|
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية (Re: samo)
|
Quote: الإسراء وعلاقته بقضية المسلمين
في الأرض المباركة
اشتد الصراع بين النبي، صلى الله عليه وسلم، وبين الكفار من قريش حيث خافت قريش على ما يوفره الكفر لها من امتيازات طبقية ودينية. وأخذ الصراع بين الحق والباطل يتصاعد بين الدين الجديد وما يمله من خير للانسان وما يعطيه للبشرية منحياة كريمة يعبد فيها الانسان ربه الذي خلقه، ويسجد لبارئه الذي اوجده فلا يسجد لبشر، ولا ينحني امام حجر او شجر، ولا يعبد فلكا ولا مظهراً من مظاهر الكون، وانما يستمد العزة لنفسه من عبادة الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد.
اشتد الصراع بينه وبين الشرك وما يمثله من انحطاط في الفكر الانساني والسلوك البشري الذي يظهر في السجود لحاكم او كاهن او حجر او شجر او فلك… ذلك الانحطاط الذي ينتج عنه ان الغرائز في الانسان تتحكم في مسيرته، لا مقياس عنده يقيس به الامور، ولا حلال ولا حرام، وانما كل امر مباح من قتل نفس او ظلم انسان او أكل مال حرام، او استعباد نفس او اذلال للخلق. فلا عجب ان ظهرت الطبقية العرقية المتمثلة في السادة والعبيد والاشراف والسوقة. والطبقية الاقتصادية المتمثلة في الربا واكل أموال الناس بالباطل، واستغلال حاجة الآخرين للإثراء غير المشروع، والطبقية الدينية بحيث يصبح الدين وفهمه احتكاراً على طبقة معينة وناس مخصوصين يستغلون جهل الناس ويطلبون منهم ان يعبدوهم ويطلبون منهم تقديم النذور والقرابين لهم ولما يمثلون.
وأخذ الكفر يقاتل عن مواقعه بشراسية حتى اضطر المسلمون الى الهجرة مرتين فراراً بدينهم وحرصا على عقيدتهم، وحتى يأذن الله بالفرج.
وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، في مكة يقارع قومه الحجة، يبين باطل ما هم فيه وما عليه حياتهم، ولكنهم اصابهم الكبر وألحق بهم العناد وكان الله قد هيأ له زوجة صالحة تعتني بأمره وتدعمه بمالها، وتخفف عن قسوة عناد قومه، وجهل عشيرته. وهيأ له كذلك عمه أبا طالب يحميه، ويمنعهم من قتله، وان لم يمنع عنه ما دون القتل من الأذى، وهم مع هذا يحسبون حساب عمه.
ثم ان خديجة رضي الله عنها، وأبا طالب ماتا في عام واحد قبل هجرته بثلاث سنين عظمت المصيبة على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بموتها وذلك ان قريشا وصلوا من أذاه بعد موت ابي طالب الى ما لم يكونوا يصلون اليها في حياتهم منه حتى نثروا التارب على رأسه فقامت اليه ابنته فاطماة الزهراء، رضي الله عنها، تغسل عنه التراب وهي تبكي ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «يا بنية لا تبكي فان الله مانع أباك» (رواه الطبري).
ولما استعصت قريش، وصمت آذانها، وأغلقت قلبوها وعقولها، اتجه النبي، صلى الله عليه وسلم، الى الطائف. فما وصلها عمد الى نفر من ثقيف هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم وهم ثلاثة إخوة: عبد ياليل بن عمرو بن عمير، ومسعود بن عمرو بن عمير، وحبيب بن عمرو بن عمير. فردوه رداً غير جميل. فقال احدهم: «هو يمرط ثياب الكعبة ان كان الله قد أرسلك»، وقال الآخر: «أما وجد الله أحداً يرسله غيرك»، وقال الثالث: «والله لاأكلمك أبداً لئن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن ارد عليك الكلام ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي ان أكلمك».
فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من عندهم وقد يئس من خير ثقيف، وقد قال لهم، فيما ذكره شيخ المؤرخين المسلمين الطبري: «اذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني» وكره رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ان يبلغ قومه عنه فيذئرهم ذلك عليه فيم يفعلوا أغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصبحون به حتى اجتمع عليه الناس وألجأوه الى بستان لعتيبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه، فلما أطمأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أخذ يناجي ربه مناجاة الصابر المحتسب يطلب منه المدد والعون حيث قومه لايستجيبون للنور ولا يلتقون على الخير، والطائف كانت أسوأ من مكة، وأقسى من قريش. فأخذ يقول، كما يروي الطبري: «اللهم اني اشكو اليكم ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس يا أرحم الراحمين، انت رب المستضعفين، وانت ربي، الى من تكلني، الى بعيد يتجهمني ام الى عدو ملكته امري. ان لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، اعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من ان تنزل بي غضبك، او يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولاحول ولا قوة الا بك».
تكريم الرسول، صلى الله عليه وسلم، بحادثة الإسراء
في هذا الجو القائم الشرس كان الله بنبيه رؤوفاً رحيماً، وكان حادثة الاسراء من مكة الى القدس، وكان المعراج من أرض المسجد الاقصى الى السموات العلا، الى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. وكان في الاسراء اكثر من معنى، وأثره لا يزال على مر الايام وكر السنين.
يكرم الله نبيه على صبره ويجازيه الجزاء الاوفى على تحمله فيستدعيه اليه ويقربه منه، ويرفعه الى درجة لم يصلها احد من خلقه حتى ولا الملائكة المقربون، ويقدم له ارض الشام، أرض فلسطين، ارض القدس، ارض المسجد الاقصى، هدية ايمان وجائزة رضوان فيفتح النبي أرض الشام، ومنها أرض فلسطين فتحا مادياً بحسده الشريف. ويعلن الله للدنيا في ذلك الحين، وللدنيا في كل حين ان المسجد الاقصى اصبح مسجدا للمسلمين فيصلي فيه النبي الصلاة الاسلامية الاولى اماما للأنبياء المرسلين، حيث أحياهم الله له، ويصلي الصلاة الثانية بعده عمر وأبو عبيدة، وكبار الصاحبة والجنود المؤمنون يوم دخل عمر القدس، واستلمها من بطريركها صفرونيوس وأعطاه العهدة العمرية التي تنص فيما نصت عليه: «ان لا يسكن ايلياء (القدس) احد من اللصوص اليهود». وذلك ان كبار أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كانو على علم منه لا يعلمه بقية الناس. وهذا النص في الوثيقة يدل على مبلغ فعم عمر لخطر اليهود على هذه الارض.
قدسية المسجد الاقصى المبارك
وسورة الاسراء تتحدث عن المسجد الاقصى واسراء النبي اليه فتقول: (سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا). وقد بنى المسجد الاقصى بعد الكعبة بأربعين سنة كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر قال: «سألت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن أول مسجد وضع في الارض. قال: المسجد الحرام، قالت ثم أي، قال: المسجد الاقصى. قلت كما بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم الارض لك مسجدا فحيثما أدركتك الصلاة فصل». فعاد للمسجد الاقصى بالإسراء قدسيته وطهره حيث كان المسجد خراباً يباباً لا يصلي فيه احد الى ان جاء النبي، صلى الله عليه وسلم، فتقررت مسجديته في القران واستلمه عمر فكان ينظفه هو وأصحابه من النجاسة وطهروه وأصبح من يومها منارة علم ودار ايمان ومحجة زوار ومحراب صلاة.
اذن سورة الاسراء قد خلدت علاقة المسلمين بالمسجد، وان المسجد للمسلمين حيث أسرى بنبيهم اليه، وتقرر السورة بركة ارض الشام، ومنها أرض فلسطين، وتبدأ بعد ذلك في الحديث عن الفساد والعلو لليهود والتدمير الذي سيلحق بهم، وأنهم سينازعون المسلمين ارض الاسراء والمسجد الاقصى.
|
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 07:48 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | عمر الفاروق | 02-21-07, 07:51 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 07:57 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:00 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | الصادق صديق سلمان | 02-21-07, 08:02 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:03 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:06 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | عمر الفاروق | 02-21-07, 08:06 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:07 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:09 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:12 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:13 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:18 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:20 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:23 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:28 AM |
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية | samo | 02-21-07, 08:32 AM |
|
|
|