ناس الزقازيق ... أجدع ناس ( 3 ) ..

Quote: لشد ماينتابنى الحنين لربوع الزقازيق ونجوعها - هيهيا والنكّارية والجامعة - أبوكبير وكفر صقر . مايلى من سرد لايمكن إدراجه تحت مسمى مذكرات بقدر ماهو سرد قد لايتقيد بالأطر التاريخية أو أهمية الأحداث فى تتاليها وتواليها ، كلى أمل أن تسعفنى الذاكرة فى الرصد الدقيق للتفاصيل. فى البدء ركبت البص فى طريقى للزقازيق ، شق البص طريقه الزراعى وكانت الخضرة خير أنيسٍ لى أن لم أبرح جزيرتنا الخضراء بوسط السودان ، توقف البص بقرية منيا القمح وتصورت حينها أن هاهنا الزقازيق ، إغتمّت النفس وانعقد العزم على العودة للسودان بخفّى حنين أو ببالطو ود البك وذلك أضعف الإيمان ، حمدت الله أن البص واصل مسيره ووصلناأخيراً للزقازيق ، ولم تكن لى قبلة سوى 100 شارع الجيش وقد زودنى بهذا العنوان صديقى مأمون التجانى الشقيق الأصغر للمدناوى الجميل صلاح التجانى ، وجدتُ هناك الرجل الصالح صلاح على صالح الذى أبهجتنى رؤيته للوهلة الأولى ، فهو يكتنز فيوضاً من المحبّة والبشاشة ولديه ومعه جالت بالخاطر صور شتّى لسنار ورواق السنارية ومحمد عبدالحى فى عودته إلى سنار وحكمة الشيخ فرح ودتكتوك وخزّان سنّار ومملكة الفونج ، وكانت بشاشته وترحابه خير معين لصبىٍ يخطو خطواته الأولى متغرباً عن مدينته ومعبده القدسى مدينة ودمدنى ، وكان يزامل صلاح فى سكنه محمد عثمان واحمد عبدالله وعادل عبدالمطلب على ما أذكر ، وقد وجدت لديهم جميعاً ذات البشر والترحاب الذى قابلنى به صلاح على صالح ، فقد حملونى فى اكف الراحة واحتفوا بى أيما إحتفاء ، فكان لى من أسرتهم أوثره ، ومن حبهم أصفاه وأنبله ، ولم يكن يغض مضجعى سوى أمرين ، صوت القطار وهو يهدر حتى يخيل إليك أنه يمر تحت السرير ، وسخّان الغاز الذى أجبرنى على الإستحمام وعيونى (مفنجلة) . ونتواصل ...............