زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 08:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-21-2007, 08:20 AM

samo
<asamo
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية (Re: samo)

    Quote: اليقظة الاسلامية وتنبه الغرب لها

    ان إرهاصات عودة الاسلام الى الحياة اصبحت محل دراسة الباحثين في الغرب وفي الشرق. ففي خلال العقود الثلاثة الاخيرة ضربت الحركة الاسلامية، خصوصا في مصر، سحقا حتى الموت، وظن الظانون ان الامر قد انتهى، وان الحركة الاسلامية ذهبت الى غير رجعة، ولكن سرعان ما خاب فألهم، وتبين مقدار جهلهم بالعقيدة الاسلامية، وكيف انها دائماً وعبر التاريخ تصقلها الهزات وينقي حملتها الاضطهاد ويسرع شبابها الى الجنة والاستشهاد.

    ولذلك فان النصارى واليهود، ومن سار في ركابهم من المسلمين، أصبحوا يدرسون هذه الظاهرة، ويخططون من أجل التغلب عليها، فقد نشرت مجلة (الدعوة) المصرية في عدده الصادر بتاريخ 31 ديسمبر 1978 تقريراً «سريا للغاية» لأكد مستشاري المخابرات الامريكية، لضرب الحركات الاسلامية وقتلها ولتفريغها من مضمونها… (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) (30: الانفال).

    وقد جاء في التقرير:

    «من ريتشارد متشل الى رئيس هيئة الخدمة العامة في المخابرات الامريكية المركزية. بناءاً على ما أشرتم اليه من تجمع المعلومات لديكم من عملائنا ومن تقارير المخابرات الاسرائيلية والمصرية التي تفيد ان القوى الحقيقية التي يمكن ان تقف في وجه (اتفاقية السلام) المزمع عقدها بين مصر واسرائيل، هي التجمعات الاسلامية، وفي مقدمتها (جماعة الاخوان المسلمين) وبناءاً على نص مخابرات اسرائيل من ضرورة توجيه ضربة قوية لهذه الجماعة في مصر قبل توقيع الاتفاق).

    «وفي ضوء التنفيذ الجزئي لهذه النصيحة من قبل حكومة (السيد ممدوح سالم) باكتفائها بضرب (حزب جماعة التفكير والهجرة) فاننا نقترح المسائل التالية كحلول بديلة:

    أولا: الاكتفاء بالقمع الجزئي دون القمع الشامل والاقتصار فيه على الشخصيات القيادية التي لاتصلح معها الوسائل الاخرى المبينة فيما بعد، ونفضل التخلص من هذه الشخصيات بطرق تبدو طبيعية.

    ثانياً: بالنسبة للشخصيات القيادية التي نقرر التخلص منها ننصح باتباع ما يلي:

    أ) تعيينمن يمكن اغراؤهم بالوظائف العليا، حيث يتم شغلهم بالمشروعات الاسلامية الفارغة المضمون وغيرها من الأعمال التي تستنفذ لذويهم وبذلك يتم استهلاكهم محلياً وفصلهم عن قواعدعم الجماهيرية.

    ب) العمل على جذب ذوي الميول التجارية والاقتصادية للمساهمة في المشروعات المصرية - الاسرائيلية المشتركة، المزمع اقامتها بعد الصلح.

    ثالثا: بالنسبة للعناصر الاسلامية الفعالة في أوروبا وأمريكا نقترح:

    أ) استنفاذ جهدهم في طبع وإصدار الكتب الاسلامية مع احباط نتائجها.

    ب) بث بذور الشك والشقاق بين قياداتهم لينشغلوا بها عن النشاط المثمر».

    وهكذا فان الغرب او العالم الكافر كله، بوجهيه الرأسمالي والاشتراكي، يخطط لضرب اليقظة الاسلامية، ويعمل من أجل انحرافها بعد ان فوجئ بها، بعد ان ظن ان الاسلام في بلاد المسلمين قد انتهى والى الأبد، وان المسلمين لن يعودوا الى اسلامهم أبداً، بعد ان أغراهم خلال المئتي عام الماضي بالعلمانية والقومية، وبعد ان ضرب من نفسه مثلاً لهم، حيث فصل الدين عن الحياة، وكان هذا جهلاً منه لطبيعة الاسلام، اذ ان الاسلام ليس فيه طبقة كهنوت ولا رجال دين مختصة بفهمه، وانما كل مسلم مكلف بفهم الاسلام، وكل مسلم يستطيع ان يفهم الاسلام، وكل مسلم فرض عليه ان يحمل الاسلام.

    هناك طبقة من علماء الاسلام، تتعمق في وتستنبط من أحكامه وتستخرج الحلول لكل مشكلة تجد في الحياة من نصوصه وأحكامه. لكن هؤلاء العلماء ليست لهم طقوس خاصة ولا ملابس خاصة ولا امتيازات خاصة، انما امتيازهم في فهمهم وبمقدار علمهم.

    والمسيحية ليست عندها جواب لأي سوال يتعلق بمشكلة الانسان اوتنظيم الحياة او العلاقة بين بني البشر، وانما هي طقوس افرغت من معناها، تصادم العقل ولا تقبلها الفطرة، ولذلك انحصرت الكنيسة في زوايا النسيان، لا تعمل الا في التبشير في بلاد المسلمين حتى ترجع الناس كفاراً، ان استطاعت، وتعذي اتباعها بالحقد على الاسلام وبني الاسلام، حتى لا تقبل هذه الشعوب الذكية على دراسة الاسلام بنزاهة، لأنها ان قرأته - وهي خالية من صورة الحقد والتشويش والتحريف - اقبلت عليه واعتنقته، ولكن رجال الكنيسة لايريدون لاتباعهم الخير حتى يستمروا في أكل اموال الناس بالباطل وفي الضلال المبين.



    الاسلام، وهل يمكن فصله عن الحياة؟


    حين انخذع بعض مفكري الامة ببريق الفلسفات الغربية المختلفة من شيوعية واشتراكية ورأسمالية ووجودية وماسونية… حين رأوا بعض القوميات تتوحد في أوروبا كألمانيا وايطاليا في القرن الثامن عشر، فانخدعوا بالقومية وظنوها مبدءاً يصلح لأمتهم… أقول حينما انخدعوا بهذه الفلسفات، وظنوا ان أوروبا نهضت النهضة العلمية، حينما أبعدت الدين عن الحياة، وكانوا لايقرأون دينهم ولا يعرفون اسلامهم وانما تربوا على مناهج في مدارس صنعها لهم أعداؤهم، وفي الجامعات تتلمذوا على أيدي المستشرقين وتلاميذهم، وكانوا يقرأون عن الثورة الاصلاحية في أوروبا التي ثارت حينما وقف رجال الدين والكهنوت في وجه التقدم العلمي، وأعلنوها معركة بين العلم والدين، وظن بعض شبابنا ان الدين الاسلام هو نسخة أخرى من الدين المسيحي المحرف، مع انهم لو قرأوا كيف ان الدين الاسلام هو الذي أوجد امتهم، وقد خرجت به الى الناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، وان كل مجد يفتخرون به هو من نتاج هذا الدين، وان كل قائد يعتزون به هو قائد لجند المسلمين، وان كل مفكر يشيرون اليه في تاريخ امتهم هومفكر اسلامي، وان هذا الدين استطاع ان يزاوج بين الاجناس والألوان لانه من الإله الخالق، لايتعارض مع العلم ولا يرفض العلماء، لأن العالم الذي يكتشف، انما يكتشف سنة من سنن الله في كونه، وكلما ازدادات معلومات الانسان اكتشف الجديد من سنة الله (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)(53: فصلت)، وقوله (وفي أنفسكم افلا تبصرون)(21: الذاريات) دعوة للبحث في التركيب الانساني الذي لا يزال القسم الاكبر منه مجهولاً بالرغم من التقدم العلمي الذي وصل اليه الانسان: (ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض: ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار). (190- 191 آل عمران).

    ولذلك لم تحدث معركة بين علماء المسلمين والعلماء التقنيين في أية مرحلة من مراحل مسيرة هذه الأمة، رغم ان القران الكريم ليس كتاب طب ولا فلك، الاانه اشار إشارات ليلفت نظر الانسان الى بعض مظاهر الكون، فاذا اكتشفها الانسان وجدها انها كما أشارت اليها الاية.

    فلقد توصل العلم الحديث مثلاً الى ان القمر كان مشتعلاً كالشمس فانظفأ وكانت الآية في سورة الاسراء قد أشارت الى هذا يوم ان نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وجعلنا الليل والنهارآيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب، وكل شيء فصلناه تفصيلا) (12: الاسراء). قال ابن عباس، رضي الله عنهما، في تفسير هذه الآية: «كان القمر مشتعلاً كالشمس فانطفأ». ومثال آخر: (أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) (30: الانبياء) وقد توصل العلم الى الحقيقة التي جاءت بها هذه الآية وهو أن الكون كان كتلة غازية فانفجرت فتكونت الافلاك والسماوات والارض بشكل منظم دقيق، قال ابن عباس، رضي الله عنهما: «كانتا متصلتين فانفصلتا»…

    فليس في العلم اليقيني ما يعراض الاسلام او يمنعه الاسلام، لأن العلم من خلق الله والكون من خلق الله. فلما أفاق شباب الامة على الحقيقة وانهم تأخروا عن ركب الانسانية يوم ان تركوا الاسلام وان أمتهم انحدرت من القمة الى القاع يوم ان تركت الاسلام، وأن الاسلام غير النصرانية وانه هو الذي يخلق فيهم روح التحدي… بدأوا يعودون اليه زرافات ووحدانا، وبدأوا يدرسونه ويتدارسونه مما أذهل عدوهم، فبدأ يضع المخططات لتحويلهم عنه.

    وها هم اليهود الذين اغتصبوا الارض المباركة فأقاموا لهم فيها سلطة يزعمون انها «دولة»، وما هي بالدولة اذ ان مقومات الدولة ليست عندهم. فهم يعتمدن في كل شيء على امريكا وأوروبا، فحياتهم في يد غيرهم، وسلامهم من عند غيرهم، والاموال والاسلحة تتدفق عليهم من عند غيرهم… كل هذا يجعل مقدراتهم بأيدي الناس الاخرين: (الابحبل من الله وحبل من الناس) (112: ال عمران). والحبل ممتد الى واشنطن والى لندن، ولا بد للندن وواشنطن ان تقطع الحبل ان عاجالا او آجلا، ان بقاء هذا الحبل، تمد به اليهود، سيعود عليها بالدمار والهلاك من الله وبأيدينا: (قل: هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين ونحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او بأيدينا، فتربصوا انا معكم متربصون) (52: التوبة).



    الاسلام يعود

    وأخذ اليهود يشعرون ان شباب الامة بدأ ينظر اليهم نظرة حقيقية وانهم ليسوا اداء في أيدي الاستعمار فقط وانما هم - كذلك - كفار يقاتلوننا بكفرهم ويريدون هدم اسلامنا واستئصال مقدساتنا وتفريغ امتنا من وجودها الحضاري لتصبح العوبة في أيديهم. وفجأة كانت هذه النظرة، التي بدأت ترتعد لها فرائض ابطال (كامب ديفيد) من اليهود والنصارى ومن الذين والاهم!

    فكيف حدث ذلك، مع انهم انفقوا الاف الملايين عبر العقود والسنين، ليطمئنوا على كفر هذه الأمة وعدم عودتها الى دينها!؟

    والجواب في قوله تعالى: (ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون)(36: الانفال).

    ان صفحة جديدة قد فتحت في تاريخ الانسانية، بدأت تكتب على أيدي هذا الشباب المتعلم المسلم الذي بدأ يرتاد المساجد، ويلفظ أماكن اللهو، يتدارس القران ويرفض قصص اللهو الجنس، ويصوم في اليوم القائظ، تقربا الى ربه، ويعمل جاهداً ليكون جنديا من جنود الاسلام، بعد أن رأى الدنيا تتكالب على متع من النصارى واليهود: دنيا الكفار وأعوانهم تنتزع البقعة المباركة منهم، وتخرج المؤمنين من ديارهم ومن بيوتهم ومن مساجدهم بغيرذنب الا ان يقولوا: (ربنا الله).

    وكان كل ذلك غيبة الاسلام عن الساحة وابعاده عن المعركة، حتى يتمكنوا من اقامة دولة اليهود على الارض التي سجد عليها الشهداء، وارتفع من فوقها الأذان، وصلى على ترابها المصلون، وبكي في مساجدها المتضرعون. وما علم اليهود انهم جاءوا الى هذه الارض بقدرهم، وان الله ساقهم الينا لمصيرهم: (فاذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبوا ما علو تتبيرا)(7: الاسراء). ويقول الله جلت قدرته (وقلنا من بعده لبني اسرائيل: أسكنوا الارض، فاذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) (104: الاسراء). ويقول الرسول، صلى الله عليه وسلم‎: «لاتقوم الساعة حتى يقابل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون فيقول الحجر والشجر: (يامسلم ياعبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله) الا الغرقد فانه من شجر اليهود» .

    وهذه الدلائل، التي أشرنا اليها، تتمثل في ناحية ايجابية وأخرى سلبية، اما الايجابية فمظهرها في يقظة الشباب المسلم وعودته الى المساجد والى الاسلام والى الكتب التي الفها علماء المسملين في هذا العصر والتي تشرح علاج الاسلام لمختلف مشاكل الحياة، وفي هذا التحرك الجماهيري الذي بدأ هنا وهنك في بلاد المسلمين في ايران وفي تركيا، وفي مصر، الذي سيستمر حتى يكون سيلا جارفا، باذن الله، يذهب بالكيانات المصطنعة وبالأفكار المستوردة وبعادات الكفر التي قلدناها… يذهب بذلك كله الى مزبلة التاريخ لتعود امتنا امة واحدة، الله ربها ومحمد نبيها والقران كتابها والكعبة قبلتها وشريعة الاسلام دستورها وقوانينها وأنظمتها.

    اما الناحية السلبية - والتي تدل على الخير ايضا - فهي تتمثل في فشل الحركات القومية في بلاد المسلمين وفي فشل الاحزاب والدساتير والأفكار والمواثيق التي أرادوا لها ان تحل محل الاسلام، ولكن هذا كله كان ينافي الفطرة الاسلامية والفطرة الانسانية التي فطر الله الناس عليها. وحينما يأتي الله بالفتح او «أمر من عنده» وتتكشف الحقائق فيذهل المؤمنون الذين كانوا يظنوان في بعض القيادات خيراً ويرون في بعض الحكام ابطالاً، فيقول هولاء المؤمنين وهم في ذهول. (أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم انهم لمعكم حبطت اعمالهم فأصبحوا خاسرين) (53: المائدة).

    ان «الفئة القليلة القيادية»، التي تريد ان تتصدى لتغيير المجتمع، يجب ان يكون مثلها في ذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الراشدون الذين استمروا على تقشفهم بعد ان فتح الله الدنيا عليهم، وذلك ان الترف يقتل في النفس حوافز التحدي، لان النفس بطبيعتها والجسم بطبيعته يخلد للترف وينام في النعيم ولايقبل التحدي، لان في قبوله التحدي ما قد يؤدي به الى خسران الترف والنعيم وبما ان نفسه قد اعتادت الترف وجسمه قد استكان الى النعيم فيصعب عليه ان يتخلى عنهما، اما اذابقي على تقشف وعاش في الحد الادنى من المأكل والملبس فهو يقبل التحدي بسهولة لانه في تحديه لايخسر شيئا ولا تتغير عليه وسائل العيش وهو لم يقبل الترف، وكما ورد عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فيما روته عائشة رضي الله عنها انه كان يمر الشهر والشهران فلا يوقد في بيوت ازواج النبي، صلى الله عليه وسلم، النار وانما يعيشون على الاسودين (الماء والتمر)… فالنبي صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الراشدون عاشوا في الدنيا لا لينعموا بها ولكن ليصلحوها ويقوما الناس على درب الحق وعلى الصراط المستقيم.

    وهذه الفئة القيادية من أحباب الله لاتغتر بقوتها، ولا بقدرتها العقلية والفكرية وانما هي تعيش مع القرآن تتلوه، متعبدة به، وهي تقوم في جوف الليل تبكي متضرعة الى ربها ان يمدها بالقوة من عنده وفيما بين الليل والنهار لاتفتر عن الذكر: (يا ايها المزمل، قم الليل الا قليلا. نصفه او أنقص منه قليلا، او زد عليه ورتل القران ترتيلا. ان سنلقي عليك قولا ثقيلاً، ان ناشئة الليل هي اشد وطأ وأقوم قيلاً ان لك في النهار سبحا طويلا. واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا) (1- المزمل). وكان قيام الليل فرضا على النبي، صلى الله عليه وسلم، وعلى أصحابه ولكن أصحابه لايطيقون ما يطيق ولايقدرون على ما يقدر، فخفف الله عليهم قيام الليل فلم يبق فرضا وانما استعيض عن ذلك بتلاوة القرن: (ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه، وطائفة من الذين معك، والله يقدر الليل والنهار، علم ان لن تحصوره فتاب عليهم فاقرأوا ما تيسر من القران) (20: المزمل). وهكذا النفس المؤمنة تكون قريبة من الله. ان النفس التي تتحمل عبء التغيير ومقارعة الاحداث ومصادمة الظلم ومطاردة الظلام، لابد من لها من غذاء مادي وروحي… غذاء مادي - «حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه» - وغذاء روحي بدوام الصلة مع الله كما ورد في حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه). وهكذايعين الله أحبابه فلا يكلهم الى نفوس ولا يتخلى عنهم ما داموا معه صادقين وعلى الحق قائمين.

    وهذه الفئة التي اختارها الله أو سيختارها من أحبابه ينتقيها هو فتبرز فجأة قد صفت نفوسها وتعلق قلبها بربها. حينما يراها الناس يتعجبون من أمرها: كيف اختارها الله ولم وقع عليها الاختيار، فيجيب الله المتسائلينذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) (54: المائدة) فهو حر الاختيار، محيط بنفوس خلقه، عليم بخفاياهم (ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب اليه من حبل الوريد)(16: ق)، فهو يختارها وهويعلم خبايا نفوسها وحديث قلوبها ومقدرتها على تحمل العبء واستعدادها للقيادة.

    ثم تمضي الآيات لتبين للمؤمن من يوالي في الدنيا، فيكون ارتباطه به لاينفك عنه بعد ان بينت الآيات انه لاتجوز موالاة اليهود والنصارى لانهم يتآمرون على هذا الدين ولا يؤمنون بالله رب العالمين، ولا يؤمنون برسوله محمد، صلى الله عليه وسلم - وهو خاتم النبيين وآخر المرسلين - فتقول الآيات: يجب ان يكون ولاؤنا معشر المؤمنين لله: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهو راكعون)(55: المائدة) والولاء لله يقتضي الطاعة المطلقة، والعبودية الحقة، وان يوحد فيه الاولوهية، وان يوحد الربوبية، وتوحيد الألوهية الا يشرك مع الله احداً في العبادة، فلا يعبد الا الله، ولا يسجد الا لله، ولا يستعين الا بالله، ولا يستغيث الا بالله، فاذا صفت في نفسه العقيدة فتعلن قلبه بالله، اتبع اوامره واجتنب نواهيه في كل شؤونه، وتوحيد البربوبية هو الاعتقاد بان الله هو النافع وهو الضار وهو الرزاق وهو المحيي وهو المميت. فذلك فالولاء لله يقتضي نبذ الشرك. فلا يشرك مع الله اله اخر من بشر او شجر او أفلاك او زعيم او فكر اوعلم او حزب من هذه الآلهة المتعددة التي عبدها الناس من دون الله، وكذلك لايعبد المال كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة»… وبعد ان نوالي الله جلت قدرته نوالي رسوله فنتبع ما أمر به ونتقيد عما نهى عنه ونقتدي به في حياته وسلوكه، وولاء الرسول هومن الولاء لله… يقول الله: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) (31: ال عمران) ولذلك فان الدعوة الكافرة المشبوهة التي قال بها بعض ممن يزعمون الاسلام ونادوا باعتبار القران فقط وعدم الاعتراف بالسنة النبوية، وهم يظنون انهم قد أتوا بجديد، وهو لايعلمون انهم يسيرون على درب قوم سبقوهم بالضلال فنادوا بالقران فقط وانهم لايعترفون بالسنة… هي دعوى يراد بها هدم الاسلام من أساسه بانكار السنة اولاً تمهيداً لانكار القران فيما بعد. والسنة هي وحي: (قل انما انا بشر مثلكم ويوحي اليّ) (110: الكهف). ولذلك فيما يتعلق بالتشريع كان النبي، صلى الله عليه وسلم، لايقره ربه على خطئه وان كان هو سيد البشر فقد كان يصيبه ما يصيب البشر من الغضب او الحزن او الهم فيتخذ قراراً لايقره ربه عليه، فهو، صلى الله عليه وسلم، حينما رأى عمه حمزة وقد مثل به المشركون وبقروا بطنه ولاكوا كبده غضب لمنظر عمه، وحزن على عمه وهو الفارس المقدام أسد الله وأسد رسوله دافع عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وعن الاسلام، فكان طبيعياً ان يغضب لمنظر عمه، فكان طبيعياً ان يغضب للتمثيل به وهو سيد الشهداء فقال: «والله لئن أظهرني الله عليهم (يعني المشركين او قريش) لأمثلن بهم مثله لم تعرفها العرب قط». فنزل عليه قول ربه مؤدبا له: (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، واصبر وما صبرك الا بالله، ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون، ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) (126-128: النحل) فيصعد النبي، صلى الله عليه وسلم، المنبر ويقول «كنت قلت لكم كذا وكذا وقد أنزل الله علي هذه الآية» ثم تلاها وأعلن للناس انه سيصبر.

    إذن السنة وحي ولكنه وحي لم ينزل بلفظه ولايتعبد بتلاوته. والقرآن جاء بالقواعد الكلية لتشاريع الاسلام، وأما التفاصيل ففسرها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقوله أو فعله أو سكوته عن عمل أمامه او اقراره لعمل عمل امامه. فالله قد أمر في القرآن بالصلاة والرسول نزل نزل عليه جبريل عليهما السلام فامه خمس صلوات في اليوم والليلة وبين له عدد ركعاتها وسجداتها وقيامه وقعودها، ثم ام الني، صلى الله عليه وسلم، المسلمين في هذه الصلوات الخمس وقال لهم: «صلوا كما رأيتموني أصلي».

    والقران امر بالزكاة، وجاء النبي، صلى الله عليه وسلم، فبين مقاديرها في الذهب والفضة وفي عروض التجارة وفي الابل والغنم والبقر. والاسلام امر بالصوم وبين تفاصيله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهكذا كل أحكام الشريعة وفروضها ونوافلها، فمن أنكر ان الصلوات الخمس مثلاً لأنها لم ترد في القران فقد أنكر ماعلم من الدين بالضرورة وانكر المتواتر الذي نقلته الامة عن رسول الله فنقله اصحابه عنه ثم التابعون ثم تابعوهم وهكذا الى ان وصل الينا… فمن أنكر ذلك فقد انكر المتواتر، ومن أنكر المتواتر فقد كفر.

    وليس هناك علم من العلوم في تاريخ الانسانية كلهاتعب عليه اهله في جمعه وتمحيصه وبيان صحيحه من الموضوع والقوي من الضعيف حتى تفرع «علم الحديث» الى عدة علوم: «علم الحديث» في حد ذاته وعلم «الرجال» وعلم «الجرح والتعديل»، ووضعت شروط قاسية لاخذ الحديث وألفت كتب كثيرة في جمعه، اشهرها الكتب الستة المعروفة والله سبحانه وتعالى يقول آمراً المؤمنين: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (7: الحشر). أذن احباب الله هم الذين يؤمنون بالله وما انزل من كتب وما أرسل من رسل: (قولوا آمنا بالله وما أنزل الينا وما أنزل الى ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) (136: البقرة).

    ولذلك أي انسان يكفر بالله ورسوله وبالاسلام فيعتنق مبدءاً غير الاسلام او لا يؤمن بصلاحية الاسلام لتنظيم الحياة او يعتقد ان الاسلام يحب ان يحصر في المسجة وليس له دخل في السياسية ولا القيادة ولا تنظيم علاقات الناس المختلفة فقد كفر. ويجب ان نقطع العلاقة معه الا أن ندعوه بالحسنى، ان كان من أهل الكتاب. وان كان اصله مسلماً فقد ارتد والمرتد معروف حكمه في الاسلام وهو القتل بعد مناقشته واتسجابته ثلاثة ايام.

    ولقد خرج علينا المضبوعون بالثقافة الغربية ومن الحكام عملاء الغرب بالدعوة الى «توحيد المؤمنين بالله» من أصحاب الاديان المختلفة حتى يعملوا جبهة أمام الاتحاد السوفياتي الشيوعي. وهؤلاء لايتورعون ان يقولوا عن اليهود انهم مؤمنون وعن النصارى انهم مومنون مع ان الايمان في الاسلام هو الايمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاة خيره وشره من الله تعالى. واليهود والنصارى غير «مؤمنين» في نظر الاسلام لانهم لايومنون بنبوة محمد، صلى الله عليه وسلم. ولايؤمنون بالوحدانية. فالنصارى يقولون التثليث، واليهود يقولون ان الغزيز ابن الله، والنصارى تقول ان المسيح ابن الله، وهم في نظر الاسلام يجب ان يعتنقوا الاسلام ان أرادوا ان يكونوا في عداد المؤمنين الناجين… نعم نحن لانكرههم على دينهم: (لا أكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، والله سميع عليم) (256: البقرة).

    ولذلك لايجب ان نداهن أحداً من غير المسلمين او نكذب عليه وعلى الله وعلى انفسنا فنقول عنه أنه «مؤمن» مجاملة من أجل دنيا او مصلحة او رزق: (أفبهذا الحديث انتم مدهنون وتجعلون رزقكم انكم تكذبون)… صفات هؤلاء المؤمنين الذين آمنوا بالله وبرسوله انهم يقيمون الصلاة في أوقاتها ويؤدون الزكاة في أوقاتها وصفاتهم انهم لايركعون الا الله. والنتيجة الحتمية لمن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا أنه يصبح من حزب الله ويترك حزب الشيطان لأن المؤمنين بعضهم اولياء بعض، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. والكفار بعضهم أولياء بعض، مهما تنوعت أسماؤهم ومهما كان جنسهم ومهما كانت لغتهم ومهما كان موطنهم.
                  

العنوان الكاتب Date
زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 07:48 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية عمر الفاروق02-21-07, 07:51 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 07:57 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:00 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية الصادق صديق سلمان02-21-07, 08:02 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:03 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:06 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية عمر الفاروق02-21-07, 08:06 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:07 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:09 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:12 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:13 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:18 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:20 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:23 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:28 AM
  Re: زوال إسرائيل ,, حتمية قرآنية samo02-21-07, 08:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de