ناس الزقازيق ... أجدع ناس ..

Quote: في سنة ( البرلمة ) أيام الدراسة في مصر سكنت و صديقي ( مرتضى ) في الطابق الأخير بإحدى العمائر بمدينة الزقازيق ـ يعني مننا و السطوح ـ عم عبد الله بواب العمارة كان يقوم بتنظيف العمارة و مسح السلم و المداخل بخرقة قماش بالية أو كما نسميها ( مساحة ) حيث يبدأ ( المسح ) من جوار شقتنا نزولا حتى الطابق الأرضي ، و كان يضع أدوات النظافة ( مكنسة ، جردل ، مساحة ) جوار شقتنا . في يوم ممطر و على غير العادة لم تأت الشغالة أم محمد التي كان تحضر لنا مرتين في الأسبوع للنظافة و الغسيل و أحيانا الطبخ ، لكنها أرسلت بدلاً منها شغالة أخرى قريبة لها ( من الفلاحين ) كانت تلك الشغالة سيدة كبيرة في عمرها و كانت المرة الأولى التي تأتي إلي شقتنا ، فتح لها ( مرتضى ) الباب و عرفته بأنها حضرت بديلة عن شغالتنا وجارتها ام محمد المتوعكة يومها و باشرت في مهمتها بتنظيف الشقة .. بعد دخول الشغالة الجديدة لشقتناو بأقل من نصف ساعة سمعنا ضرباً شديداً على الباب و صياحاً عالياً من عم عبد الله ( و عم عبد الله أضانو تقيلة و شبه أطرش و يتحدث بصوت عالي جداً ) كان عم عبد الله يصيح بصوته العالي الأجش .. ـ يا أستاذ ( مورتضضاا ) يا أستاذ ( مورتضاااا ) .. فين ( الشرمـ..طا ) يا أستاذ مرتضى !! مرتضى كان في غرفته و أنا كذلك في غرفتي و الشغالة ( الجديدة ) في المطبخ حيث بدأت في نظافته .. وعم عبد الله بصوته العالي جداً و بألفاظه ( الخادشة ) صحانا من النوم ( مخلوعين ) و ربما كل سكان العمارة .. توجس مرتضى أن يكون عم عبدالله أعتقد أن الشغالة ( الجديدة ) التي حضرت هي مجرد ( شرمـو..ـة) .. و أن واجبه كبواب يقتضي طردها من العمارة . عم عبد الله يصيح بأعلى صوته ( الشرمـ..طا) عشان أمسح بها السلم يا أستاذ مورتضاااا) قمت متخارجاً سرعة من غرفتي و تزامن ذلك مع خروج مرتضى و أتجهنا سوياُ للباب الذي كان يئن من ضربات عم عبد الله .. فتح مرتضى الباب غاضباً و بصوت عالي صاح في عم عبد الله : ( يا عم عبد الله شرمـو..ـة شنو يا عم عبد الله دي زولة أكبر من أمي ، ياخي نحنا ناس محترمين ، دي شغالة جديدة ) .. رد عم عبد الله ـ الذي ربما لأن أضانه تقيييلة جداً لم يسمع كلام مرتضى ـ عشان النطرة ( المطرة ) خربت الدنيا بالطين أنا عايز أنضف السلم ، إنت مخدتش ( الشرمـ..طا ) يا أستاذ مورتضاااا .. تسمرنا أمامه مثل الرجال البلهاء و قبل أن نفيق من أستغرابنا للرد على عم عبد الله فتحت سيدة باب الشقة المقابلة لنا و كانت تحمل في يدها خرقة قماش قديييمة و قامت بإعطائها لعم عبد الله الذي شكرها على ( الشرمـ..طا ) التي أعطتها له ليمسح بها البلاط و السلم بدلاً من ( شرمو... ته ) المفقودة و التي لم ( تدخل ) شقتنا باي حال .. ـ لاحقاُ علمت أن الفلاحين المصريين و خصوصاً في محافظة الشرقية يطلقون كلمة ( شرمــ ...طة ) على خرقة أو قطعة القماش القديمة التي تستخدم في مسح الأرضيات .. * مرتضى صديقي و رفيق دربي من الأبيض مروراً بالزقازيق و حتى جدة حيث نقيم الآن ما أن أذكر له هذه الحكاية حتى يقول لي ( لكن هي خُلعة نصاح ) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ للفائدة .. شرمـ... طة وهي صفة نابية (مسبة) وتعني المرأة العاهرة التي تمارس الدعارة. تعتبر هذه الكلمة بذيئة جداً وهي كلمة عامية لا يحبذ تداولها. وتستخدم هذه الكلمة في أرياف مصر بمعني أخر و هو الفوطة و في المغرب العربي تستخدم ب معنى شريطة اي قطعة قماش صغيرة تستخدم للمسح. عند الجزائريين شرمـ..طة تعني جميلة و حسنة المظهر أو بمعنى آخر فاتنة و بالفرنسية (charmante) و لهما نفس المعنى أي الحسن و الجمال و الأناقة .. من الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا ) ..http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D9%85%D9%88%D8%B7%D8%A9