|
|
 خالد وصديقه ساكـن الجنقاوي في انتظار العضوية يا مهندس بكري
|
ســـــــــــــــــاكن الجنقاوي
جلس ساكن الجنقاوي رامياً بنظره بعيداً وسط السراب المنداح أمامه، كأنه يبحث فيه عن أحلامه المجهضة والتي طالما أرَّقته كثيراً، ولكن تصاعد أمواج السراب لا يتركه يجمع أفكاره لأنه يبدي له أشياء وسطه ويخفيها كأنها تغازله شاركته تأملاته قليلاً وكنت لا أريد مداخلته، حسبته سطحياً راكباً على إحدى موجات ذلك السراب .. بادرني هو بالحديث حيث غمرني بسيل عرم من الأفكار كأنها مزيج بركان كاد أن يتفجر ويغمر ما حوله لكنه وجد نفاجاً ليتنفس من خلاله قليلاً بدأ بالسهل الممتنع حيث أنه زرع سمسماً في كُنينه وخطته إن نجح المحصول أن يجمع ما يحصل عليه ليسافر به ويهاجر في بلاد الله الواسعة .. لأنو البلد دي ودخل في حديث طويل يتلمس فيه هموم البلد بإحساس عميق .. يلخص مشاكله واحدة واحدة .. كحالة الجميع نعرف المشاكل والتشخيص ولكن نعجز عن الحلول! قلت له : لماذا تسافر ما دمت تعرف الزراعة وتقدر عليها؟ قال لي هذه أيضاً لها مشاكلها ولكن دعنا منها وانظر في الصباح الباكر ترى العصافير تشقشق ماذا تقول ؟ إنها توزع الأدوار ولا تبقى داخل أعشاشها بل ولا في غاباتها على الرغم من كثرة خيرها ووفرته لكنها تخرج كلها أو جلَّها ليس هناك فرداً منها يخاصم الآخر أو يزاحمه.. وعندما تأتي في المساء تجدها مسرورة تطعم صغارها وتستريح لمواجهة ما يخبئ الغيب .. فلماذا نبقى نحن نتزاحم وشيء آخر مهم أنظر لهذا الصراع، صراع الأفيال الذي تموت فيه الحشائش.. أخي لا أريد أن أكون فيلاً ولكن لا أرضى أن تدوسني الفيلة وهذا هو الضر بعينه وأنا لا أرضى لنفسي بالضر... ألم تقرأ ما قال عنترة بن شداد:
ليس ارتحالك في طلب الغنى سفر
لكن مقامك في ضرٍ هو السفر
قلت له عزيزي ساكن هذا كلام طيب ولكن هناك ارتباط بالجذور وأشياء تشدنا لهذه الأرض والناس.. صمت ساكن برهة كأنه يلوك مرارة السؤال واستجمع قواه ليقول لي: يا أخي أنا مثلك أحب وطني بل ولا أكذبك إذا قلت لك أنني أفضل ذرات كتاحته وأتركها تدخل بين مقلتي علاجاً من الرمد وكل أمراض العيون أفضلها على الكحل الذي يجلب من بلاد بره .. والوطن هو الأب وهو الأم وهو الأخ والأخت .. ولكن ماذا تفعل عندما تراهم يتربص بهم الفقر والمرض والضر بكل أنواعه وأشكاله وكثير من الناس.. كثير من أبناء البلد يتخاصمون أمامك ماذا أنت فاعل؟ هل تشارك فيما يدور مع العلم بأن لا أحد يستمع إلى صوتك؟ وكل له حصونه يحتمي بها من هذه النيران المشتعلة أليس الأفضل أن تأخذ عوداً من هذه النار وتنسحب به عسى ربنا أن يجعل اللبن ينحلب بين الأهل والعشيرة ونكسبهم جميعاً وهناك قول سائر هو (من أحب وطنه تغرَّب من أجله).
قلت له يا ساكن كل هذه آراء مقدرة ومحترمة لكنك سوف تفقد كثيراً وقد تغيب كثيراً..
قال وبدون تردد .. هذه أمور بيد الله بسيرها كيف يشاء أما من ناحيتي فأنا مسافر أصلاً بجسدي فقط .. ولكن روحي هنا .. بابي مفتوح مثل قلبي لحب وطني وأهلي وناسي، أرسل لكم الشوق عبر الأثير وأغمركم بأسمى آيات الود وسوف يكون طيفكم هو موجة أشرعتي وسكينتي وزادي ..
ودعت ساكن داعيا ًله بالنجاح لحسن نواياه .. الله معك يا ساكن ..
خالد عثمان (أبوسبيكة)
[email protected]
جدة
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خالد وصديقه ساكـن الجنقاوي في انتظار العضوية يا مهندس بكري (Re: هوارى)
|
أبو سبيكة ولا أمريكا
جاء مكابدةً واجتهاداً زائدين عن الاحتمال , يبحث عن شربة ماء ليشفي بها غليله وتبتل بها الأشياء الجافة التي تقطع أحشاءه والتي لم تدخلها أصلاً بسهولة , إنما كانت ناتج جهد وعناء واقتحام يعجز عنه الفوارس من الناس وانتهت به المسيرة إلي برميل الماء الموضوع بالقرب من ما سمي اعتباطاً بالاستراحة , لأنه اسم يبحث عن مسمى ! دعونا يوماً أحد القادمين إلينا ليرتاح بها بعد أن سميناها له استراحة , فما كان منا إلا أن استدركنا حينما رأينا ضيفنا يتوه بحثاً عن الاستراحة . وحينما وصل المناضل سابق الذكر إلي برميل الماء فما كان إلا أن استيقظ على وقع خطواته كل من كان نائماً ولعله كان يحوم في طيفهم , وما كان منهم إلا أن شمروا عن سواعد الجد وتزودوا بأسلحتهم جميعها البيضاء وغيرها ابتداءً من المفراكة وحتى الحربة والقرجة والشوتال . ولشدة دهشة المسكين, من بني البشر الذين أصبحوا ينافسون في مهنة أجداده ( الافتراس) حتى يتمكنوا من الظفر به ليصبح ذلك الكد يس هبة الطبيعة وخدمتها لأولئك الناس الذين تقبلوها بكل شغف حامدين ربهم وشاكرين فضله , فسهروا على رائحة شواء ذلك الظمآن وما أظنهم تركوه ليشرب آخر شربة, ذلك العرف السائد لما يذبح.
وبعد أن تم القضاء عليه ليصبح داخل تلكم المطاحن التي إن لم تكن متوقفة فإنها في حركة سلحفائية , فقد تكرر ذلك المشهد مرة أخرى ليكون الضحية هذه المرة واحد من المخلوقات خفية الطبع لدى الكثيرين حيث العيش داخل الكراكير وأحجار الجبال , حيث لا أحد يعرف عنه الكثير ولكن ليحلو الحديث يسمونه بخروف النبي وهو معروف لمعظم الناس بابي شوك وحينما يدور الحديث عن حله من حرمته يسكت الكثيرون , وعلى كل حال هو من ذوات الظفر وهو من صيد البر ولتغيير مجرى الحديث يقول أخر يا أخوانا الشئ دا لحمو علاج !
وهو الآخر ظهر في مسرح حياة هولاء الناس ولا نعرف لماذا جاء . لا شك في انه جاء ليبحث عن فكة الريق والذي اعتاد أن يفكه ليلاً . ظهر ليواجه ذلك التجمهر الذي يعجز الوصف عنه فرسان يحملون الحراب والعصي والحجارة وتتقدمهم تلكم القوى العميلة من بني الكلاب . حشود تجمهروا الكل يمني نفسه بالظفر به , فذهل واضطرب لهذه العملية الإرهابية التي تحكي عن عدم احترام حقوق الحيوان وقوانين الحروب ولم يتم الالتفات إلى كل ذلك, لينبري ذلك الخبير المجرب بحربته التي اخترقت كبد الضحية تحكي عن فرح غامر لتلكم الحشود ومصير محتوم لذلك البائس, علما بأنه يمتلك أجهزة دفاع اتوماتيكية تغطي جميع أجزاء جسمه, ولكنة وحسب ما هو معلوم فقد كان الهجوم كاسحاً ,مباغتا وقد تم قبل عمل أجهزة الإنذار المبكر . وانتهى ذلك المشهد بالتقسيم وإشعال النيران الفوري . يتم ذلك في منتصف الليل في وقت يغط فيه الكثيرون في نوم عميق يغوص فيه آخرون في حالة حضرة نبوية لمواصلتهم للذكر وقيام الليل حيث نسوا خواء البطون وذلك إيمانا ويقينً, ولكن الظافرون إذا حلموا فأنهم يحلمون بالعيش لأنهم جوعي........
تمر تلكم الفصول أمام ناظري بعض الناس الذين توهموا أن الفصول سوف تكتمل في صباح اليوم التالي ولكن لم يتسنى لهم ذلك لان هذه المسرحية فصلها واحد بدأت لتنتهي.
هذه الفصول أبطالها يظهرون أيام الطملة واللخوخ وهم يهزجون :-أبو سبيكة ولا أمريكا - ولا ندري هل هي الغيرة أم الإعجاب- وتسمع وقع خطواتهم وهم يخوضون الوحل تقول :- سنزرع ............ سنزرع وسنزرع, حتى تستغيث الأرض من نتح زروعنا ويسيل دمعها مخصبا نتيجة للطم الخدود الذي يولد طاقة تؤدي لتفاعل الغلاف بينها وبين السماء مخلوطا بصبيب عرقها ليصل إلي الأرض وتهش وتنتفخ أوداجها فرحا, لأنها حبلى بجنين الخير مطمئنة عليه, ليشرب من ذلك المعين ... وأصحابنا يحلمون بان ينالهم ليته ينالهم ليته ينالهم.
خريف عام 1993م
خالد عثمان محمود - جدة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
بابكر عثمان مكي
طارق عبد اللطيف نقد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست