|
|
 مرض السكري في السودان: معوقات الرعاية المثلي
|
مرض السكري في السودان: معوقات الرعاية المثلي
د. عوض محمد احمد
في الوقت الراهن ينتشر مرض السكري بمعدلات متزايدة لأسباب عديدة منها ازدياد اعتماد نمط الحياة الغربي الذي يتميز بقلة الحركة والإكثار من تناول الأطعمة الدسمة و الحلوبات و النشويات البسيطة (مع قلة تناول الألياف و الخضروات و الفاكهة). لا توجد حتى الآن نسب انتشار للمرض في بلادنا مبنية على مسوحات. لكن الانطباع السائد وسط الأطباء ان مرضى السكر هم الأكثر عددا بعد الأمراض المستوطنة في السودان مثل الملاريا و البلهارسيا. يوجد أكثر المرضى في المدن و ضواحيها، و يقلون في الأرياف، كما انه يصيب كل الأعمار و كلا الجنسين و كل الطبقات الاجتماعية. في الناطق الحضرية يعتقد بوجود مريض واحد على الأقل في كل أسرة، كما ان المرضى يشكلون نسبة 10% من دخولات المستشفيات. مصادر أخرى تتحدث عن وجود نصف مليون، أو مليون، أو مليونين من المرضى و كلها مجرد تخمينات. يحدث مرض السكري نتيجة لعدم افراز أو قلة فاعلية هرمون الأنسولين الذي ينتج في غدة البنكرياس، و يكون مسؤلا عن التمثيل الغذائي للسكريات و من ثم استفادة الجسم منها كمصدر للطاقة. يوجد نوعان من المرض: النوع الأول يحدث نتيجة تلف كلى في البنكرياس لأسباب مناعية و يصيب اقل من عشر المرضى (خصوصا صغار السن)، و النوع الثاني يحدث نتيجة لقلة افراز أو عدم فاعلية هرمون الأنسولين لأسباب مختلفة و هذا النوع يصيب حوالي 90% من المرضى.
علاج مرض السكري يختلف إلى حد ما عن علاج بقية الأمراض باعتماد المعالجة المثلي له على منظومة تشمل إضافة إلى علاج الأعراض تثقيف المريض صحيا و التصرف الذاتي في بعض العلاجات و فحص مستوى السكر في الدم بنفسه و التحسب لبعض المضاعفات. توجد معوقات كثيرة تحول دون الرعاية المثلي للمرض يمكن إجمالها فيما يلي:
1. قلة العيادات و الوحدات المتخصصة في معالجة مرضى السكري، و على قلتها فهي محصورة في العاصمة
فقط. كما ان الكوادر المتخصصة في علاج السكريين مثل الأطباء و الممرضين و المثقفين و فنيى العناية
بالأقدام و غيرهم قليلة للغاية، و بالتالي يتم علاج المرضى في العيادات العامة غير المناسبة لهذا الغرض. و
هناك مرضى الأرياف حيث تنعدم ابسط وسائط الرعاية الأولية، دع عنك رعاية أكثر تعقيدا لمرضى
السكري!
2. التكلفة العالية لنفقات المعالجة المباشرة و غير المباشرة. فالأنسولين يباع بأسعار فوق طاقة كثير من
المرضى فيلجاوؤن لتقليل الجرعة أو يتحولون لعلاجات أخرى غير مناسبة لهم، و كذلك تكلفة الفحوصات
المختلفة و بعض العقاقير الخافضة للسكر و كذا رسوم العلاج في العيادات الخاصة.
3. مع غياب الكوادر المختصة بتوعية المرضى تسود بينهم مفاهيم و اعتقادات خاطئة و مضرة. فبعض
المرضى يعتقد ان السكري مرض مثل الملاريا يمكن الشفاء منه نهائيا، و البعض يعتمد على أعشاب و
وصفات الدجالين مجهولة الفاعلية. و يجهل كثيرا من المرضى الجوانب الغذائية و أهمية الرياضة في معالجة
المرض.
4. يمثل مرض السكري عند الأطفال تحديا خاصا خصوصية مرحلة الطفولة و احتياجاتها و صعوبة السيطرة
عليهم، إضافة إلى المتابعة المستمرة لنموهم و تحصيلهم الدراسي.
مداخل لرعاية مثلي لمرضى السكري
1. أول متطلبات هو ان يغير المخططون و صانعو القرار الصحي نظرتهم التقليدية للسكري و غيره من
الأمراض المزمنة كمرض نادر و بالتالي يخصصون له اهتماما و ميزانيات اقل.
2. هناك حاجة ماسة لتأسيس (أو تنشيطه إذا كان موجودا) برنامج قومي لرعاية مرضى السكري يعنى يتاسيس
عيادات و تدريب كوادر للرعاية في العاصمة و الولايات، و يمكن اعتماد وحدات رعاية متنقلة في المناطق
الريفية البعيدة. و لحسم الجدل حول مدى انتشار المرض فيجب القيام بمسح قومي لمعرفة نسبة وجوده و
توزيعه (المدن/ الأرياف، العاصمة/ الولايات) و محدداته.
3. كحل عاجل يمكن لهئيات التامين الصحى القائمة حاليا عمل معالجة خاصة لإدخال مرضى السكري (كفئة )
في مظلاتها حتى يستفيدوا من التسهيلات التي يوفرها التامين مثل سعر الأنسولين المخفض و الفحص
المجاني.
4. إضافة إلى الشق العلاجي يجب الاهتمام بالجوانب الوقائية عن طريق التحكم في بعض العوامل مثل إنقاص
الوزن و تشجيع الرياضة و تغيير العادات الغذائية السئية.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست