د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 08:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-10-2007, 06:33 PM

محمد يسن علي بدر
<aمحمد يسن علي بدر
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة (Re: محمد يسن علي بدر)


    عامان من السلام : حساب الربح والخسارة (22)
    الوحدة الجاذبة: مسئولية من ؟ (أ)

    حوار الطرشان وتعسير الوفاق
    مغالطات وتخليط وتزيد أسهمت كلها بدرجة كبيرة، ليس فقط في جعل الحوار بين طرفي الاتفاقية ومعارضيها حوار طرشان ، بل عَسرت عملية تحقيق الوحدة الوطنية التي دعت لها الاتفاقية ، وقللت من حيز السماحة اللازمة للاصطلاح على ميثاق عمل وطني خلال الفترة الانتقالية عبر لقاء جامع . ولوكان هناك ما يشي بأن الحوار في ذلك اللقاء سيكون حواراً هادفاً لكنا اليوم في وضع أفضل . فاتفاقية السلام الشامل جهد بشري ، وككل جهد بشري هى قابلة للنقد والتقويم . تلك الاتفاقية ، كما قلنا ولانني أكرر ، تناولت الدستور والقوانين ، ونظام الحكم بتقاطعاته الافقية والعمودية ، والتمكين الاقتصادي للولايات وأدوات مراقبته وضبطه ، والتشكيل الدستوري للتنوع الثقافي بما في ذلك حقوق الجماعات الدينية المتنوعة . هذه القضايا ظلت تؤرق الحكم منذ الاستقلال ، وتعددت المحاولات لمعالجتها دون نجاح . وما كنا لنسأل عن اسباب الفشل بالأمس ، أو دواعي النجاح اليوم ، لولا التزيد من جانب بعض السياسيين ، أو الجهل من جانب بعض المعلقين.وعاب علينا نفر من كُتاب الانترنت وغيرهم رمينا للبعض بالجهل بالاتفاقية ، رغم انا لم نكن نقف في منبر وعظ ، أو نصدر أحكاماً معممة على البشر ، أو نسجل خطرات وقعت على البال . ما سجلناه من حقائق هو نتاج للقراءة المتمعنة للوثائق ، والفحص الدقيق لما أورده الناقدون حولها ، ثم إبانة فساد منطقه . وما أبديناه من رأي مهدنا له بكلمات مثل نزعم ، نحتسب ، نظن ، في تقديرنا ، وكلها كلمات تعبر عن وجهة نظر . فمن أراد أن يجادل حولها عليه أن يأتي بما يفندها بدليل أقوى وبرهان أنصع . كما أنا ، في اطار النقد والتحليل ، أشدنا في اكثر من مقال بصحف تناولت الاتفاقية بدراية ومسئولية ، وبسياسيين نقدوها نقداً موضوعياً رشيداً ، في ذات الوقت الذي اعترفوا فيه بما حققت من انجاز . الى جانب ذلك ، تناولنا بالتحليل تعليقات محددة على الاتفاقية جاءت من أناس في مواقع مختلفة سميناها وسميناهم باسمائهم ، ثم أبنا التناقض بين ما جاءوا به من رأي وبين نصوص الاتفاقية التي لاخفاء فيها . وبما ان الاتفاقية تمثل اعادة لصياغة للدولة السودانية ، فان الجهل البسيط ، أي عدم العلم بمفرداتها ، يصبح خطباً جللاً ، ناهيك عن الجهل المركب ، أي الاعتقاد حولها بما لا يطابق الواقع . ومن يتطاول على ذلك ، قمين بأن يُضرب بالمِقرَعة، أي العصا التي يجلد بها صبيان الكتاتيب ، وليس فقط بأن ينقذ . فهموم الوطن الكبري أخطر من أن تترك للكتاب العشوائيين . أما التزيد فهوفي حقيقته تجاوز لما يقبله الواقع ، وجفول عن مجابهة النفس بالحقيقة . ولعل اخطاءنا منذ الاستقلال تعود الى نفورنا عن القراءة الناقدة لواقعنا ، وعدولنا عن السمت الواضح في مسلكنا ، وشرودنا من الاعتراف بالخطأ أو القصور في تجاربنا. وفي قول للفيلسوف الالماني نيتشه : ''الاخطاء التاريخية تنجم دوماً عن العجز عن مجابهة النفس بالحقائق '' .
    ________________________________________
    نري أيضاً ، في تعقب بعض المعلقين المتعجلين لما كتبنا من مقال حتي هذه اللحظة ، تبرماً بالتفصيل الذي ذهبنا اليه حول الاتفاق ، أوالتدقيق في مواقف ناقديه وقادحيه . ولعلهم كانوا يتمنون علينا أن نسلك معاجيل الطرق ، أي اقصرها ، حتى نصل الى نتيجة تتوافق مع ما يرتأون . هؤلاء ، في تقديرنا ، يبحثون عن عُجالة يتزودون بها ، وليس ذلك من خطتنا . آخرون همهم ، فيما يلوح لنا ، هو استعجال رأي الكاتب في مخرج صدق لبلادنا من مأزقها الراهن . البحث عن ذلك المخرج هو غايتنا ، إلا أن العَجَلة في عظائم الأمور هي فُرصة العجزة . فعنوان هذه المقالات هو ''حساب الربح والخسارة'' في اتفاقية السلام الشامل، وذلك الحساب لا يتم الا بجرد لما أنجزنا ومالم ننجز . والجرد إحصاء دقيق ومراجعة متريثة . فالذين يتمنون ان نعجل الى رؤاهم ليرضوا يفرضون علينا غير ما عزمنا عليه .

    أما لبثنا عندما يحسبه البعض تاريخاً مثل مواقف القوى السياسية ، بله ، بعض القادة السياسيين والمؤثرين على الرأي العام ، من الاتفاقية ، فامر ذو ضرورة قصوى . ولعل من أكثر ما أمرض السياسة السودانية الفتور عن تقبل الحقيقة ، والازورار عن امتحان الآراء والمقالات . شعار الكثير من هؤلاء هو: ''قل كلمتك وأمشِ''. ونقول: ''يمشي وين ؟'' طق الحنك ، وبفصاحة مدهشة ، داء عضال ابتلينا به . ولن نحسن القيام على علاج ذلك الداء الا بامعان النظر في المقالات ، وامتحان الافكار والآراء. ان لم نفعل فستطل الروطروطيقا الفارغة تطغى على الخطاب السياسي ، وتتسيد المنابر.

    وعلى أي ، فمن من بين ما اطلعنا عليه ، ونحن نعكف على تسطير هذه المقالات ، مقالين لصحافيين ذوي فطانة . تجودنا في مقال لياسين حسن بشير قوله : '' اتفاقية السلام الشامل ، مهما سجلنا على هوامشها من ملاحظات ، ستظل هى من أهم انجازات الحركة الوطنية السياسية في تاريخ السودان الحديث . فبالاضافة الى انها اوقفت الحرب ، فقد تناولت بالتفصيل أهم قضايا السودان المؤجلة منذ فترة ما قبل الاستقلال . لذلك يعتبر الحرص على تطبيق نصوصها بالشكل الصحيح والسليم وفي الوقت المحدد هو أمر وطني له الاولوية القصوى . وتوقيع الاتفاقية بواسطة طرفين لا يقلل من اهميتها لأننا نعلم جيداً ان روح ونصوص الاتفاقية قد جسدت الرؤى والافكار والتطلعات التي سعت القوى الوطنية لتحقيقها منذ فجر الاستقلال '' ( السوداني 17 / 1/ 2007 ) . المقال الثاني للصحافي البريع فضل الله محمد ، الذي عننه '' حزب المتربصين بالسلام '' . قال فيه '' لماذا هذا التربص المتشائم بمسيرة تطبيق اتفاقية السلام الشامل؟ لماذا يتزايد يوماً بعد يوم ، عدد المتخصصين في اصطياد ثغرات التطبيق والذين يستغلون اختلافات التفسير لكهربة الساحة الوطنية وجر الموقعين على الاتفاقية لنقض غزلهم بيدهم '' ( الخرطوم 18/يناير 2007 ) . من قائمة هؤلاء المتربصين لم ينج من نقد فضل الله حتى بعض طرفي الاتفاق ممن لم يدركوا بعد أن بقاء السودان واستقراره أهم من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ( الخرطوم 24/1/2007 ) . وفي الحالتين كان فضل الله صادقاً.

    الحقيقة الناصعة والخبط في الظلام
    بعد كل ما سبق من تفصيل وتحليل للاتفاقية ، ثم كشف عن تهافت الدعاوى حولها ، أنجافي الصواب ، أو نرمي أحداً بالبهتان، إن قلنا إن الغيرة وحدها قد تكون هي الحائل بين بعض من أسماهم فضل الله بالمتربصين ، وبين ادراك الحقيقة الناصعة ، كان هؤلاء من معارضي الاتفاقية من خارج الحكم ، أو من داخله ؟ في حالات أخرى ، عجز عن إدراك الحقيقة الناصعة أناس لا يريدون سلاماً الا على أنقاض الانقاذ . ولوكنا من الحكائين لكتبنا لارضاء احلام هؤلاء أقصوصة عنوانها '' يوم سقوط الانقاذ '' . ولكنا ، لسوء حظهم ، لسنا من الحكائين ، وانما نحن باحثون نستقصي في أمر اتفاق هو، في جوهره ، الأجندة العملية الوحيدة لانهاء الشمولية ، وتحقيق التحول الديموقراطي ، وأهم من ذلك ، معالجة مشاكل السودان المو منذ الاستقلال . تلك المشاكل ، فيما نرى ، لا تحتل أي موقع في هموم اولئك الذين أوقعتهم القراءة الخاطئة للواقع في وهوم بواطل ، والا فليتناولوا في نقدهم للمقالات ، ولوفي جمل اعتراضية ، ما حققته الاتفاقية بالنسبة للامركزية الحكم ، وتمكين الولايات ادارياً ومالياً بعد محاولات عديدة بدأت بمقترحات المائدة المستديرة المجهضة (1965) وانتهت بالنظام الولائي الذي اوجدته الانقاذ وظل جهاز التحكم فيه في الخرطوم . هذا الي جانب الاعتراف بالتنوع الثقافي وتشكيله دستورياً ، ووضع اطار نموذجي لحل المشاكل الملتهبة في السودان : دارفور وشرق السودان نموذجاً . هذه الاتفاقية أيضاً هى قمة منظومة متكاملة من الاتفاقيات مع نظام الانقاذ وليس مع أي نظام غيره : حزب الأمة في جيبوتي ، التجمع الوطني في القاهرة ، حركة الشرق المسلحة في اسمرا ، وحركات دارفور المسلحة في ابوجا وطرابلس . فبأية قوة يريد أصحاب هذه الرؤى الكاذبة أن يدمروا نظام الانقاذ .

    حقاً ، عند قراءتنا لأسماء اولئك الواهمين لم نجد من بينهم واحداً تطوع للعمل في صفوف القوى التي كانت ، وما انفك بعضها، يحارب نظام الانقاذ ، كان ذلك في الشمال أوالجنوب أوالشرق أوالغرب ، ليسهم معها في اقتلاع ذلك النظام الذي ما انفكوا يذكرون الناس بجوره وطغيانه . أغلب هؤلاء المناضلين الارائكيين آثر في سنوات المغالبة الانكفاء ليعوس على نفسه أو عياله من مهنة امتهنها في عواصم العالم ، ولا ضير في ذلك . الضير يقع عندما يجعل هؤلاء من أنفسهم أبطالاً من منازلهم ، ويتزيدون بتلك البطولة الزائفة على من وهبوا عمرهم في المشرق والمغرب لتحقيق سلام عادل في بلادهم.

    كم كنا نتمنى لو أن أي واحد من هؤلاء أجلى على الناس مشروعه العملي لازالة '' النظام الجائر ''. بدلاً من القول : ''هذا النظام يجب أن يذهب قبل كل شئ'' . حقيقة الأمر ، أن اكثر ما يضطغن هؤلاء على الحركة هى أنها لم تقرر المضي في الحرب حتى آخر جندي من جنودها بالرغم من أنها لم تعرف لواحد من هؤلاء الابطال بزعمهم ، طوال سني الحرب ، اسهاماً في دعم جهودها . وقد آن الاوان لنقول لهؤلاء إن الاوطان لا تحرر بدم مستعار ، كما أن الرأي النصيح الذي نبديه لا يفنده سقط القول والتهتار ، والهتر ثروة سفهاء لم يحسن آباؤهم تأديبهم ، وهؤلاء لن يفتح الله صدورهم أبداً لدرك الحقيقة أو التسليم للحق.

    قلنا إن هؤلاء وغيرهم اعشت الأوهام ابصارهم عن رؤية الحقيقة الناصعة ، والحقيقة الناصعة هى ان اتفاقية السلام الشامل ، بصرف النظر عمن صاغها ، هى الجهد الوحيد المتكامل منذ الاستقلال لمعالجة كل القضايا التي أججت الحروب ، وقادت الى الانفجارات الاقليمية المتوالية ، ورمت بالسودانيين في مهامة سحيقة . وكأن الذين يتمنون لذلك الجهد أن ينهار لا يعنيهم في كثير أو قليل ما سيلحق ببلادهم من جراء ذلك الانهيار . أهي الغيرة ؟ ربما ، فالغيرة غَم'' يلحق بالانسان بسبب خير أو نجاح حُظي به غيره أو حرم منه ، وهي داء قديم . ومن الناس من حسد حتى الذين قذف الله بنور في قلوبهم وفضلهم على العالمين . ذلك كان هوحال بني هاشم في ظن سهيل بن عمرو. فعندما لزم رسول الله (صلعم) الفراش استبشر بذلك ابوسفيان بن حرب . قال له سهيل : '' والله اني لأعلم ان هذا الدين سيمتد امتداداً كالشمس من طلوعها الى غروبها ، وانت تعلم ما أعلم ، ولكنه حسد بني هاشم الجاثم على صدرك'' . الندم في هذه الحالات أجدى كثيراً من الغيرة والحسد
    اذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً
    ندمت على التقصير في زمن البذر
    ففي الندم تلهف لاستدراك ما فات.

    الوحدة القسرية
    في البدء نقول لئن ارتحلنا الى قرنق ، كما قال السيد الصادق ، فانا لم نفعل هذا لكيما ينفصل الجنوب عن الشمال ، وانما لنرسي دعائم الوحدة الصحيحة بين أجزاء القطر كلها، وليس فقط بين الجنوب والشمال ، وعلى أسس جديدة . ما نتغيأه ، اذن ، هو وحدة بين الشمال والجنوب ، وفي داخل الشمال نفسه ، بين الوسط والشرق والغرب حتى يصبح السودان وطناً يتسع للجميع ، ويرى كل سوداني وجهه فيه . وموضوع الوحدة بين الشمال والجنوب ، واستدامتها في بقية انحاء القطر ، ما كان ليصبح أمراً مستعصياً ، كما أن موضوع الانفصال ما كان ليصير مشكلة لولا سياساتنا المتخبطة وأحكامنا الجوائر . فالحروب التي كانت تدور رحاها على مدى نصف قرن ، حتى بعد خمسين عاماً من رحيل الاستعمار ، كانت تدور في أرض الجنوب ، إذ استقر في ذهننا السياسي منذ مذكرة مؤتمر الخريجين ان الجنوب ''العزيز'' جزء لا يتجزأ من السودان . لو قلنا يومذاك أن من حق الجنوب أن يذهب ، إن كانت تلك هي رغبة اهله ، فلانفصل عن الشمال كما انفصلت الباكستان عن الهند ، وسنغافورة عن ماليزيا ، ومالي عن الاتحاد المالي الذي كان يجمع بينها وبين السنغال . الثبات عند الوحدة بأي ثمن هو قرار شمالي ، كان له مؤازرون في الجنوب قليل عديدهم كما اثبتت الانتخابات النيابية عبر السنين.
    السياسة المتخبطة والأحكام الجوائر تبدت ، أكثر ما تبدت ، في الوعود التي ما وضعت الا لتنقض ، وفي العهود التي ما مهرت إلا لتمحى. ذلك تاريخ قلنا ، وقال عنه آخرون ، الكثير. ولو أوفينا بأي واحد من تلك الوعود ، اوالتزمنا بأي عهد من العهود ، لما كنا في الوضع الذي نحن عليه اليوم . ومنذ السبعينات ظللنا ندعولاقتراب جديد من قضية الوحدة عماده الاعتراف بخطأ السياسات التي كنا ننتهج تجاه الجنوب ، والاقرار بحقوق أهله المشروعة حتى انتهينا الى اتفاق اديس ابابا (1972) ، وهو واحد من آثار مايوالتي لم يجرؤ أحد على محوها حتى قيام نظام الانقاذ . وعلنا نضيف هنا ، أنه عند توقيع اتفاقية اديس ابابا (1972) ، والتي لم تحقق للجنوب عُشر ما حققته اتفاقية السلام الشامل ، كان هناك من المايويين من لم ترضه الاتفاقية فسعى للالتفاف على بنودها ، وتجفيف موارد التمويل اللازمة لإنفاذها . الا ان الرئيس نميري وضع كل ثقله خلفها وألح على تنفيذها بحذفارها. ولهذا حققت تلك الاتفاقية سلاماً دام عشر سنوات ، وما اندلعت الحرب من جديد إلا بسبب الإخلال بما نصت عليه الاتفاقية . وعلى كل ، فبمجئ نظام الانقاذ بلغ الاستقطاب الشمالي/الجنوبي أقصى مراحله بسبب تديين الحرب ، فتفجرت ضَروساً مُهلكة .

    وبصرف النظر عن الوعود والعهود لم يكن دأبنا في حروب الجنوب هوالعنف فقط ، بل ايضاً تأليب القبائل ضد بعضها ، كل إلبٍ منها ضد الآخر يُقَتل بعضهم بعضاً . ذلك كان هوالدرس الأول الذي حفظناه عن ونجت باشا ، مبتدع سياسة فرق تسد في السودان . بيد أن ونجت لم يكن ينتمي الى اي قبيل سوداني ، فقبيله ، في ظنه ، أمة تعلو على الأمم.

    كان ونجت ، في مراسه السياسي ، يلعب بالقوى الواحدة ضد الأخرى: المسيحيون في الجنوب ضد المسلمين في الشمال ، وزعماء الطوائف الدينية ضد الافندية ، والزعامات القبلية ضد الحركة الوطنية التي بزغت بعد ثورة 1924 ، وقيادات الطوائف الدينية ضد بعضها البعض ، حتى أصبحت سياسته هي حرب الجميع ضد الجميع . اما الونجتيون الجدد فقد حولوها الى تقتيل الجميع للجميع وعلى امتداد اغلب العهود: القبائل الاستوائية ضد القبائل النيلوية ، النيلويون ضد بعضهم البعض: النوير ضد الدينكا ، القبائل الرعوية الشمالية ضد رصفائهم في الجنوب . وبتلك العبقرية الشيطانية انتقلنا الى دارفور فحملنا الرُحل منهم على حرب اخوتهم المقيمين الذين تعايشوا معهم في أمن وأمان طوال القرون . هذا التاريخ الدموي الذي لم نتفوق فيه على ونجت باشا فحسب ، بل تفوقنا فيه على أنفسنا ، ينبغي أن لا يتيح لأي مسئول عنه أن ينام نومة هانئة في مخدعه ، كما ينبغي أن لا يغيب عن ذاكرة من يدعو لوحدة القطر ، ويصر عليها.

    نوازع الانفصال
    والآن ، وقد مَنَ الله علينا بوعي متأخر توصلنا عبره الى اتفاق استهللنا كتابه بالاعتراف بأخطاء الماضي ، وحققنا بذلك ما عجزنا عن تحقيقه بالعنافة ، فمن الحكمة أن نعض على ثمرة ذلك الوعي بالنواجذ ، وأن لا ننظر لحق تقرير المصير للجنوب وكأنه شَجَاً في الخلق ''عَسِراً مخرجه ما ينتزع'' . فتقرير المصير وليد طبيعي لخرق العهود والامعان في العنف طيلة نصف قرن من الزمان . ذلك تاريخ خلفناه وراء ظهورنا واتفقنا ، شمالاً وجنوباً ، على اعطاء الوحدة فرصة أخيرة ، نعم فرصة أخيرة . هل هناك ماسيدفع الجنوبيون للإنفصال ، رغم الأرضية المتينة التي أرسينا في اتفاقية السلام لكيما تكون الوحدة خياراً جاذباً ؟ إن كان الجواب نعم فمن حق الناس أن يعرفوا من أين تجئ المخاطر اليوم . لقد تواترت التخمينات حول نتائج تقرير المصير في الجنوب ، ولَما تنقضِ بعد نصف الفترة الانتقالية . وذهب أغلبها حتى من جانب بعض المشاركين في صنع الاتفاقية ، الى أن خيار الانفصال هوالأرجح . من ذلك قول الدكتور أمين حسن عمر لإحدى الصحف : '' إن الانفصال هو الخيار الأقرب بالنسبة للجنوب '' ( الصحافة 10/1/2007 ) . ونسأل ، ان كان الخَمن صحيحاً ، لماذا هو الأقرب ؟ في بدايات هذه المقالات تحدثنا ، ليس فقط عن مقومات الوحدة الجاذبة ، بل أيضاً عن ضرورة استبطان روح الاتفاقية . رغم ذلك مازال بعض من المعلقين يتحدث عمن هوالمسئول عن جعل الوحدة جاذبة أهوالشمال ؟ أم الجنوب ؟ أو كلاهما ؟ في الحالتين، ما الذي نعني بالشمال ؟ وما الذي نعني بالجنوب ؟ بلغة كتب المطالعة التي تعلمنا منها الكثير في مناهج الدراسة الابتدائية ، رد الله غربتها ، لا يمكن أن يكون المسئول في الجنوب هو منقو زمبيري في يامبيو بجنوب السودان ، أو طه القرشي في الجزيرة بشمال السودان . المسئول الأول هما طرفا الاتفاقية ، تليهما القوى السياسية الأخرى ، ثم مكيفو الرأي العام .

    لقد منحت الاتفاقية جنوب السودان ، كما أبنا ، سلطات لم تمنح له في أي زمان مضى ، ومكنته مالياً من أن يمارس تلك السلطات دون حاجة لدعم من المركز ، ووفرت له ضمانات عضوية مثل الجيش المستقل والحرية في التعاون الخارجي دون إخلال بالنظم القومية ، كما مكنته دستورياً من أن يلعب دوراً على الصعيد القومي بقدر لم يتح له من قبل . الى جانب ذلك وفرت الاتفاقية، مناخاً ديموقراطياً تتساوى فيه الحقوق لكل قوى السودان السياسية ، بما فيها القوى الجنوبية ، بصرف النظر عن فوارق العرق والدين والثقافة والاقليم ، وبالقدر الذي يمكنها من التباري لكسب ثقة الشعب عبر انتخابات حره. هذا الأخير ، يرمي بنا للحديث عن حقوق المواطنة التي فصلتها الاتفاقية وتبناها الدستور في وثيقة الحقوق . فما الذي يدعوالجنوبي للبقاء في وطن لا يوفر له حقوق المواطنة الكاملة على الوجه الذي جاءت به في الدستور الذي شارك في صوغه . عناصر الوحدة هذه لا تقبل الاصطفاء والانتقاء ، فبينها جميعاً رابطة عضوية .تتيح الاتفاقية أيضاً لأهل الجنوب، عند نهاية الفترة الانتقالية ، ممارسة حق تقرير المصير ليقرر اهله بمحض ارادتهم إما البقاء في الدولة السودانية التي حددت اتفاقية السلام معالمها ، أوالانسلاخ عنها إن عجزنا عن تحقيق جاذبية الوحدة وفق ما نص عليه الاتفاق . ولا نحسبن ان أي جنوبي رشيد سيختار الانفصال ان تحققت هذه العناصر . ذلك هوالفهم الذي انطلقت منه الحركة ، منذ التوقيع على بروتوكول ماشاكوس ، مؤكدة التزامها بالعمل من أجل الوحدة وفق تلك الأسس . وما فتئت تؤكد ذلك الموقف . آخر التأكيدات هو ما جاء في حديث رئيسها ، سلفا كير ميارديت ، في المؤتمر التنظيمي الاول لقطاع الشمال بالحركة . ففي ذلك الملتقى قال قائد الحركة : ''لقد حاربنا الانفصاليين في الجنوب ولما هزمناهم جاءوا الى الخرطوم فمدتهم بالسلاح والمال لمحاربتنا''. كما أشار الى الحملات المتتالية لتبغيض الجنوبيين لدى المواطن الشمالي والدعوة لطردهم من الخرطوم ، العاصمة القومية لبلادهم . لهذا يصبح أي تساؤل عن ما الذي تعنيه الحركة بالوحدة تسأولاً مشتبهاً أمره .

    الأضلاع الثلاثة للبرتوكول
    بروتوكول ماشاكوس مثلث ذو ثلاثة أضلاع : الضلع الأول هو اقرار حق الجنوب في حكم ذاته بسلطات واسعة ، وفي ظل دستور يفصل الدين عن الدولة وفق رغبة أهله . لذلك ، فان أية محاولة للانتقاص من الحقوق التي كفلتها الاتفاقية للجنوب ، أو تخذيل حكومته في محاولتها لممارسة السلطات التي منحتها له تلك الاتفاقية ، أوتوصيف ممارسة تلك السلطات التي أقرت دستورياً بأنه طلقة البداية في الانفصال ، مؤشرات توحي بالتملص من الاتفاق ، وتلبيس يعمق من عدم الثقة .

    الضلع الثاني هوجعل الوحدة خياراً جاذباً ، وبصفة خاصة لشعب جنوب السودان (الفقرة 551 من البروتوكول) . هذا أمر أوفيناه حقه من الشرح ، وان كان لنا ان نضيف شيئاً من أجل التوكيد ، فذلك هو إكمال مقتضيات التحول الديموقراطي ولما ستوفره من ضمانات لحقوق المواطنة على امتداد القطر . لا يدفعنا الى ذلك التوكيد الا الترخص الذي لمسناه في مقولات بعض المسئولين حول هذا الموضوع ، وكأن المراد من الاتفاقية هوايقاف الحرب في الجنوب حتى يستقل من يريد أن يستقل بالشمال ليمارس فيه ضلالاً قديماً.

    الضلع الثالث هو حق تقرير المصير ، وتقرير المصير آلية يختار بها مواطنو الجنوب إما الانفصال عن الشمال أوالبقاء فيه وفق نظام الحكم الذي أرسته الاتفاقية ، وليس خياراً . بيد أن هناك كثيراً من الجنوبيين ، بمن فيهم قلة من منسوبي الحركة ، تتحدث عن تقرير المصير وكأنه مرادف للإنفصال . وان كان من حق انفصاليي الجنوب الدعوة للانفصال كخيار أول باعتبار أن هذا هو خيارهم ومذهبهم ، الا ان التلويح بالانفصال من جانب أي منسوب للحركة ، ناهيك عن مسئول فيها ، فيه شية من خرق للاتفاق . لابد من الاعتراف أيضاً أن بين مسئولي الجنوب المنتمين للقوى السياسية الأخرى فئة لم تأبه يوماً بوحدة القطر ، وهؤلاء يتصرفون اليوم من موقع المسئولية وكأن السودان أصبح قطرين مستقلين ، بالرغم من التحذيرات المتتالية لهم من رئيس حكومته بأن السودان مازال دولة واحدة . ولعل الذين شهدوا الرجل عن مقربة يدركون حساسيته نحو هذا الأمر ، حتى فيما يتعلق بالرموز مثل حرصه على رفع العلم الوطني الي جانب علم الجنوب في المناسبات التي يشارك فيها . من فضول القول أيضاً توغل نفر من الجنوبيين في صحافة الخرطوم التي تصدر باللغة الانجليزية ممن لم يكونوا أبداً جزءاً من الحركة طوال سني نضالها في اصدار الاحكام السالبة على تأكيدها لخطها الوحدوي ، ليس فقط وفق ما قالت به الاتفاقية ، بل أيضاً ما تضمنته مواثيقها منذ نشأتها ، أو حول نشاط الحركة في الشمال بدعوى أن هذه المواقف تتعارض مع أشواق أهل الجنوب للانفصال . ورغم أنه لا تثريب على أي جنوبي انفصالي أن يدعولما يريد ، الا أن التوغل في شئون تنظيم سياسي ظلوا عنه بمبعدة في وقت كان فيه للكلام ثمن فضول غير مستحب.

    ا.... وللاتفاقية روح
    العوامل التي تقود الى تنامي النعرة الانفصالية في الجنوب ليست هي الخلافات بين طرفي الاتفاقية في تفسير نصوصها ، أو في الاسلوب الذي تم به تطبيق هذه النصوص ، فللاتفاقية آليات تعالج عبرها هذه الخلافات . الذي يقود الى ذلك امور لا تدخل في صميم الاتفاقية وأشراطها ، وانما تمس روحها وتقلل بذلك من عوامل الثقة بين مواطنى شقي القطر . مثال ذلك الممارسات التي يرى فيها الجنوبيون ، بوجه عام ، استصغاراً لهم ، بل اساءة اليهم ، في عاصمة السودان القومية . ولولم يكن الأمر يمس وتراً حساساً في قلوب ابناء وبنات الجنوب لما تحدث عنه سلفاكير في مؤتمر قطاع الشمال .

    وفي المقالات السابقة أوضحنا نماذج لذلك الاستصغار وتلك الاساءة . لهذا يصبح السؤال عَما يفعل الجنوبيون لجعل الوحدة جاذبة سؤالا مشتبهاً فيه عندما يجئ من جانب اولئك الذين ما فتئوا يلحقون الاذى بالاساءة بالجنوبيين القاطنين بالعاصمة ، أوالذين يغضون الطرف عنها وكأن أمرها لا يعنيهم في قليل أو كثير. على أن الغلواء العنصرية التي تصعدها بعض الصحف ضد الجنوبيين ، قادت الى ردود فعل جنوبية لا تقل عنها قبحاً . فلئن استهجنا ما تردده ''الانتباهة'' حول الجنوبيين ، فان استهجاننا لردود فعل بعض الجنوبيين علي تلك المقالات لن يكون اقل قساوة . مثال ذلك ما كتبه رئيس تحرير الستزن بانه '' لن يشجع حكومة الجنوب لان تعطي متراً واحداً من أرض الجنوب للمسلمين وأنه يتفق مع كل من يكره العرب'' (الوان 23/12/2006). هذا قول غليظ تكشر معه الفتنة بأنيابها . بيد أنا نعيد القول بأن الذي نتحدث عنه هو ظاهرة خرطومية ، كان ذلك في انماط الاذى أو في الاثارات الصحفية التي تلقح الفتنة. فلم نسمع البتة شيئاً عن توجس أو خيفة من جانب الشماليين تجاه أهل الجنوب الذين يقيمون بين ظهرانيهم في كردفان أوالجزيرة أوالبحر الأحمر أوالشمال القصي .

    من نماذج الاستصغار ايضاً الفقدان الكامل للحساسية السياسية تجاه الرموز الهامة التي يعظمها الجنوبيون ويوقرون ، ومن تلك الرموز ما ينبغي أن يكون محل تقدير وتوقير عند الشماليين أنفسهم ، خاصة في العاصمة القومية للبلاد . من ذلك ما أشار اليه السيد دينق ألور في ندوة «الرأي العام » بمناسبة مضي عامين على الاتفاقية (يناير / 2007) عن تقصير ولاية الخرطوم في تكريم الراحل قرنق ، بطل السلام ، والنائب الأول لرئيس الجمهورية . ولعله من المدهش أن تسعى ولاية الخرطوم لتشييد الطريق بين بور ، مسقط رأس قرنق ، وجوبا حيث مرقده الأبدي ، دون أن تفكر في اطلاق اسم الرجل الذي خرج الملايين من مواطنيها لاستقباله في الساحة الخضراء على واحد من شوارعها أو ميادينها.
                  

العنوان الكاتب Date
د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 11:20 AM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 11:24 AM
    Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة علي محمد علي02-14-07, 11:36 AM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 11:44 AM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 11:50 AM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Yasir Elsharif02-14-07, 12:03 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Yasir Elsharif02-14-07, 12:03 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 12:08 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 12:30 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 12:55 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 01:10 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 01:24 PM
    Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Moneim Elhoweris02-14-07, 01:43 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 01:43 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 01:53 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 02:19 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-14-07, 02:24 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة ahmed haneen02-15-07, 08:45 AM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-15-07, 10:04 AM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-15-07, 10:16 AM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-18-07, 08:51 AM
    Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Nazar Yousif02-19-07, 10:16 AM
      Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Adil Al Badawi02-20-07, 07:56 AM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-20-07, 11:49 AM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-25-07, 08:46 AM
    Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة adil amin02-25-07, 12:13 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر02-25-07, 12:43 PM
    Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Nazar Yousif02-26-07, 10:53 AM
      Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Moneim Elhoweris03-08-07, 03:10 PM
        Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Moneim Elhoweris03-08-07, 03:14 PM
          Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Moneim Elhoweris03-09-07, 09:44 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر03-10-07, 06:07 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر03-10-07, 06:15 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر03-10-07, 06:19 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر03-10-07, 06:33 PM
    Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Moneim Elhoweris03-12-07, 11:01 PM
      Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Moneim Elhoweris03-13-07, 01:53 AM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة AnwarKing03-18-07, 12:32 PM
    Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة Asma Abdel Halim03-19-07, 08:05 PM
      Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة AnwarKing03-20-07, 03:35 PM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر03-27-07, 10:14 AM
  Re: د. منصور خالد .. عامان من السلام : حساب الربح و الخسارة محمد يسن علي بدر04-02-07, 12:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de