الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2007, 04:13 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا.

    الفيدرالـــية

    كآلية لحل الصراعات في

    المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً

     

    مسألة السودان

    أطروحة

    مقدمة لكلية القانون بجامعة فرايبورج لنيل درجة الدكتوراة في    القانون

    إعداد

    عمر عوض الله علي قسم السيد:

    تحت إشراف أ.د ثوماس فلينر

    (مقرر أول)

    فبراير 2005م


    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 01-16-2007, 04:26 PM)

                  

01-08-2007, 04:22 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

    من الصعوبة تقديم رسالة دكتوراة تزيد عن الـ 300 صفحة على هذا المنبر لذا سأكون مضطراً لإستعراض مقتطفات منها .
    حاولت الدراسة أولا تسليط الضوء على أسباب الصراع في السودان عبر العودة إلى تاريخ البلاد لتشخيص بذور النزاع. وهي محاولة قادت الباحث إلى تصنيف الثقافات المتنوعة الموجودة في السودان ومحاولة إيجاد الرابط بينها الذي يخول لها تكوين دولة اسمها السودان خالية من الصراعات والنزاعات.
    ثم انتقل إلى فكرة الفدرالية وتطورها وعلاقاتها بالدول المتعددة الإثنيات والثقافات، ليقترح بعد ذلك نموذجا فدراليا يصلح للسودان. ويستلهم النموذج أفكارا من تجارب فدرالية أخرى مثل التجربة السويسرية، لكن دون تجاهل خصوصية المجتمع السوداني وتطوره التاريخي واختلاف مكوناته.

    وسمحت هذه الدراسة المُعمقة بتشخيص "أمراض السودان" والنظر في العلاج، ثم طرح اقتراحات وتوصيات هامة لـغد أفضل. وشملت التوصيات أربعة محاور أساسية: الجانب الإجتماعي والجانب السياسي والمشاركة في الثروة وتعديل الدستور.
     

    4. أزمة هوية: مسألة بناء أمة

     

    إن فهم حالة بناء الأمة في السودان قد يتوقف قبل كل شئ على إجابة السؤال التالي: ما هي مؤسسات بناء الأمة السودانية؟

    قبل الإستقلال، كما لوحظ مبكرًا، لم يكن المجتمع السوداني قد تميز بقدر من اللغة المشتركة، دين  أو تاريخ مشترك في مجمل القطر. بينما هنالك بعض المناطق المتجانسة تشترك في العناصر أعلاه ولذلك لديها قاعدة مشتركة فيما بينها، بينما الآخرون تعوزهم هذه العناصر لذلك ظلوا متميزين عن غيرهم.

    حتى خلال كفاح المهدية لتحرير السودان، والتي شكلت هدفا مشتركاَ ووحدت معظم المجموعات العرقية في الأجزاء الشمالية والجنوبية،  ولذلك امكنها إنشاء تاريخ مشترك، حين نجد أن كل من هذه المجموعات قد حارب ببواعثه ودوافعه الخاصة.

     

    لأجل إقصاء القوة الإستعمارية، المجموعات الشمالية أسست دوافعها على الأيدلوجية الإسلامية والجنوبية على تاريخ الإسترقاق المؤلم. وكنتيجة لذلك كان فهم الهوية القومية مختلفا بين الشمال والجنوب. تشكلت الهوية/الهويات الشمالية بعد التأثر الثقيل الوزن بالدم العربي وإلى بعض المدى باللغة والإسلام والتي أصبحت كعناصر توحيد بينهم. مقارنة بتلك الإختلافات الحادة كان العامل الوحيد الذي شكل الهوية الجنوبية هو ذكرى المقاومة ضد إضطهاد الدخلاء [1]

    هكذا أصبح الإعلان عن الإستقلال في العام 1956 كبيان دولي يسمى الهوية القومية السودانية ولكن داخلياً كان لا يزال مفهوم الهوية القومية مختلف الوعى والإدراك. ففي الشمال كان قد تحوّل إثبات الهوية الذاتية كعرب ومسلمين ليصبح الهوية القومية بينما في الجنوب كانت الهوية القومية قد أعتمدت على قطع وعد بقيم إجتماعية وسياسية (( مساواة وإعتراف بالتمييز)).

     

    عموما نشأت أزمة الهوية بتعزيز الإعتقاد القوي في البعد العربي بهويتهم وبهدف تحاشي الإقبال على الثقافة الأفريقية. الأسوأ من ذلك، أن الأزمة قويت في جانب أساسي كتجاهل أن البعد الأفريقي كان مرتبطاً  بتصنيف إجتماعي يجعل العرب أسمى مقاماً تجاه المجموعات العرقية الأخرى. في الواقع أن كثير من المجموعات العرقية غير العربية إحتجت بأنها كانت  معتبرة كدرجة دنيا في وضع السلم الإجتماعي. لذلك من الجدير ذكره أن عجرفة التعالي ليست تجاه المجموعات الجنوبية فقط لكنها تشمل أيضا المجموعات التي تعيش في الشمال والتي لا تخضع لتأثر بالدم العربي حتي ولو كانت مستشرقة بالثقافة العربية والدين الإسلامي.

     

    في وجهة نظر كثير من المثقفين، كما أميل أيضا انا لتلك النظرة أن هذا الشعور بالتعالي وتميز الهوية كنتيجة لرجحان إستعماري من الشمال تجاه المجموعات الجنوبية ظهر خلال العهد التركي المصري بتجارة الرقيق التي تركزت بصفة خاصة على المواطنيين الجنوبيين بينما  خلال العهد البريطاني ظهر الرجحان في التعلم والإهتمام بأ مر التعليم والأمن الأقتصادي  في الشمال مما ترك الشمال متقدم  نسبياً بالمقارنة مع الجنوب. وهكذا كان الشعور بالتعالي يتعزز إلى هذا الحد لأن الأفريقيين كانوا مرتبطين بالعبودية والجهل. وبالمثل ما يتعلق بالمجموعات الزنجية غير العربية في الشمال فقد كان التعالي الذاتي مقتضي حتماً نسبة لتجارة الرقيق. هذا لأن الإسترقاق قد إرتبط بلون البشرة السوداء الداكنة بصرف النظر عن ما إذا كانت من الجزء الجنوبي أو أي مكان آخر.

     

     لذلك فالهوية القومية تختلف بين أولئك الذين هربوا من الثقافة الأفريقية وبذلوا جهودا لتطوير السودان في الخط الإسلامي العربي وكفاح أولئك الذين مع إثبات الهوية الأفريقية، تباعاً،  لجعل السودان كدولة أفريقية.[2] من  المفارقات الظاهرية أو المتناقضات الظاهرية في وضع كل من العالمين العربي والأفريقي. العرب يعتبرون السودان برغم العلاقات الرسمية والبروتوكولات كبلد أفريقي والعكس. ربما يجد القراء أنه من المضحك ، كيف أن الشماليين حينما يكونوا مع العرب يدّعوا بأنهم أفارقة، هذا من جانب وعندما يكونوا مع الأفارقة يدعوا بأنهم عرب من الجانب الآخر. علاوة على ذلك ففي الدول الغربية أن كل المواطنيين شماليين وجنوبيين أعتبروا مواطنيين أفارقة.


     

    [1] - Deng, Francis, War of Visions: Conflict Identities in the Sudan, 1995

    [2] - El Fatih A. Abdelslam, 1989, p. 29.

    يتبع ...........

                  

01-09-2007, 07:22 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

    *****
                  

01-09-2007, 01:35 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36903

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

    الاخ العزيز عثمان(دكام2007)

    سلام

    انت ما تجيب لينا عمر ده في البورد ده عشان يحاورنا

    السؤال
    هل احزاب السودان القديم بشكلها المعروف قادرة على ان تعبر عن مجتمع فدرالي؟
    وما الفرق بين الفدرالية الخبيثة(شمولية) -الاتحاد السوفيتي- يوغوسلافيا-السودان
    والحميدة(الديموقراطية)_امريكا-الهند- اثيوبيا


    فوق
    من اجل تجميل وجه البورد
                  

01-09-2007, 03:32 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: adil amin)

    Quote: هل احزاب السودان القديم بشكلها المعروف قادرة على ان تعبر عن مجتمع فدرالي؟


    أخي المحترم عادل
    حياك الله تحية تليق بمقامك
    ونحن على جادة مقتطفاتنا عن الرسالة أشرنا لك بعبارة يتبع لا أريد ان أجزئ النص واملي أن تجد ما تبحث عنه فيما أنزله من الموضوع ليوم غد

    لك منا كل الود والتقدير
    وتسلم يا قدير
                  

01-10-2007, 08:14 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

     

    أزمة هوية: مسألة بناء أمة ..............(2)

     

    هذا الفصل سبب عدة مشاكل في ما يتعلق بالمفهوم الرئيسي لبناء أمة السودان. لأن التعالي الذاتي تحول إلى مفهوم جماعي وهكذا أدى إلى سيطرة سياسية وأقتصادية تستند على التعالي[1]. من ناحية، هذا التعالي أثر في

    مقدرة فهم  أن تكون مواطنا سودانيا. المجموعة المهيمنة في السودان أعتبرت أن الهوية القومية للسودانيين عربية مرتبطة بالإسلام [2] ، هذا التعريف للأمة أستبعد أولئك الذين هم أصلاَ من الأمة ويرزحون تحت حكم أجنبي قد أصبحوا محرومون أقتصاديًا وإجتماعياًَ  وسياسياً ،َ الإقصاء من الأمة بعد نيل الإستقلال قوّى وأدام التدهور الإقتصادي والإ قصاء السياسي.

     

    هذه ا لنزوة لها نتيجة تدميرية في بناء الأمة السودانية. ثقافات محيطة أخري ستكون هي أيضاً مهضومة تماماً أو تتلاشى أو تظل خارج العملية السياسية. من الممكن أن يحدث إندماج الأمة فقط من خلال الذوبان في الثقافة القديمة. عدة مجموعات تلاشت والبقية قاومت بنجاح. أفضل وصف لهذا النوع من الحالات هو مصطلح (( دولة الأمة الأحادية الثقافة)).

     

    في الوقت الحاضر أنه لصحيح أن اللغة ،الدين، الأقتصاد وما إلي ذلك تمثل أدوات مؤثرة في الإستيعاب الثقافي. لكن، إستيعاباً كهذا قد ينتهي بسهولة بالمواجهة إذا كانت الثقافة المستوعبة مدركة أن السياسيين  يريدون أن يفرضوا عليهم ثقافة معينة[3] لذلك رؤيا الإستيعاب قد تصبح ممكنة حقيقيا إذا لم يكن الإستيعاب أولاً قسرياً ولم يكن ثانياً مؤيداً لجهة سياسية أو ثقافية. نحن مع ذلك نريد العودة إلى  نفس المعاني التى تستوعب طواعية فطرة[4] السودانيين ليصبحوا أفارقة عرب ومسلمين من خلال تفاعلات إجتماعية وإقتصادية، هذا لأنه في إعنقادى إنَّ أى استيعاب لثقافة أى جماعة معينة سوف يكون متناقضا مع مفهوم القطر المتعدد الثقافات ولذلك يرفض مبدأ الاعتراف المتبادل والذي هو مطلوب لأى تعايش سلمى داخل القطر الواحد كما سنرى لاحقاً.

    ليس بعيداً عن هذه الحجة إن يعمل الدكتور جون قرنق قائد العصيان/التمرد تمييزاً بين الثقافة العربية والإستعلاء العرقي العربي عندما يذكر أن (( الثقافة العربية هى ثقافتنا واللغة العربية هى لغتنا وسيظل هكذا.))

     

    إنها لسيطرة عرقية متميزة يجب أن  تزول. بالنسبة لحركة تحرير الشعب السوداني ترى أن الإسلام هو دين الأغلبية لكنه يجب أن لا يكون حجر عثرة في طريق غير المسلمين في أن ينالوا حقوق سياسية كاملة. الحركة لا ترفض العربية كهوية ثقافية لكنها ترفضها عندما يستخدم المفهوم لبوغ غاية الإستعلاء السياسي الميتند على موروث عرقي.[5]

     

    هذا التقارب مهم جداً إذا كان خاليا ً من مناورات سياسية، خاصة وأن كثير من الناس أظهروا شكوك لمشروع الحركة "السودان الجديد" والذي يعني ضمناً وفقاًَ لريبة الشك هذه إزاحة الآخر.، بالفعل، الحاجة لبناء الأمة يجب ان لا تحدث هوية جديدة على حساب الآخرين، من ناحية أخرى يجب إعادة إحياء التاريخ مجدداً[6] بالدفاع عن غياب التناقض بين الثقافتين فإن قصدي لم يشكل لتسوية الإختلافات بينهما[7] أو بين ثقافات أخرى ولذلك قبول التصنيف المختلف لحال الأمة السودانية، في بعض الأمثلة  كأمة إسلامية عربية ، أمة عربية أفريقية، أمة أفريقية، أمة إسلامية أفريقية ،  والتي رفضت مراراً بواسطة كثير من المثقفين والسياسيين كمؤسسة لكل الشعب السوداني. في إعتقادي هذه المرحلة هي النقطة الحاسمة في النزاع، هذا لأن مفهوم الأمة الوحدة ((  تأسس على العرق، الثقافة والمعيارالديني)) أزال المجموعات الدينية والثقافية الصغيرة من المجتمع والذي بدوره أستخدم الإقصاء لتبرير المواجهات  أو المطالبة بالإنفصال [8] مفهومي هو أن نقر صراحة بأن السودان يشمل ثقافات مختلفة ثقافات مختلفة وأي منها لديها هوية ثقافية خاصة وبناء على هذا

    لنقبل فكرة التعدد بوفاء.

     

    أقتبست بعد ذلك برهانيين يؤكدان نفس المعنى. أولاً تعبير إليابا ج.سرور حينما علق على مناقشة أزمة الهوية وأن على السودان أن يأخذ بواحدة من ثقافات معينة، لقد عرض ذلك بإقتناع[9]

     

    "...هل السودان هو القطر الوحيد في العالم الذي لديه هذا التماثل المزدوج أو القومية المزدوجة؟ لا، أعتقد أن هنالك عدة أقطار لديها قوميات مختلفة وربما أكثر مما لدينا في السودان  الآن. نحن فقط نصف أنفسنا كعرب وأفارقة في السودان وربما أردنا أن نجعل السودان عربي أو أفريقي عربي أو شئ من ذلك القبيل. لكن في إعتقادي أننا فشلنا أن نفهم أولاً أننا سودانيين، مهما كان الحال ، ومن أي مكان أتينا، سواء اتينا من شبه الجزيرة العربية أو القارة الأفريقية.[10] ".

     ثانياً مع أهمية ذلك، أقتبس حجة البروفيسور ثوماس  فلينر عندما يدافع عن أهمية مفهوم جديد للدولة لتوحيد الأمة:

     

    " ... الأمة هي الظل لكل الرجال أو النساء. نحن لا نستطيع أن نحطّم هذا الظل. لكن الظل يجب أن لا يتحكم في المجتمعات ويحل محل التفكير العقلاني وإختيار النساء الرجال أو النساء بواسطة عواطفهم. لذلك يجب علينا أن نقبل واقعية الأمة. السؤال الوحيد هو: ماذا نستطيع أن نفعل مع الدولة طالما مرتبطة بقوة مع الأمة؟[11]

     

     للإجابة على هذا السؤال، كما هو هدف هذا البحث سوف يرد في الإجزاء القادمة، وسوف أفترض أن مشكلة بناء أمة السودان الحقيقية هي مسألة بناء دولة[12]. إذن ، لذلك شأن بالدولة من خلال الأحزاب السياسية والمجتمع المدني عامة أن يعاد تعريفه بطريقة تستطيع أن تجد أرضية مشتركة بين مكونات أمتها.  المهمة الأولى لتحقيق ذلك الهدف هو إزالة مفهوم تأسيس السودان على ثقافة واحدة ودين واحد وبالأحرى على " دولة متعددة الثقافات" . فمفهوم الدولة المتعددة  الثقافات مهم جداً لعملية بناء أمة حيث أن الأرضية المشتركة بين المكونات الإجتماعية المختلفة ليس على أساس عرق واحد، لغة، دين او ثقافة واحدة، لكن بالأحرى مبني على الفكرة التي كانت ذائعة الصيت بواسطة جين روسو، " ميثاق إجتماعي وسياسي" ، أو لهدفنا ، قيم عالمية.

     

    بعبارة أخرى، إعادة تعريف الدولة كدولة متعددة الثقافات هو حقيقياً إعادة تعريف الأمة بطريقة تسلم بالولاء والإنتماء إلى مجموعات مختلفة في هذه الحالة إحساس بأن تكون سودانياً أو المصالح  المشتركة لخلق الإحساس العام للهوية  سوف يعتمد على"ماهو صالح للجميع"  أو على مطابقة هذه القيم العالمية.

     

    جميع الذين لديهم الأرضية المشتركة اساساً كأولئك الذين يدورون حول العربية والإسلام- يجب أيضاً أن يشاركوا في المصلحة العامة للأمة " قيم سياسية وإجتماعية" . هذا بسبب ان هذه القيم: إلى أبعد حد تعزز التضامن بينهم وتساويهم مع مجموعات سودانية أخرى، ومن الأسوأ فإن الدولة المتعددة الثقافات لا تتضمن أى خطر عليهم إلا إذا أريد للهوية القومية أن تكون محتكرة بالمطابقة مع ثقافتهم بصرف النظر عن السودانيين الذين هم ثقافياً مختلفين. تلك المجموعات الثقافية الأخرى الذين أبعدوا سابقاًً من الأمة بمفهوم الصالح العام سوف يحولونهم من الإقصاء إلى الإحتواء. الصالح العام بهذا المعنى سوف يزيل كلاً من  الإستعلاء الطبقي والسياسي اللذان هما خلف الإحتجاج أو مواجهات العنف.

     

    لجعل حجتي واضحة، أن فكرة ما هو صالح للكل ليس ضرورياً ان يؤثر على التطابق الثقافي للمجموعات المختلفة. القومية في هذه الحالة ما زال يمكن تعريفها بأنها هي القبول للتطابق الثقافي وفكرة الصالح المشترك. إنه قبول الولاءات- المتعددة المبنية على تطابقهم الثقافي و هوية قومية واحدة كسودانيين ليست مبنية على ثقافة عرقية ودين لكن مبنية على ما هو صالح للجميع. لذلك، مفهوم قبول أمة لديها ولاءات- متعددة ولذلك تقبل الحكومة كحكومة متعددة الثقافات سوف يساعد الحكومة في صنع الهوية القومية في حين تتحمل معينات الهوية الذاتية للمجموعات الثقافية التي تعيش في منطقتها.

    حتى لوضع  النظام الفيدرالي كحل، كما هو هدف هذا البحث، فإن مفهوم الولاءات المتعددة مهم جداً. هذا بسبب أن المواطنيين ليس لديهم الخضوع السياسي تجاه سلطتين أو ثلاث ، لكنهم أيضا موالين لتلك السلطات المختلفة. الولاء المتعدد ينشأ من المجموعات العرقية أو الثقافية، المنطقة، إلى القطر، كما أكد البروفيسور الهادي عبد الصمد، معززاً الشعور بالإنتماء الوطني ومعززاً التضامن بينما في غياب هذه الروابط التدريجية فإن الوضع سيبدو مختلفاً.[13]

    لإستنتاج فكرة إعادة تعريف الأمة  والدولة لتقبل التنوع والذي يؤدي إلى تماسك المجموعات الثقافية المختلفة، يبدو منطقياً وحتمياً لأي دولة تحاول أن تصون التعايش السلمي بالرغم من أنه ليس عملاً سهلاً. على كل حال، فالتحول من الإقصاء إلى الإحتواء، ليس مدخلاً تنظيريا. فهو أولا واجب دولة يتطلب توضيح قاعدة الإحتواء ومكوناتها الإجتماعية حتى تكون متطابقة مع دستور الدولة،سياساتها والأكثر أهمية في المفهوم القومي للقطر.مع ذلك ، قبل أن نوضح هذا الشأن بواسطة الدولة ، فالمجتمع يمتلك العامل الحاسم في الإعتراف بالتنوع وذلك بإبداء سمه كافيةللإعتراف المتبادل، الإحترام والتسامح. لهذا السبب فإن قسماً واحداً من أقسام هذا البحث يعّرف فكرة الإعتراف بالتنوع تزامن للمجتمع والدولة ، كما سنرى ذلك لاحقاً بالتفاصيل.


     

    [1] - Deng, Francis, War of Visions, 1995.   .

    [2] - Abdallah A. Ibrahim, Culture and Democracy in the Sudan, 2nd edition, Cairo, 1999, p.10.

     

    4-  See also Francis Mading Deng, Position Statements, 1989, p. 47.

    5- Sayyid H. Hurreiz, 1989, p. 87.

    6-   Sayyid H. Hurreiz, 1989, p. 87.

     

    7 -  Quoted by El Fatih A. Abdelslam, 1989, p. 4. 

    8- Abdel Ghaffar M. Ahmed, Management of the Crisis in the Sudan – Alternative Models for Actions, in  Abdel Ghaffar M. Ahmed and Gunnar M. Sorbo (eds), Management of the Crisis in the Sudan Bergen Forum 23-24 February 1989, KUP, Khartoum, 6.

     

    9 - Francis Mading Deng, What is not said is what divides, 1989, 11.

    10-  Thomas Fleiner, State – Nation – Nationalities – Minorities, in: Towards a European Constitution, Thomas Fleiner & Nicolas Schmitt (Ed.), 1996, PIF, Suisse, pp.25.

    11- Abdallah A. Ibrahim, 1999, p.2.

                12- Eliaba J.Serror, Position Statement, in  Abdel Ghaffar M. Ahmed and Gunnar M. Sorbo

                (eds), Management of the Crisis in the Sudan Bergen Forum 23-24 February 1989,KUP, Khartoum, pp. 22.

      .

    13-  Thomas Fleiner, State – Nation – Nationalities – Minorities, 1996, p.30.

    14- Lidija Basta Fleiner, Scientific Summary of Constitution Making and Nation Building,   Paper for the Conference, “Federalism in a changing world, learning from each other,      St-Gallen, Switzerland 2002, introduction..

                  

01-10-2007, 05:37 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

    *****
                  

01-11-2007, 08:42 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

     

    * إعترافات التنوع

            *  دور الدولة

     

    بالنظر إلى دور الحكومات الفدرالية المعاصرة المختلفة من جانب التعدد العرقي والثقافي فالمرء يمكنه أن يدرك أن الطريقة الدستورية لمعالجة التنوع الثقافي وتحقيق التكامل الوطني تختلف من تجربة إلى أخرى. في معظم الحالات، فتصورهم المفاهيمي للدولة القومية لديه دور بارز في تشكيل إستراتجيتهم عن التنوع [1]. مثلاً، الذين يستوعبون دولتهم القومية كدولة مهيمن عليها بواسطة مجموعة عرقية واحدة، يفرضون إستارتيجيات خاصة تعتبر التنوع كمغامرة للأمة وبناء الدولة ... كألمانيا مثلاً. في حالة أن تكون الدولة القومية مشتملة على درجة عالية من  التجزء ( الدولة المتعددة العرقية والثقافية، فإستراتيجيات الدولة يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع للتغلب على هذه التقسيمات.  أ) تجاهل هذا النوع وتبني سياسة الإستيعاب) فرنسا مثال نموذجي . ب) حالة أخرى ، كالولايات المتحدة الأمريكية، تبعد الثقافة من السياسة ، ج) الذين يجبرون ليس فقط لإعتراف بالتنوع بل  تعزيز هذه التنوعات ، أفضل مثال لهذا المفهوم هو سويسرا[2].

     

    بالرجوع إلى تحليلاتنا فيما يخص العلة والتقسيم الطبقي الثقافي في السودان، نستطيع أن نتحقق بإستغراب  أن معظم المفاهيم أعلاه بالنسبة للدولة القومية تقريباً، متماثلة[3].  الغرض من هذا التقسيم الجزئي أن نفحص المضمون السياسي لكل إستراتيجية إذا ما الفرضية طبقت في سياق المجتمع السوداني. دراسة  الإستراتيجيات المختلفة لمواجهة التعدد سوف تنفذ مع علم المنهج المقارن خاصة في حالة ألمانيا، فرنسا، الولايات المتحدة وسويسرا. الهدف النهائي لهذه الفكرة هو تطوير أفكار سياسية لتشكيل إستراتيجيات مناسبة تَمكن السودان من بناء الهوية القومية خلال صيغة مناسبة لمنظومة سياسية على أسس دولته القومية .

     * دولة قومية مهيمن عليها بواسطة مجموعة واحدة.

      في حالة، أنّ الأمة يكون مهيمن عليها بواسطة مجموعة ثقافية واحدة متجانسة تربطها أرضية مشتركة(تاريخ عام، ثقافة عامة أو دين عام) ، فإن المعايير الفيدرالية لبلوغ التكامل القومي تكون مؤسسة فقط ، للذين ينتمون لهذه الأمة الفريدة. ذلك بسبب أن الإندماج مع  الأمة يسبق خلق الأمة كما في حالة ألمانيا. الدوله هنا أُستخدِمَتُ كأداة لتعزيز مصالح الجماعة الثقافية الأساسية[4]بناء على  مفهوم عرقي مقصور على الدولة [5] .  ذلك النوع من التنوع يٌقُصى من بناء الأمة لأنه قد يعرض للخطر الجذور العميقة لسيادة أفراد الثقافة الأحادية [6]. الذين يرغبون في أن يكونوا أعضاء في الأمة الألمانية بناء على المواطنة يجب أن يتخلوا عن المواطنة السابقة ويساهموا  في إتجاه المقياس السياسي للأممية / القومية الألمانية [7].

     معيار كهذا لبلوغ التكامل القومي، كما نوقش سابقاً في الجزء الأول، جربت في السودان من قبل وأن إستمرار الصراع يمكن أن يفسر أثارها ( إذا ما حققت التكامل ولم تحققه). إنها تستوعب السودانيين كأمة واحدة متحدة على أساس الثقافة العربية الإسلامية. متشابهة مع حالة التنوع الألماني ، كل من لا يشاطر الثقافة العربية الإسلامية يتم إقصاءه فالنموذج السوداني يختلف عن النموذج الألماني في إنّ التنوع ليس مقصياً بصورة مطلقة في عملية بناء الأمة لكنه قاوم لفترة من الزمن. قاوم لأنه كان متوقع أن تذوب الثقافات  الأخرى أو تمتص في لب الثقافات الجوهرية، مماثلة للتوقعات في فرنسا بأن كل الأفراد الذين يقطنون في فرنسا بمحض إرادتهم سوف يتبنون القيم والثقافة الفرنسية. لهذا السبب فإن ا لوطنيين الشماليين قبل الإستقلال إتحدوا مع الجنوبيين لكن حالاً بعد الإستقلال، فأنهم إعتبروا بأن خصوصياتهم الثقافية تهدد التكامل  القومي المبني على لغة ودين واحد. هذا يفسر لماذ المساواة مع الثقافات الأخرى قبلت لفترة من الزمن لكنها لم تحترم في النهاية لأن بداية التنوع هنا لم تؤخذ بجدية.

     القادة السياسيين للشمال أعتبروا أنفسهم بأنهم يعملون أيضاً لمصلحة الثقافات الأخرى لأنهم أعتقدوا بأنهم سابقاً طابقوا ما هو ملائم لهذه الثقافات. ففي إعتقادهم، بأن الثقافات الأخرى  لم تقصى من الأمة لكنهم رحبوا به داخل الأمة إذا ما تمت موافقتهم. في بعض الحالات أعتقدوا بأن الثقافات الأخرى ليس لديها أي خيار في أن تقبل الأساس العام الذي شكل هذه الأمة. لذلك، أن تكون سودانياً يجب أن تكون عضو أمة بناءً على الأسس أعلاه ولذلك، - كما ذكرآنفاً- العربية والإسلام أصبحا العامل الحاسم في بناء أمة السودان. الدولة هنا خدمت كيان أساسي لأمة ذات ثقافة واحدة.

    لا حاجة بأن نقول أن تبني ثقافة الأغلبية كثقافة قومية في مجتمع متعدد  الثقافات يضعف التكامل لأن الأقليات سوف تخش السيطرة الثقافية واللغوية وفي النهاية تميل لأن تمنع ذوبان الجماعة الصغيرة في ثقافة الجماعة المهيمنة[8]. مفهوم الإستيعاب كما ذكر آنفاًً – يمكن إنجازه إذا لم يفرض الإستيعاب وكان من غير أي مجهودات خاصة، مثلاً إذا ما كان هدفاً سياسياً أو ثقافي لكنه أنجز خلال التفاعلات الإجتماعية والإقتصادية بدون مجهودات خاصة. من دون ريبٍ ، الإستمرار في التوجه الثقافي الأحادي قد يؤدي إلي إرث رهيب، كما أدى من قبل وذلك لأن الثقافات الأخرى من الصعوبة تنمية إحساس الإنتماء إلى بلادها.

     *      دولة قومية مجزأة

    * سياسة الإستيعاب (فرنسا وتركيا)

     

    بالمقارنة مع الإسترتيجية الألمانية، النموذج الفرنسي يتبنى إستراتيجية أخرى مختلفة لتعالج التنوع ولتخلق الولاء القومي. فالدولة خلقت بالدستور ثقافة قومية، "الثقافة الفرنسية" مبنية على قيم سياسية عالمية             ( مؤسسات سياسية عامة، حقوق عالمية، المساواة والحرية) وكل أعضاء السكان- بغض النظر عن الخلفية الثقافية – يجب أن تذوب في هذه الثقافة إما بإستيعاب مسالم أو بسياسات قمعية[9]. التنوعات كهويات مميزة بهذا المعنى يغض عنها النظر وليس لها مجال للإعتراف . الأفراد متساوون على أساس المواطنة الفرنسية[10]. الناس يٌعَرفّون كأعضاء في الدولة بغض النظر عن خلفيتهم الثقافية، وكل فرد مٌرّحب به كمواطن فرنسي ذو حقوق متساوية[11].

      بالرغم من نجاح الدولة الفرنسية في إزدهار الهوية القومية مما أدى إلى خلق دولة مستقرة وحديثة، ففي المدى البعيد وفي ظروف مختلفة سياسات كهذه ربما تهدد هذا الإستقرار. وهذا بسبب الإستياء من تجاهل الإختلافات الثقافية ، كما بيّن د. نيكول، ربما تتراكم خلال حركة الزمن، الذي ربما يقود إلى توجيه هذا الغضب ضد الدولة أو على الأقل ربما يضعف التكامل لحد ما كما الحال في المجتمع المسلم. كمسألة الحجاب  في المدارس الذي أعلن كمسألة تعمل ضد الثقافة الفرنسية. متوقع من المسلمين أن يتقيدوا بكل قيمهم التي يقرها دينهم في منازلهم ويتركوها هنالك عندمتا يخرجون للمجال العام. كنتيجة لذلك، المسلمون كمثال والذين لا يقبلون الثقافة الفرنسية عموماً لم يستوعبوا إذا ما كانت الأمة لا تستطيع أن تكيفهم[12]. لهذا السبب، وفقاً لرأيي، فإن المجتمع المسلم إحتل وضع إجتماعيي وإقتصادي أقل في فرنسا.

     مثال آخر للغضب قد يبدو من المجتمع المسلم بسبب القيم  الفرنسية. الطريقة الفرنسية للتعامل مع التنوع فقط ستكون ناجحة طالما كانت القيم في العموم والعلمانية خاصة جٌربت بطريقة جامعة وليس بطريق مباشر أو غير مباشر إنحاز لمجموعات معينة. مشكلة المجتمع المسلم في فرنسا، حسب إعتقادي ليس فقط مسألة حظر خصوصيتهم الدينية المصانة والتي رسمياً تحظر للكل لكن لأن بعض الذين أكثر مساواة من الآخرون تاريخياً (الكاثوليكي وحالياً أيضاً اليهودي. بعبارة أخرى، فالمجتمع المسلم لديه الإحساس بأنّ العلمانية فٌسُرت كأقل حدة  للديانات المعنية من مجموعات دينية أخرى. فهذا أيضاً سبب آخر لماذا  المجتمع المسلم يعاني من سياسات الدولة كتمييز.

     يجب على الدولة الفرنسية بالإضافة إلى التركية أن تسأل "هل المساواة تخلق أمة؟"[13] كما صاغ السؤال البروفيسور توماس فلينر.وأيضاً كما صاغ "هل الأكراد ليسوا بأمة؟"لأنهم مواطنون أتراك بحقوق عامة ومعاملة متساوية، بالرغم من انهم يفضلوا بأن يعتبروا كأمة مستقلة. الإستيعاب يتطلب من الأفراد بأن يتخلوا عن جزء من هويتهم. إذاً أستيعاب كهذا فٌرضُ بواسطة الدولة والقوة السياسية، ليس إنسانياً.ومتناقض مع الحقوق الأساسية. على الدول والشعوب الحث على التكامل المبني الإختيار الفردي الحر لأولئك الأفراد والذين ينشدون علاقات إجتماعية قوية للمجتمع عموماً.

     هل يٌنُكَُّر الأكراد أن يكونوا "أمة" لأن كمال أتاتورك قد عرّف الأمة  كوحدة لمدنيين متساويين تبعاً للتقليد الفرنسي ولذا فإن الأكراد لا يعيشون كأمة ولكن فقط كأفراد مواطنين . لماذا لا تلاحظ تركيا نفس هذا الأساس عندما تعرف مصالح الأقلية التركية في بلغاريا وقبرص؟ [14]ً .

     يتفق نيكول توبروين مع الإعتقاد القائل بأن مشاكل الأكراد المدنيين والتي تحولت بواسطة اتاتورك مبنية على المثال الفرنسي.مع ذلك  يشعر الأكراد بأنهم مبعدون ولا يرون بأنهم ينتمون للشعب التركي [15] .

     ويستنتج بجانب المساوئ للنظام الفرنسي تجاهل الأقليات والتي تقود مباشرة لأزمات ، تحت مظلة المفهوم الفرنسي للعلمانية بأنه في السودان سيكونون ذو خبرة من المجتمعات المسلمة على الأقل في المنطقة المأهولة بهم بصورة أساسية - والتي ستكون فادحة الثمن، كما سنرى لاحقاً بالتفاصيل.

     * سياسة إقصاء الثقافة من السياسة ( الولايات المتحدة الأمريكية).

                                                                                                                                   على حسب إعتقاد البروفيسور ليا قرينفيلد ان الشعب الأمريكي هو بوتقة عظيمة للإنصهار حيث أن كل شخص، بصرف النظر عن ثقافته وخلفيته العرقية، يمكن إستيعابه في مجتمع موحد من خلال ثقافته وعرقيته المفرطة في المجتمع الأمريكي[16]. النظام الإتحادي الأمريكي والتي ما زالت تجادل- بالطبع لا تعير إهتماماً لموضوع الثقافة والعرقية لهذه المجتمعات ولكنها تعول تقريباً على مفهوم أحادية المدنية حيث ان الحكم الشخصي لكل فرد محمياً[17]ً. لذا نجد أن المحلية تجاه المجتمع الأمريكي لا تتجزأ ولا تترك أي مجال لأزدواجية الولاءات[18].

    بعض العلماء يميلون إلى تناقضات مثل هذه التحليلات أغلبهم يجادل أن المجتمع الأمريكي يتشكل من عرقيات وثقافات واسعة من المجتمعات ولكن حرياتهم محدودة[19]. وعلى حسب رأيهم فإن الدولة تعرّف تعيين أو تخصيص الثقافات المختلفة في عالم أو مجال خاص مثلاً إجتماعي، إقتصادي، وأسباب دينية، ولكن ثقافتهم كحق سياسي ميعدة وعلى الأصح فإن الحريات الفردية تزداد إلى الحد الأعلى بواسطة الدولة. بكلمات أخرى فإن الحريات الفردية تعوض المجتمعات بلغة الحقوق السياسية[20].هذه هي النظم التي تقود" للوحدة في التنوع " لخلق ولاءات وطنية أو قومية أو كما وضح الدكتور بادال " الوحدة السياسية والتنوع الثقافي "[21].- الخطط الإتحادية متميزة مع علاقاتها مع المدنية[22]. حيث لديهم حق متساوٍ بصرف النظر عن إختلافاتها متضمنة المواطنيين الطبيعيين[23]. هذا السبب الذي يجعل الدستور الأمريكي يبدأ في مقدمته" نحن شعب الولايات المتحدة ......" والذي يعني أن الأمريكان يعرِّفون عضوية الأمة على أساس المواطنة من غير إعتبار لعوائق الإنتماء الثقافي .[24]

     ما يهمنا هنا أن الإستراتيجية الأمريكية عما إذا كان شعبها يدركها كبوتقة إنصهار أو كمجتمع متعددالثقافات يريد أن يزيل التنوع من سياسات الدولة. إن المصلحة العامة من المجتمعات العرقية والثقافية معرف لسبب العدالة،الحرية والفردية والقادة الأمريكيين السياسيين  مهما تمثل خلفيتهم الثقافية يعملون على قواعد من الملكية السياسية. على حسب إعتقاد نيكول توبروين فإن الدولة الأمريكية تفرق فرقاً واضحاً بين المجال الشخصي والإجتماعي حيث أن الدولة في ا لماضي تبقي متعادلة حيث تتسامح مع كل الأنشطة الدينية. ولكن في الأخير تبعد أي إعلان أو إظهار ثقافي أو عرقي.(إنها تعبر عن هذه كـ"عمى الثقافة" [25].

     إن الأثر السياسي لمثل هذه الإستراتيجية تجاه التنوع هو في الأول غير عملي وثانياً سلبياً. لقد أعطي نيكول توبروين أفتراضية ليبرهن على صعوبة عمى الثقافة. أولاً ، الفرق بين الملكية الشخصية والملكية العامة ليست عملية كليةً مثلاً مع تأثير الدين مثل أيام الأحد والعطلات العامة مع أغلبية ذو الأصول المسيحية، حالة الإجهاض  والتي تعتبر كقتل عمد  مبني  على الإعتقاد الديني[26] .ثانياً. قد يكون هنالك مجموعات معينة والتي تعني بالعضوية القومية المبنية على المواطنة ولكنها تعترض على أو تقاتل ضد فصل أو إلغاء الثقافة عن الحقول السياسة لأنها- وما زالت – تصر- أن مثل هذه الفكرة قد جربت لفكرة غريبة أو مرفوضة ليس فقط كمجتمع ولكنها كأفراد كذلك. (الهوية الثقافية هي جزء من الذاتية الفردية)[27]

     .لتطبيق مثل هذا المفهوم لدى الفهم السوداني قد يكون بناءًً إذا كان  الفصل و الإلغاء موجهاً نحو السياسة العرقية- إن السودان في حاجة ماسة، في رأيي ، ليلغي الحقوق العرقية والقبلية من السلطات السياسية ولكن من الحقوق الثقافية تبدو مستحيلة. إبعاد الثقافة من السياسة تعني بكلمة بسيطة دولة علمانية والتي لن تكون مقبولة لدى المجتمعات المسلمة. إضافة لهذا المضمون للدولة العلمانية إن أولئك الذين لديهم أوضاع هامشية نتيجة لهيمنة ثقافة واحدة والذين لديهم إقصاء معيشي من الحقل السياسي لفترة طويلة لن يقبلوا مثل هذا العمى الثقافي – حتى يثبت أو يقر أولئك الذين أوجدوا الأوضاع الهامشية بشئ آخر (مغاير) سيدافعون من أجل مشاركة القوة وإقتسام التمثيل في الإمتلاك السياسي على قاعدة ثقافتهم.

     * سياسة إعتراف وتشجيع التنوع (سويسرا).

     

    على عكس الإستراتيجيات، فإن سويسرا تتبنى مفهوم "التنوع المعياري" ليتماشى مع تعددها اللغوي والديني المتجزئ. إن التنوع المعياري كما هو معرّف تعريفاً مناسباً لدي نيكول توبروين أن التنوع يجب أن لا يٌهُمَلُ أو يٌجُهَلُ أو تحدث تسوية فقط ولكن تقريباً يجب أن يصان ويحترم[28]. لذا فإن سويسرا تقبل واقعها وتميزه وحتى تطلب أن تحث على التنوع الثقافي[29]. لكي ينجز النظام السياسي هذه الأهداف فإنه قد طور إتحادية التعدد الثقافي، من خلال البناء الدستوري، سويسرا تعبر عن وتحمي خصوصيات الجتمعات المختلفة والتي هي من الأهمية بمكان لذاتيتها [30].إن ا لدولة السويسرية تعود تبايناتها إلى نظام منتظم بدقة من" الوحدة من خلال التنوع"[31]. إن التنوع محمي من خلال مناطق مخصصة للحكم الذاتي في القطاعات الخاصة من المجتمعات وبذات الوقت تحافظ على الوحدة بينما نجد ن تلك المجتمعات تعمل سوياً على أساس من شراكة الحكم. الإتحادية بهذا الإحساس تعمل على تنمية التعريف القومي على الرغم من كثير من الإختلافات [32]

     على الأصح فإن قبول الأغلبية الناطقة بالألمانية بأنها هي فقط المجموعة الدستورية ، مبنية على الحكم الذاتي، فإن الدستور السويسري يذكر رسمياً أربعة لغات (الألمانية، الفرنسية، الإيطالية والرومانية) وتتركها لكل واحدة من الكنتونات(الأقاليم) ليختار أي من هذه اللغات سيقر[33] بهذه الطريقة فقد وضح ان التنوع قد تمّ أخذه بجدية من الدولة[34]. ويبدو أن حريات المجتمعات أعلى من حريات الفرد لذلك يندر التصادم بينها[35]. يندر هذ بسبب أن مفهوم الشعب السويسري أيضاً  يقرالتنوع  كما في حالة مفهوم الفرنسيين والشعب الأمريكي والتي تعتمد على أساس حقوق المواطنة ولكن الفارق هنا أ ن المواطنة تحقق للمواطن حقه كعضو في المجتمع. مثلاً في الإقليم أو الكميونات[36] (الوحدات الإدارية الصغيرة).

    إن مقارنة الحل السويسري بالنماذج  الأخري من ألمانيا وفرنسا فإن الواحد يؤكد أن  إستراتيجياتهم ليصنعوا الهوية القومية لهي ظالمة للتنوع ولذا فإن مشكلتهم الكامنة لهي عالية جداً. إن المفهوم المعياري للتنوع يبدو فقط مناسباً للدول التي تتمتع بتعدد ثقافي في العموم والنموذج السوداني خاصة على الرغم من هذا النجاح فإن النموذج السويسري على غير حالة السودان يرجع إلى صغر مساحة سويسرا مع إستثناء إقليم (كانتون جورا) حيث يتصادم التنوع مع بعضه كلما ذكر آنفاً – فإن التنوع في الكانتونات الأخرى قد تمّ تنظيمه حدودياً-  إن هاتين النقطتين بالإضافة إلى الموضوع الهش للعلاقة بين الدولة والدين والمشكل أو الإحتكاك والذي ربما يحدث بين المجتمع والحريات الفردية يجب أن يضع في الإعتبار لوضع أي دستور في السودان.

    نتيجة لذلك فإن الوضع الأساسي ليسهل الحل الفيدرالي لهو معرف رسمياً بالتنوع بدلاًمن الإقصاء، التجاهل أو التخلص من التنوع. وبالرغم من ذلك ففي الصفحة التالية سأناقش أن التنوع المعياري هو ليس بمهمة للدولة ولكن في المقام الأول هو مسئولية أو مهمة المجتمع.

     

      دور المجتمع.

     

     

    كما هو معلوم فإن المشاكل القانونية تٌربط أحياناً بنقد عجز الدولة الوظيفي  تجاه التنوع ولذا الإهتمام يشمل التعريف بحقو ق الطرفين المجتمع والأفراد، أن الجماعة والفرد أنفسهم لديهم دورهم في هذه النقاط. أهمية التكوين للسياسات الهامة والمنظمات لتكفي الإحتياج والرغبة لمكونات المجتمع. المكونات والأجزاء المختلفة للمجتمع يجب أن تبرهن رغبة أكيدة للإحترام المتبادل – بناءً على الفهم لسلطة الدولة أو الحكومة الفيدرالية كآلية تعبر عن طبيعة المجتمع وترعى مصالح كل مكونات المجتمع ووظيفة التنوع المعياري يجب أن لا تكون من مهام الدولة ولكن للمجتمع نفسه. بمعنى آخر في حالة أن المجتمع لديه القدرة الكافية لـ 1) فإن التعريف المتبادل بواسطة الوجود المقبول للأصول المختلفة في داخل المجتمع و 2) يحترم النتائج لهذه البيانات(قيم إجتماعية وثقافية ، معتقدات وأسلوب حياة) . إن الإختلاف الكامن يمكن إنجازه . في هذه الحالة فإن دور الدولة سيكون فقط بجلب الوسائل المقبولة والتي تتيح لكل المجموعات العرقية لتتحكم أولاً، بهذه التنوعات وثانياً إختلافاتها من خلال النظم الفيدرالية السياسية بطريقة سلمية[37].

    لذا فإن دور المجتمع هو العامل الحاسم إذا كان القصد هو خلق اي تقنية لتسكن وتخفف حدة المشاكل. والعكس بالعكس فإن المجتمع ليس لديه سعة تذكر وإحترام الآخر والتي يمثلها الآخر كأرض يباب لا تنتج أي منتوج يذكر. أن مثل هذه المغالطات لا تختلف كثيراً من مفهوم التنوع المعياري ولكن الأولوية للتنوع المعتبر كقيمة يجب أن يكون أولاً من المجتمع، وبعد ذلك ينعكس على سياسة الدولة الإستراتيجية. هذا لأنه لا معنى للكلام عن إستراتيجيات الدولة ما لم يكن التنوع قد عرف قبلاً وتمّ إحترامه من المجتمع. إذا وضعنا النقاش آنفاً في الإعتبار في إستراتيجية الدولة لمخاطبة التنوع  وخلق الذاتية القومية يمكن بعد ذلك أن نٌعَرِفُ المجتمعات الألمانية والسويسرية كنماذج ممتازة للإبقاء وتوضيح مثل هذا الجدل.

    إن المجتمع الألماني يمكن أن يمثل نموذجاً ممتازاً لعدم التعصب لدور المجتمع تجاه التنوع. أنهم يعرِّفون أنفسهم كأمة واحدة أو كشعب واحدة له ثقافة واحدة. لذا ، إذا لم يتكاملوا فسيكونون مقبولين ليس من قاعدة المساواة في الإنتماء للأمة ولكن فقط كضيوف[38]. في هذا النص أن الفيدرالية كمقترح للمساهمة في المشاكل التي خلقت بالتنوع لا يمكنها ان تكون ذات جدوى لأن التنوع نفسه لم يعرف بعد. بكلمات أخرى، إن الفيدرالية  كأداة لمعالجة المشاكل في المجتمعات الجمعية (( المكونة من مجتمعات)) ليست مناسبة ما لم يكن للمجتمع نفسه المقدرة وكذلك الرغبة ليعرف ويحترم التباين والتنوع[39].

     

    في السياق العام ، إن المجتمعات الأمرييكة والفرنسية يمكنها أيضاً أن تمثل عجز الحاجة أو الرغبة تجاه التنوع. إن الموضوع العصيب تجاه التنوع في الولايات المتحدة في رأي، هو الإحساس بالتفوق للرجل الأبيض ضد السود ’اخيراً ضد الإسلام على الرغم من المساواة الرسمية بالقوانين الرسمية للدولة.

     

    ليس بعيداً عن هذه النقطة فإن بورفيسور واتس يرى أن "المجتمع الذي ينكر أو يلغي ويتجاهل الولاءات والهويات  المتعددة ربما يفعل ذلك عند خطرها او أو إحداث الخطر. في المجتمع المتنوع، يقول، إن العامل الأساسي المهم للثبات والنظام هو " قبول قيم التنوع وفي إمكانية حدوث الولاءات المتنوعة معيٍّرٌٌ عنها من خلال إنشاء الوحدات التأسيسية من الحكومة مع الوحدات المستقلة لحكم نفسها بنفسها لأن هذه الأمور مهمة جداً لهويتها المميزة[40].

    من ناحية أخرى فإن المجتمع السويسري ليس كغير الآخرين يمثل الدور البنائي تجاه التنوع. أربع ثقافات بإختلافات كبيرة من ناحية اللغة، الدين، طريقة الحياة والعادات والمتطلبات السياسية كلها تعيش حيثياً إلى جانب في سلام في  مقاطعة صغيرة .

    إن إكسير أو جوهر هذا التعايش السلمي في رأيي لا ينشأ فقط نتاجاً للنظام السياسي ولكن أساساً من الإعتراف المتبادل والثقة والإحترام بين البعض. الغالبية والأقلية لست مصدراً للغضب إنها تقريباً حساب لتقديم تناسبي. جدير بالذكر أن نيكول توبروين ركز على أن الأمة السويسرية  مستقلة الإرادة للمجموعات المختلفة المكونة لها.

    جدير بالملاحظة أن الإعتراف المتبادل ليس وسيلة و مهمة حميمة للعلاقة البيئية بين مكونات المجتمع، كما تخبرنا التجربة ان العلاقات البينية بين السكان السويسريين ذو الأصول الألمانية وأولئك ذوي الأصول الفرنسية مثلاً لم يكونوا أولئك الودودين في المنشأ لدى تكوين الكونفيدرالية السويسرية في 1948م. لكن ضمناً لتلك المرحلة إن درجة  التصرف عالية بدرجة كافية لتوضيح الفعل السياسي الإيجابي. وهنا يظهر دور النظام الفيدرالي السويسري والتي قبل كل شئ قد قدمت فرصاً أفضل لكل ثقافة لتظهر خصائصها، ومؤخرا،ً أتخذت وأقرت سياسات مختلفة والتي مكنت لإمتصاص هذا التضاد( مساهمة إقتصادية مختلفة والتي تقود إلى تعبئة وتحريك ثقافات مختلفة وخدمة عسكرية) والتي خلقت بنجاح قيماً إجتماعية وسياسات عامة والتي كونت شعوراً حميمياً من الملحقات والتوابع لكل تجاه الآخر. لذا فإن الدور الأساسي نحو التنوع الكامن لعبت فيه مكونات المجتمع الدور الأساسي والتي كان عليها أن تحدد من المستهل الخارجي الطريق لمخاطبة التنوع.

    في السودان الحاجة للإعتراف المتبادل تظهر بعد المشاكل فلا النظام الفيدرالي ولا أي تكوين سياسي يمكنه حل المشاكل ما لم يثبت المجتمع السوداني خلاف ذلك. إن المجتمع السوداني قد لا يختلف كثيراً عن الصورة السويسرية إذا أعتبرنا ذلك التنوع. أولاً لوجود السودان ككينونة سياسية تكوّن مصدراً للمٌشُكِلُ بين مكونات المجتمع. إن السياسات المختلفة كما ذكرنا آنفاً، ساهمت بصورة مباشرة في عدم الإستقرار للعلاقات السلمية و قادت للنزاعات الحالية ولكن على الواحد أن يذكر، إفتراض النقاء العرقي في المجتمع السوداني قد يقدم فرصاً قليلة أن الفيدرالية تستطيع أن تتخطى المشاكل لأنها متضاربة ومتناقضة مع العددية أو الغالبية كقيمة وتبعاً لذلك تهدد متطلبات وحدة الدولة.

     

    بقدر ما أن السودان هو دولة متعددة قومياً و دينياً وعرقياً ولكي تعيش دولة كهذه ، يجب أولاً وقبل كل شئ أن تقبل المساواة بمفهوم أننا قد عرفناها، بمشاركة أي فرد. أن هذه المطالب ليست فقط مربوطة بإلغاء الهيمنة والأفضلية أو أٌنجزت بإعتراف متبادل ولكن يجب أن يمتد نتائج هذا الإعتراف بمفهوم الدين ، اللغة وأخريات كونها  في العوالم الإجتماعية أو السياسة وبعد ذلك ان دور الدولة يمكنه أن يبدأ هنا ليعكس هذه المساواة. ليس فقط من النظام القانوني ولكن بقيمة أكبر في رمزيته كما سنرى لاحقاً.

    لكي ننمي أو نؤسس الإعتراف المتبادل في رأيي، ليس فقط شرطاً دستورياً للمساواة أو حظر التمييز. إن الدولة لا يمكنها فقط ان تثبت تعاملها الجدي للتنوع من خلال الحكم الذاتي أو الحكم الشراكي ولكن الأهم من ذلك عن طريق معاملة التنوع نفسه كقيمة وإخراج هذا الإحساس للمجتمع كذلك على التوالي ، هذا يمكن إنتاجه من خلال سياسات: أ- من خلال النظام التعليمي. ب- عكس التنوع في رموز الدولة. ج- في وسائل الإعلام على قواعد من الأسس المتساوية.


     
                  

01-11-2007, 12:04 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

    ******
                  

01-12-2007, 05:18 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

    *****
                  

01-12-2007, 10:08 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

    الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا.
                  

01-15-2007, 06:44 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

    ******
                  

01-15-2007, 08:09 PM

رأفت ميلاد
<aرأفت ميلاد
تاريخ التسجيل: 04-03-2006
مجموع المشاركات: 7655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

    العزيز عثمان محمدين

    تحياتى

    والتحية موصولة للدكتور عمر عوض الله علي قسم السيد:

    بوجودى فى سـويسرا لاحظت فعلآ التباين الجغرافى والثقافى الذى جمعته الفدرالية فى سـويسرا
    تجد أشـياء من المفارقات ولكن بعد التأمل تجدها قمة من التفرد . وبنظرة لتاريخ المنطقة تجد الدولة قامت من بين مقاطعات صغيرة متناحرة كانت ثعيش داخل حصون للعدوانية الشديدة .

    آلفت بينهم الفدرالية فى عدالة تقسيم الثروة والثقافة وإنتقلوا من الفقر المدقع الى أغنى الدول . وذلك فقط خلال الخمسة وستون عام المنصرمة . كانوا يعرفون بآكلى البطاطس والجبنة (المعفنة) ويغتربون فى ألمانيا فرنسـا .

    من أغرب فدراليتهم هى ليست بالمقاطعة أو الولاية بل تنزل الى المدينة الى القرية الى الحى . تتصور يمكن أن يجمع سكان أمبدة وتحويل تبعيتهم لمدينة الفاشر ويمكن لسكان مدينة الفاشر أن ينقلوا تبعيتهم الى ولاية البحر الأحمر . يتم كل ذلك بإجماع قومى تحكمه مصالح أو أعراق .

    توجد مدينة تدعى Frieburg من قسـمين يفصلهما جسر سـيرآ على الأقدام مثل بحرى وأمدرمان إحداهما ناطقة بالفرنسـية والأخرى بالألمانية .

    كتبت بوسـت مبسـط بهذه الفكرة فى بداية هذا العام بعنوان (ديمقراطية صيوان عم جمعة ( دعوة للإنفصال))

    أجد الفكرة مخرج حقيقى للمشكل السـودانى الحالى


    لك التحية

    رأفت ميلاد
                  

01-15-2007, 09:03 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: رأفت ميلاد)

    Quote: بوجودى فى سـويسرا لاحظت فعلآ التباين الجغرافى والثقافى الذى جمعته الفدرالية فى سـويسرا


    الأخ الفاضل رأفت ميلاد
    تحية وتقدير عظيمين
    فعلا لقد ذكر لي الأخ د.عمر أن سويسرا تشبه السودان كثيرا ً في تنوعها اللغوي والإثني والثقافي .... وغيرها وفيدراليتها أكثر قبولا ً لأوطاننا ولكنه يرى أن رئيس الوزراء يجب أن لا يكون ثابت بل يجب ان تعطي كل منطقة من السودان فترة لشخص منها يمارس حكمه ثم يتنازل لغيره عموما موضوعه طويل وشيق جدا. نامل أن تنزل فيدراليتنا لمستوى القرية ورغبة الفرد أيضاً لنستمتع بخيرات بلدنا ونترك الاغتراب للهامش العربي، ولا شك أنها مخرج للسودان - أملي أن أوفق في استعراض ما طرحه الأخ عمر بجرأة، وبالمناسبة هل قابلت الأخ عمر هنالك كما أن لدى أخ شقيق يدعى صديق عبد الرحمن مقيم في لوجانو هل تعرفه، وكذلك صديقنا عماد الدين ابو الغيث في ميونيخ.

    شكرا لك اخي على هذه المداخلة القيمة
    عثمان
                  

01-15-2007, 09:32 PM

رأفت ميلاد
<aرأفت ميلاد
تاريخ التسجيل: 04-03-2006
مجموع المشاركات: 7655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: othman mohmmadien)

    العزيز عثمان

    هل الأخ عمر لا يزال فى سـويسرا . ربماأكون أعرفه ولكن (الخواجات) لخبطو أسمائنا مثلآ أنا هنا إسمى سليمان . شقيقك لا أعتقد أعرفهو فهو فى الجزء الايطالى وأنا فى الجزء الألمانى . سافرت كثيرآ فى الجزء الفرنسى ولكنى لم أزور أبدآ الإيطالى . عن عماد ميونخ بعيدة فى ألمانيا إلا إذا كنت تقصد زيورخ فهى فى سويسرا . عمومآ أرجو مدنى بالمسنجر اداخلى بنمر التلفونات والمعرفة مكسب .
                  

01-16-2007, 08:18 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً-أطروحة دكتوراة -سويسرا. (Re: رأفت ميلاد)

    الأخ رأفي ميلاد
    I Will
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de