشاف النفط وتوفر أدلة كافية بوجود قائمة طويلة من المعادن النفيسة تبرر الاستثمار والاستغلال , وما اثاره مشروع جنقلي من بهجة متنامية , والم يقل عما كان متوقعاً أصلاً , وكيف تم التقدم المرضي, رغم الصعوبات الضخمة , في التعليم على كافة المستويات والمراحل , مما توجته جامعة جوبا وفوق هذا وذاك كيف رفرفت أعلام الامن والامان الذي بشرت به التسوية ؟ ان هناك بحوثا اخرى قد ظهرت لوصف اتفاقية اديس ابابا , ماذا تضمنته وماذا افتقرت اليه ؟ . وهذا الكتاب أسهام اخر في هذا المجال . ان هذا البحث يجب ان يخدم أربعة اغراض , هي أولاً : انه يقدم للقارئ الخلفية التي ادت الى ابرام الاتفاقية , بالاضافة الى فحواها . لكن هذا يجب أن تتم قراته مع الخلفية التاريخية لمقاومة مختلف الغزاة ولسجل العهود والاتفاقيات الكثيرة التي تم نقضها لان هذا يتيح للقارئ الفرصة للتعرف على اخطاء القادة متى اخطأوا ويوضح إذا كان في الامكان تجنب الاخطاء مستقبلاً . وهي ثانيا : البحث عن حل لنقاط النزاع بسبب اسئناف الحرب الاهلية , وما يثيره من جدل . وهي ثالثاً : الامل في ان يصحح جزءا من السجل الذي يقدمه المعلقون حول مااعتقد انه تسوية هامة , يمكن ان تصير اساسا لبناء الامة , وتوفير السلام والعدالة للمواطنين العاديين الذين تشتد حاجتهم اليها . اخيرا لا بد من طرح الاسئلة والبحث عن اجابات لها . فأي احتمالات هناك للسودان يصون بها كيانة كوطن صالح للحياة , مع هذا التاريخ الطويل من انعدام التوازن الاجتماعي الاقتصادي ومن كثرة العهود والاتفاقيات التي نقضت , رغم تاريخ اخر من الهدواء الطويل , الذي يتخلله في بعض الاحيان مقتل الاخ لاخيه بوحشيه وفظاعة , مع بروز مشاكل العنصر والاصولية الدينية التي تنتظر العلاج ؟ أن الاسئلة التي تعني بها ليست هي ما تردده الالسن كثيراً , بحرية تامة , بل هي ما يعرضه هذا الكتاب في أوجه مختلفة , ويقدم التوصيات بشانه . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
Quote: مؤتمر جوبا 1947م جاء مؤتمر جوبا ردا على الاداريين البريطانيين في الجنوب ممن كانوا يتهمون الحكام الانجليز في الخرطوم بخيانة أهل الجنوب , وجاء أيضا ردا على الراي العام المستنير في بريطانيا الذي كانت تعكسه جمعية الفابيان , ومناداتها بان يرجا قرار السيادة حول الجنوب حتى يتمكن اهله من الافصاح عن امانيهم الوطنية . وقد انعقد المؤتمر في خريف 1947م , واشترك فيه بعض السلاطين الجنوبيين , وصغار الموظفين , وضباط صف البوليس , ممن كانوا يعتبرون طليعية الزعامة المثقفة والتقليدية في الجنوب حينذاك . وكانت نظراتهم للحدث وموضوع بحثه جادة . وكان رايهم بأختصار هو ان توفر للجنوب الاسباب والفرص لتحضير نفسه ,قبل أن تشتبك يده بيد الشمال , إذ كان في حاجة ماسة الى اعداد وفيرة من الرجال المدربين , والى قدر من التقدم الاجتماعي والاقتصادي , قبل ان يقدم على تقرير مصيره . واشاروا في مداولاتهم الى ان العلاقة بين الشمال والجنوب لم تكن ودية في الماضي , ولمحوا في هذا الصدد الى تجربة النخاسة إبان الادارة التركية المصرية , وابان المهدية , مؤكدين الحاجة الى الزمن ليعمل عمله في تنمية الاحترام المتبادل , وتوفير أسباب المساواة في المواطنة قبل تحقيق الوحدة الحقيقية السليمة . واقترحوا إنشاء هيئة تمثيلية بالجنوب , ترسل مستقبلا ممثلين لها الى الخرطوم , لينالوا ما يحتاجون اليه من خبرة , ويشتركوا في مناقشة الامور التي تهم الجنوب والشمال . واكدوا ان الجنوب يحتاج الى ضمانات توفر له اسباب التقدم , والحفاظ على ذاتيته في سودان المستقبل الموحد . وكان هذا منهم دليلا على الحذر والحيطة والحاجة الى التريث , مما يقضى بان تتم الوحدة على خطوات , وان يعترف بالفوارق الثقافية والتاريخية وتوفر اسباب المساواة بين المواطنين. وكان السلطان لوليك لادو , وهو من اكثرهم حكمة , قد تقدم بتحفظات السوداني الجنوبي بصورة مؤثرة عندما أعرب عن امله في ان تكون الاجيال الجديدة من اهل السودان الشمالي على نقيض الاجيال السابقة . ذات نزعة حضارية وروح انسانية . وقال : إن هذه الصفات يمكن التاكد منها بسرعة بمراقبة مسلك أهل الشمال , قبل أتخاذ قرار نهائي حول الوحدة . وشبه العلاقة بين الجنوب والشمال بعلاقة شاب وشابة يعتزمان الزواج , ولكنهما يمهلان نفسيهما ليلم كل منهما بسلوك الاخر وميوله الاجتماعية , قبل أن يتخذ قرارهما الاخير بالزواج أو بعدمه , لان العجلة في مثل هذه الاحوال تؤدي الى الشقاء , وربما الى الانفصال والطلاق بصورة عنيفة . اما الاعضاء الشماليون , بقيادة القاضي محمد صالح الشنقيطي , فقد عددوا الطيبات التي تنتظر الجنوب في السودان الموحد . وأشاروا في هذا الصدد الى المرتبات والاجور التي يمكن مساواتها ,والوظائف الكبرى التي يمكن أن يتقلدها أبناء الجنوب . وقالوا إن الكراهية التي يغرس بذرورها البريطانيون , والفرقة التي يشجعونها , لا مكان لها في السودان الموحد , لان الجنوبيين والشماليين فيه يصبحون أندادا , والعلاقة بينهما تقوم على قدم المساواة . وكان الشنقطي يعلم ضعف موقف البريطانيين إزاء النقاط التي اثارها , إذ كان الموظفون والفنيون الشماليون العاملون في الجنوب حينذاك , يحصلون على مرتبات واجوار تفوق ما كان يحصل عليه الجنوبيون من العاملين في نفس الحقل بصورة ملحوظة . ولم يكن روبرتسن قد ذهب الى الجنوب ليستفتي الجنوبيين في مصيرهم , ولكن ليخطرهم بالقرار الذي كانت الحكومة قد اتخذته بالفعل . قال : (( اعتبر المؤتمر سبيلاً لاستكشاف قدرات الجنوبيين , و عليه يصبح ظن بعض الناس بان الاعضاء الجنوبيين في المؤتمر قد وافقوا على السير مع الشمال خطا فاضحاً .. إذ القرار الوحيد الناجم عن المؤتمر كنت قد أتخذته وحدي )). وبانتهاء مؤتمر جوبا انتهت فترة الانفصال , وانطوت صفحة سياسته , واصدر السكرتير الاداري مجموعة من القرارات الهامة , منها فتح الحدود بين الجنوب والشمال , وأعلان حرية الدين , مما اتاح لدعاة الاسلام ان يتحركوا بحرية , ويتنافسوا مع الجمعيات التبشيرية الكنسية , ومع قادة الديانات التقليدية , ومنها توحيد المرتبات والاجوار . وفي أغسطس 1947م وافق الحاكم العام على توصيات مؤتمر ادارة السودان في نطاق ضمانات حددها , توفر اسباب التطور السليم لاهل الجنوب , وبهذا انصرفت الانظار عن النظام الفيدرالي في الحكم مما كان يتطلب نفقات باهظة . وعلى الرغم من اعتراف علني بتخلف الجنوب , لم تشهد المنطقة تطوراً اجتماعيا او اقتصاديا يستحق الذكر . وحسبنا دليلاً على هذا انه لم يكن في الجنوب عندما انسحب الانجليز منه غير مدرسة ثانوية واحدة , وغير هيئة مشاريع الاستوائية التي اشرنا اليها فيما قبل . أما الخطط التي رسمت منذ عام 1948 لزراعة القصب , وانتاج السكر , فلم توضع موضع التنفيذ , واما فريق تنمية الجنوب الذي عين في عام 1953 تحت رئاسة دكتور هاول (P.P.HOWELL) للبحث عن وسائل تنمية الموارد , فقد حل مستهل عام 1955, وحفظت نتائج دراساته. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
Quote: * التطورات الدستورية بعد مؤتمر جوبا : ومضت التطورات الدستورية بعد مؤتمر جوبا قدما , إذ شكلت جمعية تشريعة من ثلاثة وتسعين عضوا , خمسة وستون منهم منتخبون , وعشرة يعينهم الحاكم , وثمانية عشر بحكم وظائفهم الوزارية في المجلس التنفيذي . وكان عدد الاعضاء الجنوبيين في هذه الجمعية ثلاثة عشر رجلا . و بهذا بدات العلاقة بين الشمال والجنوب بتمثيل ضعيف للجنوب في الجمعية التشريعة التي لم يشتمل قانونها على الضمانات التي طالب بها ممثلوه في مؤتمر جوبا , بسبب انشغال السكرتير الاداري بما يضمن كسب الطبقة الشمالية المستنيرة , ويصدها عن تاييد الحكومة المصرية في التنافس الذي قائما بين جناحي الحكم الثنائي . وكما وردا من قبل ، فانه كان يخشى أن تدفع الضمانات التي يطلبها الجنوب الزعماء الشمالين الى احضان مصر التي كانت تتبنى بدهاء موقف السودانيين الشماليين , وتمسكهم بقيام وحدة غير مشروطة بين القطر . وكان هناك قله من البريطانيين الاداريين العاملين في الجنوب تتحدث .
وجبهة المثياق الاسلامي , الدكتور حسن الترابي , ويمثل جبهة الهيئات المهنية وفد بقيادة المهندس سيد عبدالله سيد . وقد اعرب القادة الشماليون عن صدق رغبتهم في الوصول الى تسوية تمكن الجنوب من التطور الاجتماعي والاقتصادي , وتوفر أسباب المساواة بين المواطنين , تقيم نظاما جديدا للحكم المحلي . ولكنهم أوضحوا أنه لا سبيل لبلوغ هذا ما دام للعنف والرعب اليد الطولى في الجنوب , واصروا بأن يلتزم اعضاء كل الاحزاب الممثلة في المؤتمر بوحدة القطر , وان يستنكروا استخدام الانيانيا للقوة . فارتاب الاعضاء الجنوبيين في بواعث هذا الاصرار أمتثالاً لعدم الثقة والشكوك التي رسختها في نفوسهم تجارب الماضي , ونادوا باستنكاره ايضاً . هكذا فشل جناحا المؤتمر – الشمالي والجنوبي- في الاتفاق حول هذه النقطة , كما فشل المؤتمر أيضا في الوصول الى ايه تسوية سياسية أو دستورية أو ادارية . وبعد عشرة ايام من المداولة الساخنة التي اشترك فيها بعض المراقبين , اختتم المؤتمر أعماله فجاة . وعلى الرغم من ان الاحزاب الشمالية كانت مسئولة عن هذه النهاية , فانها كانت شديدة الحرص على الا يوصم المؤتمر بالفشل , ويرجع هذا التناقض الى اسباب كثيرة , منها حرص الاحزاب الشمالية في الا يغادر ممثلوا الاقطار الافريقية والعربية الخرطوم وهم في خشية على مستقبل السودان , إذن فمن الخير أن يوهموهم باستمرار الحوار , ومنها الا يشجع فشل المؤتمر الانيانيا على تصعيد عملياتها العدوانية , مما يزيد من فرص جبهة الجنوب وحزب سانو في الفوز بالمقاعد في الانتخابات البرلمانية بالجنوب وعلى ضوء هذه الظروف قرر المؤتمر مايلي : أ- أن ينفض لفترة ثلاثة أشهر تدعوه الحكومة بعدها للانعقاد. ب- تكوين لجنة من اثني عشر عضواً لتدرس وتحدد العلاقات الدستورية والادارية, والمالية , بين الجنوب والحكومة المركزية , على أن تقدم تقريرها وتوصياتها للحكومة توطئة لعقد المؤتمر من جديد . ت- إعداد برنامج سريع مؤقت للجنوب , يوفر المأوي للجنوبيين العائدين من الاغتراب إلى أرض الوطن, ويتم عن طريقة أسناد الوظائف الادارية , وقوات الشرطة والسجون , للجنوبيين, مع مساواة المرتبات في الجنوب بما هو سائد في الشمال , وأنشاء جامعة في جنوب , ومدرسة ثانوية للبنات , ضمان حرية العبادة , وتنقل المبشرين المسيحيين, وتكوين لجنة للتخطيط الاجتماعي و الاقتصادي , وتخصيص مزيد من الاعتمادات للتنمية . ودعا المؤتمر بعد هذا الاحزاب السياسية أن تعمل لتحقيق السلام . وكانت التوصيات مرضية من حيث المظهر , بل يمكن أن تسير شوطا بعيداً في ازالة شكوك الجنوبيين متى وضعت موضع التنفيذ , لا سيما الاجزاء الخاصة بإسناد الوظائف للجنوبيين والبرنتمج الاجتماعي والاقتصادي السريع ولكن ما من أحد من الاحزاب كان يرى لتنفيذها سبيلاً. وحسب الزعماء الجنوبيون أن ما كان يسعى القادة الشماليون لتحقيقه هو ان تضع قوات الانيانيا سلاحها , حتى يجدوا فيما بعد ذريعة ما لاعاقة تنفيذ بقية بنود البرنامج مستندين في هذا الزعم منهم على تجارب الماضي , وفشل الخرطوم في تنفيذ ما تنفق عليه معهم . ومن الناحية الاخرى , كان الشماليون يخشون أن يستخدم الجنوبيين قوات الانيانيا في الغابة , وموظفيهم في الادارة , وعناصرهم في الشرطة والسجون , لتحقيق الانفصال . وكانت خطابات أقرى جادين وغردون ماين عن جبهة الجنوب , قد زادت من ريبهم تجاه نوايا الجنوب . وبهذا انفض مؤتمر الجنوب وهذه المشاعر تعتمل في نفوس أعضائه . وعادت قيادة حزب سانو( الخارجية ) الى شرق افريقيا . وكان أقرى جادين وجوزيف أودوهو قد غادرا الخرطوم بعد يوم واحد من القاء جادين لخطابه البتار , وبعد أن غادر أعضاء وفده , بقى واحد منهم لينضم الى لجنة الاثنى عشر , أما سانو , جناح السيد وليم دنق , فقد بقى في السودان وفي مايو من ذلك العام , بعد مضى وقت قصير من انعقاد المؤتمر , اجريت الانتجابات العامة , ولكن الاحزاب الجنوبية قاطعتها . وكانت الحكومة الانتقالية ومجلس السيادة قد قرروا في ابريل بالا تجرى الانتخابات في الجنوب بسبب الموقف الامني المضطرب فيه , ولكن هذا القرار لم يصدر به تشريع يعدل قانون الانتخابات لعام 1965 , أما بسبب السهو أو الاهمال . وقد استغل هذه الثغرة بعض التجار من أهل الشمال المقيمين في الجنوب , وكان معظمهم ينمتي الى الحزب الوطني الاتحادي . وجاءت الانتخابات العامة بحكومة ائتلافية من حزب الامة والحزب الوطني الاتحادي . وكان حزب الشعب الديمقراطي قد قاطع تلك الانتخابات فلم يمثل في الحكومة . وحصل الحزب الشوعي على عشرة من مقاعد دوائر الخريجين , وجبهة الميثاق الاسلامي على ثلاثة مقاعد , وعلى الرغم من أن جبهة الميثاق والحزب الشيوعي لم يشتركا في الحكومة , فقد كانت الجبهة حليفاً لصيقا بها , بينما كان الشيوعيون يعارضونها معارضة مكشوفة . وتم انتخاب السيد محمد أحمد محجوب من حزب الامة رئيساً للوزراء , والسيد اسماعيل الازهري من الحزب الوطني الاتحادي , رئيسا دائماً لمجلس السيادة بعد تعديل الدستور الذي لم ينص فيه على منصب لرئيس دائم . وفي يونيو من العام 1965 أجازت الجمعية التأسيسية بالاجماع أقتراحا يخول الحكومة الائتلافية سلطة صيانة القانون والنظام في المديريات الجنوبية . وبهذا اطلقت يد قوات الامن لبلوغ هذا الهدف , مما كان بمثابة إعلان حرب على الانيانا , وبوجه خاص على المثفقين الجنوبيين الناقدين للنظام من المقيمين في الجنوب . وقد صوت لاقتراح صيانة القانون والنظام هذا المتطرفون اليمينيون السائرون في ركاب دكتور حسن الترابي , كما صوت له أيضا المتطرفون اليساريون الممثلون للحزب الشيوعي السوداني , وكان هذا التصويت في الجمعية لبسط القانون والنظام , أول دليل على ما اتفقت عليه الاحزاب السياسية الشمالية لقمع الثورة باستخدام القوة الغاشمة , واتخاذ الهجمة الشرسة للقضاء على الصفوة الجنوبية التي كانت تحسبها الدوائر السياسية الشمالية العقبة الكؤود أمام السلام , وتتهمها بالسعي للانفصال بأستخدام تعبيرات الحكم الفيدرالي وتقرير المصير . وكانت القوات المسلحة اداة لهذا القمع . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
يتفق كل مفكرين جنوب السودان على رؤية واحدة ...الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية ويسعون لها سعيها رغم عن ازمة المنابر الحرة الحقيقية والتشويش المتعمد من شذاذ الافاق..الذين يريدون ان يجعلونا مكانك سر وفي كبسولة الزعيم اذا كان خيار الوحدة الاجرائي مناط بابناء الجنوب فان خيار الوحدة الاخلاقي مناط باهل المركز والشمال عموما- مثقفين وسياسين ومفكرين الشمال المتجردين وهم كثر(القوى الديموقراطية المتحدة) مثلا كلنا يعرف ان اتفاقية نيفاشا حققت مشروع السودان الجديد في الجنوب بنسبة 100%..وبقيت خمس اقاليم في الشمال تدار مركزيا....وتحت تهديد الفصل السابع والمحكمة الجنائية الدولية وسؤلنا الازلي...لابناء الاقليم الاكثر تضررا(دارفور) هل اتفاقية نيفاشا و12 بطاقة انتخابية دون طموحكم..يعني بالواضح كده الحل السياسي 1- الاقليم الواحد مع الثلاث ولايات 2- الانتخابات التكميلية النزيهة الحرة للبطاقات 9،10،11،12 لكافة ابناء دارفور وحركاتهم المسلحة وغير المسلحة...ورفع الطواريء الحل الاقتصادي: اعادة الاعمار والتعويضات الدعم الدولي والاقليمي راسا لحكومة الاقليم دون تدخل من المركز الحل القضائي محاكمة كل من يدان بالادلة وبمواد الدستور الاقليمي...وترك مسؤلين المركز للعدالة الدولية(لانه امر خارج يد كل السودانيين واضحى في يد مجلس الامن) اذا ترتيب الاولويات افضل الحل السياسي ثم الاقتصادي ثم القانوني
ولى كيف ياتراجي(البسوس)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
ومع ضعف الاحتمالات ، عند رؤية هذه الخيارات وتداعياتها ، لايستبعد المراقب الامكانيات التي يمكن ان تتحدى السودانيين وتدفعهم ليصبحوا اكثر خلقا وابداعا وايجابية في بحثهم عن حلول عادلة ودائمة لقضية الوحدة الوطنية . وفي كل الاحوال ، سوف يترك الاستفتاء الخيار للشعب ، وهو شأنه ، ولن يكون هناك زعماء لالقاء اللائمة عليهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
إنني لا أكذ ب ولا اعتدي على ملكية غيري ولا ارتكب الخطيئة وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء إنني لا اقتل شخصا دون جرم يستحق القتل ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعي ولا أدفع بخادم استجارني إلى صاحبه ولا أعاشر امرأة متزوجة ولا انطق بحكم دون سند ولا انصب الشراك للطيور المقدسة أو اقتل حيوانا" مقدسا" إنني لا اعتدي على ممتلكات المعبد -الدولة- أقدم العطايا للمعبد إنني أقدم الخبز للجياع والماء للعطشى والملبس للعري افعل هذا في الحياة الدنيا وأسير في طريق الخالق مبتعدا عن كل ما يغضب المعبود لكي ارسم الطريق للأحفاد الذين يأتون بعدي في هذه الدنيا والى الذين يخلفونهم والى الأبد
خاليوت بن بعانخي - معبد البركل
هكذا تكلم:خاليوت بن بعانخي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
هل تنتصر (الذاكرة الجينية) للامة السودانية الممتدة من كوش الاولى ام يتمدد هذا الزبد الذي لا يذهب جفاء في فضاءات العالم بقبحه المقيت ويتفكك الامة وتتحلل وانما الامم الاخلاق فان ذهبت اخلاقهم ذهبوا
قيم المجتمع السوداني الاصيلة(تنبع من الداخل) 1- لا يكذب 2- لا يفجر 3- لا يخون الامانة 4- لا ينكث العهد اما الموبقات الحسية التي تعظم في نفوس الصغار(الاخوان المسلمين) فهي مشترك بشري عالمي ومن طبيعة البشر في الارض..وليس بالسؤ الذى يراه مختلين النظام العام والقوانين المصاحبة التي تزيد الوضع سؤا ................ قيم المجتمع السوداني الزئفة(تاتي من الخارج) مع الايدولجيات الوافدة الفساد والاستبداد والفشل والكذب والفجور ونكث العهود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
أركاماني المؤسس الأول للدولة السودانية المدنية 270- 260 ق.م.
عادل الامين [email protected] الحوار المتمدن - العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
أحد ملوك السودان القديم النادرين الذين ذكرهم بالاسم المؤرخون الإغريق. ذكر الكاتب أجاثارخيد السندوسي، الذي كتب في القرن الثاني قبل الميلاد، بأن أركاماني، والذي أسماه "ارجمنيس"، عاصر ملك مصر بطليموس الثاني. يشرح أجاثارخيد بأنه وقبل أن يصبح أركاماني ملكاً، كان لكهنة آمون دوماً السلطة في إقصاء الملوك. كل ما عليهم أن يفعلوه هو بعث رسالة إلى الملك يأمرونه فيها بالانتحار. وكانت تلك الرسائل تكتب بحسبانها صادرة مباشرة عن الإله. تسلم ارجمنيس رسالة من تلك الرسائل، لكنه بدلاً عن الانتحار، زحف بجنوده إلى المعبد وقام بقتل الكهنة!
القصة غالباً ما تكون حقيقية، ذلك أن أركاماني كان أول ملك يشيد هرمه في مروي (البجراوية) لا في نبتة (أي نوري). العديد من التغيرات وقعت خلال فترة حكمه وبعده. على سبيل المثال، بدأ السودانيون في تطوير أساليبهم الفنية والمعمارية الخاصة والتي كانت تختلف عن الأساليب المصرية. واخترعوا الكتابة المرويَّة، والتي حلت محل المصرية في تلك الفترة. وأصبح الإله المروي الأسد أبادماك بقوة الإله المصري آمون. ويعتقد العلماء أنه كان مؤسساً لأسرة حاكمة جديدة. ويعتقد بأن حكمه كان بمثابة بداية للعصر المروي.
وفق رواية ديدور الصقلي كان ملك مملكة مروي أركاماني قد أعلن ثورة على الكهنة وقام بمهاجمة معبد آمون النبتي في جبل البركل حيث كانت تتم عملية تتويج ملوك السودان القديم (كوش)، وأعلن أركاماني الإله الأسد أبادماك إلهاً رسمياً لمملكة مروي. وكان أركاماني قد نال قدراً كبيراً من التعليم الإغريقي مما دفع ببعض الباحثين إلى القول بأنه سافر إلى مصر طلباً للعلم. لكن الحقائق المتوفرة تشير إلى ازدهار الصلات التجارية بين مملكة مروي وعالم البحر الأبيض المتوسط، وأن الكثيرين من التجار الإغريق والمصريين تواجدوا في أراضى المملكة، بالإضافة إلى المغامرين من الانتهازيين الإغريق الباحثين عن الشهرة، وكذلك العديد من العلماء والرحالة والكتاب الإغريق. فمن المعلوم، على سبيل المثال ، أن العالم الإغريقي سيمونيد كان قد عاش خمس سنوات كاملة في مروي ووضع كتاباً كاملاً عن كوش وثقافتها، وهو الكتاب الذي استفاد منه بليني واستخدمه مرجعاً له في تناوله لمملكة مروي. الأمر كذلك لا نعتقد بأن أركاماني كان بحاجة إلى الارتحال إلى مصر طلباً للعلم، بل الأغلب أن يكون قد نال معرفته باللغة والثقافة والفلسفة الإغريقية في مدينة مروي (البجراوية). على كل فإن ديدور الصقلي لم يذكر شيئاً بهذا الخصوص، ولو كان أركاماني قد تواجد في مصر لما تجاوز ديدور ذكر مثل تلك الواقعة.
عظمة أركاماني أنه كان الأول من بين ملوك العالم القديم عموماً والسودان القديم تحديداً الذي أعلن ثورة على الدولة الدينية ونادى بفصل الدين عن الدولة، وثبت واقع الفصل بين الممارستين الدينية والسياسية. ما كانت ثورته على الكهنة وتدمير معبد آمون النبتي، مركز سلطاتهم الفعلية، ثورة ضد الدين ديناً، لكنها كانت ثورة للقضاء على ادعاء الطبقة الكهنوتية احتكار السلطتين الدينية والدنيوية، واحتكار الحق في تعيين الملوك وإقصائهم عبر تقاليد الاغتيال الطقوسي للملوك وفق ما يدعونه من حق في تفسير الوحي الإلهي.
هكذا فإن أركاماني قام بعد القضاء على كهنة آمون النبتي بإصدار مرسوم يحظر ممارسة اغتيال الملك الطقوسي، وألغى دور الإله آمون، راعى هذا التقليد، كإله أساسي للمملكة، وأحل محله الإله الأسد أبادماك راعياً للدولة وسلطتها، معلناً بذلك عن رفضه مقولات عقل الرجعة لبقايا التركيب الاجتماعي العشائري البدائي الذي مثلَّ قاعدة للنفوذ الأيديولوجي والسياسي للطبقة الكهنوتية.
مات أركاماني ليجد جثمانه مثواه الأخير في هرمه الرائع (البجراوية رقم 7) والذي يعكس هو وأهرام خلفائه أديكالامانى (البجراوية رقم 9) والملكة شناكداخيتى (البجراوية رقم 11)، وباكرينسانا (البجراوية رقم 13)، وتانيدامانى (البجراوية رقم 20) مدى الازدهار الاقتصادي والتطور الفني والتقني الذي حققته مملكة مروي.
تعقيب:والان علينا التخلص من شجرة الاخوان المسلمين الخبيثة ونبذها خارج السودان حتى نستعيد هويتنا الحقيقية التي عرفنا العالم بها منذ اماد سحيقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
بعد الاستقلال الناقص 1956
ورثنا دولة ولم نرث وطن
وتظل الازمة الفكرية في مفهوم الدولة في مخيلة الاسلاميين اكبر عائق لتاسيس وطن الوطن بقعة جغرافية يتم تعريفها بخطوط الطول والعرض وليس بالعرق او اللغة او الدين
هذه الفهم الهلامي للدولة الذى يعاني منه الاخوان المسلمين القائم على الدين والهيمنة..سيظل اكبر معول لهدم الدولة القطرية
ما لم يتم هدم المركز واعادة بناؤه باسس جديدة سنظل نتخبط في دروبنا المظلمة حتي ندخل مرحلة الفصل السابع وما بعدها من ماسي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المكتبة السودانية:هكذا تكلم فرانسيس دينق...صراع الرؤى (Re: adil amin)
|
Quote: الدولة الدينية والدولة المدنية
عادل الامين [email protected] الحوار المتمدن - العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 المحور: الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
- الدولة الدينية يختار رأسها الله جل جلاله ، بينما الدولة السياسية ينتخب الشعب أو الحزب رئيسها او " أهل الحل والعقد بلغة السلف " .. أو يرث الملك عن أبيه أو عمه أو أحد قرابته ، أو يستولي على السلطة بانقلاب دموي أو أبيض . 2- الدولة الدينية يقف على قمتها رسول يوحى إلية من قبل الله تعالى والدولة السياسية يحكمها بشر عاديون . 3- الدولة الدينية يظل رئيسها طيلة حياته على اتصال بالسماء في كل وقت بالنهار والليل ، في السفر أو الحضر ، بينما علاقة رأس الدولة السياسية بالسماء منقطعة فلا وحي ينزل علية ، وصلته بالله ارتفع ذكره كأي مخلوق أخر بخالقه . 4- في الدولة الدينية رأس الدولة يبقى محروساً من السماء بواسطة جنود ربه – الذين لا يعلمهم إلا هو ولذلك لما نزلت أية " والله يعصمك من الناس " 67/5 صرف الرسول الأعظم محمد "ص" حرسه مكتفياً بحراسة جند الله وقال : لمن كان يحرسه من الصحابة " انصرفوا ايها الناس فقد عصمني الله " تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن الإمام القرطبي المجلد الرابع ص 2241 كتاب الشعب طبعة دار الريان للتراث / القاهرة .. أما رأس الدولة السياسية فلا يستغني عن حرسه . وإذا غفل عن ذلك تعرض للاغتيال من أحد المحكومين كما فعل ابو لؤلؤة المجوسي مع الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وعبد الرحمن بن ملجم مع علي بن ابي طالب كرم الله وجهه . 5- في الدولة الدينية توالى السماء رئيسها بالمشورة في كل معظلة صغيرة أو كبيرة ، والذكر الحكيم يقص علينا العديد من ذلك نكتفي بمثلين اولهما ورد في سورة المجادلة عندما جاءت خوله بنت ثعلبة إلى الرسول الأعظم محمد "ص" تسأل عن الظهار وتشتكي ما فعلة زوجها بها ، تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فما برحت " خوله أن غادرت حجرة عائشة " حتى نزل جبريل بهذه الآيات " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله " 1/58/"ب" .. والآخر روي ابن حرير وابن ابي حاتم عن ابن عباس " رضي الله عنه " أن رجلين تداعيا إلى نبي الله داؤد "ص" في بقر ، ادعى احدهما على الآخر أنه اغتصب منه فانكر المدعي علية ، فأرجا أمرهما إلى الليل ، فلما كان الليل أوحى الله إلية أن يقتل المدعي ، فلما أصبح قال له داؤد : ( إن الله قد أوحى إلى أن أقتلك فأنا قاتلك لا محالة فما خبرك فيما ادعيته على هذا ؟) قال : والله يا نبي الله إني محق فيما أدعيت علية ، ولكنني كنت قتلت أباة قبل هذا . فأمر به داؤد " س " فقتل فعظم امر داؤد في بني إسرائيل جداً وخضعوا له خضوعاً عظيماً ، وذلك قول الله تقدست أسماؤه في شأن داؤد "س" : " وشددنا ملكة وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " 20/38 "ج" .. إذن وحي السماء مع رأس الدولة الدينية في كل نازلة تعرض له سواء اجتماعية أو مسألة أحوال شخصية " كالظهار " أو قضية مدنية / جنائية " الاختلاف على ملكية البقر ، القتل " .. أما رأس الدولة السياسية فهو يعتمد في حل ما يصادفه من مشكلات على عقله وتفكيره وعلى الوزراء والمستشارين والخبراء ذوي الاختصاص المحيطين به . 6- في الدولة الدينية مدد السماء لا ينقطع عن رئيسها فنرى الله جل شأنه يسخر له الجبال والطير ويلين له الحديد " داؤود س " ويعلمه منطق " لغة " الطير ويسخر له الجن والإنس ويسخر له الرياح العاصفة والشياطين والغواصين " " سليمان – س " وأرسل الله كتيبة مسلحة من الملائكة بقيادة جبريل "س" في غزوة بدر الكبرى لتحارب مع رسوله الأعظم محمد "ص" ومع المسلمين " ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة مسومين " 124/3 " واخرج ابن أبي شيبه في المنصف وابن ابي حاتم عن الشعبي : أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر المحاربي يمد المشركين فشق عليهم فانزل الله : إذ نقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ، إلى آخر الآية فبلغت كرزاً الهزيمة ، فلم يمد المشركين ولم يمد المسلمين بالخمسة "د" .. في حين أن رأس الدولة السياسية لا تقدم السماء له آية مساعدة : مثل الملائكة أو الجن أو الشياطين أو الرياح أو الطير .. الخ إنما علية أن يعتمد على ملكاته وقدرات شعبة . 7- طاعة رأس الدينية فرض ديني " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " 7/59 ، بل إن هذه الطاعة هي محك الإيمان " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " 65/4 وليس الأمر كذلك في الدولة السياسية إذ لا صلة بين ظلمة المحكوم للـحاكم فبها وبين إيمانه وعصيانه إياه لا يقدح في دينه . 8- المعارضون لرأس الدولة الدينية إما كفار مصيرهم جهنم وإما منافقون في الدرك الأسفل من النار ، أما المعارضون في الدولة السياسية فقد يعرضون أنفسهم لعقاب دنيوي فحسب يصل أحياناً إلى حد التصفية الجسدية ؛ إنما لا شأن له " العقاب والجزاء " بعقيدتهم " الدينية " فعلى سبيل المثال الصحابي الجليل سعد بن عبادة سيد الخزرج "ض" لم يبايع أبا بكر ولا الفاروق عمر بن الخطاب "رضي الله عنهما " واستمر طوال حياته معارضاً لهما لا يصلي بصلاتهما ولا يجمع بجمعيتهما ولا يفض بإفاضتهما "د" وظل كذلك إلى أن قتلة الجن في الشام ولم يجرأ أحد على إن يدعي بأنة كفر أو نافق . 9- رأس الدولة الدينية معه كتاب أوحى به إلية فقد أنزل على الرسول الأعظم محمد "ص" القرآن وقال الحق تبارك وتعالى " وأتينا داؤود زبور " 55/17 " وورث سليمان داؤود " 16/27 ومن بين ما ورثة " الزبور " وما به من حكمة وعلم " ولقد أتينا داؤود وسليمان علما " 15/17 وفي " الكتاب المقدس " توجد " أمثال سليمان " " ملك إسرائيل " بلغت واحد وثلاثين اصحاحا " ونشيد الإنشاد الذي لسليمان " واصحاحاته ثمانية وهذه الكتب المنزلة تشد من أزر رأس الدولة الدينية وتعززه وتمنحه القداسة وتوقع في نفوس محكوميه ..والاذعان له..وآخر كتاب مقدس هو المصحف الشريف الذى نزل على نبينا محمد (ص) 10- ختاما ان الدولة الدينية ارتبطت بفترة زمنية محددة كان مسك ختامها الرسول الكريم وان ما تلى ذلك منذ سقيفة بني ساعدة الى اليوم هو الدولة السياسية...وترك امر النظام السياسى مفتوح يتطور مع تطور الزمن مع تحديد اطر عامة للحكم العادل يضمنها القرآن المكي ..ونجد فيه كثير من روح القيم الحديثة من توزيع عادل للسلطة(الديموقراطية وتوزيع عادل للثروة (الاشتراكية) واللامركزية الفدرالية والقضاء المستقل والاعلام الحر..بينما المذاهب الدينية المنتشرة فى المنطقة نجمت لظروف تاريخية وليس ظروف عقائدية وقدا شار لذلك ابو العلاء المعرى: انما هذه المذاهب اسباب لجلب الدنيا الى الرؤساء كالذى يقوم بجمع الزنج فى البصرة والقرمطى بالاحساء
وان فصل الدين عن السياسة لا يعنى تغييب الدين عن المجتمع كما فعلت العلمانية الغربية بل عدم استغلال الدين كمطية للسلطة كما يفعل ما يعرف بالاسلاميين الان..لان الاسلام عقيدة عالمية مركزه الفرد وحدوده العالم.ويمتد مع حياة الفرد بين دارين بينما السياسة علم يدرس فى الجامعات فى الكليات ذات الاختصاص وتعتمد على مواهب الانسان فى ادارةشئون البلد فى مستوى القطر وحدوده المحدودة..لذلك يكون بالتالى الحزب اطار سياسى وليس دينى ولا يقدح ذلك فى عقائد من لا ينتسبون اليه.. لذلك يجب ان تتجاوز المنطقة الايدولجيات القائمة على استعلاء عرقي او استعلاء ديني...وعندها سنعرف الخلل....وهذه المواضيع المتسلسلة ليست سوى محاولة لايجاد مسار جديد للمنطقة في مرحلة مابعد الايدولجية... الي الدولة المدنية الديموقراطية...وليس العلمانية...اكرر |
| |
|
|
|
|
|
| |