زوجتي العزيزة أماني عبد الفتاح محجوب (أماني طراوة)تتفوق على الأستراليين في أعرق جامعاتهم بسدني

Quote: ... يا ابو ريم و السارة , هذا من تحضرك واصلك و حسن خلقك و عميق احترامك و حبك لزوجتك .. و الان افهم اكثر الحمكة و السر في رد اماني يوم ان سالتها ان كانت تقبل الزواج منك فقالت لي : صحيح انا و عمار في بداية درب طويل و حياة صعبة ، و هو لا يملك شيئا و لا انا املك شيئا ، لكننا نملك حبنا لبعض ونحن انشاء الله سنستند على هذا الحب ! كان نديم عبد المنعم يتاملكم دائما و يقول لي : ( ياسلام .. عمار و اماني قصة مدهشة و ظل معجبا بكفاحكم و ايمانكم ببعض ) ، و واضح يا عمار انكم انت و اماني علي نهج ذلك القول السوداني الجميل : القلب ان ركز و صفى و اتعلم المحبة .. فان العقل لن يطيش ابدا ، و فعلا المحبة نحن بنرضعها من ثدي امهاتنا لكن بعد ذلك بنكبر و نوعى و نبدا نمارسها و نتعلمها و ذلك على حد قول سلطان العاشقين صديقنا محمد المرتضى حامد و صدق اللحو الذى يقول : ديمة تبدا حبة حبة .. اعمل ايه فيها المحبة ! ! و تجربتكم يا عمار بتورى انو و مهما ازدادت مصاعب اهل السودان ، و حاصرهم انعكاس الاحوال ، و مهما اتسعت رقعة القيم المضادة للحب و الوفاء و الاستقامة ، فان الحب هو المنتصر ، و سيبقى شعار العشرة الطيبة هو الاشد جاذبية , فدولة الاستباحة و القمع و الماديات و الافقار المادي و المعنوي للبشر و انهيار المعاني هى ساعة واحدة فقط .. اما دولة الحب ، و الرحمة و النفس الذكية فهى الي قيام الساعة. و كانت و الدتنا الحاجة علوية عبد الرحمن طراوه تدعو دائما لاماني عند صلاة الصبح و تقول : ان الله لن ينسى امانى ، و اصل الحكاية هي ذلك الظلم الذى حاق باماني يوم ان حرمت من حقها في الدخول الي مجلس الكلية و ذهابها في بعثتها الجامعية كما جرى العرف و كاستاذ كامل الصفة و الحقوق ، ذلك انه و كلما ادخلوا اسمها في جهاز الرصد السياسي والايدلوجي ، جاءهم بالنتيجة المتوقعة : هذه شقيقة احمد طراوه و جمال طراوه !! و رغم ان اركان منزلنا كانت تستمد ثباتها الروحي و المعنوي من صلوات اماني الحاضرة عند الدقش و قراءتها للقران قبل شروق الشمس ، و رغم بان مااحرزته لم يحدث بكلية الاقتصاد منذ امد طويل , و رغم شهادة الجميع لصدق اماني و عفة يدها و لسانها و برها و رحمتها .. الا انها و تلك قد كانت علتها، لم تكن كادرا اسلاميا حركيا بل صنفت من مرتكبى الكبائر لكونها شاركت زملائها في تنفيذ الاضراب الطلابي الشهير و مقاطعة الامتحانات في منتصف التسعينات للقرن الماضي . و يوم ان اخبرت و الدتنا بالوفاة المفاجئة لعميد الكلية , و الذي لم يتجاوز و قتها الخمسين عامامن العمر و الذى ابقى اوراقها حبيسة اضابير مكتبه ، فقد ردت علي بقول اهل السودان الاثير : ربنا يرحمه و يغفر ليه ما تقدم و ما تاخر .. و نحن عافين ليه في حقنا و حق اماني .. و واضح انها كانت تقصد القول بانه سيتبقى حق الله و الوطن و الجامعة و الشعب . و اليوم يكفيكم فخرا و عوضا ياعمار صادق مشاعر ناس المنبر من ابناء كادحي و اخيار شعب السودان ، و جعل الله اماني سيفا مسلطا على الفقر و غياب العدالة في التوزيع الجاري و الواقع على اهلنا علي امتداد الحضر و البادية ، فذلك هو موضوع رسالتها للماجستير .. التهانى مستمرة لاماني و كل بنات السودان من هن على قول صديق مدثر في فتاة الغد : انه صوتي انا.. انه نورى انا.. زاده العلم سناء .. فلنرقي عزمنا نحو سودان جديد . و التهاني مستمرة للحاجة علوية و الصغيرات ريم و سارة و عربي البارودي حسبما قال عتيق في اغنيته الاخوانية قضينا ليلة ساهرة ! !