|
Re: عثمان محمد صالح الم يحن ميعاد عودتك (Re: حسام يوسف)
|
شكرأ اخي حسام علي المناشدة ..ليته يعود ..
---
من سـيـرة غـربـاء
كانت سيرتهم تــُـفـض و تــطوى في بساط تراث حكائي لايسلم من شبهة إختلاط الوقائع بالاساطير
متى وأين سمعت عن أولئك الغرباء لأول مرة و ممن؟ ـ ليس بمقدوري، الآن، تقديم جواب ، لكن حضورهم كان محسوساً يكاد يلمس بالاصابع كلما إلتأم شمل سودانيين ببلغاريا تحت قبة موسيقى
ليس هدفي الإيحاء بأن الغرباء كانوا حولي بلا إنقطاع . لاشيء من هذا . تسير حياتي سيرها المألوف ثم فجأة وبلا مقدمات أجدني محاطاً بأنفاسهم كلما دنوت من جبل في سـفحه حانة
في تلك الأعوام كان البلقان عاكفاً على إستبدال جلده الذي حاكته أنوال نتائج الحرب العالمية الثانية ودخول الجيش الأحمر وأندحار النازية ووصول الشيوعيين إلى سدة الحكم
تواتر حضور الغرباء في أخريات الثمانيات ومطلع التسعينات وهي الأعوام التي شهدت تنامي أعـداد السودانيين ـ طلاب علم و عابري سبيل إتخذوا من صوفيا نقطة عبور بين القاهرة و طلب اللجوء السياسي في غرب أوربا بلغ ذروته في 90 ـ 91 حارت أصـياف المدينة الجامعية في مشهد زي غريب فاسـتـنجدت بالوصف المتهكم : مََجي سَـس بيلي شـرشافي = الرجال ذوو الملاءآت البيضاء
عدت إلى افريقيا في أغسطس 92 . وعندما حطت بي طائرة العودة في مطار صوفـيا كنت مثـقـلاً بجعة الحنين إلى الصـقـيع . الجعة كانت الحجر الوحيد في يدي والقادر وحده على تحريك بحيرة اللغة الساكنة طوال أشهر الغياب ماجت حال فراغي من إجراءات الدخول أمواه البحيرة طافحة في درب العودة إلى المدينة الجامعية ألفيتها شبه مقـفـرة من رفاق الأمس فيما عدا اضواء متفرقة في هذا المبنى أو ذاك الكافينيه
إنحسار مفاجيء لمدٍ تعود جذوره إلى الستينات : لا إتحاد طلاب ، لا تنظيمات سياسية ، لا ندوات ولا أعياد بل سباحة فردية في بحيرة اللغة وسـوق العمل بحثاً عن جزائر لا تتسع لأكثر من فـرد . قـوّضت التحولات العاصفة التي إجتاحت تلك الرقعة من العالم اسلوب عيش وافدين فغاص في النسيان ـ في غضون اشهر الغياب الستة ـ عالم راسخ العماد
ألفـيت المدينة تتصبب عرقاً في شتاء لم تنوقف فيه غزوات ما بعد المغيب تشنها رؤوس حليقة ترابط في أطراف الحدائق العامة وتصطاد فرائسها المستوحدة في برد المحطات
أكاد أجزم بأن إنحسار المد والذعر الذي شاع هو ما أرغم الغرباء على العودة إلى المكان الذي منه أتوا
بث مذياع الحانة الجاثمة على مرمى حجر من جبل فيتوشا في عطلة صيف العام 92 موسيقى شعبية ونحن عصـبة فتشكلت أشباح عصبة الغرباء من أبخرة المزّة : ميشـنا سكارا و برجني كرتوفكي فأخذت في الإختفاء قناني .
سودانيون ـ أو هكذا أوحوا لرواة سيرتهم الأوائل ـ وفدوا إلى البلقان كباشـبوزق ، و بنيل بلغاريا لإستقلالها من الإمبراطورية العثمانية آثروا البقاء في قسـمها المقدوني
خلعوا الأهبة السلطوية مندمجين في المجتمع المحلي كفلاحين لا يميزهم عن الاصلانيين غير سـواد الإهـاب . يسكبون في رهق الفلاحة عرق الحنين إلى الجذور ولا جذور . بدلاً عن الجذور تحتويهم في المغيب حانة شعبية في سفح جبل يرتقـونه بإتجاه القمة ثملين . قِـبلتهم نقطة فيما وراء البحر الأبيض المتوسط يحسبونها الوطن المضاع فيتردد في شعاب الليل مزيح من أزان و نداء ألفه من فرط تواتره سـامعون
لم ير أي من رواة السيرة أنسال الغرباء ، ولم يتكبد سامعوها عناء التحري مؤثرين جميعاً قبول السيرة بلا تساؤلات . ربما لأن سيرة الغرباء هبت أنسالهم في المدينة الجامعية طمأنينة منشودة في فكرة أن تكون لسودانيي البلقان جذور من أزان ونداء في شعاب
عثمان محمد صالح
من سـيـرة غـربـاء
---
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان محمد صالح الم يحن ميعاد عودتك (Re: خالد العبيد)
|
الاخ خالد العبيد
لك التحية والف حمدلله علي السلامة
سمعت بانك ذهبت الي السودان ان شاءالله وجدت الاهل بخير
تحياتي لمن معك
ومشكور علي النداء النبيل من اجل عودة الاديب الراقي
عثمان محمد صالح ومعا حتي العود لكم خالص الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان محمد صالح الم يحن ميعاد عودتك (Re: هشام مدنى)
|
اخي العزيز هشام كيفك ان شاءالله تكون بخير
وكيف الابن الغالي محمد ان شاءالله بلغ الصحة والعافية
بالله ليه كثير التحايا وطبعا مقصرين معه تاني ما اتصلت بيه
بس والله في البال ومع مشاكل الدنيا الما بتخلص
وطبعا اضم صوتي لك مناديا اخونا عثمان
بالعودة وفي انتظاره
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان محمد صالح الم يحن ميعاد عودتك (Re: abubakr)
|
السيد كوجيتو عن الفضيلة* ـــــــــــــــــــــــ
ـ إزبقنف هربرت ـ نقلها عن البلغارية : عثمان محمد صالح
1
ليس غريباً كونها ليست صفيّة للأبطال للجنرالات الوزراء القضاة تقتفي أثارهم عبر القرون هذه الآنسة العجوز المذعورة بقبعة عتيقة الطراز من حقبة جيش الخلاص و توبخهم
تستخرج من القبو بورتريت سقراط صليب نحاسي كلمات عـتيقة وحول المكان تفيض الحياة الرائعة وردية اللون كمسـلخة في الفجر
بوسعك دفنها في الدرج الفضي للذكريات الغير بريئة انها تمعن في الإضمحلال مثل شـعرة في الحلق وطنين في الأذن
2
يا إلهي ليتها كانت اكثر شباباً وأجمل قليلاً. ليتها كانت تساير نَفَـس الزمن تهز ردفيها في تناغم مع موسيقى الصرعة السائدة حينها ربما يألفها الجنرالات ، الوزراء والقضاة ليتها إجتهدت في أن تبدو كالعالمين كليز تيلر أو كألهة النصر لكنها تضوع برائحة النفتلين زامة شـفتيها تردد كلاّّها الكبيرة
غير محتملة في عـنادها مضحكة كفزّاعة طير كحلمِِ فوضـوي كحياة قديس ــــــــــــــــ * في ترجمة لديمترينا لاو ـ بوكوفسكا وردت القصيدة في العدد رقم 4 ـ 1990 لمجلة " بانوراما" البلغارية وهي إحدى إصدارات اتحاد الكتاب البلغار تعنى بالأدب العالمي ، النقد وقضايا الترجمة
من الشعر البولندي
-------
شكرأ حسام علي الاستمرارية في مناشدة عودة الاخ عثمان محمد صالح ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان محمد صالح الم يحن ميعاد عودتك (Re: حسام يوسف)
|
أخذ الشَرشَف الشاحب الخضرة ينشج في سعال ٍ مُمض ٍ داساً بقع الدم النازف من رئةٍ نهشها الداء في طيّات منديل أزرق عندما سلـّمته والدتي مظروفاً يحوي سلامي من الأرض الخفـيضة ومبلغا من المال زهـيد
صعقـت الدهـشة والدتي وأرملة شقـيقه المرحوم سائق تراكتور الجمعيّة التعاونيّة أورثه شقاء السل وأعـباء العناية بالحواشة المتدنّي سقـف إنتاجها والبيت العامر بالأفـواه. تلك كانت المرة الأولى التي شوهـد فـيها ماركسي عائـلـتـنا يبكي أمام الناس
ملأت رائحة الدم الموبوء بالبؤس الناطق بلسان ذكريات خرساء ـ لأحمد مختار عـندي منزلة خاصة فهو من شعراء عائـلتي ومن القلائـل الذين إحتـفـوا بأشعار تـنكـبي لسكة اليسار في صبا خجول مع أنه لم ينضم للحزب الشيوعي مكـتـفـياً بمناصرته وخدمته من خارج الصفـوف نموذجا لعديدين ماركسيين حيارى غـير معمّدين بماء التنظيم وشيوعـيين مشرّدين مسرّحين بعد يوليو71 مطحونين بين مطرقة نبذ رفاق منكمشين و ريّابين و مأسورين بعبادة حجر التأمين على حساب توسيع مواعـين إستقـبال الطارقـين الباب المبروك وسندان عـداء البيئة المحيطة و طراد السلطة الغاشمة ـ في نهنهة مكـتومة أقـضّـت مرقـد الشَرشـَف على لحاف مهتريء وعـبير مَحـنـّة في عـروق عـشيرة تـتـفـجّر بشوق بخار مضغوط هـواءَ المنضرة المفـتقـرة للأثاث فـيما عـدا سرير من وادي حلفا ومَـلك ثقـيل الظل مستغرق طوال الوقـت في إعادة تـقـليب صفحات كـتاب متآكل حواف الغلاف بجوار مخدة عـليلة لم تـتـبـيـّن والدتي عـنوانه المغطّى بطبقة من العـفـويّة يزينها عـَرَق أنكوج وهـمبرتي وسعدة و وحل بطانة يطمر رماد أحطاب تبيع الشاي الأحمر لأمسيات نادي القـرية تلاتة وعشرين
رأت والدتي قـدح الشر في نظرات المَـلك وتبرّمه الظاهـر بحضورها و بفحوى المظروف وطريقـته المستـفـزة في تقـليب صفحات كتاب لايخصّه فـقـرّرتْ مغادرة المكان أصيب أحمد مختار فتداعت له أحلام شرق بلادي بالـسعال العنيد
عـُوفي أحمد مختار قـبل أشهر قلائل بعد مغالبة للداء بدواء عناد إنـتـزع كـتاب حياته سالم الغلاف ـ أرجّح أن عـنوانه الذي إستعصى على نظر والدتي هـو عـنوان قـصيدة يكتبها أحمد بالتـزامن مع ماأكتبه عنه هنا ـ من يد ذلك المَلك المتغطرس و طرده من صدر أشعاره عثمان محمد صالح
شكراً حسام نتمنى عودة عثمان
| |
|
|
|
|
|
| |