24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 08:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2007, 10:46 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_

    24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_

    مقدمة تأريخية:

    يرجع تأريخ تأسيس الحزب الشيوعي السوداني لاول مرة، الى اغسطس 1945، عندما اجتمع عدد من المثقفين السودانيين في مدينة ام درمان، وكونوا الجبهة السودانية للتحرر الوطني، وكان الاسم المختصر هو(جستو)، والتي كانت انعكاسا لتنظيمات سياسية مشابهة في مصر. وكان هؤلاء المثقفون السودانيون، يرفعون شعار التخلص من الاستعمار الانجليزي الحاكم في البلاد وقتها، لذلك حمل اسم (الجبهة المعادية للاستعمار). و نشر في بيانه عام 1954، محددا سياسته ب(المطالبة بالجلاء الفوري للقوات البريطانية من السودان، وانتخاب حكومة وطنية لمحاربة الاستعمار، وفك قيود التبعية من الدول الاستعمارية، والقيام باصلاح اجتماعي، الذي تتطلبه البلاد).
    مدخل 1

    ظهر الحزب الشيوعي السوداني، كحزب علني معترف به، وتماما بعد الاستقلال، في 24 فبرائر 1956(وليس عقب ثورة اكتوبر1964، كما تقول الاراء) المصدر: د. صلاح عبد اللطيف. الصحافة السودانية – تأريخ وتوثيق- ص 53، 54


    مدخل 2

    بعد اسابيع قليلة قادمة، وتحديدا في 24 فبرائر 2006، تأتي مناسبة (العيد الخمسيني)، على ظهور الحزب الشيوعي السوداني، كحزب علني، تم تسجيله رسميا، واعترفت به الدولة وقتها في عام 1956. وحصل الحزب على كامل الحرية، في العمل العلني والدعاية لاهدافه ومبادئه. لقد جاء التصديق القانوني له، من قبل وزارة العدل، التي اطلعت على الدستور واللوائح الخاصة بالحزب، فلم تجد فيها الوزارة، وما يتناقض مع مبادئ دستور الدولة والقوانين السارية بالبلاد، وخلو برنامج الحزب من اي دعائيات اونداءات او شعارات متطرفة تدعو الى الاثارة، او اثارة النعرات الطائفية او الدينية، اوتحرض ايضا على العنف واستعمال القوة

    مدخل 3

    بعد عامين من بدء نشاطه، وقع الانقلاب العسكري في 17 نوفمبر 1958، فلجأ الحزب الى العمل السري، ما دخل في ادبياته باسم (العمل تحت الارض).

    مدخل 4

    باشر الحزب الشيوعي عمله مجددا، بعد ثورة اكتوبر 1964، حيث كانت عضويته،قد فاقت النصف مليون عضو.


    مدخل 5

    بتاريخ 19 ديسمبر 1965، اي بعد عامين من ثورة اكتوبر، تعرض الحزب الشيوعي الى نكسة كبيرة، عندما جاء قرار من الجمعية التأسيسية وقتها، بحل الحزب الشيوعي، وعدم السماح له بممارسة نشاطه، فجمد نشاطه مرة اخرى، وعاد للعمل السري.

    مدخل 6

    وقعت احداث كثيرة خلال سنوات الستينيات، كان اهمها وقوع انقلاب 25 مايو 1969، دخل فيها الحزب مع السلطة العسكرية وقتها، ولكن سرعان ما وقعت الانشقاقات والخلافات، التي اودت بحياة الكادر الاول للحزب، في تصفية جسدية قام بها النظام العسكري وقتها.

    مدخل 7

    عاد الحزب مجددا للعمل السري تحت الارض، في ظروف بالغة القسوة والامكانيات.

    مدخل 8

    بعد انتفاضة 6 ابريل 1985، عاد الحزب مجددا للظهور، وهو لا يملك دارا ولا عقارا ولا امكانيات مادية، بل ولا حتى (نثريات) بسيطة يدبر بها شؤون حياته اليومية، وظل يمارس نشاطه الجديد بعد الانتفاضة بروح وعزيمة قوية، محاولا ان يعوض السنوات المفقودة.

    مدخل 9

    وما ان بدا الحزب يلملم انفاسه ويعيد ترتيب اموره، وتجميع كوادره المشتتة في اصقاع المعمورة، وراح ايضا ويسعى جاهدا، في انشاء جريدة (الميدان)، لكي تواكب النهضة الاعلامية، حتى وقع انقلاب 30 يونيو 1989، لتعود حليمة الى عادتها القديمة، ويعود الكادر الى العمل السري تحت الارض، في ظروف اكثر قساوة وشدة مما سبق، بسبب طبيعة وسلوك النظام العسكري وقتها.

    مدخل اخير

    بعد توقيع اتفاقية السلام 2005، عاد الحزب مجددا الى العمل العلني.

    مدخل اخيرجدا

    لا يفوتني هنا، الا وان احي باجلال واحترام، ذلك الرعيل الاول من رجال ونساء بناة هذا الحزب التليد الصامد، والذين استطاعوا ان يغيروا المفاهيم والافكار، وايضا كيف قد راحوا وبنضالهم وصبرهم يفرضون المبادئ الانسانية وحقوق الانسان، وللصدق والامانة نقول، انه ولولا مجهوداتهم، لما ادرج القضاة ورجال القانون والفقه هذه المبادئ الانسانية في دستور وقوانين البلاد.



    غداالسـبت 24 فبراير، تمر الذكرى الواحدوالخمسين على علانية الحزب الشيوعي السوداني.ويجئ احتفاله هذا العام، والبلاد تمر بازمة خطيرة، ومهددة بانقسام وتدخلات عسكرية، بجانب ان البلاد تمر حاليا بفوضى وعدم استتاب امني، وحركات ومنظمات مسلحة بلغت اكثر من 11 منظمة تجوب بسلاحها بلا ضوابط اوقيودات، تمر ذكرى المناسبة والحزب الشيوعي بحتفل الذكرى الواحدوالخمسين والبلاد غارقة في تسيب ضرب كل المرافق الحكومية وكثيرا من القطاعات الاقتصادية الهامة. ومما يزيد من الحسرة والالم، ان الحكومة مشغولة تماما بمواضيع انصرافية، والقصر غارق في فساد لم
    تعرفهاالبلاد من قبل، حتى وصل الى درجة ان قمة الفاسدين في الدولة (والذين خربوها- خراب سوبا)، هم الذين حاليا، ويجلسون في هذا القصر، الذي غدا رمزا للفساد الاسلامي.
    تمر الذكرى الواحدوالخمسين ، والاحصائيات تقول، انه وبالبلاد 7 ملايين مواطن جائع، واكثر من 4 ملايين مواطنن، مشردين في الغابات وضواحي المدن، و3 ملايين اخرين، واغلبهم اطفال، يعيشون في اكواخ من الاغصان، واكقر من ميليونين من الاطفال بلا مدارس او رعاية.
    تمر الذكرى الواحدوالخمسين على علانية الحزب الشيوعي السوداني، والبلاد بلا قوانين، واصبحت عمليات النهب المسلح، والاختلاسات، والتزوير يجد كل مساندة وتعاضد من المافيا الاسلامية، التي تحمي اللصوص والقتلة ، وتقتص من (بائعات اللبن والشاي) ، وتطارد الباعة المتجولين بقوات ضاربة!!!
    تمر الذكرىالواحدوالخمسين على علانية الحزب الشيوعي السوداني، والكل محبط بسبب سلوكيات الحكومة، التي اصبحت تعمل جهارا نهارا من اجل الانفصال.
    ولكن ورغم كل هذه الاحباطات، والحكم العسكري القاسي فان التغيير قادم لا محال، فالشعوب لا يمكن وان تصبر على الضيم طويلا، وكل الارهاصات تقول ان الوضع الحالي، اصبح يعيش حالات الاحتضار، والذي يعيش في الخرطوم يشعر انها مدينة فوق سطح صفيح ساخن...ساخن جدا.
    المجد للحزب الشيوعي، في عيده الواحدوالخمسين -
                  

02-23-2007, 11:14 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_ (Re: بكري الصايغ)

    المنتدى العام لسودانيز أون لاين دوت كوممكتبة عبد الخالق محجوبمجموعة وثائق الحزب الشيوعي السوداني

    _______________________________________________________________________


    04-09-2003, 07:44 ص

    Lark


    مجموعة وثائق الحزب الشيوعي السوداني

    مقدمـــــة

    تأسس الحزب الشيوعي السوداني في عام 1946 وكان يعرف باسم الحركة السودانية لتحرر الوطني منذ تأسيسه حتى عام 1956.
    وقد تأثرت الحركة الشيوعية السودانية في بداياتها بالحركة الشيوعية المصرية بقيادة هنري كورييل الذي ربطته بهم عرى وثيقة، اضافة الي تأثر بعضهم ببعض الضباط الشيوعيين في الجيش البريطاني.
    تعاقب على قيادة الحركة الشيوعية السودانية في سنيها الاولي ثلاثة من القادة هم عبد الوهاب زين العابدين 1946-1947 ، عوض عبد الرازق 1947 الي 1949 ثم عبد الخالق محجوب 1949 الي 1971.
    ويقود الحزب منذ عام 1971 حتى الان امينه العام الرابع محمد ابراهيم نُقُدْ الذي انتخب بعد اسابيع قليلة من اعدام عبد الخالق محجوب. اصدر الحزب صحيفته العلنية المنتظمة الاولي "الميدان" عام 1954 وظلت تصدر منذ ذلك الوقت.
    اثناء فترة النضال من اجل الاستقلال الذي تحقق عام 1956، كان الحزب ينادي بحق تقرير المصير للسودان ويناوئ كل من مصر التي كانت تطمح في ان يتحد السودان معها وبريطانيا التي كانت تعمل على الاستمرار في بسط سيطرتها على السودان.
    وفي خضم ذلك تمكن الحزب من توسيع عضويته خاصة في اوساط الطلاب والمهنيين الجدد والطبقة العاملة الصاعدة. وتميز الحزب الشيوعي السوداني بقدرة كبيرة على النشاط في اوساط الحركة النقابية العمالية، واحرز نجاحا كبيراً في تنظيم عمال السكة حديد في مركزها الرئيسي في مدينة عطبرة شمال السودان. وتحت اشراف ورعاية الحزب الشيوعي تم تأسيس اتحاد عام نقابات عمال السودان الذي اصبح فيما بعد احدي اكبر الحركات النقابية في الشرق الاوسط.
    كما تمكن الحزب من ممارسة نفوذ قوي على اتحاد مزاعي الجزيرة ، وهو الاتحاد النقابي لاكبر منتجي القطن في السودان.
    وبنهاية الخمسينيات وبداية الستينيات كان لعدد كبير من اعضاء الحزب والمتعاطفين معه وجود مؤثر في المفاصل الهامة للمجتمع السوداني.
    وبالرغم من هذه النجاحات الكبيرة فقد ظل الحزب الشيوعي السوداني حزبا سياسيا ضعيفا في مجتمع تقليدي موزع الولاء بين حزبين سياسين طائفيين كبيرين هما حزب الامة الذي يمثل طائفة الانصار والحزب الاتحادي اليمقراطي الذي يمثل طائفة الختمية.
    في ظل هذا الوضع الذي يتعذر فيه على الحزب الشيوعي ان يصل الي السلطة بمفرده اتجه الحزب بتاكتيكاته الي تكوين الجبهات المختلفة مع التنظيمات الاخري، فأعاد تنظيم قواه باسم الجبهة المعادية للاستعمار اثناء اول انتخابات برلمانية جرت في السودان عام 1953 والتي اسفرت عن فوزه بمقعد واحد احتله حسن الطاهر زروق. في عام 1955 حاول الحزب بناء الجبهة الاستقلالية ثم حاول مرة اخرى في العام التالي ان يكون جبهة تجمعة ببعض القوي الاقليمية في الجبهة الوطنية الديمقراطية.
    شكل انقلاب 17 نوفمبر 1958 حدا فاصلاً للمرحلة التالية من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني. تمكن الحزب خلال هذه الفترة من توسيع قاعدة نفوذه السياسي وقيادة الحركة المناهضة للحكم العسكري بفاعلية كبيرة. وانضم الحزب لجبهة احزاب المعارضة التي ضمت كل احزاب الحركة السياسية السودانية. كما تمكن الحزب الشيوعي السوداني بنفوذه الحاسم في الحركة النقابية السودانية ومنظمات المهنيين والطلاب من الدعوة الي الاضراب السياسي الذي اطاح بالحكم العسكري في ثورة اكتوبر 1964.
    على اية حال، لم يتمكن الحزب الشيوعي من الاستفادة من موقعه الجيد خلال الفترة الديمقراطية التي امتدت من 1964 الي 1969. في الإنتخابات التي اجريت في مايو 1965 احرز الحزب احد عشر مقعدا برلمانيا من بينها مقعد واحد لاول امرأة تنتخب الي البرلمان في الشرق الاوسط وهي السيدة فاطمة احمد ابراهيم عضو اللجنة المركزية للحزب
    _______________________________________

    عقب ذلك مباشرة نظم الاخوان المسلمون، تحت وطاة مخاوفهم المتزايدة من المد الشيوعي، حملة ضد الحزب الشيوعي بدعاوي الالحاد ومناهضة الاسلام وانتهت بحل الحزب حظره وطرد نوابه من البرلمان في 24 نوفمبر 1965.لتفادي قرار الحظر عمد الحزب الي تغيير اسمه للحزب الاشتراكي وفاز بمقعد واحد في الانتخابات البرلمانية التي اجريت في انتخابات 1968.دشن الانقلاب العسكري الذي نفذه الضباط الاحرار في مايو 1969 الفترة الاكثر اضرابا في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني، فقد ادي تباين الاراء في الموقف من الانقلاب الي انقسام حاد للاراء داخل الحزب حيث ايد بعض قادة الحزب "حركة الجيش الثورية" معولين على تقدميتها ومعاداتها للطائفية. وتم تعيين عدد من رموز هذه المجموعة كوزراء في حكومة الانقلاب وساندت هذه المجموعة دعوة النميرى بان يحل الحزب نفسه اسوة بتجربة الشيوعيين في الجزائر ومصر والانخراط في الاتحاد الاشتراكي السوداني الذي اسسته الحكومة.اما التيار الاخر الذي قاده الامين العام للحزب عبد الخالق محجوب فقد تمسك مبدئيا بتحفظه على الانقلابات العسكرية ورفض فكرة حل الحزب ودعا الي مواصلة السعي لبناء جبهة وطنية ديمقراطية يشارك فيها الحزب محتفظاً باستقلاليته.بتصاعد حدة التوتر بين الحزب والسلطة قام الرئيس النميري بطرد الوزراء الشوعيين من الوزارة في 16 نوفمبر 1970 وفي فبراير 1971 اعلن النميرى عن عزمة على تحطيم الحزب الشيوعي واتبع اعلانه بحل تنظيمات الطلاب والشباب والنساء التي يسيطر عليها الشيوعيين.تحسبا للهجمة القمعية على الحزب نفذ الضباط الشيوعيين انقلابا عسكريا مضادا في 19 يوليو 1971 واعتقلوا النميري واعلنوا السودان جمهورية ديمقراطية، الا ان عدم اكتمال التحضير الجيد والدور المصري الليبي المضاد اديا مجتمعين الي فشل الانقلاب واعتقل قادة الحزب واعدم منهم عبد الخالق محجوب، جوزيف قرنق والشفيع احمد الشيخ والضباط الشيوعيين الذين نفذوا الانقلاب. وعلى اية حال ليس ثمة دليل حتى الان يؤكد ان هيئات الحزب اتخذت قراراً بتنفيذ الانقلاب.بعد اسابيع قليلة من اعدام عبد الخالق محجوب اختار الحزب محمد ابراهيم نُقُدْ امينا عاما له في سبتمبر 1971.ظل الحزب الشيوعي السواني محظورا طوال الاربعة عشر عاماً التي اعقبت ذلك وواصل انشطته ونضاله السري ضد النظام، لكنه فقد مركزه الرئيسي كحزب لا طائفي لصالح الاخوان المسلمين الذين تحالفوا مع النميري منذ عام 1977 مما مكنهم من اقامة بناهم التنظيمية داخل هياكل الدولة.استعاد الحزب شرعيته عقب انتفاضة ابريل 1985 التي اطاحت بحكم النميري عندما انضم الي التجمع الوطني الديمقراطي الذي قاد الانتفاضة.اسفرت الانتخابات التي جرت عام 1986 عن فوز الحزب الشيوعي بثلاثة مقاعد في البرلمان، مقعدين عن مدينة الخرطوم العاصمة ومقعد ثالث من اقليم بحر الغزال في الجنوب.
    وعلى الرغم من مشاركة الحزب في اخر حكومة مدنية قبل انقلاب 1989 فان الحزب لم يترك اثرا كبيرا على التطورات السياسية اثناء فترة التعددية الحزبية بتراجع سيطرته السابقة على الحركة النقابية والاتحادات الطلابية نتيجة لفترات طويلة من القمع الذي تعرض له طوال فترة حكم النميري. ولم يتمكن الحزب من كبح جماح التدهور المستمر في الحياة السياسية السودانية تحت حكم إءتلاف حزبي الامة والاتحادي مما ادى الي الانقلاب العسكرى الثالث في تاريخ السودان في 30 يونيو 1989 بقيادة العميد عمر البشير المدعوم من الجبهة الاسلامية القومية. حظر نشاط الحزب الشيوعي والاحزاب السياسية الاخرى بعد الانقلاب العسكري في يونيو 1989 وانضم الحزب الي التجمع الوطني الديموقراطي الذي يضم احزاب الامة, الاتحاد الديموقراطي والحركة الشعبية لتحرير السودان ويقود نضالاَ سياسياَ وعسكريا للاطاحة بالدكتاتورية العسكرية للجبهة الاسلامية. ويسعى الحزب الي اقامة نطام ديمقراطي ومنح الحكم الذاتي للجنوب ويعارض اقامة دولة دينية.

    ________________________________________________________________________

    04-09-2003, 07:55 ص

    Lark


    Re: مجموعة وثائق الحزب الشيوعي السوداني ()

    المعهد الدولي للتاريخ الاجتماعي
    امستردام - هولندا....د. رول مايـــر و محمد عبد الحميد
    ________________________________________________________________________




                  

02-23-2007, 11:43 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_ (Re: بكري الصايغ)

    الـمصـدر: الاســتاذ عــادل عــطا،

    "عبد الخالق محجوب: المؤثرات الأولي "

    25-06-2004,


    المنتدى العام لسودانيز أون لاين دوت كوممكتبة عبد الخالق محجوب_



    ___________________________________________________________________

    25-06-2004, 09:06 ص

    Abdel Aati

    عبد الخالق محجوب: المؤثرات الأولي

    المؤثرات الأولى

    الأسرة والمدينة ومراحل الدراسة:

    ولد عبد الخالق محجوب في حي المكي بمدينة أمد رمان السودانية؛ أحد مدن العاصمة السودانية المسماة بالمثلثة (الخرطوم والخرطوم بحري وأمدرمان)؛ والعاصمة الوطنية لدولة المهدية؛ واحد معاقل الحركة الوطنية والثقافية؛ في 23 سبتمبر عام 1927؛ في أسرة كبيرة ترجع بأصولها إلى قبيلة الشايقية؛ والتي انطلقت عناصر واسر كثيرة منها؛ من مركزها بالمديرية الشمالية في أقصى شمال السودان؛ لتنتشر وتستقر في العديد من مدن ومناطق السودان.

    وقد اسماه والده؛ محجوب عثمان؛ باسم عبد الخالق؛ تيمنا بأحد المآمير المصريين؛ عبد الخالق حسن حسين. وقد كان هذا المأمور عاملا بالسودان في تلك الفترة؛ وكان متعاطفا ومتضامنا مع الحركة الوطنية السودانية الناهضة قبلها؛ والتي وجدت التمثيل الأكثر وضوحا لها؛ في ثورة 1924 بقيادة جمعية اللواء الأبيض.

    ولد عبد الخالق في فترة شهدت فيها الحركة الوطنية انكفاءة كبيرة؛ وذلك بعد هزيمة ثورة 1924 ؛ واعتقال واستشهاد قادتها؛ وتحطيم تنظيمها الأساس؛ حركة اللواء الأبيض؛ واتجاه الإدارة الإنجليزية للتعاون مع الفئات الطائفية والقيادات القبلية؛ وفي نفس الوقت التضييق علي المثقفين والطبقة الوسطي؛ وقد حكي عبد الخالق جزءا من ذلك؛ في الجزء الأول من كتاب لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني.

    بنفس القدر فقد ازدهرت وقتها الحركة الأدبية والثقافية؛ حيث شهدت تلك الفترة إسهامات حمزة الملك طمبل الشعرية والتنظيرية؛ كما أشعار التجاني يوسف بشير الرومانسية؛ وكتابات معاوية محمد نور النقدية؛ وتكللت ببروز مجلة الفجر التجديدية القومية لعرفات محمد عبد الله في منتصف الثلاثينات؛ والتي اقتبس منها عبد الخالق فيما بعد اسم مجلة الفجر الجديد التي كان يصدرها ويرأس تحريرها في الخمسينات والستينات.

    نِشأ عبد الخالق في منزل وطني ومدينة وطنية؛ حيث كان والده من مؤيدي ثورة عام 1924؛ قد انخرط معظم أشقاؤه في النشاط السياسي؛ وكان من بينهم شقيقه الأكبر عثمان؛ والذي كان من النشطين في التنظيم الشيوعي السوداني؛ حتى انقسام عام 1952؛ وتأييده لجناح عوض عبد الرازق؛ ثم اعتزاله العمل السياسي فيما بعد.

    كما كان أشقاؤه الأصغر علي ومحمد من النشطين في الحزب الشيوعي؛ وكان محمد الذي انضم للقوات المسلحة من المساهمين في عدة انقلابات عسكرية؛ كان أولها في عام 1959؛ وقد وصل محمد محجوب إلى موقع عضو الجنة المركزية بالحزب الشيوعي السوداني.

    كما احتفظ عبد الخالق بعلاقات طيبة وتقدمية مع أخواته والعناصر النسائية من الأسرة؛ تشهد عليها مراسلات له ومخاطبات عديدة؛ وقد يكون جزءا من تقدمية عبد الخالق في المسألة الاجتماعية؛ غير توجهه الفكري اللاحق؛ علاقته القريبة بجدته آمنة بت علي؛ والتي كانت تسكن حي العرب بامدرمان؛ والتي كان عبد الخالق يقضي جل نهاية الأسبوع معها.

    لا ريب أن ولادة عبد الخالق محجوب وترعرعه في مدينة ام درمان؛ بما فيها من تراث مهدوي أنصاري من جهة؛ وما فيها من تراث حركة اللواء الأبيض وثورة 1924 من جهة ثانية؛ قد كان له دور كبير في إشعال روحه الوطنية منذ الصبا المبكر؛ هذه الروح التي ستقوده فيما بعد إلى خياراته الفكرية والسياسية التي اختارها.

    درس عبد الخالق أول مراحله التعليمية؛ كأغلب الأطفال في حيه؛ في خلوة إسماعيل الولي؛ التابعة للطريقة الإسماعيلية؛ حيث حفظ بعض القران وتعلم مبادئ اللغة العربية. وكان إضافة لتجربة الخلوة؛ من التجارب الروحية والاجتماعية للطفل عبد الخالق؛ هناك حلقات الذكر الأسبوعية لرجال الطائفة الإسماعيلية؛ والتي تقام كل خميس؛ بما فيها من طبول وإيقاعات وصور روحية؛ تتضخم في الاحتفال السنوي بحولية إسماعيل الولي.

    كما كان هناك احتفالات المولد النبوي بجامع الخليفة عبد الله؛ القائد الثاني للثورة المهدية؛ وهي الثورة التي ترك ارثها ولا يزال يترك؛ ظلاله الثقيلة علي مدينة أم درمان. وقد خلَّد عبد الخالق سيرة خليفتها عبد الله؛ في مقال له بمجلة الفجر الجديد؛ كان مخالفا لأغلب رموز المدرسة اليسارية والعلمانية في تقييمها للرجل؛ والذي اعتبره عبد الخالق قائدا وطنيا وثوريا؛ في المحصلة النهائية.

    تحول الطفل عبد الخالق بعد تجربة الخلوة إلى التعليم النظامي؛ حيث درس المرحلة الأساسية في مدرسة الهداية الأولية؛ وهي من مدارس التعليم الأهلي المنتشر حينها؛ والتي أسسها الشيخ طاهر الشبلي؛ ثم درس المرحلة الوسطي بمدرسة أمد رمان الوسطي المعروفة باسم المدرسة الأميرية.

    إن هناك العديد من الروايات؛ حول تفوق عبد الخالق محجوب في الدراسة والتحصيل؛ منذ بداية مسيرته التعليمية. وقد نلاحظ تأثير مرحلة الخلوة والتراث الديني عموما؛ في لغة عبد الخالق الأدبية؛ والتي تذخر بالكثير من الاقتباسات والتعبيرات ذات الصلة بالتراث الإسلامي؛ كما هناك شهادات علي تفوقه في مختلف العلوم التي حصلها في تلك المراحل؛ والتي نذكر منها الشهادتين التاليتين.

    الشهادة الأولى نجدها في تعليق أُستاذه لمادة الإنشاء؛ في العام 1941؛ وعمره حينها 14 عاما؛ حيث تنبأ له بمستقبل أدبي كبير؛ وبدور عظيم في حياة البلاد. تجلى هذا في احتفاظ هذا الأُستاذ بكراسة الإنشاء للتلميذ عبد الخالق؛ لسنين طويلة؛ حتى أظهرها للعلن أثناء التحضير للاحتفالات بالعيد الأربعين للحزب الشيوعي السوداني في الأعوام 1986 –1988.

    أما الشهادة الثانية فقد سجلها أستاذ الأدب واللغة الإنجليزية كرايتون؛ والذي أعلن في المرحلة الثانوية لدراسة عبد الخالق؛ إن عبد الخالق قد تمكن من الإحاطة بالأدب الإنجليزي واللغة الإنجليزية؛ بالشكل الذي يؤهله لتدريسهما. وقد سأل كرايتون فيما بعد عن عبد الخالق؛ وانفعل كثيرا عندما سمع بنبأ إعدامه؛ وكان مما قال حسب الرواية:" ألم يكن من الأجدر الإبقاء على حياة رجل في قامة عبد الخالق وعلمه و فكره الثاقب لدفع عجلة التطور فى بلدكم ؟"

    ويبدو ان عبد الخالق كان له تأثير مدهش علي من حوله؛ ومن ذلك ذكر أساتذته له بالخير والتقريظ؛ ومن بينهم من تم ذكرهم أعلاه؛ ويذكر محمد محجوب في شهادته كذلك الأساتذة أحمد محمد صالح و بشير عبادي وخالد موسى و أمين زيدان والطيب شبيكة و الصائم محمد إبراهيم؛ وكذلك أستاذ ومؤلف كتب التاريخ عن السودان هولت.

    ويلخص محمد محجوب عثمان؛ بعضا من الشهادات عن تفوق عبد الخالق الدراسي حيث يقول: "وعلى ذكر تفوقه الأكاديمي وسعة اطلاعه، لا بأس من الإشارة الى أن عبد الخالق قد بعد إكمال المرحلة الثانوية، جلس لامتحان شهادة كمبردج فى سنة 1945 وأحرز درجة الامتياز في كل المواد التي أداها وهى اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنجليزية والكيمياء والفيزياء والأحياء والجغرافيا والتاريخ "

    فقرة من الصيغة المعدلة لمقالنا عن عبدالخالق محجوب
    اعيد نشره في موقع الحوار المتمدن تحت الرابط
    http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=19847
    _____________________________________________________

    فترة التكوين اليساري أو
    كيف اصبح عبد الخالق شيوعيا :

    إن بدايات عبد الخالق السياسي نجدها معروضة في كتاب الشيوعي السابق احمد سليمان المحامي (مشيناها خطى)؛ حيث يكتب كيف كان عبد الخالق نشيطا في الجمعية الأدبية؛ وكيف نظم ندوة في المدرسة الثانوية عن المادية التاريخية تحدث فيها أحد المدرسين الإنجليز.

    ثم بعد ذلك يتحدث عن سفر عبد الخالق للقاهرة ومبرراته؛ بعد أن التحق لفترة بكلية الخرطوم الجامعية – كلية غردون-؛ فيراه في أن مقررات كلية غردون للآداب كانت تتواضع خجلا أمام مقدرات عبد الخالق الفكرية وقراءاته الواسعة. وهذه الإشارات تأخذ تميزها كونها تأتى من عدو لا من صديق؛ وقد أكدتها شهادات أخرى؛ ومن بينها شهادة محمد محجوب عثمان.

    إننا هنا لا نود الإشادة بموضوعية احمد سليمان ؛ فحول هذه "الموضوعية " لنا العديد من الملاحظات. ولكننا نود الإشارة لموقف احمد سليمان من عبد الخالق محجوب؛ والذي يراه العديدين في كونه علاقة كراهية بحته؛ والذي هو في الحقيقة اكثر تعقيدا واعسر على الفهم من ذلك التفسير البسيط .

    في ظني إن موقف احمد سليمان من عبد الخالق هو موقف انبهار دائم؛ يرفضه احمد سليمان في شكل الكراهية المعلنة. إن احمد سليمان قد وصف في يوم ما بأنه "ابن الحزب المدلل"؛ وبأن عبد الخالق كان يرعاه رعاية الأب للابن. والقاري لتاريخ الحزب الشيوعي يجد في الصعود الصاروخي لأحمد سليمان داخل الحزب وفي الساحة السياسية السودانية؛ ما يعزز هذا الرأي.

    وبالمقابل فان المتابع لكتابات و أقوال ونشاطات احمد سليمان وقتها؛ يرى جيدا انبهاره بشخصية عبد الخالق. ونذكر هنا انه في التعليق على مقولة احمد سليمان أن عبد الخالق كان يحب التطبيل لشخصه؛ قال أحد الساخرين إن احمد سليمان كان من اكثر المطبلين لعبد الخالق. على كل فان مشاعر الإعجاب والحقد نجدها حية في كل كلمة كتبها احمد سليمان عن عبد الخالق في مذكراته الشهيرة.

    إن هذه العلاقة تذكرنا بعملية نشوء الطوطم والتابو الفرويدية. حيث قتل الأبناء أباهم الكلى القدرة والنموذج والمثال؛ بتأثير من الغيرة والضعف؛ ثم عادوا بعد ذلك وندموا وقدسوه. إن احمد سليمان الذي قدر عبد الخالق وانبهر به؛ لم يستطع أن يبقى طويلا في الصف الثاني؛ وهو بشخصيته النرجسية حاول أن يبلغ مقامه وان يتجاوزه؛ حاول ان يكون "الحوار الغلب شيخه". لكنه لما عجز عن ذلك قتله. قتله بالوشاية والتحريض فعليا؛ ثم بعد ذلك حاول أن يقتله أدبيا وسياسيا في مذكراته آنفة الذكر.

    إن الانبهار والغيرة والعجز هي المحاور الأساسية التي يجب أن نبحث فيها في أي محاولة لتفسير كراهية احمد سليمان لعبد الخالق محجوب. إلا انه إذا كان عباد الطوطم البدائيين قد عادوا وندموا على فعلتهم؛ فان عابد الطوطم الحديث احمد سليمان قد صغر قامة عنهم؛ وسدر في غيه ؛ مغطيا على آثامه بالحديث عن توبة لله مصطنعة؛ وهداية كاذبة.

    اننا نورد إشارة أخرى؛ تأتي من مواقع الود والاحترام؛ تذكر دور عبد الخالق وسط معاصريه من الطلاب ؛ يدلى بها مرتضى احمد إبراهيم ؛ في رسالة للتجاني الطيب؛ حيث يكتب:
    " وإني لأذكر عندما تخرجنا من ثانوية أم درمان في عام 946 ؛ وهو أيضا عام نهاية حقبة من التعليم العالي في البلاد ؛ وبدء مرحلة في الكفاح الوطني من اجل الاستقلال. فيومذاك فضلت أنت ومجموعة ممتازة من خيرة أولاد الدفعة الرحيل الى مصر؛ لمواصلة العلم والمعرفة؛ وكظاهرة احتجاج وتمرد علمي ضد المستعمرين. وكان على راس تلك المجموعة الفريدة أول الدفعة دون منافس؛ ورائدها ومعلمها ومحبوبها؛ وصديق جميع أفرادها الشهيد عبد الخالق محجوب ." (مرتضى احمد ابراهيم . الميدان 16/4/1987)

    إن عبد الخالق لم يصبح ماركسيا ملتزما إلا في مصر. لكن ما يحكيه احمد سليمان من تنظيمه لمحاضرات عن المادية التاريخية في المدرسة؛ يوضح وجود هذا الاتجاه لديه قبل السفر. وعبد الخالق نفسه يروى عن تأثير كتاب ستالين: المسالة الوطنية ومسالة المستعمرات عليه؛ والذي تداوله العديد من الطلاب والمثقفين في ذلك الحين. ومما لا ريب فيه إن عبد الخالق قد كان على صلة ما بإحدى الحلقات الثقافية الماركسية التي بدأت في الظهور منذ منتصف الأربعينات في الخرطوم ؛ لكن من المؤكد أن نشاط عبد الخالق التنظيمي الفعلي في صفوف الحركة الشيوعية قد بدا في القاهرة؛ مما سنعالجه لاحقا .

    إن عبد الخالق قد انضم للحركة الشيوعية من مواقع الوطنية السودانية ؛ في اكثر صورها الثورية والمتطرفة. إن عبد الخالق نفسه يحكى عن ذلك ويسرد تجربته فيقول :
    " في نهاية الحرب العالمية الثانية؛ حينما دب الوعي الوطني في أرجاء بلادنا؛ انتظمت كغيري من الطلبة المتحمسين لهذه الحركة؛ يحدوني أمل هو المساهمة في تخليص بلادي من النير الاستعماري. تحدوني حالة الفقر والبؤس التي كان وما يزال يحس بها جميع المواطنين المتطلعين إلى مستقبل مشرق ملئ بالعزة والكرامة. وقد علقت الآمال حينذاك على زعماء حزب الأشقاء في تحقيق تلك الأهداف التي آمنت بها. وهكذا وبهذه الآمال العريضة ودعت وفد السودان في مارس من عام 1946.

    ولكن هذه الآمال العراض والأماني الحلوة بدأت تتضاءل أمام ناظري. ففي القاهرة وبعيدا عن أعين السودانيين دب التراخي في بعض هؤلاء الزعماء؛ واستسلموا للراحة الشخصية. وفي غمار هذه الحياة الجديدة تناسى هؤلاء الزعماء ما قالوه بان قضيتنا (لا يحلها الذين ودعونا في الخرطوم واستقبلونا في القاهرة). وصلوا وكانت تصريحاتهم بان قضية السودان سوف يحلها صدقي الأمين ؛ والنقراشى الأمين ؛ وعبد الهادي الأمين. تسائلت ضمن عدد من الشباب الحر؛ لماذا يتنكر الرجال لما قالوه بالأمس؟ ما هو السر في هذه التحولات التي طرأت على الزعماء ولا يدرى الشعب كنهها؟

    بمجهودي المتواضع؛ وحسب حدودي الفكرية؛ اتضح لي أن هؤلاء الزعماء لا يحملون بين ضلوعهم نظرية سياسية لمحاربة الاستعمار. وانهم ما أن دخلوا مجتمع متقدم ومعقد كمصر؛ حتى صرعتهم النظريات المتضاربة؛ فاصبحوا يتقلبون كما تشاء مصالحهم. عرفت أن الاستعمار له نظريته السياسية التي يحارب بها الشعوب الضعيفة. وان هذه النظرية نشأت على تطور الرأسمالية الأوروبية منذ القرن الخامس عشر. وإذا كان لشعبنا المغلوب على أمره ان يتحرر؛ فلا بد أن يسير على هدى نظرية توحد صفوفه وتصرع الاستعمار؛ على هدى نظرية تسلط أضؤاءها على كل زعيم أو متزعم؛ ولا تترك له الفرصة لجنى ثمار جهاد الشعب لنفسه؛ على هدى نظرية سياسية تخلص الشعب من الجهل والكسل الذهني؛ الذي يتركه كقطع الشطرنج تحركه أيدي الزعماء أينما شاءت.

    لقد هداني هذا الجهد المتواضع إلى النظرية الماركسية. تلك النظرية السياسية التي نشأت خلال تطور العلم؛ والتي تقوم على إعتبار السياسة والنضال من اجل الأهداف السياسية علما يخضع للتحليل. ولأول مرة عرفت أن الاستعمار ليس شيئا أبديا؛ وانه كبقية الأنظمة خاضع للتطور؛ أي انه سينتهي ويحل محله نظام جديد.

    وهكذا عرفت أن جميع الزعامات السياسية التي لم تهتد إلى هذا التحليل العلمي للاستعمار؛ واكتفت بإثارة العواطف ضد (الأجانب) ؛ لم تصل إلى أهدافها؛ ولم يجن الشعب المؤيد لها ما كان يصبو إليه. أسماء كثيرة تحضرني؛ سعد زغلول وغاندي ومصطفي كمال اتاتورك وكذا. واقتنعت بان زعماءنا يسيرون في نفس الطريق؛ وأننا لن نجني من ورائهم اكثر مما جنت الشعوب الأخرى ؛ التي سارت وراء تلك الأسماء" (عبد الخالق محجوب: <<كيف أصبحت شيوعيا>>. جريدة الأيام 5/10/1954 العدد 306)

    ان هذا المدخل الوطني قد كان هو المدخل الأساس الذي ولج به عبد الخالق ساحة الفكر الماركسي وارتبط عن طريقه بالحركة الشيوعية. إلا أن هناك مداخل أخرى؛ من بينها المدخل الثقافي. إن عبد الخالق الطالب المتفوق وكاتب المواضيع الإنشائية المتميزة والنشيط في الجمعية الأدبية؛ والقاري النهم للأدب الإنجليزي حتى صارت مقررات كلية غردون " تتراجع خجلا أمام حصيلته من ذلك الأدب "؛ والمتبحر في الأدب العربي القديم والتيارات الأدبية والنقدية النامية في مصر والعالم العربي خلال فترة الثلاثينات والأربعينات؛ قد كان مصابا بعطش ثقافي وجوع فكرى و بحث منهجي حكم العديدين من بنات وأبناء تلك الفترة؛ وقد كان هذا هو مدخله الثاني إلى النظرية الماركسية ؛ فلنقرأ ما كتبه عن ذلك :
    " وكشخص وضعته الحياة لا كزارع او صاحب أملاك؛ بل كمتعلم نال بعض التعليم المدرسي؛ كان لا بد لى كغيري أن أقوم بجهد لأنال شيئا من الثقافة ينفعني في تطوير فكرى وتوسيعه. لم اكن اهدف إلى أي ثقافة؛ ولكن الثقافة التي تعطى تفكيرا غير مضطرب أو متناقض للظواهر الطبيعية والاجتماعية. إن الكثيرين يقرون أن الثقافة الغربية ينقصها الانسجام؛ وهى مضطربة لا استقرار لها؛ وليس أدل على هذا الاضطراب من تزعم الفلسفة الوجودية لهذه الثقافة.

    ان النظرية الماركسية تمتاز بالتناسق؛ ولأول مرة تضع قيما عالمية للأدب والتاريخ والفن والفلسفة؛ مما كنا نعتقد أيام الدراسة أنها بطبيعتها لا يمكن أن تكون لها قيم او تشتملها قواعد؛ وإلا فقدت طبيعتها. إنني كشخص يحاول تثقيف نفسه وجدت في النظرية الماركسية خير ثقافة وأنقى فكرة ". (المرجع السابق)

    لا ريب أن الحديث عن النظرية الماركسية كنظرية خالية من التناقض ؛ قد كانت نظرة رومانسية سادت كثير من مثقفي ومفكري اليسار في تلك الفترة؛ وقد يكون هذا مبررا بمستوى الوعي السائد وقتها؛ والتعتيم والدوغماتية التي أضفتها المصادر الستالينية على معضلات وحوارات ومرجعيات الفكر الماركسي . إلا أن ما يطرحه عبد الخالق هنا؛ هو قضية البحث عن منهج؛ عن أدوات وآليات جديدة للفكر؛ وعن إعمال هذه المنهجية والأدوات في العمل السياسي والاجتماعي والثقافي. وهى منهجية كما أشار عبد الخالق بحق كانت مفتقدة في الساحة السودانية حينها؛ ولا تزال الحياة العامة السودانية تفتقدها في كثير من مجالات الحياة المعاصرة. إن عبد الخالق وحتى في هذه الفترة المبكرة يميل إلى الحديث عن الماركسية كعلم؛ وكأدوات؛ وليس كنظرية شاملة تقترب من حدود الدين الجديد؛ كما تتمظهر في كتابات القادة والنشطاء الاستالينيين لتلك الفترة.

    إن عبد الخالق في موضع آخر يوضح إن الماركسية والنظرة الاشتراكية في السودان قد كانت بديلا وتجاوزا لمدرستين فكريتين وأدبيتين؛ يرصدهما في التالي:
    " مع نشوء الحركة الوطنية في بلادنا وخاصة في الأربعينات ؛ سارت إلى جنبها حركة ثقافية ترجع أصولها إلى ما قبل الحركة الوطنية بكثير؛ ولكنها لمعت وتوهجت مسايرة للحركة الوطنية. وكان يتجاذب تلك الحركة تياران أو مدرستان؛ أحدهما تنادى بالرجوع إلى الماضي العربي وتراثه والتقيد به؛ تربط نفسها بالماضي وتنظر إلي الوراء ولا ترى المستقبل؛ وتحافظ ولا تتقدم؛ تتحسر على ما مضى ولا ترى البشائر المرتقبة ولا تفكر فيها. وكانت المدرسة الثانية يبهرها تقدم أوربا الغربية؛ وتشعر بضآلة شرقنا تجاهها؛ فشدت نفسها نحو الغرب ؛ فعاشت بجسدها في ارض الوطن؛ وبعقلها وعواطفها في الغرب". (عبد الخالق محجوب : << دفاع أمام المحاكم العسكرية 1959>>؛ نقلا عن كتاب "ثورة شعب")

    إن هاتين المدرستين قد وجدتا ممثليهما على ارض الثقافة السودانية؛ ووسط مثقفي وسط وشمال السودان المهيمنين حينذاك. إن المدرسة المحافظة الأولى قد أنتجت فيما بعد السلفية والأصولية؛ بينما أنتجت الأخرى الإنجليز السود؛ من البيروقراطيين اليمينيين.

    إن عبد الخالق يذكر أسباب رفضه للمدرسة التقليدية المحافظة فيكتب :
    "فالشرق العربي قد توقف عن التطور أحقابا من الزمان؛ تبدلت فيه معالم كوكبنا؛ وشارفت فيه البشرية مشارف جديدة؛ واندفع الإنسان خطوات واسعة في سبيل التحرر من الحاجة؛ في سبيل السيطرة على قوانين الطبيعة. والرجوع إلى الماضي يعنى دفن الرؤوس في الرمال والتخلف؛ وهو أمر لا يمكن حدوثه في عالم اليوم. وثقافة الأمس وحدها لن تصلح للمجتمع الحديث؛ ولن تحل مشاكل الرجل الحديث المادية والروحية". (المرجع السابق)

    من الجهة الأخرى يرفض عبد الخالق الثقافة الغربية الكلاسيكية ؛ أي الثقافة الليبرالية "الرأسمالية"؛ والتي تتحدث عن قيم الحرية والخير والجمال؛ لكنها انبتت الاستعمار؛ وضاقت الشعوب التي اكتوت بنار ممثليها الاستعماريين الضنك والعذاب؛ فيقول :
    " فالحديث عن الجمال والحرية ؛ وهى أسمى ما تهدف إليه الفنون والمعرفة؛ يسايرها القهر والاستعباد للشعوب؛ ومن ضمنها شعبنا. والدفاع الجاد عن حرية الرأي؛ يطبقه حملة الثقافة الإنجليزية نظاما تعسفيا قائما على مصادرة كل رأى معارض؛ ونابعا عن إرادة هي ابعد ما تكون عن إرادة الشعوب. فإذا كان أحفاد ال"ماجناشارتا" وورثة الحرية والانطلاق من عهد شكسبير انطلقوا يشوهون قيم الحرية والجمال في بقاع العالم؛ فلا بد أن يكون هناك داء عضال أصابهم وثقافتهم في الصميم". (المرجع السابق).

    ان عبد الخالق برفضه للنظرة التقليدية المحافظة؛ وبنقده للمدرسة الليبرالية التغريبية؛ رغم تسطيحه لمكونات الثقافة الغربية وتياراتها وصراعاتها؛ وفي نفس الوقت برفضه للتجريبية والتناقض في مسيرة الزعماء السياسيين؛ كان لا بد أن يصل إلي النظرة الماركسية؛ وهى البضاعة الفكرية الوحيدة المتيسرة حينها؛ في مقابل المدارس السابقة المذكورة؛ وهو يلخص ذلك فيقول:

    "إن تجربتي البسيطة توضح أنني لم اتخذ النظرية الماركسية لأنني كنت باحثا عن الأديان؛ ولكن لأنني كنت وما زلت أتمنى لبلادي التحرر من النفوذ الأجنبي؛ أتمنى وأسعى لاستقلال بلادي وإنهاء الظروف التي حطت علينا منذ عام 1898؛ أتمنى وأسعى لإسعاد مواطني؛ حتى تصبح الحياة في السودان جديرة بان تُحيا. ولأنني أسعى لثقافة نقية غير مضطربة؛ تمتع العقل وتقدم البشرية إلي الإمام في مدارج الحضارة". (<<كيف أصبحت شيوعيا>> مرجع سابق..)
    ________________________________________________________________

    عبد الخالق في مصر أو
    مدرسة العمل السياسي الأولى:

    بالمداخل السابقة ولج عبد الخالق أبواب العمل اليساري. وكان ولوجه إليه في مصر؛ حيث انتسب بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول؛ والتي سيغير اسمها فيما بعد إلى جامعة القاهرة؛ والتي قضي بها ثلاثة أعوام؛ قبل ان يقطع دراسته بسبب المرض ويعود إلى السودان.

    ان عبد الخالق وبعد فترة قصيرة من وصوله إلي القاهرة سيصبح كادرا قياديا في الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو)؛ كبرى تنظيمات الحركة اليسارية والماركسية المصرية حينها. ويذكر احمد سليمان إن عددا من قادة تلك الحركة قد اعترضوا على هذا التصعيد السريع لعبد الخالق؛ لأسباب منها صغر سنه وقلة خبرته. ولكن هنرى كوريل؛ الماركسي المصري ذو الأصول اليهودية؛ والزعيم الفعلي للحركة؛ قد رأى في عبد الخالق ملامح عبقرية قادمة؛ حيث قال لهم " اتركوه فان لهذا الشاب مستقبل عظيم في الحركة الشيوعية وفي الحياة السياسية في السودان".

    إن احمد سليمان يحاول كعادته أن يضفي أهمية خاصة على اهتمام هنري كورييل بعبد الخالق؛ ولتأثر عبد الخالق بهنرى كورييل في التفكير والسلوك. ولكن أحد الكتب التي تحدثت عن هنرى كورييل وصفته بأنه " ماركسي أممي على النمط الستالينى؛ وبإمكانيات فكرية متوسطة". وفي الحقيقة فان الحركة الديمقراطية (حدتو) قد صعدت الكثير من الكادر الشعبي؛ العمالي والفلاحى ؛ والنوبي والسوداني؛ إلي مواقع قيادية بتنظيمها؛ وذلك قبل ظهور عبد الخالق. لذا فان موقع عبد الخالق في قيادة ذلك التنظيم قد أهلته له إمكانياته؛ إضافة إلى الطبيعة الديمقراطية لذلك التنظيم في مجال سياسة الكادر وخلق القيادات.

    في مصر ؛ تلقى عبد الخالق تدريبه النظري والعملي ؛ والذي انعكس فيما بعد في نشاطه العملي في السودان؛ إن إبراهيم زكريا يسرد شيئا من ذلك في مذكراته عن مرحلة تأسيس الحزب ؛ حيث يكتب:
    " في هذا الجو وفي المراحل الأولى زارنا في عطبرة الشهيد عبد الخالق محجوب أثناء عطلته المدرسية وكان يدرس في مصر. وقضى معنا فترة من الوقت كانت بحق حجر الزاوية في إقامة وتنظيم الفرع. منه ازدادت معارفنا بمبادئ الماركسية؛ ومنه عرفنا تجارب العمل الحزبي في مصر(حيث كان عضوا قياديا في الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني) ؛ ومنه أيضا خبرنا أسس العمل النقابي". ( إبراهيم زكريا << مذكرات حول تأسيس الحزب الشيوعي>> مجلة الشيوعي؛ العدد 152)

    في نفس الوقت ؛ أنجز عبد الخالق المرحلة الأساس من تأسيسه النظري؛ بإنجازه لقراءات ماركسية متنوعة؛ كما ساهم في تحرير الصحافة الماركسية العلنية منها والسرية؛ وترجم كتاب "الأدب فى عصر العلم" ‏للكاتب الانجليزى هيمان ليفى؛ كما شارك في خضم الصراع السياسي الدائر؛ سواء بين مجمل القوى الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزي والرجعية المصرية من جهة؛ أو في الصراعات الفكرية والسياسية بين القوى الوطنية واليسارية نفسها؛ من الجهة الأخرى.

    إن رفعت السعيد في كتاباته لتاريخ الحركة اليسارية المصرية يوضح بان عبد الخالق كان يشكل تيارا راديكاليا وسط كوادر الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو)؛ وأنه كان يردد مقولة لينين بان الحزب يقوى بتطهير نفسه من العناصر الضعيفة. ولذلك فقد كان ضد كل محاولات التساهل والوحدة الشكلية مع العناصر –التي يراها ضعيفة – داخل حدتو؛ او في العلاقات مع غيرها من منظمات اليسار المصري المتعددة حينها.

    إن هذا النهج سيتواصل داخل السودان؛ وسوف تظهر الروح الصدامية لعبد الخالق في مختلف الصراعات والاختلافات التي جرت في صفوف الحركة الشيوعية منذ رجوعه إلى السودان في العام 1949وحتي استشهاده في عام 971.

    إن إخلاص عبد الخالق؛ ومجمل الشيوعيين السودانيين؛ للمرحلة المصرية؛ يمكن أن نجده في صورة رمزية ؛ في تسمية صحيفة الجبهة المعادية للاستعمار؛ والحزب الشيوعي من بعد؛ ب"الميدان" ؛ والتي أخذت اسمها من اسم مكتبة الميدان؛ والتي كانت تملكها حدتو في القاهرة؛ وكانت المصدر الأساس للثقافة والتكوين الفكري لذلك الرعيل الأول من الماركسيين السودانيين في مصر آنذاك .
    ____________________________________________________________________________
    سنوات 1949-1964
    او بزوغ قائد من طراز جديد:

    أن عبد الخالق ؛ بعد رجوعه إلى السودان نهائيا؛ عام 1949؛ بعد إصابته بداء الصدر؛ وعلاجه في مستشفي العباسية؛ قد أنجز تحولا نوعيا في داخل الحركة الماركسية الوليدة داخل السودان. إن عبد الخالق والذي قد أتى في إجازتين ؛ في عامي 1947 و 1948؛ كان قد خاض مع غيره؛ صراعا ضد ما أسموه بالاتجاه الذيلى داخل الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو)؛ والتي كانت قد تأسست عبر توحد الحلقات الماركسية السودانية عام 1946؛ والذي وفقا لهم حصر نشاطها ضمن نشاطات أحزاب الطبقات الوسطى.
    ويزعم مؤرخو الحزب الشيوعي السوداني؛ انه رغم وجود الحركة كتنظيم؛ إلا أن قيادتها قد اخفت ذلك الوجود المستقل؛ وكانت تعمل كعناصر متطرفة من داخل أحزاب الطبقة الوسطى(الاتحاديين أساسا وحزب الأشقاء تحديدا). ان البعض قد رأي في ذلك الصراع بعضا من شوفينية العناصر الشمالية داخل الحركة؛ والتي لم تطق أن تعمل تحت قيادة عنصر من أصول نوبية وجنوبية؛ وهى الأصول التي انتمى إليها عبد الوهاب زين العابدين عبد التام؛ أول سكرتير عام للحركة؛ وابن زين العابدين عبد التام؛ أحد نشطاء وقواد ثورة العام 1924. إننا لا نملك من الحيثيات ما يؤكد أو ينفي هذا الزعم.
    على كل حال فان صراع العام 1947 قد افرز بناء أول لائحة للحركة؛ وصعود عوض عبد الرازق إلي قيادة التنظيم؛ وصعود عبد الخالق ومناصريه إلى قوام اللجنة المركزية. كما شهد ذاك العام بداية توجهات الحركة الجادة تجاه العمال؛ حيث أنجز عبد الخالق زيارتين لمدينة عطبرة؛ مركز الحركة العمالية الناهضة.
    إن هذا الجهد مربوطا بوجود النواة اليسارية وسط العمال؛ قد افرز مع عوامل أخرى؛ بناء أول تنظيم نقابي جماهيري في تاريخ السودان؛ وهو هيئة شؤون عمال السكة الحديد ؛ في عام 1947؛ وهى التي سيكون للماركسيين الدور الكبير في إنشائها وفي قيادتها فيما بعد؛ وان لم يكن هو الدور الوحيد؛ حيث ساهم في إنشائها بنفس القدر؛ وخصوصا في مراحلها الأولى؛ الاتحاديين و"شيوخ العمال".
    إن هذه الهيئة - النقابة؛ ستصبح الدعامة الأولى والنموذج المحتذى لبناء كل الحركة النقابية لجماهير العمال والموظفين والمزارعين؛ وكذلك لحركة النساء والشباب والطلاب؛ في نهاية الأربعينات من القرن الماضي .
    في العام 1949؛ تفجر الصراع الثاني داخل الحركة (حستو)؛ والذي كان من نتيجته إبعاد عوض عبد الرازق عن قيادة التنظيم؛ واختيار عبد الخالق سكرتيرا عاما للحركة؛ وهو الموقع الذي سيحتله؛ حتى استشهاده في العام 1971. إن هذا الصراع قد أُرخ له في الحزب الشيوعي بأنه صعود الجناح الثورى لقيادة التنظيم. كما رأى فيه خصوم وأعداء عبد الخالق العلامة الأكيدة على نزعاته التسلطية؛ كونه انقلب على حليف الأمس.
    إننا نعتقد ان هذا الصراع؛ رغم دواعيه الفكرية والسياسية والتنظيمية؛ والتي رصدتها مصادر التأريخ للحركة اليسارية السودانية؛ من مختلف الاتجاهات؛ إلا انه كانت له مبرراته في طبيعة شخصية كل من القائدين: عوض عبد الرازق وعبد الخالق محجوب.
    إن هاتان الشخصيتان؛ تعبران بشكل ما عن تيارين في العمل الفكري و السياسي حينها. فعوض عبد الرازق الذي أتى للماركسية من صفوف الحركة الاتحادية؛ ومن مواقع العمل الجماهيري؛ قد كان يمثل نمط الزعيم الجماهيري الشعبي؛ المائل للعمل الخطابي والذي يرى ذاته فيه؛ والذي يتجاوز الاختلافات الفكرية في ظل الاتفاق السياسي؛ وفي نفس الوقت لا يولى القضايا التنظيمية اهتماما كبيرا. انه عبر بامتياز عن نمط القيادة الخطابية الجماهيرية التى كانت موجودة في أوساط الاتحاديين؛ والتي عبرت عنها بجدارة زعامة إسماعيل الأزهري.
    أما عبد الخالق فقد كان مفكرا ومنظما؛ ممن بدأ حياته السياسية في الحركة الشيوعية. إن إمكانيات عبد الخالق الخطابية لن تتبلور وتظهر إلا في فترة متأخرة نسبيا؛ إلا إن قدراته النظرية والتنظيمية ستظهر من البداية. وفي مقابل النفوذ الجماهيري الزعامي للقائد التقليدي (الكاريزمي)؛ سعى عبد الخالق الى بناء النفوذ التنظيمي للحزب ومؤسساته.
    إن هذه الاختلافات التي تبدو للوهلة الأولى اختلافات في المزاج وفي القدرات؛ إنما تعبر في الحقيقة عن مؤسستين مختلفتين للقيادة؛ مؤسسة القيادة التقليدية الجماهيرية الزعامية؛ ومؤسسة القيادة الحزبية الفكرية – التنظيمية. إن انحياز كوادر حستو في هذا الصراع لعبد الخالق إنما كان اختيارا للمؤسسة الأخيرة ؛ الأمر الذي سيلقى ظلاله على مجمل تطور الحركة الشيوعية في السودان لربع قرن تقريبا؛ وهى فترة قيادة عبد الخالق الفعلية للتنظيم الشيوعي السوداني(1949-1971) .
    لهذا نزعم؛ أن الحزب الشيوعي السوداني؛ ورغم نجاحه في بناء حركة جماهيرية ديمقراطية مستقلة عن القوى التقليدية وواسعة نسبيا ( النقابات اساسا)؛ إلا انه ظل وبقى حزبا للكادر؛ لا حزبا جماهيريا؛ وقد كان موليا الالتزام التنظيمي والاقتناع الأيديولوجي – لا بالبرنامج فقط وإنما بمجمل النظرية – اهتماما كبيرا . إن القاري لكتاب عبد الخالق محجوب << لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني>> ؛ والمكتوب في عامي 1960-1961؛ والذي يعرض طرفا من مبررات صراع العامين 1947-1949؛ يجد مجمل منهجه –في بناء الحزب - مسطرا بصورة جلية هناك .
    إننا في حديثنا عن شخصية عبد الخالق؛ وعن بزوغ نجم قيادة جديدة؛ لا يمكننا أن نتجاهل الاتهامات الموجهة لعبد الخالق بحب القيادة؛ وبتصفية كل العناصر التي يمكن أن تهدده في موقعه القيادي؛ والتي يصر عليها احمد سليمان في كتاباته.
    ورغم أن الطبيعة الستالينية للحركة الشيوعية في وقتها؛ وسيادة مؤسسة القيادة الأبدية فيها؛ قد تكون ذات تأثير على شخص عبد الخالق وتصوراته للقيادة؛ كما ان ضعف الآليات الديمقراطية في التنظيمات العقائدية لحل خلافاتها دون انقسامات وأبعاد وتصفية ؛ قد تكون ذات اثر في مجمل الصراعات المدمرة التي عرفتها تاريخ الحركة الشيوعية العالمية ؛ والتي اكتوت بنارها أيضا هذه الحركة في السودان؛ إلا إن واقع الحال يبرهن على ضعف هذه الاتهامات؛ وعلى خطأ طابعها المطلق.
    إن وقائع التاريخ تثبت أن عبد الخالق – رغم كل صداماته وصراعاته - كان يسعى لنمط من القيادة الجماعية ؛ وفق توزيع جيد للأدوار وفق المقدرات الكامنة في القيادات والاحتياجات الملحة للتنظيم. إننا في الفقرات التالية نقدم بعض ما يثبت اعتقادنا هذا.
    ان التنظيم الجماهيري الديمقراطي الذي أنشأه الشيوعيون في نهاية العام 1953؛ باسم الجبهة المعادية للاستعمار ؛ والذي استمر نشاطه حتى العام 1958؛ قد كان في قيادته عبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة ؛ والذي ظل سكرتيرا عاما لذلك التنظيم وحتى انقلاب الفريق إبراهيم عبود في 17 نوفمبر 1958؛ وحل التنظيم ؛ كما إن عبد الخالق لم يكن من مرشحي ذلك التنظيم للانتخابات البرلمانية التي دخلها ذلك التنظيم.
    إن تقدير عبد الخالق لرفاقه القياديين قد تجلى في تقديره العظيم لشخصية الشفيع احمد الشيخ ؛ القائد العمالي الأشهر بلا منازع في تاريخ الحركة النقابية السودانية. ان عبد الخالق في كتابه: <<لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني>>؛ وفي دفاعه أمام محكم عبود العسكرية؛ يذكر كيف أن الطبقة العاملة أقامت تنظيمات تتكسر على وحدتها كل المؤامرات؛ وانه مما يشرفه معرفته برجال عظام مثل الشفيع احمد الشيخ ؛ بنوا لطبقتهم وشعبهم المجد (النص بتصرف ؛ حيث لا يحضرني الأصل هنا) .. إن أي قائد -يمنيى أو يساري-؛ في تاريخ السودان؛ لم يتحدث عن رفيق له؛ من موقع قيادي؛ بمثل هذا الاحترام والتقدير والحب.
    ثم ما لنا نذهب بعيدا والحزب الشيوعي (وعبد الخالق شخصيا) قد رشح احمد سليمان لتولى مقعد الحزب الرسمي في وزارة أكتوبر الأولى؛ في حين لم يسع عبد الخالق لاحتلال ذلك المنصب. كما ان عبد الخالق بعد الثورة وإجراء أول انتخابات برلمانية بعدها؛ قد اختار لنفسه خصما صعبا لينزل أمامه مرشحا عن الحزب الشيوعي؛ ألا وهو الرئيس إسماعيل الأزهري؛ بما له من تاريخ ونفوذ وشعبية؛ في مهمة هي أشبه بالمستحيلة.
    فإذا كان عبد الخالق يتملكه حب الزعامة ويبحث عن القيادة بأي ثمن ؛ أما كان من الأجدى والأسهل له ان يرشح نفسه بدائرة أخرى ؛ يضمن له الفوز فيها ضعف مرشحها أمامه ؟
    قد يقول قائل في هذا الصدد؛ وقد قيل؛ ان عبد الخالق لم يختر نفسه لتمثيل حزبه في وزارة أكتوبر؛ ودفع بأحمد سليمان لأنه لم يرد ان يحترق سياسيا؛ وهو الذي كان يعرف ان هذه الوزارة لن تدوم طويلا؛ ولذلك لم يشأ أن يكون فيها كبش فداء؛ وهو زعيم الحزب الذي كان يتوقع لنفسه ولحزبه مستقبلا كبيرا.
    والرأي أعلاه في عمومه منطقي ؛ ولكنه في الواقع يتجاهل واقع الحياة السياسية السودانية والتي احتل فيها الساسة الوزارات ورئاسة الوزارات مرات عديدة وفي ظل حكومات مختلفة؛ ولم يحترقوا؛ أو لم يشاءوا أن يعترفوا بهذا الاحتراق. من جهة اخرى فان عبد الخالق وفي ظل اكثر الظروف ملائمة لم يسع لمنصب وزاري أو حكومي ؛ بل أن وزارة هاشم العطا المقترحة؛ والتي نسبوا هندستها إليه؛ قد ضاقت عن ان تجد له فيها مؤطئ قدم.
    إننا نعتقد ان أفق هذا الرجل ومفهومه للقيادة قد كان أوسع كثيرا؛ من مفاهيم الزعامة التقليدية ممثلة في احتلال المناصب سواء داخل الحزب أو في المناصب الحكومية.
    الاتهامات لعبد الخالق بالديكتاتورية ؛ لم تأت من طرف احمد سليمان ومعاوية إبراهيم ومجموعتهما؛ بل قد سبقهما فيه الكاتب صلاح احمد إبراهيم ؛ حيث وصف عبد الخالق بلقب انانسى ؛ أي إله القبيلة. كما أن عدد من الاتهامات لعبد الخالق تركز على ضيقه بالرأي الآخر داخل الحزب؛ وسعيه لتشويه وتحطيم حملة هذا الرأي؛ كما جاء في شهادة فاروق محمد إبراهيم .
    ان هذا الرأي يجد ما يناقضه ضمن وقائع الصراعات داخل الحزب الشيوعي. ففي أثناء الصراع الذي نشب عام 1952؛ رفض الكادر الفني لجهاز الطباعة الحزبي ان يطبعوا وجهة نظر قادة الجناح المناؤي لعبد الخالق في أدبيات الحزب الداخلية؛ وذلك لأنها احتوت حسب رأيهم على تجريح وتهجم على قيادة الحزب؛ فكان أن أقنعهم بتغيير رأيهم وطبع ما فيها؛ لدواعي حسم الصراع وتطوير الحزب؛ ... عبد الخالق محجوب! (من مذكرات عباس على حول مرحلة تأسيس الحزب الشيوعي؛ مجلة الشيوعي؛ العدد 153؛ العام1987)
    إلا إن المظهر الأكبر المناقض لهذه الاتهامات؛ يكمن في إن المؤتمر التداولي لكادر الحزب الشيوعي والذي انعقد في أغسطس 970 ؛ والذي حسم الصراع وللخلاف داخل الحزب ما بين جناحي عبد الخالق محجوب ومعاوية إبراهيم؛ قد ناقش وثيقتين طرحتا على عضوية الحزب وعلى المؤتمر(وثيقة عبد الخالق ووثيقة معاوية)؛ الأمر الذي اعترض عليه بعض أعضاء الحزب باعتباره خروجا على تقاليد الحزب والحركة الشيوعية واللائحة؛ حيث يجب ان تقدم وثيقة الأغلبية (القيادة) فقط. وفي الحقيقة فانه في طول تاريخ الحركة الشيوعية – من العام 1921إلى العام 1990؛ حاكمة كانت أم معارضة؛ لم يسمح للأقلية ان تقدم رأيها وتصورها مكتوبا ومطبوعا ومنشورا على كافة العضوية؛ على قدم المساواة مع تقرير سكرتير الحزب والأغلبية.
    إننا بهذه القراءة السريعة لا ننفي جملة وتفصيلا هذه الاتهامات؛ وإنما نزعم بأنها لا تتفق مع شخصية عبد الخالق والدور الثوري الذي رآه لنفسه وحزبه. إننا لا نذهب كذلك إلي ما قاله الناقد والقاص بشرى الفاضل ؛ والذي يرى أن في كل إنسان قوقعة من الذاتية تصغر أو تكبر ؛ وان الإنسان الكبير هو الذي يضغط هذه القوقعة في داخله إلي حدودها الدنيا؛ ويزعم بشرى الفاضل ان عبد الخالق محجوب كان من القليلين الذين يملكون اصغر قوقعة من الذاتية في الحياة السياسية والفكرية في السودان (من ندوة بجامعة الخرطوم –قاعة الشارقة – 1985) . ولكننا في كل الحالات نرى في عبد الخالق إنسانا اعظم قامة وأوسع أفقا واكثر انسجاما مع نفسه من مجموع كل منتقديه .
    رجوعا مرة أخرى إلى مرحلة التأسيس؛ فإننا نرصد أن عبد الخالق في سنوات الخمسينات قد مارس نشاطه على جبهتين: نشاطا وطنيا عاما؛ من خلال مشاركته في النشاط الوطني التحرري العام؛ ومن خلال مشاركته في النشاط الجماهيري لحزب الجبهة المعادية للاستعمار؛ وقد كان في مجمله نشاط صحفيا وخطابيا وجماهيريا؛ ونشاطا حزبيا تجلى في تزعمه للتنظيم الشيوعي السري وقتها؛ وفي صياغته للخط النظري والسياسي والتنظيمي لذلك التنظيم؛ والذي تكرس في قيام مؤتمريه الثاني والثالث؛ في عامي 1952و 1956.
    في هذا الإطار ؛ فقد لعب عبد الخالق دورا رئيسيا في تأهيل ذلك التنظيم لان يخرج للعلن كحزب سياسي معترف به. هذا الدور نجده في محاولة إضفاء الصفة القانونية علي التنظيم؛ في مطالبة عبد الخالق لرئيس الوزراء في العام 1957؛ بالسماح بتكوين حزب شيوعي سوداني؛ الأمر الذي ووجه بالرفض والتجاهل من قبل السلطات " الوطنية "؛ وفي الكتابة والنشر كشيوعي والدفاع عن الشيوعية في الصحف؛ وفي بداية طرح الحزب الشيوعي لوجهه المستقل؛ و خاصة في الندوات الجماهيرية والبيانات التي بدأ ينشرها في الصحف.
    لقد كانت أول ندوة يتحدث فيها عبد الخالق باسم التنظيم الشيوعي مباشرة في مدينة عطبره في عام 1957؛ حيث طالب بتكوين جبهة من " الاتحاديين بجناحيهم وحزب الجبهة المعادية للاستعمار والجنوبيين والشيوعيين". إن عبد الخالق سيكون طوال فترة السنوات 1949-1964 الوجه العلني الأول للتنظيم الشيوعي – غير المعترف به رسميا – . إن ضمان علنية وقانونية نشاط الحزب الشيوعي لن تتم إلا بعد ثورة أكتوبر 1964؛ والتغييرات التي أحدثتها في الخارطة السياسية آنذاك .
    في خلال فترة حكم الفريق إبراهيم عبود 1958-1964؛ ساهم عبد الخالق في نشاط الحزب الشيوعي ومجمل القوى الوطنية ضد هذا النظام؛ واصبح لفترة المطلوب الأول لجهاز البوليس السياسي وقتها. إن عبد الخالق الذي اعتقل لاحقا ؛ ونظمت له ولرفاقه محكمة باسم " قضية الشيوعية الكبرى"؛ وقد قضى فترة تتعدى العامين في السجون.
    إن محمد احمد المحجوب سيقدم صورة إيجابية عن فترة اعتقاله المشتركة مع عبد الخالق محجوب. وهو يحكى كيف انه عرف عبد الخالق جيدا في هذه الفترة؛ وكيف انه وصل إلى القناعة بان الحزب الشيوعي السوداني تحت قيادته هو حزب سوداني مستقل ؛ وان عبد الخالق قد نأى به عن أي نفوذ أجنبي؛ حيث يقول:
    "إنني اعرف عبد الخالق محجوب منذ 30 سنة كان يتحلى بنزاهة وشجاعة بالغتين وكانت الأخلاق السودانية تأتى فى الطليعة فى تفكيره السياسي. وقد ساهم كثيرا فى إيجاد توافق بين تاريخ السودان الإسلامي والآراء الماركسية الثورية. وهذا ما يجعلني دائما اصف الحزب الشيوعي السوداني بأنه حزب سوداني صرف لا يدين بالولاء لموسكو أو أي بلد شيوعي آخر فى العالم". (محمد احمد محجوب :<< الديمقراطية في الميزان>> -دار جامعة الخرطوم للنشر).
    إن النضال السياسي للحزب الشيوعي ضد نظام عبود؛ والموثق له في كتاب " ثورة شعب "؛ وغيره من المقالات والكتب؛ ودور عبد الخالق شخصيا في هذا النضال؛ قد أهلا الحزب الشيوعي لان يكون الحصان الأسود؛ في حلبة الحياة السياسية السودانية بعد ثورة أكتوبر 1964.
    _____________________________________________________________________________

    عبد الخالق غداة ثورة أكتوبر
    من زعيم حزبي إلى قائد وطني

    ان عبد الخالق الذي مارس العمل السياسي كالوجه الأول البارز للشيوعيين؛ وتحت رايات الجبهة المعادية للاستعمار؛ في طوال الفترة ما قبل الحكم العسكري؛ قد ارتفع بنضال الحزب الشيوعي ومجمل قوى اليسار إبان حكم الجنرال عبود (1958-1964)؛ ليصبح أحد قادة الحركة السياسية السودانية عشية وغداة ثورة أكتوبر 1964. إن أحد الصحفيين العالميين قد كتب من الخرطوم بعد ثورة أكتوبر قائلا: "إن في السودان ثورة اجتماعية يقودها رجل غامض يسمى عبد الخالق محجوب ".
    إن ثورة أكتوبر1964 ستطرح عبد الخالق محجوب ليس كمجرد زعيم حزبي فحسب؛ وإنما كقائد لتيار جديد ومتعاظم الأهمية في الحياة السياسية السودانية ؛ وهو ما نطلق عليه تعبير التيار اليساري. إن هذا التيار وقتها يشمل الحزب الشيوعي؛ لكنه لا يقتصر عليه؛ بل يمتد تأثيره إلي الحركة النقابية والطلابية والنسوية ؛ التنظيمات اليسارية (الاشتراكيين العرب؛ الاشتراكيين الديمقراطيين)؛ حركات قوى الريف النامية؛ حركة الضباط الأحرار؛ والعديد من الشخصيات السياسية والفكرية والعلمية الغير منضمة تنظيميا لهذه الحركات؛ ولكنها متأثرة بها ومحسوبة عليها.
    ان قوى اليسار هذه ستتأهل تحت قيادة عبد الخالق محجوب بعد ثورة أكتوبر 1964؛ لتكسر التنافس التقليدي بين حزب الأمة والاتحاديين في شمال السودان؛ بإدخال طرف جديد في حلبة الصراع السياسي. إن قوى القديم واليمين ستجتمع في مواجهة هذا البديل الجديد؛ مدعومة في ذلك بحركة الأخوان المسلمين الناشئة؛ فتقدم على أول انتهاك للقواعد الديمقراطية ونص الدستور؛ في قضية حل الحزب الشيوعي في العام 1965؛ وطرد نوابه من البرلمان. هذا الحل الذي سرى طوال الفترة الديمقراطية الثانية؛ والذي بقى مع ذلك قرارا اداريا في المقام الأول؛ لم يمنع نشاط الشيوعيين؛ أو كما عبر عن ذلك عبد الخالق شخصيا بان: " حل الحزب الشيوعي قضية لا يملكونها".
    وقد تواصل هذا النهج؛ من انتهاك القواعد الديمقراطية؛ في عدم الاعتراف بحكم المحكمة الدستورية؛ والرافض لقرار الحل؛ والحاكم بعدم دستوريته ؛ وفي تقنين الديكتاتورية المدنية تحت مشروع الدستور الإسلامي؛ كما انعكس التكتل المضاد في توحيد صفوف القوي اليمينية؛ كما جرى من توحيد حزبي الوطني الاتحادي و الشعب الديمقراطي في الحزب الاتحادي الديمقراطي؛ وفي توحيد حزب الأمة من جناحي الصادق المهدي والهادي المهدي؛ بل في محاولات إنزال مرشح واحد ممثلا لليمين؛ في الانتخابات الرئاسية المقترحة؛ والتي قطعها انقلاب مايو 1969.
    ان المتابع للأحداث السياسية طوال فترة ما بعد أكتوبر 1964 ؛ سيجد عبد الخالق مشاركا في كل الأحداث والنشاطات الوطنية ؛ ومبادرا في توحيد وتجميع التيار اليساري والاشتراكي. فنجده مساهما في مؤتمر المائدة المستديرة لحل قضية الجنوب وإيقاف الحرب الأهلية (مارس 1965)؛ واحد قواد هيئة الدفاع عن الديمقراطية (1965)؛ وهيئة الدفاع عن الوطن العربي (1967) ؛ وعضوا أساسيا في اللجنة التمهيدية لوضع ميثاق الجبهة الاشتراكية (196 ؛ وغيرها من النشاطات. إننا لا نجانب الحق إذا قلنا أن عبد الخالق محجوب قد اصبح رمزا وقائدا لكل قوى الجديد التي خرجت عن الولاء للطائفية؛ واتجهت صوب اليسار؛ والتي ارتفع صوتها عاليا بعد ثورة أكتوبر 1964.
    ان عبد الخالق والذي كان في رأينا مدركا لدوره هذا؛ قد سعى إلي تقنينه من خلال الانتخابات البرلمانية. وفي هذا فقد ترشح ثلاث مرات عن دائرة ام درمان الجنوبية الجغرافية؛ المرة الأولى ضد إسماعيل الأزهري ؛ والمرة الثانية والثالثة ضد احمد زين العابدين ؛ الرجل القوى للاتحادي الديمقراطي؛ في دائرة محسوبة تقليديا للاتحاديين.
    إن عبد الخالق سيخسر الانتخابات في المرة الأولى مع الأزهري ؛ وبعد صعود الأزهري إلى مجلس السيادة سيخسر في الانتخابات التكميلية مع احمد زين العابدين. إلا أن الفروقات بينه وبين منافسيه ستضيق تدريجيا من 1000صوت مع الأزهري إلي 87 صوتا مع احمد زين ؛ حتى يكسب عبد الخالق الجولة الثالثة في العام 1968 بفارق 542 صوتا لصالحه ضد احمد زين العابدين ؛ ويكرس قيادته الفكرية والسياسية لليسار السوداني بدعم مباشر من جمهور الناخبين .
    إن عبد الخالق بنزوله الانتخابات ضد الأزهري؛ الزعيم الجماهيري المطلق في السودان؛ في منافسة شبه مستحيلة؛ إنما كان يكرس صورة الجديد والبديل الذي أتت به ثورة أكتوبر. إن عبد الخالق سيطلق تصريحا راديكاليا إبان معركته مع الأزهري؛ بان " الأزهري قد كان يشكل رمز الوطنية السودانية؛ ولكنه تراجع عن مواقفه وخان تاريخه ؛ فيجب أن يهزم في دائرته بالذات". وكان أن تصدى هو لهذه المهمة الصعبة.
    إن هذا الموقف والرأي فوق انه يعبر عن موقف فكرى وسياسي من الحزب الوطني الاتحادي والأزهري شخصيا؛ واللذان انحرفا نحو اليمين بعد ثورة أكتوبر وتحالفا بشكل كامل مع قوى الرجعية والقديم؛ إلا انه ينطبق اكثر مع أحد شعارات ثورة أكتوبر (لا زعامة للقدامى)؛ ويشكل بداية نمو لمفهوم وجيل جديد للوطنية السودانية؛ وقادة جدد يمثلون هذا المفهوم.
    إن هذا المفهوم لا ينبنى على الزعامة الطائفية أو القبلية؛ ولا على استغلال العواطف الدينية؛ وإنما على النضال وسط الجماهير وفق برنامج وسياسات جديدة. إن على عبد اللطيف؛ قائد جمعية اللواء لابيض وثورة العام 1924؛ قد كان الرمز الأول لهذه الوطنية السودانية؛ ثم حل محله إسماعيل الأزهري قبل أن ينتكس ويرجع لأحضان الطائفية؛ وعبر عنه بعد أكتوبر عبد الخالق محجوب؛ بعد ملئه بمضمون اجتماعي جديد؛ في تلك اللحظات الصاخبة من تاريخ السودان.
    _________________________________________________________________________




                  

02-24-2007, 11:06 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_ (Re: بكري الصايغ)

    العزيز بكري
    تحياتي
    سأحاول ان ارفد هذا البوست بما املك رغم ضيق وقتي
    وارجو العذر ان جاءت مشاركاتي بلا ترتيب زمني للاحداث
    لك ودي
                  

02-24-2007, 11:07 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_ (Re: بكري الصايغ)

    حسن الطاهر زروق
    1916 ـ 1980
    تخرج من كلية غردون قسم المعلمين وعمل مدرساً بالمدارس الوسطى ، وطرد من العمل بموجب قانون منع الموظفين من العمل السياسي .
    ـ من مؤسسي مؤتمر الخريجين وبعد قيام الاحزاب السودانية انِشأ مع آخرين حزب الاحرار الاتحاديين .
    ـ كان من ضمن وفد السودان الى مصر عام 1946 ، مندوباً عن حزبه لشرح القضية السودانية وهنالك اتصل بالشيوعيين المصريين وصار واحداً من المؤسسين للحركة السودانية للتحرر الوطني ( حستو ) .
    ـ كان له نشاط صحفي غزيز وظهرت مقالاته المعادية للاستعمار في صحيفة المؤتمر والشباب والصراحة والاحرار والجهاد والميدان والاخبار واخبار الاسبوع وفي عدد من الصحف المصرية .
    ـ كان من مؤسسي الجبهة المعادية للاستعمار ودخل اول برلمان سوداني ممثلاً للخريجين ونال اكبر عدد من الاصوات في دوائر الخريجين الخمس وكان اوضح صوت نادى نيابة عن الشيوعيين والديمقراطيين بالاستقلال وحق تقرير المصير .
    ـ رشحه الحزب الشيوعي في الانتخابات في دوائر الجزيرة الجغرافية ونال عدداً كبيراً من الاصوات
    ـ طاردته ديكتاتورية عبود لكنه ظل يناضل تحت الارض ببسالة مع بقية اعضاء لجنة الحزب المركزية حتى قيام ثورة اكتوبر 1964 وكان قد اعتقل عدة مرات اثناء الحكم العسكري .
    ـ كان واحداً من اصحاب امتياز صحيفة الميدان وعمل اول رئيس لتحريرها لفترة .
    ـ انتخب في عام 1965 ممثلا للحزب الشيوعي نائباً من دوائر الخريجين .
    ـ نظراً لظروفه الصحية بقي في القاهرة يعمل كاتباً في صحفها التقدمية .
    ـ رجع الى السودان بعد انقلاب 1969 ، وانخرط في العمل السياسي والادبي ، فاجأته الردة وهو خارج السودان وبقي في الخارج صوتاً مناهضاً لنظام نميري وعمل على استنهاض حركة واسعة تضامناً مع المعتقلين في ، الخارج .
    ـ كاتب مرموق وناقد واقعي له عدة مؤلفات وقصص صدرت في عدة طبعات .
    ـ تدهورت صحته وهو بالخارج ومات بارض العراق وارسل الجثمان الى ارض الوطن وشيعته جماهير غفيرة في موكب مهيب معاد للنظام ودفن في ام درمان .
                  

02-24-2007, 11:14 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_ (Re: بكري الصايغ)

    وجاء في احدى افتتاحيات الميدان هذا التوثيق الهام

    وهي ذكرى لها في قلب كل شيوعي ، وفي قلب كل ديمقراطي ، وفي قلب كل وطني صادق مكانة خاصة وشأن رفيع .
    بدأ الحزب نضاله خلال هذه الحقب الاربع فصيلا من فصائل الحركة الوطنية من اجل السيادة والاستقلال ، شارك مع الاحزاب الاخرى حتى تحقق الجلاء وزال الحكم الاجنبي واسهم مع بقية القوى السياسية بدوره للخلاص من نظامين للحكم العسكري ثبت فشلهما ولم يجلبا غير الخراب والدمار سواء جاءا باسم الدين او اليسار .
    التزم حزبنا ـ في الفترة ما بعد الاستقلال ـ بالتمسك والحفاظ على السيادة الوطنية وترسيخ الديمقراطية والعمل على تنفيذ برنامج وطني ديمقراطي للتغيير الاجتماعي مدخلاً للاشتراكية .
    لقد كان تاريخ الحزب وما زال وسيظل جزءاً لا يتجزأ من حركة الطبقة العاملة السودانية ، وحركة المزارعين وبقية العاملين من اجل بناء تنظيماتها الديمقراطية المستقلة الحرة ومن اجل ارتباط كل هذا النضال بنضال الطبقات المشابهة في بقية بلدان العالم ومع شعوبها .
    ومن ابرز سمات حزبنا انه حافظ على شعار العمل الجبهوي وقدم فيه جهداً .. بدءاً من ايام جبهة الكفاح الداخلي قبيل الاستقلال ثم الجبهة الممتدة والتجمع الاشتراكي وحتى التجمع الوطني الحالي الذي تأسس عشية الانتفاضة وحمل اعباء الدفاع عن اهدافها حتى اليوم .
    ان الشيوعيين السودانيين .. يهتدون بالماركسية اللينينية ، علم الثورة الاجتماعية مرشداً للعمل وليس نصوصاً جامدة بعيدة عن واقعهم ، وقد طرحوا من قبل برنامجهم لحل مشكلة القوميات ولكشف خطر الاستعمار الحديث ، الى غير من هذه القضايا المركزية الهامة .
    لقد وجهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في دورة تناولت موضوع الذكرى الاربعين لتأسيس الحزب ، وجهت لجان مناطق الحزب وفروعه ان تعمل على الا يتحول الاحتفال بهذه الذكرى العزيزة الى مجرد نشاط دعائي اعلامي ، بل لابد ان يرتبط بعمل يخدم مهام البناء والتنظيم وانجاز واجبات محددة بالجماهير ومع الجماهير .
    ان هذه الذكرى تجيئ في ظرف حاسم لمستقبل تطور الثورة السودانية بعد الانتفاضة اذ يتعاظم الصراع الطبقي ويتسع بنهوض حركة الجماهير العاملة من جانب ويزداد كذلك من الجانب الآخر نشاط القوى الاجتماعية الطبقية المعادية للثورة داخلياً وخارجياً والتي سعت وستظل تسعى لاجهاض الانتفاضة وضرب حركة الجماهير والحزب الشيوعي .
    ولكننا ـ ونحن نستعيد نضال الحقب الاربع السالفة ـ نزداد ثقة وايماناً بصمود الشيوعيين والديمقراطيين وكل الوطنيين ، بانتصار حركة التقدم . فذاك هو منطق التاريخ .
                  

02-24-2007, 03:32 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_ (Re: بكري الصايغ)

    الـتـحـيـة والـمـجـد والـخــلود للـحـزب الـشـيوعـي الـسـودانـي
    فـي عـيـد مـيلاد عـلانيـتة كـحزب طـليعـي تقـدمـي يـسـارع يـحـمـي
    حـقـوق الـطبـقةالـعـاملة وينـاضــل مـن أجــل الـمـهـمشـييـن
    والـكادحــيـن والفقــراء وينـادي بالسـلام والـمحـبة والتعـايـش
    الـسـلـمي وازالـة الفـوارق الـطبقـيـة واعـطـاءالـمـرأة كـامـل
    حـقوقـهـا واشــراك العـمال والـمزارعـييـن فـي السـلطـة وابعاد
    القـوات الـمسـلحـة عـن الســياســة وتعــزيـز مكـانـة الاقتـصـاد
    الـوطـنـي بـخـبرات ابنـاءالبـلد واعـطــاءالاقلـيات كـامل حـقوقـها
    السـياســيـة والاحـتفاظ بلغـاتهـاولــهـجـاتهــا_

    حـزب مـاركـســي لـــيــنــيـــي يـنادي بفـصــل الـديـن عـن
    الـدولـة وكـل النـاس ســواسـيـةامـــام قـانون علمـاني مـكتوب
    بيـد ابنــــاءة مـن كـافـة الســـودان ويـحـمـي الـجـمـيـع
    بــلا اسـتثنـاء، ودســتور فـيـة السـودانييـن جـمـعاء شــركـاء
    فـي السـلـطة الثــروة_
                  

02-24-2007, 03:41 PM

SAMIR IBRAHIM
<aSAMIR IBRAHIM
تاريخ التسجيل: 01-05-2007
مجموع المشاركات: 2628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_ (Re: بكري الصايغ)

    الحبيب بكري الصائغ ...

    اسعد الله صباحك ...

    يا ريت تحدثنا عن المرحوم احمد حميده ولماذا تم اعتقاله عندما كان رئيسا لنقابة التاكسي ... وبعد ان خرج من المعتقل فقد فاكر الذاكره له الرحمة انشاء الله ...

    المرحوم احمد حميده كان من كوادر الحزب الشيوعي النشطاء في بانت ... وكان يخصص ندوات دوريه للحزب الشيوعي .
                  

02-24-2007, 05:41 PM

Mohamed Elnaem
<aMohamed Elnaem
تاريخ التسجيل: 09-09-2006
مجموع المشاركات: 585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_ (Re: SAMIR IBRAHIM)

    استاذنا العزيز بكـرى الصايغ التـحية لك ولكـل اعضاء الحـزب واصـدقائه وللشعب السودانى بمناسبة الذكرى51 وهـى مناسبه عزيزه علينا جـدا لا يكـدرهاالا (الروحـــه السياسيه )خلال الاعـوام القليله الماضيه وهى مبرره عنـدى وسببها تأخـير إنعقاد المــؤتمـر لـذا يجــب علينـا ان نستثـمر هـذه المناسبه وغـيرها فى الـضغط بأستـمـرار فى إتـجاه قيام المـؤتمر فى اقـرب وقـت ممكـن لـذا ادعـو الناغمين على وجـود اعضاء الحـزب فى برلمان التسويات السياسيه ان يوجـهـوا جهدهم للمؤتمر لان غيابه هو اصـل الداء وما نعترض عليه ليس الا عرض من اعـراضه ومقبل الايام ستشهد احداث سياسيه مهمه وعظيمه إن لم تكـن الاعظم فى تأريخنا بعـد الاستقلال تستوجب علينا ان نواجـهها بحـزب متماسـك وعـلى هدى منهج نـظرى عـصرى قادر على إدراك تناقضات الواقع وحـلهـا.

    (عدل بواسطة Mohamed Elnaem on 02-24-2007, 07:11 PM)
    (عدل بواسطة Mohamed Elnaem on 02-24-2007, 07:44 PM)

                  

02-25-2007, 07:01 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 24 فـبرائر 1956ـ 2007: واحـد وخـمسـون عـامـآ علـي ظهور الحزب الشيوعي السوداني ...كحزب علني_ (Re: بكري الصايغ)

    الاخــوةالاعـــزاء الاجــلاء،
    خـــالـدالـعـبيـد،
    سـمـيـر ابـراهــيم،
    مـحــمـدالـنعـــيـم،

    تـحـــيـةالـــود والاعـــــزاز، والـشـكـرعـلـي مســاهـماتـكـم الـقيـمةالـمقـدرة-

    اخـي خـالـد، ان الشـخـصيـات البارزة التـي لعـبت ادورارآ هـامة وكـبيـرة فـي تأسـيـس الـحـزب الشـيوعـي السـودانـي مازالت كثيـر من الـمعلومات عـن جـوانـب حـياتهـم السـياسـية والنضـالـيـة غـيـرمـدونـة ولاموثقـة بصــورة كاملة رغــم مـرور اكـثـر من نـصـف قـرن عـلي ظـهـور الـحـزب للعـلن، فـعلـي سـبيـل الـمثال نـجـد ان اعـضـاءالـحـزب والذيـن
    عـاشـوا فـي العاصـمة هـم اصـحـاب الـحـظ الاوفـر في سـطوع نـجـومـهـم وبـروز اســماءهـم بينـما وهـناك اخـرين فـي الاقـاليـم والـمـدن البعـيـدة لعـبوا ادوارآ فـي تاسـيـس فـروع للـحـزب فـي مناطـقهـم وقادوا نـضالآ شـرسـآ وتعـرضـوا للاعـتقالات والتعـذيـب ولـم يـجـدوا فرصـة الظـهور وتـوثـــيــــق حـياة فـروعـهـم ، ولـم يهـتـم احـدآ وحتـي اليوم وان يفتــح مـلف الفــروع والشـخـصيـات بصـــورة مـوسـعـة، وانادي بالاهـتمام بـهـذاالمـوضــوع مـسـتقبلآ- لك الشكـر اخـي خـالـد علي القاء الضـو عـلي بعـض الاوائــل الذيـن مازلنـا ونـذكـرهـم بالعرفان والـجـميل-


    اخـي الـحـبيـب،
    سـمـيـر ابـراهـيـم،

    مـع الاسـف الشـديـد لـم اجـد اي معلومات عـن " مـحـمـد حـمـيـدة"
    فـي وثائقـي واوراقـي، وامل مـن الاخ خـالـد العـبيـد والاخ ابـوسـانـدرا والاخــرييـن الـذين بـحـوزتهــم اي وثائـق وا يسـاهـموا بالنـشـر، ولك مـودتـي_


    الاخ الفـاضـل،
    مـحـمـد الـنعـيـم،

    مـوضـوعك الذي طـرحـتة هام للغـايـة وخـصـوصـآ والظـروف
    الـحـرجـة التـي تـمـر بهـاالبـــلاد، وســبق ان نادي الكـثيـرون بضـــرورة تـماسـك القوي الـديقـراطـية والاهـتـمام بالاوليــات فـي قضــايا البلاد وخـاطـبنا الـمسـؤوليـن الـحـزبييـن فـي الـمـجـلس الوطـنـي بالابتعــاد والـخـروج مـنة، ومازلنـا نـطالب!!!!!_
    اخـي مـحـمـد، لكم جـمــيـعــآ شـكـري وتقــديـري_
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de