الأعزاء البورداب من كل أرجاء المعمورة تحياتي وأشواقي وحنيني كنت وحتى وقت قريب جدا أجعل من مفردات كالوطن والهوية والجغرافيا حاجزا يحول بيني وبين الكثير مما أهوى وأعشق، حتى كان انضمامي لسودانيز أون لاين قبل شهر من الزمن لأجد أن مفردات كالمحبة والإلفة والصداقة والأخوة مفردات حية تسري واقعا حتى اليوم بين أناس قل أن تجد من هو في وعيهم وفكرهم وأدبهم على الرغم من هذا التباين والإختلاف الصارخ بين مواقفهم وانتماءاتهم، نشعر بينهم كأنك أحدهم ومنذ سنين، تعقب على هذا، وتبدي رأيك في وجهة نظر ذاك، وتلاسن هذه، وتعاتب تلك، إنه لعمري مجتمع مثالي قل ما تجد مثله لا في الفضاء ولا في الأرض. يقف وراء هذه المساحة الأنيقة إدارة وإشرافا وحبا أخ كريم، كنت أرسم له في مخيلتي صورة مختلفة تماما عن ذلك الإنسان الجميل الرائع، الحلو الملامح والقسمات، الضاحك الوجه، الهاش الباش، الأديب العالم الذي قابلت، يبرهك إذا تحدث في أي شئ، السياسة ، الثقافة، الرياضة، الحاسوب وحتى البترول، وما بين كل هذه الموضوعات من مقاطعات، وأذكر البترول لأنني اكتشفت أن الراجل بتاع جيولوجيا وليس بتاع حاسوب كما اعتقدت ويعتقد الكثيرون. كنت أراسل بكري لفترة ليست بالقصيرة عبر البريد الإلكتروني للموقع للإنضمام إلى المنبر العام، وحصلت على ذلك بعد خروج الروح، ولكنني لم يسبق أن التقيت هذا الرجل من قبل إلا من خلال صورته الموضوعة على المنبر العام، والتي تأكدت فيما بعد أنها لا تجسده تماما كما ينبغي، حيث يبدو في الصورة وكأنه يقول للبورداب: هوي يا أولاد أقعده ساكت لزوم العين الحمرا. ولأنني كنت حريصا أن ألتقي الرجل لأنشرف بمعرفته عن قرب إذا سمحت لي الظروف بذلك طالما أن كلانا يتخذ من أمربكا موطنا له، فتحينت أول فرصة لزيارة عائلية أتاحها لي هذا الزمن الأمريكي السارق إلى مدينة فينيكس حاضرة ولاية أريزونا الدافئة والمشمسة حيث يعيش الباشمهندس بكري، واحتفى بي الرجل في خواتيم إقامتي هناك على مأدبة عشاء إلى جانب عدد من الشباب النير المثقف الذي يعيش هناك، ودار الحديث في كل شئ ، واستمتعنا بقضاء وقت قل ما تجد في جماله في أمريكا، وكنت لحظتها قد أعلنت للحضور من البورداب أنني أحجز العنوان التالي: بورداب من أمريكا في عشاء بكري .. يوجد خروف، ولكن لم يسمح الزمن اللعين بإنزال هذا البوست شخصية في قامة بكري بكل هذا العطاء للسودان وللسودانيين بالداخل والخارج جديرة بالتكريم، ولو كنت سودانيا أمتلك حق الترشيح لأي من جوائز الدولة الرفيعة للآداب والفنون والتكنولوجيا لرشحت الباشمهندي لذلك ولرشحت هذا الموقع لما هو أرفع من ذلك، ولو كنت مسئولا سودانيا لمنحت الرجل كل الأنواط والأوسمة المتعلقة بالإنتاج الفكري و الأدبي، بل ولجعلته أمينا عاما لجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج. من واقع تجربتي المتواضعة في السودان أثناء الدراسة هناك تأكدت بأن السودان بلد على الرغم من كل الجمال والألق الذي به إلا أنه مهمل لأبنائه على الرغم من العبقرية التي فيهم، وأن السودانيون لا يكرمون رموزهم مالم يشارفوا على الموت ، بل وأحيانا إن ماتوا فعلا، ولذلك كله فأنني أدعو الناس إلي أن نرسي أدبا جديدا في ذلك بتكريم هذا الشاب على إنجازاته وهو في عنفوان شبابه ونضارته. هذه دعوة متواضعة من أخ لكم أحبكم جميعا باختلافاتكم وتبايناتكم ومناكفاتكم- ولولا ذلك لما أحبكم - لتكريم هذا الشامخ الإنسان الفنان المبدع السوداني الأصيل الباشمهندس/ بكري أبوبكر ، وبالنسبة إلى شخصيا يكفني سببا لتكريم هذا المتفرد دوما أنه جمعني بكم عبر هذا الفضاء الواسع، وربما قريبا عبر الواقع المعاش أيضا. ولقصر عمري في أرجاء هذا المنبر لا أدري إن كان أحد الرائعين هنا قد اقترح ما أنا بصدده أم لا، ولكنني أجد أن ذلك من الموضوعات التي لا يمل طرقها ولا تكرارها للجمال والروعة التي فيها. فكرت أن أطرح هذه الفكرة لتداول البودراب من كل مكان في العالم لأحسن السبل لفعل ذلك، فإن لم يكرم الباشمندس من قبل الدولة فلنكرمه نحن شعب سودانيز أون لاين لأنه رجل يستحق التكريم. ولولا مخافة أنني أتوقع أفكارا ومقترحات أجمل من تلك التي تراودني وأفكر فيها للنفذ جميعنا هذه الفكرة بعدد مداولتها والإتفاق عليها لوضعت بعض الخطوط العريضة لذلك. وعلى الرغم من أنني فعلت بعض ذلك من حلال العنوان الا أنني متيقن أن الأجمل والأحلى والأنفع والأصوب ما زال لديكم لم يقل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة