ناس الزقازيق ... أجدع ناس ..

Quote: رمــضــــان كــــريــــــم.. وحوي يا وحوي..إليوووووحه،، ... وصوت السيارات نصف النقل تمر مسرعة، إلى فقوس، ههيا، أبوكبير و غيرها من أرياف الزقازيق، و صوت المنادي أمام سيارة الميكروبس ... أيوا أيوا ديرب ؟ رايح ديرب نجم، أيوه هنا.. ديرب يا زول ؟ وأقول في سري، : بيوديني ديرب شنو يا وهم إنت! نحنا الزقازيق عرفنا ليها شنو.. و تمر فاتنة قصيرة التنورة، بحذر متجنبة سيارة الميكروبص و سلال الجبنة القريش و أقفاص الفراخ المنتشره حولها، فينادي محمِّل السيارة بخبث: أيوا.. ديرب؟ و لكنها لا تلق له ببال و تمر بعيدا فينظر ناحيتها ثم ينادي، ديرب يا بياض، و ما يلبث أن يخاطب رفيقه وبقية من الإبتسامة الخبيثة تبين إصفرار أسنان أهلكها التبغ، هات زقاره يلا.. تمر اللحظات هادئة، و أنا في دهشة من "رمضان المافيهو عطش دا"، أعبر جسر المشاة قادما من المكتبة العامة متجها ناحية المحافظة عبر النادي الزراعي. أمر عبر بعض المحال التجارية، و أسمع في بعضها أصوات التلفاز مرة حوار في فيلم عربي قديم تصرخ فيه ماري منيب، و مرة يغشى سمعي صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بتلاوة تآتي من أغوار بعيدة. و في هذا و ذاك أرى هذا الكم الهائل من البشر و هم يعبرون القناة جيئة و ذهابا، تغمرني الدهشة من مقدرتهم الكبيره على قضاء حوائجهم و تدبيرها في أضيق الحدود، هم قوم بما هم عليه من رقة في الحال، فقد حباهم الله مقدرة فائقة على التدبير و التدبر. بينا أنا كذلك في غمرة تأملي و تفكيري، أرى ثلة من "الدبايب"، و أجهز نفسي للحظة المرور، ها هم سودانيون، يا للسرور.. ثم حين أمر بجوارهم أبتسم بسذاجة شديدة و أرفع يدي قائلا " السلااااااام عليكم"، و يردون التحية. لم أكن أدري دافعي للسلام الذي كان متعسفا في احيان كثيرة، و إلقاء التحية على كل سوداني أصادفه في الطريق لكني كنت أستمتع به غاية الإستمتاع.. كان هذا هو الحال في سنتي الأولى في الزقازيق و التي عشت فيها رمضان مختلف لكونه الأول خارج السودان، في شقة6 بشارع المحافظ متفرع من شارع المصالح الحكومية بالمساكن التعاونية، و نحن نجاور الحاج فاروق و أسرته الذين أكرمونا ذات إفطار بصينية حوت كل ما لذ و طاب و نفحونا بشئ من كرم الشراقوة الشهير. رمضان كريم لكل الأحبة، تصومو و تفطرو على خير.. السموأل