|
الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني
|
منطلق هذا البحث الفكري والمنهجي هو أطروحة بحث في أسباب إخفاقات معظم شعوب العالم الثالث في تحقيق الاستقرار والتنمية والتماسك والتكامل الاجتماعي أسوة بشعوب ودول العالم المتقدم .
انتهى البحث إلى إن ما أنجزته شعوب العالم الأول يعود – ضمن أسباب أخرى – إلى استمرارية تجريب شعوبها وحكوماتها في كافة فرو ع المعرفة وتطبيقاتها المتصلة بإدارة شانها العام حتى تراكمت إنجازاتها المعرفية والتنموية وتماسكت كياناتها القاعدية وما ترتب عليها دون انقطاع على التتابع الزمني وبالعقلانية التي نتجت عن تلك المشاركة الشاملة .
يقابل إنجاز العالم الأول إخفاق وتراجع معظم شعوب ودول العالم الثالث في تحقيق ما أنجزته دول العالم الأول .وقد عزت الدراسة ذلك الإخفاق والتراجع إلى إقصاء كافة شعوب العالم الثالث عن تولي أداء مهام إدارة شانها العام أو المشاركة فيها أبان فترات الحكم الأجنبي .واستمرار إقصاء الشعوب عن الإسهام والمشاركة في الفترات التي أعقبت الحكم الأجنبي وبالتالي أدى غياب هذه المشاركة خلال الحكم الأجنبي وبعده إلى إعاقة المجتمع الذي تنشا الحكومات من أفراده في اكتساب المعارف والخبرات التي تتولد من تجريب إدارة الشان العام وأحداث التماسك والتكامل الاجتماعي الذي تنشأ وتقوي أواصره من أداء أنشطة المنافع المشتركة. وفاقم ذلك غياب وعي القيادات السياسية والنخب بهذه الإعاقات وضرورة السعي لمعالجتها وانصرافها عوضا عن ذلك إلى صياغة خطابها ومخاطبتها بلغة الحداثة والعقلانية دون الالتفات إلى مضامينها وتطبيقاتها العملية لاعتمادها على الولاء التقليدي للوصول إلى السلطة أو غصبها قسرا.بهذا ضاعت أماني وأحلام معظم شعوب العالم الثالث بالتنمية والأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية منذ استقلالها. وهنالك قله من هذه الدول أتيحت لها فرص القيادات الملهمة التي خرجت بها من واقع الدول المتخلفة وارتفعت بشعوبها ودولها إلى مصاف دول العالم الأول لأنها أعملت الفكر والتخطيط بعقلانية لما تريد وخططت وسائل ومنهجيات تنفيذه واعدت بتدقيق محكم فرق التنفيذ المؤهلة لذلك على جميع المستويات و أدامت الرقابة على أدائها. ويسرني أن اقدم في هذه الورقة رؤية حول أسباب التخلف ومعالجاتها أملا أن يتم حوار هادف حولها من جميع المعنيين بالشان العام العالم ثالثي والسوداني على وجه التحديد وتيسيرا لذلك رأيت طرح ذلك في شكل أسئلة وأجوبة و أرفقت معها رؤية تكاملية لتناول قضايا التنمية في العالم الثالث قدمت فيها الحلول وأنشأت لذلك منظمة مهمتها حفز عمليات التنمية والبناء بمنهجية محدد بينتها في تلك الرؤية.
نواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
إلى ماذا تعزو هذا الفشل والإخفاق الذي لازم السياسيين السودانيين في إدارة الحكم بالبلاد وهم – في غالبهم – على درجة من الوعي والتعليم ؟
- التفسير بالنسبة لي يعود لأسباب تاريخية ومجتمعية لا يختص بها السودان وحده وإنما دول العالم الثالث قاطبة، ويعود السبب في ذلك إلى ما يمكن أن أطلق عليه (الانقطاع التاريخي) الذي يرجع بدوره إلى ما أسميه (الإعاقة المجتمعية) التي تتعلق بإدارة الشأن العام.
ماذا تقصد بالانقطاع التاريخي؟
- أقصد به الانقطاع العمراني بالمعنى الخلدوني لعبارة (عمران) وإدارة الشأن العام المتعلق بهذا العمران في مجتمع ما، ويحدث ذلك من خلال مجموعة من خارج أو داخل المجتمع تقطع هذه العملية العمرانية من ناحية الفكر والممارسة المترتبة عليه في إدارة الشأن العام وتحول دون تجسيدها في برامج ومؤسسات مجتمعية، كما تقطع عملية التلاحم والانصهار المجتمعي الذي ينتج عن تفاعلات أنشطة الاستمرارية وهذا ما حدث في معظم أنحاء العالم في فترة الاحتلال الاستعماري على وجه الخصوص، وإن كانت هناك إنقطاعات أخرى سابقة لذلك الغزو. وأمثلتها في المنطقة الإسلامية والعربية هو ما حدث منذ النصف الأول من القرن الثالث الهجري الذي أحتلت فيه مجموعات من الخارج المنطقة وتحديدا المجموعات التركية والتركمانية والآسيوية وتولت إدارة الشأن العام العسكري والمدني بأوجهه المختلفة .
نرجو تنزيل نظرية الانقطاع على واقع السودان، لأنك ذكرت أنها السبب وراء فشل السياسيين في إدارة الشأن العام ؟
- بدأ الانقطاع كحدث بفترة الحكم التركي وإن لم يكن السودان في ذلك العهد يشكل وحدة جغرافية أو سياسية كما هو الحال الآن ... فالذي حدث في هذه الفترة أن استولت القوات الاستعمارية التركية على البلاد، ثم جاءت بعدها المهدية التي لم تحقق (انقطاعاَ) لأثار الانقطاع التركي،ربما لقصر فترة المهدية وانشغالها في الأساس بإزالة حكم المستعمر، ثم تلتها فترة إعادة الاحتلال من خلال الحكم الثنائي الذي استمر حتى الاستقلال .
وخلال الفترة من الحكم التركي وحتى نهاية الحكم الثنائي (فترة الانقطاع الرئيس) كان الشأن العام في مجمله يدار من خلال المجموعة القاطعة خصوصا في الشان العام السياسي النظري والتطبيقي والأهداف المتعلقة بذلك والتي لم تكن وطنية أساسا وكذلك بقية أوجه الشأن العام الأخرى من اقتصادية وتعليمية ولكن عليك ملاحظة أنه ترتب على ذلك بقاء الوحدات المجتمعية من عشائر وقبائل وطوائف على حالها ,إن لم تكرس، وبذلك أصبحت مكونات المجتمع الأولية في البلاد (محنطة) ولم يحدث لها تطوير .
وماذا كانت نتيجة ذلك ؟
- تمثلت آثار هذا الانقطاع في غياب المعرفة النظرية المتراكمة على مدى الانقطاع ، وقياد فهمها الصحيح وانتشارها الأفقي وتطورها العمودي وحصول الممارسة المترتبة عليها على نفس المدى الزمني والبرامج المستخلصة منها، والقيم المتصلة بتنفيذها ووسائل ذلك التنفيذ ومؤسساته من جهة، وغياب التلاحم والانصهار الوطني وبناء الأمة الذي ينتج عن عملية الاستمرار التراكمي.
هذه هي الأوضاع التي أسميتها الإعاقات المجتمعية التي واجهت الشعب السوداني وقياداته عشية استقلال السودان.
هل تقصد أن القيادات السياسية الوطنية التي تولت الأمر بعد الاستقلال لم تكن على معرفة - ولو نظرية – بشئون الحكم ؟
- ما أقصده لا يعني غياب الإلمام بشئون الحكم النظرية والاطلاع على ما تحقق في الفكر الإنساني عموما في إدارة الشأن العام، وأشير بذلك إلى حركة الخريجين التي تطورت منها الأحزاب السياسية، إلا أن ذلك الفكر لم يرتبط بإدارة الشأن العام في البلاد كما لم يتولد منه وظل مجرد تنظير لا يغني عن فكرة الممارسة والتجربة، ومما يذكر في هذا المقام أن معظم السياسيين السودانيين في تلك الفترة باستثناء مشاركة أحد الأحزاب في المجلس الاستشاري الذي صدر قانونه عام 1943 والمجلس التشريعي الذي تأسس عام 1948 لفترة قصيرة لم تكن لها مشاركة أو خبرة في إدارة الشأن العام السوداني. وهذا بحد ذاته يدلل على غياب الوعي بالإعاقات التي أشرت إليها.
صحيح أنك أشرت إلى هذه الإعاقات ولكنك لم تحددها أو تعرفها ؟
- أقصد بالإعاقات المجتمعية الإعاقات التي تسبب فيها إقصاء المجتمع بقياداته وأفراده عن إدارة الشأن العام واكتساب الخبرة وتطوير نظم المجتمع ومؤسساته، وهذا لا يعني بحال من الأحوال اتهام للمجتمعات التي انقطعت لقصور ذاتي أو وراثي جيني كما يروج لذلك بعض العنصريين في الدول المتقدمة. فقد أثبت أفراد هذه المجموعات والشعوب المنقطعة الذين أتيحت لهم من خلال العملية التعليمية منافسة رصفائهم في العالم الأول جدارتهم في التلقي والممارسة خصوصا عند انتقالهم لهذه المجتمعات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: lana mahdi)
|
خلال فترة المهدية والحكم الوطني بعد الاستقلال، ألم يتكون للسودانيين أي فكر نظري للحكم ؟
- الفكر النظري موجود لأنه متاح في التجارب الأخرى في العالم، لكن الفكر الذي يناسب أي مجموعة أو شعب هو الفكر المرتبط والمتدرج بالممارسة في إدارة الشأن العام الخاص بالبلد المعين .
وهذا يقودني للحديث عن الاستمرارية المنافية للانقطاع، فالاستمرارية لا تعني التتابع الزمني مجردا فالمشاهد والمعروف بداهة وبالاستقراء والنقل أن التكون والزيادة والنمو لجميع الكائنات يتحقق و يضطرد عبر الزمن متى ما توفرت أسباب نموها ودوافعها وانتفت عوائقها وكوابحها، وأن نمو النظم المعرفية في الاجتماع وتراكمها يأتي مقارنا للاستمرارية التي تتفاعل وتتجادل من خلالها عوامل التكون وحوافزه المتولدة من مقتضيات الاجتماع البشري وحوائجه وما يلزمها من عمران من جهة وعوائقه وكوابحه البشرية والطبيعية من جهة أخرى، ولا يقتصر ذلك على مملكة الحيوان وإنما يلاحظ ذلك في الكائنات الأخرى المادية والمعنوية والتراكيب بما يشمل المدنيات والحضارات والحرف والصنائع التي تنمو و يضطرد نموها ويتجدد عبر الزمن، ومن خلال ذلك تنشأ وتترسخ النظم والمفاهيم والملكات والتقاليد والعوائد متى سلك بها النهج الصحيح. والاستمرارية بهذا المعنى سر خفي دقيق وغامض الحركة خفي التبدي والتجلي إلا من خلال إمعان النظر .
وقد لاح هذا الفهم لمعنى الاستمرارية لفيلسوف قرطبة (ابن رشد) في رده على أفلاطون الذي رأى استحالة تحقيق المدينة الفاضلة معتمدا، أي ابن رشد، على أن هذا التحقق لا يحدث مرة واحدة، وإنما من خلال التراكم... كما أن العلامة ابن خلدون وصفه بأنه داء دوي شديد الخفاء، إذ لم يقع إلا بعد أحقاب متطاولة فلا يكاد يتفطن إليه إلا الآحاد من أهل الخليقة، وذهب في شرح ذلك بإدخال مفهوم الاتصاف الذي يتم بالمداومة والاتباع للتصورات النظرية وتحويلها إلى مقام الحال . كأنك تريد أن تخلص إلى أن النظريات الجاهزة أو المستوردة لنظم الحكم وهي من باب المعرفة النظرية لا تصلح حتى تكون داخلية النشأة، ألا يتعارض هذا مع شيوع المعرفة ؟ - أولا لا بد من اتحاد النظري مع الوجداني السلوكي، ولا بد من وجود الاستقرار إلى جانب الاستمرارية والاتصاف، حتى يهيئ هذا الاستقرار عمليات التحضر والتساكن والتعايش ويؤدي ذلك إلى انصهار كيان المجتمع في كيان كلي تنمو فيه تمازجات عدة عرقية وطائفية وإثنية، وتتنامى قيم المعايشة وقبول الاختلاف والآخر المختلف اثنيا أو عرقيا أو دينيا، والإجابة على السؤال بعد هذا التوضيح، هو أن التصورات النظرية التي لا تنتج عن هذا التراكم والاتصاف هي مجرد تنظير لا يرتبط بالواقع السوداني كيفما كان مصدر هذا التنظير أو مرجعياته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
وفق هذه الشروط التي حددتها ألا يعتبر الحكم بالنموذج الإسلامي مرتبطا بالواقع السوداني؟
- أي نظام في ظل الانقطاع يتأثر بإعاقات الانقطاع التي سبقت الإشارة إليها، حيث أن الانقطاع هو فعل أو مجموعة من الأفعال الناقضة والنافية لمنجزات الاستمرارية التطورية المتمثلة في تغيير أو وقف صيرورة النظام المتعلق بإدارة الشأن العام والاتصاف اللازم لذلك، ومن المعلوم أن النظام السياسي الإسلامي انقطع منذ أكثر من ألف عام في المجتمعات الإسلامية ولم تتهيأ له استمرارية تراكمية تحقق تفاعله مع الواقع واتصاف الذين يدعون للعودة له بالاتصاف المطلوب بقيمه وقواعده، والاجتهاد في سد الفجوة بين النظرية أو التصور والواقع الذي شمله هذا الانقطاع. وهذا لا يعني أن أي نظام تعرض لانقطاع قد انمحى من الوجود، وإنما انقطع عن الواقع وتفاعلاته وظل بعيدا عنه في خزائنه المعروفة من المدونات واللغة.
- هذا بدوره يقود إلى السؤال عن مدى مواءمة النظام الديمقراطي للسودان ؟
- النظام الديمقراطي هو الأنسب لجميع الشعوب التي تتهيأ لفهمه إلا أن ذلك لا يتأتى مع استمرارية فعل الإعاقات المجتمعية خصوصا وإننا لم نقف على ما يدل على وجود وعي بالإعاقات التي تسبب فيها الانقطاع لا في الفترة التي سبقت أو تلك التي جاءت بعد الاستقلال وربما إلى يومنا هذا ... هذه ملاحظة هامة، إذ ترتب على إغفال هذه الإعاقات التخبط الذي أعقب الاستقلال في فترات الحكم المتعاقبة... ويجدر أن نذكر هنا أن قرار الحكم الذاتي اشترط أن ينهج السودانيون نهج النظام الديمقراطي البرلماني وتكونت ثلاثة لجان للمساعدة في إنجاز أعباء الفترة الانتقالية، وهي لجنة الحاكم العام، ولجنة الانتخابات، ولجنة السودنة من عضوية دولية وسودانية، ونتج من ذلك تحديد كيفية انتقال السلطة من خلال صندوق الانتخابات.. وبالرغم من أهمية هذا القرار لحل إشكالية انتقال السلطة، إلا أن النظام الديمقراطي البرلماني هو نظام له جوانبه المتعددة والتي تكونت وتطورت خلال قرون مضت لم يكن للسودان والسودانيين حظاً من التجربة في هذا النظام، نسبة للانقطاع الذي تحدثنا عنه،كما ان كل السياسيين لم تكن لهم سابق خبرة أو اتصاف بأسس ومبادئ وقيم النظام !
- الديمقراطي ومؤسساته كما أن غياب الانصهار الوطني ووجود الكيانات القاعدية المجتمعية وما بينها من منازعات وخصومات أفرز العديد من المشاكل القبلية والدينية والأثنية والطائفية التي أعاقت – إلى جانب الإعاقات الأخرى – استمرارية (الديمقراطية) البرلمانية ويشهد على ذلك تذبذب المواقف والمكايدات السياسية والتكالب على السلطة والمناورات التي اتسمت بها الفترة الأولى من الحكم (الوطني) وفشل الحكم الوطني عموماً في توظيف السلطة لمصلحة المواطن، وهذا أمر طبيعي في ظل الظروف التي شرحناها، وأدى هذا إلى وأد هذه الديمقراطية بتسليم حزب الأمة سلطة الحكم للجيش فيما عرف بحكومة 17 نوفمبر والتي لم يقبل بها الشعب السوداني، وجاءت الديمقراطية الثانية بعد فترة انتقالية ونهجت نفس النهج ولم تفلح ولم تخلو من بعض التجريب وان أعادت سيرة الديمقراطية الأولى ، وتوالت المحاولات بحثاً عن حل مشاكل السودان في نماذج الاستمرارية التي أنتجتها الدول الأخرى من لبرالية وشمولية وتراثية ولم تنجح في السودان بطبيعة الحال ثم جاءت الديمقراطية الثالثة وكان منها ما عرفتموه من تخبط وسو توظيف وتفريط أدى لظهور أسوأ نظام عرفة الشعب السوداني ، ويضاف إلى ذلك، أن المجتمع السوداني في عمومة وبسبب تكريس وحداته
- وكياناته الأولية القبلية والطائفية، لم يشرك أو يشارك بطريقة صحيحة في عملية الحكم، ولا نظن أن ذلك ممكنا إلا من خلال إدماج المواطنين في عمليات التنمية التي تطرحها هذه الرؤية وأشير إلى أن ابرز مشاكل عدم الانصهار تتمثل في مشكلة الجنوب التي تطاولت على مدى الفترة التي تلت إعلان الحكم الذاتي حتى اليوم، وتبعتها مناطق أخرى بسبب أوضاع السودان المتردية.
ماهو السبيل للخروج من اعاقات الأنقطاع هذه؟
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: محمد المرتضى حامد)
|
• ما هو السبيل للخروج من إعاقات الانقطاع هذه؟
- قبل الإجابة على هذا السؤال لا بد من كلمة حول المعارف الإنسانية التي حققتها الاستمرارية.
مكاسب الاستمرارية الفردية والمجتمعية من المعارف والتجارب :
أ) توفير حد أدنى مشترك من المعرفة والخبرة والانسجام بين أفراد الجمهور، ويتحقق ذلك في الغالب من دينامية المجتمع ومحاولاته فيما يعرف بعمليات الخطأ والصواب الذاتية والمنقولة من جيل إلى جيل عبر قنوات النقل المتاحة، ومنها ما يُدرس ويلقن من خلال العملية أو العمليات التعليمية المختلفة .
ب) معارف من العلوم الطبيعية التي تلقن وتدرس من خلال عملية تعليمية منهجية لا يتوقف فهمها أو تطبيقها أو تقدير صحتها أو قبولها على مشاركة أو حكم من أفراد الجمهور.
ج) أدوات لاكتساب المعرفة، وتدابير ومناهج للتعامل معها لا تؤثر في المحتوى المعرفي.
تشترك هذه المعارف جميعها في أن تكوينها بنائي تراكمي من خلال صيرورة مجتمعية أو عملية تعليمية أو مزج بينهما،وإن اختلفت وسائل وسبل تكونها وبنائها وقنوات نقلها والمدى الزمني المطلوب لرسوخها والاتصاف بها في الفكر والسلوك ومعايير صحتها التي تتراوح بين القطع واليقين ومجرد الاحتمال والظن والتسليم. كما تختلف من حيث ارتباطها بتاريخ بنائها وتكونها كما هو الشأن في النوع الأول أو استقلالها عن ذلك التاريخ كما هو شأن العلوم الكونية، وكذلك التدابير والأدوات والمناهج التي لا تختلف عنها بقدر كبير.
النوعان(ب),(ج)لا يمثلان بحكم طبيعتهما مشكلة في الأخذ والنقل لآي منهما من خلال العمليات التعليمية المنهجية، أما النوع (أ) الذي لا تنفك عملية تكونه وبنائه عن تاريخ المجموعة الثقافية وقيمها المجتمعية الأخلاقية والدينية ومذاهبها الفكرية التي تعرف بخصوصياتها المجتمعية، فتختلف الآراء بل تتصارع وتتضارب إلى أبعد الحدود حول الأخذ به لالتباسه بخصائص المجتمعات التي بنته وكونته وطورته موسوما بتلك الخصائص مشبعاً بها، مشكلاً وسماً لانتمائها وهويتها الثقافية والدينية. وهي مع ذلك نتاج تجريب ممتد متراكم عبر الزمن والأجيال في ديناميه حية تنصب في حلقات متصلة يصاغ داخل دوائرها الفكر لينسجم ويتوافق مع الواقع وينعكس في الوجدان والممارسة والسلوك ويترسخ كل ذلك في انسياب وعبور متجدد ومتراكم لا ينفصم عن أصوله ولا ينقطع عن الاستجابة السلسة لما يستجد من متطلبات التطور والنمو الذي تأطرت محدداته ووجهته ومقاصده وملاءمته وقبوله. إن هذا التجريب الذي وصفناه هو الواصل بين أولى حلقات التطور وحلقته الأخيرة والتي تليها وصلاً للمستقبل بالماضي والحاضر المتلاحمين. بهذا التسلسل (الكتيني) المترابط والذي لا يعد تسلسل نتائج فكر وحسب وإنما هو إضافة لذلك تسلسل ملكات وقدرات بناء لذلك الفكر وتكوين قناعات به، ناجمة عن مرجعياته الثقافية والدينية والاجتماعية الأخرى وتجارب وتمرس على تطبيقاته والاتصاف والقناعة به. هذه السمات لا تندمج في تجريد هذا الفكر وتنتقل معه لمن يريد الأخذ به كفكر مجرد، لأن الأخذ بمثل هذا الفكر من طرفه المعاصر هو عمل ناقص يغفل الصيرورة التي تخلق منها وتخلقت توابعه وانعكاساته الأخرى ولا يتم الأخذ به-إن أمكن ذلك- إلى بدءا من حلقاته الأولى والتسليم والقناعة بمرجعياته بديلاً عن مرجعيات الآخذ الثقافية والدينية والاجتماعية وخصوصياته عموماً وتدشين صيرورة تقليد وتتبع كاملة وشاملة من قبل مجتمعات العالم الثالث لا تقتصر على مثقفيها وسياسييها فقط وإنما تتعداهم إلى قواعده العريضة. وهذا مع شبه استحالته مسخ لا ينبغي أن يقول به عاقل كريم. بعد هذا العرض الموجز والتحليل المغتضب، يمكننا ان نتناول بشي من الإيجاز، إجابة لسؤالك، أراء الكاتبين والمفكرين حول الموضوع ونقسمهم إلى فرق ثلاث. الفرقة الأولى: ترى أن حل مشاكل العالم الثالث يكمن في الأخذ بالحداثة الغربية من حيث انتهت بحجة أنها معرفة وفكر إنساني لا وطن له. أما الفريق الثاني، يرفض هذا التوجه ويتجه إلى التراث والتاريخ كمرجع أصيل للتعاطي مع مشاكل أهل هذا التراث. أما الفريق الثالث، فلا يغفل الأصالة التراثية إلا أنه يتخذها مقفازاً لتجاوزها إلى الحداثة التي يدعو لها الفريق الأول.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
• هل يوجد قاسم مشترك بين هؤلاء الفرقاء؟
- تنطلق هذه الآراء من منطلقات مشتركة تتمثل في اخفاقات الأنظمة السياسية في تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية أو بما يعرف بمشاكل النهوض عموماً. وتندفع من تلك المنطلقات بحثاً عن نظم جاهزة تعالج من خلال تطبيقها تلك الاخفاقات متجاوزة عن وعي أو دون وعي إعاقات الانقطاع المجتمعية التي سبقت الإشارة إليها والتعامل بذلك مع أعراضها التفاتاً عن سببها الرئيسي المتمثل في تلك الإعاقات. وكما أغفلت عمليات الصيرورة والرسوخ التراكمية التي تشكلت منها كسوب الاستمرارية المتمثلة فيما بلغته من نجاح، عبرت إليه وبه من خلال خصوصياتها المجتمعية وواقع تاريخها مراكمة من خلال ذلك العبور وعلى مدى قرون تلك النظم في الفكر والوجدان والتجربة مستخلصة منها البرامج ووسائل وأدوات ومؤسسات تنفيذها. وقد اكتسبت ملكات التخطيط والتدبير والتنفيذ التي تقرن دائماً ما يراد تحقيقه وتحققه في الواقع بصورته في الذهن المماثلة لإمكانه في الواقع، وتحققه ولا تعول على صور الممكنات الذهنية بمعزل عن الواقع الذي ينبغي أن تركب فيه. إن هذه المقدرات والملكات التي تحققت في المجتمعات المتقدمة سياسياً واقتصادياً لم تتنزل عليها دفعة واحدة وإنما من خلال تراكمات الاستمرارية التي لم تتح لدول ومجتمعات الانقطاع مما أدى إلى غياب هذه المقدرات والملكات والفكر والممارسة التي تتولد منها والاتصاف بها. وفي مثل هذه الأوضاع لا يؤخذ من هذه النظم الجاهزة على أحسن تقدير سوي تجريد صور ممكناتها الذهنية ومفاهيمها العامة وأوصافها اللغوية التي لا يتشكل منها واقع أو نمو بل أمانٍ وأحلام يدور بها القول في عوالم التجريد اللغوي والذهني بعيداً عن واقع المجتمع ومداورة شؤونه العامة وهمومه والانشغال بتحقيقها.
• مدى انطباقه على النهج الإسلامي السياسي والاقتصادي؟
- هذا القول والتحليل ينطبق على كافة الفرقاء من دعاة الحداثة والسلفيين لأن المحدثين يريدون القفز إلى ما انقطعنا عن تحقيقه فتجاوزنا وتحقق لغيرنا. والسلفيين يدعون إلى القفز إلى الوراء إلى ما انقطع عنا من تراث سياسي واقتصادي ما عاد معاصراً لنا من خلال الاستمرارية التي يقترن بها بالواقع ويجاريه ويتصدى لمشاكله التي ترد عليه فرادى في انسيابه فيستجيب إليها في توافق وانسجام مع مقاصده وأحكامه ويتكون منها التجريب في إدارة الشأن العام وتصاغ البرامج وتقوم المؤسسات التي تتولى إدارة الشأن العام ويتحقق من كل ذلك الاستقرار والتلاحم الذي يحقق الانصهار المجتمعي. وفوق كل ذلك الاتصاف بقيمه وتعاليمه والتمسك بها على كل حال. يضاف إلى ما تقدم أن المجتمع السوداني لا يجمعه تراث واحد مجمع عليه من كافة أهل السودان مما يمكن من استئناف مسيرته من حيث انقطع والاحتكام إليه بما يحقق الإجماع والانصهار الوطني وبناء الأمة في هذه الفترة الحرجة من تاريخها والتي تشكل مرحلة البناء والتكون الوطني والاستقرار السياسي والاجتماعي ولإخفاق جميع النماذج معاصرة كانت أو تراثية بسبب ذلك لأنها تؤخذ افتراضا بكلياتها تنزيلاً على ركام من المشاكل يعرض عليها دفعة واحدة ضداً على أسلوب ونهج تعاطيها واستجاباتها لفرادى المشاكل التي تعرض لها أثناء مسيرتها التراكمية وعلى فترات متباعدة ينظر فيها ويقرر من استوى فهمهم وإدراكهم لتعاليمها وقيمها ومقاصدها واتصفوا بكل ذلك.
• هل يوجد بديل ملائم؟
- لقد جربت معظم دول العالم الثالث بما فيها السودان النماذج الجاهزة اللبرالية والشمولية والتراثية فلم تفلح بسبب إعاقتها وبعدها عن هذه النظم واستحالة اتصافها بها وبسبب تنوع مجتمعاتها ثقافيا وقبليا وطائفيا ودينيا مما يتطلب وقفة تفكر وتمعن من المهتمين بحاضرها ومصيرها للبحث لها عن مخرج من إعاقاتها وواقعها المتردي ومصيرها المظلم، ونرى أن شيئا من ذلك لن يتحقق إلا من خلال قراءة واقع مجتمعاتها وتحديد سقف طموحاتها الآنية عن هدي من قراءة ذلك الواقع وتلمس مخارجها بوحي من تلك القراءة وتدشين إستمراريتها من ذلك المنطلق مستعينة في ذلك بما اقتنته وتسعى لاقتنائه من المعارف الكونية والمناهج والتدابير والتقنيات الحديثة بما يعنيها في جمع وتحليل المعطيات وحفظها وتصنيفها وتحليلها. ولا تلتفت عن تراث أقوامها على اختلاف وتنوع ذلك التراث بل تستلهمه واعية بالانقطاع الذي قطع مسيرة تطوره.
وكيف نحقق ذلك؟ نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
• وكيف نحقق ذلك؟
- إن هذه المهام لا تتحقق من تلقائها وإنما يتطلب تحقيقها قيام كيان وطني جامع لدى كل فرد من أفراده وعي كامل بوجود هذه الإعاقات وضرورة ذلك الوعي ولزومه للعمل المتجرد لتجاوزها من خلال بث التوعية بها وبنتائجها التاريخية التي حدثت وتلك التي ستحدث لو استمر إغفالها عن وعي أو غياب الوعي بها. ويتم ذلك من خلال برنامج مدروس يحدد ما يراد تحقيقه على مراحل قابلة للتنفيذ ترصد لها وسائل وإمكانيات وأدوات التنفيذ، ويستهدف البرنامج وخططه بجانب توسيع دائرة الكيان المشار إليه القيام بعملية التوعية متخذا جميع وسائل الاتصال والنشر والبث والمباشرة والتلقين المتاحة لذلك الغرض. وعلى هذه المجموعة التي نفترض أن تنظم نفسها وترتبط بروافدها في جميع أنحاء القطر أن تعكف على قراءة المجتمع وتتخذ من حاصل تلك القراءة بداية استمرارية تطويرية تهدف إلى إرشاد وإقناع كل مجموعة أو طائفة بتحويل محتوى قيمها المجتمعية المحلية النابضة فيها والفاعلة في شأنها العام المحلي ومعاملاتها إلى المحتوى الذي يعود عليها بالنفع مع المحافظة على مواعين تلك القيم، ونخص بذلك قيم القيادة وتولي المناصب العامة وما يترتب عليها من وظائف ومسئوليات مجتمعية فيما بين القيادة وأفراد المجموعة ومن هنا نأمل أن تتدرج عملية هذا التحويل وتترسخ من خلال إندياحها الأفقي تقاليد العمل العام الإقليمي ثم القومي وتقاليد شروط من يتصدون للعمل العام إلى أن تندمج على المدى الزمني المعقول في نظام وطني عام وهذه القراءة وإن شكلت نقطة الانطلاق من قيم الأقوام السودانية المحلية فإن إعطائها المعاني التحويلية تنفتح بها على كل من الرصيد الإنساني والتراثي من المعارف والوسائل والتدابير والتقنيات المتاحة والملائمة.
• ما هو نهج تحقيق ذلك التحول؟ من حيث النهج الديمقراطي.
- بتحويل هذه القيم يبدأ تخلق وتشكل الفكر المطلوب لإدارة الشان العام وبرمجته وتحدد الأسس التي تحكم علاقة من يتصدون للعمل العام ومن يمثلونهم وواجباتهم وحقوق كل منهم وأسلوب الاختيار الديمقراطي لذلك التمثيل لا على المستوى المحلي وحسب بل على المستوي الوطني كما يتيح ذلك فرص المشاركة على جميع المستويات في إدارة الشان العام عن وعي بأهدافه ومقاصده واكتساب التجربة والدربة فيه وتراكم كل ذلك وانتقاله من جيل إلى جيل ونأمل من ذلك التغلب على إعاقتي الفكر والتجربة وتحقيق الأصالة والمعاصرة من خلال التطور التراكمي المحفوز.
• ماذا عن مشكلة عدم الانصهار ؟
- كما على المجموعة الالتفات إلى الإعاقة الثالثة وهي الأخطر- إعاقة عدم الانصهار الوطني- التي جمد صيرورتها الانقطاع .فالسودان في غالبه مازالت كياناته القبلية والأثنية والطائفية على أوضاعها البدئية إن لم تكن كرستها اكثر فاكثر الأنقطاعات التي توالت منذ الاستقلال وبالأخص الأنظمة الشمولية القسرية إما بالاستقطاب القبلي والطائفي أو الاستعداء والإقصاء أو ضيق الحال الذي يجعل هذه الكيانات تعيد تشكيلاتها وتتجمع لحماية نفسها في مثل هذه الظروف دفاعا عن كيانها وطلبا للأمن القطيعي الغريزي المعروف في مثل هذه الحالات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
• هل هنالك أي أفكار في هذا الصدد؟
نأمل أن تشمل برامج المجموعات الرائدة القومية فيما تشمل الأنشطة التالية
أولا على المستوى الداخلي :
1. العملية التحويلية :يتم من خلالها الاعتراف بالاختلاف والتنوع وحق التطور والتوحد في ظل ذلك الاختلاف والتنوع وقبول الآخر المختلف.
2. التواصل :وضع برنامج للتعارف و إقامة مؤتمرات للقاءات منظمة ومهرجانات ودورات رياضية للمجموعات المختلفة على المستوى القومي وتوأمة المدن و إقامة لقاءات للقيادات المحلية .
3. الديمقراطية :الحض والتشجيع على ممارستها في كافة أنشطة المجتمع من اتحادات ونقابات وجمعيات تعاونيه ولجان خدمات واتحادات طلابية وغيرها.
4. إزالة أسباب التنازع في المراعي والأراضي السكنية والسعي لاستيطان الرحل والحفاظ على البيئة بما يدرأ الكوارث البيئية من جفاف وتصحر .
5. التعامل مع المجموعات النازحة من الريف إلى المدن بعقلانية بغية الاستفادة من ظاهرتها لتحقيق فكرة المعايشة و المساكنة دون الالتفات عن التخطيط لإعادة هذه المجموعات لأوطانها بعد إزالة أو تخفيف أسباب النزوح .
6. خلق مشاريع صغيرة مشتركة بين مجموعات مختارة تمثل عضويتها التنوع المجتمعي .
7. رعاية المؤسسات التعليمية والخدميه بغرض تعزيز الانسجام بين الفئات المختلفة داخل هذه المؤسسات التعليمية والمستفيدة من الخدمات ودعمها لتحقيق التعارف والتفاهم والصداقة فيما بينهم .
8. المطالبة بتضمين المناهج الدراسية مواد ومقررات تهدف لخلق الوعي بمشاكل الانقطاع وعلى الأخص غياب الانصهار الوطني وضرورة تحقيقه مع التركيز على مشروعية وجود الاختلاف ووجوب احترامه والبحث في إيجاد ما يقارب بين المختلفين ويحقق صيرورة التعايش وقبول الأخر المختلف وإزالة ما يكرس ويغذي نعرات الاختلاف .
9. الدعوة لوقف الحروب والعمل من اجل ذلك والحيلولة دون ما يؤدي إليها في مناطق أخرى أو عودتها وذلك بالسعي لمعالجة أسبابها وتداعياتها بجد ومسؤولية .
ثانيا : مستوي دول العالم الثالث:
1. خلق قنوات تواصل بين شعوب العالم الثالث لشرح مفهوم الانقطاع وإعاقاته والتشاور والتنسيق حول ما يلزم من عمل مشترك في التوعية ووضع البرامج وتنفيذها وإنشاء منظمات إقليمية وعالمية طوعيه لتنسيق الجهود الهادفة للإسراع بعمليات الاستمرارية في دول العالم الثالث وإزالة آثار الانقطاع عموما.
2. الدعوة لتضمين برامج وزارات خارجية دول العالم الثالث أهدافا تتعلق بآثار الانقطاع على مسيرتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيما بينها وفي علاقتها بدول الشمال ومسؤولية الأخيرة عن تلك الآثار .
ثالثا :على مستوى دول الشمال وشعوبها:
1. الإعداد لحملة مدروسة ومنسقة بهدف تحميل هذه الدول مسؤولية إعاقة مجتمعات العالم الثالث عن مواصلة تطورها الطبيعي اثنا فترة احتلال دول العالم الثالث.
2. المطالبة بتقديم الدعم المالي والفني والتقني لمقابلة المطلوب لمواجهة تبعات الانقطاع التي تسببت فيها هذه الدول
3. تفهم أسباب التخلف على إنها نتيجة حتمية للغزو الاستعماري من قبل هذه الدول ولا صلة لها بمقدرات هذه الشعوب والدول للنهوض لأسباب عنصريه أو ثقافية أو غيرها .
4. إن ما بلغته المجتمعات في عالم الشمال هو نتاج استمرارية تراكمية لعدة قرون تشكلت منها البنى والهياكل والوسائل والأدوات والمؤسسات واستقرت على مداها و ترسخت جميع هذه الأوضاع , ومن حق مجتمعات وحكومات العالم الثالث لكي تتغلب على إعاقاتها أن تنهج ذات النهج المتدرج المتراكم للخروج من هذه الإعاقات من خلال بناء نظمها واكتساب الخبرة والتجربة في إدارة شانها العام وتحقيق انصهار كياناتها الأولية.وان ذلك هو سبيلها الوحيد للخروج من تخلفها وإعاقاتها وان فرض النظم المتقدمة السياسية والاقتصادية عليها من قبل دول الشمال ومؤسسات التمويل التابعة لها يفاقم باضطراد التخلف .
5. الاعتراف بدور حكومات دول العالم الثالث في هذه المرحلة في تغيير أوضاع مجتمعاتها المتردية قياسا وأسوة بدور الدول المتقدمة في مراحل تطورها التاريخي الشبيه الذي تدرج بها لأوضاعها الراهنة ولا سبيل لمجتمعات العالم الثالث للخروج من تخلفها إلا من خلال الدعم الذي تقدمه حكوماتها والخدمات الضرورية التي تتيحها لها .
سنواصل حول رؤية تكاملية تتناول قضايا التنمية في العالم الثالث .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
أمطري لؤلؤا جبال سرنديـب وفيضي آبار تًكرور تِبرا أنا إن عشت لست أعدم قوتا وإذا مِت لستُ أعدم قبرا همتي همة الملوك ونفسي نفس حُر ترى المذلة كُفرا وإذا ما قنعت بالقوت عُمري فلماذا أزور زيد وعمرا
نرحب بكم أبا ترحاب ( لعل الجرس الإيقاعي لاسم- ترحاب- قد كان ملهما لاسم - تبناء - فالاثنان موزونان على تفعال) .
وفي حضرتكم نلزم الصمت تأدبا لنصغي إليكم
مي عبد العظيم أبو قصيصة
صبرا أخي الطيب فقد أوشك الفكاك أن يكون قريبا تلبية لدعوة الأستاذ فضيلي جماع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: محمد المرتضى حامد)
|
أستاذنا الفاضل الدكتور أبوحريرة.. نشكرك على تنوير المنبر والحضور الجميل. اسمح لي أن أتعجل التواصل معك بخصوص هذا البحث القيم قبل أن يصل إلى منتهاه ببعض التساؤلات التي قد تفيد في سيرورة البحث. أولا: أتساءل ما إذا كانت نظرية الانقطاع التاريخي ستصلح مع التاريخ السوداني، مع العلم أن للسودان بعض الخصوصية من حيث الوجود والاستمرارية. فعلى المستوى الوجودي، نجد أن السودان بأبعاده الجغرافية الحالية ومسماه، نتاج العوامل التي تعتقد أنها تسببت في الانقطاع التاريخي (التركية والإنجليز). كما أن السودان عرف العربية والإسلام كثقافة وليس كحضارة، أي أن الانتشار العربي الإسلامي الذي بنى دولا في العديد من بقاع العالم العربي (الدولة الإسلامية في العراق والشام ومصر والمغرب العربي...) لم يترك أثره الحضاري في السودان. ثانيا: يصعب القول إن التركية دخلت السودان ووجدت فيه معالم دولة واضحة ومعالم أمة متوحدة لها حضارتها، فقامت بتعطيلها؛ أو أن الاستعمار البريطاني وجد معالم تحديث فيالدولة السودانية فتسبب في تعطيلها.. أريد القول إننا يصعب أن نحمل الاستعمار التخلف الذي نرزح فيه للآن، وكأننا كنا أمة تسير في طريق النمو فأتى الاستعمار ليعيق مسيرها.. قد تصدق نظرية الانقطاع التاريخي مع دول مثل المغرب التي شهدت استمرارية الدولة الإسلامية منذ أكثر من ألف سنة وأتى الاستعمار ليقطع هذه الاستمرارية في فترات تاريخية بعينها. ثالثا: أرى من الأجدر لو ننطلق من الثقافة الجوانية للمجتمع السوداني الذي على ضوئها أخذ المجتمع السوداني سماته من قبلية وقيم نابعة منها تتعلق بالعمل والإبداع والعلاقة مع الآخر والعقد الاجتماعي الذي يربط الحاكم بالمحكوم. رابعا: لابد من تقييم أثر الاستعمار في تشكل السودان وتحديثه ومقارنته بالقيم السائدة للمجتمع لمعرفة ما إذا كان سبب التخلف هو الاستعمار أم القيم السائدة. ولك مني أجمل التحايا والتقدير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: الطيب شيقوق)
|
Quote: العناصر المطلوبة ، للاسف ، تمثل اتوبيا يصعب تحقيقها في ضؤ معطياتنا الحالية . إن لم تتغير كل النخب التي ادمنت الفشل منذ الاستقلال وحتى اليوم ، فلا مجال لوطن معافى . والمؤسف حقا ان الناخب السوداني نفسه في حاجة لغسيل مخ طالما توطنت في ذهنه مفاهيم سلفيه تعود لانتمائه الاعمى لهذا القائد او ذاك . متى يا استاذى نحلم بقادة سياسيين امثال المحجوب الذى قال في البرلمان السودانى ، عندما كانت اتفاقية سحب مياه النيل في طاولة اجتماع البرلمان
|
الأستاذ الفاضل الطيب شيقوق لك الإجلال والتقدير على المداخلات القيمة … اعرف أن التغير المجتمعي ليس بالأمر السهل أو الذي يتحقق بالأماني والأحلام ولهذا لسبب جاءت فكرة المنظمة مقرونة بأسباب العجز واقتراح معالجاته واليات التنفيذ اللازمة لذلك خلافا لما جرى به عرف التداول في مثل هذه الأمور وهو مع ذلك صعب شائك يحتاج لمجهود مضني على مستوي الوعي والقناعة والاتصاف والتضحية بالوقت والجهد والمال من اجل تفعيل سيرورات التكون والتشكل المطلوبة والصبر الجميل علي كل ذلك و أملى ويقيني أن في بلدنا من لديهم العزم الوافر لتحقيق المطلوب وتقديم القيادة الطليعية لهذا العمل الذي يهم كل سوداني يهتم بشان أهله ووطنه وأنت واحد منهم فموضع نفسك في خط العمل وستجده طويلا وقادرا ومدهشا وأعدك باني بجانب الكتابة وفي غضون اشهر ساكون بين أهلي في جميع بقاع السودان لخلق الوعي بالفكرة وكيفيات تطبيقها ولن يبخلوا وقد عرفتهم كرماء . ولك تحياتي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: محمد الأمين موسى)
|
Quote: اسمح لي أن أتعجل التواصل معك بخصوص هذا البحث القيم قبل أن يصل إلى منتهاه ببعض التساؤلات التي قد تفيد في سيرورة البحث. أولا: أتساءل ما إذا كانت نظرية الانقطاع التاريخي ستصلح مع التاريخ السوداني، مع العلم أن للسودان بعض الخصوصية من حيث الوجود والاستمرارية. فعلى المستوى الوجودي، نجد أن السودان بأبعاده الجغرافية الحالية ومسماه، نتاج العوامل التي تعتقد أنها تسببت في الانقطاع التاريخي (التركية والإنجليز). كما أن السودان عرف العربية والإسلام كثقافة وليس كحضارة، أي أن الانتشار العربي الإسلامي الذي بنى دولا في العديد من بقاع العالم العربي (الدولة الإسلامية في العراق والشام ومصر والمغرب العربي...) لم يترك أثره الحضاري في السودان. ثانيا: يصعب القول إن التركية دخلت السودان ووجدت فيه معالم دولة واضحة ومعالم أمة متوحدة لها حضارتها، فقامت بتعطيلها؛ أو أن الاستعمار البريطاني وجد معالم تحديث فيالدولة السودانية فتسبب في تعطيلها.. أريد القول إننا يصعب أن نحمل الاستعمار التخلف الذي نرزح فيه للآن، وكأننا كنا أمة تسير في طريق النمو فأتى الاستعمار ليعيق مسيرها.. قد تصدق نظرية الانقطاع التاريخي مع دول مثل المغرب التي شهدت استمرارية الدولة الإسلامية منذ أكثر من ألف سنة وأتى الاستعمار ليقطع هذه الاستمرارية في فترات تاريخية بعينها. ثالثا: أرى من الأجدر لو ننطلق من الثقافة الجوانية للمجتمع السوداني الذي على ضوئها أخذ المجتمع السوداني سماته من قبلية وقيم نابعة منها تتعلق بالعمل والإبداع والعلاقة مع الآخر والعقد الاجتماعي الذي يربط الحاكم بالمحكوم. رابعا: لابد من تقييم أثر الاستعمار في تشكل السودان وتحديثه ومقارنته بالقيم السائدة للمجتمع لمعرفة ما إذا كان سبب التخلف هو الاستعمار أم القيم السائدة. . |
الأخ الفاضل د.محمد لك التحية والإجلال علي المشاركات المقدرة والمتابعة الهمبمه االانقطاع التاريخي كإطار مفاهيمي يشمل قطع النظم القائمة لحظة الانقطاع وإقصائها وأبعاد أهل البلد عن المشاركة بالفعل في, والتفاعل مع ,أنشطة عمليات التكون والتشكل والبناء المجتمعي عموما كما يشمل قطع طريق عمليات التكون والتشكل في بديات تخلق عناصره ألا وليه وتدامجها الذي يصير بها ألي التراكم المستمر في عناصر وروافد النمو والتشكل والتكون والبناء المجتمعي وفي مجراه الرئيس من دفق وتمازج هذه العناصر والروافد وتكامله . يتضح من هذا الفهم أن الانقطاع الذي أدى للإعاقات المجتمعية في نظرنا سواء كان انقطاع نظام أو انقطاع بداية سيرورت تكون وتشكلProcess فلا فرق طالما تم من خلاله إقصاء وأبعاد المواطنين عن المشاركة في إدارة شانهم العام بالكيفية التي تمكنهم من خلالها تواصل عمليات التشكل processes التي يقومون بها أو يشاركون فيها من اكتساب المعارف والخبرات المتولدة والمتراكمة من تلك الممارسة التي تنقل وتجدد بواسطة الأجيال المتعاقبة و يتحقق منها في ذات الوقت التماسك والتقارب الاجتماعي من الاهتمام والجهد المشترك في السعي لتحقيق المصالح المشتركة وسيتضح كل ذلك بجلاء عند مطالعة( الرؤية التكاملية في موقع تبناء) وفي( إنسان العالم الثالث )في قصيدة حداء النصر القادم (المنتدى العام لسودانيزاونلاين (الأرشيف)). بهذا تصبح التساؤلات "أولا" و"ثانيا "و"رابعا "خارج محاور سيرورات هذا البحث ويبق التساؤل الثالث الذي اتفق معك حوله وستجد في الرؤيه وأدبياتها المنشورة في الموقع اتكالا تاما علي هذه الثقافة الجوانية لدى كل مجموعه من المجموعات السودانية بما يصون التنوع والاختلاف ويبدد مخاوف الهيمة والاستلاب ويعزز فرص التوحد والتقارب الطوعي في بوتقات التمازج الوطني المتصالحة مع بعضها البعض . ولك الاجلال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: الانقطاع التاريخي كإطار مفاهيمي يشمل قطع النظم القائمة لحظة الانقطاع وإقصائها وأبعاد أهل البلد عن المشاركة بالفعل في, والتفاعل مع ,أنشطة عمليات التكون والتشكل والبناء المجتمعي عموما كما يشمل قطع طريق عمليات التكون والتشكل في بديات تخلق عناصره ألا وليه وتدامجها الذي يصير بها ألي التراكم المستمر في عناصر وروافد النمو والتشكل والتكون والبناء المجتمعي وفي مجراه الرئيس من دفق وتمازج هذه العناصر والروافد وتكامله . يتضح من هذا الفهم أن الانقطاع الذي أدى للإعاقات المجتمعية في نظرنا سواء كان انقطاع نظام أو انقطاع بداية سيرورت تكون وتشكلProcess فلا فرق طالما تم من خلاله إقصاء وأبعاد المواطنين عن المشاركة في إدارة شانهم العام بالكيفية التي تمكنهم من خلالها تواصل عمليات التشكل processes التي يقومون بها أو يشاركون فيها من اكتساب المعارف والخبرات المتولدة والمتراكمة من تلك الممارسة التي تنقل وتجدد بواسطة الأجيال المتعاقبة و يتحقق منها في ذات الوقت التماسك والتقارب الاجتماعي من الاهتمام والجهد المشترك في السعي لتحقيق المصالح المشتركة وسيتضح كل ذلك بجلاء عند مطالعة( الرؤية التكاملية في موقع تبناء) وفي( إنسان العالم الثالث )في قصيدة حداء النصر القادم (المنتدى العام لسودانيزاونلاين (الأرشيف)). بهذا تصبح التساؤلات "أولا" و"ثانيا "و"رابعا "خارج محاور سيرورات هذا البحث ويبق التساؤل الثالث الذي اتفق معك حوله وستجد في الرؤيه وأدبياتها المنشورة في الموقع اتكالا تاما علي هذه الثقافة الجوانية لدى كل مجموعه من المجموعات السودانية بما يصون التنوع والاختلاف ويبدد مخاوف الهيمة والاستلاب ويعزز فرص التوحد والتقارب الطوعي في بوتقات التمازج الوطني المتصالحة مع بعضها البعض . |
جميل هذا التوضيح.. فهو يبعث على الاطمئنان بأنك لا تنطلق من نظرة تبسيطية لأزمة التنمية في السودان.. وأسعد كلما التقيت بمن يعتبر أن الأنا هي المسرح الأكبر للتغير الإيجابي الفاعل، وليس الآخر... عندما تنطلق من الأنا فإنك تبرهن على جديتك ورغبتك في تغيير ما لك عليه سلطان.
إذا جاز لي أن أتحدث في هذا المقام عن آليات تحقيق التنمية المستدامة، أقول إن لدي قناعة بأن الطريق (الشارع المسفلت - السكك الحديدية... المدعوم جوا بالاتصالات اللاسلكية والنقل الجوي) هو اللبنة الأولى أو الانطلاقة الأولى لمشروع التنمية.. أي إذا سهلنا إمكانية تنقل الأفراد والبضائع، كل مكونات التنمية الأخرى قد تأتي تلقائيا وفقا لقاعدة كرة الثلج المتدحرجة وتحقيقا لمقولة آدم سميث: "دعه يعمل دعه يمر فالعالم يسير بنفسه" إذا أخذناها من وجهها الحسن. هل فعلا للطريق هذه الأهمية؟؟ التحية والتقدير لك ولجميع المهموميين بقضايا التنمية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: Adrob abubakr)
|
رؤية تكاملية لتناول قضايا التنمية في العالم الثالث
مقدمــة :
تهدف هذه الدراسة لبحث واستكشاف السبب الرئيسي للتفاوت القائم بين الدول المتقدمة (الشمالية) والدول النامية والأقل نمواً (الجنوبية). ولعل نقطة البداية في ذلك تتمثل في وجود المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والمصاعب التي تواجه الدول النامية فيما يتعلق بالالتزامات التي أخذتها على عاتقها بموجب اتفاقيات منظمة التجارة العالمية في مجالي التجارة والاستثمار من ناحية، وعدم قدرتها على مكاملة أنظمتها الاقتصادية ضمن النظام الاقتصادي العالمي من ناحيةٍ أخرى، ولا زالت هذه الصعوبات قائمة بالرغم من الجهود المستمرة للتغلب عليها واعتراف كل من الدول المتطورة والدول النامية على حدٍ سواء بالحاجة الملحة للأخيرة لبناء القدرات والحصول على العون الفني ورغبة الأولى في المساعدة في هذا الصدد.
كما يُلاحظ كذلك أن الفجوة بين الدول النامية والمتقدمة تتسع باطراد كما تزيد "طلبات" التعاون بينهما إلحاحاً. وتشمل احتياجات تلك الدول للعون الفني وبناء القدرات و مجال التجارة العالمية بأكمله بدءاً من التفاوض مروراً بالمشكلات المتصلة بالتنفيذ وانتهاءً بمشاكل دمج اقتصادياتها في الاقتصاد العالمي.
ظلت هذه الصعوبات هدفاً وبؤرةً من بؤر الاهتمام المستمر بالنسبة لبلدان العالم الثالث وشركائهم التجاريين والاقتصاديين من بلدان العالم المتطور، إلاَّ أن المشكلة الأساسية لبلدان العالم الثالث تتعلق، كما نحاول أن نبين فيما يلي، بمشكلات التنمية وبناء الأمة*. هذا الوضع يتطلب اهتماماً جدياً وعميقاً من الدول المتطورة والدول النامية على حدٍ سواء باستكشاف وتحديد الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا التفاوت. هناك حاجة ماسة لمثل هذا الاهتمام والإحساس بخطورة هذه القضية نظراً للفجوة التي يزداد اتساعها بسرعة بين المجموعتين والمعاناة واليأس الماحق والمتزايد الذي ينتاب شعوب الدول النامية*.
إن أوضاع وأحوال بلدان العالم الثالث المثيرة للقلق الشديد مقرونةً بحالات انتشار التعبير عن عدم الرضا والإحباط الذي يبديه ممثلو الدول النامية والدول الأقل نمواً وقطاعات واسعة من أعضاء المجتمع الدولي والأمم المتقدمة، فيما يتعلق بتلك الأحوال، يعطي مهمة إعادة النظر في مفهوم بناء القدرات لأغراض التنمية بالدول النامية والأقل نمواً، أولوية قصوى لكافة من يعنيهم الأمر*. وقد حان الوقت لفهم وإدراك هذه المشاكل وتداعياتها التي تتجاوز المشاغل المتعلقة باتفاقيات منظمة التجارة العالمية بصورةٍ شاملة. وِآمل أن تمثل هذه الدراسة محاولة للاستجابة لهذا النداء وتقديم استنتاجاتها لهذا الحضور المتميز.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
اري وبتواضع جم أن المسؤولية الأساسية لما آلت اليه حالنا اليوم ، تقع على عاتق النخب الاجتماعية والسياسية، ولكن ذلك لا ينبغي أن يمنعنا من تأكيد تحميل المجمتع نفسه قسطا من هذه المسئولية وذلك بالقدر الذي يمكن فيه الحديث عن وعي اجتماعي أو سلوك اجتماعي مختار. فليس ثمة شك في أن المجتمع لم يتصرف أو ينجح أن يتصرف عندنا كقوة منظمة وفاعلة قادرة علـى أن توقف النخب ، التي صادرت إرادته او فوضها مختارا ، عند حدها. وبهذا المعنى يمكن أن نقول أن النخب التي تعاقبت على حكم السودان ، ليست هي المسئولة حصرا عن كل ما حصل, وأنها ليست هي ذاتها ، في تكوينها وتأهيلها وسلوكها، سوى نتاج هذا المجتمع ومكثف نقائصه وقيمه السلبية من أنانية وفردية وعصبية ومحسوبية وتنكر للذات وغياب روح المسؤولية واخص بالتحديد مجتمع ما بعد الاستقلال الذي تكون منذ اكثر من خمسين سنة بطبقاته المختلفة وأحزابه المتعددة.
انني يا استاذى اكثر ميولا الى المناداة بالإصلاح التدريجي "من أسفل" عبر نشاط منظمات المجتمع المدني الذي يمكن أن يمهد للتغيير عبر التثقيف والتربية الديمقراطية لان مجتمعاتنا السودانية لم تنضج بعد للديمقراطية وأن الانظمة الشمولية – لو قدر لها البقاء – اكثر قبولا للنشاط المدني الذي لا يتحدى سلطتها المباشرة ولا بد ان يستصحب هذا عمل تعبوي للاصلاح الفردي ليشمل الجوانب الأخلاقية والنفسية والمعرفية والإدراكية والسلوكية، وكل ما يتعلق بتقويم النفس وتهذيبها، وبناء القدرة الفردية على الحكم وتعزيز الثقة في الذات والقدرة على تمثيل الذات والآخرين والدخول معهم في علاقات تفاعل وتطوير هوية قومية مشتركة اساسها المواطنة. كما اننا في حاجة الى إصلاح أداء الأنظمة والمؤسسات الاجتماعية من حيث الكفاءة والفعالية ويشمل هذاالاصلاح السياسي والقانوني والمالي والاداري والاقتصادي وغيرها .
ولكم فائق الاحترام والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: nazar hussien)
|
الدكتور أبوحريرة الشكر أجزلة علي هذا الإثراء ألا تتفق معي إن من أهم أسباب الإنقطاع التاريخي وأسباب التخلف في النموذج السوداني عدم وجود المذهبية الرشيدة عند معظم أحزابنا السياسية التي آلت لها الأمور بعد الأستقلال مما جعل الأستقلال نفسه نظري فقط وجنوح شبابنا وشيوخنا نحو ألأيدلوجيا المستوردة مثل الشيوعية وحركة الأخوان المسلمين والوهابية وجلها حركات فكرية قادمة من وراء الحدود ولا تلامس الواقع السوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: Salah Musa)
|
نواصل هذة الأفكار الوافدة من خارج الحدود هي السبب الرئيسي في ديمومة هذ ا ألأنقطاع التاريخي وأدخلت السودان فيما يعرف إصطلاحيا بالحلقة المفرغة إنقلاب ديمقراطية إنقلأب وجنوح المؤسسة العسكرية للعمل السياسي والضعف الأخلاقي لطبقة التكنوقراط التي عجزت أن تحمي نفسها من ان تستغلها السلطة التنفيذية سوي كانت عسكرية أو مدنية بالإستوزار تارة أو بالوظائف ذات البريق السياسي كل ذلك في تقديري أسهم في زيادة فتق الإنقطاع التاريخي فيبقي السؤال هل من طريقة مثلي لرتق هذا الفتق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: Asma Abdel Halim)
|
I. المشاركة في التنمية وبناء الأمة*
تتكشف الفصول التاريخية للتنمية وبناء الأمة بالبلدان المتطورة والبلدان النامية عن تجربتين مختلفتين ومتعارضتين في آن واحد :
I.I. المشاركة المستمرة :
وهي تلك التي شهدت مشاركة مستمرة للشعوب في بلدان مختلفة لم يعتريها انقطاع في تحديد ودراسة وحل مشاكلها التنموية والاجتماعية الأخرى. ومن المعتقد أن هذه المشاركة المستمرة من جانب شعوب الدول المتقدمة كانت السبب الرئيسي وراء تحقيق المكتسبات الاجتماعية المتراكمة في مجال التنمية كما ساهمت بفعالية في تعزيز التماسك الاجتماعي في البلدان المتقدمة. لقد تَّم اكتساب القدرات المتصلة بتعزيز الأواصر والعلاقات الإنسانية واكتساب المعرفة بها وفهمها واحترامها من خلال عمليات المشاركة في الاضطلاع بتلك المهام نفسها .
2.I. الإقصاء عن المشاركة :
تكشف التجربة الأخرى واقعاً آخر تمَّ فيه إقصاء السكان الأصليين عن المشاركة أو لعب أي دور في ممارسة الأنشطة المرتبطة بعمليات التنمية وبناء الأمة بما في ذلك الاهتمام بتحديد ودراسة وتقديم الحلول للمشاكل .
I.3. الوظائف التنموية للمشاركة :
يُعتبر هذا النوع من المشاركة المصدر الطبيعي للتراكم التدريجي والمستمر للمعرفة العامة ذات العلاقة بالتنمية بالإضافة إلى البناء المتراكم للمقدرات المطلوبة لتنمية وبناء الأمة*.
فالإقصاء الذي عانت منه الشعوب فيما يتصل بالمشاركة في عمليات التنمية وبناء الأمة يوضح بشكل قاطع ، في رأينا، أسباب الفشل والعجز الذي يواجه الدول النامية والدول الأقل نمواً في تحقيق أي قدر مماثل من النمو والتطور في مجال التنمية، والتلاحم المجتمعي وبناء القدرات الاجتماعية. ويُعزى بروز هذا في بادئ الأمر إلى خضوع هذه الدول للاحتلال أثناء الفترة الاستعمارية واستبعاد وإقصاء مواطنيها من المشاركة في إدارة وتسيير شؤونهم العامة. وترتب على ذلك حدوث ثلاث إعاقات* مجتمعية كما يأتي :
- انعدام المعرفة المتراكمة نتيجةً لعدم المشاركة في مهام التنمية وبناء الأمة. - انعدام المقدرات المكتسبة من خلال الأداء المتكرر لمثل هذه المهام؛ - وانعدام التماسك والتكامل الاجتماعي.
ولأسباب سيتم توضيحها لاحقاً ظلت حالات الإعاقة المذكورة آنفاً مستمرة وفاعلة في إعاقة وعرقلة النمو والتنمية في تلك البلدان .
2. فترة ما بعد الاستقلال في الدول النامية :
2.1 مغادرة الاستعمار :
لم يسبق رحيل المستعمرين بعد الحرب العالمية الثانية، والذي تم بدون تخطيط أي تدبير فترات انتقال في أغلب المستعمرات. وإن استخدمت القواعد الإجرائية للنظام الديمقراطي في عملية الانتقال السلس للسلطة بعد رحيل المستعمر. وعلى الرغم من أن الخطوة قد خدمت غرضاً نبيلاً إلاَّ أن معظم الأنظمة الوطنية منذ الاستقلال لم تقدم على اتخاذ خطوات أخرى من شأنها المساهمة في تأسيس نظام ديمقراطي(Substantive) فاعل.
وفي واقع الأمر فالديمقراطية، كنظام حكم، لم تكن معروفة لدى الغالبية العظمى من شعوب تلك المستعمرات ولم يكن لها أو لممارستها أو مفاهيمها أي انعكاس أو ظل في الواقع الذي يسود تلك الأراضي*. يتضح من ذلك أن الحكومات الوطنية قد واجهت أداء مهامها في فراغ كامل من المعارف المتولدة من الممارسة والخبرة في إدارة الشأن العام مما تسبب في ترسيخ حالات الإعاقة والشلل التي تعرضنا لها سابقاً*. ويبدو أن هناك عدم إدراك لوجود ذلك الفراغ وتلك الإعاقات وربما استمر غياب هذا الوعي إلى يومنا هذا وظلت الإعاقات تراوح مكانها حيث لا يوجد في العديد من بلدان العالم الثالث جهداً حقيقياً يستهدف الشروع في عملية بناء مثل هذا النظام المزمع تطبيقه.
2.2. البحث عن الحلول الجاهزة :
لقد أدت الاحباطات التي تلت فشل الحكومات الوطنية المتوقع بل الحتمي في تحقيق توقعات وطموحات الشعوب إلى سلسلةٍ من الانقلابات العسكرية الباحثة عن "الأنظمة الجاهزة". وقد فشلت هذه الانقلابات إذ لا يوجد بطبيعة الأشياء نظام اجتماعي وسياسي جاهز للتطبيق الفوري والملائم يمكن استعارته من بلدٍ أو نظام ما وتطبيعه لخدمة أغراض شعب بلـد آخر .
كانت النتيجة المؤسفة لذلك هي الانصراف عن النهج التنموي بكل ما يترتب على ذلك من استمرار الآثار الضارة للإعاقات الاجتماعية المشار إليها أعلاه وتعميقها*، ذلك لأن بناء القدرات في الدول النامية لا يمكن فصله بأي حال من الأحوال عن مشاكل التنمية وبناء الأمة. وترتيباً على ذلك يصبح لازماً التوصل إلى نهجٍ وتصور وآليات ووسائل تنفيذ ومنهجية لبناء القدرات التي تتم من خلالها مكافحة الإعاقات التي أُشير إليها في ما تقدم والخروج بالمعالجات الضرورية.
وقبل الشروع في هذه المهمة لابد من التعرض بالذكر للدور التاريخي الذي اضطلعت به البلدان المتقدمة ومجتمعاتها المدنية في عمليات التنمية وبناء أممها والبناء الوطني ومن المهم في الوقت ذاته أن نلفت الإنتباه إلى حقيقة أن الكثير من الدول النامية لم تقم بلعب هذا الدور مطلقاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
3. الدور التاريخي للدولة
3.I. الخدمات الأساسية
لقد ساهمت المشاركة المستمرة للدول والحكومات وأفراد المجتمع المدني في البلدان المتطورة في توفير الهياكل والبنى التحتية والمؤسسات والأنظمة ودعمها وهذا ما يُعتبر من الشروط اللازمة للتنمية وبناء الأمة واستدامتها والمحافظة عليها. وتولت الحكومات في تلك البلدان توفير الخدمات لشعوبها مجاناً من خلال القطاع العام وهيئاته ودوائره وقد استمرت في الوقت ذاته في دعم وحماية القطاع الخاص ضد المنافسة. وتمكن القطاع الخاص في البلدان المتطورة، من خلال التجربة المتطاولة والدعم الرسمي، من تجميع الثروة واكتساب القدرة على التنافس بما جعل القطاع الخاص أكثر كفاءة من القطاع العام واضطلع نتيجةً لذلك بدور الدولة من خلال عمليات الخصخصة التي تم تبريرها في جملة أمور أخرى، بقدرة المواطنين على الاهتمام بأنفسهم وتدبير شئونهم الخاصة*. أما المسألة الأخرى ذات الصلة هنا هي أن الأعمال التحضيرية المكثفة للشروع في تنفيذ فكرة التجارة الحرة، وتخطيط النظام العالمي، والانتقال من مفهوم الحماية التجارية إلى تحرير التجارة التي اضطلعت بها الدول المتقدمة قد استغرقت أكثر من نصف قرن من الزمان قبل أن يكتمل تماماًَ وضع أسس وهياكل هذا النظام.
3.2 الدور الغائب :
إن الدور التنموي التاريخي الذي لعبته الدولة كمؤسسة في البلدان المتطورة، ليس له نظير في الدول النامية لأسباب تاريخية واضحة ومعلومة للجميع. وهذه حقيقة لا ينبغي تجاهلها عند تقييم ما يمكن أن يُسمى بالدور المفقود أو الغائب لدول وحكومات العالم الثالث في نفس المجالات*. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن البلدان المتقدمة ما كانت لتنجح في خصخصة مهام وأصول قطاعاتها العامة بدون الأدوار التي لعبتها الدولة في عمليات بناء القدرات وإنشاء البنى التحتية والمرافق الخدمية التي تمَّ توفيرها للمواطن أما بدون مقابل أو من خلال دعم هذه الخدمات من قبل الدولة. أما القطاع الخاص فقد حظي بالحماية والدعم مما أهله للاضطلاع بدور الدولة في القطاعات المخصصة.
3.3 الحاجة للاضطلاع بالدور المطلوب :
من غير العدل أن تحرم الدول النامية وشعوبها من الفرص التي تتيح لها لعب هذه الأدوار التي لا غنى عنها إذا أرادت أن توفر بلدان العالم الثالث لمنظمات مجتمعها المدني وهيئات قطاعاتها الخاصة القدرة على لعب دور تنافسي في التجارة العالمية والنشاطات الاقتصادية في المستقبل*. خاصةً عندما نتذكر وللمرة الثانية بأن البلدان المتطورة هي من بادر وخطط لفكرة التجارة العالمية في مجملها. كما أنه من المهم كذلك أن نتذكر عملية تأسيس هذا النظام العالمي للتجارة الحرة قد بدأت في الأربعينات من القرن الماضي وقد احتاج العالم لكل هذا الوقت للانتقال من النظام القديم إلى نظام العالم الجديد وخلق البيئة الملائمة لإزالة الحواجز بين الأمم المتقدمة ولم تكن أغلب بلدان العالم الثالث قد نالت استقلالها في ذلك الوقت.
وعليه ولأن انضمام معظم أعضاء منظمة التجارة العالمية من دول العالم الثالث إلى النظام الذي قامت عليه المنظمة جاء متأخراً ولم تشارك هذه الدول فيه إلى أن تم تخطيطه وتنفيذه بدقة متناهية*. فمن الطبيعي أن تطلع الدول النامية وشعوبها بهذا الدور بناءً على تفهم هذه المفارقة ودعم ومساعدة البلدان المتطورة والمجتمع الدولي لها والتعاون فيما بين الدول النامية نفسها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: Salah Musa)
|
الأخ الدكتور صلاح لك التحية والإجلال علي المشاركات المقدرة والمتابعة الهمبمه ...... يجب مشاركة الجميع في عملية الإصلاح المطلوب بغض النظر عن اختلافاتهم السياسية، والمذهبية، والطائفية،والقبلية والدينية لرتق هذا الفتق. فالرؤية التي اطرحها للخروج عن العجز الذي أورثنا التخلف بسبب انقطاع وتقطع الممارسة واكتساب الخبرات التي تتولد لدى المواطن من مشاركته في إدارة الشان العام قبل وبعد الاستغلال تشبه كثيرا في منهجيتها ومفاهيمها وسيروراتها ما تنطوي عليه العملية لتعليمية في مجالها. اعرف أن التغير المجتمعي ليس بالأمر السهل أو الذي يتحقق بالأماني والأحلام ولهذا لسبب جاءت فكرة المنظمة مقرونة بأسباب العجز واقتراح معالجاته واليات التنفيذ اللازمة لذلك خلافا لما جرى به عرف التداول في مثل هذه الأمور وهو مع ذلك صعب شائك يحتاج لمجهود مضني على مستوي الوعي والقناعة والاتصاف والتضحية بالوقت والجهد والمال من اجل تفعيل سيرورات التكون والتشكل المطلوبة والصبر الجميل علي كل ذلك و أملى ويقيني أن في بلدنا من لديهم العزم الوافر لتحقيق المطلوب وتقديم القيادة الطليعية لهذا العمل الذي يهم كل سوداني يهتم بشان أهله ووطنه أملي أن تجد التفاصيل المطلوبة في 2 النهج التكاملي* في بوست الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني
ولك تحياتي أبوحريرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: Mohamed Adam)
|
. النهج الحالي للتنمية وبناء الأمة:
إن التناول العام لمسألة بناء القدرات المتعلقة بالتنمية في الدول النامية الذي تقدمه الدول المتقدمة للدول النامية لا يتجاوز كونه تناولاً مجتزأًً ذرياً “Atomistic” يهتم بقطاعات أو مهام ووظائف معًّينة مثل الإغاثة واستئصال الفقر والفاقة, وحقوق الأطفال والنساء، وحقوق الإنسان....الخ. ولا يبدو هذا التناول مستنداً إلى فهم واضح للمشاكل الهيكلية المختلفة والمشاكل المتعلقة بقدرات العالم الثالث التي ستقود إلى الاستغناء عن العديد من أنواع المساعدات أو الإغاثات باستثناء ما قد تتطلبه بعض الظروف الاستثنائية* إذا ما تمَّ التصدي لهذه المشاكل بالشكل الصحيح وتمت معالجتها بصورة فاعلة. إن الأحوال والأنظمة الراهنة في الدول النامية لم تكن نتاج نشاطات تتعلق بالتنمية والتماسك والتكامل الاجتماعي وما يتولد منها وهذا يمثل صعوبات جمة وهائلة تتعلق بغياب أو ضعف المعرفة والقدرات في المجالات ذات العلاقة. وللتغلب على هذه الصعوبات لابد من الإطلاع على الرؤى ذات الصلة التالية:
4.1. نهج دولة قطر:
وهو نهج يتجاوز قضايا بناء القدرات والعون الفني ويركز بصورة مباشرة على المشروعات الإنمائية التي يتم في إطارها الحصول على العون الفني والمتطلبات المتعلقة بالقدرات من الخارج.
4.1.1. القدرات في السوق العالمية:
وهذه ممكنة في أنواع المعرفة التي يتحصل عليها من خلال عمليات الاكتشاف أو الاختراع العلمي في تقنيات العلوم الطبيعية والمعلومات وما شابه ذلك.* ومن المعلوم أن المعرفة والتجارب في هذا الحقل يمكن أن تُطبق بعد دراستها وفهمها في أي مكان في العالم، حيث أن المجتمع بحد ذاته ليس مشاركاً مباشراً في ابتداع أو تطبيق مثل هذه المعارف. وتصاحب هذا النهج في نفس الوقت جهود حقيقية أخرى لبناء القدرات حيث تصبح المشاركة المتكاملة الكلية للمجتمع أمراً ضرورياً ومرغوباً فيه بحد ذاته. يستند هذا النهج على الرؤية التي تتضح معالمها شيئاً فشيئاً والتي تدرك ماهية المطلوب من الدول النامية لكي تتغلب على مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية وتتمكن من مكاملة ودمج أنظمتها الاقتصادية في الاقتصاد العالمي. ولا يتأتى ذلك إلا عن وعي بعوائق التنمية في بلدان العالم الثالث والمتمثلة في شح وقلة المعرفة اللازمة ومدى سعي وإدراك قيادات تلك الدول لاستغلال قدرات السوق العالمي ومعيناته ونظمه ذات الصلة والاعتماد عليها ريثما تتأهل تقنياً ومؤسسياً وبشرياً للعب هذا الدور التنموي. وتُعتبر دولة قطر الآن، بتبنيها لهذه الرؤية، من إحدى البلدان الرائدة في هذا المجال. ولهذا السبب، أصبح هذا المنهج يُعرف بالنهج القطري. وهذا النهج ليس ببعيد عن نهج القادة الموهوبين في بعض بلدان العالم الثالث التي استبانت طريقها للنهوض مثل سنغافورة وماليزيا على سبيل المثال.
4.1.2 الأهداف التنموية العمودية:
يتعامل هذا النهج مع ما يمكن الاتفاق على تسميته بالأهداف التنموية المعزولة التي يتم اختيارها من ضمن قطاعات متخصصة أو مهن أو مهام يتم عزلها بالكامل عن الآثار الضارة للنظام الوطني للدولة النامية موضع الاهتمام. ولعل أوضح مثال على ذلك هو المشاريع البتروكيمياوية التي تنفذ وتُدار وفقاً للمعايير العالمية الحديثة. وهذه المشاريع لا توفر لدولة قطر النمو الاقتصادي الإضافي الذي تحتاجه وحسب، بل التدريب وتنمية القدرات لمواطني الدولة.
4.1.3 الأهداف التنموية المحصنة:
وهناك مجال آخر في قطر يُجرى فيه التجريب الإبداعي وهو المجال الاقتصادي. فبينما نجد أن التنمية الأفقية وبناء القدرات في هذا الحقل أمر مرغوب فيه على الأقل كهدف بعيد المدى، إلاًّ أن هنالك بعض النشاطات الاقتصادية مثل الأعمال المصرفية، والأعمال التجارية، وخدمات التمويل، والتأمين يمكن أن تنطلق وقد تمَّ تحريرها وعزلها وتحصينها بالفعل من التأثير المعوق و الضار لمختلف القوانين والنظم والممارسات المقيدة للانفتاح الاقتصادي في النظام القانوني للدولة ومن العقلية البيروقراطية التي أفسدت الخدمة العامة ومن النظم القضائية والإدارية التي يرى المستثمر أنها تفتقر إلى الكفاءة وسرعة وعدالة البت فيما يُعرض عليها من أمور وموضوعات مقارنةً بما أعتاد من نظم..الخ..
كما تم إصدار أنظمة أكثر تحرراً وأكثر جذباً للاستثمار في هذه الأنشطة وتركز هذه التدابير على قطاعات ومهن متخصصة لأغراض تنموية معيًّنة مثل إنشاء المناطق الحرة ومراكز التمويل بالإضافة إلى خلق نظام تعليمي بمواصفات عالمية توفر القدرة والجودة حتى يتسنى إفراز قيادات مبدعة في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية.
تمثل المدينة التعليمية القطرية حرماً جامعياً رائعاً يتمتع بسمعة أكاديمية طيبة و يجمع عدداً من المؤسسات الأكاديمية والعالمية والبحثية المرموقة التي خُططت وأُنشأت لتوفر البيئة الأكاديمية العالمية المطلوبة لإنتاج القدرة على الخلق والإبداع*.
ومن ناحية أخرى فقد شرعت وزارة الاقتصاد والتجارة بالفعل في تنفيذ البرامج التي تستهدف بناء قدرات القطاع الخاص في مختلف المجالات. وتمثل هذه المشاريع وبرامجها وأهدافها والنشاطات المتعلقة بها مؤشراً بارزاً على البدء في تطبيق وتنفيذ عملية مخططة لرؤية استراتيجية مستندة على وعي وإدراك لما هو مطلوب كما تعبر العبارات التالية لصاحب السمو أمير دولة قطر* :
" إن التنمية الشاملة التي نسعى إلى تحقيقها في دولة قطر ليست مجرد شعار بل هي هدف نعمل على تحقيقه بعزم وإصرار من أجل رفاهية وازدهار شعبنا القطري. وهي أيضاً حاجة علينا تلبيتها حتى نتمكن من مسايرة التنمية الاقتصادية المتسارعة والتغييرات التي تحكم عالم اليوم".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
الأستاذ/ أبوحريرة المتداخلون والقراء لكم التحية والتكريم جميعاً ما أحوجنا إلى مثل هذا الحوار، فلنحمّله محمل الجد وليشارك كلٌّ منّا بما فتح الله عليه بعد الإطّلاع المعمّق لما يكتب حتى يخرج الجميع بقواعد مشتركة تساهم في خلق رؤية عريضة لأولوياتنا ولما ننتهجه لتحقيقها .
يقول فرانسيس فوكوياما أن الغرب نجح لسببين: (الأول، اكتشافه للفيزياء ،والثاني، ابتداعه لبيروقراطيّة جيّدة). ولا يمكن لنا أن ننكر الثورة العلميّة والتي شكلت جوهر حضارة الغرب التي أحدثتها الفيزياء وأنها منحته أسباب القوة، فأسهمت بدورها في التفوق والهيمنه ودفع عجلة الاقتصاد وأثر ذلك على الحياة الاجتماعية برمتها وبكل تفاصيلها الصغيرة،ولا يمكن أن ننكر مساهمة النظام الإداري المبني على العلم بمعطيات الطبع البشري فرديّاً وجماعيّاً من حفزٍ وآليّات ضبط في خلق الاستقرار الضروري للتراكم والتطور وتهيئة المناخ للعمل والإبداع . غير أننا ملزمون على البحث فيما وراء ذلك كله،لأننا لا نعتبره زر الانطلاق الذي ضغط عليه الغرب فتداعت به سائر المعارف التي أوشكت على إغلاق الدائرة مكمّلة ثلاثمائة وستون درجة وبانضغاط يكاد يصل درجة الإنسحاق في كل قطاع من قطاعاتها،وإنما نعتبره نتيجة أصبحت في مقام الحجر الأول الذي دفع بكل حجارة الدومينو، فإن أردنا أن نكشف سر هذا التداعي الذي تواصل وتراكم ،علينا أن نبحث في القوة والطاقة التي دفعت بالحجر الأول، وهنا حتماً سنجد أنفسنا أمام سبب واحد أساس لكل النتائج المتداعية لطاقته وعمله،ألا وهو العقل البشري سر المتعالي. إذن لابد وأن يكون زر الانطلاق هو التفكير الذي هو طاقة العقل وقوته وبه تميّز عن سائر المخلوقات. وللتفكير آفتين كما قال الأستاذ محمود محمد طه: ( قِلَّته، والتوائه) فإن أردنا مناقشة الإنقطاع التاريخي لابد لنا أن نرده إلى هذين العاملين لأنهما المعطيان الأوليّان الأساسيّان ،وهما الجوهر الذي انبنى عليه الخلق، ومثار (ألم أقل لكم أني أعلم ما لا تعلمون)( والأجر الغير ممنون) (والله يضاعف لمن يشاء) أي المتصل المتراكم وفيهما تتجلى عظمة الخالق وإبداعه وهما وسيلة الكدح إليه ولغز السيرورة وفيهما يتم العروج ويسير موكبنا الإلهي قاصداً منتهى صيرورته حيث لا نهاية وكل ذلك بوسائل ماديّة ملموسة ليس فيها مكان للطوباويّة! . نعود إلى التفكير أي إعمال العقل الذي نزعم أنه هو السبب الأساسي في إنقطاع الحضارة بمعناها العمراني الخلدوني والثقافة بمعناها الأخلاقي كما فهمها الأستاذ محمود عند العرب والمسلمين والسودان من بينهم، ونسأل السؤال التالي:متى بدأ هذا الانقطاع وما هي أسبابه؟ وما هي المحفزات التي حرّكت إعمال الفكر عند الغرب فتطور به؟ والمثبِّطات التي قعدت بنا عن هذا التطور وأصبحنا فريسة سهلة له ومنجماً يدرُّ عليه الذهب الذي يحرِّك به عجلة إنتاجه واستقراره فتراكمه ثم تطوره الذي أصبح متسارعاً كأنه الريح العاصفة فلا يعترض سبيلها عائق؟وعند الإجابة على هذين التساؤلين ستتضح لنا معالم الطريق الذي يجب السير فيه تقليداً كان أو أصالةً وإبداعاً .
نواصل إذا كان في العمر بقيّة (أبوحمد)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: عثمان عبدالقادر)
|
2 النهج التكاملي*
يهتم هذا النهج بمعالجة إعاقات انقطاع عمليات التكون وبناء القدرات والتكامل والتساند والتكافل الاجتماعي. يقترح هذا النهج قيام منظمة غير حكومية وغير ربحية لتقوم بتوفير الآليات والوسائط اللازمة والضرورية لمعالجة ما أسميناها بحالات الإعاقة الاجتماعية الناتجة بشكل أساسي عن الإقصاء الذي عانى منه سكان البلاد الأصليين في ما يتعلق بعمليات التنمية وبناء الأمة أثناء فترة الاستعمار. 4.2.1الأنشطة التي تستهدف خلق الوعي
يجب أن تكون المهمة الأولية للقائمين على أمر هذه المنظمة هي خلق الوعي بوجود حالات إعاقة اجتماعية وإدراك الحاجة لاتخاذ الإجراءات الواجبة لعلاج ومكافحة هذه الإعاقات. وهناك نوعان من أنواع المعرفة كما رأينا سابقاً يتصلان بهذا النوع من العمل . أحدهما يحصل اكتسابه ويتم نشره وتوصيله بشكل رئيسي من خلال العمليات التربوية الرسمية. لذا على القائمين على أمر المنظمة دعم نشره وتوصيله بشكل رئيسي من خلال العمليات التربوية. وأن يؤكدوا على أهمية التعليم وملازمته للتنمية والحاجة لدعمه وترقيته وعندئذ سيتولى التعليم بنفسه أمر هذا النوع من المعرفة من خلال توفير الدعم الواعي والمستمر له.
4.4.2 تحويل وظائف الوحدات الأساسية:
أما النوع الآخر للمعرفة فهو معرفة شعبية عامة تتجمًّع وتتراكم جراء تجارب أفراد المجتمع من خلال ممارستهم لأنشطة الحياة اليومية. وبينما نجد أن كل من هذين النوعين من أنواع المعرفة مهم بنفس القدر لأغراضنا، إلا أن للنوع الأخير أهمية خاصة في تعزيز مشاركة أفراد الوحدات والمجموعات في الأنشطة المتعلقة بالتنمية , فهذا النوع من المعرفة يعكس السمات الخاصة، والمميزات والهوية المشتركة للمجموعة ويحتوي على الدوافع الحافزة للسلوك الذي ينظم الوظائف الاجتماعية العامة والعلاقات والقيم والمثل التي تحكم مجال وتفاصيل وصلاحية واستقامة مثل هذا السلوك. كما أنه يعكس أيضاً القدرات الإدراكية المشتركة لدى أفراد المجموعة.
يعزى حدوث الإعاقة الثالثة لغياب اتصال وتكامل وحدات المجتمع التقليدي الأساسية في الدول النامية بسبب احتفاظ هذه الوحدات بأوضاعها البدئية واستقرارها على ذلك النمط. وعليه فإننا نحتاج إلى حافز لتحريك أوضاع حالة الركود السائدة علاوة على إيجاد دافع تغيير يحدث التحرك المطلوب صوب الحافز. ويعتقد أن كل من الحافز ودافع التغيير يتواجدان أكثر بين أفراد الوحدات الأساسية الصغيرة الوثيقة الصلة والمرتبطة أساساً بصلات القرابة والجوار والمنافع المشتركة، وحاجتهم الملموسة للتنمية. وفي هذه الحالة سيتم الاحتفاظ بمنظومات القيم والمثل السائدة بالوحدات الأساسية وتطويرها وإعادة توجيهها لتشتمل على الاهتمام والرغبة في الحاجات المستجدة ومتطلبات أفراد الوحدات. وحيث أن الوحدات الأساسية تشكل كتل بناء لمجموعات أكبر تتسم بالترابط والتداخل بصورة أوسع في المنطقة المستهدفة التي تتكون من[ (القبيلة-الفرع-العشيرة) و( المدينة - الحي- المربوع ) و(القرية-الفريق) و( أمكنة العمل) ] فإن نجاح هذه التجربة في كل وحدة على حِدة وفي مجموع هذه الوحدات سيكون ضماناً للنجاح في المنطقة ككل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: عثمان عبدالقادر)
|
الأستاذ الفاضل/عثمان عبد القادر لك عظيم شكري وإجلالي الرؤية التي اطرحها للخروج عن العجز الذي أورثنا التخلف بسبب انقطاع وتقطع الممارسة واكتساب الخبرات التي تتولد لدى المواطن من مشاركته في إدارة الشان العام قبل وبعد الاستغلال تشبه كثيرا في منهجيتها ومفاهيمها وسيروراتها ما تنطوي عليه العملية لتعليمية في مجالها. أملي ان تجد في مكتبة المنظمة السودانية للتنمية وبناء الأمة التفاصيل المطلوبة في الموقع www.tibnaa.com. مع رجا التواصل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: طلعت الطيب)
|
أتلمس رائحة الطين ... إنه من بلدنا ... ومن أريجها الأعفر .
قرأت ... وأتابع ... وأنتظر وصول تلك القافلة الفكرية إلى
منتهاها ... وعندها سأتحدث , فقط شدتني السيرة فى ملامساتها
اليقظة لآلامنا وأحلامنا فى آن ... فهذا أقرب دلو من بئر إحتقاننا
وهو كذلك أقرب رافعة لحيث ينبغي أن نكون ... متأكد أن هذا المشروع
سيتماهي فى عظام الحكمة ويمتشق أساليب البحث العلمي والتوقيع التاريخي ,
لكن فوق هذا وذاك ... أود ان أرى تسكينا ناجزا للعاطفة ... فنحن شعب
عاطفي , يهمنا فى هذه المرحلة ومع كل الإقرار بالمداخل العلمية ... أن
يستشعرنا هذا المشروع ب { الغيرة } على السودان وأن يخاطب وجداننا بعمق
وجزالة ... تمكناننا من إقتطاف ناصية الأمل وهو يتبخر الآن من بين أيدينا ,
تحدث أستاذي الجليل عن ان ما يحدث للسودان الآن هو من دواعي تطوره وليس تهتكه,
وهي لحظة للمكاشفة الضرورية وإن سالت الدماء , وهي لحظة لمحاصرة الاوهام التي
تسربت وتمكنت فى مفاصل الوطن وأوردته الخناق , وهي لحظة للنهوض على سبيل الكبرياء ,
هي نقطة تحول من القديم إلى الجديد , من التقليد إلى الحداثة , من الوصائية إلى
الديمقراطية , من الماضي إلى العصر , من العشوائية إلى المنهاجية .
طمنا ان السودان للجميع ... من كل شاكلة وعرق ودين , وأن الاهلية لا تستصحب غير
المواطنة , وأن الديمقراطية هي الحل , وأن الوعي هو صمام أمان وحدتنا وعبورنا ,
حدثنا عن مخازي { المركز } الذي إعتمدته الدولة السودانية فى تسيير اوضاع السودان ,
حتى تقزم إلى العاصمة فقط , وفى العاصمة بعض اناس ممن توفرت لهم حظوة { الفاخر }
من السكن الفاخر إلى التنقل الفاخر إلى التعليم الفاخر إلى الخبز الفاخر ... لا
أنزلق هنا إلى إتون { الإشتراكية } حتى لا تقع النتيجة العكسية , بل هي من أبجديات
الدولة العصرية , والتي لم تعد تكتفي بإزالة الضيم وإقامة الأود على سبيل { خرط
القتاد } ... بل تتوفر موضوعيا لحاجات المجتمع المتصاعدة بحكم النهضة والتي محورها
الإنسان فى المقام الاول ... فإنسان السودان حري بمناظير العصر وإتساقاته {الإجتماعية}
وحلفا ونمولي والجنينة وهمشكوريب ... جديرين بمصافات العاصمة وعمرانها وخدماتها ,
ذكرنا بتماثل شرق وغرب الولايات المتحدة { كمثال } وكأنهما صنوان ... لا لسبب غير أن
هنا وهناك إنسان .
أمهر مشروعك بأحرف الحرية وبحكم القانون وبالعدل الإجتماعي ... يزدهر .
مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
Quote: Quote: تحدث أستاذي الجليل عن ان ما يحدث للسودان الآن هو من دواعي تطوره وليس تهتكه,
|
معذرة ... هذه المرة إشكالنا ليس سياسي ... وإنما لغوي ... فاللغة تتواطأ كذلك ,
أستاذي أبو حريرة ... كلمة تحدث التي تصدرت الجملة أعلاه هي فعل أمر يعبر عن منظوري ,
وليس فعل ماضي انت فاعله ... إذن فأنت برئ مما زعمت ... وإذن أنا المتهم بمقدار
ما أنت تبرأت ... لكنها علي أية حال وجهة نظري التي عرضتها بحلقاتها الأمامية
والأخرى الخليفة حتى يكون مقصدي مفهوما ... وأظنه كذلك .
مع أكيد رغبتي فى حوار هادف وبناء ... وإلى لقاء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: مي أبوقصيصه)
|
الأستاذة / مي
لكِ الإحترام،،
زيدي إمعاناً وتفكراً وتأملاً في صور المشهد العالم ثالثي ( مشهد الإنقطاع) ومشهد العالم الأول ( مشهد الإستمرارية) واستصحبي قانون النمو الطبيعي ( الكون والفساد) وتجاوزي الأعراض إلى الأسباب للتركيز على انقطاع النمو الفردي والمجتمعي الذي يضمر التكون الفردي فيه قدراً كبيراً من المجتمعي، ولا تتضائلي، فإن ما بكِ هو طلق تكون وتشكل سارٍ لمن نأمل أن يحدو ركب المستقبل بتعليم وتعويد أهلهم على السير للمستقبل بالعمل لا الحلم.
قارني ذلك بالعملية التعليمية وعملية التطبيب وفكري إن كان ثمة مخرج آخر من واقعنا البئيس.
عندما نذهن ونعقل ما بنا وما نريد في صورٍ وتصورات واضحة ومفصلة ونعي كيفية ووسائل تحققه وأهمية ذلك وصعوبته ونملك إرادة العبور ونسعى في امتلاك القدرات اللازمة عندها يكون التبدي والتكشف الظاهر والخفي لما نريد.
ولك الإجلال والتقدير
أبو حريرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
4 نطاق التطبيق:
من الملاحظ بشكل عام أن كل بلدان العالم الثالث تعاني من ذات العيوب التنموية أو من عيوب شبيهة بدرجات متفاوتة. لذا فإنَّ فكرة تأسيس هذه المنظمة تفترض أن مشاركة كل فرد من أفراد المجتمع بصورة شمولية و عقلانية بغض النظر عن جنسه أو أصله أو دينه أو جنسه أو انتمائه السياسي، تُعتبر شرطاً لازماً وضرورياً لمعالجة هذه العيوب وتسريع عملية التنمية وبناء الأمة في أي مكان في الدول النامية.
وعلى الرغم من أن القصد وراء إنشاء المنظمة هو العمل على المستوى القومي لكن يُفضل تخصيص منطقة معينة لتكون بمثابة الموقع المستهدف ونقطة التمركز لتنفيذ وتحقيق أهداف المنظمة. والفكرة وراء اختيار منطقة معينة هو معاملة هذه المنطقة كنموذج لغرض تعميم تجربتها في بقية البلاد (كقصة نجاح قابلة للتطبيق) . ويُتوقع أن تكون فرصة نجاح التجربة عاليةً إلى حدٍ معقول في المناطق التي تُحظى بالتنوع الديني والطائفي والعشائري والعرقي. 4.5 الأهداف :
تتضمن أهداف المنظمة التالي :
- خلق الوعي المطلوب بوجود مثل هذه الإعاقات المجتمعية. - إطلاق سلسلة من الإجراءات التصحيحية بغرض :
تحديث الوحدات الاجتماعية التقليدية وتحويل وظائفها إلى وظائف إنمائية ووظائف لبناء الدولة بدلاً عن الوظائف غير التنموية التقليدية الضيقة، التي تتيح الفرصة للمواطنين لبناء قدراتهم المؤسساتية والإنسانية المختلفة من خلال المشاركة في أنشطة التنمية وبناء الأمة.
تشجيع أفراد المجتمع بقدر الإمكان على الإنخراط في عملية مستمرة من المشاركة الشمولية في النشاطات المتعلقة بالتنمية وبناء الأمة.
تحديد وتنمية وتطوير القيم والمواقف والعادات المحلية المتعلقة بالشأن العام في أوساط كل مجموعة من مختلف المجموعات العشائرية والعرقية والدينية لعكس التنوع وتوسيع محتوياتها وإعادة توجيه أهدافها نحو التنمية الحديثة والأنشطة المرتبطة ببناء الأمة والسعي لمكاملة ذلك في المسار الرئيسي لعملية تنموية تاريخية متراكمة تعيد إنتاجها الأجيال المتعاقبة وتعدّلها وتنقحها خلال دورات حياة الفرد والجماعة.
تشجيع الأفراد على المستوى القاعدي للوحدات والمجموعات الصغيرة لتنظيم أنفسهم بصورة عقلانية حول علاقات وروابط من الدم وصلات القربى الأخرى والجوار والمنافع المشتركة. ويُقصد من ذلك إحياء وتنشيط مشاعر التكامل بين أفراد هذه الوحدات والمجموعات مما يحركهم بسهولة في سبيل التطوّع للعمل من أجل المصلحة العامة.
يُطلب من كل الوحدات المذكورة أعلاه أن تقوم بتنظيم نفسها واختيار ممثليها في المنظمة من بين أعضائها وتحديد متطوعيها وناشطيها في المنظمة من بين قطاعاتها المختلفة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
8 الهيئات والحلول التكاملية :
يُتوقع بروز مجموعة من الخبراء والناشطين بالمنطقة المستهدفة من هذا العمل وسيكون لها دور فعّال في التعرف على الحاجات المختلفة في المنطقة وتحديدها وإعداد و/أو بلورة دراسات الجدوى التي تتعلق بمشاريع المنطقة والسعي للحصول على العون الفني والمالي لإنجاز هذه المشاريع. كما ستولي المنظمة اهتماما خاصاً أيضاً بالنساء والشباب في كل المنطقة من خلال خلق الفرص وتنظيم المناسبات والأنشطة التي تتيح لهن ولهم الاجتماع والتشاور من أجل زيادة تقوية أواصر الاحترام والفهم المتبادل الذي يُعتبر شرطاً لازماً لإحداث التكامل والتلاحم المجتمعي.
ولهذا السبب ستُحظى مخاوف واهتمامات وهوايات ومصالح ومشاكل الشباب في المنطقة المستهدفة باهتمام خاص من قبل المنظمة وستتولى تنظيم الفرص لهم لكي يجتمعوا ويتحاوروا ويتنافسوا ويتبادلوا وجهات النظر حول اهتماماتهم المشتركة ومتابعتها نظراً للأهمية الحيوية لهذا الأمر في عملية تكامل وتلاحم هذه الوحدات في كل وطني متماسك يسوده الاحترام والتعاطف والتفاهم المتبادل.
وستقوم المنظمة، بالإضافة إلى ما ورد أعلاه، بتشجيع وتعزيز التكامل وبناء الأمة من خلال إنشاء أعمال ومشروعات، في الوحدات ووسط المجموعات المختلفة، لتعود بالفائدة على جميع سكان المنطقة المستهدفة. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى حفز وتقوية العلاقات الجيدة القائمة في ظل الفهم والتعايش المتبادل. ولما كانت الأهداف الرئيسية للمنظمة هي ضمان انخراط ناشطيها في النشاطات التنموية ليس لأغراض التنمية فحسب بل لتزويد أعضائها بالفرص التي تمكنهم من بناء قدراتهم من خلال هذه النشاطات، فلا بد أن يُحظى هؤلاء الناشطون بنوع من التدريب التحضيري الذي يتخذ شكل المحاضرات، الحلقات الدراسية، والدورات التدريبية القصيرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
الخاتمــة:
إنطلقت هذه الدراسة من ملاحظة تتعلق بعلة معروفة يعاني منها معظم الجزء الجنوبي من العالم تتجلى في التخلف والفشل في إنجاز التقدم والتطور في كافة مجالات التنمية والبناء والتكامل والانصهار الوطني. ويُعزى ذلك بصورة كبيرة إلى الإقصاء الذي عاني منه مواطنو هذا الجزء من العالم أثناء فترة الاستعمار وأدى إلى حرمانهم من المشاركة في إدارة شأنهم العام مما حال دون اكتسابهم المعارف والخبرات التي تتولد من المشاركة. وغني عن القول أن هذه المعارف والخبرات تُكتسب من خلال عمليات مضنية تنطوي على التعلم من التجربة وتقوم على تراكم وتجارب أعضاء هذه المجموعات عبر فترةٍ ممتدة من الزمن.
ويهمنا في ذلك على الأخص تلك المعارف والخبرات التي يتشكل مضمونها من تجارب الأفراد والجماعات وترسخ وتتراكم من خلال تجريب الأفراد والجماعات المتتابع والمتصل أثناء ممارسة أنشطة جوانب الحياة العامة وتنشأ من خلاله وترسخ قيم التعامل مع الغير في تلك المجالات و الجوانب. كما أن هذه العلميات البنائية لا يغني عن القيام بها وممارستها في أي مجتمع الإلمام النظري بتجريب الآخرين في دول الشمال وعلى الأخص تجريبهم في المعارف العامة التي جرى وصفها والتي أمنت الإطار المجتمعي الذي هيأ المناخ الملائم والأوضاع المستقرة للمشاركة المتصلة والمتواصلة التي راكمت المعارف والخبرات والقدرات في كافة المجالات ونجم عنها انصهار كيانات المجتمع القاعدية في بوتقة المجتمع المتجانس والمتعايش في الغالب الأعم.
أشار البحث كذلك إلى الإعاقات المجتمعية التي ترتبت على الإقصاء وعدم المشاركة وبين دورها في إعاقة مسيرة التطور والنمو وعرقلة الانصهار الوطني في دول الجنوب كما أوضح استمرار هذه الإعاقات بعد استقلال معظم الدول . وعزى البحث إلى غياب الوعي لدى قادة وقواعد هذه الدول من جهة والفراغ الذي نشأ عن تلك الإعاقات ورحيل المستعمر دون تمهيد لفترة انتقال الحكم للوطنيين قبل تسلمهم السلطة من جهة أخرى وما لازم ذلك من إخفاق في إدارة الشأن العام في معظم هذه البلدان. وانطلقت من ذلك عمليات بحث عن أنظمة جاهزة تعين وتسعف دون أن تكون هنالك جهود أو ترتيبات موازية لوضع هذه الأنظمة موضع الاختيار حتى يتم التحقق من ملاءمتها وجدوى الإقتداء بها أو نقلها.. واستمرت عملية التنقل من نظام إلى نظام وكل نقلة يتبعها إخفاق أشنع وأفدح من الذي سبقه أُهدرت معه وبه وظيفة الدولة والمجتمع المدني في تحقيق التنمية والانصهار الوطني، تلك الوظيفة التي تحققت في دول الشمال ومهدت بالتدرج لقيام النظام العالمي الراهن.
اعتمدت الدراسة على ما تقدم من حيثيات وأكدت على ضرورة التصدي للإعاقات سالفة الذكر وخلق الوعي بوجودها وآثارها الضارة ومن ثم الشروع في العمل بوعي لإزالة تلك الآثار. وقدمت الدراسة تصوراً شاملاً يدعو لمشاركة الجميع في عملية الإصلاح المطلوب بغض النظر عن اختلافاتهم السياسية، والمذهبية، والطائفية،والقبلية والدينية. كما بينت الدراسة أن الأهداف المتعلقة بالتنمية هي أهداف مشتركة للجميع . ودعت الدراسة أيضاً إلى الاستفادة من روابط القرابة اللصيقة والجوار والمصالح المشتركة المحسوسة محفزاً ودافعاً للمشاركة* في تنمية الكيان المعني كما بينت الدراسة الإطار التنظيمي للأفراد المشاركين وكيفية تكاملهم وترابطهم على جميع المستويات. وشمل الإطار الجمع بين الكيانات والقدرات والإمكانات والبرامج التي ينطوي عليها مثل هذا الترابط حتى يتسنى للمشاركين تحديد ودراسة وحل مشكلاتهم التنموية بدءً من الكيان القاعدي صعوداً إلى الكيانات الجامعة ومجوع هذه الكيانات في منطقة تتخذ مجالاً لتنزيل الفكرة في الواقع وإخضاعها للتجريب.
كما اقترحت الدراسة إنشاء منظمة غير حكومية لتنسيق الجهود والربط بين كيانات المنطقة المعنية ببعضها البعض وبينها وبين الجهات الداعمة لأنشطتها فنياً ومادياً والعمل على إنجاح التجربة التي تتم في المنطقة، والاستفادة من قصة نجاحها لترويج الفكرة لأغراض التطبيق في أي منطقة أخرى من مناطق العالم الثالث، وتوظيف الخبرة والمعرفة المكتسبة من تلك التجربة في نشر الفكرة وتعميم التجربة. ونأمل أن يتحقق بذلك نفع عام في مجالات التنمية والانصهار وأن تصبح التنمية والمشاركة فيها معياراً للإختيار الديمقراطي ومحوراً للتعاون والتكاتف على الساحة العالمية والإقليمية وعلاقات الجنوب البينية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: أبوحريره)
|
الاعزاء ... في انشغالنا بابتلائتنا ( ربما هذه هي -الابتلاءات او الاشارة الي مصاعب الحياة بانها ابتلاءت هي اصدق ما اتت به الانقاذ قولا وفعلا) تغيب عنا بعض الحقائق والنماذج لدول اخري اما في حالة دولتنا اليوم او كانت كذلك في الماضي واستعادت صحتها ... مصطلح " الرجل المريض" Sick manلازم السودان حتي ظننت ان المصطلح صنع خصيصا للحالة السودانيةspecially coined ولكن غابت عن الذاكرة " الحالة الايرلندية " او رجل اوربا المريض قبل عقود اربع فقط ..واليوم دخل الفرد فيها هو رابع اعلي دخل في العالم .. ولتقريب الصورة انقل هنا ما ذكره توماس فريدمان في كتابه العالم المسطحThe World Is Flat عن الحالة الايرلندية لعلنا نجد فيها ما يفيد "
Quote: إليكم معلومة جديدة ربما لا تعرفونها أنقلها لكم من مدينة دبلن وهي، أن أيرلندا قد أصبحت أغنى دولة في الاتحاد الأوروبي اليوم بعد لوكسمبورج. نعم, إن أيرلندا التي اشتهرت على مدى مئات السنين بأنها الدولة المصدرة للهجرة والمنتجة للشعراء التراجيديين، وبأنها أرض المجاعات، والحروب الأهلية، والجان، قد أصبح نصيب الفرد السنوي فيها من الدخل القومي الإجمالي يفوق مثيله في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. إن الكيفية التي تحولت بها أيرلندا من رجل أوروبا المريض إلى رجلها الغني في أقل من جيل، توفر لنا مادة لقصة مدهشة في الحقيقة. وهذه القصة تقول لنا الكثير عن أوروبا اليوم وهي: أن جميع الابتكارات والإبداعات تتم الآن داخل دائرة تشمل الدول التي تعتنق العولمة بطريقتها الخاصة وهي أيرلندا وبريطانيا وإسكندنافيا، ودول أوروبا الشرقية. أما الدول التي تتبع النموذج الاجتماعي لفرنسا وألمانيا فهي تعاني من ارتفاع نسبة البطالة، وانخفاض معدل النمو. والمسيرة الأيرلندية نحو التقدم بدأت في حقبة الستينيات من القرن الماضي، عندما قررت الحكومة جعل التعليم الثانوي مجانيا، ما أتاح الفرصة لحصول المزيد من أبناء الطبقة العاملة على شهادات ثانوية وفنية. ونتيجة لذلك، وعندما التحقت أيرلندا بالاتحاد الأوروبي عام 1973، فإنها كانت قادرة على الاعتماد على قوة عمل أكثر تعليماً بكثير من نظرائها في باقي الدول الأوروبية. وبحلول منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كانت أيرلندا قد بدأت في جني ثمار عضويتها الأوروبية مثل الحصول على إعانات لتحسين بنيتها التحتية، والدخول إلى سوق كبير هو السوق الأوروبي. على الرغم من ذلك لم تكن أيرلندا قد تمكنت بعد من إنتاج سلع قادرة على المنافسة في الأسواق بسبب اعتمادها الطويل على السياسات الحمائية، وسوء الإدارة المالية. وفي ذلك الوقت أصبحت البلاد على شفير الإفلاس، وكان معظم خريجي الكليات يهاجرون إلى الخارج. حول تلك الفترة تقول نائبة رئيس الوزراء “ماري هارني”: «لقد اعتمدنا على الاقتراض، وعلى الإنفاق المنفلت، وفرض الضرائب الباهظة، وهو ما أدى إلى تراجعنا إلى مؤخرة الصفوف تقريبا، ولكن هذا التراجع في حد ذاته كان هو السبب الذي منحنا الشجاعة الكافية كي نتغير». وتغير الأيرلنديون فعلا. ففي تطور غير مألوف على الإطلاق، قامت الحكومة ونقابات العمال الرئيسية والفلاحون ورجال الصناعة، بوضع أيدي بعضهم مع بعض، واتفقوا على برنامج للتقشف الاقتصادي، وتخفيض ضرائب الشركات إلى 12.5 في المئة، وهي نسبة تقل كثيرا عن مثيلتها في باقي دول أوروبا، وعلى ترشيد الأسعار، وتحسين الأجور، واتباع سياسات جريئة لاجتذاب الاستثمارات الخارجية، وجعل التعليم الجامعي أيضا مجانيا من حيث الأساس. كانت النتائج التي ترتبت على ذلك هائلة. فاليوم نجد أن تسع شركات من بين الشركات العشر الأولى على مستوى العالم في مجال الصناعات الدوائية لها نشاط في أيرلندا وأن 16 شركة من بين الشركات العشرين الأولى في مجال الأجهزة الطبية لها أنشطة وفروع في إيرلندا، وأن سبعة من بين عشرة مصممي برمجيات يعملون هناك. وفي العام الماضي حصلت أيرلندا على استثمارات خارجية مباشرة من أميركا تفوق تلك التي حصلت عليها من الصين. كما أن حصيلة الدولة من الضرائب ارتفعت ارتفاعا كبيرا، ليس بسبب رفع الضرائب ولكن بسبب زيادة عدد الشركات العاملة في البلاد. أرسل لي مايكل ديل مؤسس شركة “ديل” المعروفة للكمبيوتر رسالة بالبريد الالكتروني يقول لي فيها: لقد أنشأنا مركزا للشركة في أيرلندا عام 1990 ولكن ما الذي اجتذبنا لذلك؟ اجتذبتنا لذلك قوة العمل المتعلمة، ووجود الجامعات بالقرب منا، وأن أيرلندا كانت تتبنى سياسة صناعية وضريبية تنتهج خطا دائما يقوم على الدعم الكبير للمشروعات والأعمال بصرف النظر عن الحزب السياسي الموجود في السلطة. علاوة على ذلك كان لدى أيرلندا نظام مواصلات جيد، وخدمات إدارية طيبة، وموقع ممتاز يسهل نقل المنتجات منه إلى الأسواق الكبيرة في أوروبا خلال فترة وجيزة. ويضيف السيد “ديل”: علاوة على ذلك نجد أن الأيرلنديين قادرون على المنافسة، وطموحون ولديهم رغبة في النجاح ويعرفون جيداً كيف يكسبون. ويشار هنا إلى أن شركة “إنتل” قد قامت بإنشاء أول مصنع للشرائح الالكترونية في أيرلندا عام 1993. وكما يقول “جيمس جاريت”، نائب رئيس الشركة، فإن الذي جذب “إنتل” إلى أيرلندا هو وجود أعداد كبيرة من المتعلمين من الجنسين، وانخفاض ضرائب الشركات، والحوافز الأخرى التي وفرت لشركته حوالي مليار دولار على مدى 10 سنوات. ويضيف جيمس جاريت إلى ذلك قوله: لدينا الآن 4.700 موظف موزعون على أربعة مصانع، كما أننا نقوم بإجراء تصميمات متطورة للشرائح الالكترونية في شانون بالتعاون مع مهندسين أيرلنديين. في عام 1990 كان تعداد قوة العمل في أيرلندا هو 1.1 مليون. أما في هذا العام فإن هذا الرقم سيصل إلى مليون مع العلم بأنه لا توجد هناك بطالة في أيرلندا كما يوجد بها 200 ألف عامل أجنبي منهم 50 ألف صيني. ويشار هنا بصدد الرقم الأخير الخاص بالصينيين إلى أن رئيس الوزراء الأيرلندي بيرتي أهيرن قد أدلى بتصريح قال فيه: لقد قابلت رئيس الوزراء الصيني خمس مرات خلال العامين المنصرمين. إن النصيحة التي تقدمها أيرلندا لباقي الدول الأوروبية الراغبة في أن تحقق ما حققته هي نصيحة بسيطة للغاية: اجعلوا التعليم الثانوي والعالي مجانيا، اجعلوا ضرائب الشركات منخفضة وبسيطة وشفافة، مدوا أيديكم إلى الشركات العولمية، افتحوا اقتصاداتكم أمام المنافسة، تحدثوا باللغة الإنجليزية، رتبوا بيتكم المالي من الداخل، وابنوا إجماعا حول الحزمة برمتها بين الإدارة والعمال، وواصلوا السير ولا تتوقفوا مهما كانت العقبات التي ستواجهكم على الطريق. وحينها ستستطيعون أنتم أيضا أن تصبحوا من بين أغنى الدول في أوروبا. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: abubakr)
|
الدكتور / ابوحريرة الموقر
اخر الرجال المحترمين ...........
لك وافر الاحترام
نتابع باهتمام و بنهم من رجل نكن له كل الاحترام لمواقفه الوطنية العملية ، خصوصا و قد كنتم يوما في السلطة وزيرا نرقبه كنجم لمع في كالحة من الظلام ، و احييك على صراحتك و وضوحك في تسمية الديمقراطية الثالثة بأسواء تجربة عرفها السودان فهذا عين الحق فقط اصابت الكثيرون و انا منهم بالاحباط حيث كنا نرجو الكثير بعد زرع السنيين و تغذية الشارع بروح الثورة التي ابتلعتها صناديق الافتراع في بطنها .........
سيدي
عفوا لست في مقامكم الاكاديمي و لا خبرتكم ، الا اننا نتعلم من تجاربكم و لا يكون تعلمنا الا بتساؤلات تطرح نفسها غصبا علينا و نحن نقرأ كتاباتك المنهجية هنا حول الخروج من الازمة ........ و سأبدأ بنقاش نقطة مهمة و هي مسألة التجربة و الخطأ التي هي عادة منهج سليم لتصحيح المسار نحو الافضل ، الا ان هذا المبدأ عبر تجربة السودان السياسية لم يثمر بشئ بل على العكس تكرار الخطأ هو السمة الغالبة بل المسيطرة ، و ربما ان احد الاسباب الجوهرية في استمرار الخطأ هو غياب النخبة ( النخبة المتعلمة ) فقد غاب عن السلطة المتعلمون ولو حضروا ، و اليوم و نحن نستمع منك هذا الحوار تتخذ السلطة تدابير لاقالة الكثير من العلماء من مواقعهم بحجة السن العمريةللتقاعد الاجباري ، و بهذا يكون اصبحت هناك فجوة كبيرة بين الاجيال الامر الذي يصعب معه تنفيذ برنامج طموح مثل الذي تطرحه هنا ، من ناحية اخرى نرى ان خلال الثلاثون سنة الماضية تخلف المسألة الوطنية و الاحساس بالوحدة و المصير الواحد بل نكاد ان نجزم ان ثقافة الجيل الحالي الذي هو لب هذا المقصد الذي تمون اليه و هم جنوده ، قد تطبعت بثقافة السوق و على مبدأ الربح و الخسارة ، اما بالنسبة للجيل الاسبق لهذا الجيل هو جيل الاغتراب و الهجرة ، من هذا المنطلق الدمج بين الجيلين في حد ذاته مسألة يجب ان تدرس جيدا...
لنا لقاء اخر بإذن المولى
الصادق محمد البوصيري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: abubakr)
|
استاذي دكتور ابو حريرة
انني يا استاذى اكثر ميولا الى المناداة بالإصلاح التدريجي "من أسفل" عبر نشاط منظمات المجتمع المدني الذي يمكن أن يمهد للتغيير عبر التثقيف والتربية الوطنية ولا بد ان يستصحب هذا عمل تعبوي للاصلاح الفردي ليشمل الجوانب الأخلاقية والنفسية والمعرفية والإدراكية والسلوكية وكل ما يتعلق بتقويم النفس وتهذيبها، وبناء القدرة الفردية على الحكم وتعزيز الثقة في الذات والقدرة على تمثيل الذات والآخرين والدخول معهم في علاقات تفاعل [Quote: U]وتطوير هوية قومية مشتركة اساسها المواطنة. |
كما اننا في حاجة الى إصلاح أداء للانظمة والمؤسسات الاجتماعية من حيث الكفاءة والفعالية ويشمل هذا الاصلاح السياسي والقانوني والمالي والاداري والاقتصادي وغيرها .
ولكم فائق الاحترام والتقدير
شيقوق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانقطاع التاريخي وأسباب التخلف في العالم الثالث..النموذج السوداني (Re: الطيب شيقوق)
|
Quote: انني يا استاذى اكثر ميولا الى المناداة بالإصلاح التدريجي "من أسفل" عبر نشاط منظمات المجتمع المدني الذي يمكن أن يمهد للتغيير عبر التثقيف والتربية الوطنية ولا بد ان يستصحب هذا عمل تعبوي للاصلاح الفردي ليشمل الجوانب الأخلاقية والنفسية والمعرفية والإدراكية والسلوكية وكل ما يتعلق بتقويم النفس وتهذيبها، وبناء القدرة الفردية على الحكم وتعزيز الثقة في الذات والقدرة على تمثيل الذات والآخرين والدخول معهم في علاقات تفاعل
|
الأخ الطيب كل سنة وأنت طيب آسف لتأخير الرد لأسباب خارجة عن الإرادة اتفق معك فيما ذهبت إلية والذي يتطلب أن نفكر ونخطط وندبر سويا لتنفيذه وإحداث التغير المطلوب باتباع ما اجمل عموما وفصل في كثير من جوانبه في الرؤية التي قدمتها الدراسة. أملى أن تكون من المشاركين في إحداث التغير المطلوب
| |
|
|
|
|
|
|
|