صحيفة الوطن بين زمنين..مقال سيد احمد خليفة الشهير عن شذوذ الترابي و كشكوش و أخرين

Quote: يوسف الشريف صحفي و كاتب مصري وهو من الذين يطلق عليهم متخصص في الشئون السودانية ..له علاقات واسعة بمختلف فعاليلت المجتمع السوداني علي جميع الاصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية ...تنشر له الصحف والمجلات المصرية مقالاته التي يكتبها متناولا الاوضاع في السودان..في العام 1996 اصدر كتابه الذي يحتوي علي 453 صفحة بعنوان {السودان .. واهل السودان..اسرار السياسية وخفايا المجتمع} وهو كتاب يكشف مدي تخصصه وتعمقه في المجتمع السوداني ..الكتاب يستحق وقفات هنا وهناك ...ونتوقف هنا في الصفحة 154 حيث جاء تحت عنوان [ الجبهة القومية الاسلامية وفقه الضرورة] {درس الدكتور الترابي في مدرسة حنتوب الثانوية واقام سنوات الدراسة في " الداخلية" وخلال تلك الفترة لم يكن عسيرا علي زملائه الاطلاع علي خبايا سلوكه وعاداته وافكاره وبينهم الريئس جعفر نميري ومحمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي وغيرهم. ويروي عن الترابي انه كان آنذاك شديد الحنق علي الثورة المهدية وعلي آل المهدي الذين كان يصفهم بالعنجهية والغطرسة والتعالي كما لو انهم المؤهلين وحدهم لحكم السودان ...والادعاء علي الامام محمد المهدي زعيم الثورة وصاحب الدعوة بانه كان مجرد درويش يستفتي الجن والارواح ..وان خلفاءه عاثوا في السودان فسادا واستبدادا بل الي حد الادعاء ان آل الترابي بزعامتهم القبلية والروحية الاحق بالولاية وحكم السودان من آل المهدي. والبعض من زملاء الترابي في الداخلية يتهمونه بالسلوك الغريب الذي لم يتوقع احد ان يقوده الي زعامة جماعة الاخوان المسلمين..وقيل انه كان يهوي التمثيل والغناء وان صورة التقطت له ابان دراسته في باريس وهو يمثل دور امرأة او كان الامر مجرد فرية يرددها خصومة. وروي لي احد الوزراء السابقين ان الترابي الذي كان يشغل منصب التائب العام ــ وزير العدل ــ كان قد وصل الي متأخرا الي اجتماع يعقده مجاس الوزراء برئاسة نميري .. وعندما حاول ان يزايد عليه ويختلف معه في الرأي حول قضية معروضة للنقاش... امسك نميري بسلسلة تضم مفاتيح سيارته الخاصة وهزها في الهواء وقال "كشكوش" ..وعندئذ توقف الترابي عن الحديث حتي نهاية الاجتماع ومايزال لدي الرئيس نميري السر وراء هذه الحركة ومغزي كلمة " كشكوش " التي سكت بعدها الترابي.}