السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 04:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2007, 09:41 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر (Re: الكيك)

    حول مسرحية اختيار مدير مشروع الجزيرة
    صديق البادى


    شهدت فترة مستر جكسل محافظ مشروع الجزيرة البريطاني، أحداثاً ساخنة تبعتها ترتيبات كانت هي الجسر والمعبر للإنتقال السلس والتحوّل في المشروع من الإدارة الأجنبية إلى الإدارة الوطنية التي إكتسبت في المراحل السابقة مراناً وتجارب، ونالت بعثات ودراسات في الخارج أهلتها لتولي القيادة الإدارية بكل كفاءة واقتدار.
    ومن جانب آخر فإن مفتشي الغيط البريطانيين عندما خرجوا بعد السودنة تم استبدالهم بسودانيين، كان أغلبهم يعملون معلمين بالمدارس الوسطى، وبعضهم كانوا يعملون كتبة ومحاسبين بالمشروع تم ترفيعهم، وقد كان هؤلاء وأولئك عند حسن الظن بهم. والمعروف أن البريطانيين كانوا يفاخرون بعدة أشياء أنجزوها في السودان من بينها الخدمة المدنية ومشروع الجزيرة، وحق لهم أن يفخروا بالمشروع، رغم أن هدفهم الرئيسي من إقامته هو مد وتوفير القطن طويل التيلة لمصانع الغزل والنسيج بـ لانكشير، وقد أقاموا المشروع على أسس راسخة متينة ولم يقدموا على تنفيذ أي خطوة إلا بعد دراسة وافية وتخطيط دقيق وتجريب، وقد أقاموا خزان سنار.. وكان المشروع وما زال يعتمد على الري الإنسيابي ولم يحدث أي خلل في النظام الذي تركه البريطانيون، ولكن الخلل بكل أسف في بعض الأقسام والمكاتب في الترع والقنوات الجانبية «اب عشرينات واب ستات». وبالإضافة لذلك أقامت الإدارة البريطانية سكك حديد مشروع الجزيرة والهندسة الزراعية والمحالج والنظام الإداري الراسخ المتدرّج من المكتب للقسم للرئاسة، مع وجود نظام حسابات ومراجعة وإدارة مالية منضبطة كانت تعمل كساعة «بك بن».. وكان والدي رحمه الله يمتلك عدة حواشات، وكان صمداً مرموقاً واتيح لي منذ طفولتي أن أرافقه إلى المكتب والقسم، وزرت معه رئاسة المشروع في بركات ووقفت عن قرب على الصورة الزاهية للمشروع العملاق والعلاقة التي لحمتها وسداها الإحترام والتقدير بين المزارعين والعمال الزراعيين في المشروع والعلاقة الطيبة بين المزارعين والرعاة إذ كان المزارعون يمتلكون أعداداً كبيرة من الماشية.
    وقد قامت امتدادات في المشروع مثل إمتداد عبد الماجد الذي قام منذ أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، ومثل امتداد المناقل الذي يعتبر قيامه ملحمة وطنية جديرة بالتقدير.
    ومشروع الجزيرة وامتداد المناقل كانا هما العمود الفقري لاقتصاد السودان ومن أهم الموارد المالية للخزينة العامة، ومن أهم المصادر للعملات الحرة، وقبل قيام المشروع شهد هذا السهل المنبسط المعروف بالجزيرة زراعة الذرة وزراعة مطرية مع وفرة وغزارة الإنتاج مع زراعة القطن الذي كان يروى بالأمطار مع تربية المواشي وشهدت هذه المنطقة استقراراً، والدليل على ذلك وجود قرى قديمة يرجع تاريخها لمئات السنين.
    والمعروف أن الشيخ عمارة دنقس والشيخ عبد الله جماع عندما تحالفا تحرك جيشهما المشترك من أربجي بالجزيرة لإسقاط سوبا، ومن ثم قامت السلطنة الزرقاء، وفي التقاء الحليفين في الجزيرة دليل على وسطيتها.. وأدى الإستقرار لقيام خلاوٍ لتعليم القرآن الكريم وحلقات العلم والفقه فيها منذ أمد بعيد، وذكر الشيخ ود ضيف الله في طبقاته أن الشيخ تاج الدين البهاري حضر وأقام بترس نقي بالقرب من أم عضام، ووجد بعض المشايخ الأجلاء من حفظة القرآن الكريم وقد أخذوا عليه الطريق القادري، وهذا يؤكد أن هذه المنطقة اتسمت بالوعي والإستنارة منذ قرون خلت مروراً بكل العهود والحقب المختلفة اللاحقة، وإذا قفزنا فوق حواجز الزمن فإن ود مدني قد انطلقت منها فكرة مؤتمر الخريجين، ومنذ القدم فإن الوعي مرتفع بالجزيرة والآن فإن كل المدن الكبيرة والمدن الريفية والقرى كبيرها وصغيرها تعج بالخريجين وحملة الشهادات العليا في كل التخصصات، وقد صبوا كل علمهم وخبراتهم وطاقاتهم الهائلة وعطائهم الغزير الجزيل في الماعون القومي الواسع، وولائهم للوطن الكبير على امتداد الأفق الواسع.. والجزيرة هي منطقة جذب وامتزاج وانصهار وبوتقة للقومية، وقد سمت على النعرات الضيقة، ولذلك فإن أي أصوات تنادي بالعودة القهقري هي أصوات غير مسموعة ويذهب صداها أدراج الرياح.
    ومن جانب آخر فإن الظلم الذي حاق بمشروع الجزيرة وإمتداد المناقل والإهمال والصمت المريب الذي تبديه الجهات المسؤولة في المركز كل ذلك يجعل البعض يتساءل في حرقة وألم هل الحكومة لا تتعامل إلا مع من يحمل السلاح؟ ونؤكد أن الجميع في الجزيرة ضد حمل السلاح ويدينون أي صوت ينادي بحمله ولو همساً، ولكن نخشى أن يؤدي التمادي في الظلم والإهمال لتهيئة المناخ لذوي الأجندة الخبيثة لاستغلال هذه الثغرة ومحاولة النفاذ منها والنار من مستصغر الشرر.. ووسائل الاتصال أضحت متوفرة ومن السهولة بمكان مخاطبة أكبر عدد من الرموز في شتى أرجاء المشروع، وفي أقل زمن ممكن، وظللنا نقول لأصدقائنا من قادة ورموز (الكنابي) لا تدعوا أصحاب الأجندة الغامضة يتخذون منكم دروعاً بشرية بتحريضكم لإشعال الشرارات الأولى، ومن ثم تصبحون أنتم المحرقة ويضعون هم أيديهم في المياه الباردة.. ونؤكد أن الجزيرة لن تشهد أي تصرفات رعناء هوجاء، ولكن على القائمين بالأمر ألا يستهينوا بهم وبقضاياهم، ويجب الإعتراف بأن المشروع في اسوأ حالاته الآن، وقد هبط من القمة للسفح، وفي تقديري أن هذا التدني حدث في إطار سياسة كلية غير صائبة إذ حسب البعض أن الثورة في تقديرهم تعني تغييراً كلياً في كل شيء، ولذلك كان بعضهم كالثور في مستودع الخزف، وغاب صوت العقل وضاعت الأرقام والحقائق والمعلومات وارتفعت الشعارات، وفي ظل تلك (اللهوجة) التي شهدت محاولة حفر ترعة كنانة والرهد بالطواري، إمتد ذلك الهياج بقصد أو بغير قصد وأدى لتدمير المشاريع الزراعية الكبرى أو على أحسن الفروض جعلها مشلولة، وامتدت هذه السياسة العجيبة للزراعة المطرية في مناطقها التقليدية المعروفة، وشملت الزراعة بشقيها النباتي والحيواني.. والصمغ العربي خير شاهد!!
    وإذا أجرينا مقارنة بين سوريا والسودان فإن المنسوجات القطنية تعتبر من أهم الموارد المالية للميزانية العامة هناك. والمؤكد أن السودان يتمتع أكثر من سوريا بتوفر المياه والري الإنسيابي والأراضي الصالحة للزراعة والخبرات التراكمية، وكان بالإمكان إنتاج أكبر وأجود الأنواع من القطن وغزلها ونسجها وجعلها من أهم مصادر الدخل التي تكفي أفريقيا حاجتها، ولكن بكل أسف فإن مصانع النسيج قد دمِّرت بدلاً عن تطويرها وجلب أحدث ما وصلت إليه التقنية في هذا المجال.. أما عن زراعة القطن وانتاجه فتلك مأساة قصتها مثيرة وفصولها كثيرة، وقد بلغ الإحباط بسبب الوعود العرقوبية لحالة لا مبالاة وإهمال إداري تحتي ظلت بسببه سيقان القطن قائمة دون إجراء عملية القليِّع في كثير من الحواشات (بعد إنتهاء الموسم)، وأضحت بعض (السرايات) والمكاتب كالأطلال، وحق لنا أن نردد كلمات دكتور إبراهيم ناجي «يا فؤادي رحم الله الهوى كان صرحاً من خيال فهوى»، وحق لنا أن نحرِّف كلماته لنقول «يا فؤادي رحم الله مشروع الجزيرة كان عملاقاً أهملوه فهوى»، وحق لنا أن نتذكَّر كلمات إمروء القيس عن الأطلال والدمن الخوالي.
    ومما يؤسف له أن الزيارات الرئاسية وزيارات كبار الدستوريين لمشروع الجزيرة وإمتداد المناقل -وهي في تقديري زيارات عمل ميدانية- كان البعض يفرغها من محتواها باهتمامهم بالمظهر دون الجوهر، وكان همهم منذ بدء انتكاسة المشروع هو تحويل زيارات العمل هذه لمواكب ومهرجانات إحتفالية مظهرية وفرصة ذهبية للزعيق والهتافات وإبداء الولاء للقيادة العليا!! أما الصالونات المترفة لمنظري العاصمة هنا فإن جلَّ مناقشاتهم تدور حول أسباب خلافاتهم ومن المخطئ ومن المصيب مع التمسّح على أعتاب صاحب الوقت وصاحب الشوكة، وهم كماري انطوانيت لا تهمهم قضايا الشارع الذي لا ينتمون إليه ولا يحسون بآلامه ولا تهمهم الأصول القومية والمشاريع الكبرى إذا عمِّرت أو دمِّرت!
    وينبغي الاستيقاظ من حالة الغيبوبة والإعتراف بأن المشاريع الكبرى في حالة غير طبيعية، وهي بحاجة لإصلاح عاجل لتنطلق للأمام وهي صمام الأمان، وتعتبر أصولاً قومية يجب العض عليها بالنواجذ.
    وعندما كان مشروع الجزيرة في أوج عظمته وعصره الذهبي كان منصب المحافظ من أهم المناصب في السودان، وتكريماً للأستاذ سر الختم الخليفة رئيس وزراء حكومتي أكتوبر الأولى والثانية، قُدِّم له عرض بأن يكون محافظاً للمشروع لأنه كان رئيساً للوزراء ولا يليق به داخل السودان إلا هذا الموقع الرفيع، ولكنه آثر أن يعمل سفيراً خارج السودان وعندما أختير السيد مكي عباس أول محافظ لمشروع الجزيرة ليعمل خبيراً في (الفاو) قرر مجلس الوزاء اختيار السيد مكاوي سليمان أكرت وكيل وزارة الداخلية وعميد الخدمة المدنية محافظاً للمشروع بدلاً عنه، وكان السيد مكاوي هو أول مدير لمديرية كردفان بعد السودنة، وكانت تعتبر مديرية ذات وضع خاص لا يعتلي ذروتها إلا أفضل الإداريين، وقد عمل فيها نيو بولد الذي أصبح فيما بعد السكرتير الإداري لحكومة سودان، وعمل فيها روبرتسون الذي أضحى هو الآخر سكرتيراً إدارياً لحكومة السودان. وخلاصة القول إن موقع محافظ مشروع الجزيرة كان يعتبر من أهم المواقع في السودان ويتم تعيينه بطريقة محترمة، ويتم أيضاً إعفاؤه بطريقة محترمة، ولنا أن نقارن بين ما كان وما هو كائن اليوم.. والشعب السوداني كان وما زال يشهد مسرحية اختيار مدير مشروع الجزيرة وامتداد المناقل، وطال العرض ولم يسدل الستار النهائي حتى الآن.
    والمدير في النهاية هو ترس مهم في ماكينة كبيرة تحتاج لإصلاح كلي. وقد قرأ الشعب السوداني شروط اختيار المدير ونرجو أن يضاف إليها بند يشير إلى ضرورة أن تكون المخصصات عالية والمرتب ضخماً، شريطة أن يكتب إقرار ذمة بكل ممتلكاته عند إعتلائه للموقع وإقرار ذمة آخر بكل أرصدته وممتلكاته عند مغادرته للموقع بعد إنتهاء دورته!!

    الصحافة 25/3/2007
                  

العنوان الكاتب Date
السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر الكيك03-05-07, 07:30 AM
  Re: السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر الكيك03-05-07, 08:18 AM
    Re: السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر الكيك03-06-07, 06:40 AM
      Re: السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر الكيك03-07-07, 04:43 AM
        Re: السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر الكيك03-25-07, 09:41 AM
          Re: السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر الكيك03-26-07, 04:05 AM
            Re: السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر الكيك03-28-07, 09:40 AM
              Re: السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر الكيك03-29-07, 04:09 AM
                Re: السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر الكيك04-01-07, 04:23 AM
  Re: السنة التي بين فرضين، والفرض الذي بين سُنتين، ...,وحكاية الشريف ودبدر Dr. Ahmed Amin04-01-07, 04:46 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de